کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

فتح القدير

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 1] [سورة البقرة(2): آية 2] [سورة البقرة(2): آية 3] [سورة البقرة(2): آية 4] [سورة البقرة(2): آية 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 9] [سورة البقرة(2): آية 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 12] [سورة البقرة(2): آية 13] [سورة البقرة(2): الآيات 14 الى 15] [سورة البقرة(2): آية 16] [سورة البقرة(2): الآيات 18 الى 17] [سورة البقرة(2): الآيات 19 الى 20] [سورة البقرة(2): الآيات 22 الى 21] [سورة البقرة(2): الآيات 24 الى 23] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 27] [سورة البقرة(2): آية 28] [سورة البقرة(2): آية 29] [سورة البقرة(2): آية 30] [سورة البقرة(2): الآيات 31 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): الآيات 35 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 42] [سورة البقرة(2): الآيات 43 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 50] [سورة البقرة(2): الآيات 51 الى 54] [سورة البقرة(2): الآيات 55 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 59] [سورة البقرة(2): الآيات 60 الى 61] [سورة البقرة(2): آية 62] [سورة البقرة(2): الآيات 63 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 71] [سورة البقرة(2): الآيات 72 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 77] [سورة البقرة(2): الآيات 78 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 88] [سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 92] [سورة البقرة(2): الآيات 93 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 98] [سورة البقرة(2): الآيات 99 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 105] [سورة البقرة(2): الآيات 106 الى 107] [سورة البقرة(2): الآيات 108 الى 110] [سورة البقرة(2): الآيات 111 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 115] [سورة البقرة(2): الآيات 116 الى 118] [سورة البقرة(2): الآيات 119 الى 121] [سورة البقرة(2): الآيات 122 الى 124] [سورة البقرة(2): الآيات 125 الى 128] [سورة البقرة(2): الآيات 129 الى 132] [سورة البقرة(2): الآيات 133 الى 141] [سورة البقرة(2): الآيات 142 الى 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 157] [سورة البقرة(2): آية 158] [سورة البقرة(2): الآيات 159 الى 163] [سورة البقرة(2): آية 164] [سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 167] [سورة البقرة(2): الآيات 168 الى 171] [سورة البقرة(2): الآيات 172 الى 173] [سورة البقرة(2): الآيات 174 الى 176] [سورة البقرة(2): آية 177] [سورة البقرة(2): الآيات 178 الى 179] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 183 الى 184] [سورة البقرة(2): آية 185] [سورة البقرة(2): آية 186] [سورة البقرة(2): آية 187] [سورة البقرة(2): آية 188] [سورة البقرة(2): آية 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 193] [سورة البقرة(2): آية 194] [سورة البقرة(2): آية 195] [سورة البقرة(2): آية 196] [سورة البقرة(2): الآيات 197 الى 198] [سورة البقرة(2): الآيات 199 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 207] [سورة البقرة(2): الآيات 208 الى 210] [سورة البقرة(2): الآيات 211 الى 213] [سورة البقرة(2): آية 214] [سورة البقرة(2): الآيات 215 الى 216] [سورة البقرة(2): الآيات 217 الى 218] [سورة البقرة(2): الآيات 219 الى 220] [سورة البقرة(2): آية 221] [سورة البقرة(2): الآيات 222 الى 223] [سورة البقرة(2): الآيات 224 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 226 الى 227] [سورة البقرة(2): آية 228] [سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 230] [سورة البقرة(2): آية 231] [سورة البقرة(2): آية 232] [سورة البقرة(2): آية 233] [سورة البقرة(2): آية 234] [سورة البقرة(2): آية 235] [سورة البقرة(2): الآيات 236 الى 237] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 239] [سورة البقرة(2): الآيات 240 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 245] [سورة البقرة(2): الآيات 246 الى 252] [سورة البقرة(2): آية 253] [سورة البقرة(2): آية 254] [سورة البقرة(2): آية 255] [سورة البقرة(2): الآيات 256 الى 257] [سورة البقرة(2): آية 258] [سورة البقرة(2): آية 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 265] [سورة البقرة(2): آية 266] [سورة البقرة(2): الآيات 267 الى 271] [سورة البقرة(2): الآيات 272 الى 274] [سورة البقرة(2): الآيات 275 الى 277] [سورة البقرة(2): الآيات 278 الى 281] [سورة البقرة(2): الآيات 282 الى 283] [سورة البقرة(2): آية 284] [سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286]

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 6] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 7 الى 9] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 10 الى 13] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 14 الى 17] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 18 الى 20] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 21 الى 25] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 26 الى 27] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 28 الى 30] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 31 الى 34] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 35 الى 37] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 38 الى 44] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 45 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 58] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 59 الى 63] [سورة آل‏عمران(3): آية 64] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 65 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 77] [سورة آل‏عمران(3): آية 78] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 79 الى 80] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 81 الى 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 85] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 86 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 95] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 96 الى 97] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 98 الى 103] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 104 الى 109] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 110 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 117] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 118 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 129] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 130 الى 136] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 137 الى 148] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 149 الى 153] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 154 الى 155] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 156 الى 164] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 165 الى 168] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 169 الى 175] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 176 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 184] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 185 الى 189] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 190 الى 194] [سورة آل‏عمران(3): آية 195] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 196 الى 200]

