کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين

المجلد الرابع

سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة القتال سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة ن سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة التساؤل سورة و النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة التطفيف سورة الأنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة و الفجر سورة البلد سورة و الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة ألم نشرح سورة و التين سورة اقرأ(العلق) سورة القدر سورة البينة سورة الزلزلة سورة و العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة و العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة تبت سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس سورة الفاتحة

الفهرس

تفسير سورة الجاثية تفسير سورة الأحقاف تفسير سورة محمد تفسير سورة الفتح تفسير سورة الحجرات تفسير سورة ق تفسير سورة الذاريات تفسير سورة الطور تفسير سورة النجم تفسير سورة القمر تفسير سورة الرحمن تفسير سورة الواقعة تفسير سورة الحديد تفسير سورة المجادلة تفسير سورة الحشر تفسير سورة الممتحنة تفسير سورة الصف تفسير سورة الجمعة تفسير سورة المنافقون تفسير سورة التغابن تفسير سورة الطلاق تفسير سورة التحريم تفسير سورة الملك تفسير سورة القلم تفسير سورة الحاقة تفسير سورة المعارج تفسير سورة نوح تفسير سورة الجن تفسير سورة المزمل تفسير سورة المدثر تفسير سورة القيامة تفسير سورة الإنسان تفسير سورة المرسلات تفسير سورة النبأ تفسير سورة النازعات تفسير سورة عبس تفسير سورة التكوير تفسير سورة الانفطار تفسير سورة المطففين تفسير سورة الانشقاق تفسير سورة البروج تفسير سورة الطارق تفسير سورة الأعلى تفسير سورة الغاشية تفسير سورة الفجر تفسير سورة البلد تفسير سورة الشمس تفسير سورة الليل تفسير سورة الضحى تفسير سورة الشرح تفسير سورة التين تفسير سورة العلق تفسير سورة القدر تفسير سورة البينة تفسير سورة الزلزلة تفسير سورة العاديات تفسير سورة القارعة تفسير سورة التكاثر تفسير سورة العصر تفسير سورة الهمزة تفسير سورة الفيل تفسير سورة قريش تفسير سورة الماعون تفسير سورة الكوثر تفسير سورة الكافرون تفسير سورة النصر تفسير سورة المسد تفسير سورة الإخلاص تفسير سورة الفلق تفسير سورة الناس تفسير سورة الفاتحة

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين


صفحه قبل

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين، ج‏3، ص: 116

ببرهان بيّن ظاهر على عذره‏ فَمَكَثَ‏ بضم الكاف و فتحها غَيْرَ بَعِيدٍ أي يسيرا من الزمان، و حضر لسليمان متواضعا برفع رأسه و إرخاء ذنبه و جناحيه فعفا عنه و سأله عما لقي في غيبته‏ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ‏ أي اطلعت على ما لم تطلع عليه‏ وَ جِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بالصرف و تركه قبيلة باليمن سميت باسم جد لهم باعتباره صرف‏ بِنَبَإٍ خبر يَقِينٍ‏ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ‏ أي هي ملكة لهم اسمها بلقيس‏ وَ أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ يحتاج إليه الملوك من الآلة و العدة وَ لَها عَرْشٌ‏ سرير عَظِيمٌ‏ (23) طوله ثمانون ذراعا، و عرضه أربعون ذراعا، و ارتفاعه‏

ما رحمتني و لم تتعرض لي بسوء، فتركه العقاب و قال: ويلك ثكلتك أمك، إن نبي اللّه قد حلف أن يعذبك أو يذبحك، فصارا متوجهين نحو سليمان عليه السّلام، فلما انتهيا إلى العسكر تلقاه النسر و الطير و قالا له:

ويلك أين غبت في يومك هذا؟ فلقد توعدك نبي اللّه، و أخبراه بما قال سليمان، فقال الهدهد: أو ما استثنى نبي اللّه؟ فقالوا: بلى إنه قال: أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ‏ فقال نجوت إذا، و كانت غيبته من الزوال، و لم يرجع إلا بعد العصر، فانطلق به العقاب حتى أتيا سليمان، و كان قاعدا على كرسيه، فقال العقاب: قد أتيتك به يا نبي اللّه، فلما قرب منه الهدهد، رفع رأسه و أرخى ذنبه و جناحيه يجرهما على الأرض، تواضعا لسليمان عليه الصلاة و السّلام، فلما دنا منه أخذ برأسه فمده اليه و قال له: أين كنت؟ لأعذبنك عذابا شديدا، فقال: يا نبي اللّه اذكر وقوفك بين يدي اللّه عز و جل، فلما سمع سليمان عليه الصلاة و السّلام ذلك، ارتعد و عفا عنه ثم سأله: ما الذي أبطأك عني؟ فقال الهدهد: أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ‏ إلى آخره.

قوله: فَمَكَثَ‏ أي الهدهد. قوله: (بضم الكاف و فتحها) أي فهما قراءتان سبعيتان و الأول من باب قرب و الثاني من باب نصر. قوله: (أي يسيرا من الزمان) أي و هو من الزوال إلى العصر. قوله:

(فعفا عنه) أي من أول الأمر قبل أن يذكر العذر. قوله: (و سأله عما لقي في غيبته) قدره إشارة إلى أن قوله: فَقالَ أَحَطْتُ‏ الخ، مفرع على محذوف. قوله: فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ‏ أي علمت ما لم تعلمه أنت و لا جنودك و في هذا تنبيه على أن اللّه تعالى أرى سليمان عجزه لكونه لم يعلم ذلك مع كون المسافة قريبة و هي ثلاث مراحل. قوله: (بالصرف و تركه) أي فهما قراءتان سبعيتان فالصرف نظرا إلى أنه اسم رجل و تركه نظرا إلى أنه اسم القبيلة للعلمية و التأنيث. قوله: (اسمها بلقيس) بالكسر بنت شراحيل من نسل يعرب بن قحطان، و كان أبوها ملكا عظيم الشأن، قد ولد له أربعون ملكا هي آخرهم، و كان الملك يملك أرض اليمن كلها، و كان يقول لملوك الأطراف: ليس أحد منكم كفؤا لي، و أبى أن يتزوج منهم، فخطب إلى الجن فزوجوه امرأة يقال لها ريحانة بنت السكن، قيل في سبب وصوله إلى الجن حتى خطب اليهم، أنه كان كثير الصيد، فربما اصطاد من الجن و هم على صورة الظباء فيخلي عنهم، فظهر له ملك الجن و شكره على ذلك و اتخذه صديقا، فخطب ابنته فزوجه إياها.

قوله: وَ أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ عطف على قوله: تَمْلِكُهُمْ‏ لأنه بمعنى ملكتهم، قال ابن عباس: كان يخدمها ستمائة امرأة. قوله: (يحتاج اليه الملوك) أشار بذلك إلى أن قوله: مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين، ج‏3، ص: 117

ثلاثون ذراعا، مضروب من الذهب و الفضة، مكلل بالدر و الياقوت الأحمر و الزبرجد الأخضر و الزمرد و قوائمه من الياقوت الأحمر و الزبرجد الأخضر و الزمرد، عليه سبعة أبواب على كل بيت باب مغلق‏ وَجَدْتُها وَ قَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ‏ طريق الحق‏ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ‏ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ‏ أي أن يسجدوا له فزيدت لا و أدغم فيها نون أن، كما في قوله تعالى‏ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ‏ و الجملة في محل مفعول يهتدون بإسقاط إلى‏ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْ‏ءَ مصدر بمعنى المخبوء من المطر و النبات‏ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ يَعْلَمُ ما تُخْفُونَ‏ في قلوبهم‏ وَ ما تُعْلِنُونَ‏ (25) بألسنتهم‏ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ‏

عام أريد به الخصوص. قوله: وَ لَها عَرْشٌ عَظِيمٌ‏ أي تجلس عليه، أو وصفه بالعظم بالنسبة إلى ملوك الدنيا، و أما وصف عرش اللّه بالعظم، فهو بالنسبة إلى جميع المخلوقات من السماوات و الأرض و ما بينهما فحصل الفرق. قوله: (طوله ثمانون ذراعا) الخ، و قيل طوله ثمانون و عرضه كذلك، و ارتفاعه في الهواء كذلك. قوله: (عليه سبعة أبواب) صوابه أبيات بدليل قوله: (على كل بيت باب مغلق).

قوله:

يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ‏ أي فهم مجوس.

قوله: فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ‏ الخ، ذكر ذلك ردا على من يعبد الشمس و غيرها من دون اللّه، لأنه لا يستحق العبادة إلا من هو قادر على من في السماوات و الأرض، عالم بجميع المعلومات.

قوله: (أي أن يسجدوا له) أشار بذلك إلى أنه على هذه القراءة تكون «أن» ناصبة، و «لا» زائدة، و يَسْجُدُوا فعل مضارع منصوب بأن، و علامة نصبه حذف النون، و الواو فاعل، و عليها فلا يجوز الوقف على‏ يَهْتَدُونَ‏ لأنه من تتمته، كأنه قال: فهم لا يهتدون إلى أن يسجدوا الخ، و قرأ الكسائي بتخفيف ألا، و توجيهها أن يقال إن لا للافتتاح، و يا حرف تنبيه، و اسجدوا فعل أمر، لكن سقطت ألف يا و همزة الوصل من اسجدوا خطأ، و وصلت الياء بسين اسجدوا، فاتحدت القراءتان لفظا و خطا، و هناك وجه آخر في هذه القراءة، و هو أن يا حرف نداء و المنادى محذوف، و التقدير ألا يا هؤلاء و هو ضعيف، لئلا يؤدي إلى حذف كثير من غير ما يدل على المحذوف. قوله: (من المطر و النبات) لف و نشر مرتب، فالمطر هو المخبوء في السماوات، و النبات هو المخبوء في الأرض.

قوله: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ‏ اعلم أن ما ذكره الهدهد من قوله: الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْ‏ءَ إلى هنا، إنما هو بيان لحقيقة عقيدته و علومه التي اقتبسها من سليمان، و ليس داخلا تحت قوله: أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ‏ و إنما ذكر الهدهد ذلك، ليغري سليمان على قتالهم، و ليبين أنه لم يكن عنده ميل لهم، بل إنما غرضه وصف ملكها. قوله: (و بينهما بون) أي فضل و مزية.

قوله: قالَ سَنَنْظُرُ هذه الجملة مستأنفة واقعة في جواب سؤال مقدر تقديره: فما ذا قال سليمان للهدهد حين أخبره بالخبر؟ قوله:

(فهو أبلغ من أم كذبت) أي لأنه يفيد أنه إن كان كاذبا في هذه الحادثة، كان معدودا من الكاذبين و محسوبا منهم، و الكذب له عادة و ليست فلتة يعفى عنه فيها، لأن الكذب على الأنبياء أمره عظيم. قوله: (من عبد اللّه) خص هذا الوصف لأنه أشرف الأوصاف، و قدم اسمه على البسملة، لأنها كانت في ذلك الوقت‏

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين، ج‏3، ص: 118

الْعَظِيمِ‏ (26) استئناف جملة ثناء مشتمل على عرش الرحمن في مقابلة عرش بلقيس، و بينهما بون عظيم‏ قالَ‏ سليمان للهدهد سَنَنْظُرُ أَ صَدَقْتَ‏ فيما أخبرتنا به‏ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ‏ (27) أي من هذا النوع، فهو أبلغ من أم كذبت فيه، ثم دلهم على الماء فاستخرج و ارتووا و توضؤوا وصلوا، ثم كتب سليمان كتابا صورته: من عبد اللّه سليمان بن داود، إلى بلقيس ملكة سبأ، بسم اللّه الرحمن الرحيم، السّلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فلا تعلوا عليّ و ائتوني مسلمين. ثم طبعه بالمسك و ختمه بخاتمه، ثم قال للهدهد: اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ‏ أي بلقيس و قومها ثُمَّ تَوَلَ‏ انصرف‏ عَنْهُمْ‏ وقف قريبا منهم‏ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ‏ (28) يردّون من الجواب، فأخذه و أتاها و حولها جندها و ألقاه في حجرها فلما رأته ارتعدت و خضعت خوفا ثم وقفت على ما فيه ثم‏ قالَتْ‏ لأشراف قومها يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي‏ بتحقيق الهمزتين و تسهيل الثانية بقلبها واوا مكسورة أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ‏ (29) مختوم‏ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ‏ أي مضمونه‏ بِسْمِ اللَّهِ‏

