کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الاساس فى التفسير

المجلد الاول

مقدمة الناشر

القسم الأول من أقسام القرآن قسم الطوال

كلمة في هذا القسم:

سورة البقرة

نصوص و نقول: كلمة في سورة البقرة و سياقها: يبدأ القسم الأول من السورة بأمر و نهي:

القسم الأول من أقسام سورة البقرة:

كلمة في القسم الأول من أقسام سورة البقرة:
كلمة عن سورة البقرة
فهرس المجلد الأول

المجلد الثاني

تتمة القسم الاول من اقسام القرآن قسم الطوال

سورة آل عمران

كلمة في سورة آل عمران: كلمة أخيرة في سورة آل عمران:

سورة النساء

كلمة في سورة النساء: كلمة في سياق المقاطع الأربعة الأخيرة: كلمة في ارتباط سياق المقاطع بمحور السورة: كلمة قصيرة بين يدي المقطعين التاسع و العاشر: كلمة في المقاطع الثلاثة الأخيرة كلمة في سورة النساء و صلتها بمحورها من سورة البقرة: كلمة في صلة سورة النساء بارتباطات محورها: كلمة في سورة النساء و تفصيلها في امتدادات محورها: كلمة في نوعية تفصيل كل من سورة آل عمران و النساء: كلمة في غسيل الدماغ و غسيل القلب: تذكير أخير بين يدي سورتي المائدة و الأنعام:
فهرس المجلد الثاني

المجلد الثالث

مقدمة المجلد الثالث: كلام عن ضرورة تعلم القرآن و العمل به في آفاق الوحدة القرآنية: كلام عن مناسبة سورة المائدة لما قبلها و عن محاور سور قسم الطوال

تتمة القسم الأول قسم الطوال

سورة المائدة

كلمة في سورة المائدة: آثار و نصوص

سورة الأنعام

كلمة في سورة الأنعام: كلمة في أقسام السورة و مقاطعها: كلمة في بعض العلامات التي تدلنا على المقاطع: كلمة في سورة الأنعام:
(فهرس المجلد الثالث)

المجلد الرابع

تتمة القسم الاول من اقسام القرآن، القسم الطوال

كلمة في آفاق الوحدة القرآنية بين يدي المجلد الرابع

سورة الأعراف

كلمة في أقسام سورة الأعراف و مقاطعها كلمة في سورة الأعراف:
كلمة حول القسم الأول من أقسام القرآن: ملاحظات حول هذا القسم: - ملاحظات للمربين
(فهرس المجلد الرابع)

المجلد الخامس

القسم الثاني من أقسام القرآن قسم المئين

المجموعة الأولى من القسم المئين

كلمة في قسم المئين: كلمة في المجموعة الأولى من قسم المئين:
فهرس المجلد الخامس

الجزء السادس

تتمة القسم الثاني قسم المئين

كلمة في المجموعة الثانية من قسم المئين:

سورة النحل

قال الألوسي في تقديمه لسورة النحل: كلمة في سورة النحل و محورها: كلمة في سورة النحل:

سورة الإسراء

قال الألوسي في تقديمه لسورة الإسراء: و قال صاحب الظلال في سورة الإسراء: كلمة في سورة الإسراء و محورها: ما ورد في سورة الإسراء: كلمة في سورة الإسراء:

سورة الكهف

قال الألوسي في تقديمه لسورة الكهف: «ذكر ما ورد في فضلها»«و العشر الآيات من أولها و آخرها و أنها عصمة من الدجال». سبب نزول سورة الكهف: كلمة في سورة الكهف و محورها: من كلام الأستاذ الندوي في السورة: كلمة في سورة الكهف:

سورة مريم

قال الألوسي في تقديمه لسورة مريم: كلمة في سورة مريم و محورها: كلمة في سورة مريم و مجموعتها:
فهرس المجلد السادس

المجلد السابع

تتمة القسم الثاني من اقسام القرآن، قسم المئين

المجموعة الثالثة و الأخيرة من قسم المئين و هو القسم الثاني من أقسام القرآن

كلمة حول هذه المجموعة: بين يدي السور الثلاث: طسم الشعراء، طس النمل، طسم القصص كلمة في الطاسينات الثلاث و مجموعتها: كلمة في القسم الثاني من أقسام القرآن:
فهرس المجلد السابع

الجزء الثامن

القسم الثالث من أقسام القرآن قسم المثاني

مقدمة حول أقسام القرآن الكريم و تحديد قسمي المثاني و المفصل و سبب تسمية قسم المثاني بهذا الاسم

المجموعة الأولى من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

كلمة في المجموعة الأولى من قسم المثاني:

سورة الروم

قال الألوسي رحمه الله في تقديمه لسورة الروم: كلمة في سورة الروم و محورها: كلمة أخيرة في سورة الروم:

سورة الأحزاب

قال الألوسي في تقديمه لسورة الأحزاب: كلمة في سورة الأحزاب و محورها: كلمة أخيرة في سورة الأحزاب:

المجموعة الثانية من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

كلمة في هذه المجموعة:
فهرس المجلد الثامن

المجلد التاسع

تتمة القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

المجموعة الثالثة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور:(الزمر، و غافر، و فصلت)

كلمة في المجموعة الثالثة من قسم المثاني:

سورة فصلت

كلمة في سورة فصلت و محورها: نقل: تقديم الألوسي لسورة فصلت

المجموعة الرابعة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور:(الشورى، و الزخرف، و الدخان)

كلمة في المجموعة الرابعة:

المجموعة الخامسة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور: الجاثية، و الأحقاف، و محمد، و الفتح، و الحجرات، و ق

كلمة في المجموعة الخامسة من قسم المثاني

سورة الجاثية

كلمة في سورة الجاثية و محورها: كلمة أخيرة في سورة الجاثية:

سورة محمد

كلمة في سورة القتال و محورها:

سورة الفتح

بين يدي سورة الفتح و تقديم الألوسي: كلمة في سورة الفتح و محورها: نقول عن صاحب الظلال حول أسباب النزول:

فوائد حول السورة:

كلمة أخيرة في سورة الفتح:

سورة الحجرات

كلمة في سورة الحجرات و محورها:

الفوائد حول آيات السورة:

1 - كلام ابن كثير عن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمناسبة الآية(2) 2 - كلام الألوسي عن خفض الصوت عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم بمناسبة الآية(3) 3 - كلام ابن كثير عن أنواع القلوب بمناسبة آية أولئك الذين امتحن الله قلوبهم.. 4 - كلام ابن كثير عن الذين نادوا النبي صلى الله عليه و سلم من وراء الحجرات بمناسبة الآية(4) 5 - كلام ابن كثير عن نزول آية.. إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا.. 6 - حكم سوء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بقصد أو بغير قصد 7 - كلام ابن كثير عن تزيين الإيمان في القلوب بمناسبة آية و لكن الله حبب إليكم الإيمان.. 8 - كلام ابن كثير عن سبب نزول آية و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا.. 9 - كلام ابن كثير عن المقسطين بمناسبة آية فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل.. 10 - كلام ابن كثير عن الأخوة في الله بمناسبة آية إنما المؤمنون إخوة.. 11 - كلام ابن كثير عن الكبر بمناسبة آية لا يسخر قوم من قوم.. 12 - كلام ابن كثير عن التنابز بالألقاب 13 - كلام ابن كثير و صاحب الظلال عن حقوق المسلم على أخيه المسلم 14 - كلام ابن كثير عن الغيبة بمناسبة آية و لا يغتب بعضكم بعضا 15 - كلام ابن كثير و النسفي و المؤلف حول آية.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. 16 - كلام ابن كثير و المؤلف عن تعريف الإيمان و الإسلام 17 - كلام ابن كثير عن أنواع المؤمنين في الدنيا 18 - كلام ابن كثير عن النهي عن المن بالدخول في الإسلام
كلمة أخيرة حول سورة الحجرات:

سورة ق

كلمة في سورة(ق) و محورها:

فوائد حول السورة:

1 - ردود ابن كثير على من زعم أن المراد ب(ق) جبل اسمه(قاف) 2 - كلام ابن كثير عن الخواطر النفسية بمناسبة آية.. ما توسوس به نفسه.. 3 - كلام ابن كثير عن قرب الملائكة من الإنسان بمناسبة آية و نحن أقرب إليه.. 4 - كلام ابن كثير عن كيفية كتابة أقوال الإنسان بمناسبة آية ما يلفظ من قول إلا لديه. 5 - كلام ابن كثير عن الموت بمناسبة آية و جاءت سكرة الموت بالحق.. 6 - كلام ابن كثير عن جهنم بمناسبة آية ألقيا في جهنم.. 7 - كلام ابن كثير عن حجم الجنة و النار بمناسبة آية يوم نقول لجهنم.. 8 - تفسير ابن كثير لكلمة«الأواب الحفيظ» في الآية(32) 9 - كلام ابن كثير عن نعيم الجنة بمناسبة آية لهم ما يشاؤن فيها.. 10 - كلام النسفي عن موضوع البحث عن الآثار 11 - عرض لأكاذيب التوراة المحرفة في المدة التي خلقت فيها السماوات و الأرض 12 - كلام ابن كثير عن التسبيح بمناسبة آية و من الليل فسبحه.. 13 - كلام ابن كثير عن أهوال يوم القيامة بمناسبة آية يوم تشقق الأرض عنهم.. 14 - فائدة حول كلمة(جبار) و إبراز معناها في موضعها
كلمة أخيرة في سورة ق و مجموعتها:
كلمة في قسم المثاني: كلمة في الأقسام الثلاثة التي مرت معنا:
فهرس المجلد التاسع

المجلد العاشر

القسم الرابع من أقسام القرآن قسم المفصل

كلمة في قسم المفصل:

المجموعة الأولى من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

المجموعة الثالثة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

المجموعة الرابعة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الرابعة من قسم المفصل

المجموعة الخامسة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الخامسة من قسم المفصل:
فهرس المجلد العاشر

المجلد الحادي عشر

تتمة القسم الرابع من اقسام القرآن، قسم المفصل

المجموعة السادسة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة السادسة من قسم المفصل تعليقات بمناسبة انتهاء عرض المجموعة السادسة

المجموعة الثامنة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الثامنة من قسم المفصل

المجموعة التاسعة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة التاسعة من قسم المفصل و محاور سورها كلمة أخيرة في المجموعة التاسعة من قسم المفصل:

المجموعة الحادية عشرة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الحادية عشرة من قسم المفصل

المجموعة الخامسة عشرة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الخامسة عشرة من قسم المفصل كلمة أخيرة في المجموعة الخامسة عشرة:
كلمة أخيرة في السياق القرآني العام: خاتمة التفسير فهرس المجلد الحادي عشر

الاساس فى التفسير


صفحه قبل

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 38

أخرج البزار عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «إذا وضعت جنبك على الفراش و قرأت فاتحة الكتاب و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فقد أمنت من كل شى‏ء إلا الموت».

4- المعاني العامة و الكلية

إذ كانت الفاتحة هي مقدمة القرآن فقد تجمعت فيها مقاصده و معانيه. فالقرآن يدور حديثه حول العقائد و العبادات و مناهج الحياة، و قد بدأت السورة بذكر العقائد:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. و ثنت بالعبادات‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. و ثلثت بمناهج الحياة اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ.

و القرآن دعوة إلى العقيدة أولا، ثم إلى العبادة، ثم إلى مناهج الحياة، و قد تسلسلت المعاني في هذه السورة على هذا الترتيب.

و العقيدة في الإسلام ليست فكرة مجردة، بل إن لها ثمارها و آثارها و واجباتها، فكونك تعرف لله الربوبية و الرحمة و الحساب فهذا يقتضي منك عملا. و من ثم بدأت السورة بالحمد ثم علمتنا العبادة و الاستعانة و طلب الهداية و السير في صراط الله عز و جل، لقد عرفتنا السورة على الله و ربوبيته، و عرفتنا أن مقامنا هو العبودية له، و أن مقام العبودية مضمونه الحمد لله و العبادة له و الاستعانة به و طلب الهداية منه و السير في منهاجه. و الإسلام مداره على معرفة الله و من ثم عرفتنا السورة على الله في مقدمتها و في وسطها و في نهايتها: فهو رب العالمين ذو الرحمة، و هو المعين و هو الهادي.

و أساس العقيدة الإسلامية الإيمان بالله و اليوم الآخر، و قد ذكرت السورة ذلك‏ رَبِّ الْعالَمِينَ .. مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.

و أساس العبادة إخلاصها لله، و قد أشارت السورة إلى ذلك‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ إذ تقديم الضمير إِيَّاكَ‏ على الفعل يفيد ذلك.

و أساس الطريق إلى الله القدوة الحسنة المتمثلة في النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و قد أشارت السورة إلى ذلك.

و أساس الانحراف القدوة السيئة، و قد أشارت السورة إلى ذلك.

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 39

ابتدأت السورة بذكر الحقيق بالحمد و الثناء و وصفته بالصفات العظام فتعلق العلم بمعلوم عظيم الشأن حقيق بالثناء و غاية الخضوع، و الاستعانة في المهمات فخوطب ذلك المعلوم المتميز بهذه الصفات العظام فقيل‏ إِيَّاكَ‏ يا من هذه صفاته نعبد و نستعين لا غيرك و قدمت العبادة على الاستعانة لأن تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة أقرب إلى الإجابة و أطلقت الاستعانة لتتناول كل ما يطلب العون من الله فيه. ثم قيل‏ اهْدِنَا، بيانا للمطلوب الأول من المعونة فكأنهم سئلوا عن ماهية المعونة التي يريدونها فقالوا: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ .. فالاهتداء إلى الصراط المستقيم لا يكون إلا بالله، و لا تنال عطايا الله بالهداية إلا بالافتقار إليه و مظهر ذلك طلب المعونة منه و لا يوصل إلى الافتقار مثل دوام العبادة، و لا عبادة إلا بمعرفة، و معرفة لا يعطى فيها الحمد كله لله معرفة قاصرة، ينظر العبد ما أعطي فيقول: الحمد لله، فإذا ما استقرت معرفته خاطب ربه‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ ثم دعاه بما هو الأهم و الأعظم و هو الاهتداء في الأمر كله.

من المعاني الكبرى في الإسلام: موضوع لزوم الجماعة «أن تلزم جماعة المسلمين و إمامهم». «من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ..» و السورة دلتنا من خلال الخطاب الجماعي‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ اهْدِنَا ..

على أن الأصل في المسلم أن يكون جزءا من كل هو جماعة المسلمين و أن الأصل في التربية الإسلامية أنها تقوم على التربية الجماعية.

و يلاحظ من السورة أن الصراط المستقيم مظهره شيئان السير في طريق المنعم عليهم و تنكب صراط المغضوب عليهم و الضالين. و المنعم عليهم فصل الله فيهم في الآية:

فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ، و هناك نص ستراه ذكر أن المغضوب عليهم هم اليهود، و الضالين هم النصارى. و إذا كان هؤلاء و هؤلاء كذلك فمن باب أولى غيرهم. و كثيرا ما ينسى الناس هذه المعاني فلا يفطنون أن الشهداء هم القدوة، و أن الصديقين هم القدوة، و أن الصالحين هم القدوة، فضلا عن النبيين و المرسلين عليهم الصلاة و السلام، و بعضهم يفطن لذلك، و لكنهم ينسون تنكب طرق الضالين و المغضوب عليهم، و من ثم فإن على المسلم و هو يقرأ كتاب الله أن يتفطن لهذا و هذا، فالقرآن فصل هذا كله، و المسلم عليه أن ينتبه لأخطاء أهل الضلال و أهل الغضب فيتخلى عنها، بل عليه من الأصل ألا يقربها و عليه أن يفطن لمظاهر القدوة فيسير فيها.

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 40

و بعد هذه الجولة عن المعاني العامة و الكلية في سورة الفاتحة نقول مختصرين:

اشتملت هذه السورة الكريمة و هي سبع آيات على حمد الله تعالى و تمجيده و الثناء عليه بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العليا، و على ذكر المعاد و هو يوم الدين، و على إرشاد عبيده إلى سؤاله و التضرع إليه و التبري من حولهم و قوتهم، و إلى إخلاص العبادة له و توحيده بالألوهية و تنزيهه من أن يكون له شريك أو نظير أو مماثل، و إلى سؤالهم إياه الهداية إلى الصراط المستقيم، و هو الدين القويم، و تثبيتهم عليه حتى يفضي بهم ذلك إلى جواز الصراط المفضي بهم يوم القيامة إلى جنات النعيم في جوار النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين الذين كانوا محل القدوة، فاشتملت السورة على الترغيب في الأعمال الصالحة ليكون الإنسان مع أهلها يوم القيامة، و التحذير من مسالك الباطل لئلا يحشر الإنسان مع سالكيها يوم القيامة.

5- المعنى الحرفي‏

بِسْمِ اللَّهِ‏ تعلقت الباء بمحذوف تقديره: أقرأ أو أتلو لأن الذي يلي التسمية مقروء «و كذلك يضمر كل فاعل ما يجعل التسمية مبدءا له» و إنما قدرنا الفعل متأخرا لأن ذلك أقوى لدلالته على الاختصاص و المعنى: متبركا باسم الله أقرأ ففيه تعليم الله عباده كيف يتبركون باسمه و كيف يعظمونه و (الله) هو الإله و لكن كلمة الإله تطلق على كل معبود بحق أو بباطل ثم غلب على المعبود بحق، و أما اسم (الله) فمختص بالمعبود الحق لم يطلق على غيره و هو اسم غير صفة لأنك تصفه و لا تصف به فصفاته تعالى لا بد لها من موصوف تجري عليه و هو اسم الله جل جلاله.

الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ صفتان و اسمان يعبران عن رحمة الله تعالى التي مظهرها إنعامه على عباده‏ فَانْظُرْ إِلى‏ آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ‏ (سورة الروم) و في الرحمن من المبالغة ما ليس في الرحيم لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، و لذلك لا يسمى و لا يوصف بالرحمن غير الله و يسمى و يوصف بالرحيم غيره، و من ثم ذهب بعضهم إلى أن الرحمة في اسم الرحمن تشمل الكافر و المؤمن، و الرحمة في اسم الرحيم تخص المؤمنين‏

الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ الحمد هو الوصف بالجميل على جهة التفضيل و هو أحد شعب الشكر لأن الشكر يكون بالقلب و اللسان و الجوارح و إنما يكون باللسان الحمد و نقيض الحمد الذم و نقيض الشكر الكفران، و إنما يستحق الحمد إما بكمال الذات و الصفات و الأفعال أو بكثرة الإنعام، و الله عز و جل لا أكمل من ذاته و صفاته و أسمائه، و لا إنعام إلا منه مباشرة أو بالواسطة فله في الحقيقة الحمد كله.

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 41

رَبِّ الْعالَمِينَ‏ الرب هو المالك و منه قول صفوان بن أمية: «لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن» و لا يطلق إلا على الله وحده و هو في العبيد مع التقييد إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ‏ قالَ ارْجِعْ إِلى‏ رَبِّكَ‏ (سورة يوسف) قال الواسطي في تفسير كلمة الرب: (هو الخالق ابتداء و المربي غذاء و الغافر انتهاء و هو اسم الله الأعظم) و العالم هو كل ما سوى الله تعالى لأنه علم على وجود ربنا تعالى، إذ يعرف الخالق بما خلق.

الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ مر الكلام عليهما.

مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ يوم الدين هو يوم الجزاء و لذلك قالوا: كما تدين تدان أي كما تفعل تجازى، و الله تعالى مالك الأمر كله في يوم الدين و غيره، و إنما كان التخصيص بيوم الدين لأن الأمر فيه لله وحده‏ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ .

هذه الأوصاف التي أجريت على الله سبحانه و تعالى من كونه ربا للعالمين و منعما بالنعم كلها و مالكا للأمر كله يوم الثواب و العقاب بعد الدلالة على اختصاص الحمد به في قوله: الحمد لله دليل على أن من كانت هذه صفاته لم يكن أحد أحق منه بالحمد و الثناء عليه.

