کتابخانه تفاسیر
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1166
الحساب لا ريب فى وجوده و لا شك. و ذكر قوله: لا رَيْبَ فِيهِ فى هذا المقام لأن من اليهود طائفة تنكر البعث، فالتأكيد لأجل هذه الطائفة المنكرة الملحدة فى دين اللّه، الخارجة على كل أديان السماء، و الباقون إن اعتقدوا بعقولهم لم يذعنوا بأفعالهم.
و رابع هذه المباحث اللفظية فى التعبير بقوله تعالى: وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إسناد التوفية إلى ما كسبت و عدم ذكر الجزاء، فيه إشارة إلى عدل اللّه اللطيف الخبير، و هو مساواة الجزاء للعمل، و كأن المثاب يوفّى عمله، لا جزاء عمله، و ذلك لشدة المساواة بينهما. و قد أكد سبحانه و تعالى معنى العدالة و أن كل شىء بالقسطاس المستقيم بقوله: وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ أى سيجزون بأعمالهم، و سينالون ما يستحقون، و كل ما ينالهم بسبب ما فعلوا هو العدل عينه، و لا ظلم، فإذا ألقوا فى السعير فليس فى ذلك ظلم بل هو العدل. و إن سبب ضلال اليهود أنهم زين لهم سوء عملهم فرأوه حسنا.
فاللهم أرنا عيوب أنفسنا، و جنّبنا الاغترار فى ديننا، إنك سميع الدعاء.
[سورة آلعمران (3): الآيات 26 الى 27]
بين سبحانه و تعالى اعتزاز المشركين بقوتهم الدنيوية و غلبهم و سلطانهم، و ذكر أنهم فى غرورهم كفرعون ذى الأوتاد، و اعتزازه بقهره لشعبه، و طغيانه فى
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1167
ملكه؛ إذ يقول: وَ نادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَ لَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَ هذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَ فَلا تُبْصِرُونَ (51) [الزخرف]. ثم أشار سبحانه إلى طغيان أهل الكتاب، و اختلافهم على النبيين، و قتلهم بعض الأنبياء، و قتلهم الذين يأمرون بالقسط من الناس، و ما كان ذلك الإعراض عن الحق بعد أن تبين لهم إلا لأن حب السلطان و الغلب قد استولى عليهم و استغرق نفوسهم، و لذلك كانوا إذا حاجّهم النبى صلى اللّه عليه و سلم أو حاجّوه نظروا فى محاجتهم إلى الأمر من وراء ذلك الغرض، و تلك الشهوة؛ و قد أمر اللّه سبحانه نبيه بأن يقابل هواهم بإعلان إخلاصه فى طلب الحق، و إسلامه وجهه للّه سبحانه! و فى هذه الآية:
قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ إشارة إلى أن الإخلاص للذات العلية، و طلب الحق إرضاء للّه، لا لأحد سواه، فيه اتجاه إلى مالك الملك الذى يؤتى الملك من يشاء، فالإخلاص للحق جل جلاله، يؤدى إلى السلطان الحق من مالك الملك.
قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ الأمر للنبى صلى اللّه عليه و سلم، و لكل قارئ للقرآن الكريم مؤمن باللّه مذعن للحق، أن يضرع إلى اللّه تعالى ناطقا بهذه الحقيقة؛ فإنها الحق فى هذا الوجود، و لا يعرف مؤمن سواها؛ و المعنى فى هذا الدعاء الكريم الضراعة إلى اللّه تعالى و نداؤه بأنه مالك السلطان المطلق فى هذا الوجود، فليس فقط صاحب السلطان، بل إنه يملك ذات السلطان، يؤتيه و يعطيه من يشاء، و ينزعه ممن يشاء؛ أى يسلبه ممن يشاء ممن يكون السلطان فى يده. و الملك هنا هو السلطان، و فسره بعضهم بالنبوة، و عبر عن النبوة بالملك عند هؤلاء باعتبار أن الملك الحق لازم من لوازمها؛ و لذا قال سبحانه: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (54) [النساء] و الظاهر أن المراد هو السلطان. و قوله تعالى:
(اللّهم) نداء إلى الذات العلية بلفظ الجلالة، و الميم المشددة فى الآخر قائمة مقام حرف النداء على ما قال الخليل و سيبويه. و قال بعض الكوفيين: إن الميم المشددة هى «أمّ» بمعنى قصد، أى أقصدك يا مولاى بضراعتى، و أنت صاحب السلطان.
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1168
و لكن خطأ ذلك النظر الزجاج، و قرر أن معنى القصد ثابت بمجرد الالتجاء و الدعاء. و قوله: مالِكَ الْمُلْكِ نداء آخر و ضراعة على تقدير أداة النداء، أى يا مالك الملك، فكأن فى النص دعاءين: دعاء للذات العلية بلفظ الجلالة، و قد اشتمل على كل معانى العبودية، و التنزيه و التقديس، و الخضوع التام، و التسليم للّه سبحانه و تعالى بكل معانى الألوهية؛ و الدعاء الثانى لمالك الملك، و فيه كل معانى الإحساس بالربوبية، و الضعف أمام جبروت اللّه سبحانه و تعالى و ملكوته.
و قلنا إن قوله تعالى: مالِكَ الْمُلْكِ أبلغ من صاحب الملك أو صاحب السلطان؛ لأن من يملك شأن أمة لا يملك ملكها، و لكنه يستولى على ملكها و يده فيها ليست يد ملك و لكنها يد عارية؛ أما سلطان اللّه تعالى ذى الملكوت فسلطان مالك متصرف فى السلطان، يعطيه من يشاء عطاء عارية، و يمنعه ممن يشاء، و يسترد عاريته ممن يشاء؛ و لذلك قال سبحانه و تعالى: تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ.
و هنا أمران لابد من الإشارة إليهما:
أولهما: التعبير عن إزالة الملك بقوله تعالى: وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ فالتعبير بالنزع مع تكرار كلمة ملك، فيه إشارة إلى أنه يأخذه منه بعد أن استقر فيه و ثبت له و ظن أنه لا مزيل لسلطانه، فيأتيه اللّه من حيث لا يحتسب، و يأخذ ملكه أخذ عزيز مقتدر ثم إن فى النزع إشارة إلى أن من يؤتى سلطانا يطغى فيه و يبغى و لا يسير بسنة الحق و العدل لا يتركه طائعا، بل لابد أن يمكّن اللّه منه من ينزعه من يده، و قد يأخذه منه من كان يأتمنه «و من مأمنه يؤتى الحذر». و فى كثير من الأحيان يكون السبب فى زواله هو من كان السبب فى طغيانه.
الأمر الثانى الذى تجب الإشارة إليه: أن اللّه سبحانه و تعالى بمقتضى حكمته و ما سنّ من نظم فى هذا الوجود، و ما تسير عليه أعماله فى خلقه، لا يعطى الملك إلا من يستحقه، و يأخذ بالأسباب العادلة فى طلبه، و يقصد به رفعة قومه، و لا ينزعه إلا ممن يسىء و يطغى، و يفهم أن الملك متعة تشته و ليس تبعات
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1169
تؤدى، فينزعه منه غيره، و كذلك سنة اللّه تعالى فى الحكم بين الناس: من لا يسوس الملك يخلعه، و من حل محله ينزل به ما نزل بسابقه إن سار سيرته.
و كلمة «الملك» ليس المراد منها ما تعارفه الناس من الحكم بمقتضى الوراثة فى أسرة، إنما المراد بالملك السلطان فى هذه الأرض، سواء أكان سلطانا بالغلب، أم كان سلطانا بالاختيار و الانتخاب، أم كان سلطانا بالوراثة، و سواء أكان محدودا بجزء من الدولة، أم ناحية من نواحيها، أم كان عاما شاملا لكل أجزائها تجتمع فى يد صاحبه كل السلطات فيها، فكل هذا ملك لأنه سلطان. و قد ذكر سبحانه بعد ذكر الملك يعطيه من يشاء و ينزعه ممن يشاء العزة، فقال:
وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ العزة ليست مرادفة للسلطان، و إن كان الأصل فى كلمة عزّ معناها غلب؛ و من ذلك قوله تعالى: وَ عَزَّنِي فِي الْخِطابِ (23) [ص] و لكن العزة صارت تستعمل بعد ذلك فى معنى نفسى، و هو عدم الخضوع إلا للحق، و التسامى عن الخضوع الذى ينافى المروءة و الخلق الكريم، و قد يكون ذلك فى ضعيف فى بدنه مستضعف عند الناس، ما دام قد علا عن الخضوع إلا لذات اللّه تعالى؛ و إن صهيبا و آل ياسر، و خباب بن الأرتّ و غيرهم، كانوا و هم المستضعفون فى مكة الأعزاء فى أنفسهم؛ لأنهم لم يجعلوا قلوبهم مراما للأقوياء، فلا عزة إلا مع الإيمان باللّه وحده، و الاعتماد عليه وحده؛ و لذلك لا يكون المنافقون مهما يؤتوا من مال و نسب و سلطان إلا أذلاء. و لما قال المنافقون فى شأن المؤمنين: لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ... (8) [المنافقون]. نفى سبحانه و تعالى عنهم العزة فقال سبحانه: يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8) [المنافقون]. و كيف يكون المنافق عزيزا و هو الذى جعل نفسه و فكره و لسانه ملكا لغيره؟ فهو قد سلب كل شئ حتى قلبه و لسانه.
و مشيئة اللّه تعالى فى العزة و الذلة تسير على مقتضى حكمته، فهو لا يعطى العزة إلا لمن خلّص قلبه من كل أدران الهوى و الشهوة، فالشهوات مردية، و لا
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1170
يكون عزيزا بين الناس من يكون عبد شهوته؛ فإن العزة تبتدئ من النفس، فإن ضبط المرء أهواءه و شهواته و سيطر عليها أعطاه العزة، فكان بين الناس عزيزا؛ و من سيطرت عليه أهواؤه و مطامعه و شهواته كتب اللّه عليه الذلة، و كان الذليل و إن ظهر أنه العزيز؛ و لذا كان من حكمة السلف الصالح قولهم: «أذلّ الحرص أعناق الرجال».
بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هذا تسليم بأن ما يفعله اللّه تعالى دائما خير، و أن الخير كله بيده سبحانه و قوله تعالى: بِيَدِكَ الْخَيْرُ معناه إنك وحدك الذى تملك الخير كله، ف «ال» فى قوله «الخير» للاستغراق الشامل؛ فكل خير هو بيد اللّه سبحانه. و التعبير ب «يد» هنا إشارة إلى الملكية التامة السيرة، فهو استعارة تمثيلية، فقد قرب سبحانه- و للّه تعالى المثل الأعلى- لأذهاننا معنى سلطانه و كمال ملكه لكل الأمور، بحال من يكون الأمر فى يده و قبضته، و لا سلطان لأحد من الناس فيما بيده، و فى قبضته. و معنى قوله تعالى: إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ شمول قدرته على الأشياء كلها: ما يتخذه الناس سببا للخير عندهم، و ما يتخذونه سببا للشر عندهم. و فى الجمع بين قوله تعالى: بِيَدِكَ الْخَيْرُ و إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إشارة إلى أمرين:
أولهما: أن كل ما يفعله اللّه تعالى هو خير، فلا يقال إن بيده الخير و الشر، فإن الشر معنى نسبى بالنسبة للعبيد، و لكن بالإضافة إلى اللّه تعالى فإن اللّه لا يفعل إلا خيرا. و لقد قال الزمخشرى فى هذا المقام ما نصه: «إن كل أفعال اللّه تعالى من نافع و ضار صادر عن الحكمة و المصلحة فهو خير كله كإيتاء الملك و نزعه».
