کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

فتح القدير

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 1] [سورة البقرة(2): آية 2] [سورة البقرة(2): آية 3] [سورة البقرة(2): آية 4] [سورة البقرة(2): آية 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 9] [سورة البقرة(2): آية 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 12] [سورة البقرة(2): آية 13] [سورة البقرة(2): الآيات 14 الى 15] [سورة البقرة(2): آية 16] [سورة البقرة(2): الآيات 18 الى 17] [سورة البقرة(2): الآيات 19 الى 20] [سورة البقرة(2): الآيات 22 الى 21] [سورة البقرة(2): الآيات 24 الى 23] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 27] [سورة البقرة(2): آية 28] [سورة البقرة(2): آية 29] [سورة البقرة(2): آية 30] [سورة البقرة(2): الآيات 31 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): الآيات 35 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 42] [سورة البقرة(2): الآيات 43 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 50] [سورة البقرة(2): الآيات 51 الى 54] [سورة البقرة(2): الآيات 55 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 59] [سورة البقرة(2): الآيات 60 الى 61] [سورة البقرة(2): آية 62] [سورة البقرة(2): الآيات 63 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 71] [سورة البقرة(2): الآيات 72 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 77] [سورة البقرة(2): الآيات 78 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 88] [سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 92] [سورة البقرة(2): الآيات 93 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 98] [سورة البقرة(2): الآيات 99 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 105] [سورة البقرة(2): الآيات 106 الى 107] [سورة البقرة(2): الآيات 108 الى 110] [سورة البقرة(2): الآيات 111 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 115] [سورة البقرة(2): الآيات 116 الى 118] [سورة البقرة(2): الآيات 119 الى 121] [سورة البقرة(2): الآيات 122 الى 124] [سورة البقرة(2): الآيات 125 الى 128] [سورة البقرة(2): الآيات 129 الى 132] [سورة البقرة(2): الآيات 133 الى 141] [سورة البقرة(2): الآيات 142 الى 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 157] [سورة البقرة(2): آية 158] [سورة البقرة(2): الآيات 159 الى 163] [سورة البقرة(2): آية 164] [سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 167] [سورة البقرة(2): الآيات 168 الى 171] [سورة البقرة(2): الآيات 172 الى 173] [سورة البقرة(2): الآيات 174 الى 176] [سورة البقرة(2): آية 177] [سورة البقرة(2): الآيات 178 الى 179] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 183 الى 184] [سورة البقرة(2): آية 185] [سورة البقرة(2): آية 186] [سورة البقرة(2): آية 187] [سورة البقرة(2): آية 188] [سورة البقرة(2): آية 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 193] [سورة البقرة(2): آية 194] [سورة البقرة(2): آية 195] [سورة البقرة(2): آية 196] [سورة البقرة(2): الآيات 197 الى 198] [سورة البقرة(2): الآيات 199 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 207] [سورة البقرة(2): الآيات 208 الى 210] [سورة البقرة(2): الآيات 211 الى 213] [سورة البقرة(2): آية 214] [سورة البقرة(2): الآيات 215 الى 216] [سورة البقرة(2): الآيات 217 الى 218] [سورة البقرة(2): الآيات 219 الى 220] [سورة البقرة(2): آية 221] [سورة البقرة(2): الآيات 222 الى 223] [سورة البقرة(2): الآيات 224 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 226 الى 227] [سورة البقرة(2): آية 228] [سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 230] [سورة البقرة(2): آية 231] [سورة البقرة(2): آية 232] [سورة البقرة(2): آية 233] [سورة البقرة(2): آية 234] [سورة البقرة(2): آية 235] [سورة البقرة(2): الآيات 236 الى 237] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 239] [سورة البقرة(2): الآيات 240 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 245] [سورة البقرة(2): الآيات 246 الى 252] [سورة البقرة(2): آية 253] [سورة البقرة(2): آية 254] [سورة البقرة(2): آية 255] [سورة البقرة(2): الآيات 256 الى 257] [سورة البقرة(2): آية 258] [سورة البقرة(2): آية 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 265] [سورة البقرة(2): آية 266] [سورة البقرة(2): الآيات 267 الى 271] [سورة البقرة(2): الآيات 272 الى 274] [سورة البقرة(2): الآيات 275 الى 277] [سورة البقرة(2): الآيات 278 الى 281] [سورة البقرة(2): الآيات 282 الى 283] [سورة البقرة(2): آية 284] [سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286]

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 6] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 7 الى 9] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 10 الى 13] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 14 الى 17] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 18 الى 20] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 21 الى 25] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 26 الى 27] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 28 الى 30] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 31 الى 34] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 35 الى 37] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 38 الى 44] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 45 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 58] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 59 الى 63] [سورة آل‏عمران(3): آية 64] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 65 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 77] [سورة آل‏عمران(3): آية 78] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 79 الى 80] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 81 الى 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 85] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 86 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 95] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 96 الى 97] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 98 الى 103] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 104 الى 109] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 110 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 117] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 118 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 129] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 130 الى 136] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 137 الى 148] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 149 الى 153] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 154 الى 155] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 156 الى 164] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 165 الى 168] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 169 الى 175] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 176 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 184] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 185 الى 189] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 190 الى 194] [سورة آل‏عمران(3): آية 195] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 196 الى 200]

