کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

فتح القدير

الجزء الأول

سورة البقرة

[سورة البقرة(2): آية 1] [سورة البقرة(2): آية 2] [سورة البقرة(2): آية 3] [سورة البقرة(2): آية 4] [سورة البقرة(2): آية 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 9] [سورة البقرة(2): آية 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 12] [سورة البقرة(2): آية 13] [سورة البقرة(2): الآيات 14 الى 15] [سورة البقرة(2): آية 16] [سورة البقرة(2): الآيات 18 الى 17] [سورة البقرة(2): الآيات 19 الى 20] [سورة البقرة(2): الآيات 22 الى 21] [سورة البقرة(2): الآيات 24 الى 23] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 27] [سورة البقرة(2): آية 28] [سورة البقرة(2): آية 29] [سورة البقرة(2): آية 30] [سورة البقرة(2): الآيات 31 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): الآيات 35 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 42] [سورة البقرة(2): الآيات 43 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 50] [سورة البقرة(2): الآيات 51 الى 54] [سورة البقرة(2): الآيات 55 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 59] [سورة البقرة(2): الآيات 60 الى 61] [سورة البقرة(2): آية 62] [سورة البقرة(2): الآيات 63 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 71] [سورة البقرة(2): الآيات 72 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 77] [سورة البقرة(2): الآيات 78 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 88] [سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 92] [سورة البقرة(2): الآيات 93 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 98] [سورة البقرة(2): الآيات 99 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 105] [سورة البقرة(2): الآيات 106 الى 107] [سورة البقرة(2): الآيات 108 الى 110] [سورة البقرة(2): الآيات 111 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 115] [سورة البقرة(2): الآيات 116 الى 118] [سورة البقرة(2): الآيات 119 الى 121] [سورة البقرة(2): الآيات 122 الى 124] [سورة البقرة(2): الآيات 125 الى 128] [سورة البقرة(2): الآيات 129 الى 132] [سورة البقرة(2): الآيات 133 الى 141] [سورة البقرة(2): الآيات 142 الى 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 157] [سورة البقرة(2): آية 158] [سورة البقرة(2): الآيات 159 الى 163] [سورة البقرة(2): آية 164] [سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 167] [سورة البقرة(2): الآيات 168 الى 171] [سورة البقرة(2): الآيات 172 الى 173] [سورة البقرة(2): الآيات 174 الى 176] [سورة البقرة(2): آية 177] [سورة البقرة(2): الآيات 178 الى 179] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 183 الى 184] [سورة البقرة(2): آية 185] [سورة البقرة(2): آية 186] [سورة البقرة(2): آية 187] [سورة البقرة(2): آية 188] [سورة البقرة(2): آية 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 193] [سورة البقرة(2): آية 194] [سورة البقرة(2): آية 195] [سورة البقرة(2): آية 196] [سورة البقرة(2): الآيات 197 الى 198] [سورة البقرة(2): الآيات 199 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 207] [سورة البقرة(2): الآيات 208 الى 210] [سورة البقرة(2): الآيات 211 الى 213] [سورة البقرة(2): آية 214] [سورة البقرة(2): الآيات 215 الى 216] [سورة البقرة(2): الآيات 217 الى 218] [سورة البقرة(2): الآيات 219 الى 220] [سورة البقرة(2): آية 221] [سورة البقرة(2): الآيات 222 الى 223] [سورة البقرة(2): الآيات 224 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 226 الى 227] [سورة البقرة(2): آية 228] [سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 230] [سورة البقرة(2): آية 231] [سورة البقرة(2): آية 232] [سورة البقرة(2): آية 233] [سورة البقرة(2): آية 234] [سورة البقرة(2): آية 235] [سورة البقرة(2): الآيات 236 الى 237] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 239] [سورة البقرة(2): الآيات 240 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 245] [سورة البقرة(2): الآيات 246 الى 252] [سورة البقرة(2): آية 253] [سورة البقرة(2): آية 254] [سورة البقرة(2): آية 255] [سورة البقرة(2): الآيات 256 الى 257] [سورة البقرة(2): آية 258] [سورة البقرة(2): آية 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 265] [سورة البقرة(2): آية 266] [سورة البقرة(2): الآيات 267 الى 271] [سورة البقرة(2): الآيات 272 الى 274] [سورة البقرة(2): الآيات 275 الى 277] [سورة البقرة(2): الآيات 278 الى 281] [سورة البقرة(2): الآيات 282 الى 283] [سورة البقرة(2): آية 284] [سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286]

سورة آل عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 6] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 7 الى 9] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 10 الى 13] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 14 الى 17] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 18 الى 20] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 21 الى 25] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 26 الى 27] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 28 الى 30] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 31 الى 34] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 35 الى 37] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 38 الى 44] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 45 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 58] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 59 الى 63] [سورة آل‏عمران(3): آية 64] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 65 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 77] [سورة آل‏عمران(3): آية 78] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 79 الى 80] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 81 الى 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 85] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 86 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 95] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 96 الى 97] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 98 الى 103] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 104 الى 109] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 110 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 117] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 118 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 129] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 130 الى 136] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 137 الى 148] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 149 الى 153] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 154 الى 155] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 156 الى 164] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 165 الى 168] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 169 الى 175] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 176 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 184] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 185 الى 189] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 190 الى 194] [سورة آل‏عمران(3): آية 195] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 196 الى 200]

سورة النساء

[سورة النساء(4): الآيات 1 الى 4] [سورة النساء(4): الآيات 5 الى 6] [سورة النساء(4): الآيات 7 الى 10] [سورة النساء(4): الآيات 11 الى 14] [سورة النساء(4): الآيات 15 الى 18] [سورة النساء(4): الآيات 19 الى 22] [سورة النساء(4): الآيات 23 الى 28] [سورة النساء(4): الآيات 29 الى 31] [سورة النساء(4): الآيات 32 الى 34] [سورة النساء(4): آية 35] [سورة النساء(4): آية 36] [سورة النساء(4): الآيات 37 الى 42] [سورة النساء(4): آية 43] [سورة النساء(4): الآيات 44 الى 48] [سورة النساء(4): الآيات 49 الى 55] [سورة النساء(4): الآيات 56 الى 57] [سورة النساء(4): آية 58] [سورة النساء(4): آية 59] [سورة النساء(4): الآيات 60 الى 65] [سورة النساء(4): الآيات 66 الى 70] [سورة النساء(4): الآيات 71 الى 76] [سورة النساء(4): الآيات 77 الى 81] [سورة النساء(4): الآيات 82 الى 83] [سورة النساء(4): الآيات 84 الى 87] [سورة النساء(4): الآيات 88 الى 91] [سورة النساء(4): الآيات 92 الى 93] [سورة النساء(4): آية 94] [سورة النساء(4): الآيات 95 الى 96] [سورة النساء(4): الآيات 97 الى 100] [سورة النساء(4): الآيات 101 الى 102] [سورة النساء(4): الآيات 103 الى 104] [سورة النساء(4): الآيات 105 الى 109] [سورة النساء(4): الآيات 110 الى 113] [سورة النساء(4): الآيات 114 الى 115] [سورة النساء(4): الآيات 116 الى 122] [سورة النساء(4): الآيات 123 الى 126] [سورة النساء(4): آية 127] [سورة النساء(4): الآيات 128 الى 130] [سورة النساء(4): الآيات 131 الى 134] [سورة النساء(4): الآيات 135 الى 136] [سورة النساء(4): الآيات 137 الى 141] [سورة النساء(4): الآيات 142 الى 147] [سورة النساء(4): الآيات 148 الى 149] [سورة النساء(4): الآيات 150 الى 152] [سورة النساء(4): الآيات 159 الى 153] [سورة النساء(4): الآيات 160 الى 165] [سورة النساء(4): الآيات 166 الى 171] [سورة النساء(4): الآيات 172 الى 175] [سورة النساء(4): آية 176]
فهرس الجزء الأول

الجزء الثاني

تنبيه:

سورة المائدة

[سورة المائدة(5): الآيات 1 الى 2] [سورة المائدة(5): آية 3] [سورة المائدة(5): الآيات 4 الى 5] [سورة المائدة(5): آية 6] [سورة المائدة(5): الآيات 7 الى 11] [سورة المائدة(5): الآيات 12 الى 14] [سورة المائدة(5): الآيات 15 الى 16] [سورة المائدة(5): الآيات 17 الى 18] [سورة المائدة(5): آية 19] [سورة المائدة(5): الآيات 20 الى 26] [سورة المائدة(5): الآيات 27 الى 31] [سورة المائدة(5): الآيات 32 الى 34] [سورة المائدة(5): الآيات 35 الى 37] [سورة المائدة(5): الآيات 38 الى 40] [سورة المائدة(5): الآيات 41 الى 44] [سورة المائدة(5): الآيات 45 الى 50] [سورة المائدة(5): الآيات 51 الى 56] [سورة المائدة(5): الآيات 57 الى 63] [سورة المائدة(5): الآيات 64 الى 66] [سورة المائدة(5): آية 67] [سورة المائدة(5): الآيات 68 الى 75] [سورة المائدة(5): الآيات 76 الى 81] [سورة المائدة(5): الآيات 82 الى 86] [سورة المائدة(5): الآيات 87 الى 88] [سورة المائدة(5): آية 89] [سورة المائدة(5): الآيات 90 الى 93] [سورة المائدة(5): الآيات 94 الى 99] [سورة المائدة(5): الآيات 100 الى 104] [سورة المائدة(5): آية 105] [سورة المائدة(5): الآيات 106 الى 108] [سورة المائدة(5): الآيات 109 الى 111] [سورة المائدة(5): الآيات 112 الى 115] [سورة المائدة(5): الآيات 116 الى 120]

سورة الأنعام

[سورة الأنعام(6): الآيات 1 الى 3] [سورة الأنعام(6): الآيات 4 الى 11] [سورة الأنعام(6): الآيات 12 الى 21] [سورة الأنعام(6): الآيات 22 الى 30] [سورة الأنعام(6): الآيات 31 الى 36] [سورة الأنعام(6): الآيات 37 الى 39] [سورة الأنعام(6): الآيات 40 الى 45] [سورة الأنعام(6): الآيات 46 الى 49] [سورة الأنعام(6): الآيات 50 الى 55] [سورة الأنعام(6): الآيات 56 الى 59] [سورة الأنعام(6): الآيات 60 الى 62] [سورة الأنعام(6): الآيات 63 الى 65] [سورة الأنعام(6): الآيات 66 الى 73] [سورة الأنعام(6): الآيات 74 الى 83] [سورة الأنعام(6): الآيات 84 الى 90] [سورة الأنعام(6): الآيات 91 الى 94] [سورة الأنعام(6): الآيات 95 الى 99] [سورة الأنعام(6): الآيات 100 الى 103] [سورة الأنعام(6): الآيات 104 الى 108] [سورة الأنعام(6): الآيات 109 الى 113] [سورة الأنعام(6): الآيات 114 الى 117] [سورة الأنعام(6): الآيات 118 الى 120] [سورة الأنعام(6): آية 121] [سورة الأنعام(6): الآيات 122 الى 124] [سورة الأنعام(6): الآيات 125 الى 128] [سورة الأنعام(6): الآيات 129 الى 132] [سورة الأنعام(6): الآيات 133 الى 137] [سورة الأنعام(6): الآيات 138 الى 140] [سورة الأنعام(6): الآيات 141 الى 142] [سورة الأنعام(6): الآيات 143 الى 144] [سورة الأنعام(6): آية 145] [سورة الأنعام(6): الآيات 146 الى 147] [سورة الأنعام(6): الآيات 148 الى 150] [سورة الأنعام(6): الآيات 151 الى 153] [سورة الأنعام(6): الآيات 154 الى 157] [سورة الأنعام(6): آية 158] [سورة الأنعام(6): الآيات 159 الى 160] [سورة الأنعام(6): الآيات 161 الى 163] [سورة الأنعام(6): الآيات 164 الى 165]

