کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الاساس فى التفسير

المجلد الاول

مقدمة الناشر

القسم الأول من أقسام القرآن قسم الطوال

كلمة في هذا القسم:

سورة البقرة

نصوص و نقول: كلمة في سورة البقرة و سياقها: يبدأ القسم الأول من السورة بأمر و نهي:

القسم الأول من أقسام سورة البقرة:

كلمة في القسم الأول من أقسام سورة البقرة:
كلمة عن سورة البقرة
فهرس المجلد الأول

المجلد الثاني

تتمة القسم الاول من اقسام القرآن قسم الطوال

سورة آل عمران

كلمة في سورة آل عمران: كلمة أخيرة في سورة آل عمران:

سورة النساء

كلمة في سورة النساء: كلمة في سياق المقاطع الأربعة الأخيرة: كلمة في ارتباط سياق المقاطع بمحور السورة: كلمة قصيرة بين يدي المقطعين التاسع و العاشر: كلمة في المقاطع الثلاثة الأخيرة كلمة في سورة النساء و صلتها بمحورها من سورة البقرة: كلمة في صلة سورة النساء بارتباطات محورها: كلمة في سورة النساء و تفصيلها في امتدادات محورها: كلمة في نوعية تفصيل كل من سورة آل عمران و النساء: كلمة في غسيل الدماغ و غسيل القلب: تذكير أخير بين يدي سورتي المائدة و الأنعام:
فهرس المجلد الثاني

المجلد الثالث

مقدمة المجلد الثالث: كلام عن ضرورة تعلم القرآن و العمل به في آفاق الوحدة القرآنية: كلام عن مناسبة سورة المائدة لما قبلها و عن محاور سور قسم الطوال

تتمة القسم الأول قسم الطوال

سورة المائدة

كلمة في سورة المائدة: آثار و نصوص

سورة الأنعام

كلمة في سورة الأنعام: كلمة في أقسام السورة و مقاطعها: كلمة في بعض العلامات التي تدلنا على المقاطع: كلمة في سورة الأنعام:
(فهرس المجلد الثالث)

المجلد الرابع

تتمة القسم الاول من اقسام القرآن، القسم الطوال

كلمة في آفاق الوحدة القرآنية بين يدي المجلد الرابع

سورة الأعراف

كلمة في أقسام سورة الأعراف و مقاطعها كلمة في سورة الأعراف:
كلمة حول القسم الأول من أقسام القرآن: ملاحظات حول هذا القسم: - ملاحظات للمربين
(فهرس المجلد الرابع)

المجلد الخامس

القسم الثاني من أقسام القرآن قسم المئين

المجموعة الأولى من القسم المئين

كلمة في قسم المئين: كلمة في المجموعة الأولى من قسم المئين:
فهرس المجلد الخامس

الجزء السادس

تتمة القسم الثاني قسم المئين

كلمة في المجموعة الثانية من قسم المئين:

سورة النحل

قال الألوسي في تقديمه لسورة النحل: كلمة في سورة النحل و محورها: كلمة في سورة النحل:

سورة الإسراء

قال الألوسي في تقديمه لسورة الإسراء: و قال صاحب الظلال في سورة الإسراء: كلمة في سورة الإسراء و محورها: ما ورد في سورة الإسراء: كلمة في سورة الإسراء:

سورة الكهف

قال الألوسي في تقديمه لسورة الكهف: «ذكر ما ورد في فضلها»«و العشر الآيات من أولها و آخرها و أنها عصمة من الدجال». سبب نزول سورة الكهف: كلمة في سورة الكهف و محورها: من كلام الأستاذ الندوي في السورة: كلمة في سورة الكهف:

سورة مريم

قال الألوسي في تقديمه لسورة مريم: كلمة في سورة مريم و محورها: كلمة في سورة مريم و مجموعتها:
فهرس المجلد السادس

المجلد السابع

تتمة القسم الثاني من اقسام القرآن، قسم المئين

المجموعة الثالثة و الأخيرة من قسم المئين و هو القسم الثاني من أقسام القرآن

كلمة حول هذه المجموعة: بين يدي السور الثلاث: طسم الشعراء، طس النمل، طسم القصص كلمة في الطاسينات الثلاث و مجموعتها: كلمة في القسم الثاني من أقسام القرآن:
فهرس المجلد السابع

الجزء الثامن

القسم الثالث من أقسام القرآن قسم المثاني

مقدمة حول أقسام القرآن الكريم و تحديد قسمي المثاني و المفصل و سبب تسمية قسم المثاني بهذا الاسم

المجموعة الأولى من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

كلمة في المجموعة الأولى من قسم المثاني:

سورة الروم

قال الألوسي رحمه الله في تقديمه لسورة الروم: كلمة في سورة الروم و محورها: كلمة أخيرة في سورة الروم:

سورة الأحزاب

قال الألوسي في تقديمه لسورة الأحزاب: كلمة في سورة الأحزاب و محورها: كلمة أخيرة في سورة الأحزاب:

المجموعة الثانية من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

كلمة في هذه المجموعة:
فهرس المجلد الثامن

المجلد التاسع

تتمة القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

المجموعة الثالثة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور:(الزمر، و غافر، و فصلت)

كلمة في المجموعة الثالثة من قسم المثاني:

سورة فصلت

كلمة في سورة فصلت و محورها: نقل: تقديم الألوسي لسورة فصلت

المجموعة الرابعة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور:(الشورى، و الزخرف، و الدخان)

كلمة في المجموعة الرابعة:

المجموعة الخامسة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور: الجاثية، و الأحقاف، و محمد، و الفتح، و الحجرات، و ق

كلمة في المجموعة الخامسة من قسم المثاني

سورة الجاثية

كلمة في سورة الجاثية و محورها: كلمة أخيرة في سورة الجاثية:

سورة محمد

كلمة في سورة القتال و محورها:

سورة الفتح

بين يدي سورة الفتح و تقديم الألوسي: كلمة في سورة الفتح و محورها: نقول عن صاحب الظلال حول أسباب النزول:

فوائد حول السورة:

كلمة أخيرة في سورة الفتح:

سورة الحجرات

كلمة في سورة الحجرات و محورها:

الفوائد حول آيات السورة:

1 - كلام ابن كثير عن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمناسبة الآية(2) 2 - كلام الألوسي عن خفض الصوت عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم بمناسبة الآية(3) 3 - كلام ابن كثير عن أنواع القلوب بمناسبة آية أولئك الذين امتحن الله قلوبهم.. 4 - كلام ابن كثير عن الذين نادوا النبي صلى الله عليه و سلم من وراء الحجرات بمناسبة الآية(4) 5 - كلام ابن كثير عن نزول آية.. إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا.. 6 - حكم سوء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بقصد أو بغير قصد 7 - كلام ابن كثير عن تزيين الإيمان في القلوب بمناسبة آية و لكن الله حبب إليكم الإيمان.. 8 - كلام ابن كثير عن سبب نزول آية و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا.. 9 - كلام ابن كثير عن المقسطين بمناسبة آية فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل.. 10 - كلام ابن كثير عن الأخوة في الله بمناسبة آية إنما المؤمنون إخوة.. 11 - كلام ابن كثير عن الكبر بمناسبة آية لا يسخر قوم من قوم.. 12 - كلام ابن كثير عن التنابز بالألقاب 13 - كلام ابن كثير و صاحب الظلال عن حقوق المسلم على أخيه المسلم 14 - كلام ابن كثير عن الغيبة بمناسبة آية و لا يغتب بعضكم بعضا 15 - كلام ابن كثير و النسفي و المؤلف حول آية.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. 16 - كلام ابن كثير و المؤلف عن تعريف الإيمان و الإسلام 17 - كلام ابن كثير عن أنواع المؤمنين في الدنيا 18 - كلام ابن كثير عن النهي عن المن بالدخول في الإسلام
كلمة أخيرة حول سورة الحجرات:

سورة ق

كلمة في سورة(ق) و محورها:

فوائد حول السورة:

