کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الاساس فى التفسير

المجلد الاول

مقدمة الناشر

القسم الأول من أقسام القرآن قسم الطوال

كلمة في هذا القسم:

سورة البقرة

نصوص و نقول: كلمة في سورة البقرة و سياقها: يبدأ القسم الأول من السورة بأمر و نهي:

القسم الأول من أقسام سورة البقرة:

كلمة في القسم الأول من أقسام سورة البقرة:
كلمة عن سورة البقرة
فهرس المجلد الأول

المجلد الثاني

تتمة القسم الاول من اقسام القرآن قسم الطوال

سورة آل عمران

كلمة في سورة آل عمران: كلمة أخيرة في سورة آل عمران:

سورة النساء

كلمة في سورة النساء: كلمة في سياق المقاطع الأربعة الأخيرة: كلمة في ارتباط سياق المقاطع بمحور السورة: كلمة قصيرة بين يدي المقطعين التاسع و العاشر: كلمة في المقاطع الثلاثة الأخيرة كلمة في سورة النساء و صلتها بمحورها من سورة البقرة: كلمة في صلة سورة النساء بارتباطات محورها: كلمة في سورة النساء و تفصيلها في امتدادات محورها: كلمة في نوعية تفصيل كل من سورة آل عمران و النساء: كلمة في غسيل الدماغ و غسيل القلب: تذكير أخير بين يدي سورتي المائدة و الأنعام:
فهرس المجلد الثاني

المجلد الثالث

مقدمة المجلد الثالث: كلام عن ضرورة تعلم القرآن و العمل به في آفاق الوحدة القرآنية: كلام عن مناسبة سورة المائدة لما قبلها و عن محاور سور قسم الطوال

تتمة القسم الأول قسم الطوال

سورة المائدة

كلمة في سورة المائدة: آثار و نصوص

سورة الأنعام

كلمة في سورة الأنعام: كلمة في أقسام السورة و مقاطعها: كلمة في بعض العلامات التي تدلنا على المقاطع: كلمة في سورة الأنعام:
(فهرس المجلد الثالث)

المجلد الرابع

تتمة القسم الاول من اقسام القرآن، القسم الطوال

كلمة في آفاق الوحدة القرآنية بين يدي المجلد الرابع

سورة الأعراف

كلمة في أقسام سورة الأعراف و مقاطعها كلمة في سورة الأعراف:
كلمة حول القسم الأول من أقسام القرآن: ملاحظات حول هذا القسم: - ملاحظات للمربين
(فهرس المجلد الرابع)

المجلد الخامس

القسم الثاني من أقسام القرآن قسم المئين

المجموعة الأولى من القسم المئين

كلمة في قسم المئين: كلمة في المجموعة الأولى من قسم المئين:
فهرس المجلد الخامس

الجزء السادس

تتمة القسم الثاني قسم المئين

كلمة في المجموعة الثانية من قسم المئين:

سورة النحل

قال الألوسي في تقديمه لسورة النحل: كلمة في سورة النحل و محورها: كلمة في سورة النحل:

سورة الإسراء

قال الألوسي في تقديمه لسورة الإسراء: و قال صاحب الظلال في سورة الإسراء: كلمة في سورة الإسراء و محورها: ما ورد في سورة الإسراء: كلمة في سورة الإسراء:

سورة الكهف

قال الألوسي في تقديمه لسورة الكهف: «ذكر ما ورد في فضلها»«و العشر الآيات من أولها و آخرها و أنها عصمة من الدجال». سبب نزول سورة الكهف: كلمة في سورة الكهف و محورها: من كلام الأستاذ الندوي في السورة: كلمة في سورة الكهف:

سورة مريم

قال الألوسي في تقديمه لسورة مريم: كلمة في سورة مريم و محورها: كلمة في سورة مريم و مجموعتها:
فهرس المجلد السادس

المجلد السابع

تتمة القسم الثاني من اقسام القرآن، قسم المئين

المجموعة الثالثة و الأخيرة من قسم المئين و هو القسم الثاني من أقسام القرآن

كلمة حول هذه المجموعة: بين يدي السور الثلاث: طسم الشعراء، طس النمل، طسم القصص كلمة في الطاسينات الثلاث و مجموعتها: كلمة في القسم الثاني من أقسام القرآن:
فهرس المجلد السابع

الجزء الثامن

القسم الثالث من أقسام القرآن قسم المثاني

مقدمة حول أقسام القرآن الكريم و تحديد قسمي المثاني و المفصل و سبب تسمية قسم المثاني بهذا الاسم

المجموعة الأولى من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

كلمة في المجموعة الأولى من قسم المثاني:

سورة الروم

قال الألوسي رحمه الله في تقديمه لسورة الروم: كلمة في سورة الروم و محورها: كلمة أخيرة في سورة الروم:

سورة الأحزاب

قال الألوسي في تقديمه لسورة الأحزاب: كلمة في سورة الأحزاب و محورها: كلمة أخيرة في سورة الأحزاب:

المجموعة الثانية من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

كلمة في هذه المجموعة:
فهرس المجلد الثامن

المجلد التاسع

تتمة القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

المجموعة الثالثة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور:(الزمر، و غافر، و فصلت)

كلمة في المجموعة الثالثة من قسم المثاني:

سورة فصلت

كلمة في سورة فصلت و محورها: نقل: تقديم الألوسي لسورة فصلت

المجموعة الرابعة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور:(الشورى، و الزخرف، و الدخان)

كلمة في المجموعة الرابعة:

المجموعة الخامسة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور: الجاثية، و الأحقاف، و محمد، و الفتح، و الحجرات، و ق

كلمة في المجموعة الخامسة من قسم المثاني

سورة الجاثية

كلمة في سورة الجاثية و محورها: كلمة أخيرة في سورة الجاثية:

سورة محمد

كلمة في سورة القتال و محورها:

سورة الفتح

بين يدي سورة الفتح و تقديم الألوسي: كلمة في سورة الفتح و محورها: نقول عن صاحب الظلال حول أسباب النزول:

فوائد حول السورة:

كلمة أخيرة في سورة الفتح:

سورة الحجرات

كلمة في سورة الحجرات و محورها:

الفوائد حول آيات السورة:

1 - كلام ابن كثير عن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمناسبة الآية(2) 2 - كلام الألوسي عن خفض الصوت عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم بمناسبة الآية(3) 3 - كلام ابن كثير عن أنواع القلوب بمناسبة آية أولئك الذين امتحن الله قلوبهم.. 4 - كلام ابن كثير عن الذين نادوا النبي صلى الله عليه و سلم من وراء الحجرات بمناسبة الآية(4) 5 - كلام ابن كثير عن نزول آية.. إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا.. 6 - حكم سوء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بقصد أو بغير قصد 7 - كلام ابن كثير عن تزيين الإيمان في القلوب بمناسبة آية و لكن الله حبب إليكم الإيمان.. 8 - كلام ابن كثير عن سبب نزول آية و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا.. 9 - كلام ابن كثير عن المقسطين بمناسبة آية فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل.. 10 - كلام ابن كثير عن الأخوة في الله بمناسبة آية إنما المؤمنون إخوة.. 11 - كلام ابن كثير عن الكبر بمناسبة آية لا يسخر قوم من قوم.. 12 - كلام ابن كثير عن التنابز بالألقاب 13 - كلام ابن كثير و صاحب الظلال عن حقوق المسلم على أخيه المسلم 14 - كلام ابن كثير عن الغيبة بمناسبة آية و لا يغتب بعضكم بعضا 15 - كلام ابن كثير و النسفي و المؤلف حول آية.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. 16 - كلام ابن كثير و المؤلف عن تعريف الإيمان و الإسلام 17 - كلام ابن كثير عن أنواع المؤمنين في الدنيا 18 - كلام ابن كثير عن النهي عن المن بالدخول في الإسلام
كلمة أخيرة حول سورة الحجرات:

سورة ق

كلمة في سورة(ق) و محورها:

فوائد حول السورة:

1 - ردود ابن كثير على من زعم أن المراد ب(ق) جبل اسمه(قاف) 2 - كلام ابن كثير عن الخواطر النفسية بمناسبة آية.. ما توسوس به نفسه.. 3 - كلام ابن كثير عن قرب الملائكة من الإنسان بمناسبة آية و نحن أقرب إليه.. 4 - كلام ابن كثير عن كيفية كتابة أقوال الإنسان بمناسبة آية ما يلفظ من قول إلا لديه. 5 - كلام ابن كثير عن الموت بمناسبة آية و جاءت سكرة الموت بالحق.. 6 - كلام ابن كثير عن جهنم بمناسبة آية ألقيا في جهنم.. 7 - كلام ابن كثير عن حجم الجنة و النار بمناسبة آية يوم نقول لجهنم.. 8 - تفسير ابن كثير لكلمة«الأواب الحفيظ» في الآية(32) 9 - كلام ابن كثير عن نعيم الجنة بمناسبة آية لهم ما يشاؤن فيها.. 10 - كلام النسفي عن موضوع البحث عن الآثار 11 - عرض لأكاذيب التوراة المحرفة في المدة التي خلقت فيها السماوات و الأرض 12 - كلام ابن كثير عن التسبيح بمناسبة آية و من الليل فسبحه.. 13 - كلام ابن كثير عن أهوال يوم القيامة بمناسبة آية يوم تشقق الأرض عنهم.. 14 - فائدة حول كلمة(جبار) و إبراز معناها في موضعها
كلمة أخيرة في سورة ق و مجموعتها:
كلمة في قسم المثاني: كلمة في الأقسام الثلاثة التي مرت معنا:
فهرس المجلد التاسع

المجلد العاشر

القسم الرابع من أقسام القرآن قسم المفصل

كلمة في قسم المفصل:

المجموعة الأولى من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

المجموعة الثالثة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

المجموعة الرابعة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الرابعة من قسم المفصل

المجموعة الخامسة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الخامسة من قسم المفصل:
فهرس المجلد العاشر

المجلد الحادي عشر

تتمة القسم الرابع من اقسام القرآن، قسم المفصل

المجموعة السادسة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة السادسة من قسم المفصل تعليقات بمناسبة انتهاء عرض المجموعة السادسة

المجموعة الثامنة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الثامنة من قسم المفصل

المجموعة التاسعة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة التاسعة من قسم المفصل و محاور سورها كلمة أخيرة في المجموعة التاسعة من قسم المفصل:

المجموعة الحادية عشرة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الحادية عشرة من قسم المفصل

المجموعة الخامسة عشرة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الخامسة عشرة من قسم المفصل كلمة أخيرة في المجموعة الخامسة عشرة:
كلمة أخيرة في السياق القرآني العام: خاتمة التفسير فهرس المجلد الحادي عشر

الاساس فى التفسير


صفحه قبل

الاساس فى التفسير، ج‏8، ص: 4558

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم‏ الحمد للّه، و الصّلاة و السّلام على رسول اللّه و آله و أصحابه ربّنا تقبّل منّا، إنّك أنت السّميع العليم‏

الاساس فى التفسير، ج‏8، ص: 4559

كلمة في سورة فاطر و محورها:

يلاحظ أن سورة فاطر تتألف من مقدمة هي:

الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى‏ وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ* ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.

ثم يأتي نداء مبدوء ب يا أَيُّهَا النَّاسُ ... و يتكرر هذا النداء ثلاث مرات في السورة، فكأن السورة تتألف من مقدمة و ثلاثة مقاطع، و كل مقطع مبدوء ب يا أَيُّهَا النَّاسُ ... و من الآية الأولى في المقطع الأول:

يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ‏ ندرك أن محور السورة هو الآية الثانية من محور سورة الأنعام- كما ذكرنا من قبل- و هي قوله تعالى:

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى‏ إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ.

بل من مقدمة السورة ندرك هذا: الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ... .

...

