کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

جامع البيان فى تفسير القرآن

الجزء الأول

مقدمة المؤلف

(القول فى البيان عن اتفاق معانى آي القرآن و معانى منطق من نزل بلسانه من وجه البيان و الدلالة على أن ذلك من الله جل و عز هو الحكمة البالغة مع الإبانة عن فضل المعنى الذي به باين القرآن سائر الكلام) (القول فى البيان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب و ألفاظ غيرها من بعض أجناس الأمم) (القول فى اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب) القول فى البيان عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة و ذكر الاخبار المروية بذلك القول فى الوجوه التي من قبلها يوصل الى معرفة تأويل القرآن ذكر بعض الاخبار التي رويت بالنهى عن القول فى تأويل القرآن بالرأى ذكر بعض الاخبار التي رويت فى الحض على العلم بتفسير القرآن و من كان يفسره من الصحابة ذكر بعض الاخبار التي غلط فى تأويلها منكر و القول فى تأويل القرآن ذكر الاخبار عن بعض السلف فيمن كان من قدماء المفسرين محمودا علمه بالتفسير و من كان منهم مذموما علمه بذلك (القول فى تاويل أسماء القرآن و سوره و آيه) القول فى تأويل أسماء فاتحة الكتاب القول فى تأويل الاستعاذة
تفسير سورة الفاتحة تفسير سورة البقرة

جامع البيان فى تفسير القرآن


صفحه قبل

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 61

وقفت فيها أصيلا لا أسائلها

عيت جوابا و ما بالربع من أحد

إلا أواري لأَيا ما أبينها

و النؤي كالحوض بالمظلومة الجلد

و الأَواري معلوم أنها ليست من عداد أحد في شي‏ء. فكذلك عنده استثنى‏ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ من‏ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ و إن لم يكونوا من معانيهم في الدين في شي‏ء. و أما نحويو الكوفيين فأنكروا هذا التأويل و استخطئوه، و زعموا أن ذلك لو كان كما قاله الزاعم من أهل البصرة لكان خطأ أن يقال: وَ لَا الضَّالِّينَ‏ لأَن" لا" نفي و جحد، و لا يعطف بجحد إلا على جحد؛ و قالوا: لم نجد في شي‏ء من كلام العرب استثناء يعطف عليه بجحد، و إنما وجدناهم يعطفون على الاستثناء بالاستثناء، و بالجحد على الجحد فيقولون في الاستثناء: قام القوم إلا أخاك و إلا أباك؛ و في الجحد: ما قام أخوك، و لا أبوك؛ و أما قام القوم إلا أباك و لا أخاك، فلم نجده في كلام العرب؛ قالوا: فلما كان ذلك معدوما في كلام العرب و كان القرآن بأفصح لسان العرب نزوله، علمنا إذ كان قوله: وَ لَا الضَّالِّينَ‏ معطوفا على قوله: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ أن" غير" بمعنى الجحد لا بمعنى الاستثناء، و أن تأويل، من وجهها إلى الاستثناء خطأ. فهذه أوجه تأويل‏ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ . باختلاف أوجه إعراب ذلك. و إنما اعترضنا بما اعترضنا في ذلك من بيان وجوه إعرابه، و إن كان قصدنا في هذا الكتاب الكشف عن تأويل آي القرآن، لما في اختلاف وجوه إعراب ذلك من اختلاف وجوه تأويله، فاضطرتنا الحاجة إلى كشف وجوه إعرابه، لتنكشف لطالب تأويله وجوه تأويله على قدر اختلاف المختلفة في تأويله و قراءته. و الصواب من القول في تأويله و قراءته عندنا القول الأَول، و هو قراءة: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ بخفض الراء من" غير" بتأويل أنها صفة ل‏ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ و نعت لهم؛ لما قد قدمنا من البيان إن شئت، و إن شئت فبتأويل تكرار و صراط" كل ذلك صواب حسن. فإن قال لنا قائل: فمن هؤلاء المغضوب عليهم الذين أمرنا الله جل ثناؤه بمسألته أن لا يجعلنا منهم؟ قيل: هم الذين وصفهم الله جل ثناؤه في تنزيله فقال: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ‏ فأعلمنا جل ذكره بمنه ما أحل بهم من عقوبته بمعصيتهم إياه، ثم علمنا، منة منه علينا، وجه السبيل إلى النجاة، من أن يحل بنا مثل الذي حل بهم من المثلات، و رأفة منه بنا. فإن قال: و ما الدليل على أنهم أولاء الذين وصفهم الله و ذكر نبأهم في تنزيله على ما وصفت؟ قيل: حدثني أحمد بن الوليد الرملي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم‏ : المغضوب عليهم: اليهود. و حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن سماك بن حرب، قال: سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدي بن حاتم قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم‏ " إن المغضوب عليهم:

اليهود". و حدثني علي بن الحسن، قال: حدثنا مسلم بن عبد الرحمن، قال: حدثنا محمد بن مصعب، عن حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم قال: سألت النبي صلى الله عليه و سلم‏ عن قول الله جل و عز: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ قال:" هم اليهود". و حدثنا حميد بن مسعدة الشامي، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق: أن رجلا أتى‏

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 62

رسول الله صلى الله عليه و سلم‏ و هو محاصر وادي القرى فقال: من هؤلاء الذين تحاصر يا رسول الله؟ قال:" هؤلاء المغضوب عليهم: اليهود". و حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن سعيد الجريري، عن عروة، عن عبد الله بن شقيق، أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم‏ فذكر نحوه.

و حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أنبأنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن بديل العقيلي، قال: أخبرني عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه و سلم‏ و هو بوادي القرى و هو على فرسه و سأله رجل من بني القين، فقال: يا رسول الله من هؤلاء؟ قال:" المغضوب عليهم" و أشار إلى اليهود. و حدثنا القاسم بن الحسن، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا خالد الواسطي، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم‏ ، فذكر نحوه‏ و حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمار، قال: حدثنا أبو روق عن الضحاك، عن ابن عباس‏ : غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ يعني اليهود الذين غضب الله عليهم. و حدثني موسى بن هارون الهمداني، قال: حدثنا عمرو بن طلحة، قال:

حدثنا أسباط بن نصر، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، و عن أبي صالح، عن ابن عباس، و عن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، و عن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم‏ : غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ هم اليهود. و حدثنا ابن حميد الرازي، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهد ، قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ قال: هم اليهود. حدثنا أحمد بن حازم الغفاري، قال: حدثنا عبد الله، عن أبي جعفر، عن ربيع‏ : غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ قال: اليهود. و حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس‏ : غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ قال: اليهود. و حدثني يونس بن عبد الأَعلى، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: قال ابن زيد : غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ اليهود. و حدثني يونس، ابن وهب، قال: حدثني ابن زيد، عن أبيه ابو زيد ، قال: الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ اليهود. قال أبو جعفر: و اختلف في صفة الغضب من الله جل ذكره؛ فقال بعضهم: غضب الله على من غضب عليه من خلقه إحلال عقوبته بمن غضب عليه، إما في دنياه، و إما في آخرته، كما وصف به نفسه جل ذكره في كتابه فقال: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ‏ و كما قال: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ و قال بعضهم: غضب الله على من غضب عليه من عباده ذم منه لهم و لأَفعالهم، و شتم منه لهم بالقول. و قال بعضهم: الغضب منه معنى مفهوم، كالذي يعرف من معاني الغضب. غير أنه و إن كان كذلك من جهة الإِثبات، فمخالف معناه منه معنى ما يكون من غضب الآدميين الذين يزعجهم و يحركهم و يشق عليهم و يؤذيهم؛ لأَن الله جل ثناؤه لا تحل ذاته الآفات، و لكنه له صفة كما العلم له صفة، و القدرة له صفة على ما يعقل من جهة الإِثبات، و إن خالفت معاني ذلك معاني علوم العباد التي هي معارف القلوب و قواهم التي توجد مع وجود الأَفعال و تعدم مع عدمها. القول في تأويل قوله تعالى: وَ لَا الضَّالِّينَ‏ قال أبو جعفر: كان بعض أهل البصرة يزعم أن" لا" مع" الضالين" أدخلت تتميما للكلام و المعنى إلغاؤها، يستشهد على قيله ذلك ببيت العجاج:

في بئر لا حور سرى و ما شعر

و يتأوله بمعنى: في بئر حور سرى، أي في بئر هلكة، و أن" لا" بمعنى الإِلغاء و الصلة.

و يعتل أيضا لذلك بقول أبي النجم:

فما ألوم البيض أن لا تسخرا

لما رأين الشمط القفندرا

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 63

و هو يريد: فما ألوم البيض أن تسخر و بقول الأَحوص:

و يلحينني في اللهو أن لا أحبه‏

و للهو داع دائب غير غافل‏

يريد: و يلحينني في اللهو أن أحبه. و بقوله تعالى: ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ يريد أن تسجد. و حكي عن قائل هذه المقالة أنه كان يتأول" غير" التي" مع المغضوب عليهم" أنها بمعنى" سوى"، فكان معنى الكلام كان عنده:

اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم الذين هم سوى المغضوب و الضالين. و كان بعض نحويي الكوفة يستنكر ذلك من قوله، و يزعم أن" غير" التي" مع المغضوب عليهم" لو كانت بمعنى" سوى" لكان خطأ أن يعطف عليها ب" لا"، إذ كانت" لا" لا يعطف بها إلا على جحد قد تقدمها. كما كان خطأ قول القائل: عندي سوى أخيك، و لا أبيك؛ لأَن" سوى" ليست من حروف النفي و الجحود؛ و يقول: لما كان ذلك خطأ في كلام العرب، و كان القرآن بأفصح اللغات من لغات العرب. كان معلوما أن الذي زعمه القائل أن" غير مع المغضوب" عليهم بمعنى:" سوى المغضوب عليهم" خطأ، إذ كان قد كر عليه الكلام ب" لا".

و كان يزعم أن" غير" هنالك إنما هي بمعنى الجحد. إذ كان صحيحا في كلام العرب و فاشيا ظاهرا في منطقها توجيه" غير" إلى معنى النفي و مستعملا فيهم: أخوك غير محسن و لا مجمل، يراد بذلك أخوك لا محسن، و لا مجمل، و يستنكر أن تأتي" لا" بمعنى الحذف في الكلام مبتدأ و لما يتقدمها جحد، و يقول: لو جاز مجيئها بمعنى الحذف مبتدأ قبل دلالة تدل، على ذلك من جحد سابق، لصح قول قائل قال: أردت أن لا أكرم أخاك، بمعنى: أردت أن أكرم أخاك. و كان يقول: ففي شهادة أهل المعرفة بلسان العرب على تخطئه قائل ذلك دلالة واضحة على أن" لا" تأتي مبتدأة بمعنى الحذف، و لما يتقدمها جحد. و كان يتأوله في" لا" التي في بيت العجاج الذي ذكرنا أن البصري استشهد به بقوله إنها جحد صحيح، و أن معنى البيت: سرى في بئر لا تحير عليه خيرا، و لا يتبين له فيها أثر عمل، و هولا يشعر بذلك و لا يدري به. من قولهم: طحنت الطاحنة فما أحارت شيئا؛ أي لم يتبين لها أثر عمل. و يقول في سائر الأَبيات الأَخر، أعني مثل بيت أبي النجم:

فما ألوم البيض أن لا تسخرا

إنما جاز أن تكون" لا" بمعنى الحذف، لأَن الجحد قد تقدمها في أول الكلام، فكان الكلام الآخر مواصلا للأَول، كما قال الشاعر:

ما كان يرضى رسول الله فعلهم‏

و الطيبان أبو بكر و لا عمر

فجاز ذلك، إذ كان قد تقدم الجحد في أول الكلام. قال أبو جعفر: و هذا القول الآخر أولى بالصواب من الأَول، إذ كان غير موجود في كلام العرب ابتداء الكلام من غير جحد تقدمه ب" لا" التي معناها الحذف، و لا جائز العطف بها على" سوى"، و لا على حرف الاستثناء. و انمال" غير" في كلام العرب معان ثلاثة: أحدها الاستثناء، و الأَخر الجحد، و الثالث سوى، فإذا ثبت خطأ" لا" أن يكون بمعنى الإِلغاء مبتدأ و فسد أن يكون عطفا على" غير" التي مع" المغضوب عليهم"، لو كانت بمعنى" إلا" التي هي استثناء، و لم يجز أيضا أن يكون عطفا عليها لو كانت بمعنى" سوى"، و كانت" لا" موجودة عطفا بالواو التي هي عاطفة لها على ما قبلها، صح و ثبت أن لا وجه ل" غير" التي مع" المغضوب عليهم" يجوز توجيهها إليه على صحة إلا بمعنى الجحد و النفي، و أن لا وجه لقوله:" و لا الضالين"، إلا العطف على" غير المغضوب عليهم". فتأويل الكلام إذا إذ كان صحيحا ما قلنا بالذي عليه استشهدنا: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم لا المغضوب عليهم و لا الضالين. فإن قال لنا قائل: و من هؤلاء الضالون الذين أمرنا الله بالاستعاذة بالله أن يسلك بنا سبيلهم، أو نضل ضلالهم؟ قيل: هم الذين وصفهم الله في تنزيله، فقال:

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 64

يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِيراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ‏ ؛ فإن قال: و ما برهانك على أنهم أولاء؟ قيل: حدثنا أحمد بن الوليد الرملي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال:

حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عدي بن أبي حاتم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم‏ : وَ لَا الضَّالِّينَ‏ قال:" النصارى". حدثنا محمد بن المثنى، أنبأنا محمد بن جعفر، أنبأنا شعبة عن سماك، قال: سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدي بن حاتم، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم‏ :" إن الضالين: النصارى". و حدثني علي بن الحسن، قال: حدثنا مسلم و عبد الرحمن، قال: حدثنا محمد بن مصعب، عن حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم، قال: سألت النبي صلى الله عليه و سلم‏ عن قول الله‏ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ قال:" النصارى هم الضالون". و حدثنا حميد بن مسعدة الشامي، قال: حدثنا بشر بن المفضل، قال: حدثنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق: أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم‏ و هو محاصر وادي القرى قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الضالون: النصارى".

و حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن سعيد الجريري، عن عروة، يعني أبن عبد الله بن قيس، عن عبد الله بن شقيق، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم‏ بنحوه. حدثنا الحسن بن يحيى، قال:

حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن بديل العقيلي، قال: أخبرني عبد الله بن شقيق، أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه و سلم‏ و هو بوادي القرى و هو على فرسه و سأله رجل من بني القين فقال:

يا رسول الله من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الضالون"، يعني النصارى. و حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين، قال:

حدثنا خالد الواسطي، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم‏ ، و هو محاصر وادي القرى و هو على فرس من هؤلاء؟ قال:" الضالون" يعني النصارى. و حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهد : وَ لَا الضَّالِّينَ‏ قال: النصارى. و حدثنا أبو كريب، قال:

حدثنا عثمان بن سعيد، عن بشر بن عمار، قال: حدثنا أبو روق، عن الضحاك، عن ابن عباس‏ : وَ لَا الضَّالِّينَ‏ قال:

و غير طريق النصارى الذين أضلهم الله بفريتهم عليه. قال: يقول: فألهمنا دينك الحق، و هو لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حتى لا تغضب علينا كما غضبت على اليهود و لا تضلنا كما أضللت النصارى فتعذبنا بما تعذبهم به. يقول امنعنا من ذلك برفقك و رحمتك و قدرتك. و حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني ابن جريج، قال: قال ابن عباس‏ الضالين: النصارى. و حدثني موسى بن هارون الهمداني، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط بن نصر، عن إسماعيل السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، و عن أبي صالح، عن ابن عباس، و عن محمد الهمداني، عن ابن مسعود، و عن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم‏ : و لا الضالين: هم النصارى. و حدثني أحمد بن حازم خبرنا عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر، عن ربيع‏ : و لا الضالين: النصارى. و حدثني يونس بن عبد الأَعلى، قال أخبرنا ابن وهب، قال: قال عبد الرحمن بن زيد : وَ لَا الضَّالِّينَ‏ النصارى. و حدثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال:

حدثنا عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه ابو عبد الرحمن بن زيد قال: وَ لَا الضَّالِّينَ‏ النصارى. قال أبو جعفر: و كل حائد عن قصد السبيل و سالك غير المنهج القويم فضال عند العرب لإِضلاله وجه الطريق، فلذلك سمى الله جل ذكره النصارى ضلالا لخطئهم في الحق منهج السبيل، و أخذهم من الدين في غير الطريق المستقيم.

فإن قال قائل: أو ليس ذلك أيضا من صفة اليهود؟ قيل: بلى. فإن قال: كيف خص النصارى بهذه‏

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 65

الصفة، و خص اليهود بما وصفهم به من أنهم مغضوب عليهم؟ قيل: إن كلا الفريقين ضلال مغضوب عليهم، غير أن الله جل ثناؤه وسم كل فريق منهم من صفته لعباده بما يعرفونه به إذا ذكره لهم، أو أخبرهم عنه، و لم يسم واحدا من الفريقين إلا بما هو له صفة على حقيقته، و إن كان له من صفات الذم زيادات عليه. و قد ظن بعض أهل الغباء من القدرية أن في وصف الله جل ثناؤه النصارى بالضلال بقوله:

وَ لَا الضَّالِّينَ‏ و إضافته الضلال إليهم دون إضافة إضلالهم إلى نفسه، و تركه وصفهم بأنهم المضللون كالذي وصف به اليهود أنهم المغضوب عليهم، دلالة على صحة ما قاله إخوانه من جهلة القدرية جهلا منه بسعة كلام العرب و تصاريف وجوهه. و لو كان الأَمر على ما ظنه الغبي الذي وصفنا شأنه لوجب أن يكون شأن كل موصوف بصفة أو مضاف إليه فعل لا يجوز أن يكون فيه سبب لغيره، و أن يكون كل ما كان فيه من ذلك لغيره سبب فالحق فيه أن يكون مضافا إلى مسببه، و لو وجب ذلك لوجب أن يكون خطأ قول القائل:" تحركت الشجرة" إذا حركتها الرياح، و" اضطربت الأَرض" إذا حركتها الزلزلة، و ما أشبه ذلك من الكلام الذي يطول بإحصائه الكتاب. و في قول الله جل ثناؤه: حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَ جَرَيْنَ بِهِمْ‏ بإضافته الجري إلى الفلك، و إن كان جريها بإجراء غيرها إياها، ما يدل على خطأ التأويل الذي تأوله من وصفنا قوله في قوله: وَ لَا الضَّالِّينَ‏ و ادعائه أن في نسبة الله جل ثناؤه الضلالة إلى من نسبها إليه من النصارى تصحيحا لما ادعى المنكرون أن يكون لله جل ثناؤه في أفعال خلقه سبب من أجله وجدت أفعالهم، مع إبانة الله عز ذكره نصا في آي كثيرة من تنزيله أنه المضل الهادي؛ فمن ذلك قوله جل ثناؤه: أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى‏ عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى‏ سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى‏ بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ‏ فأنبأ جل ذكره أنه المضل الهادي دون غيره.

و لكن القرآن نزل بلسان العرب، على ما قد قدمنا البيان عنه في أول الكتاب. و من شأن العرب إضافة الفعل إلى من وجد منه، و إن كان مسببه غير الذي وجد منه أحيانا، و أحيانا إلى مسببه، و إن كان الذي وحد منه الفعل غيره. فكيف بالفعل الذي يكتسبه العبد كسبا و يوجده الله جل ثناؤه عينا منشأة؟ بل ذلك أحرى أن يضاف إلى مكتسبه كسبا له بالقوة منه عليه و الاختيار منه له، و إلى الله جل ثناؤه بإيجاد عينه و إنشائها تدبيرا. مسألة يسأل عنها أهل الإِلحاد الطاعنون في القرآن إن سألنا منهم سائل فقال: إنك قد قدمت في أول كتابك هذا في وصف البيان بأن أعلاه درجة و أشرفه مرتبة، أبلغه في الإِبانة عن حاجة المبين به عن نفسه و أبينه عن مراد قائله و أقربه من فهم سامعه، و قلت مع ذلك إن أولى البيان بأن يكون كذلك كلام الله جل ثناؤه بفضله على سائر الكلام و بارتفاع درجته على أعلى درجات البيان. فما الوجه إذ كان الأَمر على ما وصفت في إطالة الكلام بمثل سورة أم القرآن بسبع آيات؟ و قد حوت معاني جميعها منها آيتان، و ذلك قوله:

مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ إذ كان لا شك أن من عرف: ملك يوم الدين فقد عرفه بأسمائه الحسنى و صفاته المثلى. و أن من كان لله مطيعا، فلا شك أنه لسبيل من أنعم الله عليه في دينه متبع، و عن سبيل من غضب عليه و ضل منعدل، فما في زيادة الآيات الخمس الباقية من الحكمة التي لم تحوها الآيتان اللتان ذكرنا؟ قيل له: إن الله تعالى ذكره جمع لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم و لأَمته بما أنزل إليه من كتابه معاني لم يجمعهن بكتاب أنزله إلى نبي قبله و لا لأَمة من الأَمم قبلهم. و ذلك أن كل كتاب أنزله جل ذكره على نبي من أنبيائه قبله، فإنما أنزل ببعض المعاني‏

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 66

التي يحوي جميعها كتابه الذي أنزله إلى نبينا محمد صلى الله عليه و سلم، كالتوراة التي هي مواعظ و تفصيل، و الزبور الذي هو تحميد و تمجيد، و الإِنجيل الذي هو مواعظ و تذكير؛ لا معجزة في واحد منها تشهد لمن أنزل إليه بالتصديق. و الكتاب الذي أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم يحوي معاني ذلك كله، و يزيد عليه كثيرا من المعاني التي سائر الكتب غيره منها خال، و قد قدمنا ذكرها فيما مضى من هذا الكتاب. و من أشرف تلك المعاني التي فضل بها كتابنا سائر الكتب قبله: نظمه العجيب، و رصفه الغريب، و تأليفه البديع، الذي عجزت عن نظم مثل أصغر سورة منه الخطباء، و كلت عن وصف شكل بعضه البلغاء، و تحيرت في تأليفه الشعراء، و تبلدت قصورا عن أن تأتي بمثله لديه أفهام الفهماء. فلم يجدوا له إلا التسليم، و الإِقرار بأنه من عند الواحد القهار، مع ما يحوي مع ذلك من المعاني التي هي ترغيب، و ترهيب، و أمر، و زجر، و قصص، و جدل، و مثل، و ما أشبه ذلك من المعاني التي لم تجتمع في كتاب أنزل إلى الأَرض من السماء. فمهما يكن فيه من إطالة على نحو ما في أم القرآن، فلما وصفت قبل من أن الله جل ذكره أراد أن يجمع برصفه العجيب، و نظمه الغريب، المنعدل عن أوزان الأَشعار، و سجع الكهان، و خطب الخطباء، و رسائل البلغاء، العاجز عن وصف مثله جميع الأَنام، و عن نظم نظيره كل العباد الدلالة على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم؛ و بما فيه من تحميد و تمجيد و ثناء عليه، تنبيه للعباد على عظمته و سلطانه و قدرته و عظم مملكته، ليذكروه بآلائه و يحمدوه على نعمائه، فيستحقوا به منه المزيد و يستوجبوا عليه الثواب الجزيل. و بما فيه من نعت من أنعم عليه بمعرفته، و تفضل عليه بتوفيقه لطاعته، تعريف عباده أن كل ما بهم من نعمة في دينهم و دنياهم فمنه، ليصرفوا رغبتهم إليه، و يبتغوا حاجاتهم من عنده دون ما سواه من الآلهة و الأَنداد، و بما فيه من ذكره ما أحل بمن عصاه من مثلاته، و أنزل بمن خالف أمره من عقوباته؛ ترهيب عباده عن ركوب معاصيه، و التعرض لما لا قبل لهم به من سخطه، فيسلك بهم في النكال و النقمات سبيل من ركب ذلك من الهلاك. فذلك وجه إطالة البيان في سورة أم القرآن، و فيما كان نظيرا لها من سائر سور الفرقان، و ذلك هو الحكمة البالغة و الحجة الكاملة. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا المحاربي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي السائب مولى زهرة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم‏ :" إذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، و إذا قال: الرحمن الرحيم، قال: اثنى علي عبدي، و إذا قال: مالك يوم الدين، قال:

مجدني عبدي، فهذا لي. و إذا قال: إياك نعبد و إياك نستعين إلى أن يختم السورة قال: فذاك له".

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبدة، عن ابن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي السائب، عن أبي هريرة، قال: إذا قال العبد: الحمد لله، فذكر نحوه، و لم يرفعه. حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا الوليد بن كثير، قال: حدثني العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة، عن أبي السائب، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم‏ مثله. حدثني صالح بن مسمار المروزي، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا عنبسة بن سعيد، عن مطرف بن طريف، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن جابر بن عبد الله الأَنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم‏ :" قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين و له ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي،

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 67

و إذا قال الرحمن الرحيم، قال: أثنى علي عبدي، و إذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، قال: هذا لي و لا ما بقي". آخر تفسير سورة فاتحة الكتاب.

[تفسير سورة البقرة]

(القول فى تفسير السورة التي يذكر فيها البقرة) القول في تأويل قوله تعالى‏

الم‏ قال أبو جعفر: اختلفت تراجمة القرآن في تأويل قول الله تعالى ذكره: الم‏ فقال بعضهم: هو اسم من أسماء القران. ذكر من قال ذلك: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: الم‏ قال: اسم من أسماء القرآن. حدثني المثنى بن إبراهيم الآملي، قال: حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: الم‏ اسم من أسماء القرآن. حدثنا القاسم بن الحسن، قال: حدثنا الحسين بن داود، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج‏ قال: الم‏ اسم من أسماء القرآن. و قال بعضهم: هو فواتح يفتح الله بها القرآن. ذكر من قال ذلك: حدثني هارون بن إدريس الأَصم الكوفي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، ابن جريج، عن مجاهد ، قال: الم‏ فواتح يفتح الله بها القرآن. حدثنا أحمد بن حازم الغفاري، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن مجاهد ، قال: الم‏ فواتح. حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، عن يحيى بن آدم، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ، قال: الم‏ و حم‏ و المص‏ و ص‏ فواتح افتتح الله بها. حدثنا القاسم بن الحسن، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد مثل حديث هارون بن إدريس‏ الم‏ فواتح يفتح الله بها القرآن. و قال بعضهم: هو اسم للسورة.

ذكر من قال ذلك: حدثني يونس بن عبد الأَعلى، قال: أنبأنا عبد الله بن وهب، قال: سألت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن قول الله: الم ذلِكَ الْكِتابُ‏ و الم تَنْزِيلُ‏ و المر تِلْكَ‏ فقال: قال أبي زيد بن أسلم‏:

إنما هي أسماء السور. و قال بعضهم: هو اسم الله الأَعظم. ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة، قال: سألت السدي عن‏ حم‏ و طسم‏ و الم‏ فقال قال ابن عباس‏: هو اسم الله الأَعظم. حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني أبو النعمان، قال: حدثنا شعبة عن إسماعيل السدي، عن مرة الهمداني، قال: قال عبد الله‏ فذكر نحوه. حدثني المثنى قال:

حدثنا إسحاق بن الحجاج، عن عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل، عن الشعبي‏ قال: فواتح السور من أسماء الله. و قال بعضهم: هو قسم أقسم الله به و هي من أسمائه. ذكر من قال ذلك: حدثني يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس‏ ، قال: هو قسم أقسم الله به و هو من أسماء الله. حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، ثنا خالد الحذاء عن عكرمة قال: الم‏ قسم. و قال بعضهم: هو حروف مقطعة من أسماء و أفعال، كل حرف من ذلك لمعنى غير معنى الحرف الآخر. ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، و حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا ابن أبي شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس‏ : الم‏ قال: أنا الله أعلم. و حدثت عن أبي عبيد قال: حدثنا أبو اليقظان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير ، قال قوله: الم‏ قال:

صفحه بعد