کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الاساس فى التفسير

المجلد الاول

مقدمة الناشر

القسم الأول من أقسام القرآن قسم الطوال

كلمة في هذا القسم:

سورة البقرة

نصوص و نقول: كلمة في سورة البقرة و سياقها: يبدأ القسم الأول من السورة بأمر و نهي:

القسم الأول من أقسام سورة البقرة:

كلمة في القسم الأول من أقسام سورة البقرة:
كلمة عن سورة البقرة
فهرس المجلد الأول

المجلد الثاني

تتمة القسم الاول من اقسام القرآن قسم الطوال

سورة آل عمران

كلمة في سورة آل عمران: كلمة أخيرة في سورة آل عمران:

سورة النساء

كلمة في سورة النساء: كلمة في سياق المقاطع الأربعة الأخيرة: كلمة في ارتباط سياق المقاطع بمحور السورة: كلمة قصيرة بين يدي المقطعين التاسع و العاشر: كلمة في المقاطع الثلاثة الأخيرة كلمة في سورة النساء و صلتها بمحورها من سورة البقرة: كلمة في صلة سورة النساء بارتباطات محورها: كلمة في سورة النساء و تفصيلها في امتدادات محورها: كلمة في نوعية تفصيل كل من سورة آل عمران و النساء: كلمة في غسيل الدماغ و غسيل القلب: تذكير أخير بين يدي سورتي المائدة و الأنعام:
فهرس المجلد الثاني

المجلد الثالث

مقدمة المجلد الثالث: كلام عن ضرورة تعلم القرآن و العمل به في آفاق الوحدة القرآنية: كلام عن مناسبة سورة المائدة لما قبلها و عن محاور سور قسم الطوال

تتمة القسم الأول قسم الطوال

سورة المائدة

كلمة في سورة المائدة: آثار و نصوص

سورة الأنعام

كلمة في سورة الأنعام: كلمة في أقسام السورة و مقاطعها: كلمة في بعض العلامات التي تدلنا على المقاطع: كلمة في سورة الأنعام:
(فهرس المجلد الثالث)

المجلد الرابع

تتمة القسم الاول من اقسام القرآن، القسم الطوال

كلمة في آفاق الوحدة القرآنية بين يدي المجلد الرابع

سورة الأعراف

كلمة في أقسام سورة الأعراف و مقاطعها كلمة في سورة الأعراف:
كلمة حول القسم الأول من أقسام القرآن: ملاحظات حول هذا القسم: - ملاحظات للمربين
(فهرس المجلد الرابع)

المجلد الخامس

القسم الثاني من أقسام القرآن قسم المئين

المجموعة الأولى من القسم المئين

كلمة في قسم المئين: كلمة في المجموعة الأولى من قسم المئين:
فهرس المجلد الخامس

الجزء السادس

تتمة القسم الثاني قسم المئين

كلمة في المجموعة الثانية من قسم المئين:

سورة النحل

قال الألوسي في تقديمه لسورة النحل: كلمة في سورة النحل و محورها: كلمة في سورة النحل:

سورة الإسراء

قال الألوسي في تقديمه لسورة الإسراء: و قال صاحب الظلال في سورة الإسراء: كلمة في سورة الإسراء و محورها: ما ورد في سورة الإسراء: كلمة في سورة الإسراء:

سورة الكهف

قال الألوسي في تقديمه لسورة الكهف: «ذكر ما ورد في فضلها»«و العشر الآيات من أولها و آخرها و أنها عصمة من الدجال». سبب نزول سورة الكهف: كلمة في سورة الكهف و محورها: من كلام الأستاذ الندوي في السورة: كلمة في سورة الكهف:

سورة مريم

قال الألوسي في تقديمه لسورة مريم: كلمة في سورة مريم و محورها: كلمة في سورة مريم و مجموعتها:
فهرس المجلد السادس

المجلد السابع

تتمة القسم الثاني من اقسام القرآن، قسم المئين

المجموعة الثالثة و الأخيرة من قسم المئين و هو القسم الثاني من أقسام القرآن

كلمة حول هذه المجموعة: بين يدي السور الثلاث: طسم الشعراء، طس النمل، طسم القصص كلمة في الطاسينات الثلاث و مجموعتها: كلمة في القسم الثاني من أقسام القرآن:
فهرس المجلد السابع

الجزء الثامن

القسم الثالث من أقسام القرآن قسم المثاني

مقدمة حول أقسام القرآن الكريم و تحديد قسمي المثاني و المفصل و سبب تسمية قسم المثاني بهذا الاسم

المجموعة الأولى من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

كلمة في المجموعة الأولى من قسم المثاني:

سورة الروم

قال الألوسي رحمه الله في تقديمه لسورة الروم: كلمة في سورة الروم و محورها: كلمة أخيرة في سورة الروم:

سورة الأحزاب

قال الألوسي في تقديمه لسورة الأحزاب: كلمة في سورة الأحزاب و محورها: كلمة أخيرة في سورة الأحزاب:

المجموعة الثانية من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

كلمة في هذه المجموعة:
فهرس المجلد الثامن

المجلد التاسع

تتمة القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني

المجموعة الثالثة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور:(الزمر، و غافر، و فصلت)

كلمة في المجموعة الثالثة من قسم المثاني:

سورة فصلت

كلمة في سورة فصلت و محورها: نقل: تقديم الألوسي لسورة فصلت

المجموعة الرابعة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور:(الشورى، و الزخرف، و الدخان)

كلمة في المجموعة الرابعة:

المجموعة الخامسة من القسم الثالث من أقسام القرآن المسمى بقسم المثاني و تشمل سور: الجاثية، و الأحقاف، و محمد، و الفتح، و الحجرات، و ق

كلمة في المجموعة الخامسة من قسم المثاني

سورة الجاثية

كلمة في سورة الجاثية و محورها: كلمة أخيرة في سورة الجاثية:

سورة محمد

كلمة في سورة القتال و محورها:

سورة الفتح

بين يدي سورة الفتح و تقديم الألوسي: كلمة في سورة الفتح و محورها: نقول عن صاحب الظلال حول أسباب النزول:

فوائد حول السورة:

كلمة أخيرة في سورة الفتح:

سورة الحجرات

كلمة في سورة الحجرات و محورها:

الفوائد حول آيات السورة:

1 - كلام ابن كثير عن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمناسبة الآية(2) 2 - كلام الألوسي عن خفض الصوت عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم بمناسبة الآية(3) 3 - كلام ابن كثير عن أنواع القلوب بمناسبة آية أولئك الذين امتحن الله قلوبهم.. 4 - كلام ابن كثير عن الذين نادوا النبي صلى الله عليه و سلم من وراء الحجرات بمناسبة الآية(4) 5 - كلام ابن كثير عن نزول آية.. إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا.. 6 - حكم سوء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بقصد أو بغير قصد 7 - كلام ابن كثير عن تزيين الإيمان في القلوب بمناسبة آية و لكن الله حبب إليكم الإيمان.. 8 - كلام ابن كثير عن سبب نزول آية و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا.. 9 - كلام ابن كثير عن المقسطين بمناسبة آية فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل.. 10 - كلام ابن كثير عن الأخوة في الله بمناسبة آية إنما المؤمنون إخوة.. 11 - كلام ابن كثير عن الكبر بمناسبة آية لا يسخر قوم من قوم.. 12 - كلام ابن كثير عن التنابز بالألقاب 13 - كلام ابن كثير و صاحب الظلال عن حقوق المسلم على أخيه المسلم 14 - كلام ابن كثير عن الغيبة بمناسبة آية و لا يغتب بعضكم بعضا 15 - كلام ابن كثير و النسفي و المؤلف حول آية.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. 16 - كلام ابن كثير و المؤلف عن تعريف الإيمان و الإسلام 17 - كلام ابن كثير عن أنواع المؤمنين في الدنيا 18 - كلام ابن كثير عن النهي عن المن بالدخول في الإسلام
كلمة أخيرة حول سورة الحجرات:

سورة ق

كلمة في سورة(ق) و محورها:

فوائد حول السورة:

1 - ردود ابن كثير على من زعم أن المراد ب(ق) جبل اسمه(قاف) 2 - كلام ابن كثير عن الخواطر النفسية بمناسبة آية.. ما توسوس به نفسه.. 3 - كلام ابن كثير عن قرب الملائكة من الإنسان بمناسبة آية و نحن أقرب إليه.. 4 - كلام ابن كثير عن كيفية كتابة أقوال الإنسان بمناسبة آية ما يلفظ من قول إلا لديه. 5 - كلام ابن كثير عن الموت بمناسبة آية و جاءت سكرة الموت بالحق.. 6 - كلام ابن كثير عن جهنم بمناسبة آية ألقيا في جهنم.. 7 - كلام ابن كثير عن حجم الجنة و النار بمناسبة آية يوم نقول لجهنم.. 8 - تفسير ابن كثير لكلمة«الأواب الحفيظ» في الآية(32) 9 - كلام ابن كثير عن نعيم الجنة بمناسبة آية لهم ما يشاؤن فيها.. 10 - كلام النسفي عن موضوع البحث عن الآثار 11 - عرض لأكاذيب التوراة المحرفة في المدة التي خلقت فيها السماوات و الأرض 12 - كلام ابن كثير عن التسبيح بمناسبة آية و من الليل فسبحه.. 13 - كلام ابن كثير عن أهوال يوم القيامة بمناسبة آية يوم تشقق الأرض عنهم.. 14 - فائدة حول كلمة(جبار) و إبراز معناها في موضعها
كلمة أخيرة في سورة ق و مجموعتها:
كلمة في قسم المثاني: كلمة في الأقسام الثلاثة التي مرت معنا:
فهرس المجلد التاسع

المجلد العاشر

القسم الرابع من أقسام القرآن قسم المفصل

كلمة في قسم المفصل:

المجموعة الأولى من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

المجموعة الثالثة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

المجموعة الرابعة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الرابعة من قسم المفصل

المجموعة الخامسة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الخامسة من قسم المفصل:
فهرس المجلد العاشر

المجلد الحادي عشر

تتمة القسم الرابع من اقسام القرآن، قسم المفصل

المجموعة السادسة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة السادسة من قسم المفصل تعليقات بمناسبة انتهاء عرض المجموعة السادسة

المجموعة الثامنة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الثامنة من قسم المفصل

المجموعة التاسعة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة التاسعة من قسم المفصل و محاور سورها كلمة أخيرة في المجموعة التاسعة من قسم المفصل:

المجموعة الحادية عشرة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الحادية عشرة من قسم المفصل

المجموعة الخامسة عشرة من القسم الرابع من أقسام القرآن المسمى بقسم المفصل

كلمة في المجموعة الخامسة عشرة من قسم المفصل كلمة أخيرة في المجموعة الخامسة عشرة:
كلمة أخيرة في السياق القرآني العام: خاتمة التفسير فهرس المجلد الحادي عشر

الاساس فى التفسير


صفحه قبل

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6259

بين يدي سورة القيامة:

قال الألوسي: (و يقال لها سورة لا أقسم، و هي مكية من غير حكاية خلاف و لا استثناء، و اختلف في عدد آيها ففي الكوفي أربعون، و في غيره تسع و ثلاثون، و الخلاف في‏ لِتَعْجَلَ بِهِ‏ . و لما قال سبحانه و تعالى في آخر المدثر: كَلَّا بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ بعد ذكر الجنة و النار، و كان عدم خوفهم إياها لإنكارهم البعث، ذكر جل و علا في هذه السورة الدليل عليه بأتم وجه، و وصف يوم القيامة و أهواله و أحواله، ثم ذكر ما قبل ذلك من خروج الروح من البدن، ثم ما قبل من مبدأ الخلق على عكس الترتيب الواقعي).

و قال صاحب الظلال: (هذه السورة الصغيرة تحشد على القلب البشري من الحقائق و المؤثرات و الصور و المشاهد، و الإيقاعات و اللمسات، ما لا قبل له بمواجهته و لا التفلت منه ... تحشدها بقوة، في أسلوب خاص، يجعل لها طابعا قرآنيا مميزا، سواء في أسلوب الأداء التعبيري، أو أسلوب الأداء الموسيقي، حيث يجتمع هذا و ذاك على إيقاع تأثير شعوري قوي، تصعب مواجهته و يصعب التفلت منه أيضا!).

(من تلك الحقائق الكبيرة التي تحشدها هذه السورة في مواجهة القلب البشري، و تضرب بها عليه حصارا لا مهرب منه ... حقيقة الموت القاسية الرهيبة التي تواجه كل حي، فلا يملك لها ردا، و لا يملك لها أحد ممن حوله دفعا. و هي تتكرر في كل لحظة، و يواجهها الكبار و الصغار، و الأغنياء و الفقراء، و الأقوياء و الضعاف؛ و يقف الجميع منها موقفا واحدا ... لا حيلة. و لا وسيلة. و لا قوة.

و لا شفاعة. و لا دفع. و لا تأجيل ... مما يوحي بأنها قادمة من جهة عليا لا يملك البشر معها شيئا. و لا مفر من الاستسلام لها، و الاستسلام لإرادة تلك الجهة العليا).

(و من تلك الحقائق الكبيرة التي تعرضها السورة، حقيقة النشأة الأولى، و دلالتها على صدق الخبر بالنشأة الأخرى، و على أن هناك تدبيرا في خلق هذا الإنسان و تقديرا ... و هي حقيقة يكشف الله للناس عن دقة أدوارها و تتابعها في صنعة مبدعة،

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6260

لا يقدر عليها إلا الله، و لا يدعيها أحد ممن يكذبون بالآخرة و يتمارون فيها. فهي قاطعة في أن هناك إلها واحدا يدبر هذا الأمر و يقدره؛ كما أنها بينة لا ترد على يسر النشأة الآخرة، و إيحاء قوي بضرورة النشأة الآخرة. تمشيا مع التقدير و التدبير الذي لا يترك هذا الإنسان سدى، و لا يدع حياته و عمله بلا وزن و لا حساب).

(و من المشاهد المؤثرة التي تحشدها السورة، و تواجه بها القلب البشري مواجهة قوية ... مشهد يوم القيامة و ما يجري فيه من انقلابات كونية، و من اضطرابات نفسية، و من حيرة في مواجهة الأحداث الغالبة حيث يتجلى الهول في صميم الكون، و في أغوار النفس).

(و هكذا يشعر القلب- و هو يواجه هذه السورة- أنه محاصر لا يهرب.

مأخوذ بعمله لا يفلت. لا ملجأ له من الله و لا عاصم. مقدرة نشأته و خطواته بعلم الله و تدبيره. في النشأة الأولى و في النشأة الآخرة سواء. بينما هو يلهو و يلعب و يغتر و يتبطر).

(و هكذا تعالج السورة عناد هذا القلب و إعراضه و إصراره و لهوه. و تشعره بالجد الصارم الحازم في هذا الشأن. شأن القيامة. و شأن النفس. و شأن الحياة المقدرة بحساب دقيق. ثم شأن هذا القرآن الذي لا يخرم منه حرف، لأنه من كلام العظيم الجليل، الذي تتجاوب جنبات الوجود بكلماته، و تثبت في سجل الكون الثابت، و في صلب هذا الكتاب الكريم).

كلمة في سورة القيامة و محورها:

تبدأ سورة القيامة بقسمين لا تجيب عليهما، لأن الجواب مفهوم من سياق السورة، و بعد القسمين يأتي قوله تعالى: أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ ... ثم تسير السورة حتى تصل إلى قوله تعالى: أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ... مما يشير إلى أن السورة ترد على ظنين اثنين للكافرين كل منهما له علاقة باليوم الآخر، و له علاقة برفض التكليف. و في وسط السورة توجيه لرسول الله صلى الله عليه و سلم في كيفية تلقي القرآن، و كلام عن موت الكافر، و كيف يلقى الله عز و جل بلا إيمان و لا صلاة بل بتكذيب و إعراض، فلنتذكر مقدمة سورة البقرة:

تتحدث مقدمة سورة البقرة عن المتقين و الكافرين و المنافقين. و المنافقون كافرون،

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6261

و كل من الكافرين و المتقين يقف على طرفي نقيض بالنسبة للآخرة، فالكافرون لا يؤمنون و لا يصلون و لا يلتزمون بالقرآن؛ لأنهم لا يؤمنون باليوم الآخر، و يتصورون أن الإنسان متروك سدى، بينما المتقون يلتزمون بالقرآن، و يؤمنون، و يصلون، و ينفقون؛ لأنهم يؤمنون باليوم الآخر، و يعلمون أنهم غير متروكين.

فلمعاني سورة القيامة ارتباط مباشر بمعاني مقدمة سورة البقرة كما سنرى.

تتألف السورة من مقدمة هي آيتان، و من فقرتين كل منهما يبدأ بقوله تعالى:

أَ يَحْسَبُ* .

الفقرة الأولى: تبدأ من الآية (3) و تنتهي بالآية (35) و هي تتألف من عدة مجموعات.

الفقرة الثانية: و تبدأ بالآية (36) و تنتهي بالآية (40). فلنبدأ عرض السورة.

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6262

مقدمة السورة

و هي آيتان و هاتان هما:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ [سورة القيامة (75): الآيات 1 الى 2]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (1) وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)

التفسير:

لا يراد بها مجرد التوكيد، فهي التي تسمى في غير القرآن زائدة، و يسمونها- أدبا مع القرآن- صلة؛ لأنها لا تفيد نهيا، و الذي سوغ مجيئها هنا هكذا أنها جاءت قبل كلام فيه معنى النفي، إذ الكافرون ينفون مجى‏ء يوم القيامة، قال ابن كثير: قد تقدم غير مرة أن المقسم عليه إذا كان منتفيا جاز الإتيان بلا قبل القسم لتأكيد النفي‏ لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ* وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ قال قتادة: أقسم بهما (أي:

بيوم القيامة، و بالنفس اللوامة) جميعا، و قال ابن كثير: (و الصحيح أنه أقسم بهما جميعا معا) و على هذا ف (لا) في الآيتين صلة لا تفيد النفي، و إنما تفيد مجرد التوكيد، فأما يوم القيامة فمعروف، و أما النفس اللوامة فهي النفس التقية التي تلوم على التقصير في التقوى، فهي صفة مدح، قال الحسن البصري في الآية التي فيها ذكر النفس اللوامة: إن المؤمن و الله ما نراه إلا يلوم نفسه، ما أردت بكلمتي، ما أردت بأكلتي، ما أردت بحديث نفسي، و إن الفاجر يمضي قدما قدما ما يعاتب نفسه. قال ابن جرير بعد أن عرض أقوال المفسرين في النفس اللوامة: و الأشبه بظاهر التنزيل أنها التي تلوم صاحبها على الخير و الشر، و تندم على ما فات. قال النسفي: و جواب القسم محذوف أي: لتبعثن، دليله: أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ‏ أي: إن المعاني التي ذكرت بعد هي التي تحدد الجواب، قال ابن كثير: (و المقسم عليه ههنا هو إثبات المعاد، و الرد على ما يزعمه الجهلة من العباد، من عدم بعث الأجساد). أقول: أن تبدأ السورة التي تتحدث عن المعاد و التكليف بالقسم بيوم القيامة، و بالنفس اللوامة، تلك مقدمة تدل على المقصود، و تدل على موضوع السورة.

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6263

كلمة في السياق:

النفس اللوامة هي النفس التقية إذ لا لوم إلا مع وجود التقوى، فالقسم بالنفس اللوامة قسم بالنفس التقية، و صلة ذلك بالكلام عن المتقين في أول سورة البقرة واضحة، و الصلة واضحة كذلك ما بين القسم بيوم القيامة، و بين ما ورد في الكلام عن الإيمان باليوم الآخر في الآيات الخمس الأولى من سورة البقرة، و كما أن مقدمة سورة البقرة بدأت بالحديث عن المتقين، ثم انتقلت إلى الحديث عن الكافرين، فكذلك بدأت سورة القيامة بالإشارة إلى المتقين، ثم تنتقل إلى الكلام عن الكافرين.

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6264

الفقرة الأولى‏

و تمتد من الآية (3) إلى نهاية الآية (35) و هذه هي:

المجموعة الأولى‏

[سورة القيامة (75): الآيات 3 الى 15]

أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (3) بَلى‏ قادِرِينَ عَلى‏ أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (5) يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ (6) فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (7)

وَ خَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَ جُمِعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلاَّ لا وَزَرَ (11) إِلى‏ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12)

يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَ أَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسانُ عَلى‏ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَ لَوْ أَلْقى‏ مَعاذِيرَهُ (15)

المجموعة الثانية

[سورة القيامة (75): الآيات 16 الى 19]

لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ (17) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (19)

المجموعة الثالثة

[سورة القيامة (75): الآيات 20 الى 25]

كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (20) وَ تَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى‏ رَبِّها ناظِرَةٌ (23) وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (24)

تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (25)

الاساس فى التفسير، ج‏11، ص: 6265

المجموعة الرابعة

[سورة القيامة (75): الآيات 26 الى 35]

كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (26) وَ قِيلَ مَنْ راقٍ (27) وَ ظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (28) وَ الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلى‏ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (30)

فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى (31) وَ لكِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى‏ أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلى‏ لَكَ فَأَوْلى‏ (34) ثُمَّ أَوْلى‏ لَكَ فَأَوْلى‏ (35)

تفسير المجموعة الأولى:

أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ‏ قال النسفي: أي: الكافر المنكر للبعث‏ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ‏ أي: يوم القيامة بعد تفرقها و رجوعها رفاتا مختلطا بالتراب، و لذلك فهو لا يؤمن بيوم القيامة، و لا يتقي و لا يلوم نفسه إذا أخطأ، قال ابن كثير: (أي: أيظن أنا لا نقدر على إعادة عظامه و جمعها من أماكنها).

كلمة في السياق:

مجى‏ء هذا الاستفهام بعد القسم بيوم القيامة، و بالنفس اللوامة، يوحي بشيئين:

أولا: بمضمون جواب القسم، و ثانيا: بالسبب الذي يحمل الإنسان على الكفر بيوم القيامة، و على عدم لوم النفس على الخطأ، فالعلة هي تصور الإنسان أن الله عز و جل لن يجمعه بعد تفرق أجزائه و يحييه، و هو جهل بقدرة الله عز و جل و لذلك قال تعالى:

بَلى‏ قادِرِينَ عَلى‏ أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ‏ أي: بلى نجمعها، قادرين على أن نسوي أصابعه كما كانت في الدنيا بلا نقصان و تفاوت، مع دقة تركيب البنان، فكيف لا نجمع عظامه عامة، و البنان: هو طرف الإصبع، و قد آمن بعضهم بالقرآن لهذه الآية بسبب ذكر البنان الذي فيه بصمات الإنسان التي تختلف من إنسان لآخر في العالم، حتى لو بلغ الناس مليارات كثيرة ما تشابهت بصمات أحدهم مع غيره،

صفحه بعد