الأمر الثانى: إثبات أن اللّه تعالى خالق الأسباب، و هى الأشياء التى يستخدمها الناس للخير و الشر، يحسنون فلا يقصدون إلا النفع فيكون ما مكّن اللّه لهم فى الأرض نفعا للناس و خيرا، و يسيئون فيقصدون إلى نواحى الفساد فيكون ما يفعلونه فسادا و ضررا عاما. و هذا أشار إليه سبحانه بقوله تعالى: إِنَّكَ عَلى
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1171
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فكل ما فى هذا الوجود من أشياء و أعمال و مخلوقات تحت قدرة اللّه، و كله خير بالنسبة له سبحانه، و الشر و الخير بالنسبة لمقاصد الناس، و لانتفاعهم بما مكّن اللّه تعالى فى هذه الأرض. و إنه يلاحظ دائما أن الشر نسبى للناس، و لا يصح أن يقال فى فعل اللّه إلا أنه خير. و لقد بين سبحانه مظاهر قدرته فى الكون المحسوس فقال سبحانه مبتدئا بآياته جل شأنه فى الليل و النهار:
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ هذا مظهر حسى لقدرة اللّه تعالى فى هذا الكون. تولج معناها تدخل، أى تدخل الليل فى النهار و تدخل النهار فى الليل. و قد فسر بعض العلماء دخول الليل فى النهار بزيادة الليل حتى يصل إلى أقصى الزيادة، و فى هذا الوقت ينقص النهار حتى يصل إلى أقصى النقصان، و كذلك دخول النهار فى الليل فمعناه أن يأخذ النهار جزءا من معدل النسبة بينهما و هو تساويهما، فيدخل النهار فى الليل. و فقد فسر الزمخشرى مع كثير من المفسرين دخول الليل فى النهار و دخول النهار فى الليل بالتعاقب بينهما بأن يكون الوقت نهارا ثم يصير ليلا، و يكون ليلا ثم يصير نهارا، و لكن كيف نسمى ذلك التعاقب دخولا لليل فى النهار، و دخولا للنهار فى الليل؟ و الجواب عن ذلك: أن الليل لا ينقلب نهارا دفعة واحدة، بل إنه يدخل النهار فى الليل شيئا فشيئا، فيبتدئ النور يدخل فى الظلمة شيئا فشيئا، يبتدئ الفجر الكاذب فالصادق، فتنفس الصبح لحظة بعد لحظة، و النور يغزو الظلمة حتى تنجاب غياهبها، فيكون الضوء الساطع؛ و كذلك لا يجىء الليل دفعة واحدة، بل يبتدئ الضوء يضعف من الأصيل حتى تجئ الغروب، ثم تجىء العشية، فيكون ظلام و تمحى آية النهار.
و إن توجيه الأنظار إلى دخول الليل فى النهار، و دخول النهار فى الليل، سواء أكان بالمعنى الأول أم كان بالمعنى الثانى، فيه توجيه الأذهان إلى عظمة الكون و كمال سلطانه سبحانه و تعالى فيه، فما كان تعاقب الليل و النهار و تداخلهما إلا ظاهرة لدوران الأرض حول الشمس، و حركة الفلك الدوار المستمرة الدائبة بقدرة
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1172
اللّه تعالى و قيامه على كل شىء، و فى الليل تبدو الكواكب و النجوم، و تظهر آيات ذلك النظام العجيب المحكم الذى يسيره سبحانه بقدرته و حكمته.
وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ هذا مظهر كونى حسى يدل على عظيم قدرة اللّه، و بيان أنه لا إرادة فى هذا الكون غير إرادته، و أنه القادر على كل شىء، يخرج الضد من ضده، و هو المبدع لكليهما، المسير لهما؛ فاللّه سبحانه يخرج الحىّ من الميت، و يجعل من هذا الحىّ الذى أخرجه ميتا؛ و إخراج الحىّ من الميت ليس هو الخلق الأول الذى ذرأ اللّه به الأحياء، و هو خلق آدم من طين، فإن الخلق غير الإخراج؛ إذ الخلق إبداع و إنشاء ابتداء، و اللّه هو الخلاق العليم، و لا خالق سواه، و الإخراج تحويل فيه معنى الاستخراج و التوليد؛ و إخراج اللّه الحىّ من الميت قال بعض العلماء و هم الأكثرون: إنه إخراج الجسم النامى الذى يسير فى مدارج الحياة، من الجسم الجاف الذى لا تبدو فيه حياة، كإخراج الشجرة من النواة، و العود من البذرة؛ و إخراج الميت من الحى هو أيضا إخراج النواة الصلبة من الجسم الحىّ النامى، و إخراج البذرة الجافة من العود الحى الرطب. و قد يعترض على ذلك بأن النواة الجافة و البذرة الصلبة فيها حياة تولدت عنها تلك الحياة المحسوسة للنبات، و كذلك النطفة التى تبدو سائلا ليس فيه حياة فيها أحياء تتوالد فتكون ذلك الحيوان المحسوس. و قد يجاب عن ذلك بأن ذلك اصطلاح علمى، و إن الحياة التى تعرفها اللغة مظهر ذلك النماء المتدرج المستمر.