كافرة، فخاف أن تستخف باسم اللّه، فجعل اسمه وقاية لاسم اللّه تعالى. قوله: (السّلام على من اتبع الهدى) أي أمان اللّه على من اتبع طريق الحق و ترك الضلال. قوله: (فلا تعلوا علي) أي لا تتكبروا.

قوله: (مسلمين) أي منقادين لدين اللّه، و في هذا الخطاب، إشعار بأنه رسول من عند اللّه، يدعوهم إلى دين اللّه و ليس مطلق سلطان، و إلا لقال و ائتوني طائعين. قوله: (ثم طبعه بالمسك) أي جعل عليه قطعة مسك كالشمع.

قوله: فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ‏ إما بسكون الهاء أو كسرها من غير إشباع أو بإشباع، ثلاث قراءات سبعيات. قوله: ما ذا يَرْجِعُونَ‏ إن جعل انظر بمعنى انتظر فماذا بمعنى الذي، و يَرْجِعُونَ‏ صلته، و العائد محذوف، و يكون ما مفعول يرجعون. و المعنى انتظر الذي يرجعونه، و إن جعل بمعنى تأمل و تفكر، كانت ما استفهامية، و ذا بمعنى الذي، و يرجعون صلتها، و العائد محذوف، و التقدير أي شي‏ء الذي يرجعونه، و الموصول هو خبر ما استفهامية، أو ما ذا كلها اسم واحد مفعول ليرجعون، تقديره أي شي‏ء يرجعون. قوله: (من الجواب) بيان لما. قوله: (و أتاها و حولها جندها) الخ، و قيل أتاها فوجدها نائمة، و قد غلقت الأبواب و وضعت المفاتيح تحت رأسها، و كذلك كانت تفعل إذا رقدت، فألقى الكتاب على نحرها، و قيل كانت لها كوة مستقبلة الشمس تقع فيها حين تطلع، فإذا نظرت إليها سجدت لها، فجاء الهدهد فسد الكوة بجناحيه، فارتفعت الشمس و لم تعلم، فلما استبطأت الشمس قامت تنظر، فرمى بالصحيفة إليها. قوله: (فلما رأته ارتعدت) أي حين وجدت الكتاب مختوما ارتعدت، لأن ملك سليمان كان في خاتمه، و عرفت أن الذي أرسل الكتاب أعظم ملكا منها، فقرأت الكتاب، و تأخر الهدهد غير بعيد، و جاءت حتى قعدت على سرير ملكها و جمعت أشراف قومها. قوله: (بقلبها واوا مكسورة) المناسب أن يقول و تسهيل الثانية بين الهمزة و الياء و قلبها واوا الخ، فالقراءات ثلاث سبعيات.

قوله: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَ‏ الخ، لم تذكر صورة الكتاب، بل اقتصرت على ما فيه الفائدة، لشدة

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين، ج‏3، ص: 119

الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَ أْتُونِي مُسْلِمِينَ‏ (31) قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي‏ بتحقيق الهمزتين و تسهيل الثانية بقلبها واوا، أي أشيروا عليّ‏ فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً قاضيته‏ حَتَّى تَشْهَدُونِ‏ (32) تحضرون‏ قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَ أُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ أي أصحاب شدة في الحرب‏ وَ الْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ‏ (33) نا نطعك‏ قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها بالتخريب‏ وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَ كَذلِكَ يَفْعَلُونَ‏ (34) أي مرسلو الكتاب‏

معرفتها و بلاغة لفظها. قوله: كَرِيمٌ‏ مكرم معظم. قوله: (مختوم) أي لأن الكتاب المختوم، يشعر بالاعتناء بالمرسل إليه، لما ورد: من كتب إلى أخيه كتابا و لم يختمه فقد استخف به.

