کتابخانه تفاسیر
سواطع الالهام فى تفسير القرآن، ج1، ص: 46
أحدها: «الدّعاء» لما هو مدعو أهل اللّه و هم دعوه لحصول المصامد.
و «الأساس» لما هو أسّ الكلام و أصله.
و «الامّ» لما هو حامل لمدلول الكلّ، و مولد لمحصول ما أوحاه اللّه طرّا.
و «الحمد» لمّا هو اوّل كلمها كما حكوا لاسماء السّور كلّها أو هو حاو لمحامده.
و ما أوردوه مدحا للسّور كلّها و ادّعوه كلام رسول اللّه صلعم مردود لا سداد له و ما صح وروده، و الأصل لمّا رأوا عوام أهل الإسلام طرحوا كلام اللّه و مالوا للهو و داموا كلام اهل الأهواء رسموا كلاما مادحا للسور كلّها لاصلاح أحوالهم.
موردها «أمّ الرّحم» أو «مصر رسول اللّه صلعم» و هو كلام آمر العلماء، أو كلاهما و هو الأصح أرسلها اللّه مكررا أوحاها وسط أمّ الرحم لمّا امر اهل الإسلام لما صلوا و مصر رسول اللّه سدو الودع.
و حاصل مدلولها اعلام ما أورد اوّل كلّ امر عال ممّا اسم اللّه و السام حمد اللّه و مدحه لآلاء أعطاها اللّه، و إعلاء اسره و إصلاحه و مراحمه للعوالم كلّها و طوله و ملكه معادا.
و سمّ الطّوع للّه وحده و رود الامداد، و الإسعاد لاداء ما أمر اللّه و حل معاسر الأمور كلّها للّه وحده و روم هداه لسلوك الصراط الأسد الأسلم، و هو مسلك ملأ أعطاهم اللّه الآلاء ما حردوا و ما طردوا، لا مرحل امم سلكوا مهالك الأود و هلكوا مصارد الكمد و ما هدوا سواء الصراط.
سواطع الالهام فى تفسير القرآن، ج1، ص: 47
بِسْمِ الاسم، أصله سمو كعلم، و مصدره السّمو و هو العلوّ، واحد الأسماء، و ورد اسم و سم و سم أو وسم، اسمه اعلمه، و الموسم المعلم، و الاسم العلم، و الأول أصحّ لعدم ورود الاوسام مكسرا، و عامله أصدّر، و الاسم أ مسمّاه ما سواه أو هو مسمّاه لا ما سواه أو مسمّاه لا هو و لا ما سواه و لكلّ واحد اصل.
و اهل الرّسم طوّلوا أوّلها اعلاما لما هو المطروح أو إكراما لصدر كلام اللّه الاحكم الأكمل.
اللَّهِ أصله الإله و هو المألوه، أو مصدر «و له» مكسور اللام «ولوها» و «ولها» حار الأصل ولاة أعلّ واوه كما أعلّ واو وعاء حلّ محلّ الاسم كعدل، و ورد أصله مصدر «اله» كسمع أولع و العالم كلّه مولع له، و ورد «اله» حار أو رد أو ال و الهه رعاه و لاح لمّها واحدا واحدا، و ورد أصله لاه مصدرا و هو العلوّ، و ورد أصله هاء و صلوها لام الملك و اللّام للعهد و هو الإله المعهود و المولوه المحمود، و ورد هو علم لا اصل له و لا مصدر له كمسمّاه و هو اصل الكلّ
سواطع الالهام فى تفسير القرآن، ج1، ص: 48
و مصدره و هو أصحّ ما أوردوه.
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) مصدرهما الرّحم و هو روم صلاح الأمر لأهله، و مدلولهما واسع الرّحم راحم الكلّ أحاط الصّور و الأسرار مراحمه و عم الألواح و الأرواح مكارمه، و الاوّل أعمّ مدلولا صدّره لمّا صار كالعلم للّه.
الْحَمْدُ هو معكوس المدح و مدلولهما واحد، و ورد المدح أعمّ لمّا
سواطع الالهام فى تفسير القرآن، ج1، ص: 49
مدح اللّؤلؤ و ما حمد، و لمّا صدر المدح للعطاء و عدمه لا الحمد و ما هو إلا للعطاء.
و مورد الحمد هو المسحل وحده، أصله أحمد أو احمدوا حمدا، و عدوله للدوام و لامه للعهد و المراد هو الحمد الكامل و هو حمد اللّه للّه، أو حمد الرّسل أو كمّل أهل الولاء أو للعموم.
و حاصله المحامد كلّها لِلَّهِ و هو المحمود أصلا و الممدوح عدلا، و رووا الحمد للّه مكسور الدّال مطاوعا للام، و رووا اللام مطاوعا للدّال عكسا للاوّل.
رَبِّ الْعالَمِينَ (2) مكمّل العوالم و مصلح الكلّ طورا طورا و مالكهم أو ملكهم، و هو مصدر مدلوله إكمال الأمر مرارا و صار اسما للّه إطراء كالعدل، و العالم اسم لمّا آسره اللّه و علم لكلّ ما سواه، و ورد هو عالم الملك واصله العلم أو العلم.
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مرّ مدلولهما أعادهما إعلاء لكمال
سواطع الالهام فى تفسير القرآن، ج1، ص: 50
مراحمه.
مالِكِ ملك الأمور كلّها و ما سواه مملوكه و مأسوره و محكومه، و أصله الملك مكسورا رواه عاصم، و رووا ملك و هو الأصح لمّا ورد كلّ ملك مالك و لا عكس و كلّ مالك مأمور ملك لا عكسه، و ملك كحكم و ملك كعدل و مالكا مدحا أو حالا و مالك و ملك محمولا لمطروح و ملك مدحا، و هو الملك المالك له الملك و الأمر و الحكم و العدل.
يَوْمِ الدِّينِ (4) و هو الموعود المحدود و المعاد لأهل الصلاح و الطّلاح و المآل لكل أحد أطاع اللّه أو عصاه، صرّحه لإكرامه و إعلاء حاله أو لمّا لا ملك و لا مالك له أحد إلّا اللّه، و الملوك و أولو الأمر كلّهم معطلو أوامرهم و أحكامهم.
إِيَّاكَ لا ما سواك نَعْبُدُ طوعا لا كرها كما هو مأمورك و مرادك، و هو حصر لكمال الطّوع و الهكوع، أمال الكلام و عدل عمّا هو المسلوك لسرور السّامع و روح المسامع، و هو اطراء لاداء المرام و رووه مكسور الأوّل.
وَ إِيَّاكَ لا ما عداك كرره إمحاء لوهم عدم الحصر نَسْتَعِينُ (5) حال أداء أوامرك و طرح محارمك و مكارهك و ما لأحد معول لمصالح الأمور
سواطع الالهام فى تفسير القرآن، ج1، ص: 51
و صوالح الأعمال إلّا عولك و اسعادك حالا و مآلا، و رووه مكسور الأوّل كالأوّل و هم لمّا راموا الإسعاد لعلّ اللّه سألهم ما مرومكم و ممّا أسعدكم سألوه.
اهْدِنَا سؤال للإسلاك و دعاء لوصول الأصل أرادوا إكمالها و دوامها أو راموها مآلا كما حصّلوها حالا.
الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) السّواء ممرّ أهل الولاء و مسلك أكارم أهل اللّه، و هو الإسلام الكامل أو كلام اللّه و أوامره و أحكامه، أو صراط دارالسّلام أو هو عام و للّه صرط لا إحصاء لها، و أصله السّراط صار أوّله صادا و آما للطّاء،
سواطع الالهام فى تفسير القرآن، ج1، ص: 52
و سمّاه سراطا لمّا هو سارط لسالكه كما سرط أحدكم الطّعام.
صِراطَ الملأ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ و هم الرّسل أو أهل الإسلام أو الملك، أعاد الصراط و كرّر العامل حكما لمّا أكّد و أعلم، الصّرط السّواء هو صراط أهل الإسلام لا سواه.