کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الاساس فى التفسير

المجلد الاول

مقدمة الناشر

القسم الأول من أقسام القرآن قسم الطوال

كلمة في هذا القسم:

سورة البقرة

نصوص و نقول: كلمة في سورة البقرة و سياقها: يبدأ القسم الأول من السورة بأمر و نهي:

القسم الأول من أقسام سورة البقرة:

كلمة في القسم الأول من أقسام سورة البقرة:
كلمة عن سورة البقرة
فهرس المجلد الأول

المجلد الثاني

تتمة القسم الاول من اقسام القرآن قسم الطوال

سورة آل عمران

كلمة في سورة آل عمران: كلمة أخيرة في سورة آل عمران:

سورة النساء

كلمة في سورة النساء: كلمة في سياق المقاطع الأربعة الأخيرة: كلمة في ارتباط سياق المقاطع بمحور السورة: كلمة قصيرة بين يدي المقطعين التاسع و العاشر: كلمة في المقاطع الثلاثة الأخيرة كلمة في سورة النساء و صلتها بمحورها من سورة البقرة: كلمة في صلة سورة النساء بارتباطات محورها: كلمة في سورة النساء و تفصيلها في امتدادات محورها: كلمة في نوعية تفصيل كل من سورة آل عمران و النساء: كلمة في غسيل الدماغ و غسيل القلب: تذكير أخير بين يدي سورتي المائدة و الأنعام:
فهرس المجلد الثاني

المجلد الثالث

مقدمة المجلد الثالث: كلام عن ضرورة تعلم القرآن و العمل به في آفاق الوحدة القرآنية: كلام عن مناسبة سورة المائدة لما قبلها و عن محاور سور قسم الطوال

تتمة القسم الأول قسم الطوال

سورة المائدة

كلمة في سورة المائدة: آثار و نصوص

سورة الأنعام

كلمة في سورة الأنعام: كلمة في أقسام السورة و مقاطعها: كلمة في بعض العلامات التي تدلنا على المقاطع: كلمة في سورة الأنعام:
(فهرس المجلد الثالث)

المجلد الرابع

تتمة القسم الاول من اقسام القرآن، القسم الطوال

كلمة في آفاق الوحدة القرآنية بين يدي المجلد الرابع

سورة الأعراف

كلمة في أقسام سورة الأعراف و مقاطعها كلمة في سورة الأعراف:
كلمة حول القسم الأول من أقسام القرآن: ملاحظات حول هذا القسم: - ملاحظات للمربين
(فهرس المجلد الرابع)

المجلد الخامس

القسم الثاني من أقسام القرآن قسم المئين

المجموعة الأولى من القسم المئين

كلمة في قسم المئين: كلمة في المجموعة الأولى من قسم المئين:
فهرس المجلد الخامس

الجزء السادس

تتمة القسم الثاني قسم المئين

كلمة في المجموعة الثانية من قسم المئين:

سورة النحل

قال الألوسي في تقديمه لسورة النحل: كلمة في سورة النحل و محورها: كلمة في سورة النحل:

سورة الإسراء

قال الألوسي في تقديمه لسورة الإسراء: و قال صاحب الظلال في سورة الإسراء: كلمة في سورة الإسراء و محورها: ما ورد في سورة الإسراء: كلمة في سورة الإسراء:

سورة الكهف

قال الألوسي في تقديمه لسورة الكهف: «ذكر ما ورد في فضلها»«و العشر الآيات من أولها و آخرها و أنها عصمة من الدجال». سبب نزول سورة الكهف: كلمة في سورة الكهف و محورها: من كلام الأستاذ الندوي في السورة: كلمة في سورة الكهف:

سورة مريم

قال الألوسي في تقديمه لسورة مريم: كلمة في سورة مريم و محورها: كلمة في سورة مريم و مجموعتها:
فهرس المجلد السادس

المجلد السابع

تتمة القسم الثاني من اقسام القرآن، قسم المئين

المجموعة الثالثة و الأخيرة من قسم المئين و هو القسم الثاني من أقسام القرآن

كلمة حول هذه المجموعة: بين يدي السور الثلاث: طسم الشعراء، طس النمل، طسم القصص كلمة في الطاسينات الثلاث و مجموعتها: كلمة في القسم الثاني من أقسام القرآن:
فهرس المجلد السابع

الجزء الثامن

القسم الثالث من أقسام القرآن قسم المثاني

مقدمة حول أقسام القرآن الكريم و تحديد قسمي المثاني و المفصل و سبب تسمية قسم المثاني بهذا الاسم

المجموعة الأولى من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

كلمة في المجموعة الأولى من قسم المثاني:

سورة الروم

قال الألوسي رحمه الله في تقديمه لسورة الروم: كلمة في سورة الروم و محورها: كلمة أخيرة في سورة الروم:

سورة الأحزاب

قال الألوسي في تقديمه لسورة الأحزاب: كلمة في سورة الأحزاب و محورها: كلمة أخيرة في سورة الأحزاب:

المجموعة الثانية من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

كلمة في هذه المجموعة:
فهرس المجلد الثامن

المجلد التاسع

تتمة القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

المجموعة الثالثة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور:(الزمر، و غافر، و فصلت)

كلمة في المجموعة الثالثة من قسم المثاني:

سورة فصلت

كلمة في سورة فصلت و محورها: نقل: تقديم الألوسي لسورة فصلت

المجموعة الرابعة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور:(الشورى، و الزخرف، و الدخان)

كلمة في المجموعة الرابعة:

المجموعة الخامسة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور: الجاثية، و الأحقاف، و محمد، و الفتح، و الحجرات، و ق

كلمة في المجموعة الخامسة من قسم المثاني

سورة الجاثية

كلمة في سورة الجاثية و محورها: كلمة أخيرة في سورة الجاثية:

سورة محمد

كلمة في سورة القتال و محورها:

سورة الفتح

بين يدي سورة الفتح و تقديم الألوسي: كلمة في سورة الفتح و محورها: نقول عن صاحب الظلال حول أسباب النزول:

فوائد حول السورة:

كلمة أخيرة في سورة الفتح:

سورة الحجرات

كلمة في سورة الحجرات و محورها:

الفوائد حول آيات السورة:

1 - كلام ابن كثير عن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمناسبة الآية(2) 2 - كلام الألوسي عن خفض الصوت عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم بمناسبة الآية(3) 3 - كلام ابن كثير عن أنواع القلوب بمناسبة آية أولئك الذين امتحن الله قلوبهم.. 4 - كلام ابن كثير عن الذين نادوا النبي صلى الله عليه و سلم من وراء الحجرات بمناسبة الآية(4) 5 - كلام ابن كثير عن نزول آية.. إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا.. 6 - حكم سوء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بقصد أو بغير قصد 7 - كلام ابن كثير عن تزيين الإيمان في القلوب بمناسبة آية و لكن الله حبب إليكم الإيمان.. 8 - كلام ابن كثير عن سبب نزول آية و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا.. 9 - كلام ابن كثير عن المقسطين بمناسبة آية فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل.. 10 - كلام ابن كثير عن الأخوة في الله بمناسبة آية إنما المؤمنون إخوة.. 11 - كلام ابن كثير عن الكبر بمناسبة آية لا يسخر قوم من قوم.. 12 - كلام ابن كثير عن التنابز بالألقاب 13 - كلام ابن كثير و صاحب الظلال عن حقوق المسلم على أخيه المسلم 14 - كلام ابن كثير عن الغيبة بمناسبة آية و لا يغتب بعضكم بعضا 15 - كلام ابن كثير و النسفي و المؤلف حول آية.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. 16 - كلام ابن كثير و المؤلف عن تعريف الإيمان و الإسلام 17 - كلام ابن كثير عن أنواع المؤمنين في الدنيا 18 - كلام ابن كثير عن النهي عن المن بالدخول في الإسلام
كلمة أخيرة حول سورة الحجرات:

سورة ق

كلمة في سورة(ق) و محورها:

فوائد حول السورة:

1 - ردود ابن كثير على من زعم أن المراد ب(ق) جبل اسمه(قاف) 2 - كلام ابن كثير عن الخواطر النفسية بمناسبة آية.. ما توسوس به نفسه.. 3 - كلام ابن كثير عن قرب الملائكة من الإنسان بمناسبة آية و نحن أقرب إليه.. 4 - كلام ابن كثير عن كيفية كتابة أقوال الإنسان بمناسبة آية ما يلفظ من قول إلا لديه. 5 - كلام ابن كثير عن الموت بمناسبة آية و جاءت سكرة الموت بالحق.. 6 - كلام ابن كثير عن جهنم بمناسبة آية ألقيا في جهنم.. 7 - كلام ابن كثير عن حجم الجنة و النار بمناسبة آية يوم نقول لجهنم.. 8 - تفسير ابن كثير لكلمة«الأواب الحفيظ» في الآية(32) 9 - كلام ابن كثير عن نعيم الجنة بمناسبة آية لهم ما يشاؤن فيها.. 10 - كلام النسفي عن موضوع البحث عن الآثار 11 - عرض لأكاذيب التوراة المحرفة في المدة التي خلقت فيها السماوات و الأرض 12 - كلام ابن كثير عن التسبيح بمناسبة آية و من الليل فسبحه.. 13 - كلام ابن كثير عن أهوال يوم القيامة بمناسبة آية يوم تشقق الأرض عنهم.. 14 - فائدة حول كلمة(جبار) و إبراز معناها في موضعها
كلمة أخيرة في سورة ق و مجموعتها:
كلمة في قسم المثاني: كلمة في الأقسام الثلاثة التي مرت معنا:
فهرس المجلد التاسع

المجلد العاشر

القسم الرابع من أقسام القرآن قسم المفصل

كلمة في قسم المفصل:

المجموعة الأولى من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

المجموعة الثالثة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

المجموعة الرابعة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الرابعة من قسم المفصل

المجموعة الخامسة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الخامسة من قسم المفصل:
فهرس المجلد العاشر

المجلد الحادي عشر

تتمة القسم الرابع من اقسام القرآن، قسم المفصل

المجموعة السادسة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة السادسة من قسم المفصل تعليقات بمناسبة انتهاء عرض المجموعة السادسة

المجموعة الثامنة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الثامنة من قسم المفصل

المجموعة التاسعة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة التاسعة من قسم المفصل و محاور سورها كلمة أخيرة في المجموعة التاسعة من قسم المفصل:

المجموعة الحادية عشرة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الحادية عشرة من قسم المفصل

المجموعة الخامسة عشرة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الخامسة عشرة من قسم المفصل كلمة أخيرة في المجموعة الخامسة عشرة:
كلمة أخيرة في السياق القرآني العام: خاتمة التفسير فهرس المجلد الحادي عشر

الاساس فى التفسير


صفحه قبل

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 42

عليهم هم الذين سلموا من غضب الله و الضلال فجمعوا بين النعمة المطلقة و هي نعمة الإيمان و بين السلامة من غضب الله و الضلال. و (آمين) بالإجماع ليست من القرآن، و هي اسم فعل بمعنى (استجب).

ملاحظة: في حديث حسن غريب رواه أحمد عن عدي بن حاتم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: إن المغضوب عليهم اليهود و إن الضالين النصارى .. و في هذا المعنى وردت أكثر من رواية و لذلك قال ابن أبي حاتم: و لا أعلم بين المفسرين في هذا اختلافا قال ابن كثير: (فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق و العمل به، و اليهود فقدوا العمل، و النصارى فقدوا العلم، و لهذا كان الغضب لليهود، و الضلال للنصارى، لأن من علم و ترك استحق الغضب بخلاف من لم يعلم، و النصارى لما كانوا قاصدين شيئا لكنهم لا يهتدون إلى طريقه، لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه و هو اتباع الحق ضلوا. و كل من اليهود و النصارى ضال مغضوب عليه لكن أخص أوصاف اليهود الغضب كما قال تعالى عنهم: مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ‏ (سورة المائدة) و أخص أوصاف النصارى الضلال كما قال تعالى عنهم: قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ، وَ أَضَلُّوا كَثِيراً، وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ .. (سورة المائدة).

