کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

جامع البيان فى تفسير القرآن

الجزء الأول

مقدمة المؤلف

(القول فى البيان عن اتفاق معانى آي القرآن و معانى منطق من نزل بلسانه من وجه البيان و الدلالة على أن ذلك من الله جل و عز هو الحكمة البالغة مع الإبانة عن فضل المعنى الذي به باين القرآن سائر الكلام) (القول فى البيان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب و ألفاظ غيرها من بعض أجناس الأمم) (القول فى اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب) القول فى البيان عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة و ذكر الاخبار المروية بذلك القول فى الوجوه التي من قبلها يوصل الى معرفة تأويل القرآن ذكر بعض الاخبار التي رويت بالنهى عن القول فى تأويل القرآن بالرأى ذكر بعض الاخبار التي رويت فى الحض على العلم بتفسير القرآن و من كان يفسره من الصحابة ذكر بعض الاخبار التي غلط فى تأويلها منكر و القول فى تأويل القرآن ذكر الاخبار عن بعض السلف فيمن كان من قدماء المفسرين محمودا علمه بالتفسير و من كان منهم مذموما علمه بذلك (القول فى تاويل أسماء القرآن و سوره و آيه) القول فى تأويل أسماء فاتحة الكتاب القول فى تأويل الاستعاذة
تفسير سورة الفاتحة تفسير سورة البقرة

جامع البيان فى تفسير القرآن


صفحه قبل

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 1

الجزء الأول‏

من كتاب جامع البيان فى تفسير القرآن تأليف الامام الكبير و المحدث الشهير من أطبقت الامّة على تقدمه فى التفسير أبى جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 هجرية رحمه اللّه و أثابه رضاه آمين (و بهامشه تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان للعلامة نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابورى قدست أسراره) «فى كشف الظنون» قال الامام جلال الدين السيوطي فى الإتقان و كتابه «أي الطبري» أجلّ التفاسير و أعظمها فانه يتعرّض لتوجيه الأقوال و ترجيح بعضها على بعض و الاعراب و الاستنباط فهو يفوق بذلك على تفاسير الأقدمين و قال النووي أجمعت الامة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري و عن أبى حامد الاسفرايينى أنه قال لو سافر رجل الى الصين حتى يحصل له تفسير ابن جرير لم يكن ذلك كثيرا ا ه (تنبيه) طبغت هذه النسخة بعد تصحيحها على الأصول الموجودة فى خزانة الكتبخانة الخديوية بمصر بالاعتناء التام نسأل اللّه تعالى حسن الختام (الطبعة الاولى) بالمطبعة الكبرى الاميريه ببولاق مصر المحمية سنة 1323 هجريه‏

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 2

[مقدمة المؤلف‏]

بسم اللّه الرحمن الرحيم قرئ على أبى جعفر محمد بن جرير الطبري فى سنة ست و ثلاثمائة قال (الحمد للّه) الذي حجت الألباب بدائع حكمه و خصمت العقول لطائف حججه و قطعت عذر الملحدين عجائب صنعه و هتفت فى أسماع العالمين ألسن أدلته شاهدة أنه اللّه الذي لا اله الا هو الذي لا عدل له معادل و لا مثل له مماثل و لا شريك له مظاهر و لا ولد له و لا والد و لم يكن له صاحبة و لا كفوا أحد و أنه الجبار الذي خضعت لجبروته الجبابرة و العزيز الذي ذلت لعزته الملوك الأعزة و خشعت لمهابة سطوته ذوو المهابة و أذعن له جميع الخلق بالطاعة طوعا و كرها كما قال اللّه عز و جل و للّه يسجد من فى السموات و الأرض طوعا و كرها و ظلالهم بالغدوّ و الآصال فكل موجود الى وحدانيته داع و كل محسوس الى ربوبيته هاد بما وسمهم به من آثار الصنعة من نقص و زيادة و عجز و حاجة و تصرف فى عاهات عارضه و مقارنة أحداث لازمه لتكون له الحجة البالغة ثم أردف ما شهدت به من ذلك أدلته و أكد ما استنارت فى القلوب منه بهجته برسل ابتعثهم الى من يشاء من عباده دعاة الى ما اتضحت لديهم صحته و ثبتت فى العقول حجته لئلا يكون للناس على اللّه حجة بعد الرسل و ليذكر أو لو النهى و الحلم فأمدّهم بعونه و أبانهم من سائر خلقه بما دل به على صدقهم من الأدلة و أيدهم به من الحجج البالغة و الآي المعجزة لئلا يقول القائل فيهم ما هذا الا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه و يشرب مما تشربون و لئن أطعتم بشرا مثلكم انكم إذا لخاسرون فجعلهم سفراء بينه و بين خلقه و أمناءه على وحيه و اختصهم بفضله و اصطفاهم برسالته ثم جعلهم فيما خصهم به من مواهبه و منّ به عليهم من كراماته مراتب مختلفه و منازل مفترقه و رفع بعضهم فوق بعض درجات متفاضلات متباينات فكرم بعضهم بالتكليم و النجوى و أيد بعضهم بروح القدس و خصه بإحياء الموتى و إبراء أولى العاهة و العمى و فضل نبينا

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 3

محمدا صلّى اللّه عليه و سلم من الدرجات بالعليا و من المراتب بالعظمى فحباه من أقسام كرامته بالقسم الأفضل و خصه من درجات النبوّة بالحظ الأجزل و من الأتباع و الأصحاب بالنصيب الأوفر و ابتعثه بالدعوة التامة و الرسالة العامة و حاطه وحيدا و عصمه فريدا من كل جبار عاند و كل شيطان ما رد حتى أظهر به الدين و أوضح به السبيل و أنهج به معالم الحق و محق به منار الشرك و زهق به الباطل و اضمحل به الضلال و خدع الشيطان و عبادة الأصنام و الأوثان مؤيدا بدلالة على الأيام باقيه و على الدهور و الأزمان ثابته و على ممر الشهور و السنين دائمه يزداد ضياؤها على كرّ الدهور إشراقا و على مر الليالى و الأيام ائتلاقا تخصيصا من اللّه له بها دون سائر رسله الذين قهرتهم الجبابرة و استذلتهم الأمم الفاجرة فتعفت بعدهم منهم الآثار و أخملت ذكرهم الليالى و الأيام و دون من كان منهم مرسلا الى أمة دون أمه و خاصة دون عامه و جماعة دون كافة فالحمد للّه الذي كرمنا بتصديقه و شرفنا باتباعه و جعلنا من أهل الإقرار و الايمان به و بما دعا اليه و جاء به صلى اللّه عليه و على آله و سلم أزكى صلواته و أفضل سلامه و أتم تحياته (أمّا بعد) فان من جسيم ما خص اللّه به أمة نبينا محمد صلى اللّه عليه و سلم من الفضيلة و شرفهم به على سائر الأمم من المنازل الرفيعه و حباهم به من الكرامة السنية حفظه ما حفظ جل ذكره و تقدست أسماؤه عليهم من وحيه و تنزيله الذي جعله على حقيقة نبوة نبيهم صلى اللّه عليه و سلم دلاله و على ما خصه به من الكرامة علامة واضحة و حجة بالغه أبانه به من كل كاذب و مفتر و فصل به بينهم و بين كل جاحد و ملحد و فرق به بينهم و بين كل كافر و مشرك الذي لو اجتمع جميع من بين أقطارها من جنها و أنسها و صغيرها و كبيرها على أن يأتوا بسورة من مثله لم يأتوا بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا فجعله لهم فى دجى الظلم نورا ساطعا و فى سدف الشبه شهابا لامعا و فى مضلة المسالك دليلا هاديا و الى سبل النجاة و الحق حاديا يهدى به اللّه من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات الى النور باذنه و يهديهم الى صراط مستقيم حرسه بعين منه لا تنام و حاطه بركن منه لا يضام لا تهى على الأيام دعائمه و لا تبيد على طول الأزمان معالمه و لا يجور عن قصد المحجة تابعه و لا يضل عن سبل الهدى مصاحبه من اتبعه فاز و هدى و من حاد عنه ضلّ و غوى فهو موئلهم الذي اليه عند الاختلاف يئلون و معقلهم الذي اليه فى النوازل يعتقلون و حصنهم الذي به من وساوس الشيطان يتحصنون و حكمة ربهم التي إليها يحتكمون و فصل قضائه بينهم الذي اليه ينتهون و عن الرضا به يصدرون و حبله الذي بالتمسك به من الهلكة يعتصمون اللهم فوفقنا لاصابة صواب القول فى محكمه و متشابهه و حلاله و حرامه و عامه و خاصه و مجمله و مفسره و ناسخه و منسوخه و ظاهره و باطنه و تأويل آيه و تفسير مشكله و ألهمنا التمسك به و الاعتصام بمحكمه و الثبات على التسليم لمتشابهه و أوزعنا الشكر على ما أنعمت به علينا من حفظه و العلم بحدوده انك سميع الدعاء قريب الاجابة و صلى اللّه على سيدنا محمد و آله و سلم تسليما كثيرا (اعلموا) عباد اللّه رحمكم اللّه أن أحق ما صرفت الى علمه العنايه و بلغت فى معرفته الغاية ما كان للّه فى العلم به رضا و للعالم به الى سبيل الرشاد هدى و انّ أجمع ذلك لباغيه كتاب اللّه الذي لا ريب فيه و تنزيله الذي لا مرية فيه الفائز بجزيل الذخر و سنى الاجر تاليه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد و نحن فى شرح تأويله و بيان ما فيه من معانيه منشؤن ان شاء اللّه ذلك كتابا مستوعبا لكل ما بالناس اليه الحاجة من علمه جامعا و من سائر الكتب غيره فى ذلك كافيا و مخبرون فى كل ذلك بما انتهى‏

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 4

إلينا من اتفاق الحجة فيما اتفقت عليه الأمه و اختلافها فيما اختلفت فيه منه و مبينو علل كل مذهب من مذاهبهم و موضحو الصحيح لدينا من ذلك بأوجز ما أمكن من الإيجاز فى ذلك و أخصر ما أمكن من الاختصار فيه و اللّه نسأل عونه و توفيقه لما يقرّب من محابه و يبعد من مساخطه و صلى اللّه على صفوته من خلقه و على آله و سلم تسليما كثيرا و ان أول ما نبدأ به من القيل فى ذلك الإبانة عن الأسباب التي البداية بها أولى و تقديمها قبل ما عداها أحرى و ذلك البيان عما فى آي القرآن من المعاني التي من قبلها يدخل اللبس على من لم يعان رياضة العلوم العربية و لم تستحكم معرفته بتصاريف وجوه منطق الألسن السليقية الطبيعية

(القول فى البيان عن اتفاق معانى آي القرآن و معانى منطق من نزل بلسانه من وجه البيان و الدلالة على أن ذلك من اللّه جل و عز هو الحكمة البالغة مع الإبانة عن فضل المعنى الذي به باين القرآن سائر الكلام)

صفحه بعد