قوله: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ‏ جملة مستأنفة وقعت جوابا لسؤال مقدر تقديره: ما ذا مضمونه. قوله: قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أي الأشراف، سموا بذلك لأنهم يملؤون العين بمهابتهم، و كانوا ثلاثمائة و اثني عشر، لكل واحد منهم عشرة آلاف من الأتباع.

قوله: ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً أي إن عادتي معكم لا أفعل أمرا حتى أشاوركم.

قوله: أُولُوا قُوَّةٍ الخ، استفيد من ذلك أنهم أشاروا عليها بالقتال أولا، ثم ردوا الأمر إليها. قوله:

(نطعك) مجزوم في جواب الأمر.

قوله: قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ‏ الخ، أي فلم ترض بالحرب الذي أشاروا عليها به، بل اختارت الصلح و بينت سببه. قوله: إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أي عنوة.

قوله: بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ‏ أي منتظرة رجوع الرسل و عودهم إلي. قوله: (إن كان ملكا قبلها) أي و قاتلناه. قوله: (أو نبيا لم يقبلها) أي و اتبعناه، لأنها كانت لبيبة عاقلة تعرف سياسة الأمور. قوله: (ألفا بالسوية) أي خمسمائة ذكر، و خمسمائة أنثى. قوله: (فأمر أن تضرب لبنات الذهب و الفضة) أي كما يضرب الطين. قوله: (و أن تبسط من موضعه) أي توضع في الأرض كالبلاط. قوله: (إلى تسعة فراسخ) أي و هو مسيرة يوم و ثمن يوم. قوله:

(و أن يبنوا) أي الجن. قوله: (عن يمين الميدان و شماله) أي و قصد بذلك إظهار البأس و الشدة. و حاصل تفصيل تلك القصة: أن بلقيس عمدت إلى خمسمائة غلام و خمسمائة جارية، فألبست الجواري لباس الغلمان الأقبية و المناطق، و ألبست الغلمان لباس الجواري، و جعلت في أيديهم أساور الذهب، و في أعناقهم أطواق الذهب، و في آذانهم أقرطة و شنوفا، مرصعات بأنواع الجواهر، و حملت الجواري على خمسمائة فرس، و الغلمان على خمسمائة برذون، على كل فرس سرج من ذهب مرصع بالجواهر و أغشية الديباج، بعثت إليه لبنات من فضة، و تاجا مكللا بالدر و الياقوت، و أرسلت بالمسك و العنبر و العود، و عمدت إلى حقة، جعلت فيها درة ثمينة غير مثقوبة، و خرزة جزع معوجة الثقب، و دعت رجلا من أشراف قومها يقال له المنذر بن عمرو، و ضمت إليه رجالا من قومها أصحاب عقل و رأي، و كتبت مع المنذر كتابا تذكر فيه الهدية و قالت: إن كنت نبيا فميز الوصفاء و الوصائف، و أخبرنا بما في الحقة قبل أن تفتحها، و اثقب الدرة ثقبا مستويا، و أدخل في الخرزة خيطا من غير علاج أنس و لا جن، و أمرت بلقيس الغلمان فقالت: إذا كلمكم سليمان، فكلموه بكلام فيه تأنيث و تخنيث يشبه كلام النساء، و أمرت الجواري أن يكلموه بكلام فيه غلظة يشبه كلام الرجال، ثم قالت للرسول: انظر إلى الرجل إذا دخلت عليه، فإن‏

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين، ج‏3، ص: 120

وَ إِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ‏ (35) من قبول الهدية أو ردها، إن كان ملكا قبلها، أو نبيا لم يقبلها، فأرسلت خدما ذكورا و إناثا ألفا بالسوية، و خمسمائة لبنة من الذهب، و تاجا مكللا بالجواهر، و مسكا و عنبرا و غير ذلك مع رسول بكتاب، فأسرع الهدهد إلى سليمان يخبره الخبر، فأمر أن تضرب لبنات الذهب و الفضة، و أن تبسط من موضعه إلى تسعة فراسخ ميدانا، و أن يبنوا حوله حائطا مشرفا من الذهب و الفضة، و أن يؤتى بأحسن دواب البر و البحر مع‏

نظر إليك نظرا فيه غضب، فاعلم أنه ملك فلا يهولنك منظره فأنا أعز منه، و إن رأيت الرجل بشاشا لطيفا فاعلم أنه نبي، فتفهم قوله ورد الجواب، فانطلق الرسول بالهدايا، و أقبل الهدهد مسرعا إلى سليمان فأخبره الخبر، فأمر سليمان الجن أن يضربوا لبنا من الذهب و الفضة ففعلوا، و أمرهم بعمل ميدان مقدار تسع فراسخ، و أن يفرش فيه لبن الذهب و الفضة، و أن يخلوا قدر تلك اللبنات التي معهم، و أن يعملوا حول الميدان حائطا مشرفا من الذهب و الفضة ففعلوا، ثم قال سليمان: أي دواب البر و البحر أحسن؟

فقالوا: يا نبي اللّه رأينا في بحر كذا دواب مختلفة ألوانها، لها أجنحة و أعراف و نواص، قال: عليّ بها، فأتوه بها، قال: شدوها عن يمين الميدان و شماله، و قال للجن: عليّ بأولادكم، فاجتمع منهم خلق كثير، فأقامهم على يمين الميدان و شماله، ثم قعد سليمان في مجلسه على سريره، و وضع أربعة آلاف كرسي على يمينه و على شماله، و أمر الجن و الإنس و الشياطين و الوحوش و السباع و الطير، فاصطفوا فراسخ عن يمينه و شماله، فلما دنا القوم من الميدان و نظروا إلى ملك سليمان، رأوا الدواب التي لم يروا مثلها تروث على لبن الذهب و الفضة تقاصرت إليهم أنفسهم، و وضعوا ما معهم من الهدايا، و قيل إن سليمان لما فرش الميدان بلبنات الذهب و الفضة، ترك من طريقهم موضعا على قدر ما معهم من اللبنات، فلما رأى الرسل موضع اللبنات خاليا، خافوا أن يتهموا بذلك، فوضعوا ما معهم من اللبن في ذلك الموضع، و لما نظروا إلى الشياطين ها لهم ما رأوا و فزعوا، فقالت لهم الشياطين: جوزوا لا بأس عليكم، و كانوا يمرون على كراديس الإنس و الجن و الوحش و الطير، حتى وقفوا بين يدي سليمان، فأقبل عليهم بوجه طلق، و تلقاهم ملقى حسنا و سألهم عن حالهم، فأخبره رئيس القوم بما جاءوا به و أعطاه كتاب الملكة، فنظر فيه و قال: أين الحقة؟ فأتى بها و حركها، فجاء جبريل عليه السّلام فأخبره بما فيها، فقال لهم: إن فيها درة ثمينة غير مثقوبة و جزعة، فقال الرسول: صدقت، فأثقب الدرة و أدخل الخيط في الجزعة، فقال سليمان: من لي بثقبها؟ و سأل الإنس و الجن فلم يكن عندهم علم ذلك، ثم سأل الشياطين فقالوا: ترسل إلى الأرضة، فلما جاءت الأرضة أخذت شعرة في فمها و دخلت فيها حتى خرجت من الجانب الآخر، فقال لها سليمان:

ما حاجتك؟ قالت: تصيّر رزقي في الشجر، فقال لها: ذلك لك، ثم قال: من لهذه الخرزة؟ فقالت دودة بيضاء: أنا لها يا نبي اللّه، فأخذت الدودة خيطا في فمها و دخلت الثقب حتى خرجت من الجانب الآخر، فقال لها سليمان: ما حاجتك؟ قالت: يكون رزقي في الفواكه، فقال: لك ذلك، ثم ميز بين الغلمان و الجواري بأن أمرهم أن يغسلوا وجوههم و أيديهم، فجعلت الجارية تأخذ الماء بيدها و تضرب بها الأخرى و تغسل وجهها، و الغلام يأخذ الماء بيديه و يضرب به وجهه، و كانت الجارية تصب الماء على باطن‏

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين، ج‏3، ص: 121

أولاد الجن، عن يمين الميدان و شماله‏ فَلَمَّا جاءَ الرسول بالهدية و معه أتباعه‏ سُلَيْمانَ قالَ أَ تُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ‏ من النبوة و الملك‏ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ‏ من الدنيا بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ‏ (36) لفخركم بزخارف الدنيا ارْجِعْ إِلَيْهِمْ‏ بما أتيت به من الهدية فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ‏ طاقة لَهُمْ بِها وَ لَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها من بلدهم سبأ، سميت باسم أبي قبيلتهم‏ أَذِلَّةً وَ هُمْ صاغِرُونَ‏ (37) أي إن لم يأتوني مسلمين، فلما رجع إليها الرسول بالهدية، جعلت سريرها داخل سبعة أبواب داخل قصرها، و قصرها داخل سبعة قصور، و أغلقت الأبواب، و جعلت عليها حرسا، و تجهزت إلى المسير إلى سليمان لتنظر ما يأمرها به فارتحلت في اثني عشر ألف قيل، مع كل قيل ألوف كثيرة، إلى أن قربت منه على فرسخ شعر بها قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ‏ في الهمزتين ما تقدم‏ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ‏ (38) منقادين طائعين فلي أخذه قبل ذلك لا بعده‏ قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِ‏ هو القوي الشديد أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ‏ الذي تجلس‏

ساعدها، و الغلام يصبه على ظاهره، فميّز بين الغلمان و الجواري، ثم رد سليمان الهدية كما أخبر اللّه عنه ب

قوله: فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ‏ الخ.

قوله: قالَ أَ تُمِدُّونَنِ‏ الخ، استفهام إنكاري و توبيخ، أي لا ينبغي لكم ذلك. قوله: وَ هُمْ صاغِرُونَ‏ حال ثانية مؤكدة للأولى. قوله: (أي إن لم يأتوني مسلمين) أفاد بذلك أن يمين سليمان معلق على عدم إتيانهم مسلمين. قوله: (داخل سبعة أبواب) صوابه أبيات، و قد تقدم أنه داخل سبعة أبيات، فيكون حينئذ في داخل أربعة عشر نبيا. قوله: (حرسا) بفتحتين جمع حارس. قوله: (قيل) بفتح القاف أي ملك، سمي بذلك لأنه ينفذ ما يقول. قوله: (إلى أن قربت منه) أي من سليمان. قوله: (شعر بها) أي علم، و ذلك أنه خرج يوما فجلس على سريره فسمع و هجا قريبا منه فقال: ما هذا؟ قالوا: بلقيس قد نزلت هنا بهذا المكان، و كانت على مسيرة فرسخ من سليمان.

قوله: يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا الخطاب لكل من عنده من الجن و الإنس و غيرهما. قوله: (ما تقدم) أي من التحقيق أو قلب الثانية واوا. قوله: أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها أي و كان سليمان إذ ذاك في بيت المقدس، و عرشها في سبإ، و بينها و بين بيت المقدس مسيرة شهرين. قوله: (فلي أخذه قبل ذلك) أي قبل إتيانهم مسلمين، لأنهم حربيون حينئذ. قوله: (لا بعده) أي لأن إسلامهم يعصم ما لهم، و هذا بحسب الظاهر، و أما باطن الأمر فقصده أن يبهر عقلها بالأمور المستغربة لتزيد إيمانا.

قوله: عِفْرِيتٌ‏ بكسر العين و قرى‏ء شذوذا بفتحها. قوله: (و هو القوي) أي و كان مثل الجبل، يضع قدمه عند منتهى طرفه، و كان اسمه ذكوان و قيل صخر.

قوله: أَنَا آتِيكَ بِهِ‏ يحتمل أنه فعل مضارع، أصله أأتى بهمزتين أبدلت الثانية ألفا، و يحتمل أنه إسم فاعل كضارب و قائم. قوله: مِنْ مَقامِكَ‏ أي مجلسك. قوله: (أسرع من ذلك) أي لأن المقصود الإتيان به قبل أن تقدم هي، و الحال أن بين قدومها مسيرة ساعة و نصف، و مجلسه من الغداة إلى نصف‏

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين، ج‏3، ص: 122

فيه للقضاء، و هو من الغداة إلى نصف النهار وَ إِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌ‏ أي على حمله‏ أَمِينٌ‏ (39) أي على ما فيه من الجواهر و غيرها، قال سليمان: أريد أسرع من ذلك‏ قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ‏ المنزل و هو آصف بن برخيا كان صديقا يعلم اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعا به أجاب‏ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ‏ إذا نظرت به إلى شي‏ء فقال له انظر إلى السماء فنظر إليها ثم رد بطرفه فوجده موضوعا بين يديه، ففي نظره إلى السماء دعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتي اللّه به فحصل بأن جرى تحت الأرض حتى نبع تحت كرسي سليمان‏ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا أي ساكنا عِنْدَهُ قالَ هذا أي الإتيان لي به‏ مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي‏ ليختبرني‏ أَ أَشْكُرُ بتحقيق الهمزتين و إبدال الثانية ألفا و تسهيلها و إدخال ألف بين المسهلة و الأخرى و تركه‏ أَمْ أَكْفُرُ النعمة وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ‏ أي لأجلها لأن ثواب شكره له‏ وَ مَنْ كَفَرَ النعمة فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌ‏ عن شكره‏ كَرِيمٌ‏ (40) بالإفضال على من يكفرها قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها أي غيروه إلى‏

النهار.

قوله: عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ‏ أي و هو التوراة. قوله: (و هو آصف بن برخيا) بالمد و القصر، و كان وزير سليمان و قيل كاتبه، و كان من أولياء اللّه تعالى، و قيل الذي عنده علم من الكتاب هو جبريل، و قيل الخضر، و قيل ملك آخر، و قيل سليمان نفسه، و على هذا فالخطاب في قوله أنا آتيك للعفريت، و ما مشى عليه المفسر هو المشهور. قوله: (كان صديقا) أي مبالغا في الصدق مع اللّه و مع عباده. قوله: طَرْفُكَ‏ هو بالسكون البصر. قوله: (قال) أي آصف، و قوله أي لسليمان. قوله: (دعا بالاسم الأعظم) قيل كان الدعاء الذي دعا به: يا ذا الجلال و الإكرام، و قيل يا حي يا قيوم، و قيل يا إلهنا و إله كل شي‏ء، إلها واحدا، لا إله إلا أنت ائتني بعرشها. قوله: (بأن جرى تحت الأرض) أي بحمل الملائكة له لأمر اللّه لهم بذلك. قوله: (أي ساكنا) أي غير متحرك، كأنه وضع من قبل بزمن متسع، و ليس المراد مطلق الاستقرار و الحصول، و إلا كان واجب الحذف، لأن الظرف يكون مستقرا، و على ما ذكره المفسر فالظرف لغو عامله خاص مذكور فتدبر.

قوله: مِنْ فَضْلِ رَبِّي‏ أي إحسانه إليّ. قوله: (و إدخال ألف) الخ، أي فالقراءات أربع سبعيات، و بقيت خامسة و هي إدخال ألف بين المحققين. قوله: (لأن ثواب شكره له) أي لأن الشكر سبب في زيادة النعم، قال تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏ . قوله: (بالإفضال على من يكفرها) أي فلا يقطع نعمه بسبب إعراضه عن الشكر و كفران النعمة.

صفحه بعد