کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الأصفى فى تفسيرالقرآن

الجزء الثاني

سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة المؤمن سورة السجدة سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الدهر سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الانشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الانشراح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة الزلزال سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة تبت سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس

الأصفى فى تفسيرالقرآن


صفحه قبل

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 8

و أحدّ من السّيف. فمنهم من يمرّ عليه مثل البرق، و منهم من يمرّ عليه مثل عدو الفرس، و منهم من يمرّ عليه ماشيا، و منهم من يمرّ عليه حبوا «1» ، و منهم من يمرّ عليه متعلّقا، فتأخذ النّار منه شيئا و تترك شيئا»

«2» . و

في رواية : «إنّه مظلم، يسعى النّاس عليه على قدر أنوارهم»

«3» .

أقول: مآل الكلّ واحد؛ لأنّ الصّراط المستقيم ما إذا سلكه العبد أوصله إلى الجنّة، و هو ما يشتمل عليه الشّرع، كما قال اللّه تعالى: «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» «4» .

و هو صراط التّوحيد و المعرفة، و التّوسّط بين الأضداد في الأخلاق، و التزام صوالح الأعمال.

و بالجملة: صورة الهدى الّذي أنشأه المؤمن لنفسه ما دام في دار الدّنيا مقتديا فيه بهدى إمامه، ينتقل فيه من معرفة إلى معرفة أخرى فوقها، و من خلق محمود إلى أحمد، و من عمل صالح إلى أصلح، حتّى يلتحق بأهل الجنّة. و هو أدقّ من الشّعر و أحدّ من السّيف في المعنى، مظلم لا يهتدي إليه إلّا من جعل اللّه له نورا يمشي به في النّاس، يسعى النّاس عليها على قدر أنوارهم في المعرفة. و

ورد : «إنّ الصّورة الإنسانيّة هي الطّريق المستقيم إلى كلّ خير، و الجسر الممدود بين الجنّة و النّار»

«5» .

و يتبيّن من هذا كلّه أنّ الصّراط و المارّ عليه شي‏ء واحد، في كلّ خطوة يضع قدمه على رأسه؛ أعني يعمل على مقتضى نور معرفته الّتي هي بمنزلة رأسه؛ بل و يضع رأسه على قدمه؛ أي: يبني معرفته على نتيجة عمله الّذي كان بناؤه على المعرفة السّابقة، حتّى يقطع المنازل و يصل إلى الجنّة؛ و إلى اللّه المصير.

(1) حبا الصّبيّ حبوا: إذا مشى على أربع. مجمع البحرين 1: 94 (حبا)

(2) القمّي 1: 29، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

(3) الصّافي 1: 73؛ و نوادر الأخبار: 346، الباب: 91، في الصّراط.

(4) الشّورى (42): 52

(5) الصّافي 1: 73، عن الصّادق عليه السّلام.

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 9

صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏

قال‏ : «أي قولوا: صراط الّذين أنعمت عليهم بالتّوفيق لدينك و طاعتك لا بالمال و الصّحّة؛ فإنّهم قد يكونون كفّارا أو فسّاقا. قال: و هم الّذين قال اللّه تعالى: «وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً»

«1» .

غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏

قال‏ : «هم اليهود الذين قال اللّه فيهم: «مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ»

«2» .

وَ لَا الضَّالِّينَ‏

قال‏ : «هم النّصارى الّذين قال اللّه فيهم: «قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِيراً» . ثمّ قال: كلّ من كفر باللّه فهو مغضوب عليه و ضالّ عن سبيل اللّه»

«3» .

و

في رواية : « الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ : النّصّاب؛ و الضّالّين: أهل الشّكوك الّذين لا يعرفون الإمام»

«4» .

أقول: و يدخل في صراط المنعم عليهم: كلّ وسط و استقامة في العقائد و الأخلاق و الأعمال، و هم: « الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا » «5» ؛ و في صراط المغضوب عليهم: كلّ تفريط و تقصير، و لا سيّما إذا كان عن علم كما فعلت اليهود بموسى و عيسى و نبيّنا صلوات اللّه عليهم؛ و في صراط الضّالّين: كلّ إفراط و غلوّ، و لا سيّما إذا كان عن جهل، كما فعلت النّصارى بعيسى عليه السّلام؛ و ذلك لأنّ الغضب يلزمه البعد و الطّرد، و المقصّر هو المدبر المعرض فهو البعيد المطرود، و الضّلال هو الغيبة عن المقصود، و المفرط هو المقبل المجاوز، فهو الّذي غاب عنه المطلوب.

(1) تفسير الإمام عليه السّلام: 47- 48، و الآية في النّساء (4): 69

(2) المصدر: 50. و الآية في المائدة (5): 60

(3) المصدر: 50. و الآية في المائدة (5): 77

(4) القمّي 1: 29: عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

(5) فصّلت (41): 30؛ و الأحقاف (46): 13

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 11

سورة البقرة

[مدنيّة، و هي مائتان و ستّ و ثمانون آية] «1» بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ . قد مرّ تفسيرها.

الم‏ .

قال‏ : «هو حرف من حروف اسم اللّه الأعظم، المقطّع في القرآن، الّذي يؤلّفه النّبيّ أو الإمام عليهما السّلام، فإذا دعا به أجيب»

«2» . و

في رواية: «و إذا عدّ أخبر بما يغيب» «3» .

أقول: فهو سرّ بين اللّه و بين الحبيب، لم يقصد به إفهام غيره و غير الرّاسخين في العلم من ذرّيّته. و فيه الأعاجيب؛ و التّخاطب بالحروف المفردة سنّة الأحباب في سنن المحابّ.

ذلِكَ الْكِتابُ‏

قال‏ : «يعني القرآن الّذي افتتح ب «الم»، هو « ذلِكَ الْكِتابُ» الّذي أخبرت به موسى و من بعده من الأنبياء، و هم أخبروا بني إسرائيل أنّي سأنزله عليك يا محمّد»

«4» . لا رَيْبَ فِيهِ‏

قال‏ : «لا شكّ فيه لظهوره عندهم»

« «5»» . هُدىً لِلْمُتَّقِينَ‏

قال‏ :

(1) ما بين المعقوفتين من «ب».

(2) معاني الأخبار: 23، الحديث: 2، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

(3) لم نعثر على نصّه في الرّوايات، راجع: مجمع البيان 1- 2: 33؛ و التبيان 1: 47

(4 و 5) تفسير الإمام عليه السّلام: 62

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 12

«الّذين يتّقون الموبقات، و يتّقون تسليط السّفه‏ «1» على أنفسهم، حتّى إذا علموا ما يجب عليهم علمه، عملوا بما يوجب لهم رضا ربّهم، فإنّهم يهتدون به و ينتفعون بما فيه»

«2» .

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ‏

قال‏ : «بما غاب عن حواسّهم من توحيد اللّه، و نبوّة الأنبياء، و قيام القائم، و الرّجعة، و البعث، و الحساب، و الجنّة، و النّار، و سائر الأمور الّتي يلزمهم الإيمان بها ممّا لا يعرف بالمشاهدة، و إنّما يعرف بدلائل نصبها اللّه عزّ و جلّ عليه»

«3» . وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ

قال‏ : «بإتمام ركوعها و سجودها، و حفظ مواقيتها و حدودها، و صيانتها ممّا يفسدها أو ينقصها»

« «4»» . وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ‏

قال‏ : «من الأموال و الأبدان و القوى و الجاه و العلم»

«5» . يُنْفِقُونَ‏ : يتصدّقون.

«يحتملون الكلّ‏ «6» ، و يؤدّون الحقوق لأهاليها، و يقرضون، و يسعفون‏ «7» الحاجات، و يأخذون بأيدي الضّعفاء، يقودون الضّرائر «8» و ينجونهم من المهالك، و يحملون المتاع عنهم، و يحملون الرّاجلين على دوابّهم، و يؤثرون من هو أفضل منهم في الإيمان على أنفسهم بالمال و النّفس، و يساوون من كان في درجتهم فيه بهما، و يعلّمون العلم من كان أهله، و يروون فضائل أهل البيت عليهم السّلام لمحبّيهم و لمن يرجون هدايته». كذا ورد «9» .

وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ‏ من القرآن و الشّريعة وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ‏

قال‏ :

(1) السّفه: ضدّ الحلم. مجمع البحرين 6: 347 (سفه)

(2) معاني الأخبار: 25، الحديث: 4، عن أبي محمّد العسكري عليه السّلام.

(3 و 4) تفسير الإمام عليه السّلام: 67 و 73

(5) المصدر: 75

(6) الكلّ- بفتح الكاف- الثقل و العيال. الصّحاح 5: 1811؛ و مجمع البحرين 5: 464 (كلل)

(7) الإسعاف: الإعانة و قضاء الحاجة. مجمع البحرين 5: 70 (سعف)

(8) الضّرائر: المحاويج (المحتاجون). الصّحاح 2: 720 (ضرر)

(9) تفسير الإمام عليه السّلام: 75

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 13

«من التّوراة و الإنجيل و الزّبور و صحف إبراهيم و سائر كتب اللّه المنزّلة»

«1» . وَ بِالْآخِرَةِ

قال‏ : «الدّار الّتي بعد هذه الدّار الّتي فيها جزاء الأعمال الصّالحة بأفضل ممّا عملوه، و عقاب الأعمال السّيّئة بمثل ما كسبوه»

« «2»» . هُمْ يُوقِنُونَ‏

قال‏ : «لا يشكّون»

« «3»» .

أُولئِكَ عَلى‏ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ‏ قال: «على بيان و صواب و علم بما أمرهم به» «4» .

وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏

قال‏ : «النّاجون ممّا منه يوجلون، الفائزون بما يؤمّلون»

« «5»» .

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا

قال‏ : «باللّه و بما آمن به هؤلاء المؤمنون»

«6» . سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ‏

قال‏ : «خوّفتهم»

« «7»» . أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‏ .

قال‏ : «أخبر عن علمه فيهم»

« «8»» .

خَتَمَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ‏ .

قال‏ : «و سمها بسمة يعرفها من يشاء من ملائكته و أوليائه إذا نظر إليها بأنّهم الّذين لا يؤمنون»

«9» .

«عقوبة على كفرهم»

«10» .

وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ : غطاء.

قال‏ : «و ذلك أنّهم لمّا أعرضوا عن النّظر فيما كلّفوه و قصّروا فيما أريد منهم، جهلوا ما لزمهم الإيمان به، فصاروا كمن على عينيه غطاء، لا يبصر ما أمامه؛ فإنّ اللّه عزّ و جلّ يتعالى عن العبث و الفساد، و مطالبة العباد بما قد منعهم بالقهر منه»

«11» . وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‏

قال‏ : «يعني في الآخرة العذاب المعدّ للكافرين، و في الدّنيا أيضا لمن يريد أن يستصلحه، بما ينزّل به من عذاب الاستصلاح لينّبهه على طاعته، أو من عذاب الاصطلام ليصيّره إلى عدله و حكمته»

« «12»» .

(1، 2 و 3) تفسير الإمام عليه السّلام: 88

(4 و 5) المصدر: 90

(6، 7 و 8) المصدر: 91

(9) المصدر: 98

(10) عيون أخبار الرّضا عليه السّلام 1: 123، الباب: 11؛ الحديث: 16

(11 و 12) تفسير الإمام عليه السّلام: 98

الأصفى فى تفسيرالقرآن، ج‏1، ص: 14

أقول: الاصطلام- بالمهملتين- الاستئصال.

وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ . «نزلت في المنافقين و النّاصبين العداوة لآل الرّسول، من الّذين زادوا على الكفر الموجب للختم. و الغشاوة: النّفاق».

كذا ورد «1» . وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ‏ .

يُخادِعُونَ اللَّهَ‏ : «يعاملون اللّه معاملة المخادع». كذا ورد «2» . و

في رواية :

«يخادعون رسول اللّه بإبدائهم له خلاف ما في جوانحهم»

«3» .

أقول: وجه التّوفيق أنّ مخادعة الرّسول مخادعة اللّه، كما قال عزّ و جلّ: «إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ» «4» . و قال: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ» «5» . و قال:

« وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‏ » «6» .

وَ الَّذِينَ آمَنُوا : و يخادعون الّذين آمنوا وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ‏

قال‏ :

«ما يضرّون بتلك الخديعة إلّا أنفسهم؛ لأنّ اللّه غنيّ عنهم و عن نصرتهم، و لو لا إمهاله لهم لما قدروا على شي‏ء من فجورهم و طغيانهم»

«7» . وَ ما يَشْعُرُونَ‏

قال‏ : «أنّ الأمر كذلك، و أنّ اللّه يطلع نبيّه على نفاقهم»

« «8»» .

فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ‏ : نفاق و شكّ تغلي على النّبيّ و آله، حقدا و حسدا و غيظا

(1) راجع: تفسير الإمام عليه السّلام: 111- 113

(2) و يدلّ عليه ما رواه العيّاشي عن الصّادق عليه السّلام: «أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سئل: فيما النّجاة غدا؟ قال: إنّما النّجاة أن لا تخادعوا اللّه فيخدعكم؛ فإنّ من يخادع اللّه يخدعه و يخلع منه الإيمان و نفسه يخدع لو يشعر. قيل له: و كيف يخادع اللّه؟ قال: يعمل ما أمره اللّه عزّ و جلّ ثمّ يريد به غيره؛ فاتّقوا اللّه و الرّيا، فإنّه شرك باللّه». «عنه في الصّافي 1: 82- 81». و الحديث مذكور في تفسير العيّاشي 1: 283 مع اختلاف يسير.

(3) تفسير الإمام عليه السّلام: 114، و فيه «بأيمانهم».

(4) الفتح (48): 10

(5) النّساء (4): 80

(6) الأنفال (8): 17

صفحه بعد