أقول: إذا كنا نهينا أن نسير في طريق اليهود و النصارى و هم أهل كتاب فكيف نتابع غيرهم و نجعلهم قدوتنا؟! و انظر الآن إلى حال الكثيرين من أبناء المسلمين فإنك تجدهم إما مقلدين للغربيين و هم على بقية من كتاب، و إما متابعين للشيوعيين و هم يكفرون بالكتاب كله.

6- فصول شتى ..

فصل في البسملة:

افتتح بها الصحابة كتاب الله و اتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة النمل، ثم اختلفوا هل هي آية مستقلة في أول كل سورة، أو من أول كل سورة كتبت في أولها، أو أنها بعض آية من كل سورة، أو أنها كذلك في الفاتحة دون غيرها، أو أنها كتبت للفصل لا أنها آية، على أقوال للعلماء سلفا و خلفا. و الجهر بها في الصلاة مفرع على هذا الخلاف، فمن رأى أنها ليست من الفاتحة فلا يجهر بها و كذا من قال:

إنها آية في أولها. و أما من قال بأنها من أوائل السور فاختلفوا؛ فذهب الشافعي رحمه الله إلى أنه يجهر بها مع الفاتحة و السورة، و ذهب آخرون إلى أنه لا يجهر بالبسملة في الصلاة، و هو مذهب أبي حنيفة، و الثوري، و أحمد. و عن الإمام مالك أنه لا يقرأ

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 43

البسملة بالكلية لا جهرا و لا سرا. قال ابن كثير بعد أن عرض مآخذ الأئمة في هذه المسألة: «و هي قريبة لأنهم أجمعوا على صحة صلاة من جهر بالبسملة و من أسر».

... و من ابتداء الله عز و جل كتابه بالتسمية ندرك فضلها، و نأخذ منه أدبا عاما في ألا ننسى التسمية حيث تستحب التسمية فللابتداء باسم الله بركة، و لذكر الله عامة بركة.

أخرج الإمام أحمد و النسائي و ابن مردويه «عثر النبي صلى الله عليه و سلم فقلت: (القائل هو أسامة بن عمير رديف النبي صلى الله عليه و سلم): تعس الشيطان. فقال النبي صلى الله عليه و سلم: لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم و قال: بقوتي صرعته، و إذا قلت باسم الله تضاغر حتى يصير مثل الذباب» قال ابن كثير: فهذا من تأثير بركة باسم الله، و لهذا تستحب في أول كل عمل و قول، فتستحب في أول الخطبة كما جاء «كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أجذم»، و تستحب عند دخول الخلاء كما ورد من الحديث في ذلك، و تستحب في أول الوضوء لما جاء في مسند الإمام أحمد و السنن ..

مرفوعا: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» و هو حديث حسن ... و كذا تستحب عند الذبيحة في مذهب الشافعي و جماعة، و أوجبها آخرون عند الذبح، و مطلقا في قول بعضهم ... و هكذا تستحب عند الأكل كما في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة «قل باسم الله و كل بيمينك و كل مما يليك» و من العلماء من أوجبها و الحالة هذه، و كذا تستحب عند الجماع كما في الصحيحين عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال باسم الله اللهم جنبنا الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا».

فصل في الاستعاذة:

سيأتي الكلام عن الاستعاذة عند الآيات التي تذكرها و ههنا ننقل ما له صلة بالصلاة و التلاوة بشكل مختصر.

قال ابن كثير: و جمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة و ليست بمتحتمة يأثم تاركها و حكى الرازي عن عطاء بن أبي رباح وجوبها في الصلاة و خارجها كلما أراد القراءة. قال: و قال ابن سيرين: إذا تعوذ مرة واحدة في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب .. أقول على رأي ابن سيرين: إنها واجبة في العمر مرة، و ما سوى ذلك فهي مستحبة.

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 44

قال ابن كثير: و قال الشافعي في الإملاء: يجهر بالتعوذ و إن أسر فلا يضر و قال في الأم بالتخيير ... و اختلف قول الشافعي فيما عدا الركعة الأولى هل يستحب التعوذ فيها على قولين و رجح عدم الاستحباب .. فإذا قال المستعيذ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كفى ذلك عند الشافعي و أبي حنيفة ...

... ثم الاستعاذة في الصلاة إنما هي للتلاوة و هو قول أبي حنيفة و محمد و قال أبو يوسف بل للصلاة، فعلى هذا يتعوذ المأموم و إن كان لا يقرأ، و يتعوذ في العيد بعد تكبيرة الإحرام و قبل تكبيرات العيدين، و الجمهور يعدها قبل القراءة. و من لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو و الرفث، و تطييب له و هو لتلاوة كلام الله، و هي استعانة بالله و اعتراف له بالقدرة، و للعبد بالضعف و العجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه و دفعه إلا الله الذي خلقه، و لا يقبل مصانعة و لا يدارى بالإحسان، بخلاف العدو من نوع الإنسان كما دلت على ذلك آيات من القرآن في ثلاث من المثاني ...».

فصل في الحمد:

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «أفضل الذكر لا إله إلا الله، و أفضل الدعاء الحمد لله» .. أخرجه الترمذي و قال: حسن غريب.

و إنما كان الحمد أفضل الدعاء، لأنها رأس الشكر و الله عز و جل يقول‏ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏ و في الحديث الذي رواه ابن جرير «إذا: قلت الحمد لله رب العالمين فقد شكرت الله فزادك». و روى ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان الذي أعطي أفضل مما أخذ»، و قال القرطبي في تفسيره: و في نوادر الأصول عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «لو أن الدنيا بحذافيرها في يد رجل من أمتي ثم قال: الحمد لله لكان الحمد أفضل من ذلك» قال القرطبي و غيره: أي لكان إلهامه الحمد لله أكثر نعمة من نعم الدنيا لأن ثواب الحمد لا يفنى، و نعيم الدنيا لا يبقى و في سنن ابن ماجه عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثهم: أن عبدا من عباد الله قال يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى الله تعالى فقالا:

يا ربنا إن عبدا قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها قال الله:- و هو أعلم بما قال عبده- ماذا قال عبدي؟ قالا: يا رب إنه قال لك الحمد يا رب كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك، فقال الله لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها». و أخرج الإمام أحمد و النسائي عن الأسود بن سريع قال: قلت يا رسول الله ألا أنشدك محامد

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 45

حمدت بها ربي تبارك و تعالى؟ فقال: «أما إن ربك يحب الحمد» أقول: و في هذا الحديث إشارة إلى الشعر، و على من يعالج قضية الإنشاد في المجتمع الإسلامي أن يضعه في حسابه و لنا جولة في هذا الموضوع في آخر سورة الشعراء.

فصل في التأمين:

يستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها آمين، و معناها اللهم استجب سواء كان ذلك في الصلاة أو خارجها، و يتأكد في حق المصلي سواء كان منفردا أو إماما أو مأموما. و قال أصحاب مالك: لا يؤمن الإمام و يؤمن المأموم.

و اختلفوا في الجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية. قال الشافعية: إن نسي الإمام التأمين جهر المأموم به قولا واحدا، و إن أمن جهرا فالجديد أنه لا يجهر المأموم و القديم أنه يجهر. و مذهب الحنفية عدم الجهر للإمام و هو رواية عن مالك، و قال الحنابلة بالجهر و هو رواية أخرى عن مالك.

و الدليل على استحباب التأمين ما رواه الإمام أحمد و أبو داوود و الترمذي عن وائل بن حجر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ فقال آمين مد بها صوته. و لأبي داود رفع بها صوته. قال الترمذي: هذا حديث حسن و عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تلا غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ قال آمين حتى يسمع من يليه من الصف الأول. رواه أبو داود و ابن ماجه و زاد فيه فيرتج بها المسجد. قال الدارقطني: هذا إسناد حسن و في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال «إذا أمن الإمام فأمنوا فانه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه»، و لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «إذا قال أحدكم في الصلاة: آمين، و الملائكة في السماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه» قال ابن كثير: «قيل: بمعنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الزمان و قيل في الإجابة في صفة الإخلاص و في صحيح مسلم عن أبي موسى مرفوعا إذا قال- يعني الإمام- و لا الضالين فقولوا: آمين يحيكم الله».

فصل في قراءة الفاتحة في الصلاة:

اختلف الأئمة في أنه هل تتعين فاتحة الكتاب في الصلاة؟ أم تجزى‏ء هي أو غيرها؟ ففي ذلك قولان مشهوران فعند أبي حنيفة و من وافقه من أصحابه أن قراءة الفاتحة أو سورة قصيرة، أو ما يعادلها واجب في كل ركعات النفل و واجب في الركعتين الأوليين من الفرض إلا أنه لو لم يقرأ الإمام أو المنفرد الفاتحة و قرأ شيئا من القرآن فإن الصلاة صحيحة مع الكراهة، فعندهم أن قراءة أي شى‏ء من القرآن‏

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 46

في الصلاة هو الركن لقوله تعالى‏ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ‏ و أما الفاتحة فإنها واجبة كما رأينا. و عند الشافعي و مالك و أحمد أنها تتعين قراءتها للصلاة و لا تجزى‏ء الصلاة بدونها، و اختلف هؤلاء هل تجب قراءتها في كل الركعات؟ أو في معظم الركعات؟ أو في بعضها؟ فمذهب الشافعي وجوب قراءتها في كل الركعات، و مذهب الحسن و أكثر البصريين أنها تجب قراءتها في ركعة واحدة من الصلاة.

و اختلف الأئمة: هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم؟ ففيه ثلاثة أقوال للعلماء: أنه تجب عليه قراءتها كما تجب على إمامه، و الثاني لا تجب على المأموم بل تكره، و الثالث لا تجب قراءتها في الجهرية و تجب في السرية. و محل التفصيل في هذا الشأن و غيره من اتجاهات الفقهاء هو في القسم الثاني من هذه السلسلة الأساس في السنة و فقهها.

فصل في كيفية أداء الفاتحة:

في مسند الإمام أحمد و سنن أبي داوود و صحيح ابن خزيمة و مستدرك الحاكم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقطع قراءته: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ... قال الدار قطني: إسناده صحيح، أقول: و الوقوف على رؤوس الآي سنة متبعة و لكنها من نوع المستحبات في الصلاة و غيرها.

فصل في أن الصراط المستقيم هو الإسلام‏

أخرج الإمام أحمد عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، و على جنبي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، و على الأبواب ستور مرخاة، و على باب الصراط داع يقول:

يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا و لا تعوجوا، و داع يدعو من فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال: و يحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط هو الإسلام، و السوران حدود الله، و الأبواب المفتحة محارم الله، و ذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، و الداعي من فوق الصراط و اعظ الله في قلب كل مسلم».

إن صراطك أيها المسلم هو الإسلام و له داعيتان داعية الفطرة و داعية الوحي الإلهي، فلا تفرط في هذا الإسلام بأن ترتكب الحرام فتدخل في متاهات طرق الشيطان.

فصل: في أن المالكية العليا لله:

في الصحيحين عن أبي هريرة عن رسول الله قال:

يقبض الله الأرض بيمينه ثم يقول: «أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون» فالله عز و جل مالك يوم الدين و هو رب العالمين و كل منازعة لله عز و جل في‏

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 47

ربوبيته أو مالكيته العليا لا تصح و لو في التسمية. ففي الصحيحين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «أبغض اسم عند الله رجل تسمى بملك الأملاك و لا مالك إلا الله»، و قد وقع في هذا الغلط الكثيرون ممن حكموا المسلمين.

فصل في رد مزاعم:

- مما ذهبت إليه الفلسفة اليونانية أن الله عز و جل لا يتدخل في شؤون الخلق، و الآن تجد أكثر الخلق لا يعتبرون أن من حق الله عز و جل أن يتدخل في أمر الناس، و ليست فكرة فصل الدين عن الدولة إلا مظهرا من مظاهر هذه العقلية، و في سورة الفاتحة تصحيح لهذه المعاني كلها: فالله رب العالمين هو الخالق و هو المربي و هو المالك، و على الناس أن يعبدوه و أن يسيروا في طريقه طالبين العون و الهداية.

زعم بعض المستشرقين أن الدين الإسلامي لا يعرف أهله فيه عن الله عز و جل إلا صفات القسوة و أي زعم أظهر في البطلان من هذا الزعم؟! فالإسلام الذي يبتدى‏ء كتابه بقوله تعالى‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ و الذي تثنى فيه كلمتا الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ بعد آية من ذلك، هل يدعي ما ادعوه إلا مجنون؟! ألا إنه العمى عن الحق ليس إلا. فالله غفور رحيم، و هو عزيز ذو انتقام، و لله الأسماء الحسنى. في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة، ما طمع في جنته أحد، و لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من رحمته أحد»، و لكن الله عز و جل حدد في كتابه المرحومين و غيرهم فحيثما كان له حكم فعنده نقف.

فصل في مسألة اعتقادية:

من المسائل التي وقع فيها خلاف كثير بين أهل السنة و الجماعة و بين المعتزلة مسألة تسمى بمسألة خلق الأفعال. فأهل السنة يرون أن كل شى‏ء يجري في هذا الكون إنما هو بعلم الله و إرادة الله و قدرة الله، و ذلك لا ينافي اختيار الإنسان و هو موضوع سنبسطه في أكثر من مكان. و المعتزلة يقولون بالقوة المودعة، و أن الإنسان يخلق أفعال نفسه الاختيارية. و هو كلام ظاهره براق لأنه يتفق مع النظرة الحسية، و لكنه منقوض عقلا و نقلا كما سنرى. و مناقشات أهل السنة و الجماعة لهم في هذا الموضوع كثيرة، و نادرا ما تجد سورة من سور القرآن إلا و لأهل السنة حجة فيها على المعتزلة في هذا الشأن، و مما استدلوا به على المعتزلة من سورة الفاتحة كلمة الحمد لله فإن الألف و اللام للاستغراق، و هذا يفيد أن كل أنواع الحمد لله. و هذا لا يتأتى إلا إذا كان الله هو الفاعل لكل شى‏ء قال ابن كثير: و الألف و اللام في الحمد لاستغراق جميع‏

الاساس فى التفسير، ج‏1، ص: 48

أجناس الحمد و صنوفه لله تعالى كما جاء في الحديث «اللهم لك الحمد كله و لك الملك كله و بيدك الخير كله و إليك يرجع الأمر كله»، و استدلوا من الفاتحة على المعتزلة بقوله تعالى: وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ و بقوله تعالى‏ اهْدِنَا فلو لا أن الله هو الخالق فكيف يستعان؟ و كيف تطلب الهداية منه؟ و هذا موضوع سنرى حيثياته في أمكنة أخرى.

ملاحظة في قضايا اختلاف الأئمة:

يقول عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح «إن الحلال بين و إن الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه ....»، إن كل مناقشات أئمة أهل السنة و الجماعة مع بعضهم إنما تدور حول أمور مشتبهات، و كل منهم على بصيرة حاول أن يعطي حكم الله في هذه الأمور، و من ثم فالأمر واسع؛ فمهما كان الواحد منا على مذهب إمام في مثل هذه الشؤون فإنه لا حرج عليه، و لكن الخلاف بين أهل السنة و الجماعة، و بين الفرق المنشقة عن جسم الأمة الإسلامية، كالمعتزلة و أنواع من المرجئة، و طوائف من الشيعة و الخوارج ليس فيما ذكرنا، و إنما هو خلاف حيث لا ينبغي أن يكون خلاف لكثرة النصوص و وضوحها، و لذلك في قسم التفسير قد لا نعتني بعرض أدلة الأئمة في اختلافاتهم و لكننا نعتني بعرض الأدلة في أي خلاف بين أهل السنة و الجماعة و من خالفهم.

7- فوائد

صفحه بعد