کتابخانه تفاسیر
زاد المسير فى علم التفسير، ج1، ص: 602
معرفتهم. و قرأ الأعمش: «و تعلم» بالتاء، و المعنى: و تعلم القلوب أن قد صدقتنا. و في قوله تعالى:
مِنَ الشَّاهِدِينَ أربعة أقوال: أحدها: من الشّاهدين للّه بالقدرة، و لك بالنّبوّة. و الثاني: عند بني إسرائيل إذا رجعنا إليهم، و ذلك أنهم كانوا مع عيسى في البرّيّة عند هذا السّؤال. و الثالث: من الشّاهدين عند من يأتي من قومنا بما شاهدنا من الآيات الدّالة على أنّك نبيّ. و الرابع: من الشّاهدين لك عند اللّه بأداء ما بعثت به.
[سورة المائدة (5): آية 114]
قوله تعالى: تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَ آخِرِنا و قرأ ابن محيصن، و ابن السّميفع، و الجحدريّ:
«لأولانا و أخرانا» برفع الهمزة، و تخفيف الواو، و المعنى: يكون اليوم الذي نزلت فيه عيدا لنا، نعظّمه نحن و من بعدنا، قاله قتادة، و السّدّيّ. و قال كعب: أنزلت عليهم يوم الأحد، فاتّخذوه عيدا. و قال ابن قتيبة: عيدا، أي: مجمعا. قال الخليل بن أحمد: العيد: كلّ يوم يجمع، كأنّهم عادوا إليه. و قال ابن الأنباريّ: سمّي عيدا للعود من التّرح إلى الفرح.
قوله تعالى: وَ آيَةً مِنْكَ أي علامة منك تدلّ على توحيدك، و صحّة نبوّة نبيّك. و قرأ ابن السّميفع، و ابن محيصن، و الضّحّاك «و أنه منك» بفتح الهمزة، و بنون مشدّدة.
و في قوله تعالى: وَ ارْزُقْنا قولان: أحدهما: ارزقنا ذلك من عندك. و الثاني: ارزقنا الشّكر على ما أنعمت به من إجابتك لنا.
[سورة المائدة (5): آية 115]
قوله تعالى: قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ قرأ نافع و عاصم و ابن عامر «منزّلها» بالتّشديد، و قرأ الباقون خفيفة. و هذا وعد بإجابة سؤال عيسى. و اختلف العلماء: هل نزلت أم لا؟ على قولين «1» :
أحدهما: أنها نزلت، قاله الجمهور، فروى وهب بن منبّه عن أبي عثمان النّهديّ، عن سلمان الفارسيّ قال: لمّا رأى عيسى أنهم قد جدّوا في طلبها لبس جبّة من شعر، ثم توضّأ، و اغتسل، و صفّ قدميه في محرابه حتى استويا، و ألصق الكعب بالكعب، و حاذى الأصابع بالأصابع، و وضع يده اليمنى على اليسرى فوق صدره، و طأطأ رأسه خضوعا، ثم أرسل عينيه بالبكاء، فما زالت تسيل دموعه على خدّه، و تقطر من أطراف لحيته حتى ابتلّت الأرض من دموعه حيال وجهه، ثمّ رفع رأسه إلى السّماء، فقال: اللهمّ ربّنا أنزل علينا مائدة من السّماء، فبينما عيسى كذلك، هبطت عليهم مائدة من السماء، سفرة حمراء بين غمامتين، غمامة من تحتها، و غمامة من فوقها، و عيسى يبكي و يتضرّع، و يقول: إلهي اجعلها سلامة، لا تجعلها عذابا، حتى استقرّت بين يديه، و الحواريّون من حوله، فأقبل هو و أصحابه حتى قعدوا حولها، و إذا عليها منديل مغطّى، فقال عيسى: أيّكم أوثق بنفسه و أقلّ بلاء عند ربّه فليأخذ
(1) قال الإمام الطبري رحمه اللّه 5/ 135: و الصواب من القول عندنا في ذلك أن يقال إن اللّه تعالى ذكره أنزل المائدة على الذين سألوا عيسى ذلك.
زاد المسير فى علم التفسير، ج1، ص: 603
هذا المنديل، و ليكشف لنا عن هذه الآية. قالوا: يا روح اللّه أنت أولانا بذلك، فاكشف عنها، فاستأنف وضوا جديدا، و صلّى ركعتين، و سأل ربّه أن يأذن له بالكشف عنها، ثم قعد إليها، و تناول المنديل، فإذا عليها سمكة مشويّة، ليس فيها شوك، و حولها من كل البقل ما خلا الكرّاث، و عند رأسها الخلّ، و عند ذنبها الملح، و حولها خمسة أرغفة، على رغيف تمر، و على رغيف زيتون، و على رغيف خمس رمّانات. فقال شمعون رأس الحواريين: يا روح الله أمن طعام الدّنيا هذا، أمّن طعام الجنّة؟ فقال عيسى: سبحان الله أما تنتهون! ما أخوفني عليكم. قال شمعون: لا و إله بني إسرائيل ما أردت بهذا سوءا. قال عيسى: ليس ما ترون عليها من طعام الدنيا، و لا من طعام الجنة، إنما هو شيء ابتدعه اللّه، فقال له: «كن» فكان أسرع من طرفة عين. فقال الحواريّون: يا روح اللّه إنما نريد أن ترينا في هذه الآية آية، فقال: سبحان الله! ما اكتفيتم بهذه الآية؟! ثمّ أقبل على السّمكة فقال: عودي بإذن اللّه حيّة طريّة، فعادت تضطرب على المائدة، ثم قال: عودي كما كنت، فعادت مشويّة، فقال: يا روح اللّه كن أنت أوّل من يأكل منها، فقال: معاذ الله بل يأكل منها من سألها، فلمّا رأوا امتناعه، خافوا أن يكون نزولها عقوبة، فلمّا رأى عيسى ذلك دعا لها الفقراء و الزّمنى و اليتامى، فقال: كلوا من رزق ربّكم، و دعوة نبيّكم، ليكون مهنؤها لكم، و عقوبتها على غيركم، فأكل منها ألف و سبعمائة إنسان، يصدرون عنها شباعا و هي كهيئتها حين نزلت، فصحّ كلّ مريض، و استغنى كلّ فقير أكل منها، ثمّ نزلت بعد ذلك عليهم، فازدحموا عليها، فجعلها عيسى نوبا بينهم، فكانت تنزل عليهم أربعين يوما، تنزل يوما و تغبّ «1» يوما، و كانت تنزل عند ارتفاع الضّحى، فيأكلون منها حتى إذا قالوا، ارتفعت إلى السماء و هم ينظرون إلى ظلّها في الأرض «2» . و قال قتادة: كانت تنزل عليهم بكرة و عشيّة، حيث كانوا. و قال غيره:
نزلت يوم الأحد مرّتين. و قيل: نزلت غدوة و عشيّة يوم الأحد، فلذلك جعلوه عيدا. و في الذي كان على المائدة ثمانية أقوال: أحدها: أنه خبز و لحم، روي عن عمّار بن ياسر عن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:
(485) «نزلت المائدة من السّماء خبزا و لحما».
(485) ضعيف جدا، شبه موضوع، و الصواب وقفه. أخرجه الترمذي 3061 و الطبري 13016 من حديث عمار مرفوعا، و قال الترمذي: رواه غير واحد عن سعيد به موقوفا، و هو أصح من المرفوع، و لا نعلم للمرفوع أصلا اه. قلت: إسناده واه، و له علل ثلاث: الأولى: رواه غير واحد موقوفا. الثانية: قتادة مدلس، و قد عنعن. الثالثة: خلاس كثير الإرسال و الرواية عمن لم يلقه. و قد أخرجه الطبري 13018 عن قتادة عن خلاس عن عمار به موقوفا، و رجاله رجال الشيخين سوى خلاس روى له البخاري متابعة. و أخرجه الطبري 13015 من وجه آخر عن عمار، و فيه راو لم يسم. و أخرجه الطبري 13019 عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا ... فذكره. و إسناده صحيح إلى قتادة، فلو كان هذا الحديث مرفوعا عند قتادة لما رواه بصيغة التمريض، و من غير عزو لأحد. فالأشبه في هذا كونه موقوفا، و الموقوف ضعيف جدا، شبه موضوع.
(1) في «اللسان»: النّوب: جمع نوبة: و هي الفرصة و الدّولة. و الغبّ: ورد يوم، و ظمأ آخر.
(2) قال ابن كثير رحمه اللّه 2/ 154: هذا أثر غريب جدا، قطّعه ابن أبي حاتم في مواضع من هذه القصة، و قد جمعته أنا له ليكون سياقه أتم و أكمل، و اللّه سبحانه و تعالى- أعلم.
و كل هذه الآثار تدل على أن المائدة نزلت على بني إسرائيل، أيام عيسى ابن مريم، إجابة من اللّه لدعوته، و كما دل على ذلك ظاهر السياق في القرآن العظيم.
زاد المسير فى علم التفسير، ج1، ص: 604
و الثاني: أنها سمكة مشويّة، و خمس أرغفة، و تمر، و زيتون، و رمّان. و قد ذكرناه عن سلمان.
و الثالث: ثمر من ثمار الجنّة، قاله عمّار بن ياسر، و قال قتادة: ثمر من ثمار الجنة، و طعام من طعامها.
و الرابع: خبز، و سمك، رواه العوفيّ عن ابن عباس، و به قال الحسن، و أبو عبد الرّحمن السلميّ.
و الخامس: قطعة من ثريد، رواه الضّحّاك عن ابن عباس. و السادس: أنه أنزل عليها كل شيء إلا اللحم، قاله سعيد بن جبير. و السابع: سمكة فيها طعم كلّ شيء من الطعام، قاله عطيّة العوفيّ.
و الثامن: خبز أرز و بقل، قاله ابن السّائب.
و القول الثاني: أنها لم تنزل، روى قتادة عن الحسن أنّ المائدة لم تنزل، لأنّه لمّا قال اللّه تعالى:
فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ قالوا: لا حاجة لنا فيها. و روى ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: أنزلت مائدة عليها ألوان من الطعام، فعرضها عليهم، و أخبرهم أنه العذاب إن كفروا، فأبوها فلم تنزل. و روى ليث عن مجاهد قال: هذا مثل ضربه اللّه تعالى لخلقه، لينهاهم عن مسألة الآيات لأنبيائه، و لم ينزل عليهم شيء، و الأوّل أصحّ.
قوله تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ أي: بعد إنزال المائدة. و في العذاب المذكور قولان:
أحدهما: أنه المسخ. و الثاني: جنس من العذاب لم يعذّب به أحد سواهم. قال الزجّاج: و يجوز أن يعجّل لهم في الدنيا، و يجوز أن يكون في الآخرة.
و في «العالمين» قولان: أحدهما: أنه عامّ. و الثاني: عالمو زمانهم.
و قد ذكر المفسّرون أنّ جماعة من أصحاب المائدة مسخوا. و في سبب مسخهم ثلاثة أقوال:
(486) أحدها: أنهم أمروا أن لا يخونوا، و لا يدّخروا، فخانوا و ادّخروا، فمسخوا قردة و خنازير، رواه عمّار بن ياسر عن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم.
و الثاني: أنّ عيسى خصّ بالمائدة الفقراء، فتكلّم الأغنياء بالقبيح من القول، و شكّكوا الناس فيها، و ارتابوا، فلمّا أمسى المرتابون بها، و أخذوا مضاجعهم، مسخهم الله خنازير، قاله سلمان الفارسيّ.
و الثالث: أن الذين شاهدوا المائدة، و رجعوا إلى قومهم، فأخبروهم، فضحك بهم من لم يشهد، و قالوا: إنما سحر أعينكم، و أخذ بقلوبكم، فمن أراد الله به خيرا، ثبت على بصيرته، و من أراد به فتنة، رجع إلى كفره. فلعنهم عيسى، فأصبحوا خنازير، فمكثوا ثلاثة أيام، ثمّ هلكوا، قاله ابن عباس.
[سورة المائدة (5): آية 116]
قوله تعالى: وَ إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ في زمان هذا القول قولان:
أحدهما: أنه يقوله له يوم القيامة، قاله ابن عباس، و قتادة، و ابن جريج.
(486) هو الحديث المتقدم، المرفوع ضعيف جدا.
زاد المسير فى علم التفسير، ج1، ص: 605
و الثاني: أنه قاله له حين رفعه إليه، قاله السّدّيّ، و الأوّل أصحّ.
و في «إذ» ثلاثة أقوال: أحدها: أنها زائدة، و المعنى: و قال الله، قاله أبو عبيدة. و الثاني: أنها على أصلها، و المعنى: و إذ يقول الله له، قاله ابن قتيبة. و الثالث: أنها بمعنى: «إذا»، كقوله تعالى:
وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا «1» و المعنى: إذا. قال أبو النجم:
ثمّ جزاك الله عنّي إذ جزى
جنّات عدن في السّماوات العلا
و لفظ الآية لفظ الاستفهام، و معناها التّوبيخ لمن ادّعى ذلك على عيسى.
قال أبو عبيدة: و إنّما قال: «إلهين»، لأنّهم إذ أشركوا فعل ذكر مع فعل أنثى ذكّروهما. فإن قيل: فالنّصارى لم يتّخذوا مريم إلها، فكيف قال الله تعالى ذلك فيهم؟ فالجواب: أنهم لمّا قالوا: لم تلد بشرا، و إنّما ولدت إلها، لزمهم أن يقولوا: إنّها من حيث البعضيّة بمثابة من ولدته، فصاروا بمثابة من قاله.
قوله تعالى: قالَ سُبْحانَكَ أي: براءة لك من السّوء ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍ أي:
لست أستحقّ العبادة فأدعو الناس إليها. و روى عطاء بن السّائب عن ميسرة قال: لمّا قال الله تعالى لعيسى: أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ رعد كلّ مفصل منه حتى وقع مخافة أن يكون قد قاله، و ما قال: إنّي لم أقل، و لكنه قال: إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ . فإن قيل: ما الحكمة في سؤال اللّه تعالى له عن ذلك و هو يعلم أنه ما قاله؟ فالجواب: أنه تثبيت للحجّة على قومه، و إكذاب لهم في ادّعائهم عليه أنه أمرهم بذلك، و لأنّه إقرار من عيسى بالعجز في قوله: وَ لا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ و بالعبوديّة في قوله: أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْ .
قوله تعالى: تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي قال الزجّاج: تعلم ما أضمره، و لا أعلم ما عندك علمه، و التّأويل: تعلم ما أعلم و أنا لا أعلم ما تعلم.
[سورة المائدة (5): آية 117]
قوله تعالى: أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ قال مقاتل: وحّدوه.
قوله تعالى: وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً أي: على ما يفعلون ما كنت مقيما فيهم، و قوله: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي فيه قولان: أحدهما: بالرّفع إلى السّماء. و الثاني: بالموت عند انتهاء الأجل. و «الرّقيب» مشروح في سورة (النّساء)، و «الشّهيد» في (آل عمران).
[سورة المائدة (5): آية 118]
قوله تعالى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ قال الحسن، و أبو العالية: إن تعذّبهم، فبإقامتهم على كفرهم، و إن تغفر لهم، فبتوبة كانت منهم. و قال الزجّاج: علم عيسى أنّ منهم من آمن، و منهم من أقام
(1) سورة سبأ: 51.
زاد المسير فى علم التفسير، ج1، ص: 606
على الكفر، فقال في جملتهم: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ أي: إن تعذّب من كفر منهم فإنهم عبادك، و أنت العادل فيهم، لأنك قد أوضحت لهم الحقّ، فكفروا، و إن تغفر لهم، أي: و إن تغفر لمن أقلع منهم، و آمن، فذلك تفضّل منك، لأنه قد كان لك أن لا تغفر لهم بعد عظيم فريتهم، و أنت في مغفرتك لهم عزيز، لا يمتنع عليك ما تريد، حكيم في ذلك. و قال ابن الأنباريّ: معنى الكلام: لا ينبغي لأحد أن يعترض عليك، فإن عذّبتهم، فلا اعتراض عليك، و إن غفرت لهم- و لست فاعلا إذا ماتوا على الكفر- فلا اعتراض عليك. و قال غيره: العفو لا ينقص عزّك، و لا يخرج عن حكمك.
(487) و قد روى أبو ذرّ قال: قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قيام ليلة بآية يردّدها: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
[سورة المائدة (5): الآيات 119 الى 120]
قوله تعالى: قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ قرأ الجمهور برفع «اليوم»، و قرأ نافع بنصبه على الظّرف. قال الزجّاج: المعنى: قال الله هذا لعيسى في يوم ينفع الصّادقين صدقهم، و يجوز أن يكون على معنى: قال الله هذا الذي ذكرناه يقع في يوم ينفع الصّادقين صدقهم. و المراد باليوم: يوم القيامة. و إنما خصّ نفع الصّدق به لأنّه يوم الجزاء. و في هذا الصّدق قولان: أحدهما: أنه صدقهم في الدنيا ينفعهم في الآخرة. و الثاني: صدقهم في الآخرة ينفعهم هنالك. و في هذه الآية تصديق لعيسى فيما قال.
قوله تعالى: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أي: بطاعتهم، وَ رَضُوا عَنْهُ بثوابه. و في قوله تعالى: لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ تنبيه على عبوديّة عيسى، و تحريض على تعليق الآمال بالله وحده.
(487) ضعيف. أخرجه النسائي في «الكبرى» 11161 و أحمد 5/ 149 من حديث أبي ذر، و في إسناده جسرة بنت دجاجة، وثقها ابن حبان و العجلي، و هما ممن يوثق المجاهيل، في حين قال البخاري و هو إمام هذا الفن: