کتابخانه تفاسیر
الاساس فى التفسير، ج11، ص: 6209
لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ فالسورة تبين الطريق، و تنذر من انحرف عنه.
4- إنهاء الفقرة الأولى من هذه السورة بقوله تعالى: إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا يوحي بأن ما ذكر في السورة حتى هذه الآية هو الطريق الكامل الخالص، و ستأتي الفقرة الثانية في السورة و فيها تخفيف عن رسول الله و عن أصحابه، مما يشير إلى أن الأوامر السابقة كما طولب بها رسول الله صلى الله عليه و سلم يطالب بها المسلمون بالتبع، و الفقرة الثانية مع أنها تخفف بعض الأحكام فإنها تذكر بعض المعاني التي تكمل شرح الطريق.
الاساس فى التفسير، ج11، ص: 6210
الفقرة الثانية من السورة
هي آية واحدة و هذه هي:
[سورة المزمل (73): آية 20]
التفسير:
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى أي: أقل مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ أي: و يقوم ذلك المقدار جماعة من أصحابك، قال ابن كثير: أي: تارة هكذا و تارة هكذا، و ذلك كله من غير قصد منكم، و لكن لا تقدرون على المواظبة على ما أمركم به من قيام الليل لأنه يشق عليكم وَ اللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ قال ابن كثير: أي: تارة يعتدلان، و تارة يأخذ هذا من هذا، و هذا من هذا عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ قال النسفي: (أي: لن تطيقوا قيامه على هذه المقادير إلا بشدة و مشقة و في ذلك حرج) فَتابَ عَلَيْكُمْ أي: فخفف عليكم، و أسقط عنكم فرض قيام الليل فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ قال ابن كثير: أي:
من غير تحديد لوقت، و لكن قوموا من الليل ما تيسر، و عبر عن الصلاة بالقراءة كما في سورة سبحان وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ أي: بقراءتك وَ لا تُخافِتْ بِها ثم بين
الاساس فى التفسير، ج11، ص: 6211
الحكمة في التخفيف و هي تعذر القيام على المرضى و المسافرين و المجاهدين عَلِمَ الله إِنَ أي: أنه سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى فيشق عليهم قيام الليل وَ آخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ أي: يسافرون يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ أي: من رزقه بالتجارة أو طلب العلم وَ آخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فلا يستطيعون الجمع بين مثل ذلك القيام و شؤون القتال فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ قال النسفي: كرر الأمر بالتيسير لشدة احتياطهم. أقول: و في ذكر حكمة التخفيف، أنها مراعاة لأحوال هذه الطوائف الثلاث إشعار بأن من لم يكن حاله كذلك، فإن عليه أن يبذل جهدا في قيام الليل، فإن سقطت الفرضية فقد بقي الندب، ثم قال تعالى: وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ أي: الواجبة عليكم، و مجىء هذا الأمر في ختام السورة يشير إلى أن الإكثار من قيام الليل شىء، و إقامة الصلاة المفروضة شىء آخر وَ آتُوا الزَّكاةَ أي: الواجبة، قال ابن كثير: و هذا يدل لمن قال بأن فرض الزكاة نزل بمكة، لكن مقادير النصب و المخرج لم يتبين إلا في المدنية وَ أَقْرِضُوا اللَّهَ بالنوافل قَرْضاً حَسَناً قال ابن كثير:
يعني من الصدقات، فإن الله يجازي على ذلك أحسن الجزاء و أوفره، و فسر النسفي القرض الحسن لله بأن يكون من الحلال بالإخلاص وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ أي: تجدوا ثوابه عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً أي: مما خلفتم و تركتم وَ أَعْظَمَ أَجْراً أي: و أجزل ثوابا، قال ابن كثير: أي: جميع ما تقدمونه بين أيديكم، فهو لكم حاصل و هو خير مما أبقيتموه لأنفسكم في الدنيا، ثم ختم الله السورة- الدالة على الطريق بقوله: وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ من السيئات و التقصير في الحسنات إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ يستر على أهل الذنب و التقصير رَحِيمٌ يخفف عن أهل الجهد و التوفير، و قال ابن كثير: أي: أكثروا من ذكره و استغفاره في أموركم كلها فإنه غفور رحيم لمن استغفره.
كلمة في السياق:
هذه السورة رسمت طريق السير إلى الله، و بينت الطريق إلى التقوى في حده الأدنى و حده الأعلى، فحده الأدنى صلاة مفروضة، و زكاة، و استغفار، و قيام ما تيسر من الليل، و حده الأعلى: صلاة، و إنفاق، و استغفار، و قيام من الليل، و ترتيل قرآن، و ذكر، انقطاع إلى الله عز و جل، و صبر على أقوال الكافرين، و هجر لهم، و انتظار فعل الله فيهم إذا لم يكن جهاد مأمور به، و صلة ذلك بقضية العبادة و التقوى- التي
الاساس فى التفسير، ج11، ص: 6212
هي محور السورة- واضحة المعالم.
الفوائد:
1- بمناسبة قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قال الألوسي: (و الجمهور على أنه صلى الله تعالى عليه و سلم لما جاءه الملك في غار حراء و حاوره بما حاوره رجع إلى خديجة رضي الله تعالى عنها فقال: زملوني زملوني فنزلت يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ و على أثرها نزلت يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، و أخرج البزار و الطبراني في الأوسط و أبو نعيم في الدلائل عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: لما اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا: سموا هذا الرجل اسما تصدر الناس عنه، فقالوا: كاهن، قالوا: ليس بكاهن، قالوا: مجنون، قالوا: ليس بمجنون، قالوا: ساحر، قالوا: ليس بساحر، قالوا: يفرق بين الحبيب و حبيبه، فتفرق المشركون على ذلك، فبلغ ذلك النبي صلى الله تعالى عليه و سلم، فتزمل في ثيابه و تدثر فيها فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا أيها المزمل يا أيها المدثر، و نداؤه عليه الصلاة و السلام بذلك تأنيس له و ملاطفة على عادة العرب في اشتقاق اسم للمخاطب من صفته التي هو عليها، كقوله صلى الله تعالى عليه و سلم لعلي كرم الله وجهه حين غاضب فاطمة رضي الله عنها فأتاه و هو نائم و قد لصق بجنبه التراب: قم أبا تراب، قصدا لرفع الحجاب و طي بساط العتاب و تنشيطا له ليتلقى ما يرد عليه بلا كسل، و كل ما يفعل المحبوب محبوب).
2- بمناسبة قوله تعالى: وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا قال ابن كثير: (و كذلك كان يقرأ صلوات الله و سلامه عليه، قالت عائشة رضي الله عنها: كان يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها. و في صحيح البخاري عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: كانت مدا ثم قرأ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) يمد بسم الله و يمد الرحمن، و يمد الرحيم، و قال ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة رضي الله عنها أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت: كان يقطع قراءته آية آية بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ رواه أحمد و أبو داود و الترمذي. و روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «يقال لقارىء القرآن: اقرأ وارق، و رتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» و رواه أبو داود و الترمذي و النسائي من حديث سفيان الثوري به و قال الترمذي: حسن صحيح، و قد قدمنا في أول التفسير الأحاديث الدالة على
الاساس فى التفسير، ج11، ص: 6213
استحباب الترتيل، و تحسين الصوت بالقراءة كما جاء في الحديث: «زينوا القرآن بأصواتكم» و «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» و «لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود» يعني: أبا موسى، فقال أبو موسى: لو كنت أعلم أنك كنت تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا، و عن ابن مسعود أنه قال: لا تنثروه نثر الدقل، و لا تهذوه هذ الشعر قفوا عند عجائبه، و حركوا به القلوب، و لا يكن هم أحدكم آخر السورة. رواه البغوي و روى البخاري ... عن أبي وائل قال: جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: قرأت المفصل الليلة في ركعة. فقال هذا كهذ الشعر، لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرن بينهن فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين في ركعة).
أقول: نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه و سلم مرتلا، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرؤه و يقرئه مرتلا، و قد توارثت الأمة كيفية ترتيله عليه الصلاة و السلام، و استخلص القراء قواعد الترتيل، و ألفوا في ذلك الكتب، و اعتبر العلماء علم الترتيل من العلوم المفروضة فرض عين على كل مسلم، و هذا يستدعي من كل مسلم أن يقرأ رسالة في علم التجويد، و أن يأخذ القرآن من أهله، ليسقط فرض عين عن نفسه، و فرض كفاية عن المسلمين.
3- بمناسبة قوله تعالى: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا قال صاحب الظلال: (هو هذا القرآن و ما وراءه من التكليف ... و القرآن في مبناه ليس ثقيلا فهو ميسر للذكر. و لكنه ثقيل في ميزان الحق، ثقيل في أثره في القلب: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فأنزله الله على قلب أثبت من الجبل يتلقاه.
و إن تلقي هذا الفيض من النور و المعرفة و استيعابه، لثقيل، يحتاج إلى استعداد طويل.
و إن التعامل مع الحقائق الكونية الكبرى المجردة، لثقيل، يحتاج إلى استعداد طويل.
و إن الاتصال بالملأ الأعلى ... و أرواح الخلائق الحية و الجامدة على هذا النحو الذي تهيأ لرسول الله صلى الله عليه و سلم لثقيل، يحتاج إلى استعداد طويل.
و إن الاستقامة على هذا الأمر بلا تردد و لا ارتياب، و لا تلفت هنا أو هناك لآراء
الاساس فى التفسير، ج11، ص: 6214
الهواتف و الجواذب و المعوقات لثقيل، يحتاج إلى استعداد طويل.
و إن قيام الليل و الناس نيام، و الانقطاع عن غبش الحياة اليومية و سفسافها؛ و الاتصال بالله، و تلقي فيضه و نوره، و الأنس بالوحدة معه و الخلوة إليه، و ترتيل القرآن و الكون ساكن، و كأنما هو يتنزل من الملأ الأعلى و تتجاوب به أرجاء الوجود في لحظة الترتيل بلا لفظ بشري و لا عبارة؛ و استقبال إشعاعاته و إيحاءاته و إيقاعاته في الليل الساجي ... إن هذا كله هو الزاد لاحتمال القول الثقيل، و العبء الباهظ و الجهد المرير الذي ينتظر الرسول و ينتظر من يدعو بهذه الدعوة في كل جيل! و ينير للقلب في الطريق الشاق الطويل، و يعصمه من وسوسة الشيطان، و من التيه في الظلمات الحافة بهذا الطريق المنير).
أقول: قد رأينا أن من جملة ما فسر به القول الثقيل في قوله تعالى: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا أن المراد به ثقله وقت نزوله من عظمته، و هو قول مرجوح ليس بالقوي، و إن كان ثقل الوحي في حد ذاته كبيرا و لكن ليس هذا هو المعنى المراد بالآية غير أنه بمناسبة ذلك القول، قال ابن كثير: (كما قال زيد بن ثابت رضي الله عنه أنزل على رسول الله و فخذه على فخذي فكادت ترض فخذي. و روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: سألت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت: يا رسول الله هل تحس بالوحي؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض» تفرد به أحمد. و في أول صحيح البخاري ... عن عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم: كيف يأتيك الوحي؟
فقال: «أحيانا يأتي في مثل صلصلة الجرس و هو أشده علي فيفصم عني و قد وعيت ما قال، و أحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول» قالت عائشة: و لقد رأيته ينزل عليه الوحي صلى الله عليه و سلم في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه، و إن جبينه ليتفصد عرقا، هذا لفظه. و روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو على راحلته فتضرب بجرانها. و روى ابن جرير عن هشام ابن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أوحي إليه و هو على ناقته وضعت جرانها فما تستطيع أن تحرك حتى يسرى عنه، و هذا مرسل، الجران: هو باطن العنق، و اختار ابن جرير أنه ثقيل من الوجهين معا كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كما ثقل في الدنيا ثقل يوم القيامة في الموازين).
الاساس فى التفسير، ج11، ص: 6215
4- بمناسبة قوله تعالى: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِيلًا قال صاحب الظلال: ( ناشِئَةَ اللَّيْلِ هي: ما ينشأ منه بعد العشاء؛ و الآية تقول:
إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً أي: أجهد للبدن، وَ أَقْوَمُ قِيلًا أي: أثبت في الخير- كما قال مجاهد- فإن مغالبة هتاف النوم و جاذبية الفراش، بعد كد النهار، أشد وطأ و أجهد للبدن؛ و لكنها إعلان لسيطرة الروح، و استجابة لدعوة الله، و إيثار للأنس به؛ و من ثم فإنها أقوم قيلا، لأن للذكر فيها حلاوته، و للصلاة فيها خشوعها، و للمناجاة فيها شفافيتها. و إنها لتسكب في القلب أنسا و راحة و شفافية و نورا، قد لا يجدها في صلاة النهار و ذكره ... و الله الذي خلق هذا القلب يعلم مداخله و أوتاره، و يعلم ما يتسرب إليه و ما يوقع عليه، و أي الأوقات يكون فيها أكثر تفتحا و استعدادا و تهيؤا، و أي الأسباب أعلق به و أشد تأثيرا فيه).
5- عند قوله تعالى: إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا قال ابن كثير:
(قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى: إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا قال: لحوائجك فأفرغ لدينك الليل، قال: و هذا حين كانت صلاة الليل فريضة، ثم إن الله تبارك و تعالى من على عباده فخففها و وضعها و قرأ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا إلى آخر الآية ثم قرأ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَ نِصْفَهُ حتى بلغ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ و قال تعالى: وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً و هذا الذي قاله كما قاله، و الدليل عليه ما وراه الإمام أحمد في مسنده ... عن سعيد بن هشام أنه طلق امرأته ثم ارتحل إلى المدينة ليبيع عقارا له بها، و يجعله في الكراع و السلاح، ثم يجاهد الروم حتى يموت، فلقي رهطا من قومه فحدثوه أن رهطا من قومه- ستة- أرادوا ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: «أليس لكم في أسوة حسنة؟» فنهاهم عن ذلك، فأشهدهم على رجعتها ثم رجع إلينا، فأخبرنا أنه أتى ابن عباس فسأله عن الوتر، فقال: ألا أنبئك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال: نعم، قال: ائت عائشة فسلها ثم ارجع إلي فأخبرني بردها عليك، قال: