کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الأصفى فى تفسيرالقرآن

الجزء الثاني

سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة المؤمن سورة السجدة سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الدهر سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الانشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الانشراح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة الزلزال سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة تبت سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس

الأصفى فى تفسيرالقرآن


صفحه قبل

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 6

أقول: الرّزق يشمل كلّ ما به قوام الوجود و الكمال اللّائق به.

الرَّحِيمِ‏

قال‏ : «الرّحيم بنا في ديننا و دنيانا و آخرتنا، خفّف علينا الدّين و جعله سهلا، و هو يرحمنا بتمييزنا من أعدائه»

«1» . و

في رواية : «الرّحيم بعباده المؤمنين في تخفيفه عليهم طاعاته، و بعباده الكافرين في الرّفق في دعائهم إلى موافقته»

«2» .

الْحَمْدُ لِلَّهِ‏

قال‏ : «قال اللّه: قولوا: الحمد للّه على ما أنعم به علينا»

«3» . رَبِّ الْعالَمِينَ‏ .

قال‏ : «يعني: مالك الجماعات من كلّ مخلوق، و خالقهم، و سائق رزقهم إليهم من حيث يعلمون و من حيث لا يعلمون، يقلّب الحيوانات في قدرته، و يغذوها من رزقه، و يحوطها «4» بكنفه، و يدبّر كلّا منها بمصلحته، و يمسك الجمادات بقدرته ما اتّصل منها عن التّهافت‏ «5» ، و المتهافت عن التّلاصق، و السّماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، و الأرض أن تنخسف إلّا بأمره»

«6» .

الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ . لعلّ تكريرهما للتّنبيه بهما في جملة الصّفات المذكورة على استحقاقه الحمد.

مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ .

قال‏ : «يعني: القادر على إقامته و القاضي فيه بالحقّ.

و الدّين: الحساب»

«7» .

إِيَّاكَ نَعْبُدُ

قال‏ : «قال اللّه تعالى: قولوا يا أيّها الخلق المنعم عليهم: إيّاك- أيّها المنعم علينا- نطيع، مخلصين، موحّدين مع التّذلّل و الخشوع، بلا رياء و لا سمعة»

«8» .

(1) التّوحيد: 232، الباب: 31، الحديث: 5، عن عليّ بن الحسين، عن أمير المؤمنين عليهم السّلام.

(2) تفسير الإمام عليه السّلام: 34

(3) المصدر: 30

(4) الحياطة: الحفاظة. مجمع البحرين 4: 243 (حوط)

(5) التّهافت: التّساقط قطعة قطعة. الصّحاح 1: 271 (هفت)

(6) تفسير الإمام عليه السّلام. 30؛ و عيون أخبار الرضا عليه السّلام 1: 282- 283، الباب: 28، الحديث: 30

(7) المصدر: 38

(8) المصدر: 39

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 7

و

في رواية : «لا نريد منك غيرك»

«1» .

أقول: إنّما انتقل العبد من الغيبة إلى الخطاب؛ لأنّه كان بتمجيده للّه سبحانه يتقرّب إليه متدرّجا، إلى أن بلغ في القرب مقاما كأنّ العلم صار له عيانا، و الخبر شهودا، و الغيبة حضورا.

وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏

قال‏ : «على طاعتك و عبادتك، و على دفع شرور أعدائك»

«2» .

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ .

قال‏ : «يعني: أدم لنا «3» توفيقك الّذي أطعناك به في ماضي أيّامنا، حتّى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا»

«4» . و

في رواية : «يعني: أرشدنا للزوم الطّريق المؤدّي إلى محبّتك، و المبلّغ إلى جنّتك، و المانع من أن نتّبع أهواءنا فنعطب‏ «5» ، و أن نأخذ بآرائنا فنهلك»

«6» . و

في أخرى‏ : «الصّراط المستقيم في الدّنيا ما قصر عن الغلوّ، و ارتفع عن التّقصير، و استقام؛ و في الآخرة طريق المؤمنين إلى الجنّة»

«7» .

و

في أخرى‏ : «هي الطّريق إلى معرفة اللّه، و هما صراطان: صراط في الدّنيا و صراط في الآخرة، فأمّا الصّراط في الدّنيا فهو الإمام المفترض الطّاعة؛ من عرفه في الدّنيا و اقتدى بهداه مرّ على الصّراط الّذي هو جسر جهنّم في الآخرة، و من لم يعرفه في الدّنيا زلّت قدمه على الصّراط في الآخرة فتردّى‏ «8» في نار جهنّم»

«9» . و

ورد : «الصّراط أدقّ من الشّعر

(1) تفسير القرآن الكريم، للسّيّد مصطفى الخميني 1: 419، نقلا من تفسير الإمام عليه السّلام. و لم نجده فيما كان بأيدينا من تفسير الإمام عليه السّلام و نقله في الصّافي 1: 72 بلفظة: و في رواية عاميّة عن الصّادق عليه السّلام.

(2) تفسير الإمام عليه السّلام: 41

(3) لمّا كان العبد محتاجا إلى الهداية في جميع أموره آنا فآنا و لحظة فلحظة، فإدامة الهداية هي هداية أخرى بعد الهداية الأولى؛ فتفسير الهداية بإدامتها ليس خروجا عن ظاهر اللّفظ. «منه في الصّافي 1: 72».

(4) معاني الأخبار: 33، الحديث: 4، عن أبي محمّد العسكري عليه السّلام.

(5) العطب: الهلاك. الصّحاح 1: 184 (عطب)

(6) تفسير الإمام عليه السّلام: 44

(7) معاني الأخبار: 33، الحديث: 4، عن أبي محمّد العسكري عليه السّلام.

(8) أي: سقط في جهنّم. مجمع البحرين 1: 181 (ردا)

(9) معاني الأخبار: 32، الحديث: 1، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 8

و أحدّ من السّيف. فمنهم من يمرّ عليه مثل البرق، و منهم من يمرّ عليه مثل عدو الفرس، و منهم من يمرّ عليه ماشيا، و منهم من يمرّ عليه حبوا «1» ، و منهم من يمرّ عليه متعلّقا، فتأخذ النّار منه شيئا و تترك شيئا»

«2» . و

في رواية : «إنّه مظلم، يسعى النّاس عليه على قدر أنوارهم»

«3» .

أقول: مآل الكلّ واحد؛ لأنّ الصّراط المستقيم ما إذا سلكه العبد أوصله إلى الجنّة، و هو ما يشتمل عليه الشّرع، كما قال اللّه تعالى: «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» «4» .

و هو صراط التّوحيد و المعرفة، و التّوسّط بين الأضداد في الأخلاق، و التزام صوالح الأعمال.

و بالجملة: صورة الهدى الّذي أنشأه المؤمن لنفسه ما دام في دار الدّنيا مقتديا فيه بهدى إمامه، ينتقل فيه من معرفة إلى معرفة أخرى فوقها، و من خلق محمود إلى أحمد، و من عمل صالح إلى أصلح، حتّى يلتحق بأهل الجنّة. و هو أدقّ من الشّعر و أحدّ من السّيف في المعنى، مظلم لا يهتدي إليه إلّا من جعل اللّه له نورا يمشي به في النّاس، يسعى النّاس عليها على قدر أنوارهم في المعرفة. و

ورد : «إنّ الصّورة الإنسانيّة هي الطّريق المستقيم إلى كلّ خير، و الجسر الممدود بين الجنّة و النّار»

«5» .

و يتبيّن من هذا كلّه أنّ الصّراط و المارّ عليه شي‏ء واحد، في كلّ خطوة يضع قدمه على رأسه؛ أعني يعمل على مقتضى نور معرفته الّتي هي بمنزلة رأسه؛ بل و يضع رأسه على قدمه؛ أي: يبني معرفته على نتيجة عمله الّذي كان بناؤه على المعرفة السّابقة، حتّى يقطع المنازل و يصل إلى الجنّة؛ و إلى اللّه المصير.

(1) حبا الصّبيّ حبوا: إذا مشى على أربع. مجمع البحرين 1: 94 (حبا)

(2) القمّي 1: 29، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

(3) الصّافي 1: 73؛ و نوادر الأخبار: 346، الباب: 91، في الصّراط.

(4) الشّورى (42): 52

(5) الصّافي 1: 73، عن الصّادق عليه السّلام.

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 9

صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏

قال‏ : «أي قولوا: صراط الّذين أنعمت عليهم بالتّوفيق لدينك و طاعتك لا بالمال و الصّحّة؛ فإنّهم قد يكونون كفّارا أو فسّاقا. قال: و هم الّذين قال اللّه تعالى: «وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً»

«1» .

غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏

قال‏ : «هم اليهود الذين قال اللّه فيهم: «مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ»

«2» .

وَ لَا الضَّالِّينَ‏

قال‏ : «هم النّصارى الّذين قال اللّه فيهم: «قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِيراً» . ثمّ قال: كلّ من كفر باللّه فهو مغضوب عليه و ضالّ عن سبيل اللّه»

«3» .

و

في رواية : « الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ : النّصّاب؛ و الضّالّين: أهل الشّكوك الّذين لا يعرفون الإمام»

«4» .

أقول: و يدخل في صراط المنعم عليهم: كلّ وسط و استقامة في العقائد و الأخلاق و الأعمال، و هم: « الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا » «5» ؛ و في صراط المغضوب عليهم: كلّ تفريط و تقصير، و لا سيّما إذا كان عن علم كما فعلت اليهود بموسى و عيسى و نبيّنا صلوات اللّه عليهم؛ و في صراط الضّالّين: كلّ إفراط و غلوّ، و لا سيّما إذا كان عن جهل، كما فعلت النّصارى بعيسى عليه السّلام؛ و ذلك لأنّ الغضب يلزمه البعد و الطّرد، و المقصّر هو المدبر المعرض فهو البعيد المطرود، و الضّلال هو الغيبة عن المقصود، و المفرط هو المقبل المجاوز، فهو الّذي غاب عنه المطلوب.

(1) تفسير الإمام عليه السّلام: 47- 48، و الآية في النّساء (4): 69

(2) المصدر: 50. و الآية في المائدة (5): 60

(3) المصدر: 50. و الآية في المائدة (5): 77

(4) القمّي 1: 29: عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

(5) فصّلت (41): 30؛ و الأحقاف (46): 13

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 11

سورة البقرة

[مدنيّة، و هي مائتان و ستّ و ثمانون آية] «1» بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ . قد مرّ تفسيرها.

الم‏ .

قال‏ : «هو حرف من حروف اسم اللّه الأعظم، المقطّع في القرآن، الّذي يؤلّفه النّبيّ أو الإمام عليهما السّلام، فإذا دعا به أجيب»

«2» . و

في رواية: «و إذا عدّ أخبر بما يغيب» «3» .

أقول: فهو سرّ بين اللّه و بين الحبيب، لم يقصد به إفهام غيره و غير الرّاسخين في العلم من ذرّيّته. و فيه الأعاجيب؛ و التّخاطب بالحروف المفردة سنّة الأحباب في سنن المحابّ.

ذلِكَ الْكِتابُ‏

قال‏ : «يعني القرآن الّذي افتتح ب «الم»، هو « ذلِكَ الْكِتابُ» الّذي أخبرت به موسى و من بعده من الأنبياء، و هم أخبروا بني إسرائيل أنّي سأنزله عليك يا محمّد»

«4» . لا رَيْبَ فِيهِ‏

قال‏ : «لا شكّ فيه لظهوره عندهم»

« «5»» . هُدىً لِلْمُتَّقِينَ‏

قال‏ :

(1) ما بين المعقوفتين من «ب».

(2) معاني الأخبار: 23، الحديث: 2، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

(3) لم نعثر على نصّه في الرّوايات، راجع: مجمع البيان 1- 2: 33؛ و التبيان 1: 47

(4 و 5) تفسير الإمام عليه السّلام: 62

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 12

«الّذين يتّقون الموبقات، و يتّقون تسليط السّفه‏ «1» على أنفسهم، حتّى إذا علموا ما يجب عليهم علمه، عملوا بما يوجب لهم رضا ربّهم، فإنّهم يهتدون به و ينتفعون بما فيه»

«2» .

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ‏

قال‏ : «بما غاب عن حواسّهم من توحيد اللّه، و نبوّة الأنبياء، و قيام القائم، و الرّجعة، و البعث، و الحساب، و الجنّة، و النّار، و سائر الأمور الّتي يلزمهم الإيمان بها ممّا لا يعرف بالمشاهدة، و إنّما يعرف بدلائل نصبها اللّه عزّ و جلّ عليه»

«3» . وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ

قال‏ : «بإتمام ركوعها و سجودها، و حفظ مواقيتها و حدودها، و صيانتها ممّا يفسدها أو ينقصها»

« «4»» . وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ‏

قال‏ : «من الأموال و الأبدان و القوى و الجاه و العلم»

«5» . يُنْفِقُونَ‏ : يتصدّقون.

«يحتملون الكلّ‏ «6» ، و يؤدّون الحقوق لأهاليها، و يقرضون، و يسعفون‏ «7» الحاجات، و يأخذون بأيدي الضّعفاء، يقودون الضّرائر «8» و ينجونهم من المهالك، و يحملون المتاع عنهم، و يحملون الرّاجلين على دوابّهم، و يؤثرون من هو أفضل منهم في الإيمان على أنفسهم بالمال و النّفس، و يساوون من كان في درجتهم فيه بهما، و يعلّمون العلم من كان أهله، و يروون فضائل أهل البيت عليهم السّلام لمحبّيهم و لمن يرجون هدايته». كذا ورد «9» .

وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ‏ من القرآن و الشّريعة وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ‏

قال‏ :

(1) السّفه: ضدّ الحلم. مجمع البحرين 6: 347 (سفه)

(2) معاني الأخبار: 25، الحديث: 4، عن أبي محمّد العسكري عليه السّلام.

(3 و 4) تفسير الإمام عليه السّلام: 67 و 73

(5) المصدر: 75

(6) الكلّ- بفتح الكاف- الثقل و العيال. الصّحاح 5: 1811؛ و مجمع البحرين 5: 464 (كلل)

(7) الإسعاف: الإعانة و قضاء الحاجة. مجمع البحرين 5: 70 (سعف)

(8) الضّرائر: المحاويج (المحتاجون). الصّحاح 2: 720 (ضرر)

صفحه بعد