کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تيسير الكريم الرحمن

سورة الفاتحة سورة آل عمران سورة المائدة سورة الأنعام تفسير سورة الأعراف تفسير سورة الأنفال تفسير سورة التوبة تفسير سورة يونس تفسير سورة هود تفسير سورة الرعد سورة إبراهيم تفسير سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف تفسير سورة مريم سورة طه تفسير سورة الأنبياء تفسير سورة الحج تفسير سورة المؤمنون تفسير سورة النور تفسير سورة الفرقان تفسير سورة الشعراء تفسير سورة النمل تفسير سورة العنكبوت تفسير سورة الروم تفسير سورة لقمان تفسير سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ تفسير سورة فاطر تفسير سورة يس تفسير سورة الصافات تفسير سورة الزمر تفسير سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف تفسير سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد تفسير سورة الحجرات تفسير سورة ق سورة الطور تفسير سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة تفسير سورة الحديد تفسير سورة المجادلة تفسير سورة الحشر تفسير سورة الممتحنة تفسير سورة الصف سورة الجمعة تفسير سورة المنافقون تفسير سورة التغابن تفسير سورة الطلاق تفسير سورة التحريم تفسير سورة الملك تفسير سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن تفسير سورة المزمل سورة المدثر تفسير سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات تفسير سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس تفسير سورة التكوير سورة الإنفطار سورة المطففين تفسير سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى تفسير سورة الغاشية تفسير سورة الفجر تفسير سورة البلد سورة الشمس سورة الليل تفسير سورة الضحى سورة الشرح سورة التين تفسير سورة العلق سورة القدر تفسير سورة البينة تفسير سورة الزلزلة تفسير سورة العاديات تفسير سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر تفسير سورة الهمزة سورة الفيل تفسير سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر تفسير سورة الكافرون سورة النصر تفسير سورة المسد تفسير سورة الإخلاص سورة الفلق تفسير سورة الناس محتوى تفسير الإمام السعدي

تيسير الكريم الرحمن


صفحه قبل

تيسير الكريم الرحمن، ص: 929

القيامة، فيجدوا ما عملوا حاضرا، و لا يظلم ربك أحدا.

[81] أي: قل يا أيها الرسول الكريم، للذين جعلوا للّه ولدا، و هو الأحد الفرد الصمد، الذي لم يتخذ صاحبة و لا ولدا، و لم يكن له كفوا أحد. قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ‏ (81) لذلك الولد، لأنه جزء من والده، و أنا أوّل الخلق انقيادا للأوامر المحبوبة للّه و لكني أوّل المنكرين لذلك، و أشدهم له نفيا، فعلم بذلك بطلانه. فهذا احتجاج عظيم، عن من عرف أحوال الرسل. و أنه إذا علم أنهم أكمل الخلق، و أن كل خير فهم أوّل الناس سبقا إليه، و تكميلا له.

و كل شر فهم أوّل الناس تركا له، و إنكارا له، و بعدا منه.

فلو كان للرحمن ولد و هو الحقّ، لكان محمد بن عبد اللّه، أفضل الرسل أوّل من عبده، و لم يسبقه إليه المشركون.

و يحتمل أن معنى الآية: لو كان للرحمن ولد، فأنا أوّل العابدين للّه. و من عبادتي للّه، إثبات ما أثبته، و نفي ما نفاه، فهذا من العبادة القولية الاعتقادية. و يلزم من هذا، لو كان حقا، لكنت أوّل مثبت له. فعلم بذلك، بطلان دعوى المشركين و فسادها، عقلا و نقلا.

[82] سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ‏ (82) من الشريك و الظهير، و العوين، و الولد، و غير ذلك، مما نسبه إليه المشركون.

[83] فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَ يَلْعَبُوا أي: يخوضوا بالباطل، و يلعبوا بالمحال. فعلومهم ضارة غير نافعة، و هي الخوض، و البحث بالعلوم الّتي يعارضون بها الحقّ، و ما جاءت به الرسل، و أعمالهم لعب و سفاهة، لا تزكي النفوس، و لا تثمر المعارف. و لهذا توعدهم بما أمامهم يوم القيامة فقال: حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ‏ فسيعلمون فيه ماذا حصلوا، و ما حصلوا عليه من الشقاء الدائم، و العذاب المستمر.

[84] وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ‏ يخبر تعالى، أنه وحده، المألوه، المعبود في السموات و الأرض.

فأهل السموات كلهم، و المؤمنون من أهل الأرض يعبدونه، و يعظمونه، و يخضعون لجلاله، و يفتقرون لكماله.

تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ‏ وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً . فهو تعالى المألوه المعبود، الذي يألهه الخلائق كلهم، طائعين مختارين، و كارهين. و هذه كقوله تعالى: وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ‏ أي: ألوهيته و محبته فيهما. و أما هو فإنه فوق عرشه، بائن من خلقه، متوحد بجلاله، متمجد بكماله.

وَ هُوَ الْحَكِيمُ‏ الذي أحكم ما خلقه، و أتقن ما شرعه. فما خلق شيئا إلّا لحكمة، و حكمه القدري، و الشرعي، و الجزائي مشتمل على الحكمة. الْعَلِيمُ‏ بكل شي‏ء يعلم السر و أخفى، لا يعزب عنه مثقال ذرة في العالم العلوي و السفلي، و لا أصغر منها، و لا أكبر.

[85] وَ تَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما تبارك بمعنى تعالى و تعاظم، و كثر خيره، و اتسعت صفاته، و عظم ملكه. و لهذا ذكر سعة ملكه للسموات و الأرض و ما بينهما، و سعة علمه، و أنه بكل شي‏ء عليم. حتى أنه تعالى، انفرد بعلم الغيوب، الّتي لم يطّلع عليها أحد من الخلق لا نبي مرسل، و لا ملك مقرّب و لهذا قال: وَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ قدم الظرف، ليفيد الحصر، أي: لا يعلم متى تجي‏ء الساعة إلّا هو. و من تمام ملكه وسعته، أنه مالك الدنيا و الآخرة، و لهذا قال: وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‏ أي: في الآخرة فيحكم بينكم‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 930

بحكمه العدل. و من تمام ملكه، أنه لا يملك أحد من خلقه من الأمر شيئا، و لا يقدم على الشفاعة عنده أحد، إلّا بإذنه.

[86] وَ لا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ أي: كل من دعي من دون اللّه، من الأنبياء و الملائكة و غيرهم، لا يملكون الشفاعة، و لا يشفعون إلّا بإذن اللّه، و لا يشفعون إلّا لمن ارتضى، و لهذا قال: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِ‏ أي: نطق بلسانه، مقرا بقلبه، عالما بما يشهد به، و يشترط أن تكون شهادته بالحق، و هي الشهادة للّه تعالى بالوحدانية، و لرسله بالنبوة و الرسالة، و صحة ما جاءوا به، من أصول الدين، و فروعه، و حقائقه و شرائعه. فهؤلاء الذين تنفع فيهم شفاعة الشافعين، و هؤلاء الناجون من عقاب اللّه، الحائزون لثوابه.

[87] ثم قال تعالى: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ‏ أي: و لئن سألت المشركين عن توحيد الربوبية، و من هو الخالق، لأقروا أنه اللّه وحده لا شريك له. فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ‏ أي: فكيف يصرفون عن عبادة اللّه، و الإخلاص له وحده؟

فإقرارهم بتوحيد الربوبية، يلزمهم به الإقرار بتوحيد الألوهية، و هو من أكبر الأدلة على بطلان الشرك.

[88] وَ قِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ‏ (88) هذا معطوف على قوله: وَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ أي: و عنده علم قيله، أي: الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم، شاكيا لربه تكذيب قومه، متحزنا على ذلك، متحسرا على عدم إيمانهم. فاللّه تعالى عالم بهذه الحال، قادر على معاجلتهم بالعقوبة. و لكنه تعالى، حليم يمهل العباد، و يستأني بهم، لعلهم يتوبون، و يرجعون و لهذا قال:

[89] فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَ قُلْ سَلامٌ‏ أي: اصفح عنهم، ما يأتيك من أذيتهم القولية و الفعلية، و اعف عنهم، و لا يبدر منك لهم إلّا السّلام الذي يقابل به أولو الألباب و البصائر الجاهلين. كما قال تعالى عن عباده الصالحين: وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ‏ أي: خطابا بمقتضى جهلهم‏ قالُوا سَلاماً . فامتثل صلّى اللّه عليه و سلّم، لأمر ربه، و تلقى ما يصدر إليه من قومه و غيرهم من الأذى، بالعفو و الصفح، و لم يقابلهم، عليه السّلام، إلّا بالإحسان إليهم و الخطاب الجميل.

فصلوات اللّه و سلامه، على من خصه اللّه بالخلق العظيم، الذي فضّل به أهل الأرض و السماء، و ارتفع به أعلى من كواكب الجوزاء. و قوله: فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ‏ أي: غبّ ذنوبهم، و عاقبة جرمهم.

تفسير سورة الدخان‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

[1- 4] هذا قسم بالقرآن على القرآن، فأقسم بالكتاب المبين لكل ما يحتاج إلى بيانه أنه أنزله‏ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ، أي: كثيرة الخير و البركة، و هي ليلة القدر، الّتي هي خير من ألف شهر، فأنزل أفضل الكلام بأفضل الليالي و الأيام،

تيسير الكريم الرحمن، ص: 931

على أفضل الأنام، بلغة العرب الكرام، لينذر به قوما، عمتهم الجهالة، و غلبت عليهم الشقاوة، فيستضيئوا بنوره و يقتبسوا من هداه، و يسيروا وراءه، فيحصل لهم الخير الدنيوي، و الخير الأخروي، و لهذا قال: إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيها ، أي: في تلك الليلة الفاضلة الّتي نزل فيها القرآن‏ يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ‏ ، أي: يفصل و يميز، و يكتب كل أمر قدري و شرعي، حكم اللّه به. و هذه الكتابة و الفرقان، الذي يكون في ليلة القدر، إحدى الكتابات الّتي تكتب و تميز، فتطابق الكتاب الأول، الذي كتب اللّه به مقادير الخلائق، و آجالهم، و أرزاقهم، و أعمالهم، و أموالهم. ثمّ إن اللّه تعالى، قد و كل ملائكة تكتب ما سيجري على العبد، و هو في بطن أمه، ثمّ و كلهم بعد خروجه إلى الدنيا، و كّل به كراما كاتبين، يكتبون و يحفظون عليه أعماله، ثمّ إنه تعالى يقدر في ليلة القدر، ما يكون في السنة.

[5] و كل هذا من تمام علمه و كمال حكمته، و إتقان حفظه، و اعتنائه تعالى بخلقه‏ أَمْراً مِنْ عِنْدِنا ، أي: هذا الأمر الحكيم، أمر صادر من عندنا.

[6] إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ‏ للرسل و منزلين للكتب، و الرسل تبلغ أوامر المرسل و تخبر بأقداره، رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ‏ ، أي: إن إرسال الرسل و إنزال الكتب، الّتي أفضلها القرآن، رحمة من رب العباد بالعباد، فما رحم اللّه عباده برحمة، أجل من هدايتهم بالكتب و الرسل. و كل خير ينالونه في الدنيا و الآخرة، فإنه من أجل ذلك و سببه. إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏ ، أي: يسمع جميع الأصوات، و يعلم جميع الأمور الظاهرة و الباطنة، و قد علم تعالى، ضرورة العباد إلى رسله و كتبه، فرحمهم بذلك، و منّ عليهم، فلله تعالى الحمد و المنة، و الإحسان.

[7- 8] رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما ، أي: خالق ذلك و مدبره، و المتصرف فيه بما شاء. إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ‏ ، أي: عالمين بذلك علما مفيدا لليقين، فاعلموا أن الرب للمخلوقات، هو إلهها الحقّ، و لهذا قال:

لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، أي: لا معبود إلا وجهه، يُحْيِي وَ يُمِيتُ‏ ، أي: هو المتصرف وحده بالإحياء و الإماتة، و سيجمعكم بعد موتكم فيجزيكم بعملكم، إن خيرا فخير، و إن شرا فشر. رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ‏ ، أي:

رب الأولين و الآخرين، مربيهم بالنعم، الدافع عنهم النقم.

[9] فلما قرر تعالى ربوبيته و ألوهيته، بما يوجب العلم التام، و يدفع الشك، أخبر أن الكافرين مع هذا البيان‏ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ‏ ، أي: منغمرون في الشكوك و الشبهات، غافلون عما خلقوا له، قد اشتغلوا باللعب الباطل، الذي لا يجدي عليهم إلا الضرر.

[10- 11] فَارْتَقِبْ‏ ، أي: انتظر فيهم العذاب، فإنه قد قرب و آن أوانه، يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ‏ ، أي: يعمهم ذلك الدخان، و يقال لهم: هذا عَذابٌ أَلِيمٌ‏ . و اختلف المفسرون في المراد بهذا الدخان، فقيل: إنه الدخان الذي يغشى الناس و يعمهم، حين تقرب النار من المجرمين في يوم القيامة و أن اللّه توعدهم بعذاب يوم القيامة و أمر نبيه أن ينتظر بهم ذلك اليوم. و يؤيد هذا المعنى، أن هذه الطريقة هي طريقة القرآن في توعد الكفار و التأنّي بهم، و ترهيبهم بذلك اليوم و عذابه، و تسلية الرسول و المؤمنين بالانتظار، بمن آذاهم.

[13] و يؤيده أيضا، أنه قال في هذه الآية: أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى‏ وَ قَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ‏ (13) و هذا يقال يوم‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 932

القيامة للكفار، حين يطلبون الرجوع إلى الدنيا، فيقال: قد ذهب وقت الرجوع. و قيل: إن المراد بذلك، ما أصاب كفار قريش حين امتنعوا من الإيمان، و استكبروا على الحقّ، فدعا عليهم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: «اللهم أعني عليهم بسنين كسني يوسف»، فأرسل اللّه عليهم الجوع العظيم، حتى أكلوا الميتات و العظام، و صاروا يرون الذي بين السماء و الأرض كهيئة الدخان و ليس به، و ذلك من شدة الجوع. فيكون- على هذا- قوله: يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ‏ أن ذلك بالنسبة إلى أبصارهم، و ما يشاهدون، و ليس بدخان حقيقة. و لم يزالوا بهذه الحالة حتى استرحموا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و سألوه أن يدعو اللّه لهم، أن يكشفه اللّه عنهم، فكشفه اللّه عنهم، و على هذا فيكون قوله: إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ‏ (15) إخبار بأن اللّه سيصرفه عنهم، و توعّد لهم أن يعودوا إلى الاستكبار و التكذيب، و إخبار بوقوعه فوقع، و أن اللّه سيعاقبهم بالبطشة الكبرى، قالوا: و هي وقعة «بدر» و في هذا القول نظر ظاهر. و قيل: إن المراد بذلك، أن ذلك من أشراط الساعة، و أنه يكون في آخر الزمان، دخان يأخذ بأنفاس الناس، و يصيب المؤمنين معه كهيئة الدخان. و القول هو الأول. و في الآية احتمال أن المراد بقوله: فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى‏ وَ قَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ‏ (14) أن هذا كله يوم القيامة.

[15] و أن قوله تعالى: إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى‏ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ‏ (16) أن هذا ما وقع لقريش كما تقدم. و إذا نزلت هذه الآيات على هذين المعنيين، لم تجد في اللفظ، ما يمنع من ذلك. بل تجدها مطابقة لهما أتم المطابقة، و هذا الذي يظهر عندي، و يترجح، و اللّه أعلم.

[17] لما ذكر تعالى تكذيب من كذب الرسول محمدا صلّى اللّه عليه و سلّم ذكر أن لهم سلفا من المكذبين، فذكر قصتهم مع موسى، و ما أحل اللّه بهم ليرتدع هؤلاء المكذبون عن ما هم عليه، فقال: وَ لَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ‏ ، أي:

ابتليناهم و اختبرناهم بإرسال رسولنا، موسى بن عمران إليهم، الرسول الكريم، الذي فيه من الكرم و مكارم الأخلاق ما ليس في غيره.

[18] أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ‏ ، أي: قال لفرعون و ملئه: أدوا إليّ عباد اللّه، يعني بهم: بني إسرائيل، أي:

أرسلوهم، و أطلقوهم من عذابكم و سومكم إياهم سوء العذاب، فإنهم عشيرتي، و أفضل العالمين في زمانهم. و أنتم قد ظلمتموهم، و استعبدتموهم بغير حق، فأرسلوهم ليعبدوا ربهم، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ‏ ، أي: رسول من رب العالمين، أمين على ما أرسلني به، لا أكتمكم منه شيئا، و لا أزيد فيه و لا أنقص، و هذا يوجب تمام الانقياد له.

[19] وَ أَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ‏ بالاستكبار عن عبادته، و العلو على عباد اللّه، إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ‏ ، أي:

بحجة بينة ظاهرة، و هو ما أتى به من المعجزات الباهرات، و الأدلة القاهرات، فكذبوه و هموا بقتله، فلجأ إلى اللّه من شرهم، فقال:

[20] وَ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَ رَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ‏ (20)، أي: تقتلوني شر القتلات، بالرجم بالحجارة.

[21] وَ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ‏ (21)، أي: لكم ثلاث مراتب: الإيمان بي، و هو مقصودي منكم، فإن لم تحصل منكم هذه المرتبة، فاعتزلوني، لا عليّ و لا لي، فاكفوني شركم.

[22] فلم تحصل منهم المرتبة الأولى و لا الثانية، بل لم يزالوا متمردين عاتين على اللّه، محاربين لنبيه موسى عليه السّلام، غير ممكنين له من قومه بني إسرائيل، فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ‏ (22)، أي: قد أجرموا جرما، يوجب تعجيل العقوبة. فأخبر عليه السّلام بحالهم، و هذا دعاء بالحال، الّتي هي أبلغ من المقال، عن نفسه عليه السّلام‏ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ، فأمره اللّه أن يسري بعباده ليلا، و أخبره أن فرعون و قومه سيتبعونه.

[24] وَ اتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً ، و ذلك أنه لما سرى موسى ببني إسرائيل كما أمره اللّه، ثمّ تبعهم فرعون، أمر اللّه موسى أن يضرب البحر، فضربه، فصار اثنى عشر طريقا، و صار الماء من بين تلك الطرق، كالجبال العظيمة، فسلكه موسى و قومه. فلما خرجوا منه، أمره اللّه أن يتركه رهوا، أي: بحاله، ليسلكه فرعون و جنوده‏ إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ‏ .

تيسير الكريم الرحمن، ص: 933

[25- 28] فلما تكامل قوم موسى خارجين منه، و قوم فرعون داخلين فيه، أمره اللّه تعالى أن يلتطم عليهم، فغرقوا عن آخرهم، و تركوا ما متعوا به من الحياة الدنيا، و أورثه اللّه بني إسرائيل، الّذين كانوا مستعبدين لهم، و لهذا قال: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ (25) وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ (26) وَ نَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (27) كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها ، أي: هذه النعمة المذكورة قَوْماً آخَرِينَ‏ ، و في الآية الأخرى: كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ‏ (59).

[29] فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ‏ ، أي: لما أتلفهم اللّه و أهلكهم، لم تبك عليهم السماء و الأرض، أي:

لم يحزن عليهم، و لم ييأس على فراقهم، بل كل استبشر بهلاكهم و تلفهم حتى السماء و الأرض، لأنهم ما خلفوا من آثارهم إلا ما يسود وجوههم، و يوجب عليهم اللعنة و المقت من العالمين. وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ‏ ، أي: ممهلين عن العقوبة، بل اصطلتهم في الحال.

[30] ثمّ امتنّ تعالى على بني إسرائيل، فقال: وَ لَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ‏ (30) الذي كانوا فيه‏ مِنْ فِرْعَوْنَ‏ إذ يذبّح أبناءهم، و يستحيي نساءهم. إِنَّهُ كانَ عالِياً ، أي: مستكبرا في الأرض بغير الحقّ‏ مِنَ الْمُسْرِفِينَ‏ المتجاوزين لحدود اللّه، و المتجرئين على محارمه.

[32] وَ لَقَدِ اخْتَرْناهُمْ‏ ، أي: اصطفيناهم و انتقيناهم‏ عَلى‏ عِلْمٍ‏ منا بهم، و باستحقاقهم لذلك الفضل‏ عَلَى الْعالَمِينَ‏ ، أي: عالمي زمانهم و من قبلهم و بعدهم حتى أتى اللّه بأمة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم، ففضلوا العالمين كلهم، و جعلهم اللّه خير أمة أخرجت للناس، و امتن عليهم، بما لم يمتن به على غيرهم.

[33] وَ آتَيْناهُمْ‏ ، أي: بني إسرائيل‏ مِنَ الْآياتِ‏ الباهرة، و المعجزات الظاهرة. ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ‏ ، أي: إحسان كثير، ظاهر منا عليهم، و حجة عليهم، على صحة ما جاءهم به نبيهم موسى عليهم السّلام.

[34] يخبر تعالى‏ إِنَّ هؤُلاءِ المكذبين‏ لَيَقُولُونَ‏ مستبعدين للبعث و النشور: إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى‏ وَ ما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ‏ (35)، أي: ما هي إلا الحياة الدنيا، فلا بعث، و لا نشور، و لا جنة، و لا نار.

[36] ثمّ قالوا- متجرئين على ربهم، معجزين له-: فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏ (36)، و هذا من اقتراح الجهلة المعاندين في مكان سحيق، فأي ملازمة بين صدق الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم، و أنه متوقف على الإتيان بآبائهم؟ فإن الآيات، قد قامت على صدق ما جاءهم به، و تواترت تواترا عظيما من كل وجه.

[37] قال تعالى: أَ هُمْ خَيْرٌ ، أي: هؤلاء المخاطبون‏ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ‏ ، فإنهم ليسوا خيرا منهم، و قد اشتركوا في الإجرام، فليتوقعوا من الهلاك ما أصاب إخوانهم المجرمين.

[38- 39] يخبر تعالى، عن كمال قدرته، و تمام حكمته، و أنه ما خلق السماوات و الأرض لعبا، و لا لهوا، و لا سدى من غير فائدة، و أنه ما خلقهما إلا بالحق، أي: نفس خلقهما بالحق، و خلقهما مشتمل على الحقّ، و أنه أوجدهما ليعبدوه وحده لا شريك له، و ليأمر العباد، و ينهاهم و يثيبهم، و يعاقبهم. وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ‏ ، فلذلك لم يتفكروا في خلق السماوات و الأرض.

[40] إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ‏ و هو يوم القيامة الذي يفصل اللّه به بين‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 934

الأولين و الآخرين، و بين كل مختلفين‏ مِيقاتُهُمْ‏ ، أي:

الخلائق‏ أَجْمَعِينَ‏ . كلهم سيجمعهم اللّه فيه، و يحضرهم و يحضر أعمالهم، و يكون الجزاء عليها.

[41] يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً لا قريب عن قريبه، و لا صديق عن صديقه، وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ‏ ، أي: يمنعون عذاب اللّه عز و جل، لأن أحدا من الخلق لا يملك من الأمر شيئا.

[42] إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ‏ (42)، فإنه هو الذي ينتفع و يرتفع برحمة اللّه تعالى، الّتي تسبب إليها، و سعى لها سعيها في الدنيا.

[43] ثمّ قال تعالى: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ‏ (43) إلى:

تَمْتَرُونَ‏ . لما ذكر يوم القيامة، و أنه يفصل بين عباده فيه، ذكر افتراقهم إلى فريقين: فريق في الجنة، و فريق في السعير، و هم: الآثمون بعمل الكفر و المعاصي، و أن طعامهم‏ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ‏ شر الأشجار و أفظعها، و أن طعمها كَالْمُهْلِ‏ ، أي: كالصديد المنتن، خبيث الريح و الطعم، شديد الحرارة.

[45- 46] يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ‏ (46)، و يقال للمعذّب:

[49] ذُقْ‏ هذا العذاب الأليم، و العقاب الوخيم‏ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ‏ ، أي بزعمك أنك عزيز، ستمتنع من عذاب اللّه، و أنك كريم على اللّه لا يصيبك بعذاب. فاليوم تبين لك، أنك أنت الذليل المهان الخسيس.

[50] إِنَّ هذا العذاب العظيم، هو ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ‏ ، أي:

تشكون، فالآن صار عندكم، حق اليقين.

[51] هذا جزاء المتقين للّه الّذين اتقوا سخطه و عذابه، بتركهم المعاصي، و فعلهم الطاعات، فلما انتفى السخط عنهم و العذاب، ثبت لهم الرضا من اللّه، و الثواب العظيم، في ظل ظليل، من كثرة الأشجار و الفواكه و العيون، تجري من تحتهم الأنهار، يفجرونها تفجيرا في جنات النعيم. فأضاف الجنات إلى النعيم، لأن ما اشتملت عليه كله نعيم و سرور، كامل من كل وجه، ما فيه منغص و لا مكدر، بوجه من الوجوه. و لباسهم من الحرير الأخضر من السندس و الإستبرق، أي: غليظ الحرير و رقيقه، مما تشتهيه أنفسهم. مُتَقابِلِينَ‏ في قلوبهم و وجوههم في كمال الراحة، و الطمأنينة، و المحبة و العشرة الحسنة، و الآداب المستحسنة. كَذلِكَ‏ النعيم التام و السرور الكامل‏ وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ ، أي: نساء جميلات من جمالهن و حسنهن أنه يحار الطرف في حسنهن، و ينبهر العقل بجمالهن، و ينخلب اللب لكمالهن‏ عِينٍ‏ ، أي: واسعات الأعين، حسانها. يَدْعُونَ فِيها ، أي: الجنة بِكُلِّ فاكِهَةٍ مما له اسم في الدنيا، و مما لا يوجد له اسم، و لا نظير في الدنيا. فمهما طلبوه من أنواع الفاكهة و أجناسها، أحضر لهم في الحال، من غير تعب و لا كلفة، آمِنِينَ‏ من انقطاع ذلك، و آمنين من مضرته، و آمنين من كل مكدر، و آمنين من الخروج منها و الموت، و لهذا قال: لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى‏ ، أي: ليس فيها موت بالكلية. و لو كان فيها موت يستثنى، لم يستثن الموتة الأولى، الّتي هي الموتة في الدنيا، فتم لهم كل محبوب مطلوب، وَ وَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ‏ ، أي: حصول النعيم و اندفاع العذاب عنهم، من فضل اللّه عليهم و كرمه، فإنه تعالى هو الذي وفقهم للأعمال الصالحة، الّتي بها نالوا خير الآخرة، و أعطاهم أيضا، ما لم تبلغه أعمالهم.

تيسير الكريم الرحمن، ص: 935

ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏ ، و أي فوز أعظم من نيل رضوان اللّه و جنته، و السلامة من عذابه و سخطه؟ فَإِنَّما يَسَّرْناهُ‏ ، أي: القرآن‏ بِلِسانِكَ‏ ، الذي هو أفصح الألسنة على الإطلاق و أجلها، فتيسر به لفظه، و تيسر به معناه. لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ‏ ما فيه نفعهم فيفعلونه، و ما فيه ضررهم فيتركونه. فَارْتَقِبْ‏ ، أي انتظر ما وعدك ربك، من الخير و النصر إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ‏ ما يحل بهم من العذاب، و فرق بين الارتقابين: رسول اللّه و أتباعه يرتقبون الخير في الدنيا و الآخرة. و ضدهم، يرتقبون الشر في الدنيا و الآخرة. تم تفسير سورة الدخان- و للّه الحمد و المنة.

سورة الجاثية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

[2] يخبر تعالى خبرا، يتضمن الأمر بتعظيم القرآن، و الاعتناء به، و أنه‏ تَنْزِيلُ‏ ، ... مِنَ اللَّهِ‏ المألوه المعبود، لما اتصف به من صفات الكمال، و انفرد به من النعم، الذي له العزة الكاملة و الحكمة التامة.

[3] ثمّ أيد ذلك بما ذكره من الآيات الأفقية و النفسية، من خلق السماوات و الأرض، و ما بث فيهما من الدواب، و ما أودع فيهما من المنافع، و ما أنزل اللّه من الماء، الذي يحيي به اللّه البلاد و العباد. فهذه كلها آيات بينات، و أدلة واضحات، على صدق هذا القرآن العظيم، و صحة ما اشتمل عليه من الحكم و الأحكام، و دالات أيضا على ما للّه تعالى من الكمال، و على البعث و النشور. ثمّ قسم تعالى الناس، بالنسبة إلى الانتفاع بآياته و عدمه، إلى قسمين: قسم يستدلون بها، و يتفكرون بها، و ينتفعون فيرتفعون و هم المؤمنون باللّه و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر إيمانا تاما، وصل بهم إلى درجة اليقين، فزكى منهم العقول، و ازدادت به معارفهم و ألبابهم و علومهم. و قسم يسمع آيات اللّه سماعا تقوم به الحجة عليهم، ثمّ يعرض عنها، و يستكبر- كأنه ما سمعها، لأنها لم تزك قلبه، و لا طهّرته، بل- بسبب استكباره عنها، ازداد طغيانه.

[7] و أنه إذا علم من آيات اللّه شيئا، اتخذها هزوا، فتوعده اللّه تعالى بالويل فقال: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ‏ (7)، أي: كذاب في مقاله، أثيم في فعاله.

[10] و أخبر أن له عذابا أليما، و أن‏ مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ‏ تكفي في عقوبتهم البليغة. و أنه‏ لا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا من الأمول‏ شَيْئاً وَ لا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ يستنصرون بهم فخذلوهم، أحوج ما كانوا إليهم لو نفعوا.

صفحه بعد