1 - ردود ابن كثير على من زعم أن المراد ب(ق) جبل اسمه(قاف) 2 - كلام ابن كثير عن الخواطر النفسية بمناسبة آية.. ما توسوس به نفسه.. 3 - كلام ابن كثير عن قرب الملائكة من الإنسان بمناسبة آية و نحن أقرب إليه.. 4 - كلام ابن كثير عن كيفية كتابة أقوال الإنسان بمناسبة آية ما يلفظ من قول إلا لديه. 5 - كلام ابن كثير عن الموت بمناسبة آية و جاءت سكرة الموت بالحق.. 6 - كلام ابن كثير عن جهنم بمناسبة آية ألقيا في جهنم.. 7 - كلام ابن كثير عن حجم الجنة و النار بمناسبة آية يوم نقول لجهنم.. 8 - تفسير ابن كثير لكلمة«الأواب الحفيظ» في الآية(32) 9 - كلام ابن كثير عن نعيم الجنة بمناسبة آية لهم ما يشاؤن فيها.. 10 - كلام النسفي عن موضوع البحث عن الآثار 11 - عرض لأكاذيب التوراة المحرفة في المدة التي خلقت فيها السماوات و الأرض 12 - كلام ابن كثير عن التسبيح بمناسبة آية و من الليل فسبحه.. 13 - كلام ابن كثير عن أهوال يوم القيامة بمناسبة آية يوم تشقق الأرض عنهم.. 14 - فائدة حول كلمة(جبار) و إبراز معناها في موضعها
كلمة أخيرة في سورة ق و مجموعتها:
كلمة في قسم المثاني: كلمة في الأقسام الثلاثة التي مرت معنا:
فهرس المجلد التاسع

المجلد العاشر

القسم الرابع من أقسام القرآن قسم المفصل

كلمة في قسم المفصل:

المجموعة الأولى من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

المجموعة الثالثة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

المجموعة الرابعة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الرابعة من قسم المفصل

المجموعة الخامسة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الخامسة من قسم المفصل:
فهرس المجلد العاشر

المجلد الحادي عشر

تتمة القسم الرابع من اقسام القرآن، قسم المفصل

المجموعة السادسة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة السادسة من قسم المفصل تعليقات بمناسبة انتهاء عرض المجموعة السادسة

المجموعة الثامنة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الثامنة من قسم المفصل

المجموعة التاسعة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة التاسعة من قسم المفصل و محاور سورها كلمة أخيرة في المجموعة التاسعة من قسم المفصل:

المجموعة الحادية عشرة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الحادية عشرة من قسم المفصل

المجموعة الخامسة عشرة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الخامسة عشرة من قسم المفصل كلمة أخيرة في المجموعة الخامسة عشرة:
كلمة أخيرة في السياق القرآني العام: خاتمة التفسير فهرس المجلد الحادي عشر

الاساس فى التفسير


صفحه قبل

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6209

لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ‏ فالسورة تبين الطريق، و تنذر من انحرف عنه.

4- إنهاء الفقرة الأولى من هذه السورة بقوله تعالى: إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبِيلًا يوحي بأن ما ذكر في السورة حتى هذه الآية هو الطريق الكامل الخالص، و ستأتي الفقرة الثانية في السورة و فيها تخفيف عن رسول الله و عن أصحابه، مما يشير إلى أن الأوامر السابقة كما طولب بها رسول الله صلى الله عليه و سلم يطالب بها المسلمون بالتبع، و الفقرة الثانية مع أنها تخفف بعض الأحكام فإنها تذكر بعض المعاني التي تكمل شرح الطريق.

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6210

الفقرة الثانية من السورة

هي آية واحدة و هذه هي:

[سورة المزمل (73): آية 20]

إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى‏ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَ اللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى‏ وَ آخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ آخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ أَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَ أَعْظَمَ أَجْراً وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)

التفسير:

إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى‏ أي: أقل‏ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ‏ أي: و يقوم ذلك المقدار جماعة من أصحابك، قال ابن كثير: أي: تارة هكذا و تارة هكذا، و ذلك كله من غير قصد منكم، و لكن لا تقدرون على المواظبة على ما أمركم به من قيام الليل لأنه يشق عليكم‏ وَ اللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ قال ابن كثير: أي: تارة يعتدلان، و تارة يأخذ هذا من هذا، و هذا من هذا عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ‏ قال النسفي: (أي: لن تطيقوا قيامه على هذه المقادير إلا بشدة و مشقة و في ذلك حرج) فَتابَ عَلَيْكُمْ‏ أي: فخفف عليكم، و أسقط عنكم فرض قيام الليل‏ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ‏ قال ابن كثير: أي:

من غير تحديد لوقت، و لكن قوموا من الليل ما تيسر، و عبر عن الصلاة بالقراءة كما في سورة سبحان‏ وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ‏ أي: بقراءتك‏ وَ لا تُخافِتْ بِها ثم بين‏

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6211

الحكمة في التخفيف و هي تعذر القيام على المرضى و المسافرين و المجاهدين‏ عَلِمَ‏ الله‏ إِنَ‏ أي: أنه‏ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى‏ فيشق عليهم قيام الليل‏ وَ آخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ‏ أي: يسافرون‏ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ‏ أي: من رزقه بالتجارة أو طلب العلم‏ وَ آخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏ فلا يستطيعون الجمع بين مثل ذلك القيام و شؤون القتال‏ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ‏ قال النسفي: كرر الأمر بالتيسير لشدة احتياطهم. أقول: و في ذكر حكمة التخفيف، أنها مراعاة لأحوال هذه الطوائف الثلاث إشعار بأن من لم يكن حاله كذلك، فإن عليه أن يبذل جهدا في قيام الليل، فإن سقطت الفرضية فقد بقي الندب، ثم قال تعالى: وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ أي: الواجبة عليكم، و مجى‏ء هذا الأمر في ختام السورة يشير إلى أن الإكثار من قيام الليل شى‏ء، و إقامة الصلاة المفروضة شى‏ء آخر وَ آتُوا الزَّكاةَ أي: الواجبة، قال ابن كثير: و هذا يدل لمن قال بأن فرض الزكاة نزل بمكة، لكن مقادير النصب و المخرج لم يتبين إلا في المدنية وَ أَقْرِضُوا اللَّهَ‏ بالنوافل‏ قَرْضاً حَسَناً قال ابن كثير:

يعني من الصدقات، فإن الله يجازي على ذلك أحسن الجزاء و أوفره، و فسر النسفي القرض الحسن لله بأن يكون من الحلال بالإخلاص‏ وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ‏ أي: تجدوا ثوابه‏ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً أي: مما خلفتم و تركتم‏ وَ أَعْظَمَ أَجْراً أي: و أجزل ثوابا، قال ابن كثير: أي: جميع ما تقدمونه بين أيديكم، فهو لكم حاصل و هو خير مما أبقيتموه لأنفسكم في الدنيا، ثم ختم الله السورة- الدالة على الطريق بقوله: وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ‏ من السيئات و التقصير في الحسنات‏ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ يستر على أهل الذنب و التقصير رَحِيمٌ‏ يخفف عن أهل الجهد و التوفير، و قال ابن كثير: أي: أكثروا من ذكره و استغفاره في أموركم كلها فإنه غفور رحيم لمن استغفره.

كلمة في السياق:

هذه السورة رسمت طريق السير إلى الله، و بينت الطريق إلى التقوى في حده الأدنى و حده الأعلى، فحده الأدنى صلاة مفروضة، و زكاة، و استغفار، و قيام ما تيسر من الليل، و حده الأعلى: صلاة، و إنفاق، و استغفار، و قيام من الليل، و ترتيل قرآن، و ذكر، انقطاع إلى الله عز و جل، و صبر على أقوال الكافرين، و هجر لهم، و انتظار فعل الله فيهم إذا لم يكن جهاد مأمور به، و صلة ذلك بقضية العبادة و التقوى- التي‏

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6212

هي محور السورة- واضحة المعالم.

الفوائد:

1- بمناسبة قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ‏ قال الألوسي: (و الجمهور على أنه صلى الله تعالى عليه و سلم لما جاءه الملك في غار حراء و حاوره بما حاوره رجع إلى خديجة رضي الله تعالى عنها فقال: زملوني زملوني فنزلت‏ يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ و على أثرها نزلت‏ يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ‏ ، و أخرج البزار و الطبراني في الأوسط و أبو نعيم في الدلائل عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: لما اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا: سموا هذا الرجل اسما تصدر الناس عنه، فقالوا: كاهن، قالوا: ليس بكاهن، قالوا: مجنون، قالوا: ليس بمجنون، قالوا: ساحر، قالوا: ليس بساحر، قالوا: يفرق بين الحبيب و حبيبه، فتفرق المشركون على ذلك، فبلغ ذلك النبي صلى الله تعالى عليه و سلم، فتزمل في ثيابه و تدثر فيها فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا أيها المزمل يا أيها المدثر، و نداؤه عليه الصلاة و السلام بذلك تأنيس له و ملاطفة على عادة العرب في اشتقاق اسم للمخاطب من صفته التي هو عليها، كقوله صلى الله تعالى عليه و سلم لعلي كرم الله وجهه حين غاضب فاطمة رضي الله عنها فأتاه و هو نائم و قد لصق بجنبه التراب: قم أبا تراب، قصدا لرفع الحجاب و طي بساط العتاب و تنشيطا له ليتلقى ما يرد عليه بلا كسل، و كل ما يفعل المحبوب محبوب).

2- بمناسبة قوله تعالى: وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا قال ابن كثير: (و كذلك كان يقرأ صلوات الله و سلامه عليه، قالت عائشة رضي الله عنها: كان يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها. و في صحيح البخاري عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: كانت مدا ثم قرأ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) يمد بسم الله و يمد الرحمن، و يمد الرحيم، و قال ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة رضي الله عنها أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت: كان يقطع قراءته آية آية بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ رواه أحمد و أبو داود و الترمذي. و روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «يقال لقارى‏ء القرآن: اقرأ وارق، و رتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» و رواه أبو داود و الترمذي و النسائي من حديث سفيان الثوري به و قال الترمذي: حسن صحيح، و قد قدمنا في أول التفسير الأحاديث الدالة على‏

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6213

استحباب الترتيل، و تحسين الصوت بالقراءة كما جاء في الحديث: «زينوا القرآن بأصواتكم» و «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» و «لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود» يعني: أبا موسى، فقال أبو موسى: لو كنت أعلم أنك كنت تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا، و عن ابن مسعود أنه قال: لا تنثروه نثر الدقل، و لا تهذوه هذ الشعر قفوا عند عجائبه، و حركوا به القلوب، و لا يكن هم أحدكم آخر السورة. رواه البغوي و روى البخاري ... عن أبي وائل قال: جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: قرأت المفصل الليلة في ركعة. فقال هذا كهذ الشعر، لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرن بينهن فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين في ركعة).

أقول: نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه و سلم مرتلا، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرؤه و يقرئه مرتلا، و قد توارثت الأمة كيفية ترتيله عليه الصلاة و السلام، و استخلص القراء قواعد الترتيل، و ألفوا في ذلك الكتب، و اعتبر العلماء علم الترتيل من العلوم المفروضة فرض عين على كل مسلم، و هذا يستدعي من كل مسلم أن يقرأ رسالة في علم التجويد، و أن يأخذ القرآن من أهله، ليسقط فرض عين عن نفسه، و فرض كفاية عن المسلمين.

3- بمناسبة قوله تعالى: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا قال صاحب الظلال: (هو هذا القرآن و ما وراءه من التكليف ... و القرآن في مبناه ليس ثقيلا فهو ميسر للذكر. و لكنه ثقيل في ميزان الحق، ثقيل في أثره في القلب: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى‏ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ‏ فأنزله الله على قلب أثبت من الجبل يتلقاه.

و إن تلقي هذا الفيض من النور و المعرفة و استيعابه، لثقيل، يحتاج إلى استعداد طويل.

و إن التعامل مع الحقائق الكونية الكبرى المجردة، لثقيل، يحتاج إلى استعداد طويل.

و إن الاتصال بالملأ الأعلى ... و أرواح الخلائق الحية و الجامدة على هذا النحو الذي تهيأ لرسول الله صلى الله عليه و سلم لثقيل، يحتاج إلى استعداد طويل.

و إن الاستقامة على هذا الأمر بلا تردد و لا ارتياب، و لا تلفت هنا أو هناك لآراء

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6214

الهواتف و الجواذب و المعوقات لثقيل، يحتاج إلى استعداد طويل.

و إن قيام الليل و الناس نيام، و الانقطاع عن غبش الحياة اليومية و سفسافها؛ و الاتصال بالله، و تلقي فيضه و نوره، و الأنس بالوحدة معه و الخلوة إليه، و ترتيل القرآن و الكون ساكن، و كأنما هو يتنزل من الملأ الأعلى و تتجاوب به أرجاء الوجود في لحظة الترتيل بلا لفظ بشري و لا عبارة؛ و استقبال إشعاعاته و إيحاءاته و إيقاعاته في الليل الساجي ... إن هذا كله هو الزاد لاحتمال القول الثقيل، و العب‏ء الباهظ و الجهد المرير الذي ينتظر الرسول و ينتظر من يدعو بهذه الدعوة في كل جيل! و ينير للقلب في الطريق الشاق الطويل، و يعصمه من وسوسة الشيطان، و من التيه في الظلمات الحافة بهذا الطريق المنير).

أقول: قد رأينا أن من جملة ما فسر به القول الثقيل في قوله تعالى: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا أن المراد به ثقله وقت نزوله من عظمته، و هو قول مرجوح ليس بالقوي، و إن كان ثقل الوحي في حد ذاته كبيرا و لكن ليس هذا هو المعنى المراد بالآية غير أنه بمناسبة ذلك القول، قال ابن كثير: (كما قال زيد بن ثابت رضي الله عنه أنزل على رسول الله و فخذه على فخذي فكادت ترض فخذي. و روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: سألت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت: يا رسول الله هل تحس بالوحي؟

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض» تفرد به أحمد. و في أول صحيح البخاري ... عن عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم: كيف يأتيك الوحي؟

فقال: «أحيانا يأتي في مثل صلصلة الجرس و هو أشده علي فيفصم عني و قد وعيت ما قال، و أحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول» قالت عائشة: و لقد رأيته ينزل عليه الوحي صلى الله عليه و سلم في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه، و إن جبينه ليتفصد عرقا، هذا لفظه. و روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو على راحلته فتضرب بجرانها. و روى ابن جرير عن هشام ابن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أوحي إليه و هو على ناقته وضعت جرانها فما تستطيع أن تحرك حتى يسرى عنه، و هذا مرسل، الجران: هو باطن العنق، و اختار ابن جرير أنه ثقيل من الوجهين معا كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كما ثقل في الدنيا ثقل يوم القيامة في الموازين).

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6215

4- بمناسبة قوله تعالى: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِيلًا قال صاحب الظلال: ( ناشِئَةَ اللَّيْلِ‏ هي: ما ينشأ منه بعد العشاء؛ و الآية تقول:

إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً أي: أجهد للبدن، وَ أَقْوَمُ قِيلًا أي: أثبت في الخير- كما قال مجاهد- فإن مغالبة هتاف النوم و جاذبية الفراش، بعد كد النهار، أشد وطأ و أجهد للبدن؛ و لكنها إعلان لسيطرة الروح، و استجابة لدعوة الله، و إيثار للأنس به؛ و من ثم فإنها أقوم قيلا، لأن للذكر فيها حلاوته، و للصلاة فيها خشوعها، و للمناجاة فيها شفافيتها. و إنها لتسكب في القلب أنسا و راحة و شفافية و نورا، قد لا يجدها في صلاة النهار و ذكره ... و الله الذي خلق هذا القلب يعلم مداخله و أوتاره، و يعلم ما يتسرب إليه و ما يوقع عليه، و أي الأوقات يكون فيها أكثر تفتحا و استعدادا و تهيؤا، و أي الأسباب أعلق به و أشد تأثيرا فيه).

5- عند قوله تعالى: إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا قال ابن كثير:

(قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى: إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا قال: لحوائجك فأفرغ لدينك الليل، قال: و هذا حين كانت صلاة الليل فريضة، ثم إن الله تبارك و تعالى من على عباده فخففها و وضعها و قرأ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا إلى آخر الآية ثم قرأ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى‏ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَ نِصْفَهُ‏ حتى بلغ‏ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ‏ و قال تعالى: وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى‏ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً و هذا الذي قاله كما قاله، و الدليل عليه ما وراه الإمام أحمد في مسنده ... عن سعيد بن هشام أنه طلق امرأته ثم ارتحل إلى المدينة ليبيع عقارا له بها، و يجعله في الكراع و السلاح، ثم يجاهد الروم حتى يموت، فلقي رهطا من قومه فحدثوه أن رهطا من قومه- ستة- أرادوا ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: «أليس لكم في أسوة حسنة؟» فنهاهم عن ذلك، فأشهدهم على رجعتها ثم رجع إلينا، فأخبرنا أنه أتى ابن عباس فسأله عن الوتر، فقال: ألا أنبئك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال: نعم، قال: ائت عائشة فسلها ثم ارجع إلي فأخبرني بردها عليك، قال:

صفحه بعد