سورة النساء

[سورة النساء(4): الآيات 1 الى 4] [سورة النساء(4): الآيات 5 الى 6] [سورة النساء(4): الآيات 7 الى 10] [سورة النساء(4): الآيات 11 الى 14] [سورة النساء(4): الآيات 15 الى 18] [سورة النساء(4): الآيات 19 الى 22] [سورة النساء(4): الآيات 23 الى 28] [سورة النساء(4): الآيات 29 الى 31] [سورة النساء(4): الآيات 32 الى 34] [سورة النساء(4): آية 35] [سورة النساء(4): آية 36] [سورة النساء(4): الآيات 37 الى 42] [سورة النساء(4): آية 43] [سورة النساء(4): الآيات 44 الى 48] [سورة النساء(4): الآيات 49 الى 55] [سورة النساء(4): الآيات 56 الى 57] [سورة النساء(4): آية 58] [سورة النساء(4): آية 59] [سورة النساء(4): الآيات 60 الى 65] [سورة النساء(4): الآيات 66 الى 70] [سورة النساء(4): الآيات 71 الى 76] [سورة النساء(4): الآيات 77 الى 81] [سورة النساء(4): الآيات 82 الى 83] [سورة النساء(4): الآيات 84 الى 87] [سورة النساء(4): الآيات 88 الى 91] [سورة النساء(4): الآيات 92 الى 93] [سورة النساء(4): آية 94] [سورة النساء(4): الآيات 95 الى 96] [سورة النساء(4): الآيات 97 الى 100] [سورة النساء(4): الآيات 101 الى 102] [سورة النساء(4): الآيات 103 الى 104] [سورة النساء(4): الآيات 105 الى 109] [سورة النساء(4): الآيات 110 الى 113] [سورة النساء(4): الآيات 114 الى 115] [سورة النساء(4): الآيات 116 الى 122] [سورة النساء(4): الآيات 123 الى 126] [سورة النساء(4): آية 127] [سورة النساء(4): الآيات 128 الى 130] [سورة النساء(4): الآيات 131 الى 134] [سورة النساء(4): الآيات 135 الى 136] [سورة النساء(4): الآيات 137 الى 141] [سورة النساء(4): الآيات 142 الى 147] [سورة النساء(4): الآيات 148 الى 149] [سورة النساء(4): الآيات 150 الى 152] [سورة النساء(4): الآيات 159 الى 153] [سورة النساء(4): الآيات 160 الى 165] [سورة النساء(4): الآيات 166 الى 171] [سورة النساء(4): الآيات 172 الى 175] [سورة النساء(4): آية 176]
فهرس الجزء الأول

الجزء الثاني

تنبيه:

سورة المائدة

[سورة المائدة(5): الآيات 1 الى 2] [سورة المائدة(5): آية 3] [سورة المائدة(5): الآيات 4 الى 5] [سورة المائدة(5): آية 6] [سورة المائدة(5): الآيات 7 الى 11] [سورة المائدة(5): الآيات 12 الى 14] [سورة المائدة(5): الآيات 15 الى 16] [سورة المائدة(5): الآيات 17 الى 18] [سورة المائدة(5): آية 19] [سورة المائدة(5): الآيات 20 الى 26] [سورة المائدة(5): الآيات 27 الى 31] [سورة المائدة(5): الآيات 32 الى 34] [سورة المائدة(5): الآيات 35 الى 37] [سورة المائدة(5): الآيات 38 الى 40] [سورة المائدة(5): الآيات 41 الى 44] [سورة المائدة(5): الآيات 45 الى 50] [سورة المائدة(5): الآيات 51 الى 56] [سورة المائدة(5): الآيات 57 الى 63] [سورة المائدة(5): الآيات 64 الى 66] [سورة المائدة(5): آية 67] [سورة المائدة(5): الآيات 68 الى 75] [سورة المائدة(5): الآيات 76 الى 81] [سورة المائدة(5): الآيات 82 الى 86] [سورة المائدة(5): الآيات 87 الى 88] [سورة المائدة(5): آية 89] [سورة المائدة(5): الآيات 90 الى 93] [سورة المائدة(5): الآيات 94 الى 99] [سورة المائدة(5): الآيات 100 الى 104] [سورة المائدة(5): آية 105] [سورة المائدة(5): الآيات 106 الى 108] [سورة المائدة(5): الآيات 109 الى 111] [سورة المائدة(5): الآيات 112 الى 115] [سورة المائدة(5): الآيات 116 الى 120]

سورة الأنعام

[سورة الأنعام(6): الآيات 1 الى 3] [سورة الأنعام(6): الآيات 4 الى 11] [سورة الأنعام(6): الآيات 12 الى 21] [سورة الأنعام(6): الآيات 22 الى 30] [سورة الأنعام(6): الآيات 31 الى 36] [سورة الأنعام(6): الآيات 37 الى 39] [سورة الأنعام(6): الآيات 40 الى 45] [سورة الأنعام(6): الآيات 46 الى 49] [سورة الأنعام(6): الآيات 50 الى 55] [سورة الأنعام(6): الآيات 56 الى 59] [سورة الأنعام(6): الآيات 60 الى 62] [سورة الأنعام(6): الآيات 63 الى 65] [سورة الأنعام(6): الآيات 66 الى 73] [سورة الأنعام(6): الآيات 74 الى 83] [سورة الأنعام(6): الآيات 84 الى 90] [سورة الأنعام(6): الآيات 91 الى 94] [سورة الأنعام(6): الآيات 95 الى 99] [سورة الأنعام(6): الآيات 100 الى 103] [سورة الأنعام(6): الآيات 104 الى 108] [سورة الأنعام(6): الآيات 109 الى 113] [سورة الأنعام(6): الآيات 114 الى 117] [سورة الأنعام(6): الآيات 118 الى 120] [سورة الأنعام(6): آية 121] [سورة الأنعام(6): الآيات 122 الى 124] [سورة الأنعام(6): الآيات 125 الى 128] [سورة الأنعام(6): الآيات 129 الى 132] [سورة الأنعام(6): الآيات 133 الى 137] [سورة الأنعام(6): الآيات 138 الى 140] [سورة الأنعام(6): الآيات 141 الى 142] [سورة الأنعام(6): الآيات 143 الى 144] [سورة الأنعام(6): آية 145] [سورة الأنعام(6): الآيات 146 الى 147] [سورة الأنعام(6): الآيات 148 الى 150] [سورة الأنعام(6): الآيات 151 الى 153] [سورة الأنعام(6): الآيات 154 الى 157] [سورة الأنعام(6): آية 158] [سورة الأنعام(6): الآيات 159 الى 160] [سورة الأنعام(6): الآيات 161 الى 163] [سورة الأنعام(6): الآيات 164 الى 165]

سورة الأعراف

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 7] [سورة الأعراف(7): الآيات 8 الى 18] [سورة الأعراف(7): الآيات 19 الى 25] [سورة الأعراف(7): الآيات 26 الى 27] [سورة الأعراف(7): الآيات 28 الى 30] [سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 33] [سورة الأعراف(7): الآيات 34 الى 39] [سورة الأعراف(7): الآيات 40 الى 43] [سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 49] [سورة الأعراف(7): الآيات 50 الى 54] [سورة الأعراف(7): الآيات 55 الى 58] [سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 64] [سورة الأعراف(7): الآيات 65 الى 72] [سورة الأعراف(7): الآيات 73 الى 79] [سورة الأعراف(7): الآيات 80 الى 84] [سورة الأعراف(7): الآيات 85 الى 93] [سورة الأعراف(7): الآيات 94 الى 100] [سورة الأعراف(7): الآيات 101 الى 102] [سورة الأعراف(7): الآيات 103 الى 122] [سورة الأعراف(7): الآيات 123 الى 129] [سورة الأعراف(7): الآيات 130 الى 136] [سورة الأعراف(7): الآيات 137 الى 141] [سورة الأعراف(7): آية 142] [سورة الأعراف(7): الآيات 143 الى 147] [سورة الأعراف(7): الآيات 148 الى 151] [سورة الأعراف(7): الآيات 152 الى 154] [سورة الأعراف(7): الآيات 155 الى 157] [سورة الأعراف(7): آية 158] [سورة الأعراف(7): الآيات 159 الى 166] [سورة الأعراف(7): الآيات 167 الى 170] [سورة الأعراف(7): آية 171] [سورة الأعراف(7): الآيات 172 الى 174] [سورة الأعراف(7): الآيات 175 الى 178] [سورة الأعراف(7): آية 179] [سورة الأعراف(7): آية 180] [سورة الأعراف(7): الآيات 181 الى 186] [سورة الأعراف(7): الآيات 187 الى 192] [سورة الأعراف(7): الآيات 193 الى 198] [سورة الأعراف(7): الآيات 199 الى 206]

سورة التوبة

[سورة التوبة(9): الآيات 1 الى 3] [سورة التوبة(9): الآيات 4 الى 6] [سورة التوبة(9): الآيات 7 الى 11] [سورة التوبة(9): الآيات 12 الى 16] [سورة التوبة(9): الآيات 17 الى 22] [سورة التوبة(9): الآيات 23 الى 24] [سورة التوبة(9): الآيات 25 الى 27] [سورة التوبة(9): الآيات 28 الى 29] [سورة التوبة(9): الآيات 30 الى 33] [سورة التوبة(9): الآيات 34 الى 35] [سورة التوبة(9): الآيات 36 الى 37] [سورة التوبة(9): الآيات 38 الى 42] [سورة التوبة(9): الآيات 43 الى 49] [سورة التوبة(9): الآيات 50 الى 57] [سورة التوبة(9): الآيات 58 الى 60] [سورة التوبة(9): الآيات 61 الى 66] [سورة التوبة(9): الآيات 67 الى 70] [سورة التوبة(9): الآيات 71 الى 72] [سورة التوبة(9): الآيات 73 الى 74] [سورة التوبة(9): الآيات 75 الى 79] [سورة التوبة(9): الآيات 80 الى 83] [سورة التوبة(9): الآيات 84 الى 89] [سورة التوبة(9): آية 90] [سورة التوبة(9): الآيات 91 الى 93] [سورة التوبة(9): الآيات 94 الى 99] [سورة التوبة(9): الآيات 100 الى 106] [سورة التوبة(9): الآيات 107 الى 110] [سورة التوبة(9): الآيات 111 الى 112] [سورة التوبة(9): الآيات 113 الى 114] [سورة التوبة(9): الآيات 115 الى 119] [سورة التوبة(9): الآيات 120 الى 121] [سورة التوبة(9): الآيات 122 الى 123] [سورة التوبة(9): الآيات 124 الى 129]

الجزء الثالث

الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الموضوعات

الجزء السادس

(4) فهرس القراءات القرآنية

سورة الفاتحة(1) سورة البقرة(2) سورة آل عمران(3) سورة النساء(4) سورة المائدة(5) سورة الأنعام(6) سورة الأعراف(7) سورة الأنفال(8) سورة براءة - التوبة(9) سورة يونس(10) سورة هود(11) سورة يوسف(12) سورة الرعد(13) سورة إبراهيم(14) سورة الحجر(15) سورة النحل(16) سورة الإسراء(17) سورة الكهف(18) سورة مريم(19) سورة طه(20) سورة الأنبياء(21) سورة الحج(22) سورة المؤمنون(23) سورة النور(24) سورة الفرقان(25) سورة الشعراء(26) سورة النمل(27) سورة القصص(28) سورة العنكبوت(29) سورة الروم(30) سورة لقمان(31) سورة السجدة(32) سورة الأحزاب(33) سورة سبأ(34) سورة فاطر(35) سورة يس(36) سورة الصافات(37) سورة ص(38) سورة الزمر(39) سورة غافر(40) سورة فصلت(41) سورة الشورى(42) سورة الزخرف(43) سورة الدخان(44) سورة الجاثية(45) سورة الأحقاف(46) سورة محمد(47) سورة الفتح(48) سورة الحجرات(49) سورة ق(50) سورة الذاريات(51) سورة الطور(52) سورة النجم(53) سورة القمر(54) سورة الرحمن(55) سورة الواقعة(56) سورة الحديد(57) سورة المجادلة(58) سورة الحشر(59) سورة الممتحنة(60) سورة الصف(61) سورة الجمعة(62) سورة المنافقون(63) سورة التغابن(64) سورة الطلاق(65) سورة التحريم(66) سورة الملك(67) سورة القلم(68) سورة الحاقة(69) سورة المعارج(70) سورة نوح(71) سورة الجن(72) سورة المزمل(73) سورة المدثر(74) سورة القيامة(75) سورة الإنسان(76) سورة المرسلات(77) سورة النبأ(78) سورة النازعات(79) سورة عبس(80) سورة التكوير(81) سورة الانفطار(82) سورة المطففين(83) سورة الانشقاق(84) سورة البروج(85) سورة الطارق(86) سورة الأعلى(87) سورة الغاشية(88) سورة الفجر(89) سورة البلد(90) سورة الشمس(91) سورة الليل(92) سورة الضحى(93) سورة الشرح(94) سورة التين(95) سورة العلق(96) سورة القدر(97) سورة البينة(98) سورة الزلزلة(99) سورة العاديات(100) سورة القارعة(101) سورة التكاثر(102) سورة العصر(103) سورة الهمزة(104) سورة قريش(106) سورة الماعون(107) سورة الكوثر(108) سورة الكافرون(109) سورة المسد(111) سورة الإخلاص(112) سورة الفلق(113) سورة الناس(114)

(5) فهرس المفردات اللغوية

سورة الفاتحة(1) سورة البقرة(2) سورة آل عمران(3) سورة النساء(4) سورة المائدة(5) سورة الأنعام(6) سورة الأعراف(7) سورة الأنفال(8) سورة التوبة(براءة)(9) سورة يونس(10) سورة هود(11) سورة يوسف(12) سورة الرعد(13) سورة إبراهيم(14) سورة الحجر(15) سورة النحل(16) سورة الإسراء(17) سورة الكهف(18) سورة مريم(19) سورة طه(20) سورة الأنبياء(21) سورة الحج(22) سورة المؤمنون(23) سورة النور(24) سورة الفرقان(25) سورة الشعراء(26) سورة النمل(27) سورة القصص(28) سورة العنكبوت(29) سورة الروم(30) سورة لقمان(31) سورة السجدة(32) سورة الأحزاب(33) سورة سبأ(34) سورة فاطر(35) سورة يس(36) سورة الصافات(37) سورة ص(38) سورة الزمر(39) سورة غافر(40) سورة حم السجدة(41) سورة الشورى(42) سورة الزخرف(43) سورة الدخان(44) سورة الجاثية(45) سورة الأحقاف(46) سورة محمد(47) سورة الفتح(48) سورة الحجرات(49) سورة ق(50) سورة الذاريات(51) سورة الطور(52) سورة النجم(53) سورة القمر(54) سورة الرحمن(55) سورة الواقعة(56) سورة الحديد(57) سورة المجادلة(58) سورة الحشر(59) سورة الممتحنة(60) سورة الصف(61) سورة الجمعة(62) سورة المنافقون(63) سورة التغابن(64) سورة الطلاق(65) سورة التحريم(66) سورة الملك(67) سورة ن(68) سورة الحاقة(69) سورة المعارج(70) سورة نوح(71) سورة الجن(72) سورة المزمل(73) سورة المدثر(74) سورة القيامة(75) سورة الإنسان(76) سورة المرسلات(77) سورة عم(78) سورة النازعات(79) سورة عبس(80) سورة التكوير(81) سورة الانفطار(82) سورة المطففين(83) سورة الانشقاق(84) سورة البروج(85) سورة الطارق(86) سورة الأعلى(87) سورة الغاشية(88) سورة الفجر(89) سورة البلد(90) سورة الشمس(91) سورة الليل(92) سورة الضحى(93) سورة الشرح(94) سورة التين(95) سورة العلق(96) سورة القدر(97) سورة البينة(98) سورة الزلزلة(99) سورة العاديات(100) سورة القارعة(101) سورة التكاثر(102) سورة العصر(103) سورة الهمزة(104) سورة الفيل(105) سورة قريش(106) سورة الماعون(107) سورة الكوثر(108) سورة النصر(110) سورة المسد(111) سورة الإخلاص(112) سورة الفلق(113) سورة الناس(114)

(6) فهرس الموضوعات العامة

مفاهيم القرآن

1 - الأرض: 2 - السكينة: 3 - السيئة: 4 - السلوى: 5 - السلم: 6 - الختم: 7 - الضعفاء: 8 - الحرج: 9 - الحديد: 10 - النعم: 11 - الرياح: 12 - الهجرة: 13 - الهلال: 14 - الوزر: 15 - الولاية: 16 - يأجوج و مأجوج: 17 - اليسر و التيسير: 18 - التراب: 19 - الأسماء: 20 - الطاغوت: 21 - العرب: 22 - العمر: 23 - الوسيلة: 24 - الماعون: 25 - المجادلة: 26 - المصائب: 27 - المطر: 28 - المعاد: 29 - الموالاة: 30 - المن: 31 - النحل: 32 - الفرح: 33 - فرعون: 34 - الفيل: 35 - القانت: 36 - القرابة: 37 - قريش: 38 - الكعبة: 39 - الكلمة: 40 - الكهانة و التنجيم: 41 - المباهلة: 42 - البحيرة: 43 - البدعة: 44 - الرأي: 45 - الرؤيا الصالحة: 46 - الروح: 47 - الضعفاء و الكبراء: 48 - الطاعون: 49 - النعيم: 50 - الجماعة: 51 - الدعوة إلى الله: 52 - الدابة: 53 - الشرع: 54 - الصابئون: 55 - الطمس: 56 - الطين: 57 - العالم: 58 - العسل: 59 - العصا: 60 - العقوبة: 61 - العنكبوت: 62 - العين: 63 - الفاسق: 64 - الفترة: 65 - الفتنة: 66 - الردة: 67 - الخصاء: 68 - الأهواء: 69 - السمع: 70 - الحق: 71 - التابوت: 72 - الأمة: 73 - الأسباط: 74 - الأموال: 75 - أهل البدع: 76 - الأنصار: 77 - الاعتبار: 78 - الميزان: 79 - التبني: 80 - آل فرعون: 81 - أكاذيب القصاص: 82 - إسرائيل: 83 - التهلكة: 83 - الأساطير: 84 - الآيات: 85 - الحياة و الموت: 86 - السماء: 87 - الوزن و الكيل: 88 - الولي: 89 - النجوم: 90 - الرياح: 91 - العهد: 92 - السائبة و الحام:

فتح القدير


صفحه قبل

فتح القدير، ج‏3، ص: 416

و قد أخرج ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: وَ يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا قال: أعوانا.

و أخرج عبد بن حميد عنه‏ ضِدًّا قال: حسرة. و أخرج ابن المنذر و ابن أبي حاتم عنه أيضا قال: تَؤُزُّهُمْ أَزًّا تغويهم إغواء. و أخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا: تَؤُزُّهُمْ أَزًّا قال: تحرّض المشركين على محمد و أصحابه. و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: تزعجهم إزعاجا إلى معاصي اللّه. و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم، و البيهقي في البعث، عن ابن عباس‏ وَفْداً قال: ركبانا. و أخرج ابن أبي شيبة و ابن جرير و ابن المنذر عن أبي هريرة وَفْداً قال: على الإبل. و في الصحيحين و غيرهما من حديث أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق: راغبين و راهبين، و اثنان على بعير، و أربعة على بعير، و عشرة على بعير، و تحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، و تبيت معهم حيث باتوا» و الأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا. و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم، و البيهقي في البعث، عن ابن عباس‏ وِرْداً قال: عطاشا. و أخرج ابن المنذر عن أبي هريرة مثله. و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم، و البيهقي في الأسماء و الصّفات، عن ابن عباس في قوله: إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً قال: شهادة أن لا إله إلا اللّه، و تبرأ من الحول و القوّة، و لا يرجو إلا اللّه. و أخرج ابن مردويه عنه في الآية قال: من مات لا يشرك باللّه شيئا دخل الجنة. و أخرج ابن أبي شيبة و ابن أبي حاتم و الطبراني، و الحاكم و صحّحه، و ابن مردويه عن ابن مسعود أنه قرأ: إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً قال: إن اللّه يقول يوم القيامة: من كان له عندي عهد فليقم، فلا يقوم إلا من قال هذا في الدنيا، قولوا: اللهم فاطر السموات و الأرض عالم الغيب و الشهادة؛ إنّي أعهد إليك في الحياة الدنيا أنك إن تكلني إلى عملي تقربني من الشرّ و تباعدني من الخير، و إني لا أثق إلا برحمتك، فاجعله لي عندك عهدا تؤديه إليّ يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من أدخل على مؤمن سرورا فقد سرّني، و من سرّني فقد اتخذ عند الرحمن عهدا، و من اتّخذ عند الرحمن عهدا فلا تمسّه النار، إن اللّه لا يخلف الميعاد». و أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من جاء بالصلوات الخمس يوم القيامة قد حافظ على وضوئها و مواقيتها و ركوعها و سجودها لم ينقص منها شيئا جاء و له عند اللّه عهد أن لا يعذّبه، و من جاء قد انتقص منهم شيئا فليس له عند اللّه عهد، إن شاء رحمه و إن شاء عذّبه». و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا قال: قولا عظيما، و في قوله: تَكادُ السَّماواتُ‏ قال: إن الشرك فرغت منه السموات و الأرض و الجبال و جميع الخلائق إلا الثقلين، و كادت تزول منه لعظمة اللّه سبحانه، و كما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك كذلك يرجو أن يغفر اللّه ذنوب الموحدين، و في قوله: وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا قال: هدما. و أخرج ابن المبارك و سعيد بن منصور و ابن أبي شيبة، و أحمد في الزهد، و ابن أبي حاتم، و أبو الشيخ في العظمة، و الطبراني، و البيهقي في الشعب من طريق عون عن ابن مسعود قال: إن الجبل لينادي الجبل باسمه، يا فلان هل مرّ بك اليوم أحد ذكر اللّه؟ فإذا قال نعم استبشر.

فتح القدير، ج‏3، ص: 417

قال عون: أ فيسمعن الزور إذا قيل و لا يسمعن الخير؟ هنّ للخير أسمع، و قرأ: وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً الآيات.

[سورة مريم (19): الآيات 96 الى 98]

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (96) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (97) وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً (98)

ذكر سبحانه من أحوال المؤمنين بعض ما خصّهم به بعد ذكره لقبائح الكافرين، فقال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا أي: حبّا في قلوب عباده يجعله لهم من دون أن يطلبوه بالأسباب التي توجب ذلك كما يقذف في قلوب أعدائهم الرعب، و السين في سيجعل للدلالة على أن ذلك لم يكن من قبل و أنه مجعول من بعد نزول الآية. و قرئ ودا بكسر الواو، و الجمهور من السبعة و غيرهم على الضم. ثم ذكر سبحانه تعظيم القرآن خصوصا هذه السورة لاشتمالها على التوحيد و النبوة، و بيان حال المعاندين فقال: فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ‏ أي: يسرنا القرآن بإنزالنا له على لغتك، و فصّلناه و سهّلناه، و الباء بمعنى على، و الفاء لتعليل كلام ينساق إليه النظم كأنه قيل: بلغ هذا المنزل أو بشر به أو أنذر فَإِنَّما يَسَّرْناهُ‏ الآية. ثم علّل ما ذكره من التيسير فقال: لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ‏ أي: المتلبّسين بالتقوى، المتّصفين بها وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا اللدّ: جمع الألد، و هو الشديد الخصومة، و منه قوله تعالى: أَلَدُّ الْخِصامِ‏ «1» قال الشاعر:

أبيت نجيا للهموم كأنّني‏

أخاصم أقواما ذوي جدل لدّا

و قال أبو عبيدة: الألد الذي لا يقبل الحق و يدّعي الباطل، و قيل: اللدّ الصّم، و قيل: الظلمة وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ‏ أي: من أمة و جماعة من الناس، و في هذا وعد لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بهلاك الكافرين و وعيد لهم‏ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ هذه الجملة مقرّرة لمضمون ما قبلها، أي: هل تشعر بأحد منهم أو تراه‏ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً الركز: الصوت الخفي، و منه ركز الرمح إذا غيّب طرفه في الأرض. قال طرفة:

و صادقنا «2» سمع التّوجّس للسّرى‏

لركز خفي أو لصوت مفند «3»

و قال ذو الرّمّة:

إذا توجس ركزا مقفر ندس‏

بنبأة الصّوت ما في سمعه كذب‏

(1). البقرة: 204.

(2). في المطبوع: و صادفتها. و المثبت من شرح المعلقات السبع ص (99) تحقيق يوسف بديوي، طبع دار ابن كثير.

(3). في شرح المعلقات السبع: مندّد.

فتح القدير، ج‏3، ص: 418

أي: ما في استماعه كذب بل هو صادق الاستماع، و النّدس: الحاذق، و النّبأة: الصوت الخفي. و قال اليزيدي و أبو عبيدة: الركز: ما لا يفهم من صوت أو حركة.

و قد أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف؛ أنه لما هاجر إلى المدينة وجد في نفسه على فراق أصحابه بمكة منهم شيبة بن ربيعة و عتبة بن ربيعة و أمية بن خلف، فأنزل اللّه‏ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‏ الآية، قال ابن كثير: و هو خطأ، فإن السورة مكية بكمالها لم ينزل شي‏ء منها بعد الهجرة، و لم يصحّ سند ذلك. و أخرج الطبراني و ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت في علي بن أبي طالب‏ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا قال: محبة في قلوب المؤمنين. و أخرج ابن مردويه و الديلمي عن البراء قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لعليّ: «قل اللهم اجعل لي عندك عهدا، و اجعل لي عندك ودّا، و اجعل لي في صدور المؤمنين مودة، فأنزل اللّه الآية في عليّ». و أخرج عبد الرزاق و الفريابي و عبد بن حميد و ابن جرير عن ابن عباس‏ وُدًّا قال: محبة في الناس في الدنيا. و أخرج الحكيم الترمذي و ابن مردويه عن عليّ قال: «سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن قوله: سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ما هو؟

قال: المحبة الصادقة في صدور المؤمنين». و ثبت في الصحيحين و غيرهما من حديث أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «إذا أحب اللّه عبدا نادى جبريل: إني قد أحببت فلانا فأحبه، فينادي في السماء، ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض فذلك قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا و إذا أبغض اللّه عبدا نادى جبريل: إني قد أبغضت فلانا، فينادي في أهل السماء، ثم ينزل له البغضاء في الأرض» و الأحاديث و الآثار في هذا الباب كثيرة. و أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا قال: فجّارا. و أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن الحسن قال: صمّا. و أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ قال: هل ترى منهم من أحد. و أخرج ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: رِكْزاً قال: صوتا.

فتح القدير، ج‏3، ص: 419

سورة طه‏

قال القرطبي: مكية في قول الجميع. و أخرج النحّاس و ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة طه بمكة. و أخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله. و أخرج الدارمي، و ابن خزيمة في التوحيد، و العقيلي في الضعفاء، و الطبراني في الأوسط، و ابن عديّ و ابن مردويه، و البيهقي في الشعب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إن اللّه تبارك و تعالى قرأ طه و يس قبل أن يخلق السّموات و الأرض بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالت: طوبى لأمة ينزل عليها هذا، و طوبى لأجواف تحمل هذا، و طوبى لألسنة تكلمت بهذا». قال ابن خزيمة بعد إخراجه: حديث غريب، و فيه نكارة، و إبراهيم بن مهاجر و شيخه تكلّم فيهما، يعني إبراهيم بن مهاجر بن مسمار و شيخه عمر بن حفص بن ذكوان، و هما من رجال إسناده. و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «أعطيت السورة التي ذكرت فيها الأنعام من الذكر الأوّل، و أعطيت سورة طه و الطواسين من ألواح موسى، و أعطيت فواتح القرآن و خواتيم البقرة من تحت العرش، و أعطيت المفصّل نافلة». و أخرج ابن مردويه عن أبي أمامة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «كل قرآن يوضع عن أهل الجنة فلا يقرءون منه شيئا إلا سورة طه و يس، فإنهم يقرءون بهما في الجنة». و أخرج الدارقطني في سننه عن أنس بن مالك؛ فذكر قصة عمر بن الخطاب مع أخته و خبّاب و قراءتهما طه، و كان ذلك بسبب إسلام عمر، و القصّة مشهورة في كتب السير.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

[سورة طه (20): الآيات 1 الى 16]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

طه (1) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى‏ (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى‏ (3) تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَ السَّماواتِ الْعُلى‏ (4)

الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏ (5) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى‏ (6) وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى‏ (7) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ (8) وَ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى‏ (9)

إِذْ رَأى‏ ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (10) فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى‏ (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (12) وَ أَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى‏ (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14)

إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى‏ كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى‏ (15) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى‏ (16)

قوله: طه‏ قرأ بإمالة الهاء و فتح الطاء أبو عمرو و ابن أبي إسحاق، و أمالهما جميعا أبو بكر و حمزة و الكسائي و الأعمش. و قرأهما أبو جعفر و شيبة و نافع بين اللفظين، و اختار هذه القراءة أبو عبيد. و قرأ الباقون بالتفخيم. قال الثعلبي: و هي كلّها لغات صحيحة فصيحة. و قال النحّاس: لا وجه للإمالة عند أكثر أهل‏

فتح القدير، ج‏3، ص: 420

العربية لعلّتين: الأولى: أنه ليس هاهنا ياء و لا كسرة حتى تكون الإمالة، و العلّة الثانية: أن الطاء من موانع الإمالة.

و قد اختلف أهل العلم في معنى هذه الكلمة على أقوال: الأوّل: أنها من المتشابه الذي لا يفهم المراد به، و الثاني: أنها بمعنى يا رجل في لغة عكل، و في لغة عكّ. قال الكلبي: لو قلت لرجل من عكّ يا رجل لم يجب حتى تقول طه، و أنشد ابن جرير في ذلك:

دعوت بطه في القتال فلم يجب‏

فخفت عليه أن يكون موائلا «1»

و يروى: مزايلا، و قيل: إنها في لغة عكّ بمعنى يا حبيبي. و قال قطرب: هي كذلك في لغة طيّ؛ أي:

بمعنى يا رجل، و كذلك قال الحسن و عكرمة. و قيل: هي كذلك في اللغة السريانية، حكاه المهدوي. و حكى ابن جرير أنها كذلك في اللغة النّبطية، و به قال السدّي و سعيد بن جبير. و حكى الثعلبي عن عكرمة أنها كذلك في لغة الحبشة، و رواه عن عكرمة، و لا مانع من أن تكون هذه الكلمة موضوعة لذلك المعنى في تلك اللغات كلها إذا صحّ النقل. القول الثالث: أنها اسم من أسماء اللّه سبحانه. و القول الرابع: أنها اسم للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

القول الخامس: أنها اسم للسورة. القول السادس: أنها حروف مقطّعة يدلّ كلّ واحد منها على معنى. ثم اختلفوا في هذه المعاني التي تدلّ عليها هذه الحروف على أقوال كلها متكلّفة متعسّفة. القول السابع: أن معناها طوبى لمن اهتدى. القول الثامن: أن معناها: طإ الأرض يا محمد. قال ابن الأنباري: و ذلك أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يتحمّل مشقّة الصّلاة حتى كادت قدماه تتورّم و يحتاج إلى التروّح، فقيل له طإ الأرض، أي: لا تتعب حتى تحتاج إلى التروّح. و حكى القاضي عياض في «الشفاء» عن الربيع بن أنس قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا صلى قام على رجل و رفع الأخرى، فأنزل اللّه‏ طه‏ يعني: طإ الأرض يا محمد. و حكي عن الحسن البصري أنه قرأ طه على وزن دع، أمر بالوطء، و الأصل طأ فقلبت الهمزة هاء. و قد حكى الواحدي عن أكثر المفسرين أن هذه الكلمة معناها: يا رجل، يريد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: و هو قول الحسن و عكرمة و سعيد بن جبير و الضحّاك و قتادة و مجاهد و ابن عباس في رواية عطاء و الكلبي، غير أن بعضهم يقول: هي بلسان الحبشة و النبطية و السريانية، و يقول الكلبي: هي بلغة عكّ. قال ابن الأنباري: و لغة قريش وافقت تلك اللغة في هذا المعنى؛ لأن اللّه سبحانه لم يخاطب نبيه بلسان غير قريش، انتهى. و إذا تقرّر أنها لهذا المعنى في لغة من لغات العرب كانت ظاهرة المعنى، واضحة الدلالة، خارجة عن فواتح السور التي قدّمنا بيان كونها من المتشابه في فاتحة سورة البقرة، و هكذا إذا كانت لهذا المعنى في لغة من لغات العجم، و استعملتها العرب في كلامها في ذلك المعنى كسائر الكلمات العجمية التي استعملتها العرب الموجودة في الكتاب العزيز، فإنها صارت بذلك الاستعمال من لغة العرب، و جملة ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى‏ مستأنفة مسوقة لتسلية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم‏

(1). البيت لمتمّم بن نويرة.

«موائل»: واءل: طلب النجاة.

فتح القدير، ج‏3، ص: 421

عمّا كان يعتريه من جهة المشركين من التعب، و الشقاء يجي‏ء في معنى التعب. قال ابن كيسان: و أصل الشقاء في اللغة العناء و التعب، و منه قول الشاعر:

ذو العقل يشقى في النّعيم بعقله‏

و أخو الجهالة في الشّقاوة ينعم‏

و المعنى: ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب بفرط تأسّفك عليهم و على كفرهم، و تحسّرك على أن يؤمنوا، فهو كقوله سبحانه: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ‏ «1» قال النحّاس: بعض النحويين يقول: هذه اللام في‏ لِتَشْقى‏ لام النفي، و بعضهم يقول لام الجحود. و قال ابن كيسان: هي لام الخفض، و هذا التفسير للآية هو على قول من قال إن طه كسائر فواتح السور التي ذكرت تعديدا لأسماء الحروف، و إن جعلت اسما للسورة كان قوله: ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى‏ خبرا عنها، و هي في موضع المبتدأ، و أما على قول من قال: إن معناها يا رجل، أو بمعنى الأمر بوطء الأرض فتكون الجملة مستأنفة لصرفه صلّى اللّه عليه و سلّم عمّا كان عليه من المبالغة في العبادة، و انتصاب‏ إِلَّا تَذْكِرَةً على أنه مفعول له لأنزلنا، كقولك: ما ضربتك للتأديب إلا إشفاقا عليك. و قال الزجّاج: هو بدل من لتشقى، أي: ما أنزلناه إلا تذكرة. و أنكره أبو علي الفارسي من جهة أن التذكرة ليست بشقاء، قال: و إنما هو منصوب على المصدرية، أي: أنزلناه لتذكر به تذكرة، أو على المفعول من أجله، أي: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى به، ما أنزلناه إلا للتذكرة، و انتصاب‏ تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَ السَّماواتِ الْعُلى‏ على المصدرية، أي: أنزلناه تنزيلا، و قيل: بدل من قوله تذكرة، و قيل:

هو منصوب على المدح، و قيل: منصوب بيخشى، أي: يخشى تنزيلا من اللّه على أنه مفعول به، و قيل:

منصوب على الحال بتأوله باسم الفاعل. و قرأ أبو حيوة الشامي تنزيل بالرفع على معنى هذا تنزيل؛ و ممن خلق متعلّق بتنزيلا؛ أو بمحذوف هو صفة له؛ و تخصيص خلق الأرض و السموات لكونهما أعظم ما يشاهده العباد من مخلوقاته عزّ و جلّ، و العلا: جمع العليا، أي: المرتفعة، كجمع كبرى و صغرى على كبر و صغر. و معنى الآية إخبار العباد عن كمال عظمته سبحانه و عظيم جلاله، و ارتفاع‏ الرَّحْمنُ‏ على أنه خبر مبتدأ محذوف كما قال الأخفش، و يجوز أن يكون مرتفعا على المدح أو على الابتداء. و قرئ بالجر، قال الزجاج: على البدل من «ممن»، و جوّز النحاس أن يكون مرتفعا على البدل من المضمر في خلق، و جملة عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏ في محل رفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف، أو على أنها خبر الرحمن عند من جعله مبتدأ.

قال أحمد بن يحيى: قال ثعلب: الاستواء: الإقبال على الشي‏ء، و كذا قال الزجّاج و الفرّاء. و قيل: هو كناية عن الملك و السلطان، و البحث في تحقيق هذا يطول، و قد تقدّم البحث عنه في الأعراف. و الذي ذهب إليه أبو الحسن الأشعري أنه سبحانه مستو على عرشه بغير حدّ و لا كيف، و إلى هذا القول سبقه الجماهير من السلف الصالح الذي يقرّون الصفات كما وردت من دون تحريف و لا تأويل‏ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ‏ أي: أنه مالك كل شي‏ء و مدبّره‏ وَ ما بَيْنَهُما من الموجودات‏ وَ ما تَحْتَ الثَّرى‏ الثرى في اللغة: التراب‏

(1). الكهف: 6.

فتح القدير، ج‏3، ص: 422

النديّ، أي: ما تحت التراب من شي‏ء. قال الواحدي: و المفسرون يقولون إنه سبحانه أراد الثرى الذي تحت الصخرة التي عليها الثور الذي تحت الأرض‏ «1» و لا يعلم ما تحت الثرى إلا اللّه سبحانه‏ وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى‏ الجهر بالقول: هو رفع الصوت به و السرّ ما حدّث به الإنسان غيره و أسرّه إليه، و الأخفى من السرّ هو ما حدّث به الإنسان نفسه و أخطره بباله. و المعنى: إن تجهر بذكر اللّه و دعائه فاعلم أنه غنيّ عن ذلك، فإنه يعلم السر و ما هو أخفى من السر، فلا حاجة لك إلى الجهر بالقول، و في هذا معنى النّهي عن الجهر كقوله سبحانه: وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً «2» و قيل: السرّ ما أسرّ الإنسان في نفسه، و الأخفى منه هو ما خفي على ابن آدم مما هو فاعله و هو لا يعلمه، و قيل: السرّ ما أضمره الإنسان في نفسه، و الأخفى منه ما لم يكن و لا أضمره أحد؛ و قيل: السرّ سر الخلائق، و الأخفى منه سرّ اللّه عزّ و جلّ، و أنكر ذلك ابن جرير و قال: إن الأخفى ما ليس في سرّ الإنسان و سيكون في نفسه. ثم ذكر أن الموصوف بالعبادة على الوجه المذكور هو اللّه سبحانه المنزّه عن الشريك، المستحق لتسميته بالأسماء الحسنى، فقال: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ فاللّه خبر مبتدأ محذوف، أي: الموصوف بهذه الصفات الكمالية اللّه، و جملة «لا إله إلا هو» مستأنفة لبيان اختصاص الإلهية به سبحانه، أي: لا إله في الوجود إلا هو، و هكذا جملة له الأسماء الحسنى مبينة لاستحقاقه تعالى للأسماء الحسنى، و هي التسعة و التسعون التي ورد بها الحديث الصحيح.

و قد تقدم بيانها في قوله سبحانه: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ من سورة الأعراف‏ «3» ، و الحسنى: تأنيث الأحسن، و الأسماء مبتدأ و خبرها الحسنى، و يجوز أن يكون اللّه مبتدأ و خبره الجملة التي بعده، و يجوز أن يكون بدلا من الضمير في «يعلم». ثم قرّر سبحانه أمر التوحيد بذكر قصة موسى المشتملة على القدرة الباهرة، و الخبر الغريب، فقال: وَ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى‏ الاستفهام للتقرير، و معناه: أليس قد أتاك حديث موسى، و قيل: معناه: قد أتاك حديث موسى، و قال الكلبي: لم يكن قد أتاه حديث موسى إذ ذاك. و في سياق هذه القصة تسلية للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم لما يلاقيه من مشاق أحكام النبوّة، و تحمّل أثقالها و مقاساة خطوبها، و أن ذلك شأن الأنبياء قبله. و المراد بالحديث القصة الواقعة لموسى، و إِذْ رَأى‏ ناراً ظرف للحديث، و قيل:

العامل فيه مقدر، أي: اذكر، و قيل: يقدر مؤخّرا، أي: حين رأى نارا كان كيت و كيت؛ و كانت رؤيته للنار في ليلة مظلمة لما خرج مسافرا إلى أمه بعد استئذانه لشعيب فلما رآها قال لأهله امكثوا و المراد بالأهل هنا امرأته، و الجمع لظاهر لفظ الأهل أو للتفخيم، و قيل: المراد بهم المرأة و الولد و الخادم، و معنى امكثوا: أقيموا مكانكم، و عبّر بالمكث دون الإقامة؛ لأن الإقامة تقتضي الدوام، و المكث ليس كذلك.

و قرأ حمزة لأهله بضم الهاء، و كذا في القصص. قال النحّاس: و هذا على لغة من قال: مررت بهو

(1). هذا القول لا يستند إلى أي دليل شرعي و يتنافى مع الحقائق العلمية فلا يعتد به.

(2). الأعراف: 205.

صفحه بعد