کتابخانه تفاسیر
زهرة التفاسير، ج8، ص: 4057
و لقد صور اللّه تعالى حالهم بعد ذلك اللقاء المفزع الذى تشخص فيه الأبصار، و هذه كقوله تعالى: ... لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (16) [غافر].
ذكر اللّه تعالى لهم أحوالا ثلاثة:
الأولى: أنهم مقرنون فى الأصفاد.
و الثانية: أن سرابيلهم من قطران.
و الثالثة: أن النار تغشى وجوههم.
و قد ذكر سبحانه و تعالى أولا وصفهم بالأجرام؛ لأن ما كسبوه من جرائم فى اعتقادهم، و فى أعمالهم، و فى إفسادهم فى الأرض عبثا و فسادا، هو السبب فيما ينالون من عقاب.
و قوله تعالى فى الحال الأولى: مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ من قرن بمعنى جمع، و قرّن بمعنى شدد فى الجمع و وثق فى الأمر الجامع، و المعنى مشدودون بوثاق مجموعين فيه لتشابه جرائمهم، و اتحادهم فى أوصافهم الإجرامية، و مقرنين فى أيديهم و أرجلهم بالأصفاد، جمع صفد، و هو القيد يقيدون به، و تغل أيديهم و أرجلهم به.
هذه هى الحال الأولى.
و الحال الثانية: و هى مما ينزل بهم آحادا كما جمعوا جميعا و هى قوله تعالى:
سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ و السرابيل: جمع سربال، و هو القميص الذى يلاصق أجسامهم، و يسبغها، و لا يترك فراغا بينه و بينها، و القطران هو ما استحلب من بعض الأشجار، و تهنأ به الإبل دواء لها من الجرب، و من شأنه أنه يشتعل بالنار،
زهرة التفاسير، ج8، ص: 4058
فإذا بقمصانهم المتصلة بأجسامهم اللاصقة بها نيران مشتعلة، فالنار تحوطهم من كل ناحية فى أجسامهم.
و لكن القمصان أو السرابيل لا تغطى الوجوه عادة فتجىء الحال الثالثة، و هى قوله تعالى: وَ تَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ، أى النار تستر وجوههم كما ستر القطران الملتهب أجسامهم.
و كان ذلك جزاء، و الإخبار به تبليغا؛ و لذا قال تعالى:
هذا البيان من قوله تعالى: فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إلى بيان ذلك العذاب الذى تعم فيه النيران أجسامهم، إنما هو:
أولا: لبيان العدالة الإلهية.
و ثانيا: ليبلغوا بالفعل و جزائه، و الخير و الشر، و ما يجب عليهم.
و ثالثا: للإنذار لكى يعلم أهل الشر مآلهم.
و رابعا: ليعلموا أن اللّه هو الواحد القهار، و أن لا شىء له صفة الألوهية إلا اللّه تعالى.
و خامسا: ليتذكر أهل الألباب المدركين المؤمنين، فهو ذكر لهم و إنذار لغيرهم.
أما أولها: فقد ذكره سبحانه بقوله تعالى: لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ و عبر بأن الجزاء هو ما كسبوا من عمل، فليس فى ظاهر اللفظ أنه جزاء العمل، بل هو العمل ذاته؛ و ذلك للإشارة إلى المساواة التامة بين الجزاء و العمل، فكأنه هو هو، و قد أكد اللّه وقوعه فقال: إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ فإن السرعة هنا تأكيد
زهرة التفاسير، ج8، ص: 4059
للوقوع، و أن المقاربة الزمنية بالنسبة للّه تعالى مؤكدة، فهو سبحانه لا تستطال على أفعاله الأزمان.
أما الأمر الثانى: و هو التبليغ، فقد عبر سبحانه عنه بقوله: هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ تبليغ من اللّه تعالى لكى يكون حسابهم على بينة من أمورهم، كما قال تعالى: ... وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ (24) [فاطر].
و من التبليغ ما جاء فى الأمر الرابع و هو أن يعلموا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ ، هذا قصر، و الضمير هُوَ يعود إلى اللّه تعالى، أى أنه لا إله إلا اللّه، فالمعبود بحق واحد، و ما عداه باطل فى باطل.
و الأمر الثالث قبل الرابع، و إن كنا ذكرناه أولا لاتصاله بالبلاغ فى كلامنا و كلام اللّه أعلى و أحكم و أوثق.
و الأمر الرابع: أن هذا الإنذار للكافرين ليعتبروا و العبرة قد تفيدهم.
و الأمر الخامس: أن فيه تذكيرا لأولى الألباب، أى أولى العقول المدركين و هم المؤمنين فيزدادوا بهذا البلاغ إيمانا، و اللّه أعلم بشرعه.
***
زهرة التفاسير، ج8، ص: 4060
سورة الحجر
تمهيد:
أول الجزء الرابع عشر، و أوله سورة الحجر، و هى سورة مكية إلا ما قيل:
إنه يستثنى مكّيته و هى الآية السابعة و الثمانين، و عدد آياتها [99].
