کتابخانه تفاسیر
زهرة التفاسير، ج4، ص: 1952
بصناعة السحر؛ لأن يسوع قال إنه لا يموت إلى و شك انقضاء العالم، لأنه سيؤخذ فى ذلك الوقت من العالم) ثم يبين أن يسوع رفع إلى السماء، و لما علم أن بعض المتبعين ضلوا طلب إلى الله تعالى أن ينزله إلى الأرض فنزل بعد ثلاثة أيام؛ و يقول برنابا: (و وبخ كثيرين ممن اعتقدوا أنه مات و قام قائلا: أتحسبوننى أنا؟! و الله كافر بالله؛ لأن الله وهبنى أن أعيش حتى قبيل انقضاء العالم، كما قد قلت لكم. الحق أقول لكم أنى لم أمت، بل يهوذا الخائن، احذروا لأن الشيطان سيحاول جهده أن يخدعكم و لكن كونوا شهودى فى كل إسرائيل و فى العالم كله، لكل الأشياء التى رأيتموها و سمعتموها» «1» .
و من هذا يتبين معنى أنه خيل لهم أنهم قتلوه، و ما قتلوه، و أنهم قد اعتراهم الشك من بعد ذلك فى أمره، و لذا قال تعالى:
وَ إِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ و لقد اختلف اليهود و المسيحيون فى شأن السيد المسيح، فمنهم من أنكر أنه نبى، و منهم من زعم أن فيه عنصرا إلهيا مع العنصر الإنسانى، و منهم من زعم أنه ابن الله تعالى و أن النبوة ليست نبوة ألوهية، إنما هى نبوة ثقة و محبة و رحمة، و منهم من قال إن الذى ولدته مريم هو العنصر الإنسانى، و فاض عليه من بعد العنصر الإلهى، و منهم من قال إن مريم ولدت العنصرين، و منهم من قال إن كلام عيسى و إرادته هى من العنصر الإنسانى، و منهم من قال إن الإرادة وليدة العنصرين.
و هكذا كان الاختلاف، و كل كون طائفة و حزبا، كما قال تعالى: ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ إلى أن قال تعالى: فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) [مريم].
و لا يزالون يختلفون حول حقيقة المسيح و صلبه، و مع أن اليهود هم الذين سعوا بلا ريب لقتله، و لكن ردهم الله تعالى على أعقابهم خاسرين، و أبطل الله مكرهم و كيدهم، مع هذا تجد الآن المجمع المسكونى المسيحى قام باقتراح قسيس
(1) كتاب محاضرات فى النصرانية للإمام أبو زهرة.
زهرة التفاسير، ج4، ص: 1953
ألمانى يدرس تبرئة اليهود من دم المسيح، و أيد ذلك الزعم كبير أساقفة إنجلترا و هم بذلك يضربون بنصوص أناجيلهم عرض الحائط، و إن هذا مصداق لقوله تعالى:
وَ إِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ فهم فى ريب دائم، و لا يؤمنون بشىء مما يقولون و يزعمون، و ما هم يتبعون الا الظن، فيظنون و يتوهمون، ثم يحكمون بالظن و الوهم.
وَ ما قَتَلُوهُ يَقِيناً (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً أكد الله سبحانه و تعالى نفى قتل السيد المسيح الذى حاوله اليهود، فقال تعالت كلماته:
و هنا تأويلان لكلمة يَقِيناً - التأويل الأول: أنها وصف لمحذوف، و المعنى و ما قتلوه قتلا قد استيقنوا به و تأكدوه، و هذا فيه ترشيح للاختلاف و الشك الذى اعتراهم. التأويل الثانى: أنها تأكيد للنفى، و المعنى و ما قتلوه حقا و صدقا، فاليقين منصب على النفى، أى أن نفى كونه قتل أمر مستيقن مؤكد، و ليس ظنا كظنكم، و لا و هما كوهمكم.
و قوله تعالى
بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ إضراب بيانى فيه رد لزعمهم القتل، و المعنى بل إنه لم يقتل، و أن الله رفعه إليه، و ظاهر القول أن الرفع كان بجسده و روحه، لا بروحه فقط، و بهذا جاء التفسير المأثور، و عليه أكثر المفسرين، و أيدته السنة، و إن كانت أخبار آحاد، و قد فسر بعض العلماء الرفع بأنه رفع الروح، و أخذوا ذلك من قوله تعالى: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَ (55) [آل عمران].
فبمقتضى النسق الظاهر يكون الرفع عقب الوفاة. و قد ذيل الله سبحانه و تعالى الآية بقوله تعالى: وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً .
و فيه وصف الله تعالى الدائم بأنه العزيز الرفيع الجناب الذى لا يلجأ إليه أحد إلا أعزه، و أعلى قدره، و حماه، كما فعل مع ابن مريم و غيره من أنبيائه عليهم السلام، و هو الحكيم الذى يضع الأمور فى مواضعها.
زهرة التفاسير، ج4، ص: 1954
وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً «إن» هنا النافية، و المعنى ما من أحد من أهل الكتاب اليهود أو النصارى، أو بعبارة أدق الذين يسمون أنفسهم نصارى أو مسيحيين إلا ليؤمنن به حق الإيمان، و يخضعون حق الخضوع قبل موته- عليه السلام-، فالضمير فى موته يعود إلى المسيح- عليه السلام-، و هذا يسير على أن عيسى سيعود، و يحكم بشريعة النبى صلى الله عليه و سلم، و يؤمن به أهل الكتاب من اليهود و النصارى، و هناك تخريج آخر، و هو أن الضمير فى (موته) يعود إلى أحد المطوية فى الكلام و مقدرة، و المعنى ما من أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى عند موت أى كتابى؛ لأنه عند حشرجة الموت يتنبه الشخص لما أنكر و جحد، فيؤمن، كما كانت حال فرعون إذ قال عند ما أدركه الغرق: آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل. و إن عيسى- عليه السلام- سيكون شهيدا بالحق يوم الحق يشهد على اليهود بما كفروا به، و يشهد على الذين يقولون إنهم نصارى، و أنهم كفروا به فادعوا أنه إله أو ابن الله، و أن كلامهم فى هذا باطل، و أنه عبد الله و رسوله.
و هنا نريد أن نشير الى موقف الإسلام، و من يقولون أنهم نصارى- من المسيح عليه السلام: هم يقولون أنه قتل و صلب ليطهر الخليقة من ذنب أبيهم آدم، و أن الله اختار ابنه ليكون فداء، و أما الإسلام فإنه يقول أن الله نجاه، و رفعه إلى المنازل العليا.
و لا نريد أن نقول إنهم يرمون الله تعالى بالجهل إذ سكت أزمانا طويلة- حتى بدا له أن يجعل ابنه فداء، و لا نريد أن نقول إن العنصر الإلهى كيف حل فى مريم البتول، و لا نريد أن نقول إن الله عفا عن آدم، و إن لم يعف فإن العقاب يكون عليه و لا يكون على غيره، لا نريد أن نقول إن هذا كله مخالف لكل معقول، و لكن نقول كيف يتصور أن يكون الفداء للخليقة بإنزال ابنه إلى الأرض ليقتله بعض ذرية آدم الذى عصى؟!! إن المعقول أن يكونوا قد أضافوا إلى قولهم جريمة أخرى هى قتل ابن الله بل إنها جريمة أشد و أنكى، و إذا قيل لهم ذلك
زهرة التفاسير، ج4، ص: 1955
القول قالوا إن الدين له منطق غير منطق العقل. و لكن عيسى ابن مريم، الحق فيه ما قاله القرآن و لكنهم يمترون. قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ (3) وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) [الإخلاص]
[سورة النساء (4): الآيات 160 الى 162]
فى قلوبهم قسوة، و فى نفوسهم جفوة، و عقولهم غلف لا تنفتح للحق، و لا تذعن له، ظهرت آياته و قامت بيناته، أتتهم آيات الحق و المعجزات فكذبوا بها و طلبوا غيرها، و قالوا أرنا الله جهرة، و رأوا الجبل يعلو عليهم، فقبلوا ميثاق الإيمان، ثم نقضوه، و قتلوا بعض الأنبياء لغلظ قلوبهم، و انطماسها، و غفلتها عن الحق، و رموا مريم البتول ببهتان و كذب، و محاولتهم قتل عيسى ابن مريم رسول الله، و افتخارهم لقتله و ما قتلوه، فهذه مظالم تتلوها مظالم، و لا بد من تربية نفوسهم على الحق، و تهذيبها لتذعن له، و النفس الشرهة الشرسة لا يهذبها إلا الحرمان أبدا، عسى أن تنقشع عنها غياهب المادة فترى، و لذا قال سبحانه:
فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ الظلم هنا خاص بالكفر الذى ذكرته الآيات سابقا، كفروا بمواثيق الله، و لم يذعنوا للحق، إذعانا
زهرة التفاسير، ج4، ص: 1956
ظاهرا إلا بعد تهديد غليظ، ثم نقضوا ما عاهدوا الله تعالى عليه و قتلوا الأنبياء و كذبوا على الأبرياء.
فالظلم إذن هو هذا الكفر الذى أوغلوا فيه إيغالا. و لا شك أن ما جاء بعد ذلك ظلم بين، فالصد عن سبيل الله ظلم، و أخذهم الربا ظلم، و أكلهم أموال الناس بالباطل ظلم، و كل واحدة من هذه الجرائم التى أركسوا فيها ظلم و ذنب، و لذلك صح أن تذكر كل واحدة منها منفردة، و إن كانت تدخل فى عموم كلمة ظلم. و لكن عند اجتماعها مع هذه الجرائم تخصص كل كلمة بما ذكر أولا أنهم ارتكبوه، و دل على غلظ أكبادهم و قسوة قلوبهم، و كفرهم الصريح و هو أشد أنواع الظلم، و إن الشرك لظلم عظيم.
و قد ذكر سبحانه و تعالى العقوبة بقوله تعالى:
حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَ بِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً هذا هو حكم الله تعالى الذى قرره تهذيبا و تأديبا لهم، و فطما لنفوسهم عن الشهوات، و لقلوبهم التى استغرقتها المادة، و النفوس إذا فطمت تتهذب، و قد تذهب قسوتها. حرم الله سبحانه و تعالى أمورا كانت حلالا لهم، و هى بتكوينها من الطيبات التى أحلها الله تعالى، و ليست من الخبائث التى يحرمها الله تعالى، فهى فى أصل تكوينها طيبات من شأنها الحل، و لكن حرم بعضها عليهم تهذيبا و تربية لكى تذهب عن قلوبهم بعض القسوة، و بعض الأنانية التى استولت عليها، و التنكير فى قوله تعالى: «طَيِّباتٍ» فيه إشارة إلى أنه لم تحرم كل الطيبات، بل بعض منها، و قد بينه سبحانه و تعالى بقوله تعالى: وَ عَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَ مِنَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَ إِنَّا لَصادِقُونَ (146) [الأنعام].
و إنه يلاحظ أن هذه المحرمات من الطيبات من شأن الإكثار منها أن يوجد شحما فى الجسم و استرخاء، و حيث كان الجسم كذلك تضعف الهمة، و حيث ضعفت الهمة، كانت محبة المادة، و الكسب الرخيص، و طلب من غير الله، و قد
زهرة التفاسير، ج4، ص: 1957
كانوا كذلك، و قد كانوا لا همة لهم إلا فى الكسب الرخيص و لا همة لهم فى دفع اعتداء، فقد كانوا يقولون لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ (24) [المائدة]، و همتهم الكبرى فى الإيذاء لخمول قلوبهم بقدر خمول أجسامهم.
و كان فى فطمهم عن الشحوم، و ما يزيد البدن ترهلا، تهذيبا لنفوسهم، و تقوية لأبدانهم، و فتح باب الهمة العليا لهم.
و من المظالم التى ارتكبوها صدهم أنفسهم عن طريق الحق، و صدهم غيرهم و منع غير اليهود من أن يدخلوا فى ديانة موسى، و لذا قال سبحانه: وَ بِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً أى صدا كثيرا فى ذاته أو صدا لناس كثيرين.
و قد ذكر سبحانه و تعالى بقية الأسباب التى أوجبت ذلك التحريم فقال:
وَ أَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَ قَدْ نُهُوا عَنْهُ وَ أَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ كان الظلم الأول موضعه القلب و الاعتقاد، و ما ينبعث من أفعال شاذة فيها اعتداء على رسل الله تعالى و أنبيائه، فالاعتداء فيها كان على جنب الله تعالى و الفساد كان فى القلوب، و فى الأعمال التى تتعلق بها. أما الظلم هنا فهو واقع على العباد.
ذلك أن ضعف همتهم فى الكسب، و عدم الاتجاه إلى العمل المثمر المنتج جعلهم يتجهون إلى الكسب الفاسد غير المنتج و ذلك بالربا، و أكل مال الناس بالباطل، فأما الربا، و هو الزيادة فى نظير الزيادة فى الأجل فهو كسب الخبيث، و غير منطقى، لأنه كسب بالنقد، و النقد لا يلد النقد كما قال أرسطو، و هو كسب بالانتظار فالزمن هو العامل فيه، و الكسب بالانتظار عمل الكسالى الجبناء؛ لأنه يجيئهم من غير عمل، و من غير تعرض للخسارة و هو فى الغالب نوع من البطالة، و يؤدى إلى القمار و المراهنات، و لذلك تقترن هذه الآفات الاجتماعية بالتعامل بالربا، و تكون فى أكثر أحوالها ممن يتعاملون به، حيث لا مخاطرة كالتى تكون فى التجارة أو الزراعة. و يندر أن تجد يهوديا فى أى بلد من البلاد يشتغل
زهرة التفاسير، ج4، ص: 1958
بالزراعة، و لكنهم يتخذون لأنفسهم صفة الوسطاء التى لا تحتاج إلى همة، و لا تحتاج إلى شجاعة.
و حيث كانت المعاملات اليهودية كان معها أكل أموال الناس بغير الحق الذى فيه أخذ و عطاء، و نفع و انتفاع، بل تكون معاملاتهم قائمة على الاحتكار، و الرشوة كيفما كانت تسميتها، و كيفما كانت صفتها، و المخادعات و الاحتيال، و النصب الماهر المستور، و غير ذلك من التعامل الذى لا شرف فيه.
و قد بين سبحانه و تعالى عقابهم بقوله:
وَ أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً أى بسبب هذه المظالم فى الدنيا لا يكتفى بحرمانهم الجزئى فيها، بل لابد للكافرين من عقاب شديد مؤلم فى الآخرة، و قد ذكر وصف الإيلام فى العذاب، للإشارة إلى أنهم إن كانوا يتمتعون فى الدنيا كما تتمتع الأنعام، و يرتعون كما ترتع، فذلك إلى أمد قصير.
إن أولئك الماديين الذين فسدت ضمائرهم و ضعفت عقائدهم، و أصبحوا لا يؤمنون إلا بالدنيا، و يقولون إن هى إلا حياتنا الدنيا نلهو و نلعب و ما نحن بمبعوثين .. يكون منهم دائما الاستهانة بحقوق غيرهم و ينشرون اللهو و العبث و المجون، و تكون الدنيا متعتهم و تكون هذه المتعة غايتهم، و مطلبهم، فلا يذكرون أن وراء هذه المتعة آلاما، و وراءها عذاب أليم، فليذكروا ذلك، و إن ربك لبالمرصاد.
و ليسوا جميعا على هذا النحو، و لذلك قال فى العقاب للكافرين منهم، فكل طائفة فيهم الخير و الشر، و اليهود مع ما كانوا عليه فى الماضى كان منهم المؤمنون، و إن كانوا قليلا، و لذا قال سبحانه:
لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ .