کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

فتح القدير

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 1] [سورة البقرة(2): آية 2] [سورة البقرة(2): آية 3] [سورة البقرة(2): آية 4] [سورة البقرة(2): آية 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 9] [سورة البقرة(2): آية 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 12] [سورة البقرة(2): آية 13] [سورة البقرة(2): الآيات 14 الى 15] [سورة البقرة(2): آية 16] [سورة البقرة(2): الآيات 18 الى 17] [سورة البقرة(2): الآيات 19 الى 20] [سورة البقرة(2): الآيات 22 الى 21] [سورة البقرة(2): الآيات 24 الى 23] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 27] [سورة البقرة(2): آية 28] [سورة البقرة(2): آية 29] [سورة البقرة(2): آية 30] [سورة البقرة(2): الآيات 31 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): الآيات 35 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 42] [سورة البقرة(2): الآيات 43 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 50] [سورة البقرة(2): الآيات 51 الى 54] [سورة البقرة(2): الآيات 55 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 59] [سورة البقرة(2): الآيات 60 الى 61] [سورة البقرة(2): آية 62] [سورة البقرة(2): الآيات 63 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 71] [سورة البقرة(2): الآيات 72 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 77] [سورة البقرة(2): الآيات 78 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 88] [سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 92] [سورة البقرة(2): الآيات 93 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 98] [سورة البقرة(2): الآيات 99 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 105] [سورة البقرة(2): الآيات 106 الى 107] [سورة البقرة(2): الآيات 108 الى 110] [سورة البقرة(2): الآيات 111 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 115] [سورة البقرة(2): الآيات 116 الى 118] [سورة البقرة(2): الآيات 119 الى 121] [سورة البقرة(2): الآيات 122 الى 124] [سورة البقرة(2): الآيات 125 الى 128] [سورة البقرة(2): الآيات 129 الى 132] [سورة البقرة(2): الآيات 133 الى 141] [سورة البقرة(2): الآيات 142 الى 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 157] [سورة البقرة(2): آية 158] [سورة البقرة(2): الآيات 159 الى 163] [سورة البقرة(2): آية 164] [سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 167] [سورة البقرة(2): الآيات 168 الى 171] [سورة البقرة(2): الآيات 172 الى 173] [سورة البقرة(2): الآيات 174 الى 176] [سورة البقرة(2): آية 177] [سورة البقرة(2): الآيات 178 الى 179] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 183 الى 184] [سورة البقرة(2): آية 185] [سورة البقرة(2): آية 186] [سورة البقرة(2): آية 187] [سورة البقرة(2): آية 188] [سورة البقرة(2): آية 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 193] [سورة البقرة(2): آية 194] [سورة البقرة(2): آية 195] [سورة البقرة(2): آية 196] [سورة البقرة(2): الآيات 197 الى 198] [سورة البقرة(2): الآيات 199 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 207] [سورة البقرة(2): الآيات 208 الى 210] [سورة البقرة(2): الآيات 211 الى 213] [سورة البقرة(2): آية 214] [سورة البقرة(2): الآيات 215 الى 216] [سورة البقرة(2): الآيات 217 الى 218] [سورة البقرة(2): الآيات 219 الى 220] [سورة البقرة(2): آية 221] [سورة البقرة(2): الآيات 222 الى 223] [سورة البقرة(2): الآيات 224 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 226 الى 227] [سورة البقرة(2): آية 228] [سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 230] [سورة البقرة(2): آية 231] [سورة البقرة(2): آية 232] [سورة البقرة(2): آية 233] [سورة البقرة(2): آية 234] [سورة البقرة(2): آية 235] [سورة البقرة(2): الآيات 236 الى 237] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 239] [سورة البقرة(2): الآيات 240 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 245] [سورة البقرة(2): الآيات 246 الى 252] [سورة البقرة(2): آية 253] [سورة البقرة(2): آية 254] [سورة البقرة(2): آية 255] [سورة البقرة(2): الآيات 256 الى 257] [سورة البقرة(2): آية 258] [سورة البقرة(2): آية 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 265] [سورة البقرة(2): آية 266] [سورة البقرة(2): الآيات 267 الى 271] [سورة البقرة(2): الآيات 272 الى 274] [سورة البقرة(2): الآيات 275 الى 277] [سورة البقرة(2): الآيات 278 الى 281] [سورة البقرة(2): الآيات 282 الى 283] [سورة البقرة(2): آية 284] [سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286]

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 6] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 7 الى 9] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 10 الى 13] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 14 الى 17] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 18 الى 20] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 21 الى 25] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 26 الى 27] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 28 الى 30] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 31 الى 34] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 35 الى 37] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 38 الى 44] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 45 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 58] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 59 الى 63] [سورة آل‏عمران(3): آية 64] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 65 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 77] [سورة آل‏عمران(3): آية 78] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 79 الى 80] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 81 الى 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 85] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 86 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 95] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 96 الى 97] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 98 الى 103] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 104 الى 109] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 110 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 117] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 118 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 129] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 130 الى 136] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 137 الى 148] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 149 الى 153] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 154 الى 155] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 156 الى 164] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 165 الى 168] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 169 الى 175] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 176 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 184] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 185 الى 189] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 190 الى 194] [سورة آل‏عمران(3): آية 195] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 196 الى 200]

سورة النساء

[سورة النساء(4): الآيات 1 الى 4] [سورة النساء(4): الآيات 5 الى 6] [سورة النساء(4): الآيات 7 الى 10] [سورة النساء(4): الآيات 11 الى 14] [سورة النساء(4): الآيات 15 الى 18] [سورة النساء(4): الآيات 19 الى 22] [سورة النساء(4): الآيات 23 الى 28] [سورة النساء(4): الآيات 29 الى 31] [سورة النساء(4): الآيات 32 الى 34] [سورة النساء(4): آية 35] [سورة النساء(4): آية 36] [سورة النساء(4): الآيات 37 الى 42] [سورة النساء(4): آية 43] [سورة النساء(4): الآيات 44 الى 48] [سورة النساء(4): الآيات 49 الى 55] [سورة النساء(4): الآيات 56 الى 57] [سورة النساء(4): آية 58] [سورة النساء(4): آية 59] [سورة النساء(4): الآيات 60 الى 65] [سورة النساء(4): الآيات 66 الى 70] [سورة النساء(4): الآيات 71 الى 76] [سورة النساء(4): الآيات 77 الى 81] [سورة النساء(4): الآيات 82 الى 83] [سورة النساء(4): الآيات 84 الى 87] [سورة النساء(4): الآيات 88 الى 91] [سورة النساء(4): الآيات 92 الى 93] [سورة النساء(4): آية 94] [سورة النساء(4): الآيات 95 الى 96] [سورة النساء(4): الآيات 97 الى 100] [سورة النساء(4): الآيات 101 الى 102] [سورة النساء(4): الآيات 103 الى 104] [سورة النساء(4): الآيات 105 الى 109] [سورة النساء(4): الآيات 110 الى 113] [سورة النساء(4): الآيات 114 الى 115] [سورة النساء(4): الآيات 116 الى 122] [سورة النساء(4): الآيات 123 الى 126] [سورة النساء(4): آية 127] [سورة النساء(4): الآيات 128 الى 130] [سورة النساء(4): الآيات 131 الى 134] [سورة النساء(4): الآيات 135 الى 136] [سورة النساء(4): الآيات 137 الى 141] [سورة النساء(4): الآيات 142 الى 147] [سورة النساء(4): الآيات 148 الى 149] [سورة النساء(4): الآيات 150 الى 152] [سورة النساء(4): الآيات 159 الى 153] [سورة النساء(4): الآيات 160 الى 165] [سورة النساء(4): الآيات 166 الى 171] [سورة النساء(4): الآيات 172 الى 175] [سورة النساء(4): آية 176]
فهرس الجزء الأول

الجزء الثاني

تنبيه:

سورة المائدة

[سورة المائدة(5): الآيات 1 الى 2] [سورة المائدة(5): آية 3] [سورة المائدة(5): الآيات 4 الى 5] [سورة المائدة(5): آية 6] [سورة المائدة(5): الآيات 7 الى 11] [سورة المائدة(5): الآيات 12 الى 14] [سورة المائدة(5): الآيات 15 الى 16] [سورة المائدة(5): الآيات 17 الى 18] [سورة المائدة(5): آية 19] [سورة المائدة(5): الآيات 20 الى 26] [سورة المائدة(5): الآيات 27 الى 31] [سورة المائدة(5): الآيات 32 الى 34] [سورة المائدة(5): الآيات 35 الى 37] [سورة المائدة(5): الآيات 38 الى 40] [سورة المائدة(5): الآيات 41 الى 44] [سورة المائدة(5): الآيات 45 الى 50] [سورة المائدة(5): الآيات 51 الى 56] [سورة المائدة(5): الآيات 57 الى 63] [سورة المائدة(5): الآيات 64 الى 66] [سورة المائدة(5): آية 67] [سورة المائدة(5): الآيات 68 الى 75] [سورة المائدة(5): الآيات 76 الى 81] [سورة المائدة(5): الآيات 82 الى 86] [سورة المائدة(5): الآيات 87 الى 88] [سورة المائدة(5): آية 89] [سورة المائدة(5): الآيات 90 الى 93] [سورة المائدة(5): الآيات 94 الى 99] [سورة المائدة(5): الآيات 100 الى 104] [سورة المائدة(5): آية 105] [سورة المائدة(5): الآيات 106 الى 108] [سورة المائدة(5): الآيات 109 الى 111] [سورة المائدة(5): الآيات 112 الى 115] [سورة المائدة(5): الآيات 116 الى 120]

سورة الأنعام

[سورة الأنعام(6): الآيات 1 الى 3] [سورة الأنعام(6): الآيات 4 الى 11] [سورة الأنعام(6): الآيات 12 الى 21] [سورة الأنعام(6): الآيات 22 الى 30] [سورة الأنعام(6): الآيات 31 الى 36] [سورة الأنعام(6): الآيات 37 الى 39] [سورة الأنعام(6): الآيات 40 الى 45] [سورة الأنعام(6): الآيات 46 الى 49] [سورة الأنعام(6): الآيات 50 الى 55] [سورة الأنعام(6): الآيات 56 الى 59] [سورة الأنعام(6): الآيات 60 الى 62] [سورة الأنعام(6): الآيات 63 الى 65] [سورة الأنعام(6): الآيات 66 الى 73] [سورة الأنعام(6): الآيات 74 الى 83] [سورة الأنعام(6): الآيات 84 الى 90] [سورة الأنعام(6): الآيات 91 الى 94] [سورة الأنعام(6): الآيات 95 الى 99] [سورة الأنعام(6): الآيات 100 الى 103] [سورة الأنعام(6): الآيات 104 الى 108] [سورة الأنعام(6): الآيات 109 الى 113] [سورة الأنعام(6): الآيات 114 الى 117] [سورة الأنعام(6): الآيات 118 الى 120] [سورة الأنعام(6): آية 121] [سورة الأنعام(6): الآيات 122 الى 124] [سورة الأنعام(6): الآيات 125 الى 128] [سورة الأنعام(6): الآيات 129 الى 132] [سورة الأنعام(6): الآيات 133 الى 137] [سورة الأنعام(6): الآيات 138 الى 140] [سورة الأنعام(6): الآيات 141 الى 142] [سورة الأنعام(6): الآيات 143 الى 144] [سورة الأنعام(6): آية 145] [سورة الأنعام(6): الآيات 146 الى 147] [سورة الأنعام(6): الآيات 148 الى 150] [سورة الأنعام(6): الآيات 151 الى 153] [سورة الأنعام(6): الآيات 154 الى 157] [سورة الأنعام(6): آية 158] [سورة الأنعام(6): الآيات 159 الى 160] [سورة الأنعام(6): الآيات 161 الى 163] [سورة الأنعام(6): الآيات 164 الى 165]

سورة الأعراف

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 7] [سورة الأعراف(7): الآيات 8 الى 18] [سورة الأعراف(7): الآيات 19 الى 25] [سورة الأعراف(7): الآيات 26 الى 27] [سورة الأعراف(7): الآيات 28 الى 30] [سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 33] [سورة الأعراف(7): الآيات 34 الى 39] [سورة الأعراف(7): الآيات 40 الى 43] [سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 49] [سورة الأعراف(7): الآيات 50 الى 54] [سورة الأعراف(7): الآيات 55 الى 58] [سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 64] [سورة الأعراف(7): الآيات 65 الى 72] [سورة الأعراف(7): الآيات 73 الى 79] [سورة الأعراف(7): الآيات 80 الى 84] [سورة الأعراف(7): الآيات 85 الى 93] [سورة الأعراف(7): الآيات 94 الى 100] [سورة الأعراف(7): الآيات 101 الى 102] [سورة الأعراف(7): الآيات 103 الى 122] [سورة الأعراف(7): الآيات 123 الى 129] [سورة الأعراف(7): الآيات 130 الى 136] [سورة الأعراف(7): الآيات 137 الى 141] [سورة الأعراف(7): آية 142] [سورة الأعراف(7): الآيات 143 الى 147] [سورة الأعراف(7): الآيات 148 الى 151] [سورة الأعراف(7): الآيات 152 الى 154] [سورة الأعراف(7): الآيات 155 الى 157] [سورة الأعراف(7): آية 158] [سورة الأعراف(7): الآيات 159 الى 166] [سورة الأعراف(7): الآيات 167 الى 170] [سورة الأعراف(7): آية 171] [سورة الأعراف(7): الآيات 172 الى 174] [سورة الأعراف(7): الآيات 175 الى 178] [سورة الأعراف(7): آية 179] [سورة الأعراف(7): آية 180] [سورة الأعراف(7): الآيات 181 الى 186] [سورة الأعراف(7): الآيات 187 الى 192] [سورة الأعراف(7): الآيات 193 الى 198] [سورة الأعراف(7): الآيات 199 الى 206]

سورة التوبة

[سورة التوبة(9): الآيات 1 الى 3] [سورة التوبة(9): الآيات 4 الى 6] [سورة التوبة(9): الآيات 7 الى 11] [سورة التوبة(9): الآيات 12 الى 16] [سورة التوبة(9): الآيات 17 الى 22] [سورة التوبة(9): الآيات 23 الى 24] [سورة التوبة(9): الآيات 25 الى 27] [سورة التوبة(9): الآيات 28 الى 29] [سورة التوبة(9): الآيات 30 الى 33] [سورة التوبة(9): الآيات 34 الى 35] [سورة التوبة(9): الآيات 36 الى 37] [سورة التوبة(9): الآيات 38 الى 42] [سورة التوبة(9): الآيات 43 الى 49] [سورة التوبة(9): الآيات 50 الى 57] [سورة التوبة(9): الآيات 58 الى 60] [سورة التوبة(9): الآيات 61 الى 66] [سورة التوبة(9): الآيات 67 الى 70] [سورة التوبة(9): الآيات 71 الى 72] [سورة التوبة(9): الآيات 73 الى 74] [سورة التوبة(9): الآيات 75 الى 79] [سورة التوبة(9): الآيات 80 الى 83] [سورة التوبة(9): الآيات 84 الى 89] [سورة التوبة(9): آية 90] [سورة التوبة(9): الآيات 91 الى 93] [سورة التوبة(9): الآيات 94 الى 99] [سورة التوبة(9): الآيات 100 الى 106] [سورة التوبة(9): الآيات 107 الى 110] [سورة التوبة(9): الآيات 111 الى 112] [سورة التوبة(9): الآيات 113 الى 114] [سورة التوبة(9): الآيات 115 الى 119] [سورة التوبة(9): الآيات 120 الى 121] [سورة التوبة(9): الآيات 122 الى 123] [سورة التوبة(9): الآيات 124 الى 129]

الجزء الثالث

الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الموضوعات

الجزء السادس

(4) فهرس القراءات القرآنية

سورة الفاتحة(1) سورة البقرة(2) سورة آل عمران(3) سورة النساء(4) سورة المائدة(5) سورة الأنعام(6) سورة الأعراف(7) سورة الأنفال(8) سورة براءة - التوبة(9) سورة يونس(10) سورة هود(11) سورة يوسف(12) سورة الرعد(13) سورة إبراهيم(14) سورة الحجر(15) سورة النحل(16) سورة الإسراء(17) سورة الكهف(18) سورة مريم(19) سورة طه(20) سورة الأنبياء(21) سورة الحج(22) سورة المؤمنون(23) سورة النور(24) سورة الفرقان(25) سورة الشعراء(26) سورة النمل(27) سورة القصص(28) سورة العنكبوت(29) سورة الروم(30) سورة لقمان(31) سورة السجدة(32) سورة الأحزاب(33) سورة سبأ(34) سورة فاطر(35) سورة يس(36) سورة الصافات(37) سورة ص(38) سورة الزمر(39) سورة غافر(40) سورة فصلت(41) سورة الشورى(42) سورة الزخرف(43) سورة الدخان(44) سورة الجاثية(45) سورة الأحقاف(46) سورة محمد(47) سورة الفتح(48) سورة الحجرات(49) سورة ق(50) سورة الذاريات(51) سورة الطور(52) سورة النجم(53) سورة القمر(54) سورة الرحمن(55) سورة الواقعة(56) سورة الحديد(57) سورة المجادلة(58) سورة الحشر(59) سورة الممتحنة(60) سورة الصف(61) سورة الجمعة(62) سورة المنافقون(63) سورة التغابن(64) سورة الطلاق(65) سورة التحريم(66) سورة الملك(67) سورة القلم(68) سورة الحاقة(69) سورة المعارج(70) سورة نوح(71) سورة الجن(72) سورة المزمل(73) سورة المدثر(74) سورة القيامة(75) سورة الإنسان(76) سورة المرسلات(77) سورة النبأ(78) سورة النازعات(79) سورة عبس(80) سورة التكوير(81) سورة الانفطار(82) سورة المطففين(83) سورة الانشقاق(84) سورة البروج(85) سورة الطارق(86) سورة الأعلى(87) سورة الغاشية(88) سورة الفجر(89) سورة البلد(90) سورة الشمس(91) سورة الليل(92) سورة الضحى(93) سورة الشرح(94) سورة التين(95) سورة العلق(96) سورة القدر(97) سورة البينة(98) سورة الزلزلة(99) سورة العاديات(100) سورة القارعة(101) سورة التكاثر(102) سورة العصر(103) سورة الهمزة(104) سورة قريش(106) سورة الماعون(107) سورة الكوثر(108) سورة الكافرون(109) سورة المسد(111) سورة الإخلاص(112) سورة الفلق(113) سورة الناس(114)

(5) فهرس المفردات اللغوية

سورة الفاتحة(1) سورة البقرة(2) سورة آل عمران(3) سورة النساء(4) سورة المائدة(5) سورة الأنعام(6) سورة الأعراف(7) سورة الأنفال(8) سورة التوبة(براءة)(9) سورة يونس(10) سورة هود(11) سورة يوسف(12) سورة الرعد(13) سورة إبراهيم(14) سورة الحجر(15) سورة النحل(16) سورة الإسراء(17) سورة الكهف(18) سورة مريم(19) سورة طه(20) سورة الأنبياء(21) سورة الحج(22) سورة المؤمنون(23) سورة النور(24) سورة الفرقان(25) سورة الشعراء(26) سورة النمل(27) سورة القصص(28) سورة العنكبوت(29) سورة الروم(30) سورة لقمان(31) سورة السجدة(32) سورة الأحزاب(33) سورة سبأ(34) سورة فاطر(35) سورة يس(36) سورة الصافات(37) سورة ص(38) سورة الزمر(39) سورة غافر(40) سورة حم السجدة(41) سورة الشورى(42) سورة الزخرف(43) سورة الدخان(44) سورة الجاثية(45) سورة الأحقاف(46) سورة محمد(47) سورة الفتح(48) سورة الحجرات(49) سورة ق(50) سورة الذاريات(51) سورة الطور(52) سورة النجم(53) سورة القمر(54) سورة الرحمن(55) سورة الواقعة(56) سورة الحديد(57) سورة المجادلة(58) سورة الحشر(59) سورة الممتحنة(60) سورة الصف(61) سورة الجمعة(62) سورة المنافقون(63) سورة التغابن(64) سورة الطلاق(65) سورة التحريم(66) سورة الملك(67) سورة ن(68) سورة الحاقة(69) سورة المعارج(70) سورة نوح(71) سورة الجن(72) سورة المزمل(73) سورة المدثر(74) سورة القيامة(75) سورة الإنسان(76) سورة المرسلات(77) سورة عم(78) سورة النازعات(79) سورة عبس(80) سورة التكوير(81) سورة الانفطار(82) سورة المطففين(83) سورة الانشقاق(84) سورة البروج(85) سورة الطارق(86) سورة الأعلى(87) سورة الغاشية(88) سورة الفجر(89) سورة البلد(90) سورة الشمس(91) سورة الليل(92) سورة الضحى(93) سورة الشرح(94) سورة التين(95) سورة العلق(96) سورة القدر(97) سورة البينة(98) سورة الزلزلة(99) سورة العاديات(100) سورة القارعة(101) سورة التكاثر(102) سورة العصر(103) سورة الهمزة(104) سورة الفيل(105) سورة قريش(106) سورة الماعون(107) سورة الكوثر(108) سورة النصر(110) سورة المسد(111) سورة الإخلاص(112) سورة الفلق(113) سورة الناس(114)

(6) فهرس الموضوعات العامة

مفاهيم القرآن

1 - الأرض: 2 - السكينة: 3 - السيئة: 4 - السلوى: 5 - السلم: 6 - الختم: 7 - الضعفاء: 8 - الحرج: 9 - الحديد: 10 - النعم: 11 - الرياح: 12 - الهجرة: 13 - الهلال: 14 - الوزر: 15 - الولاية: 16 - يأجوج و مأجوج: 17 - اليسر و التيسير: 18 - التراب: 19 - الأسماء: 20 - الطاغوت: 21 - العرب: 22 - العمر: 23 - الوسيلة: 24 - الماعون: 25 - المجادلة: 26 - المصائب: 27 - المطر: 28 - المعاد: 29 - الموالاة: 30 - المن: 31 - النحل: 32 - الفرح: 33 - فرعون: 34 - الفيل: 35 - القانت: 36 - القرابة: 37 - قريش: 38 - الكعبة: 39 - الكلمة: 40 - الكهانة و التنجيم: 41 - المباهلة: 42 - البحيرة: 43 - البدعة: 44 - الرأي: 45 - الرؤيا الصالحة: 46 - الروح: 47 - الضعفاء و الكبراء: 48 - الطاعون: 49 - النعيم: 50 - الجماعة: 51 - الدعوة إلى الله: 52 - الدابة: 53 - الشرع: 54 - الصابئون: 55 - الطمس: 56 - الطين: 57 - العالم: 58 - العسل: 59 - العصا: 60 - العقوبة: 61 - العنكبوت: 62 - العين: 63 - الفاسق: 64 - الفترة: 65 - الفتنة: 66 - الردة: 67 - الخصاء: 68 - الأهواء: 69 - السمع: 70 - الحق: 71 - التابوت: 72 - الأمة: 73 - الأسباط: 74 - الأموال: 75 - أهل البدع: 76 - الأنصار: 77 - الاعتبار: 78 - الميزان: 79 - التبني: 80 - آل فرعون: 81 - أكاذيب القصاص: 82 - إسرائيل: 83 - التهلكة: 83 - الأساطير: 84 - الآيات: 85 - الحياة و الموت: 86 - السماء: 87 - الوزن و الكيل: 88 - الولي: 89 - النجوم: 90 - الرياح: 91 - العهد: 92 - السائبة و الحام:

فتح القدير


صفحه قبل

فتح القدير، ج‏1، ص: 84

تضع إلا كرها، و أدميتها في كل شهر مرتين‏ «1» . و أخرج البخاري و الحاكم عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«لو لا بنو إسرائيل لم يحنز اللحم، و لو لا حوّاء لم تخن أنثى زوجها» «2» . و قد ثبتت أحاديث كثيرة عن جماعة من الصحابة في الصحيحين و غيرهما في محاجّة آدم و موسى، و حجّ آدم موسى بقوله: أ تلومني على أمر قدّره اللّه عليّ قبل أن أخلق؟. و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله‏ قُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ قال: آدم و حواء و إبليس و الحية وَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ قال: القبور وَ مَتاعٌ إِلى‏ حِينٍ‏ قال: الحياة. و روي نحو ذلك عن مجاهد و أبي صالح و قتادة، كما أخرجه عن الأول و الثاني أبو الشيخ، و عن الثالث عبد بن حميد. و أخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود في قوله: وَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ قال: القبور وَ مَتاعٌ إِلى‏ حِينٍ‏ قال: إلى يوم القيامة. و أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: أهبط آدم بالصفا و حوّاء بالمروة. و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم و الحاكم و صحّحه، عن ابن عباس، قال: «أوّل ما أهبط اللّه آدم إلى أرض الهند» و في لفظ: «بدجناء أرض بالهند». و أخرج ابن أبي حاتم عنه أنه: أهبط إلى أرض بين مكة و الطائف. و أخرج ابن جرير و الحاكم و صحّحه و البيهقي عنه قال: قال عليّ ابن أبي طالب: أطيب ريح الأرض الهند، هبط بها آدم فعلق شجرها من ريح الجنة. و أخرج ابن سعد و ابن عساكر عن ابن عباس قال: أهبط آدم بالهند و حواء بجدة، فجاء في طلبها حتى أتى جمعا، فازدلفت إليه حواء، فلذلك سميت المزدلفة، و اجتمعا بجمع. و أخرج الطبراني و أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: «أنزل آدم عليه السلام بالهند فاستوحش، فنزل جبريل فنادى بالأذان، فلما سمع ذكر محمّد قال له: و من محمّد هذا؟ قال: هذا آخر ولدك من الأنبياء». و قد روي عن جماعة من الصحابة أن آدم أهبط إلى أرض الهند، منهم جابر أخرجه ابن أبي الدنيا و ابن المنذر و ابن عساكر، و منهم ابن عمر أخرجه الطبراني.

و أخرج ابن عساكر عن عليّ قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: «إن اللّه لمّا خلق الدنيا لم يخلق فيها ذهبا و لا فضة، فلما أهبط آدم و حواء أنزل معهما ذهبا و فضة، فسلكه ينابيع في الأرض منفعة لأولادهما من بعدهما، و جعل ذلك صداق آدم لحواء، فلا ينبغي لأحد أن يتزوّج إلّا بصداق». و أخرج ابن عساكر بسند ضعيف عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: «هبط آدم و حواء عريانين جميعا، عليهم ورق الجنة، فأصابه الحرّ حتى قعد يبكي و يقول لها: يا حوّاء! قد آذاني الحر، فجاءه جبريل بقطن و أمرها أن تغزل و علّمها، و أمر آدم بالحياكة و علّمه». و أخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أنس مرفوعا «أوّل من حاك آدم عليه السّلام». و قد روي عن جماعة من الصحابة و التابعين و من بعدهم حكايات في صفة هبوط آدم من الجنة و ما أهبط معه و ما صنع عند وصوله إلى الأرض، و لا حاجة لنا يبسط جميع ذلك. و أخرج الفريابي و عبد بن حميد و ابن أبي الدنيا و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و الحاكم و صحّحه، و ابن مردويه عن ابن عباس في قوله‏ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ‏

(1). في تفسير القرطبي 1/ 313 دون كلمة «مرتين».

(2). الخنز: التغير و النتن. قيل: أصله أن بني إسرائيل ادخروا لحم السلوى فأنتن. و قوله: (لم تخن أنثى زوجها) ليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفاحشة بل المقصود إغراء الزوج بالمخالفة بوجه من الوجوه (فتح الباري 6/ 367- 368)

فتح القدير، ج‏1، ص: 85

قال: أي ربّ! ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي ربّ! ألم تنفخ في من روحك؟ قال:

بلى، قال: أي ربّ! ألم تسبق إليّ رحمتك قبل غضبك؟ قال: بلى، قال: أي ربّ! أ لم تسكني جنتك؟

قال: بلى، قال أي ربّ! أ رأيت إن تبت و أصلحت أ راجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم. و أخرج الطبراني في الأوسط و ابن عساكر بسند ضعيف عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: «لمّا أهبط اللّه آدم إلى الأرض قام و جاء الكعبة فصلّى ركعتين» الحديث. و قد روي نحوه بإسناد لا بأس به أخرجه الأزرقي في تاريخ مكة، و الطبراني في الأوسط، و البيهقي في الدعوات، و ابن عساكر من حديث بريدة مرفوعا. و أخرج الثعلبي عن ابن عباس في قوله‏ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ‏ قال: قوله‏ رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ‏ «1» و أخرج ابن المنذر من طريق ابن جرير عنه مثله. و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و البيهقي في شعب الإيمان، عن محمد بن كعب القرظي، في قوله: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ‏ مثله. و أخرج عبد بن حميد و ابن أبي حاتم عن مجاهد مثله. و أخرج عبد بن حميد عن الحسن و الضحّاك مثله. و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن ابن عباس قيل له: ما الكلمات التي تلقّى آدم من ربّه؟ قال: علّم شأن الحج فهي الكلمات. و أخرج عبد بن حميد عن عبد اللّه بن زيد في قوله: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ‏ قال: لا إله إلا أنت سبحانك و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي، فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين، لا إله إلا أنت سبحانك رب عملت سوءا و ظلمت نفسي، فتب عليّ إنك أنت التوّاب الرحيم. و أخرج نحوه البيهقي في شعب الإيمان، و ابن عساكر عن أنس. و أخرج نحوه هنا و في الزهد عن سعيد بن جبير. و أخرج نحوه ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس. و أخرج نحوه الديلمي في مسند الفردوس بسند ضعيف عن عليّ مرفوعا. و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً‏ قال الهدى: الأنبياء و الرسل و البيان. و أخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل قال: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فمن تبع هدى بتثقيل الياء و فتحها. و أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ‏ يعني في الآخرة وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‏ يعني لا يحزنون للموت.

[سورة البقرة (2): الآيات 40 الى 42]

يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَ آمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَ إِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَ لا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَ تَكْتُمُوا الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)

اعلم أن كثيرا من المفسرين جاءوا بعلم متكلف، و خاضوا في بحر لم يكلفوا سباحته، و استغرقوا أوقاتهم في فنّ لا يعود عليهم بفائدة، بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه في الأمور المتعلقة بكتاب اللّه سبحانه، و ذلك أنهم أرادوا أن يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف، فجاؤوا بتكلفات و تعسفات يتبرأ منها الإنصاف، و يتنزه عنها كلام البلغاء فضلا عن كلام الرب‏

(1). الأعراف: 23.

