کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

فتح القدير

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 1] [سورة البقرة(2): آية 2] [سورة البقرة(2): آية 3] [سورة البقرة(2): آية 4] [سورة البقرة(2): آية 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 9] [سورة البقرة(2): آية 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 12] [سورة البقرة(2): آية 13] [سورة البقرة(2): الآيات 14 الى 15] [سورة البقرة(2): آية 16] [سورة البقرة(2): الآيات 18 الى 17] [سورة البقرة(2): الآيات 19 الى 20] [سورة البقرة(2): الآيات 22 الى 21] [سورة البقرة(2): الآيات 24 الى 23] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 27] [سورة البقرة(2): آية 28] [سورة البقرة(2): آية 29] [سورة البقرة(2): آية 30] [سورة البقرة(2): الآيات 31 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): الآيات 35 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 42] [سورة البقرة(2): الآيات 43 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 50] [سورة البقرة(2): الآيات 51 الى 54] [سورة البقرة(2): الآيات 55 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 59] [سورة البقرة(2): الآيات 60 الى 61] [سورة البقرة(2): آية 62] [سورة البقرة(2): الآيات 63 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 71] [سورة البقرة(2): الآيات 72 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 77] [سورة البقرة(2): الآيات 78 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 88] [سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 92] [سورة البقرة(2): الآيات 93 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 98] [سورة البقرة(2): الآيات 99 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 105] [سورة البقرة(2): الآيات 106 الى 107] [سورة البقرة(2): الآيات 108 الى 110] [سورة البقرة(2): الآيات 111 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 115] [سورة البقرة(2): الآيات 116 الى 118] [سورة البقرة(2): الآيات 119 الى 121] [سورة البقرة(2): الآيات 122 الى 124] [سورة البقرة(2): الآيات 125 الى 128] [سورة البقرة(2): الآيات 129 الى 132] [سورة البقرة(2): الآيات 133 الى 141] [سورة البقرة(2): الآيات 142 الى 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 157] [سورة البقرة(2): آية 158] [سورة البقرة(2): الآيات 159 الى 163] [سورة البقرة(2): آية 164] [سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 167] [سورة البقرة(2): الآيات 168 الى 171] [سورة البقرة(2): الآيات 172 الى 173] [سورة البقرة(2): الآيات 174 الى 176] [سورة البقرة(2): آية 177] [سورة البقرة(2): الآيات 178 الى 179] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 183 الى 184] [سورة البقرة(2): آية 185] [سورة البقرة(2): آية 186] [سورة البقرة(2): آية 187] [سورة البقرة(2): آية 188] [سورة البقرة(2): آية 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 193] [سورة البقرة(2): آية 194] [سورة البقرة(2): آية 195] [سورة البقرة(2): آية 196] [سورة البقرة(2): الآيات 197 الى 198] [سورة البقرة(2): الآيات 199 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 207] [سورة البقرة(2): الآيات 208 الى 210] [سورة البقرة(2): الآيات 211 الى 213] [سورة البقرة(2): آية 214] [سورة البقرة(2): الآيات 215 الى 216] [سورة البقرة(2): الآيات 217 الى 218] [سورة البقرة(2): الآيات 219 الى 220] [سورة البقرة(2): آية 221] [سورة البقرة(2): الآيات 222 الى 223] [سورة البقرة(2): الآيات 224 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 226 الى 227] [سورة البقرة(2): آية 228] [سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 230] [سورة البقرة(2): آية 231] [سورة البقرة(2): آية 232] [سورة البقرة(2): آية 233] [سورة البقرة(2): آية 234] [سورة البقرة(2): آية 235] [سورة البقرة(2): الآيات 236 الى 237] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 239] [سورة البقرة(2): الآيات 240 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 245] [سورة البقرة(2): الآيات 246 الى 252] [سورة البقرة(2): آية 253] [سورة البقرة(2): آية 254] [سورة البقرة(2): آية 255] [سورة البقرة(2): الآيات 256 الى 257] [سورة البقرة(2): آية 258] [سورة البقرة(2): آية 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 265] [سورة البقرة(2): آية 266] [سورة البقرة(2): الآيات 267 الى 271] [سورة البقرة(2): الآيات 272 الى 274] [سورة البقرة(2): الآيات 275 الى 277] [سورة البقرة(2): الآيات 278 الى 281] [سورة البقرة(2): الآيات 282 الى 283] [سورة البقرة(2): آية 284] [سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286]

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 6] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 7 الى 9] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 10 الى 13] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 14 الى 17] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 18 الى 20] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 21 الى 25] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 26 الى 27] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 28 الى 30] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 31 الى 34] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 35 الى 37] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 38 الى 44] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 45 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 58] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 59 الى 63] [سورة آل‏عمران(3): آية 64] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 65 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 77] [سورة آل‏عمران(3): آية 78] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 79 الى 80] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 81 الى 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 85] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 86 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 95] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 96 الى 97] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 98 الى 103] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 104 الى 109] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 110 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 117] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 118 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 129] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 130 الى 136] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 137 الى 148] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 149 الى 153] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 154 الى 155] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 156 الى 164] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 165 الى 168] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 169 الى 175] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 176 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 184] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 185 الى 189] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 190 الى 194] [سورة آل‏عمران(3): آية 195] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 196 الى 200]

سورة النساء

[سورة النساء(4): الآيات 1 الى 4] [سورة النساء(4): الآيات 5 الى 6] [سورة النساء(4): الآيات 7 الى 10] [سورة النساء(4): الآيات 11 الى 14] [سورة النساء(4): الآيات 15 الى 18] [سورة النساء(4): الآيات 19 الى 22] [سورة النساء(4): الآيات 23 الى 28] [سورة النساء(4): الآيات 29 الى 31] [سورة النساء(4): الآيات 32 الى 34] [سورة النساء(4): آية 35] [سورة النساء(4): آية 36] [سورة النساء(4): الآيات 37 الى 42] [سورة النساء(4): آية 43] [سورة النساء(4): الآيات 44 الى 48] [سورة النساء(4): الآيات 49 الى 55] [سورة النساء(4): الآيات 56 الى 57] [سورة النساء(4): آية 58] [سورة النساء(4): آية 59] [سورة النساء(4): الآيات 60 الى 65] [سورة النساء(4): الآيات 66 الى 70] [سورة النساء(4): الآيات 71 الى 76] [سورة النساء(4): الآيات 77 الى 81] [سورة النساء(4): الآيات 82 الى 83] [سورة النساء(4): الآيات 84 الى 87] [سورة النساء(4): الآيات 88 الى 91] [سورة النساء(4): الآيات 92 الى 93] [سورة النساء(4): آية 94] [سورة النساء(4): الآيات 95 الى 96] [سورة النساء(4): الآيات 97 الى 100] [سورة النساء(4): الآيات 101 الى 102] [سورة النساء(4): الآيات 103 الى 104] [سورة النساء(4): الآيات 105 الى 109] [سورة النساء(4): الآيات 110 الى 113] [سورة النساء(4): الآيات 114 الى 115] [سورة النساء(4): الآيات 116 الى 122] [سورة النساء(4): الآيات 123 الى 126] [سورة النساء(4): آية 127] [سورة النساء(4): الآيات 128 الى 130] [سورة النساء(4): الآيات 131 الى 134] [سورة النساء(4): الآيات 135 الى 136] [سورة النساء(4): الآيات 137 الى 141] [سورة النساء(4): الآيات 142 الى 147] [سورة النساء(4): الآيات 148 الى 149] [سورة النساء(4): الآيات 150 الى 152] [سورة النساء(4): الآيات 159 الى 153] [سورة النساء(4): الآيات 160 الى 165] [سورة النساء(4): الآيات 166 الى 171] [سورة النساء(4): الآيات 172 الى 175] [سورة النساء(4): آية 176]
فهرس الجزء الأول

الجزء الثاني

تنبيه:

سورة المائدة

[سورة المائدة(5): الآيات 1 الى 2] [سورة المائدة(5): آية 3] [سورة المائدة(5): الآيات 4 الى 5] [سورة المائدة(5): آية 6] [سورة المائدة(5): الآيات 7 الى 11] [سورة المائدة(5): الآيات 12 الى 14] [سورة المائدة(5): الآيات 15 الى 16] [سورة المائدة(5): الآيات 17 الى 18] [سورة المائدة(5): آية 19] [سورة المائدة(5): الآيات 20 الى 26] [سورة المائدة(5): الآيات 27 الى 31] [سورة المائدة(5): الآيات 32 الى 34] [سورة المائدة(5): الآيات 35 الى 37] [سورة المائدة(5): الآيات 38 الى 40] [سورة المائدة(5): الآيات 41 الى 44] [سورة المائدة(5): الآيات 45 الى 50] [سورة المائدة(5): الآيات 51 الى 56] [سورة المائدة(5): الآيات 57 الى 63] [سورة المائدة(5): الآيات 64 الى 66] [سورة المائدة(5): آية 67] [سورة المائدة(5): الآيات 68 الى 75] [سورة المائدة(5): الآيات 76 الى 81] [سورة المائدة(5): الآيات 82 الى 86] [سورة المائدة(5): الآيات 87 الى 88] [سورة المائدة(5): آية 89] [سورة المائدة(5): الآيات 90 الى 93] [سورة المائدة(5): الآيات 94 الى 99] [سورة المائدة(5): الآيات 100 الى 104] [سورة المائدة(5): آية 105] [سورة المائدة(5): الآيات 106 الى 108] [سورة المائدة(5): الآيات 109 الى 111] [سورة المائدة(5): الآيات 112 الى 115] [سورة المائدة(5): الآيات 116 الى 120]

سورة الأنعام

[سورة الأنعام(6): الآيات 1 الى 3] [سورة الأنعام(6): الآيات 4 الى 11] [سورة الأنعام(6): الآيات 12 الى 21] [سورة الأنعام(6): الآيات 22 الى 30] [سورة الأنعام(6): الآيات 31 الى 36] [سورة الأنعام(6): الآيات 37 الى 39] [سورة الأنعام(6): الآيات 40 الى 45] [سورة الأنعام(6): الآيات 46 الى 49] [سورة الأنعام(6): الآيات 50 الى 55] [سورة الأنعام(6): الآيات 56 الى 59] [سورة الأنعام(6): الآيات 60 الى 62] [سورة الأنعام(6): الآيات 63 الى 65] [سورة الأنعام(6): الآيات 66 الى 73] [سورة الأنعام(6): الآيات 74 الى 83] [سورة الأنعام(6): الآيات 84 الى 90] [سورة الأنعام(6): الآيات 91 الى 94] [سورة الأنعام(6): الآيات 95 الى 99] [سورة الأنعام(6): الآيات 100 الى 103] [سورة الأنعام(6): الآيات 104 الى 108] [سورة الأنعام(6): الآيات 109 الى 113] [سورة الأنعام(6): الآيات 114 الى 117] [سورة الأنعام(6): الآيات 118 الى 120] [سورة الأنعام(6): آية 121] [سورة الأنعام(6): الآيات 122 الى 124] [سورة الأنعام(6): الآيات 125 الى 128] [سورة الأنعام(6): الآيات 129 الى 132] [سورة الأنعام(6): الآيات 133 الى 137] [سورة الأنعام(6): الآيات 138 الى 140] [سورة الأنعام(6): الآيات 141 الى 142] [سورة الأنعام(6): الآيات 143 الى 144] [سورة الأنعام(6): آية 145] [سورة الأنعام(6): الآيات 146 الى 147] [سورة الأنعام(6): الآيات 148 الى 150] [سورة الأنعام(6): الآيات 151 الى 153] [سورة الأنعام(6): الآيات 154 الى 157] [سورة الأنعام(6): آية 158] [سورة الأنعام(6): الآيات 159 الى 160] [سورة الأنعام(6): الآيات 161 الى 163] [سورة الأنعام(6): الآيات 164 الى 165]

سورة الأعراف

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 7] [سورة الأعراف(7): الآيات 8 الى 18] [سورة الأعراف(7): الآيات 19 الى 25] [سورة الأعراف(7): الآيات 26 الى 27] [سورة الأعراف(7): الآيات 28 الى 30] [سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 33] [سورة الأعراف(7): الآيات 34 الى 39] [سورة الأعراف(7): الآيات 40 الى 43] [سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 49] [سورة الأعراف(7): الآيات 50 الى 54] [سورة الأعراف(7): الآيات 55 الى 58] [سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 64] [سورة الأعراف(7): الآيات 65 الى 72] [سورة الأعراف(7): الآيات 73 الى 79] [سورة الأعراف(7): الآيات 80 الى 84] [سورة الأعراف(7): الآيات 85 الى 93] [سورة الأعراف(7): الآيات 94 الى 100] [سورة الأعراف(7): الآيات 101 الى 102] [سورة الأعراف(7): الآيات 103 الى 122] [سورة الأعراف(7): الآيات 123 الى 129] [سورة الأعراف(7): الآيات 130 الى 136] [سورة الأعراف(7): الآيات 137 الى 141] [سورة الأعراف(7): آية 142] [سورة الأعراف(7): الآيات 143 الى 147] [سورة الأعراف(7): الآيات 148 الى 151] [سورة الأعراف(7): الآيات 152 الى 154] [سورة الأعراف(7): الآيات 155 الى 157] [سورة الأعراف(7): آية 158] [سورة الأعراف(7): الآيات 159 الى 166] [سورة الأعراف(7): الآيات 167 الى 170] [سورة الأعراف(7): آية 171] [سورة الأعراف(7): الآيات 172 الى 174] [سورة الأعراف(7): الآيات 175 الى 178] [سورة الأعراف(7): آية 179] [سورة الأعراف(7): آية 180] [سورة الأعراف(7): الآيات 181 الى 186] [سورة الأعراف(7): الآيات 187 الى 192] [سورة الأعراف(7): الآيات 193 الى 198] [سورة الأعراف(7): الآيات 199 الى 206]

سورة التوبة

[سورة التوبة(9): الآيات 1 الى 3] [سورة التوبة(9): الآيات 4 الى 6] [سورة التوبة(9): الآيات 7 الى 11] [سورة التوبة(9): الآيات 12 الى 16] [سورة التوبة(9): الآيات 17 الى 22] [سورة التوبة(9): الآيات 23 الى 24] [سورة التوبة(9): الآيات 25 الى 27] [سورة التوبة(9): الآيات 28 الى 29] [سورة التوبة(9): الآيات 30 الى 33] [سورة التوبة(9): الآيات 34 الى 35] [سورة التوبة(9): الآيات 36 الى 37] [سورة التوبة(9): الآيات 38 الى 42] [سورة التوبة(9): الآيات 43 الى 49] [سورة التوبة(9): الآيات 50 الى 57] [سورة التوبة(9): الآيات 58 الى 60] [سورة التوبة(9): الآيات 61 الى 66] [سورة التوبة(9): الآيات 67 الى 70] [سورة التوبة(9): الآيات 71 الى 72] [سورة التوبة(9): الآيات 73 الى 74] [سورة التوبة(9): الآيات 75 الى 79] [سورة التوبة(9): الآيات 80 الى 83] [سورة التوبة(9): الآيات 84 الى 89] [سورة التوبة(9): آية 90] [سورة التوبة(9): الآيات 91 الى 93] [سورة التوبة(9): الآيات 94 الى 99] [سورة التوبة(9): الآيات 100 الى 106] [سورة التوبة(9): الآيات 107 الى 110] [سورة التوبة(9): الآيات 111 الى 112] [سورة التوبة(9): الآيات 113 الى 114] [سورة التوبة(9): الآيات 115 الى 119] [سورة التوبة(9): الآيات 120 الى 121] [سورة التوبة(9): الآيات 122 الى 123] [سورة التوبة(9): الآيات 124 الى 129]

الجزء الثالث

الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الموضوعات

الجزء السادس

(4) فهرس القراءات القرآنية

سورة الفاتحة(1) سورة البقرة(2) سورة آل عمران(3) سورة النساء(4) سورة المائدة(5) سورة الأنعام(6) سورة الأعراف(7) سورة الأنفال(8) سورة براءة - التوبة(9) سورة يونس(10) سورة هود(11) سورة يوسف(12) سورة الرعد(13) سورة إبراهيم(14) سورة الحجر(15) سورة النحل(16) سورة الإسراء(17) سورة الكهف(18) سورة مريم(19) سورة طه(20) سورة الأنبياء(21) سورة الحج(22) سورة المؤمنون(23) سورة النور(24) سورة الفرقان(25) سورة الشعراء(26) سورة النمل(27) سورة القصص(28) سورة العنكبوت(29) سورة الروم(30) سورة لقمان(31) سورة السجدة(32) سورة الأحزاب(33) سورة سبأ(34) سورة فاطر(35) سورة يس(36) سورة الصافات(37) سورة ص(38) سورة الزمر(39) سورة غافر(40) سورة فصلت(41) سورة الشورى(42) سورة الزخرف(43) سورة الدخان(44) سورة الجاثية(45) سورة الأحقاف(46) سورة محمد(47) سورة الفتح(48) سورة الحجرات(49) سورة ق(50) سورة الذاريات(51) سورة الطور(52) سورة النجم(53) سورة القمر(54) سورة الرحمن(55) سورة الواقعة(56) سورة الحديد(57) سورة المجادلة(58) سورة الحشر(59) سورة الممتحنة(60) سورة الصف(61) سورة الجمعة(62) سورة المنافقون(63) سورة التغابن(64) سورة الطلاق(65) سورة التحريم(66) سورة الملك(67) سورة القلم(68) سورة الحاقة(69) سورة المعارج(70) سورة نوح(71) سورة الجن(72) سورة المزمل(73) سورة المدثر(74) سورة القيامة(75) سورة الإنسان(76) سورة المرسلات(77) سورة النبأ(78) سورة النازعات(79) سورة عبس(80) سورة التكوير(81) سورة الانفطار(82) سورة المطففين(83) سورة الانشقاق(84) سورة البروج(85) سورة الطارق(86) سورة الأعلى(87) سورة الغاشية(88) سورة الفجر(89) سورة البلد(90) سورة الشمس(91) سورة الليل(92) سورة الضحى(93) سورة الشرح(94) سورة التين(95) سورة العلق(96) سورة القدر(97) سورة البينة(98) سورة الزلزلة(99) سورة العاديات(100) سورة القارعة(101) سورة التكاثر(102) سورة العصر(103) سورة الهمزة(104) سورة قريش(106) سورة الماعون(107) سورة الكوثر(108) سورة الكافرون(109) سورة المسد(111) سورة الإخلاص(112) سورة الفلق(113) سورة الناس(114)

(5) فهرس المفردات اللغوية

سورة الفاتحة(1) سورة البقرة(2) سورة آل عمران(3) سورة النساء(4) سورة المائدة(5) سورة الأنعام(6) سورة الأعراف(7) سورة الأنفال(8) سورة التوبة(براءة)(9) سورة يونس(10) سورة هود(11) سورة يوسف(12) سورة الرعد(13) سورة إبراهيم(14) سورة الحجر(15) سورة النحل(16) سورة الإسراء(17) سورة الكهف(18) سورة مريم(19) سورة طه(20) سورة الأنبياء(21) سورة الحج(22) سورة المؤمنون(23) سورة النور(24) سورة الفرقان(25) سورة الشعراء(26) سورة النمل(27) سورة القصص(28) سورة العنكبوت(29) سورة الروم(30) سورة لقمان(31) سورة السجدة(32) سورة الأحزاب(33) سورة سبأ(34) سورة فاطر(35) سورة يس(36) سورة الصافات(37) سورة ص(38) سورة الزمر(39) سورة غافر(40) سورة حم السجدة(41) سورة الشورى(42) سورة الزخرف(43) سورة الدخان(44) سورة الجاثية(45) سورة الأحقاف(46) سورة محمد(47) سورة الفتح(48) سورة الحجرات(49) سورة ق(50) سورة الذاريات(51) سورة الطور(52) سورة النجم(53) سورة القمر(54) سورة الرحمن(55) سورة الواقعة(56) سورة الحديد(57) سورة المجادلة(58) سورة الحشر(59) سورة الممتحنة(60) سورة الصف(61) سورة الجمعة(62) سورة المنافقون(63) سورة التغابن(64) سورة الطلاق(65) سورة التحريم(66) سورة الملك(67) سورة ن(68) سورة الحاقة(69) سورة المعارج(70) سورة نوح(71) سورة الجن(72) سورة المزمل(73) سورة المدثر(74) سورة القيامة(75) سورة الإنسان(76) سورة المرسلات(77) سورة عم(78) سورة النازعات(79) سورة عبس(80) سورة التكوير(81) سورة الانفطار(82) سورة المطففين(83) سورة الانشقاق(84) سورة البروج(85) سورة الطارق(86) سورة الأعلى(87) سورة الغاشية(88) سورة الفجر(89) سورة البلد(90) سورة الشمس(91) سورة الليل(92) سورة الضحى(93) سورة الشرح(94) سورة التين(95) سورة العلق(96) سورة القدر(97) سورة البينة(98) سورة الزلزلة(99) سورة العاديات(100) سورة القارعة(101) سورة التكاثر(102) سورة العصر(103) سورة الهمزة(104) سورة الفيل(105) سورة قريش(106) سورة الماعون(107) سورة الكوثر(108) سورة النصر(110) سورة المسد(111) سورة الإخلاص(112) سورة الفلق(113) سورة الناس(114)

(6) فهرس الموضوعات العامة

مفاهيم القرآن

1 - الأرض: 2 - السكينة: 3 - السيئة: 4 - السلوى: 5 - السلم: 6 - الختم: 7 - الضعفاء: 8 - الحرج: 9 - الحديد: 10 - النعم: 11 - الرياح: 12 - الهجرة: 13 - الهلال: 14 - الوزر: 15 - الولاية: 16 - يأجوج و مأجوج: 17 - اليسر و التيسير: 18 - التراب: 19 - الأسماء: 20 - الطاغوت: 21 - العرب: 22 - العمر: 23 - الوسيلة: 24 - الماعون: 25 - المجادلة: 26 - المصائب: 27 - المطر: 28 - المعاد: 29 - الموالاة: 30 - المن: 31 - النحل: 32 - الفرح: 33 - فرعون: 34 - الفيل: 35 - القانت: 36 - القرابة: 37 - قريش: 38 - الكعبة: 39 - الكلمة: 40 - الكهانة و التنجيم: 41 - المباهلة: 42 - البحيرة: 43 - البدعة: 44 - الرأي: 45 - الرؤيا الصالحة: 46 - الروح: 47 - الضعفاء و الكبراء: 48 - الطاعون: 49 - النعيم: 50 - الجماعة: 51 - الدعوة إلى الله: 52 - الدابة: 53 - الشرع: 54 - الصابئون: 55 - الطمس: 56 - الطين: 57 - العالم: 58 - العسل: 59 - العصا: 60 - العقوبة: 61 - العنكبوت: 62 - العين: 63 - الفاسق: 64 - الفترة: 65 - الفتنة: 66 - الردة: 67 - الخصاء: 68 - الأهواء: 69 - السمع: 70 - الحق: 71 - التابوت: 72 - الأمة: 73 - الأسباط: 74 - الأموال: 75 - أهل البدع: 76 - الأنصار: 77 - الاعتبار: 78 - الميزان: 79 - التبني: 80 - آل فرعون: 81 - أكاذيب القصاص: 82 - إسرائيل: 83 - التهلكة: 83 - الأساطير: 84 - الآيات: 85 - الحياة و الموت: 86 - السماء: 87 - الوزن و الكيل: 88 - الولي: 89 - النجوم: 90 - الرياح: 91 - العهد: 92 - السائبة و الحام:

فتح القدير


صفحه قبل

فتح القدير، ج‏1، ص: 184

المحن فقد هدي إلى الصواب و وفق إلى الخير، و إن هذه المعية التي أوضحها اللّه بقوله: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ‏ فيها أعظم ترغيب لعباده سبحانه إلى لزوم الصبر على ما ينوب من الخطوب. فمن كان اللّه معه لم يخش من الأهوال و إن كانت كالجبال. و أموات و أحياء مرتفعان على أنهما خبران لمحذوفين، أي: لا تقولوا لمن يقتل في سبيل اللّه هم أموات بل هم أحياء، و لكن لا تشعرون بهذه الحياة عند مشاهدتكم لأبدانهم بعد سلب أرواحهم، لأنكم تحكمون عليها بالموت في ظاهر الأمر، بحسب ما يبلغ إليه علمكم الذي هو بالنسبة إلى علم اللّه كما يأخذ الطائر في منقاره من ماء البحر، و ليسوا كذلك في الواقع، بل هم أحياء في البرزخ. و في الآية دليل على ثبوت عذاب القبر، و لا اعتداد بخلاف من خالف في ذلك، فقد تواترت به الأحاديث الصحيحة و دلت عليه الآيات القرآنية، و مثل هذه الآية قوله تعالى: وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ‏ «1» . و البلاء أصله: المحنة، و معنى نبلوكم: نمتحنكم لنختبركم هل تصبرون على القضاء أم لا؟ و تنكير شي‏ء: للتقليل، أي: بشي‏ء قليل من هذه الأمور. و قرأ الضحّاك بأشياء. و المراد بالخوف: ما يحصل لمن يخشى من نزول ضرر به من عدوّ أو غيره. و بالجوع: المجاعة التي تحصل عند الجذب و القحط. و بنقص الأموال: ما يحدث فيها بسبب الجوائح و ما أوجبه اللّه فيها من الزكاة و نحوها. و بنقص الأنفس: الموت و القتل في الجهاد. و بنقص الثمرات: ما يصيبها من الآفات، و هو من عطف الخاص على العام لشمول الأموال للثمرات و غيرها- و قيل: المراد بنقص الثمرات: موت الأولاد. و قوله: وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ‏ أمر لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أو لكل من يقدر على التبشير. و قد تقدّم معنى البشارة. و الصبر أصله الحبس، و وصفهم بأنهم المسترجعون عند المصيبة، لأن ذلك تسليم و رضا. و المصيبة: واحدة المصائب، و هي: النكبة التي يتأذّى بها الإنسان و إن صغرت. و قوله: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏ فيه بيان أن هذه الكلمات ملجأ للمصابين و عصمة للممتحنين، فإنها جامعة بين الإقرار بالعبودية للّه، و الاعتراف بالبعث و النشور. و معنى الصلوات هنا: المغفرة و الثناء الحسن، قاله الزجّاج. و على هذا فذكر الرحمة لقصد التأكيد.

و قال في الكشاف: الصلاة: الرحمة و التعطف، فوضعت موضع الرأفة، و جمع بينها و بين الرحمة كقوله:

رأفة و رحمة لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ‏ و المعنى: عليهم رأفة بعد رأفة و رحمة بعد رحمة. انتهى. و قيل المراد بالرحمة:

كشف الكربة و قضاء الحاجة. و الْمُهْتَدُونَ‏ قد تقدّم معناه، و إنما وصفوا هنا بذلك لكونهم فعلوا ما فيه الوصول إلى طريق الصواب من الاسترجاع و التسليم.

و أخرج الحاكم و البيهقي في الدلائل عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: غشي على عبد الرحمن بن عوف في وجعه غشية ظنوا أنه قد فاضت نفسه فيها، حتى قاموا من عنده و جلّلوه ثوبا، و خرجت أم كلثوم بنت عقبة امرأته إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر و الصلاة، فلبثوا ساعة و هو في غشيته ثم أفاق.

و أخرج ابن مندة في المعرفة عن ابن عباس قال: قتل عمير بن الحمام ببدر، و فيه و في غيره نزلت: وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ‏ الآية. و أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏ :

في طاعة اللّه، في قتال المشركين. و قد وردت أحاديث أن أرواح الشهداء في أجواف طيور خضر تأكل من‏

(1). آل عمران: 169.

فتح القدير، ج‏1، ص: 185

ثمار الجنة. فمنها عن كعب بن مالك مرفوعا عند أحمد و الترمذي و صحّحه و النسائي و ابن ماجة. و روي أن أرواح الشهداء تكون على صور طيور بيض، كما أخرجه عبد الرزاق عن قتادة قال: بلغنا، فذكر ذلك.

و أخرجه عبد بن حميد، و ابن جرير عنه أيضا بنحوه، و روي أنها على صور طيور خضر، كما أخرجه ابن أبي حاتم و البيهقي في شعب الإيمان عن أبي العالية. و أخرجه ابن أبي شيبة في البعث و النشور عن كعب. و أخرجه هناد بن السري عن هذيل. و أخرجه عنه عبد الرزاق في المصنف عن عبد اللّه بن كعب بن مالك مرفوعا.

و أخرج عبد بن حميد، و ابن جرير عن عطاء في قوله: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ‏ قال:

هم أصحاب محمد صلّى اللّه عليه و سلم. و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و الطبراني، و البيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس في قوله: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ‏ الآية، قال: أخبر اللّه المؤمنين أن الدنيا دار بلاء و أنه مبتليهم فيها، و أمرهم بالصبر و بشرهم فقال: وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ‏ و أخبر أن المؤمن إذا سلّم لأمر اللّه و رجع و استرجع عند المصيبة كتب اللّه له ثلاث خصال من الخير: الصلاة من اللّه، و الرحمة، و تحقيق سبيل الهدى. و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم «من استرجع عند المصيبة جبر اللّه مصيبته، و أحسن عقباه، و جعل له خلفا صالحا يرضاه». و أخرج عبد بن حميد، و ابن جرير، و ابن المنذر، و ابن أبي حاتم عن رجاء بن حيوة في قوله:

وَ نَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ‏ قال: يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة فيه إلا تمرة. و أخرج الطبراني و ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم «أعطيت أمّتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم أن يقولوا عند المصيبة:

إنّا للّه و إنّا إليه راجعون» و قد ورد في فضل الاسترجاع عند المصيبة أحاديث كثيرة.

[سورة البقرة (2): آية 158]

إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَ مَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (158)

أصل‏ الصَّفا في اللغة: الحجر الأملس، و هو هنا علم لجبل من جبال مكة معروف، و كذلك‏ الْمَرْوَةَ علم لجبل بمكة معروف، و أصلها في اللغة: واحدة المرو، و هي الحجارة الصغار التي فيها لين. و قيل: التي فيها صلابة، و قيل: تعم الجميع. قال أبو ذؤيب:

حتّى كأنّي للحوادث مروة

بصفا المشقّر كلّ يوم تقرع‏

و قيل: إنها الحجارة البيض البراقة، و قيل: إنها الحجارة السود. و الشعائر جمع شعيرة، و هي العلامة، أي: من أعلام مناسكه. و المراد بها مواضع العبادة التي أشعرها اللّه إعلاما للناس من الموقف و السعي و المنحر، و منه: إشعار الهدي، أي: إعلامه بغرز حديدة في سنامه، و منه قول الكميت:

نقتّلهم جيلا فجيلا تراهم‏

شعائر قربان بهم يتقرّب‏

و حجّ البيت في اللغة: قصده، و منه قول الشاعر:

فأشهد من عوف حلولا كثيرة

يحجّون سبّ الزّبرقان المزعفرا

فتح القدير، ج‏1، ص: 186

و السب: العمامة. و في الشرع: الإتيان بمناسك الحج التي شرعها اللّه سبحانه. و العمرة في اللغة:

الزيارة. و في الشرع: الإتيان بالنسك المعروف على الصفة الثابتة. و الجناح: أصله من الجنوح، و هو الميل، و منه الجوانح لاعوجاجها. و قوله: يَطَّوَّفَ‏ : أصله يتطوف؛ فأدغم. و قرئ: أَنْ يَطَّوَّفَ‏ ، و رفع الجناح يدل على عدم الوجوب، و به قال أبو حنيفة و أصحابه و الثوري. و حكى الزمخشري في الكشاف عن أبي حنيفة أنه يقول: إنه واجب و ليس بركن و على تاركه دم. و قد ذهب إلى عدم الوجوب ابن عباس و ابن الزبير و أنس بن مالك و ابن سيرين. و مما يقوّي دلالة هذه الآية على عدم الوجوب قوله تعالى في آخر الآية: وَ مَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ‏ و ذهب الجمهور إلى أن السعي واجب و نسك من جملة المناسك، و استدلوا بما أخرجه الشيخان و غيرهما عن عائشة: أن عروة قال لها: أ رأيت قول اللّه: إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما فما أرى على أحد جناحا أن لا يطوّف بهما؟ فقالت عائشة: بئس ما قلت يا ابن أختي، إنها لو كانت على ما أولتها كانت فلا جناح عليه أن لا يطوّف بهما، و لكنها إنما أنزلت أن الأنصار قبل أن يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها، و كان من أهلّ لها يتحرّج أن يطوّف بالصفا و المروة في الجاهلية، فأنزل اللّه: إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ‏ الآية، قالت عائشة: ثم قد بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الطواف بهما، فليس لأحد أن يدع الطواف بهما. و أخرج مسلم و غيره عنها أنها قالت: لعمري ما أتمّ اللّه حج من لم يسع بين الصفا و المروة و لا عمرته، لأن اللّه قال: إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ‏ . و أخرج الطبراني عن ابن عباس قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: «إنّ اللّه كتب عليكم السّعي فاسعوا». و أخرج أحمد في مسنده، و الشافعي، و ابن المنذر، و ابن قانع، و البيهقي عن حبيبة بنت أبي تجراة قالت: «رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يطوف بين الصفا و المروة و الناس بين يديه، و هو وراءهم يسعى، حتى أرى ركبتيه من شدة السعي، يدور به إزاره و هو يقول: «اسعوا فإنّ اللّه عزّ و جلّ كتب عليكم السّعي» و هو في مسند أحمد من طريق شيخه عبد اللّه بن المؤمل عن عطاء ابن أبي رباح عن صفية بنت شيبة عنها، و رواه من طريق أخرى عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن واصل مولى أبي عيينة عن موسى بن عبيدة عن صفية بنت شيبة أن امرأة أخبرتها فذكرته. و يؤيد ذلك حديث: «خذوا عنّي مناسككم».

[سورة البقرة (2): الآيات 159 الى 163]

إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى‏ مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَ أَصْلَحُوا وَ بَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَ أَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ (162) وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (163)

و قوله: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ‏ إلى آخر الآية، فيه الإخبار بأن الذي يكتم ذلك ملعون، و اختلفوا

فتح القدير، ج‏1، ص: 187

من المراد بذلك؟ فقيل: أحبار اليهود و رهبان النصارى الذين كتموا أمر محمد صلّى اللّه عليه و سلم؛ و قيل: كل من كتم الحق و ترك بيان ما أوجب اللّه بيانه، و هو الراجح، لأن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما تقرر في الأصول، فعلى فرض أن سبب النزول ما وقع من اليهود و النصارى من الكتم فلا ينافي ذلك تناول هذه الآية كل من كتم الحق. و في هذه الآية من الوعيد الشديد ما لا يقادر قدره، فإن من لعنه اللّه، و لعنه كل من يتأتى منه اللعن من عباده، قد بلغ من الشقاوة و الخسران إلى الغاية التي لا تلحق، و لا يدرك كنهها. و في قوله:

مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى‏ دليل على أنه يجوز كتم غير ذلك، كما قال أبو هريرة: «حفظت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم وعاءين: أما أحدهما فبثثته، و أما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم» أخرجه البخاري. و الضمير في قوله: مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ‏ راجع إلى ما أنزلنا. و الكتاب: اسم جنس، و تعريفه يفيد شموله لجميع الكتب؛ و قيل: المراد به: التوراة. و اللعن: الإبعاد و الطرد. و المراد بقوله: اللَّاعِنُونَ‏ الملائكة و المؤمنون، قاله الزجاج و غيره، و رجّحه ابن عطية؛ و قيل: كل من يتأتى منه اللعن، فيدخل في ذلك الجن؛ و قيل:

هم الحشرات و البهائم. و قوله: إِلَّا الَّذِينَ تابُوا إلخ، فيه استثناء التائبين و المصلحين لما فسد من أعمالهم، و المبينين للناس ما بينه اللّه في كتبه و على ألسن رسله. و قوله: وَ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ هذه الجملة حالية، و قد استدل بذلك على أنه لا يجوز لعن كافر معين، لأن حاله عند الوفاة لا يعلم، و لا ينافي ذلك ما ثبت عنه صلّى اللّه عليه و سلّم من لعنه لقوم من الكفار بأعيانهم، لأنه يعلم بالوحي ما لا نعلم؛ و قيل: يجوز لعنه عملا بظاهر الحال كما يجوز قتاله. و قوله: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ‏ إلخ، استدل به على جواز لعن الكفار على العموم. قال القرطبي: و لا خلاف في ذلك. قال: و ليس لعن الكافر بطريق الزجر له عن الكفر، بل هو جزاء على الكفر و إظهار قبح كفره سواء كان الكافر عاقلا أو مجنونا. و قال قوم من السلف: لا فائدة في لعن من جنّ أو مات منهم لا بطريق الجزاء و لا بطريق الزجر. قال: و يدل على هذا القول: أن الآية دالة على الإخبار عن اللّه و الملائكة و الناس بلعنهم لا على الأمر به. قال ابن العربي: إن لعن العاصي المعين لا يجوز باتفاق، لما روي «أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أتي بشارب خمر مرارا، فقال بعض من حضر: لعنه اللّه ما أكثر ما يشربه، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: لا تكونوا عونا للشيطان على أخيكم» و الحديث في الصحيحين. و قوله: وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ‏ قيل: هذا يوم القيامة، و أما في الدنيا ففي الناس المسلم و الكافر، و من يعلم بالعاصي و معصيته و من لا يعلم، فلا يتأتى اللعن له من جميع الناس؛ و قيل: في الدنيا، و المراد أنه يلعنه غالب الناس، أو كل من علم بمعصيته منهم.

و قوله: خالِدِينَ فِيها أي: في النار؛ و قيل: في اللعنة. و الإنظار: الإمهال، و قيل: معنى لا ينظرون:

لا ينظر اللّه إليهم، فهو من النظر؛ و قيل: هو من الانتظار، أي: لا ينتظرون ليعتذروا، و قد تقدّم تفسير:

الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ‏ . و قوله: وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فيه الإرشاد إلى التوحيد و قطع علائق الشرك، و الإشارة إلى أنّ أوّل ما يجب بيانه و يحرم كتمانه هو أمر التوحيد.

و قد أخرج ابن إسحاق، و ابن المنذر، و ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: سأل معاذ بن جبل أخو بني سلمة، و سعد بن معاذ أخو بني الأشهل، و خارجة بن زيد أخو بني الحارث بن الخزرج نفرا من أحبار اليهود

فتح القدير، ج‏1، ص: 188

عن بعض ما في التوراة، فكتموهم إياه و أبوا أن يخبروهم، فأنزل اللّه فيهم: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا الآية. و قد روي عن جماعة من السلف أن الآية نزلت في أهل الكتاب لكتمهم نبوّة نبينا صلّى اللّه عليه و سلم. و أخرج ابن ماجة، و ابن المنذر، و ابن أبي حاتم عن البراء بن عازب قال: كنا في جنازة مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: إنّ الكافر يضرب ضربة بين عينيه فتسمعه كلّ دابة غير الثقلين، فتلعنه كلّ دابّة سمعت صوته، فذلك قول اللّه تعالى:

وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ‏ يعني دوابّ الأرض. و أخرج عبد بن حميد عن عطاء قال: الجنّ و الإنس و كل دابة. و أخرج عبد الرزاق، و عبد بن حميد عن مجاهد قال: إذا أجدبت البهائم دعت على فجار بني آدم.

و أخرج عنه عبد بن حميد، و ابن جرير، و أبو نعيم في الحلية، و البيهقي في شعب الإيمان، قال في تفسير الآية:

إن دوابّ الأرض و العقارب و الخنافس يقولون: إنما منعنا القطر بذنوبهم، فيلعنونهم. و أخرج عبد بن حميد، و ابن جرير عن عكرمة نحوه. و أخرج عبد بن حميد عن أبي جعفر قال: يلعنهم كل شي‏ء حتى الخنفساء.

و قد وردت أحاديث كثيرة في النهي عن كتم العلم و الوعيد لفاعله. و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في قوله: إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَ أَصْلَحُوا قال: أصلحوا ما بينهم و بين اللّه، و بيّنوا الذي جاءهم من اللّه، و لم يكتموه و لم يجحدوه. و أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: أَتُوبُ عَلَيْهِمْ‏ يعني: أتجاوز عنهم. و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: إن الكافر يوقف يوم القيامة فيلعنه اللّه، ثم تلعنه الملائكة، ثم يلعنه الناس أجمعون. و أخرج عبد بن حميد، و ابن جرير عن قتادة قال: يعني بالناس أجمعين:

المؤمنين. و أخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله: خالِدِينَ فِيها يقول: خالدين في جهنم في اللعنة.

و قال في قوله: وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ‏ يقول: لا ينظرون فيعتذرون. و أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ‏ قال: لا يؤخرون. و أخرج ابن أبي شيبة، و أحمد، و الدارمي، و أبو داود، و الترمذي و صحّحه، و ابن ماجة، عن أسماء بنت يزيد بن السكن عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال: «اسم اللّه الأعظم في هاتين الآيتين‏ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ‏ و الم- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ‏ «1» . و أخرج الديلمي عن أنس أن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «ليس شي‏ء أشدّ على مردة الجنّ من هؤلاء الآيات التي في سورة البقرة وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ الآيتين».

[سورة البقرة (2): آية 164]

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)

لما ذكر سبحانه التوحيد بقوله: وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ عقب ذلك بالدليل الدالّ عليه، و هو: هذه الأمور التي هي من أعظم صنعة الصانع الحكيم، مع علم كل عاقل بأنه لا يتهيأ من أحد من الآلهة التي أثبتها الكفار أن يأتي بشي‏ء منها، أو يقتدر عليه، أو على بعضه، و هي خلق السموات، و خلق الأرض، و تعاقب الليل و النهار، و جري الفلك في البحر، و إنزال المطر من السماء، و إحياء الأرض به، و بثّ الدوابّ منها بسببه،

(1). آل عمران: 1- 2.

فتح القدير، ج‏1، ص: 189

و تصريف الرياح؛ فإن من أمعن نظره؛ و أعمل فكره في واحد منها؛ انبهر له، و ضاق ذهنه عن تصوّر حقيقته.

و تحتم عليه التصديق بأن صانعه هو اللّه سبحانه؛ و إنما جمع السموات لأنها أجناس مختلفة، كل سماء من جنس غير جنس الأخرى، و وحد الأرض لأنها كلها من جنس واحد و هو التراب. و المراد باختلاف الليل و النهار تعاقبهما بإقبال أحدهما و إدبار الآخر، و إضاءة أحدهما و إظلام الآخر. و النهار: ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس. و قال النضر بن شميل: أوّل النهار طلوع الشمس، و لا يعدّ ما قبل ذلك من النهار. و كذا قال ثعلب، و استشهد بقول أمية بن أبي الصلت:

و الشّمس تطلع كلّ آخر ليلة

حمراء يصبح لونها يتورّد

و كذا قال الزجاج. و قسم ابن الأنباري الزمان إلى ثلاثة أقسام: قسما جعله ليلا محضا، و هو من غروب الشمس إلى طلوع الفجر. و قسما جعله نهارا محضا، و هو من طلوع الشمس إلى غروبها. و قسما جعله مشتركا بين النهار و الليل، و هو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس لبقايا ظلمة الليل و مبادئ ضوء النهار.

هذا باعتبار مصطلح أهل اللغة. و أما في الشرع: فالكلام في ذلك معروف. و الفلك: السفن، و إفراده و جمعه بلفظ واحد، و هو هذا، و يذكر و يؤنث. قال اللّه تعالى: فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* «1» وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ و قال: حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَ جَرَيْنَ بِهِمْ‏ «2» و قيل: واحده فلك بالتحريك، مثل أسد و أسد. و قوله: بِما يَنْفَعُ النَّاسَ‏ يحتمل أن تكون ما: موصولة أي: بالذي ينفعهم، أو مصدرية:

أي بنفعهم، و المراد بما أنزل من السماء: المطر الذي به حياة العالم و إخراج النبات و الأرزاق. و البثّ: النشر، و الظاهر أن قوله: بَثَ‏ معطوف على قوله‏ فَأَحْيا لأنهما أمران متسببان عن إنزال المطر. و قال في الكشاف: إن الظاهر عطفه على أنزل. و المراد بتصريف الرياح: إرسالهما عقيما، و ملقحة، و صرّا، و نصرا، و هلاكا، و حارة، و باردة، و لينة، و عاصفة، و قيل: تصريفها: إرسالها جنوبا، و شمالا، و دبورا، و صبا، و نكباء، و هي التي تأتي بين مهبي ريحين؛ و قيل: تصريفها: أن تأتي السفن الكبار بقدر ما تحملها و الصغار كذلك، و لا مانع من حمل التصريف على جميع ما ذكر. و السحاب سمي سحابا: لانسحابه في الهواء، و سحبت ذيلي سحبا، و تسحب فلان على فلان: اجترأ. و المسخر: المذلل، و سخره: بعثه من مكان إلى آخر؛ و قيل: تسخيره: ثبوته بين السماء و الأرض من غير عمد و لا علائق. و الأوّل أظهر.

و الآيات: الدلالات على وحدانيته سبحانه لمن ينظر ببصره و يتفكر بعقله.

و قد أخرج ابن أبي حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس قال: قالت قريش للنبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم ادع اللّه أن يجعل لنا الصّفا ذهبا نتقوّى به على عدوّنا، فأوحى اللّه إليه: إني معطيهم فأجعل لهم الصّفا ذهبا، و لكن إن كفروا بعد ذلك عذّبتهم عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، فقال: ربّ دعني و قومي فأدعوهم يوما بيوم، فأنزل اللّه هذه الآية. و أخرج نحوه عبد بن حميد، و ابن جرير عن سعيد بن جبير. و أخرج وكيع، و الفريابي، و آدم بن أبي إياس، و سعيد بن منصور، و ابن المنذر، و ابن أبي حاتم، و أبو الشيخ في العظمة، و البيهقي في‏

(1). الشعراء: 119 و يس: 41.

(2). يونس: 22.

فتح القدير، ج‏1، ص: 190

شعب الإيمان، عن أبي الضحى قال: لما نزلت: وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ عجب المشركون و قالوا: إن محمدا يقول‏ وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فليأتنا بآية إن كان من الصادقين، فأنزل اللّه: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ الآية. و أخرج ابن جرير، و ابن المنذر، و ابن أبي حاتم، و أبو الشيخ عن عطاء نحوه. و أخرج أبو الشيخ في العظمة عن سلمان، قال: الليل موكل به ملك يقال له شراهيل، فإذا حان وقت الليل أخذ خرزة سوداء فدلّاها من قبل المغرب، فإذا نظرت إليها الشمس وجبت في أسرع من طرفة عين، و قد أمرت الشمس أن لا تغرب حتى ترى الخرزة، فإذا غربت جاء الليل، فلا تزال الخرزة معلقة حتى يجي‏ء ملك آخر يقال له هراهيل بخرزة بيضاء، فيعلقها من قبل المطلع، فإذا رآها شراهيل مدّ إليه خرزته، و ترى الشمس الخزرة البيضاء، فتطلع، و قد أمرت أن لا تطلع حتى تراها، فإذا طلعت جاء النهار «1» . و أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله: وَ الْفُلْكِ‏ قال: السفينة. و أخرج ابن أبي حاتم عن السدّي قال: بَثَ‏ خلق. و أخرج عبد بن حميد، و ابن جرير، و ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ‏ قال:

إذا شاء جعلها رحمة لواقح للسحاب، و بشرا بين يدي رحمته، و إذا شاء جعلها عذابا ريحا عقيما لا تلقح.

و أخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب قال: كل شي‏ء في القرآن من الرياح فهي رحمة، و كل شي‏ء في القرآن من الريح فهي عذاب. و قد ورد في النهي عن سبّ الريح و أوصافها أحاديث كثيرة لا تعلق لها بالآية.

[سورة البقرة (2): الآيات 165 الى 167]

وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (166) وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)

لما فرغ سبحانه من الدليل على وحدانيته، أخبر أن مع هذا الدليل الظاهر المفيد لعظيم سلطانه، و جليل قدرته و تفرّده بالخلق، قد وجد في الناس من يتخذ معه سبحانه ندا يعبده من الأصنام. و قد تقدّم تفسير الأنداد، مع أن هؤلاء الكفار لم يقتصروا على مجرد الأنداد؛ بل أحبوها حبا عظيما، و أفرطوا في ذلك إفراطا بالغا، حتى صار حبهم لهذه الأوثان و نحوها متمكنا في صدورهم؛ كتمكن حبّ المؤمنين للّه سبحانه، فالمصدر في قوله: كَحُبِّ اللَّهِ‏ مضاف إلى المفعول، و الفاعل محذوف و هو المؤمنون. و يجوز أن يكون المراد كحبهم للّه، أي: عبدة الأوثان قاله ابن كيسان و الزجّاج. و يجوز أن يكون هذا المصدر من المبني للمجهول، أي:

كما يحب اللّه. و الأول أولى لقوله: وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ‏ فإنه استدراك لما يفيده التشبيه من التساوي.

أي: أن حبّ المؤمنين للّه أشد من حبّ الكفار الأنداد، و لأن المؤمنين يخصون اللّه سبحانه بالعبادة و الدعاء، و الكفار لا يخصون أصنامهم بذلك، بل يشركون اللّه معهم، و يعترفون بأنهم إنما يعبدون أصنامهم ليقربوهم‏

صفحه بعد