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ العبادة هي أقصى غاية الخضوع و التذلل، و الاستعانة هي طلب المعونة، و تقديم‏ إِيَّاكَ‏ على‏ نَعْبُدُ و نَسْتَعِينُ‏ لقصد الاختصاص فيكون المعنى: نخصك بالعبادة و نخصك بطلب المعونة.

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ أي ثبتنا على المنهاج الواضح أو اهدنا في الاستقبال كما هديتنا في الحال، و الصراط هو الطريق و المراد: طريق الحق و هو ملة الإسلام، و المستقيم هو الذي لا عوج فيه.

صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ أي صراط المسلمين، و فائدة تكرار كلمة الصراط مع هذه الزيادة التأكيد و الإشعار بأن الصراط المستقيم هو صراط المسلمين ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه و آكده؛ و الذين أنعم الله عليهم هم مجموع من ذكرهم الله بقوله: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (سورة النساء) و إذن فهم المؤمنون الكاملون‏ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ يعني: أن المنعم‏

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 42

عليهم هم الذين سلموا من غضب الله و الضلال فجمعوا بين النعمة المطلقة و هي نعمة الإيمان و بين السلامة من غضب الله و الضلال. و (آمين) بالإجماع ليست من القرآن، و هي اسم فعل بمعنى (استجب).

ملاحظة: في حديث حسن غريب رواه أحمد عن عدي بن حاتم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: إن المغضوب عليهم اليهود و إن الضالين النصارى .. و في هذا المعنى وردت أكثر من رواية و لذلك قال ابن أبي حاتم: و لا أعلم بين المفسرين في هذا اختلافا قال ابن كثير: (فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق و العمل به، و اليهود فقدوا العمل، و النصارى فقدوا العلم، و لهذا كان الغضب لليهود، و الضلال للنصارى، لأن من علم و ترك استحق الغضب بخلاف من لم يعلم، و النصارى لما كانوا قاصدين شيئا لكنهم لا يهتدون إلى طريقه، لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه و هو اتباع الحق ضلوا. و كل من اليهود و النصارى ضال مغضوب عليه لكن أخص أوصاف اليهود الغضب كما قال تعالى عنهم: مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ‏ (سورة المائدة) و أخص أوصاف النصارى الضلال كما قال تعالى عنهم: قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ، وَ أَضَلُّوا كَثِيراً، وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ .. (سورة المائدة).

أقول: إذا كنا نهينا أن نسير في طريق اليهود و النصارى و هم أهل كتاب فكيف نتابع غيرهم و نجعلهم قدوتنا؟! و انظر الآن إلى حال الكثيرين من أبناء المسلمين فإنك تجدهم إما مقلدين للغربيين و هم على بقية من كتاب، و إما متابعين للشيوعيين و هم يكفرون بالكتاب كله.

6- فصول شتى ..

فصل في البسملة:

افتتح بها الصحابة كتاب الله و اتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة النمل، ثم اختلفوا هل هي آية مستقلة في أول كل سورة، أو من أول كل سورة كتبت في أولها، أو أنها بعض آية من كل سورة، أو أنها كذلك في الفاتحة دون غيرها، أو أنها كتبت للفصل لا أنها آية، على أقوال للعلماء سلفا و خلفا. و الجهر بها في الصلاة مفرع على هذا الخلاف، فمن رأى أنها ليست من الفاتحة فلا يجهر بها و كذا من قال:

إنها آية في أولها. و أما من قال بأنها من أوائل السور فاختلفوا؛ فذهب الشافعي رحمه الله إلى أنه يجهر بها مع الفاتحة و السورة، و ذهب آخرون إلى أنه لا يجهر بالبسملة في الصلاة، و هو مذهب أبي حنيفة، و الثوري، و أحمد. و عن الإمام مالك أنه لا يقرأ

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 43

البسملة بالكلية لا جهرا و لا سرا. قال ابن كثير بعد أن عرض مآخذ الأئمة في هذه المسألة: «و هي قريبة لأنهم أجمعوا على صحة صلاة من جهر بالبسملة و من أسر».

... و من ابتداء الله عز و جل كتابه بالتسمية ندرك فضلها، و نأخذ منه أدبا عاما في ألا ننسى التسمية حيث تستحب التسمية فللابتداء باسم الله بركة، و لذكر الله عامة بركة.

أخرج الإمام أحمد و النسائي و ابن مردويه «عثر النبي صلى الله عليه و سلم فقلت: (القائل هو أسامة بن عمير رديف النبي صلى الله عليه و سلم): تعس الشيطان. فقال النبي صلى الله عليه و سلم: لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم و قال: بقوتي صرعته، و إذا قلت باسم الله تضاغر حتى يصير مثل الذباب» قال ابن كثير: فهذا من تأثير بركة باسم الله، و لهذا تستحب في أول كل عمل و قول، فتستحب في أول الخطبة كما جاء «كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أجذم»، و تستحب عند دخول الخلاء كما ورد من الحديث في ذلك، و تستحب في أول الوضوء لما جاء في مسند الإمام أحمد و السنن ..

مرفوعا: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» و هو حديث حسن ... و كذا تستحب عند الذبيحة في مذهب الشافعي و جماعة، و أوجبها آخرون عند الذبح، و مطلقا في قول بعضهم ... و هكذا تستحب عند الأكل كما في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة «قل باسم الله و كل بيمينك و كل مما يليك» و من العلماء من أوجبها و الحالة هذه، و كذا تستحب عند الجماع كما في الصحيحين عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال باسم الله اللهم جنبنا الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا».

فصل في الاستعاذة:

سيأتي الكلام عن الاستعاذة عند الآيات التي تذكرها و ههنا ننقل ما له صلة بالصلاة و التلاوة بشكل مختصر.

قال ابن كثير: و جمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة و ليست بمتحتمة يأثم تاركها و حكى الرازي عن عطاء بن أبي رباح وجوبها في الصلاة و خارجها كلما أراد القراءة. قال: و قال ابن سيرين: إذا تعوذ مرة واحدة في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب .. أقول على رأي ابن سيرين: إنها واجبة في العمر مرة، و ما سوى ذلك فهي مستحبة.

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 44

قال ابن كثير: و قال الشافعي في الإملاء: يجهر بالتعوذ و إن أسر فلا يضر و قال في الأم بالتخيير ... و اختلف قول الشافعي فيما عدا الركعة الأولى هل يستحب التعوذ فيها على قولين و رجح عدم الاستحباب .. فإذا قال المستعيذ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كفى ذلك عند الشافعي و أبي حنيفة ...

... ثم الاستعاذة في الصلاة إنما هي للتلاوة و هو قول أبي حنيفة و محمد و قال أبو يوسف بل للصلاة، فعلى هذا يتعوذ المأموم و إن كان لا يقرأ، و يتعوذ في العيد بعد تكبيرة الإحرام و قبل تكبيرات العيدين، و الجمهور يعدها قبل القراءة. و من لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو و الرفث، و تطييب له و هو لتلاوة كلام الله، و هي استعانة بالله و اعتراف له بالقدرة، و للعبد بالضعف و العجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه و دفعه إلا الله الذي خلقه، و لا يقبل مصانعة و لا يدارى بالإحسان، بخلاف العدو من نوع الإنسان كما دلت على ذلك آيات من القرآن في ثلاث من المثاني ...».

فصل في الحمد:

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «أفضل الذكر لا إله إلا الله، و أفضل الدعاء الحمد لله» .. أخرجه الترمذي و قال: حسن غريب.

و إنما كان الحمد أفضل الدعاء، لأنها رأس الشكر و الله عز و جل يقول‏ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏ و في الحديث الذي رواه ابن جرير «إذا: قلت الحمد لله رب العالمين فقد شكرت الله فزادك». و روى ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان الذي أعطي أفضل مما أخذ»، و قال القرطبي في تفسيره: و في نوادر الأصول عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «لو أن الدنيا بحذافيرها في يد رجل من أمتي ثم قال: الحمد لله لكان الحمد أفضل من ذلك» قال القرطبي و غيره: أي لكان إلهامه الحمد لله أكثر نعمة من نعم الدنيا لأن ثواب الحمد لا يفنى، و نعيم الدنيا لا يبقى و في سنن ابن ماجه عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثهم: أن عبدا من عباد الله قال يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى الله تعالى فقالا:

صفحه بعد