و قد ابتدئت بالحروف المفردة الر ، و ذكر بعدها القرآن الكريم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَ قُرْآنٍ مُبِينٍ و قد أخبر سبحانه أنه رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (2) و لكن غلب عليهم الهوى، ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَ يَتَمَتَّعُوا وَ يُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)، و إن بين أيديهم العبر وَ ما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَ لَها كِتابٌ مَعْلُومٌ (4) و من لهوهم و عبثهم قولهم لنبيهم: وَ قالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)، و إن الملائكة لا تنزل، و إذا نزلوا لا يؤجلهم ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَ ما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (8)، و ذلك شأن الكافرين يتوارثون ذلك الفكر السقيم جيلا بعد جيل، و إن القرآن باق إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (9) وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (11) كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ قَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13).
و إن الآيات لا تخزيهم؛ لأن قلوبهم أغلقت عن الحق وَ لَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15).
بعد ذلك أخذ ينبههم سبحانه إلى خلق السموات و الأرض و ما فيها من عجيب التكوين وَ لَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَ زَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ (16) وَ حَفِظْناها مِنْ كُلِ
زهرة التفاسير، ج8، ص: 4061
شَيْطانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ (18) وَ الْأَرْضَ مَدَدْناها وَ أَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَ مَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ (20) و بعد هذا الخلق، و ذاك التكوين كان كل شىء فى السموات و الأرض بأمر اللّه و فى قبضة يده وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَ أَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَ ما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ (22).
و إن اللّه تعالى ترى آثاره فى خلقه من إماتة و إحياء وَ إِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَ نُمِيتُ وَ نَحْنُ الْوارِثُونَ (23) و إذا كنتم ترون بالعيان الإحياء و الإماتة فقد كان ذلك فيمن تقدم، و فيمن تأخر، وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25).
بعد ذلك أخذ سبحانه يذكر فى هذه ال سورة خلق الإنسان من طين فقال:
بعد ذلك أشار سبحانه إلى خلق آدم و سجود الملائكة له، و امتناع إبليس أن يكون من الساجدين، و غروره بأنه من نار و آدم من طين، و قد طرده اللّه سبحانه من جنته و قال له: وَ إِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ (35)، و أنظره اللّه إلى يوم يبعثون قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ (42).
بعد ذلك ذكر تعالت كلماته جزاء الذين يغويهم إبليس وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)، و ذكر بعد هذا جزاء الذين لم يطيعوا الشيطان و لم يستطع إغواءهم إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ (45) ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ (46) وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ
زهرة التفاسير، ج8، ص: 4062
بعد ذلك جاءت العبر فى القرآن الكريم، و ابتدأت العبر بمن هو أقرب إلى العرب نسبا، و يعيشون فى رحاب بيت اللّه الذى بناه إبراهيم، فقال فى قصة إبراهيم: وَ نَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً و لأنهم ملائكة، لم يعهد فى الأرض لقاء مثلهم- وجل منهم، و قال: قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (53) قالَ أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ (55) قالَ وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56).
هذا تذكير بالخلق و التكوين، و أنه يجرى على حكم إرادة اللّه تعالى الفاعل المختار، لا بالأسباب و المسببات، كما يقول الجاهلون، و إن الأسباب لا تسيطر على فعل اللّه تعالى، فالأسباب تجعل الرجل لا ينجب و هو كبير فلم ينجب و هو شاب، و لكن بإرادة اللّه ينجب إبراهيم، و امرأته عجوز عاقر.
بعد هذا ذكر القرآن الكريم ما يكون تهديدا للفاسقين الخارجين عن أمر اللّه تعالى، و هم قوم لوط، قالت رسل اللّه تعالى لإبراهيم: قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ (60) فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَ أَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّا لَصادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَ اتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَ امْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَ قَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) وَ جاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ (68) وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تُخْزُونِ (69) قالُوا أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ (70) قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (71).
زهرة التفاسير، ج8، ص: 4063
أنزل بهم العذاب الأليم فى الدنيا، أخذتهم الصيحة فى الصباح فجعل اللّه تعالى عاليها سافلها، و أمطر عليهم حجارة من سجيل إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77).
بعد هذا يرينا اللّه تعالى من عجائب قدرته ليعتبر العرب فى قصة أصحاب الأيكة و أصحاب الحجر، و تكذيبهم الرسل، فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (84).
و لقد أخذ سبحانه و تعالى يشير إلى العبر فى تكوين هذا الوجود، وَ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85).
و إذا كان خلق اللّه السموات و الأرض و ما فيه من نعم للكافة، فقد أعطاك اللّه نعمة القرآن: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) و لا تلتفت إلى ما عند غيرك، فما عندك هو الأعظم و هو الجليل: لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَ اخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَ قُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (93).