سورة النساء

[سورة النساء(4): الآيات 1 الى 4] [سورة النساء(4): الآيات 5 الى 6] [سورة النساء(4): الآيات 7 الى 10] [سورة النساء(4): الآيات 11 الى 14] [سورة النساء(4): الآيات 15 الى 18] [سورة النساء(4): الآيات 19 الى 22] [سورة النساء(4): الآيات 23 الى 28] [سورة النساء(4): الآيات 29 الى 31] [سورة النساء(4): الآيات 32 الى 34] [سورة النساء(4): آية 35] [سورة النساء(4): آية 36] [سورة النساء(4): الآيات 37 الى 42] [سورة النساء(4): آية 43] [سورة النساء(4): الآيات 44 الى 48] [سورة النساء(4): الآيات 49 الى 55] [سورة النساء(4): الآيات 56 الى 57] [سورة النساء(4): آية 58] [سورة النساء(4): آية 59] [سورة النساء(4): الآيات 60 الى 65] [سورة النساء(4): الآيات 66 الى 70] [سورة النساء(4): الآيات 71 الى 76] [سورة النساء(4): الآيات 77 الى 81] [سورة النساء(4): الآيات 82 الى 83] [سورة النساء(4): الآيات 84 الى 87] [سورة النساء(4): الآيات 88 الى 91] [سورة النساء(4): الآيات 92 الى 93] [سورة النساء(4): آية 94] [سورة النساء(4): الآيات 95 الى 96] [سورة النساء(4): الآيات 97 الى 100] [سورة النساء(4): الآيات 101 الى 102] [سورة النساء(4): الآيات 103 الى 104] [سورة النساء(4): الآيات 105 الى 109] [سورة النساء(4): الآيات 110 الى 113] [سورة النساء(4): الآيات 114 الى 115] [سورة النساء(4): الآيات 116 الى 122] [سورة النساء(4): الآيات 123 الى 126] [سورة النساء(4): آية 127] [سورة النساء(4): الآيات 128 الى 130] [سورة النساء(4): الآيات 131 الى 134] [سورة النساء(4): الآيات 135 الى 136] [سورة النساء(4): الآيات 137 الى 141] [سورة النساء(4): الآيات 142 الى 147] [سورة النساء(4): الآيات 148 الى 149] [سورة النساء(4): الآيات 150 الى 152] [سورة النساء(4): الآيات 159 الى 153] [سورة النساء(4): الآيات 160 الى 165] [سورة النساء(4): الآيات 166 الى 171] [سورة النساء(4): الآيات 172 الى 175] [سورة النساء(4): آية 176]
فهرس الجزء الأول

الجزء الثاني

تنبيه:

سورة المائدة

[سورة المائدة(5): الآيات 1 الى 2] [سورة المائدة(5): آية 3] [سورة المائدة(5): الآيات 4 الى 5] [سورة المائدة(5): آية 6] [سورة المائدة(5): الآيات 7 الى 11] [سورة المائدة(5): الآيات 12 الى 14] [سورة المائدة(5): الآيات 15 الى 16] [سورة المائدة(5): الآيات 17 الى 18] [سورة المائدة(5): آية 19] [سورة المائدة(5): الآيات 20 الى 26] [سورة المائدة(5): الآيات 27 الى 31] [سورة المائدة(5): الآيات 32 الى 34] [سورة المائدة(5): الآيات 35 الى 37] [سورة المائدة(5): الآيات 38 الى 40] [سورة المائدة(5): الآيات 41 الى 44] [سورة المائدة(5): الآيات 45 الى 50] [سورة المائدة(5): الآيات 51 الى 56] [سورة المائدة(5): الآيات 57 الى 63] [سورة المائدة(5): الآيات 64 الى 66] [سورة المائدة(5): آية 67] [سورة المائدة(5): الآيات 68 الى 75] [سورة المائدة(5): الآيات 76 الى 81] [سورة المائدة(5): الآيات 82 الى 86] [سورة المائدة(5): الآيات 87 الى 88] [سورة المائدة(5): آية 89] [سورة المائدة(5): الآيات 90 الى 93] [سورة المائدة(5): الآيات 94 الى 99] [سورة المائدة(5): الآيات 100 الى 104] [سورة المائدة(5): آية 105] [سورة المائدة(5): الآيات 106 الى 108] [سورة المائدة(5): الآيات 109 الى 111] [سورة المائدة(5): الآيات 112 الى 115] [سورة المائدة(5): الآيات 116 الى 120]

سورة الأنعام

[سورة الأنعام(6): الآيات 1 الى 3] [سورة الأنعام(6): الآيات 4 الى 11] [سورة الأنعام(6): الآيات 12 الى 21] [سورة الأنعام(6): الآيات 22 الى 30] [سورة الأنعام(6): الآيات 31 الى 36] [سورة الأنعام(6): الآيات 37 الى 39] [سورة الأنعام(6): الآيات 40 الى 45] [سورة الأنعام(6): الآيات 46 الى 49] [سورة الأنعام(6): الآيات 50 الى 55] [سورة الأنعام(6): الآيات 56 الى 59] [سورة الأنعام(6): الآيات 60 الى 62] [سورة الأنعام(6): الآيات 63 الى 65] [سورة الأنعام(6): الآيات 66 الى 73] [سورة الأنعام(6): الآيات 74 الى 83] [سورة الأنعام(6): الآيات 84 الى 90] [سورة الأنعام(6): الآيات 91 الى 94] [سورة الأنعام(6): الآيات 95 الى 99] [سورة الأنعام(6): الآيات 100 الى 103] [سورة الأنعام(6): الآيات 104 الى 108] [سورة الأنعام(6): الآيات 109 الى 113] [سورة الأنعام(6): الآيات 114 الى 117] [سورة الأنعام(6): الآيات 118 الى 120] [سورة الأنعام(6): آية 121] [سورة الأنعام(6): الآيات 122 الى 124] [سورة الأنعام(6): الآيات 125 الى 128] [سورة الأنعام(6): الآيات 129 الى 132] [سورة الأنعام(6): الآيات 133 الى 137] [سورة الأنعام(6): الآيات 138 الى 140] [سورة الأنعام(6): الآيات 141 الى 142] [سورة الأنعام(6): الآيات 143 الى 144] [سورة الأنعام(6): آية 145] [سورة الأنعام(6): الآيات 146 الى 147] [سورة الأنعام(6): الآيات 148 الى 150] [سورة الأنعام(6): الآيات 151 الى 153] [سورة الأنعام(6): الآيات 154 الى 157] [سورة الأنعام(6): آية 158] [سورة الأنعام(6): الآيات 159 الى 160] [سورة الأنعام(6): الآيات 161 الى 163] [سورة الأنعام(6): الآيات 164 الى 165]

سورة الأعراف

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 7] [سورة الأعراف(7): الآيات 8 الى 18] [سورة الأعراف(7): الآيات 19 الى 25] [سورة الأعراف(7): الآيات 26 الى 27] [سورة الأعراف(7): الآيات 28 الى 30] [سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 33] [سورة الأعراف(7): الآيات 34 الى 39] [سورة الأعراف(7): الآيات 40 الى 43] [سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 49] [سورة الأعراف(7): الآيات 50 الى 54] [سورة الأعراف(7): الآيات 55 الى 58] [سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 64] [سورة الأعراف(7): الآيات 65 الى 72] [سورة الأعراف(7): الآيات 73 الى 79] [سورة الأعراف(7): الآيات 80 الى 84] [سورة الأعراف(7): الآيات 85 الى 93] [سورة الأعراف(7): الآيات 94 الى 100] [سورة الأعراف(7): الآيات 101 الى 102] [سورة الأعراف(7): الآيات 103 الى 122] [سورة الأعراف(7): الآيات 123 الى 129] [سورة الأعراف(7): الآيات 130 الى 136] [سورة الأعراف(7): الآيات 137 الى 141] [سورة الأعراف(7): آية 142] [سورة الأعراف(7): الآيات 143 الى 147] [سورة الأعراف(7): الآيات 148 الى 151] [سورة الأعراف(7): الآيات 152 الى 154] [سورة الأعراف(7): الآيات 155 الى 157] [سورة الأعراف(7): آية 158] [سورة الأعراف(7): الآيات 159 الى 166] [سورة الأعراف(7): الآيات 167 الى 170] [سورة الأعراف(7): آية 171] [سورة الأعراف(7): الآيات 172 الى 174] [سورة الأعراف(7): الآيات 175 الى 178] [سورة الأعراف(7): آية 179] [سورة الأعراف(7): آية 180] [سورة الأعراف(7): الآيات 181 الى 186] [سورة الأعراف(7): الآيات 187 الى 192] [سورة الأعراف(7): الآيات 193 الى 198] [سورة الأعراف(7): الآيات 199 الى 206]

سورة التوبة

[سورة التوبة(9): الآيات 1 الى 3] [سورة التوبة(9): الآيات 4 الى 6] [سورة التوبة(9): الآيات 7 الى 11] [سورة التوبة(9): الآيات 12 الى 16] [سورة التوبة(9): الآيات 17 الى 22] [سورة التوبة(9): الآيات 23 الى 24] [سورة التوبة(9): الآيات 25 الى 27] [سورة التوبة(9): الآيات 28 الى 29] [سورة التوبة(9): الآيات 30 الى 33] [سورة التوبة(9): الآيات 34 الى 35] [سورة التوبة(9): الآيات 36 الى 37] [سورة التوبة(9): الآيات 38 الى 42] [سورة التوبة(9): الآيات 43 الى 49] [سورة التوبة(9): الآيات 50 الى 57] [سورة التوبة(9): الآيات 58 الى 60] [سورة التوبة(9): الآيات 61 الى 66] [سورة التوبة(9): الآيات 67 الى 70] [سورة التوبة(9): الآيات 71 الى 72] [سورة التوبة(9): الآيات 73 الى 74] [سورة التوبة(9): الآيات 75 الى 79] [سورة التوبة(9): الآيات 80 الى 83] [سورة التوبة(9): الآيات 84 الى 89] [سورة التوبة(9): آية 90] [سورة التوبة(9): الآيات 91 الى 93] [سورة التوبة(9): الآيات 94 الى 99] [سورة التوبة(9): الآيات 100 الى 106] [سورة التوبة(9): الآيات 107 الى 110] [سورة التوبة(9): الآيات 111 الى 112] [سورة التوبة(9): الآيات 113 الى 114] [سورة التوبة(9): الآيات 115 الى 119] [سورة التوبة(9): الآيات 120 الى 121] [سورة التوبة(9): الآيات 122 الى 123] [سورة التوبة(9): الآيات 124 الى 129]

الجزء الثالث

الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الموضوعات

الجزء السادس

(4) فهرس القراءات القرآنية

سورة الفاتحة(1) سورة البقرة(2) سورة آل عمران(3) سورة النساء(4) سورة المائدة(5) سورة الأنعام(6) سورة الأعراف(7) سورة الأنفال(8) سورة براءة - التوبة(9) سورة يونس(10) سورة هود(11) سورة يوسف(12) سورة الرعد(13) سورة إبراهيم(14) سورة الحجر(15) سورة النحل(16) سورة الإسراء(17) سورة الكهف(18) سورة مريم(19) سورة طه(20) سورة الأنبياء(21) سورة الحج(22) سورة المؤمنون(23) سورة النور(24) سورة الفرقان(25) سورة الشعراء(26) سورة النمل(27) سورة القصص(28) سورة العنكبوت(29) سورة الروم(30) سورة لقمان(31) سورة السجدة(32) سورة الأحزاب(33) سورة سبأ(34) سورة فاطر(35) سورة يس(36) سورة الصافات(37) سورة ص(38) سورة الزمر(39) سورة غافر(40) سورة فصلت(41) سورة الشورى(42) سورة الزخرف(43) سورة الدخان(44) سورة الجاثية(45) سورة الأحقاف(46) سورة محمد(47) سورة الفتح(48) سورة الحجرات(49) سورة ق(50) سورة الذاريات(51) سورة الطور(52) سورة النجم(53) سورة القمر(54) سورة الرحمن(55) سورة الواقعة(56) سورة الحديد(57) سورة المجادلة(58) سورة الحشر(59) سورة الممتحنة(60) سورة الصف(61) سورة الجمعة(62) سورة المنافقون(63) سورة التغابن(64) سورة الطلاق(65) سورة التحريم(66) سورة الملك(67) سورة القلم(68) سورة الحاقة(69) سورة المعارج(70) سورة نوح(71) سورة الجن(72) سورة المزمل(73) سورة المدثر(74) سورة القيامة(75) سورة الإنسان(76) سورة المرسلات(77) سورة النبأ(78) سورة النازعات(79) سورة عبس(80) سورة التكوير(81) سورة الانفطار(82) سورة المطففين(83) سورة الانشقاق(84) سورة البروج(85) سورة الطارق(86) سورة الأعلى(87) سورة الغاشية(88) سورة الفجر(89) سورة البلد(90) سورة الشمس(91) سورة الليل(92) سورة الضحى(93) سورة الشرح(94) سورة التين(95) سورة العلق(96) سورة القدر(97) سورة البينة(98) سورة الزلزلة(99) سورة العاديات(100) سورة القارعة(101) سورة التكاثر(102) سورة العصر(103) سورة الهمزة(104) سورة قريش(106) سورة الماعون(107) سورة الكوثر(108) سورة الكافرون(109) سورة المسد(111) سورة الإخلاص(112) سورة الفلق(113) سورة الناس(114)

(5) فهرس المفردات اللغوية

سورة الفاتحة(1) سورة البقرة(2) سورة آل عمران(3) سورة النساء(4) سورة المائدة(5) سورة الأنعام(6) سورة الأعراف(7) سورة الأنفال(8) سورة التوبة(براءة)(9) سورة يونس(10) سورة هود(11) سورة يوسف(12) سورة الرعد(13) سورة إبراهيم(14) سورة الحجر(15) سورة النحل(16) سورة الإسراء(17) سورة الكهف(18) سورة مريم(19) سورة طه(20) سورة الأنبياء(21) سورة الحج(22) سورة المؤمنون(23) سورة النور(24) سورة الفرقان(25) سورة الشعراء(26) سورة النمل(27) سورة القصص(28) سورة العنكبوت(29) سورة الروم(30) سورة لقمان(31) سورة السجدة(32) سورة الأحزاب(33) سورة سبأ(34) سورة فاطر(35) سورة يس(36) سورة الصافات(37) سورة ص(38) سورة الزمر(39) سورة غافر(40) سورة حم السجدة(41) سورة الشورى(42) سورة الزخرف(43) سورة الدخان(44) سورة الجاثية(45) سورة الأحقاف(46) سورة محمد(47) سورة الفتح(48) سورة الحجرات(49) سورة ق(50) سورة الذاريات(51) سورة الطور(52) سورة النجم(53) سورة القمر(54) سورة الرحمن(55) سورة الواقعة(56) سورة الحديد(57) سورة المجادلة(58) سورة الحشر(59) سورة الممتحنة(60) سورة الصف(61) سورة الجمعة(62) سورة المنافقون(63) سورة التغابن(64) سورة الطلاق(65) سورة التحريم(66) سورة الملك(67) سورة ن(68) سورة الحاقة(69) سورة المعارج(70) سورة نوح(71) سورة الجن(72) سورة المزمل(73) سورة المدثر(74) سورة القيامة(75) سورة الإنسان(76) سورة المرسلات(77) سورة عم(78) سورة النازعات(79) سورة عبس(80) سورة التكوير(81) سورة الانفطار(82) سورة المطففين(83) سورة الانشقاق(84) سورة البروج(85) سورة الطارق(86) سورة الأعلى(87) سورة الغاشية(88) سورة الفجر(89) سورة البلد(90) سورة الشمس(91) سورة الليل(92) سورة الضحى(93) سورة الشرح(94) سورة التين(95) سورة العلق(96) سورة القدر(97) سورة البينة(98) سورة الزلزلة(99) سورة العاديات(100) سورة القارعة(101) سورة التكاثر(102) سورة العصر(103) سورة الهمزة(104) سورة الفيل(105) سورة قريش(106) سورة الماعون(107) سورة الكوثر(108) سورة النصر(110) سورة المسد(111) سورة الإخلاص(112) سورة الفلق(113) سورة الناس(114)

(6) فهرس الموضوعات العامة

مفاهيم القرآن

1 - الأرض: 2 - السكينة: 3 - السيئة: 4 - السلوى: 5 - السلم: 6 - الختم: 7 - الضعفاء: 8 - الحرج: 9 - الحديد: 10 - النعم: 11 - الرياح: 12 - الهجرة: 13 - الهلال: 14 - الوزر: 15 - الولاية: 16 - يأجوج و مأجوج: 17 - اليسر و التيسير: 18 - التراب: 19 - الأسماء: 20 - الطاغوت: 21 - العرب: 22 - العمر: 23 - الوسيلة: 24 - الماعون: 25 - المجادلة: 26 - المصائب: 27 - المطر: 28 - المعاد: 29 - الموالاة: 30 - المن: 31 - النحل: 32 - الفرح: 33 - فرعون: 34 - الفيل: 35 - القانت: 36 - القرابة: 37 - قريش: 38 - الكعبة: 39 - الكلمة: 40 - الكهانة و التنجيم: 41 - المباهلة: 42 - البحيرة: 43 - البدعة: 44 - الرأي: 45 - الرؤيا الصالحة: 46 - الروح: 47 - الضعفاء و الكبراء: 48 - الطاعون: 49 - النعيم: 50 - الجماعة: 51 - الدعوة إلى الله: 52 - الدابة: 53 - الشرع: 54 - الصابئون: 55 - الطمس: 56 - الطين: 57 - العالم: 58 - العسل: 59 - العصا: 60 - العقوبة: 61 - العنكبوت: 62 - العين: 63 - الفاسق: 64 - الفترة: 65 - الفتنة: 66 - الردة: 67 - الخصاء: 68 - الأهواء: 69 - السمع: 70 - الحق: 71 - التابوت: 72 - الأمة: 73 - الأسباط: 74 - الأموال: 75 - أهل البدع: 76 - الأنصار: 77 - الاعتبار: 78 - الميزان: 79 - التبني: 80 - آل فرعون: 81 - أكاذيب القصاص: 82 - إسرائيل: 83 - التهلكة: 83 - الأساطير: 84 - الآيات: 85 - الحياة و الموت: 86 - السماء: 87 - الوزن و الكيل: 88 - الولي: 89 - النجوم: 90 - الرياح: 91 - العهد: 92 - السائبة و الحام:

فتح القدير


صفحه قبل

فتح القدير، ج‏2، ص: 138

قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى‏ وَ الْبَصِيرُ قال: الأعمى الكافر الذي عمي عن حقّ اللّه و أمره و نعمه عليه، و البصير:

العبد المؤمن الذي أبصر بصرا نافعا فوحّد اللّه وحده، و عمل بطاعة ربه، و انتفع بما آتاه اللّه. و أخرج أحمد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و الطبراني و أبو الشيخ و ابن مردويه و أبو نعيم في الحلية عن عبد اللّه ابن مسعود قال: «مرّ الملأ من قريش على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و عنده صهيب و عمّار و بلال و خبّاب و نحوهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا: يا محمد أرضيت بهؤلاء من قومك‏ أَ هؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أ نحن نكون تبعا لهؤلاء؟ اطردهم عنا، فلعلك إن طردتهم أن نتبعك، فأنزل اللّه فيهم القرآن‏ وَ أَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى‏ رَبِّهِمْ‏ إلى قوله: وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ‏ . و قد أخرج هذا السبب مطوّلا ابن جرير و ابن المنذر عن عكرمة، و فيه: إن الذين جاءوا إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و قرظة بن عبد عمرو بن نوفل و الحارث بن عامر بن نوفل و مطعم بن عديّ بن الخيار بن نوفل في أشراف الكفار من عبد مناف. و أخرجه ابن أبي شيبة و ابن ماجة و أبو يعلى و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و الطبراني و أبو الشيخ و ابن مردويه، و أبو نعيم في الحلية، و البيهقي في الدلائل عن خبّاب قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي و عيينة ابن حصن الفزاري، فذكر نحو حديث عبد اللّه بن مسعود مطوّلا. قال ابن كثير: هذا حديث غريب، فإن هذه الآية مكية، و الأقرع و عيينة إنما أسلما بعد الهجرة بدهر. و أخرج مسلم و النسائي و ابن ماجة و غيرهم عن سعد بن أبي وقاص قال: لقد نزلت هذه الآية في ستة: أنا و عبد اللّه بن مسعود و بلال و رجل من هذيل و رجلان لست أسمّيهما، فقال المشركون للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم: اطرد هؤلاء عنك لا يجترءون علينا، فوقع في نفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما شاء اللّه أن يقع فحدّث نفسه، فأنزل اللّه‏ وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِ‏ . و قد روي في بيان السبب روايات موافقة لما ذكرنا في المعنى. و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِ‏ قال: يعني الصلاة المكتوبة. و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: الصلاة المكتوبة الصّبح و العصر. و أخرج ابن أبي شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن إبراهيم النخعي في الآية قال: هم أهل الذكر لا تطردهم عن الذكر. قال سفيان: أي أهل الفقه. و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: وَ كَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ‏ يعني أنه جعل بعضهم أغنياء و بعضهم فقراء، فقال الأغنياء للفقراء: أَ هؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا يعني أ هؤلاء هداهم اللّه، و إنما قالوا ذلك استهزاء و سخرية. و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج أ هؤلاء الذين منّ اللّه عليهم من بيننا أي لو كان لهم كرامة على اللّه ما أصابهم هذا الجهد.

و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن ماهان قال: أتى قوم النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم، فقالوا: إنا أصبنا ذنوبا عظاما، فما ردّ عليهم شيئا فانصرفوا، فأنزل اللّه‏ وَ إِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا الآية. فدعاهم فقرأها عليهم. و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: أخبرت أن قوله: سَلامٌ عَلَيْكُمْ‏ كانوا إذا دخلوا على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بدأهم بالسلام، فقال: سَلامٌ عَلَيْكُمْ‏ و إذا لقيهم فكذلك أيضا. و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير عن قتادة في قوله: وَ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ‏ قال: نبيّن الآيات.

فتح القدير، ج‏2، ص: 139

و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: وَ لِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ‏ قال: الذين يأمرونك بطرد هؤلاء.

[سورة الأنعام (6): الآيات 56 الى 59]

قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَ ما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَ كَذَّبْتُمْ بِهِ ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58) وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (59)

قوله: قُلْ إِنِّي نُهِيتُ‏ أمره اللّه سبحانه أن يعود إلى مخاطبة الكفار و يخبرهم بأنه نهي عن عبادة ما يدعونه و يعبدونه من دون اللّه، أي نهاه عن ذلك و صرفه و زجره، ثم أمره سبحانه بأن يقول لهم: لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ‏ أي لا أسلك المسلك الذي سلكتموه في دينكم من اتباع الأهواء و المشي على ما توجبه المقاصد الفاسدة التي يتسبب عنها الوقوع في الضلال. قوله: قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً أي اتبعت أهواءكم فيما طلبتموه من عبادة معبوداتكم و طرد من أردتم طرده‏ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ‏ إن فعلت ذلك، و هذه الجملة الاسمية معطوفة على الجملة التي قبلها، و المجي‏ء بها اسمية عقب تلك الفعلية للدلالة على الدوام و الثبات، و قرئ‏ ضَلَلْتُ‏ بفتح اللام و كسرها و هما لغتان. قال أبو عمرو: ضللت بكسر اللام لغة تميم، و هي قراءة ابن وثاب و طلحة بن مصرف، و الأولى هي الأصح و الأفصح، لأنها لغة أهل الحجاز، و هي قراءة الجمهور.

قال الجوهري: و الضلال و الضلالة: ضدّ الرشاد، و قد ضللت أضلّ. قال اللّه تعالى: قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى‏ نَفْسِي‏ «1» قال فهذه: يعني المفتوحة لغة نجد و هي الفصيحة، و أهل العالية يقول: ضللت بالكسر أضلّ انتهى. قوله: قُلْ إِنِّي عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي‏ البينة: الحجّة و البرهان، أي إني على برهان من ربي و يقين، لا على هوى و شك، أمره اللّه سبحانه بأن يبين لهم أن ما هو عليه من عبادة ربه هو عن حجة برهانية يقينية، لا كما هم عليه من اتباع الشبه الداحضة و الشكوك الفاسدة التي لا مستند لها إلا مجرد الأهوية الباطلة. قوله:

وَ كَذَّبْتُمْ بِهِ‏ أي بالربّ، أو بالعذاب، أو بالقرآن، أو بالبينة، و التذكير للضمير باعتبار المعنى. و هذه الجملة إما حالية بتقدير قد: أي و الحال أن قد كذبتم به، أو جملة مستأنفة مبينة لما هم عليه من التكذيب بما جاء به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من الحجج الواضحة و البراهين البينة. قوله: ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ‏ أخبرهم بأنه لم يكن عنده ما يتعجلونه من العذاب، فإنهم كانوا لفرط تكذيبهم يستعجلون نزوله، استهزاء، نحو قوله:

أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً «2» ، و قولهم: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ «3» ، و قولهم: مَتى‏ هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* «4» ، و قيل: ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ‏ من الآيات التي تقترحونها عليّ. قوله: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ‏ : أي ما الحكم في كل شي‏ء إلا للّه سبحانه، و من جملة ذلك ما تستعجلون به من العذاب أو الآيات المقترحة. و المراد: الحكم الفاصل‏

(1). سبأ: 50.

(2). الإسراء: 92.

(3). الأنفال: 32.

(4). سبأ: 29.

فتح القدير، ج‏2، ص: 140

بين الحق و الباطل. قوله: يَقُصُّ الْحَقَ‏ قرأ نافع و ابن كثير و عاصم‏ يَقُصُ‏ بالقاف و الصاد المهملة، و قرأ الباقون يقضي بالضاد المعجمة و الياء، و كذا قرأ عليّ و أبو عبد الرحمن السلمي و سعيد بن المسيب، و هو مكتوب في المصحف بغير ياء. فعلى القراءة الأولى هو من القصص: أي يتبع الحق فيما يحكم به. و على القراءة الثانية هو من القضاء: أي يقضي القضاء بين عباده، و الحق منتصب على المفعولية، أو على أنه صفة لمصدر محذوف، أي يقضي القضاء الحق، أو يقص القصص الحق‏ وَ هُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ‏ أي بين الحقّ و الباطل بما يقضي به بين عباده و يفصله لهم في كتابه، ثم أمره اللّه سبحانه أن يقول لهم: لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ‏ أي ما تطلبون تعجيله بأن يكون إنزاله بكم مقدورا لي و في وسعي‏ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ‏ أي لقضى اللّه الأمر بيننا بأن ينزله اللّه سبحانه لكم بسؤالي له و طلبي ذلك؛ أو المعنى: لو كان العذاب الذي تطلبونه و تستعجلون به عندي و في قبضتي لأنزلته بكم، و عند ذلك يقضى الأمر بيني و بينكم‏ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ‏ و بالوقت الذي ينزل فيه عذابهم و بما تقتضيه مشيئته من تأخيره استدراجا لهم و إعذارا إليهم. قوله: وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ المفاتح جمع مفتح بالفتح؛ و هو المخزن: أي عنده مخازن الغيب، جعل للأمور الغيبية مخازن تخزن فيها على طريق الاستعارة، أو جمع مفتح بكسر الميم، و هو المفتاح، جعل للأمور الغيبية مفاتح يتوصل بها إلى ما في المخازن منها على طريق الاستعارة أيضا، و يؤيد أنها جمع مفتح بالكسر قراءة ابن السميقع و عنده مفاتيح الغيب فإن المفاتيح جمع مفتاح و المعنى: إن عنده سبحانه خاصة مخازن الغيب، أو المفاتح التي يتوصل بها إلى المخازن. و قوله: لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ جملة مؤكّدة لمضمون الجملة الأولى، و أنه لا علم لأحد من خلقه بشي‏ء من الأمور الغيبية التي استأثر اللّه بعلمها، و يندرج تحت هذه الآية علم ما يستعجله الكفار من العذاب كما يرشد إليه السياق اندراجا أوّليا. و في هذه الآية الشريفة ما يدفع أباطيل الكهّان و المنجّمين و الرمليين و غيرهم من المدّعين ما ليس من شأنهم، و لا يدخل تحت قدرتهم و لا يحيط به علمهم، و لقد ابتلي الإسلام و أهله بقوم سوء من هذه الأجناس الضالة و الأنواع المخذولة و لم يربحوا من أكاذيبهم و أباطيلهم بغير خطة السوء المذكورة في قول الصادق المصدوق صلّى اللّه عليه و سلّم: «من أتى كاهنا أو منجّما فقد كفر بما أنزل على محمد». قوله: وَ يَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ خصّهما بالذّكر لأنهما من أعظم مخلوقات اللّه: أي يعلم ما فيهما من حيوان و جماد علما مفصلا لا يخفى عليه منه شي‏ء، أو خصهما لكونهما أكثر ما يشاهده الناس و يتطلعون لعلم ما فيهما وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها أي من ورق الشجر و هو تخصيص بعد التعميم: أي يعلمها و يعلم زمان سقوطها و مكانه، و قيل: المراد بالورقة ما يكتب فيه الآجال و الأرزاق، و حكى النقاش عن جعفر بن محمد: أن الورقة يراد بها هنا السقط من أولاد بني آدم، قال ابن عطية: و هذا قول جار على طريقة الرموز و لا يصح عن جعفر بن محمد و لا ينبغي أن يلتفت إليه‏ وَ لا حَبَّةٍ كائنة فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ‏ أي في الأمكنة المظلمة، و قيل: في بطن الأرض‏ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ‏ بالخفض عطفا على حبة: و هي معطوفة على ورقة. و قرأ ابن السميقع و الحسن و غيرهما بالرفع عطفا على موضع من ورقة، و قد شمل وصف الرطوبة و اليبوسة جميع الموجودات. قوله: إِلَّا فِي‏

فتح القدير، ج‏2، ص: 141

كِتابٍ مُبِينٍ‏ هو اللوح المحفوظ، فتكون هذه الجملة بدل اشتمال من‏ إِلَّا يَعْلَمُها و قيل: هو عبارة عن علمه فتكون هذه الجملة بدل كل من تلك الجملة.

و قد أخرج ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن أبي عمران الجوني في قوله: قُلْ إِنِّي عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي‏ قال:

على ثقة. و أخرج ابن أبي شيبة و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن عكرمة في قوله: لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ‏ قال: لقامت الساعة. و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن السدّي في قوله: وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ‏ قال: يقول خزائن الغيب. و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ‏ قال: هنّ خمس: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ إلى قوله: عَلِيمٌ خَبِيرٌ* «1» . و أخرج أحمد و البخاري و غيرهما عن ابن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا اللّه:

لا يعلم ما في غد إلا اللّه، و لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا اللّه، و لا يعلم متى يأتي المطر إلا اللّه، و لا تدري نفس بأيّ أرض تموت إلا الله، و لا يعلم أحد متى تقوم الساعة إلا اللّه». و أخرج سعيد بن منصور و عبد ابن حميد و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس: وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها قال:

ما من شجرة في برّ و لا بحر إلا و بها ملك يكتب ما يسقط من ورقها. و أخرج أبو الشيخ عن مجاهد نحوه.

و أخرج أبو الشيخ عن محمد بن جحادة في قوله: وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ قال: للّه تبارك و تعالى شجرة تحت العرش ليس مخلوق إلا له فيها ورقة فإذا سقطت ورقته خرجت روحه من جسده، فذلك قوله: وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها . و أخرج الخطيب في تاريخه بسند ضعيف عن ابن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «ما من زرع على الأرض و لا ثمار على أشجار إلا عليها مكتوب: بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا رزق فلان بن فلان» فذلك قوله تعالى: وَ ما تَسْقُطُ مِنْ‏ الآية. و قد رواه يزيد بن هارون عن محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فذكره. و أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس أنه تلا هذه الآية وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ‏ فقال: الرطب و اليابس من كلّ شي‏ء.

[سورة الأنعام (6): الآيات 60 الى 62]

وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَ يَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضى‏ أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60) وَ هُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَ يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَ هُمْ لا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ (62)

قوله: يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ‏ أي ينيمكم فيقبض فيه نفوسكم التي بها تميزون و ليس ذلك موتا حقيقة، فهو مثل قوله: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها «2» و التوفي: استيفاء الشي‏ء، و توفيت الشي‏ء و استوفيته: إذا أخذته أجمع، قال الشاعر:

إنّ بني الأدرد ليسوا من أحد

و لا توفّاهم قريش في العدد

(1). لقمان: 34.

(2). الزمر: 42.

فتح القدير، ج‏2، ص: 142

قيل: الروح إذا خرجت من البدن في المنام بقيت فيه الحياة؛ و قيل: لا تخرج منه الروح بل الذهن فقط، و الأولى أن هذا أمر لا يعرفه إلا اللّه سبحانه. قوله: وَ يَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ أي كسبتم بجوارحكم من الخير و الشرّ. قوله: ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ‏ أي في النهار، يعني اليقظة؛ و قيل: يبعثكم من القبور فيه:

أي في شأن ذلك الذي قطعتم فيه أعماركم من النوم بالليل و الكسب بالنهار؛ و قيل: في الكلام تقديم و تأخير، و التقدير: هو الذي يتوفاكم بالليل ثم يبعثكم بالنهار و يعلم ما جرحتم فيه؛ و قيل: ثم يبعثكم فيه، أي في المنام، و معنى الآية: إن إمهاله تعالى للكفار ليس للغفلة عن كفرهم، فإنه عالم بذلك و لكن‏ لِيُقْضى‏ أَجَلٌ مُسَمًّى‏ أي معين لكلّ فرد من أفراد العباد من حياة و رزق‏ ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ‏ أي رجوعكم بعد الموت‏ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏ فيجازي المحسن بإحسانه و المسي‏ء بإساءته. قوله: وَ هُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ‏ المراد:

فوقية القدرة و الرتبة، كما يقال: السلطان فوق الرعية، و قد تقدّم بيانه في أوّل السورة. قوله: وَ يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً أي ملائكة جعلهم اللّه حافظين لكم، و منه قوله: وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ‏ «1» و المعنى:

أنه يرسل عليكم من يحفظكم من الآفات و يحفظ أعمالكم، و الحفظة: جمع حافظ، مثل: كتبة: جمع كاتب‏ وَ عَلَيْكُمْ‏ متعلق بيرسل لما فيه من معنى الاستيلاء، و تقديمه على حفظة ليفيد العناية بشأنه و أنه أمر حقيق بذلك؛ و قيل: هو متعلق بحفظة. قوله: حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا حتى: يحتمل أن تكون هي الغائية، أي و يرسل عليكم حفظة يحفظون ما أمروا بحفظه مما يتعلق بكم‏ حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ‏ و يحتمل أن تكون الابتدائية، و المراد بمجي‏ء الموت مجي‏ء علاماته. و قرأ حمزة توفاه رسلنا و قرأ الأعمش تتوفّاه و الرسل: هم أعوان ملك الموت، و معنى توفته: استوفت روحه‏ لا يُفَرِّطُونَ‏ أي لا يقصرون و يضيعون، و أصله من التقدّم، و قال أبو عبيدة: لا يتوانون. و قرأ عبيد بن عمير لا يفرطون بالتخفيف: أي لا يجاوزون الحدّ فيما أمروا به من الإكرام و الإهانة. قوله: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ‏ معطوف على توفته، و الضمير راجع إلى أحد لأنه في معنى الكل مع الالتفات من الخطاب إلى الغيبة، أي ردّوا بعد الحشر إلى اللّه: أي إلى حكمه و جزائه. مَوْلاهُمُ‏ مالكهم الذي يلي أمورهم.

الْحَقِ‏ قرأ الجمهور بالجر صفة لاسم اللّه. و قرأ الحسن الحق بالنصب على إضمار فعل، أي:

أعني أو أمدح، أو على المصدر وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ‏ لكونه لا يحتاج إلى ما يحتاجون إليه من الفكر و الروية و التدبر.

و قد أخرج أبو الشيخ و ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «مع كلّ إنسان ملك إذا نام يأخذ نفسه، فإذا أذن اللّه في قبض روحه قبضه و إلا ردّها إليه، فذلك قوله تعالى: يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ‏ . و أخرج ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن عكرمة في الآية قال: ما من ليلة إلا و اللّه يقبض الأرواح كلّها، فيسأل كلّ نفس عمّا عمل صاحبها من النهار، ثم يدعو ملك الموت فيقول: اقبض روح هذا؛ و ما من يوم إلا و ملك الموت ينظر في كتاب حياة الناس، قائل يقول: ثلاثا، و قائل يقول: خمسا. و أخرج ابن أبي شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن مجاهد في الآية قال: أما

(1). الانفطار: 10.

فتح القدير، ج‏2، ص: 143

وفاته إيّاهم بالليل فمنامهم، و ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ فيقول: ما اكتسبتم بالنّهار ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ‏ قال: في النهار لِيُقْضى‏ أَجَلٌ مُسَمًّى‏ و هو الموت. و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن ابن عباس‏ وَ يَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ‏ قال: ما كسبتم من الإثم. و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن السدّي في قوله: وَ يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً قال: هم المعقّبات من الملائكة يحفظونه و يحفظون عمله.

و أخرج ابن أبي شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن ابن عباس في الآية قال: أعوان ملك الموت من الملائكة. و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عنه في قوله: هُمْ لا يُفَرِّطُونَ‏ يقول: لا يضيعون.

[سورة الأنعام (6): الآيات 63 الى 65]

قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَ مِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64) قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى‏ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَ يُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)

قيل: المراد بظلمات البرّ و البحر: شدائدهما. قال النحاس: و العرب تقول: يوم مظلم: إذا كان شديدا، فإذا عظّمت ذلك قالت: يوم ذو كوكب، أي يحتاجون فيه لشدّة ظلمته إلى كوكب. و أنشد سيبويه:

بني أسد هل تعلمون بلاءنا

إذا كان يوم ذو كواكب اشنعا

و الاستفهام للتقريع و التوبيخ: أي من ينجيكم من شدائدهما العظيمة؟ قرأ أبو بكر عن عاصم خفية بكسر الخاء، و قرأ الباقون بضمها، و هما لغتان. و قرأ الأعمش «و خيفة» من الخوف. و جملة تَدْعُونَهُ‏ في محل نصب على الحال: أي من ينجيكم من ذلك حال دعائكم له دعاء تضرّع و خفية أو متضرّعين و مخفين.

و المراد بالتضرع هنا: دعاء الجهر. قوله: لَئِنْ أَنْجَيْتَنا كذا قرأ أهل المدينة و أهل الشام. و قرأ الكوفيون‏ لَئِنْ أَنْجانا و الجملة في محل نصب على تقدير القول: أي قائلين لئن أنجيتنا من هذه الشدّة التي نزلت بنا و هي الظلمات المذكورة لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ‏ لك على ما أنعمت به علينا من تخليصنا من هذه الشدائد.

قوله: قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَ مِنْ كُلِّ كَرْبٍ‏ قرأ الكوفيون و هشام ينجيكم بالتّشديد، و قرأ الباقون بالتخفيف، و قراءة التشديد تفيد التكثير؛ و قيل: معناهما واحد، و الضمير في‏ مِنْها راجع إلى الظلمات.

و الكرب: الغم يأخذ بالنفس، و منه: رجل مكروب. قال عنترة:

و مكروب كشفت الكرب عنه‏

بطعنة فيصل لمّا دعاني‏

ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ‏ باللّه سبحانه بعد أن أحسن إليكم بالخلوص من الشدائد و ذهاب الكروب شركاء لا ينفعونكم، و لا يضرّونكم، و لا يقدرون على تخليصكم من كل ما ينزل بكم، فكيف وضعتم هذا الشرك موضع ما وعدتم به من أنفسكم من الشكر؟ ثم أمره اللّه سبحانه أن يقول لهم: هُوَ الْقادِرُ عَلى‏ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً أي الذي قدر على إنجائكم من تلك الشدائد و دفع عنكم تلك الكروب قادر على أن يعيدكم‏

فتح القدير، ج‏2، ص: 144

في شدّة و محنة و كرب يبعث عذابه عليكم من كل جانب، فالعذاب المبعوث من جهة الفوق: ما ينزل من السماء من المطر و الصواعق. و المبعوث من تحت الأرجل: الخسف و الزلازل و الغرق، و قيل: مِنْ فَوْقِكُمْ‏ يعني الأمراء الظلمة و مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ‏ يعني السفلة و عبيد السوء. قوله: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً قرأ الجمهور بفتح التحتية، من لبس الأمر: إذا خلطه، و قرأ أبو عبد اللّه المديني بضمها: أي يجعل ذلك لباسا لكم؛ قيل و الأصل: أو يلبس عليكم أمركم، فحذف أحد المفعولين مع حرف الجرّ كما في قوله تعالى: وَ إِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ‏ و المعنى: يجعلكم مختلطي الأهواء مختلفي النحل متفرقي الآراء؛ و قيل:

يجعلكم فرقا يقاتل بعضكم بعضا. و الشيع: الفرق، أي يخلطكم فرقا. قوله: وَ يُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ‏ أي يصيب بعضكم بشدّة بعض من قتل و أسر و نهب‏ وَ يُذِيقَ‏ معطوف على‏ يَبْعَثَ‏ ، و قرئ: «نذيق» بالنون. انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ‏ نبين لهم الحجج و الدلالات من وجوه مختلفة لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ‏ الحقيقة فيعودون إلى الحق الذي بيناه لهم بيانات متنوّعة.

و قد أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن قتادة في قوله: قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ يقول: من كرب البرّ و البحر. و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم في تفسير الآية عن ابن عباس قال: يقول: إذا أضلّ الرجل الطريق دعا اللّه‏ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ‏ «1» . و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم عنه في قوله: قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى‏ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ‏ قال: يعني من أمرائكم‏ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ‏ يعني سفلتكم‏ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً يعني بالشّيع الأهواء المختلفة وَ يُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ‏ قال: يسلّط بعضكم على بعض بالقتل و العذاب. و أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عنه من وجه آخر في تفسير الآية قال: عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ‏ أئمة السوء أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ‏ قال: خدم السوء. و أخرج أبو الشيخ عنه أيضا من وجه آخر قال: مِنْ فَوْقِكُمْ‏ من قبل أمرائكم و أشرافكم‏ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ‏ قال: من قبل سفلتكم و عبيدكم. و أخرج عبد بن حميد و أبو الشيخ عن أبي مالك‏ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ‏ قال: القذف‏ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ‏ قال: الخسف. و أخرج أبو الشيخ عن مجاهد مثله. و أخرج أبو الشيخ عن مجاهد أيضا مِنْ فَوْقِكُمْ‏ قال: الصيحة و الحجارة و الريح‏ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ‏ قال: الرجفة و الخسف، و هما عذاب أهل التكذيب‏ وَ يُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ‏ قال: عذاب أهل الإقرار. و أخرج البخاري و غيره عن جابر بن عبد اللّه قال: لما نزلت هذه الآية قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى‏ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ‏ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «أعوذ بوجهك‏ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ‏ قال: أعوذ بوجهك‏ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَ يُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ‏ قال: هذا أهون أو أيسر». و أخرج أحمد و عبد بن حميد و مسلم و أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و غيرهم من حديث طويل عن ثوبان، و فيه: «و سألته أن لا يسلّط عليهم عدوّا من غيرهم فأعطانيها، و سألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها». و أخرج مسلم و غيره من حديث سعد بن أبي وقاص: «أن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم أقبل ذات يوم من العالية، حتى إذا مرّ بمسجد بني معاوية

صفحه بعد