فتح القدير، ج‏1، ص: 86

سبحانه، حتى أفردوا ذلك بالتصنيف، و جعلوه المقصد الأهمّ من التأليف، كما فعله البقاعي في تفسيره و من تقدّمه حسبما ذكر في خطبته، و إن هذا لمن أعجب ما يسمعه من يعرف أن هذا القرآن ما زال ينزل مفرّقا على حسب الحوادث المقتضية لنزوله منذ نزول الوحي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى أن قبضه اللّه عزّ و جلّ إليه، و كل عاقل فضلا عن عالم لا يشك أن هذه الحوادث المقتضية نزول القرآن متخالفة باعتبار نفسها، بل قد تكون متناقضة كتحريم أمر كان حلالا، و تحليل أمر كان حراما، و إثبات أمر لشخص يناقض ما كان قد ثبت لهم قبله، و تارة يكون الكلام مع المسلمين، و تارة مع الكافرين، و تارة مع من مضى، و تارة مع من حضر، و حينا في عبادة، و حينا في معاملة، و وقتا في ترغيب، و وقتا في ترهيب، و آونة في بشارة، و آونة في نذارة، و طورا في أمر دنيا، و طورا في أمر آخرة، و مرة في تكاليف آتية، و مرة في أقاصيص ماضية؛ و إذا كانت أسباب النزول مختلفة هذا الاختلاف، و متباينة هذا التباين الذي لا يتيسر معه الائتلاف، فالقرآن النازل فيها هو باعتباره نفسه مختلف كاختلافها، فكيف يطلب العاقل المناسبة بين الضب و النون و الماء و النار و الملّاح و الحادي، و هل هذا إلا من فتح أبواب الشك و توسيع دائرة الريب على من في قلبه مرض، أو كان مرضه مجرد الجهل و القصور، فإنه إذا وجد أهل العلم يتكلمون في التناسب بين جميع آي القرآن و يفردون ذلك بالتصنيف، تقرّر عنده أن هذا أمر لا بد منه، و أن لا يكون القرآن بليغا معجزا إلا إذا ظهر الوجه المقتضي للمناسبة، و تبين الأمر الموجب للارتباط، فإن وجد الاختلاف بين الآيات فرجع إلى ما قاله المتكلمون في ذلك، فوجده تكلفا محضا، و تعسفا بيّنا انقدح في قلبه ما كان عنه في عافية و سلامة، هذا على فرض أن نزول القرآن كان مترتبا على هذا الترتيب الكائن في المصحف؛ فكيف و كل من له أدنى علم بالكتاب، و أيسر حظ من معرفته يعلم علما يقينا أنه لم يكن كذلك، و من شك في هذا و إن لم يكن مما يشك فيه أهل العلم رجع إلى كلام أهل العلم العارفين بأسباب النزول، المطلعين على حوادث النبوّة، فإنه ينثلج صدره، و يزول عنه الريب، بالنظر في سورة من السور المتوسطة، فضلا عن المطوّلة لأنه لا محالة يجدها مشتملة على آيات نزلت في حوادث مختلفة، و أوقات متباينة لا مطابقة بين أسبابها و ما نزل فيها في الترتيب، بل يكفي المقصر أن يعلم أن أوّل ما نزل‏ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ‏ و بعده‏ يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ‏ و ينظر أين موضع هذه الآيات و السور في ترتيب المصحف؟ و إذا كان الأمر هكذا، فأيّ معنى لطلب المناسب بين آيات نعلم قطعا أنه قد تقدّم في ترتيب المصحف ما أنزله اللّه متأخرا، و تأخر ما أنزله اللّه متقدما، فإن هذا عمل لا يرجع إلى ترتيب نزول القرآن، بل إلى ما وقع من الترتيب عند جمعه ممن تصدّى لذلك من الصحابة، و ما أقل نفع مثل هذا و أنزر ثمرته، و أحقر فائدته، بل هو عند من يفهم ما يقول و ما يقال له من تضييع الأوقات، و إنفاق الساعات في أمر لا يعود بنفع على فاعله و لا على من يقف عليه من الناس، و أنت تعلم أنه لو تصدّى رجل من أهل العلم للمناسبة بين ما قاله رجل من البلغاء من خطبه و رسائله و إنشاءاته، أو إلى ما قاله شاعر من الشعراء من القصائد التي تكون تارة مدحا و أخرى هجاء، و حينا نسيبا و حينا رثاء، و غير ذلك من الأنواع المتخالفة، فعمد هذا المتصدي إلى ذلك المجموع فناسب بين فقره و مقاطعه، ثم تكلف تكلفا آخر فناسب بين الخطبة التي خطبها في الجهاد

فتح القدير، ج‏1، ص: 87

و الخطبة التي خطبها في الحج و الخطبة التي خطبها في النكاح و نحو ذلك، و ناسب بين الإنشاء الكائن في العزاء و الإنشاء الكائن في الهناء و ما يشابه ذلك، لعدّ هذا المتصدي لمثل هذا مصابا في عقله، متلاعبا بأوقاته، عابثا بعمره الذي هو رأس ماله؛ و إذا كان مثل هذا بهذه المنزلة، و هو ركوب الأحموقة في كلام البشر، فكيف نراه يكون في كلام اللّه سبحانه الذي أعجزت بلاغته بلغاء العرب، و أبكمت فصاحته فصحاء عدنان و قحطان. و قد علم كل مقصر و كامل أن اللّه سبحانه وصف هذا القرآن بأنه عربيّ، و أنزله بلغة العرب، و سلك فيه مسالكهم في الكلام، و جرى به مجاريهم في الخطاب. و قد علمنا أن خطيبهم كان يقوم المقام الواحد فيأتي بفنون متخالفة، و طرائق متباينة فضلا عن المقامين، فضلا عن المقامات، فضلا عن جميع ما قاله ما دام حيا، و كذلك شاعرهم. و لنكتف بهذا التنبيه على هذه المفسدة التي تعثر في ساحاتها كثير من المحققين، و إنما ذكرنا هذا البحث في هذا الموطن لأن الكلام هنا قد انتقل مع بني إسرائيل بعد أن كان قبله مع أبي البشر آدم عليه السلام، فإذا قال متكلف: كيف ناسب هذا ما قبله؟ قلنا: لا كيف.

فدع عنك نهبا صيح في حجراته‏

و هات حديثا ما حديث الرواحل‏

قوله‏ يا بَنِي إِسْرائِيلَ‏ اتفق المفسرون على أن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام و معناه عبد اللّه، لأن إسرا في لغتهم: هو العبد و إيل هو اللّه، قيل: إن له اسمين، و قيل: إسرائيل لقب له، و هو اسم عجمي غير منصرف، و فيه سبع لغات: إسرائيل بزنة إبراهيم، و إسرائيل بمدّة مهموزة مختلسة رواها ابن شنبوذ عن ورش، و إسرائيل بمدّة بعد الياء من غير همز، و هي قراءة الأعمش و عيسى بن عمر، و قرأ الحسن من غير همز و لا مدّ و إسرائيل بهمزة مكسورة. و إسراءل بهمزة مفتوحة، و تميم يقولون إسرائين. و الذكر هو ضد الإنصات، و جعله بعض أهل اللغة مشتركا بين ذكر القلب و اللسان. و قال الكسائي: ما كان بالقلب فهو مضموم الذال، و ما كان باللسان فهو مكسور الذال. قال ابن الأنباري: و المعنى في الآية: اذكروا شكر نعمتي، فحذف الشكر اكتفاء بذكر النعمة، و هي اسم جنس، و من جملتها أنه جعل منهم أنبياء و أنزل عليهم الكتب و المنّ و السلوى، و أخرج لهم الماء من الحجر، و نجّاهم من آل فرعون و غير ذلك. و العهد قد تقدم تفسيره. و اختلف أهل العلم في العهد المذكور في هذه الآية ما هو؟ فقيل هو المذكور في قوله تعالى:

خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ* «1» و قيل: هو ما في قوله: وَ لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً «2» و قيل هو قوله: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ‏ «3» و قال الزجّاج: هو ما أخذ عليهم في التوراة من اتباع محمد صلّى اللّه عليه و سلم؛ و قيل: هو أداء الفرائض، و لا مانع من حمله على جميع ذلك. و معنى قوله: أُوفِ بِعَهْدِكُمْ‏ أي بما ضمنت لكم من الجزاء. و الرهب و الرهبة: الخوف، و يتضمن الأمر به معنى التهديد، و تقديم معمول الفعل يفيد الاختصاص كما تقدّم في‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ «4» و إذا كان التقديم على طريقة الإضمار و التفسير مثل زيدا ضربته‏ وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ‏ كان أوكد في إفادة الاختصاص، و لهذا قال صاحب الكشاف: و هو أوكد في إفادة الاختصاص من إياك نعبد، و سقطت الياء من قوله‏ فَارْهَبُونِ‏ لأنها رأس آية و مُصَدِّقاً حال من ما في قوله: بِما أَنْزَلْتُ‏ أو من ضميرها المقدر بعد الفعل أي أنزلته.

(1). البقرة: 63.

(2). المائدة: 12.

(3). آل عمران: 187.

(4). انظر ص: 27.

فتح القدير، ج‏1، ص: 88

و قوله‏ أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ‏ إنما جاء به مفردا، لم يقل كافرين حتى يطابق ما قبله لأنه وصف لموصوف محذوف مفرد اللفظ، متعدد المعنى نحو فريق أو فوج. و قال الأخفش و الفرّاء: إنه محمول على معنى الفعل، لأن المعنى أوّل من كفر. و قد يكون من باب قولهم: هو أظرف الفتيان و أجمله، كما حكى ذلك سيبويه، فيكون هذا المفرد قائما مقام الجمع؛ و إنما قال أوّل مع أنه تقدّمهم إلى الكفر به كفار قريش، لأن المراد أوّل كافر به من أهل الكتاب، لأنهم العارفون بما يجب للأنبياء، و ما يلزم من التصديق، و الضمير في به عائد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

أي لا تكونوا أوّل كافر بهذا النبي مع كونكم قد وجدتموه مكتوبا عندكم في التوراة و الإنجيل، مبشرا به في الكتب المنزلة عليكم. و قد حكى الرازي في تفسيره في هذا الموضع ما وقف عليه من البشارات برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الكتب السالفة، و قيل إنه عائد إلى القرآن المدلول عليه بقوله: بِما أَنْزَلْتُ‏ و قيل عائد إلى التوراة المدلول عليها بقوله: لِما مَعَكُمْ‏ و قوله: وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي‏ أي بأوامري و نواهي‏ ثَمَناً قَلِيلًا أي عيشا نزرا و رئاسة لا خطر لها. جعل ما اعتاضوه ثمنا، و أوقع الاشتراء عليه و إن كان الثمن هو المشترى به، لأن الاشتراء هنا مستعار للاستبدال: أي لا تستبدلوا بآياتي ثمنا قليلا، و كثيرا ما يقع مثل هذا في كلامهم.

و قد قدّمنا الكلام عليه في تفسير قوله تعالى: اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى‏ ، و من إطلاق اسم الثمن على نيل عرض من أعراض الدنيا قول الشاعر:

إن كنت حاولت ذنبا أو ظفرت به‏

فما أصبت بترك الحجّ من ثمن‏

و هذه الآية و إن كانت خطابا لبني إسرائيل و نهيا لهم، فهي متناولة لهذه الأمة بفحوى الخطاب أو بلحنه، فمن أخذ من المسلمين رشوة على إبطال حق أمر اللّه به، أو إثبات باطل نهى اللّه عنه، أو امتنع من تعليم ما علّمه اللّه، و كتم البيان الذي أخذ اللّه عليه ميثاقه به، فقد اشترى بآيات اللّه ثمنا قليلا. و قوله: وَ إِيَّايَ فَاتَّقُونِ‏ الكلام فيه كالكلام في قوله تعالى: وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ‏ و قد تقدم قريبا. و اللبس: الخلط، يقال لبست عليه الأمر ألبسه: إذا خلطت حقه بباطله و واضحه بمشكله، قال اللّه تعالى: وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ‏ قالت الخنساء:

ترى الجليس يقول الحقّ تحسبه‏

رشدا و هيهات فانظر ما به التبسا

صدّق مقالته و احذر عداوته‏

و البس عليه أمورا مثل ما لبسا

و قال العجّاج:

لمّا لبسن الحقّ بالتجنّي‏

غنين فاستبدلن زيدا منّي‏

و منه قول عنترة:

و كتيبة لبّستها بكتيبة

حتّى إذا التبست نفضت لها يدي‏

و قيل: هو مأخوذ من التغطية: أي لا تغطّوا الحق بالباطل، و منه قول الجعدي:

فتح القدير، ج‏1، ص: 89

إذا ما الضّجيع ثنى جيدها

تثنّت عليه فكانت لباسا

و قول الأخطل:

و قد لبست لهذا الأمر أعصره‏

حتى تجلّل رأسي الشيب فاشتعلا

و الأوّل أولى. و الباطل في كلام العرب: الزائل، و منه قول لبيد:

ألا كلّ شي‏ء ما خلا اللّه باطل‏ «1»

و بطل الشي‏ء يبطل بطولا و بطلانا، و أبطله غيره. و يقال ذهب دمه بطلا: أي هدرا، و الباطل:

الشيطان؛ و سمي الشجاع بطلا لأنه يبطل شجاعة صاحبه، و المراد به هنا خلاف الحق. و الباء في قوله بالباطل يحتمل أن تكون صلة و أن تكون للاستعانة ذكر معناه في الكشاف، و رجّح الرازي في تفسيره الثاني. و قوله:

وَ تَكْتُمُوا يجوز أن يكون داخلا تحت حكم النهي أو منصوبا بإضمار أن، و على الأوّل يكون كل واحد من اللبس و الكتم منهيا عنه، و على الثاني يكون المنهي عنه هو الجمع بين الأمرين، و من هذا يلوح رجحان دخوله تحت حكم النهي، و أن كل واحد منهما لا يجوز فعله على انفراده، و المراد النهي عن كتم حجج اللّه التي أوجب عليهم تبليغها و أخذ عليهم بيانها، و من فسرّ اللبس أو الكتمان بشي‏ء معين، و معنى خاص فلم يصب إن أراد أن ذلك هو المراد دون غيره، لا إن أراد أنه مما يصدق عليه. و قوله: وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ‏ جملة حالية، و فيه أن كفرهم كفر عناد لا كفر جهل، و ذلك أغلظ للذنب و أوجب للعقوبة، و هذا التقييد لا يفيد جواز اللبس و الكتمان مع الجهل، لأن الجاهل يجب عليه أن لا يقدم على شي‏ء حتى يعلم بحكمه، خصوصا في أمور الدين، فإن التكلم فيها و التصدّي للإصدار و الإيراد في أبوابها إنما أذن اللّه به لمن كان رأسا في العلم فردا في الفهم، و ما للجهال و الدخول فيما ليس من شأنهم و القعود في غير مقاعدهم؟! و قد أخرج ابن إسحاق و ابن جرير و ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: يا بَنِي إِسْرائِيلَ‏ قال للأحبار من اليهود: اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ‏ أي بلائي عندكم و عند آبائكم، لما كان نجّاهم به من فرعون و قومه‏ وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي‏ الذي أخذت في أعناقكم للنّبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا جاءكم‏ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ‏ أنجز لكم ما وعدتكم عليه بتصديقه و اتباعه بوضع ما كان عليكم من الإصر و الأغلال‏ وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ‏ أن أنزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النقمات‏ وَ آمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ‏ و عندكم فيه من العلم ما ليس عند غيركم‏ وَ تَكْتُمُوا الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ‏ أي لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي و بما جاءكم به و أنتم تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم، و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عنه في قوله‏ أَوْفُوا بِعَهْدِي‏ يقول: ما أمرتكم به من طاعتي و نهيتكم عنه من معصيتي في النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و غيره‏ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ‏ يقول: أرض عنكم و أدخلكم الجنة. و أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود مثله. و أخرج ابن المنذر

(1). و تمامه: و كل نعيم لا محالة زائل.

فتح القدير، ج‏1، ص: 90

عن مجاهد في قوله: أَوْفُوا بِعَهْدِي‏ قال: هو الميثاق الذي أخذه عليهم في سورة المائدة لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ‏ «1» لآية و أخرج عبد بن حميد عن قتادة نحوه. و أخرج عبد بن حميد عن الحسن قال:

أوفوا لي بما افترضت عليكم أوف لكم بما وعدتكم. و أخرج عبد بن حميد و أبو الشيخ عن الضحاك نحوه.

و أخرج ابن جرير عن أبي العالية قوله: إِيَّايَ فَارْهَبُونِ‏ قال: فاخشون. و أخرج عبد بن حميد و ابن جريج عن مجاهد في قوله: وَ آمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ‏ قال: القرآن‏ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ‏ قال: التوراة و الإنجيل.

و أخرج ابن جريج عن ابن جرير في قوله: أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ‏ قال: بالقرآن. و أخرج ابن جرير عن أبي العالية في الآية قال: يقول يا معشر أهل الكتاب آمنوا بما أنزلت على محمد مصدقا لما معكم، لأنهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل‏ وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ‏ أي أوّل من كفر بمحمد وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي‏ يقول: لا تأخذوا عليه أجرا، قال: و هو مكتوب عندهم في الكتاب الأوّل: يا ابن آدم علّم مجانا كما علّمت مجانا. و أخرج أبو الشيخ عنه قال: لا تأخذ على ما علّمت أجرا، إنما أجر العلماء و الحكماء و الحلماء على اللّه. و أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله‏ وَ لا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ‏ قال: لا تخلطوا الصدق بالكذب‏ وَ تَكْتُمُوا الْحَقَ‏ قال: لا تكتموا الحق و أنتم قد علمتم أن محمدا رسول اللّه. و أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: وَ لا تَلْبِسُوا الآية، قال: لا تلبسوا اليهودية و النصرانية بالإسلام‏ وَ تَكْتُمُوا الْحَقَ‏ قال: كتموا محمدا و هم يعلمون أنه رسول اللّه يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل. و أخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: الحق: التوراة، و الباطل: الذي كتبوه بأيديهم.

[سورة البقرة (2): الآيات 43 الى 46]

وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (44) وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (46)

قد تقدم الكلام في تفسير إقامة الصلاة و اشتقاقها، و المراد هنا الصلاة المعهودة، و هي صلاة المسلمين، على أن التعريف للعهد، و يجوز أن تكون للجنس، و مثلها الزكاة. و الإيتاء: الإعطاء، يقال آتيته: أي أعطيته. و الزكاة مأخوذة من الزكاء، و هو النماء، زكا الشي‏ء: إذا نما و زاد، و رجل زكي: أي زائد الخير؛ و سمي إخراج جزء من المال زكاة: أي زيادة مع أنه نقص منه، لأنها تكثر بركته بذلك، أو تكثر أجر صاحبه؛ و قيل: الزكاة مأخوذة من التطهير، كما يقال: زكا فلان: أي طهر.

و الظاهر أن الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم و نحوها قد نقلها الشرع إلى معان شرعية هي المرادة بما هو مذكور في الكتاب و السنة منها. و قد تكلّم أهل العلم على ذلك بما لا يتسع المقام لبسطه. و قد اختلف أهل العلم في المراد بالزكاة هنا، فقيل: المراد المفروضة لاقترانها بالصلاة، و قيل صدقة الفطر، و الظاهر أن المراد ما هو أعمّ من ذلك. و الركوع في اللغة: الانحناء، و كل منحن راكع، قال لبيد:

أخبّر أخبار القرون التي مضت‏

أدبّ كأنّي كلّما قمت راكع‏

صفحه بعد