و كما أنّه بعد آية سورة البقرة المذكورة يوجد حديث عن الملائكة، و عن استخلاف اللّه للإنسان في الأرض‏ وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً فإننا نجد في مقدمة السورة ذكرا للملائكة: جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ كما أنّ السورة تذكر موضوع الاستخلاف‏ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ‏ و هو المعنى الذي يرد في سورة الأنعام في قوله تعالى:

وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَ رَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ.

...

و كما قلنا من قبل فإن التلاحم بين سورتي سبأ و فاطر قائم؛ لأن الآيتين اللتين فصّلتا سورة الأنعام- و هما محورا سورتي سبأ و فاطر- مترابطتا المعنى، و لأن الآية هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً آتية في حيّز قوله تعالى: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ‏

الاساس فى التفسير، ج‏8، ص: 4560

وَ كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ... و من ثمّ فظلال الآية الأولى موجود في سورة فاطر، و إذا كانت سورة الأنعام قد فصّلت في مضامين الآيتين، و إذا كانت سورة سبأ قد فصّلت و بيّنت استحقاق اللّه عز و جل الشكر، فإن سورة فاطر فصّلت و حدّدت طريق الشكر العملي.

...

تتألف سورة فاطر من مقدمة هي آيتان، و من مقطع أول هو آيتان، و من مقطع ثان يمتد حتى نهاية الآية (14). و من مقطع ثالث يمتد حتى نهاية السورة، أي حتى نهاية الآية (45) و سنرى كيف أنّ الصلة بين المقاطع و المقدمة و السورة و المحور على كمالها و تمامها. و معلوم أن آيتي سورة البقرة واردتان في سياق معرفة اللّه و عبادته التي هي الطريق إلى التقوى المشار إليها في أول سورة البقرة، و يظهر أثر هذا في سورة فاطر بشكل بارز.

...

نقل: قال الألوسي في تقديمه لسورة فاطر:

(و تسمى سورة الملائكة. و هي مكية كما روي عن ابن عباس و قتادة و غيرهما؛ و في مجمع البيان قال الحسن: مكية إلا آيتين‏ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ‏ الآية ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ‏ الآية. و آيهاست و أربعون في المدني الأخير و الشامي، و خمس و أربعون في الباقين. و المناسبة- على ما في البحر- أنه عز و جل لما ذكر في آخر السورة المتقدمة هلاك المشركين أعداء المؤمنين، و إنزالهم منازل العذاب، تعيّن على المؤمنين حمده و شكره كما في قوله تعالى: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ و ينضم إلى ذلك تواخي السورتين في الافتتاح بالحمد، و تقاربهما في المقدار و غير ذلك).

الاساس فى التفسير، ج‏8، ص: 4561

مقدمة سورة فاطر و تتألف من آيتين و هاتان هما مع البسملة:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

35/ 2- 1

التفسير:

الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ قال النّسفي: حمد ذاته تعليما و تعظيما فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ أي مبتدئهما و مبدعهما جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أي بينه و بين أنبيائه‏ أُولِي أَجْنِحَةٍ أي ذوي أجنحة، و الأجنحة جمع جناح‏ مَثْنى‏ وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ‏ أي منهم من له جناحان، و منهم من له ثلاثة، و منهم من له أربعة. قال ابن كثير.

(و منهم من له أكثر من ذلك كما جاء في الحديث أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم رأى جبريل عليه السلام ليلة الإسراء و له ستمائة جناح بين كل جناحين كما بين المشرق و المغرب و لهذا قال جل و علا: يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ قال السدي: يزيد في الأجنحة و خلقهم ما يشاء) و قال النسفي: (يزيد في خلق الأجنحة و غيره ما يشاء. و قيل هو الوجه الحسن، و الصوت الحسن، و الشعر الحسن، و الحظ الحسن، و الملاحة في العينين) و الآية مطلقة تتناول كل زيادة في الخلق من طول قامة، و اعتدال صورة، و تمام في الأعضاء، و قوة في البطش و حصافة في العقل، و جزالة في الرأي، و ذلاقة في اللسان، و محبة في قلوب المؤمنين، و ما أشبه ذلك‏ إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ أي قادر

ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ أي من رزق، أو مطر، أو صحة، أو غير

الاساس فى التفسير، ج‏8، ص: 4562

ذلك‏ فَلا مُمْسِكَ لَها أي فلا أحد يقدر على إمساكها و حبسها وَ ما يُمْسِكْ‏ أي يمنع و يحبس‏ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ‏ أي فلا مطلق لها من بعد إمساكه‏ وَ هُوَ الْعَزِيزُ أي الغالب القادر على الإرسال و الإمساك‏ الْحَكِيمُ‏ أي الذي يرسل و يمسك ما تقضي الحكمة إرساله و إمساكه. قال ابن كثير في الآية: (يخبر تعالى أنه ما شاء كان و ما لم يشأ لم يكن، و أنه لا مانع لما أعطى و لا معطي لما منع).

نقل: [عن صاحب الظلال بمناسبة آية ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ .. (2)]

قال صاحب الظلال في قوله تعالى: ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها، وَ ما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ، وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ:

(في هذه الآية الثانية من السورة صورة من صور قدرة اللّه التي ختم بها الآية الأولى. و حين تستقر هذه الصورة في قلب بشري يتم فيه تحول كامل في تصوراته و مشاعره و اتجاهاته و موازينه و قيمه في هذه الحياة جميعا.

إنها تقطعه عن شبهة كل قوة في السماوات و الأرض و تصله بقوة اللّه. و تيئسه من مظنة كل رحمة في السماوات و الأرض، و تصله برحمة اللّه. و توصد أمامه كل باب في السماوات و الأرض، و تفتح أمامه باب اللّه. و تغلق في وجهه كل طريق في السماوات و الأرض، و تشرع له طريقه إلى اللّه.

و رحمة اللّه تتمثّل في مظاهر لا يحصيها العد؛ و يعجز الإنسان عن مجرد ملاحقتها و تسجيلها في ذات نفسه و تكوينه، و تكريمه بما كرمه؛ و فيما سخّر له من حوله و من فوقه و من تحته؛ و فيما أنعم به عليه مما يعلمه و مما لا يعلمه و هو كثير.

و رحمة اللّه تتمثل في الممنوع تمثلها في الممنوح. و يجدها من يفتحها اللّه له في كل شى‏ء، و في كل وضع، و في كل حال، و في كل مكان ... يجدها في نفسه، و في مشاعره؛ و يجدها فيما حوله، و حيثما كان، و كيفما كان. و لو فقد كل شى‏ء مما يعد الناس فقده هو الحرمان .. و يفتقدها من يمسكها اللّه عنه في كل شى‏ء، و في كل وضع، و في كل حالة، و في كل مكان. و لو وجد كل شى‏ء مما يعده الناس علامة الوجدان و الرضوان!

و ما من نعمة- يمسك اللّه معها رحمته- حتى تنقلب هي بذاتها نقمة. و ما من محنة- تحفّها رحمة اللّه- حتى تكون هي بذاتها نعمة .. ينام الإنسان على الشوك- مع‏

الاساس فى التفسير، ج‏8، ص: 4563

رحمة اللّه- فإذا هو مهاد. و ينام على الحرير- و قد أمسكت عنه- فإذا هو شوك القتاد. و يعالج أعسر الأمور- برحمة اللّه- فإذا هي هوادة و يسر. و يعالج أيسر الأمور- و قد تخلّت رحمة اللّه- فإذا هي مشقة و عسر. و يخوض بها المخاوف و الأخطار فإذا هي أمن و سلام. و يعبر بدونها المناهج و المسالك فإذا هي مهلكة و بوار!

و لا ضيق مع رحمة اللّه. إنما الضيق في إمساكها دون سواه. لا ضيق و لو كان صاحبها في غياهب السجن. أو في جحيم العذاب أو في شعاب الهلاك. و لا وسعة مع إمساكها و لو تقلب الإنسان في أعطاف النعيم، و في مراتع الرخاء. فمن داخل النفس- برحمة اللّه- تتفجر ينابيع السعادة و الرضى و الطمأنينة. و من داخل النفس- مع إمساكها- تدب عقارب القلق و التعب و النصب و الكد و المعاناة!

هذا الباب وحده يفتح و تغلق جميع الأبواب، و توصد جميع النوافذ، و تسدّ جميع المسالك .. فلا عليك. فهو الفرج و الفسحة و اليسر و الرخاء ... و هذا الباب وحده يغلق و تفتح جميع الأبواب فما هو بنافع. و هو الضيق و الكرب و الشدة و القلق و العناء! هذا الفيض يفتح، ثم يضيق الرزق. و يضيق السكن. و يضيق العيش، و تخشن الحياة و يشوك المضجع .. فلا عليك فهو الرخاء و الراحة و الطمأنينة و السعادة. و هذا الفيض يمسك. ثم يفيض الرزق و يقبل كل شى‏ء. فلا جدوى. و إنما هو الضنك و الحرج و الشقاوة و البلاء!

المال و الولد، و الصحة و القوة، و الجاه و السلطان .. تصبح مصادر قلق و تعب و نكد و جهد إذا أمسكت عنها رحمة اللّه. فإذا فتح اللّه أبواب رحمته كان فيها السكن و الراحة و السعادة و الاطمئنان.

يبسط اللّه الرزق- مع رحمته- فإذا هو متاع طيب و رخاء؛ و إذا هو رغد في الدنيا و زاد إلى الآخرة. و يمسك رحمته، فإذا هو مثار قلق و خوف، و إذا هو مثار حسد و بغض، و قد يكون معه الحرمان ببخل أو مرض، و قد يكون معه التلف بإفراط أو استهتار.

و يمنح اللّه الذرية- مع رحمته- فإذا هي زينة في الحياة و مصدر فرح و استمتاع، و مضاعفة للأجر في الآخرة بالخلف الصالح الذي يذكر اللّه. و يمسك رحمته فإذا الذرية بلاء و نكد و عنت و شقاء، و سهر بالليل و تعب بالنهار!

الاساس فى التفسير، ج‏8، ص: 4564

و يهب اللّه الصحة و القوة- مع رحمته- فإذا هي نعمة و حياة طيبة، و التذاذ بالحياة. و يمسك نعمته فإذا الصحة و القوة بلاء يسلّطه اللّه على الصحيح القوي، فينفق الصحة و القوة فيما يحطم الجسم و يفسد الروح، و يدّخر السوء ليوم الحساب!

و يعطي اللّه السلطان و الجاه- مع رحمته- فإذا هي أداة إصلاح، و مصدر أمن، و وسيلة لادخار الطيب الصالح من العمل و الأثر. و يمسك اللّه رحمته فإذا الجاه و السلطان مصدر قلق على قوتهما، و مصدر طغيان و بغي بهما، و مثار حقد و موجدة على صاحبهما لا يقر له معهما قرار و لا يستمتع بجاه و لا سلطان، و يدخر بهما للآخرة رصيدا ضخما من النار!

و العلم الغزير. و العمر الطويل. و المقام الطيب. كلها تتغيّر و تتبدّل من حال إلى حال .. مع الإمساك و مع الإرسال .. و قليل من المعرفة يثمر و ينفع، و قليل من العمر يبارك اللّه فيه. و زهيد من المتاع يجعل اللّه فيه السعادة.

و الجماعات كالآحاد. و الأمم كالأفراد. في كل أمر و في كل وضع، و في كل حال .. و لا يصعب القياس على هذه الأمثال!

و من رحمة اللّه أن تحسّ برحمة اللّه! فرحمة اللّه تضمك و تغمرك و تفيض عليك.

و لكن شعورك بوجودها هو الرحمة. و رجاؤك فيها و تطلعك إليها هو الرحمة. و ثقتك بها و توقعها في كل أمر هو الرحمة. و العذاب هو العذاب في احتجابك عنها أو يأسك منها أو شكك فيها. إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ.

و رحمة اللّه لا تعز على طالب في أي مكان و لا في أي حال. وجدها إبراهيم- عليه السلام- في النار. و وجدها يوسف- عليه السلام- في الجب كما وجدها في السجن. و وجدها يونس- عليه السلام- في بطن الحوت في ظلمات ثلاث.

صفحه بعد