سورة الأعراف

[سورة الأعراف(7): الآيات 1 الى 7] [سورة الأعراف(7): الآيات 8 الى 18] [سورة الأعراف(7): الآيات 19 الى 25] [سورة الأعراف(7): الآيات 26 الى 27] [سورة الأعراف(7): الآيات 28 الى 30] [سورة الأعراف(7): الآيات 31 الى 33] [سورة الأعراف(7): الآيات 34 الى 39] [سورة الأعراف(7): الآيات 40 الى 43] [سورة الأعراف(7): الآيات 44 الى 49] [سورة الأعراف(7): الآيات 50 الى 54] [سورة الأعراف(7): الآيات 55 الى 58] [سورة الأعراف(7): الآيات 59 الى 64] [سورة الأعراف(7): الآيات 65 الى 72] [سورة الأعراف(7): الآيات 73 الى 79] [سورة الأعراف(7): الآيات 80 الى 84] [سورة الأعراف(7): الآيات 85 الى 93] [سورة الأعراف(7): الآيات 94 الى 100] [سورة الأعراف(7): الآيات 101 الى 102] [سورة الأعراف(7): الآيات 103 الى 122] [سورة الأعراف(7): الآيات 123 الى 129] [سورة الأعراف(7): الآيات 130 الى 136] [سورة الأعراف(7): الآيات 137 الى 141] [سورة الأعراف(7): آية 142] [سورة الأعراف(7): الآيات 143 الى 147] [سورة الأعراف(7): الآيات 148 الى 151] [سورة الأعراف(7): الآيات 152 الى 154] [سورة الأعراف(7): الآيات 155 الى 157] [سورة الأعراف(7): آية 158] [سورة الأعراف(7): الآيات 159 الى 166] [سورة الأعراف(7): الآيات 167 الى 170] [سورة الأعراف(7): آية 171] [سورة الأعراف(7): الآيات 172 الى 174] [سورة الأعراف(7): الآيات 175 الى 178] [سورة الأعراف(7): آية 179] [سورة الأعراف(7): آية 180] [سورة الأعراف(7): الآيات 181 الى 186] [سورة الأعراف(7): الآيات 187 الى 192] [سورة الأعراف(7): الآيات 193 الى 198] [سورة الأعراف(7): الآيات 199 الى 206]

سورة التوبة

[سورة التوبة(9): الآيات 1 الى 3] [سورة التوبة(9): الآيات 4 الى 6] [سورة التوبة(9): الآيات 7 الى 11] [سورة التوبة(9): الآيات 12 الى 16] [سورة التوبة(9): الآيات 17 الى 22] [سورة التوبة(9): الآيات 23 الى 24] [سورة التوبة(9): الآيات 25 الى 27] [سورة التوبة(9): الآيات 28 الى 29] [سورة التوبة(9): الآيات 30 الى 33] [سورة التوبة(9): الآيات 34 الى 35] [سورة التوبة(9): الآيات 36 الى 37] [سورة التوبة(9): الآيات 38 الى 42] [سورة التوبة(9): الآيات 43 الى 49] [سورة التوبة(9): الآيات 50 الى 57] [سورة التوبة(9): الآيات 58 الى 60] [سورة التوبة(9): الآيات 61 الى 66] [سورة التوبة(9): الآيات 67 الى 70] [سورة التوبة(9): الآيات 71 الى 72] [سورة التوبة(9): الآيات 73 الى 74] [سورة التوبة(9): الآيات 75 الى 79] [سورة التوبة(9): الآيات 80 الى 83] [سورة التوبة(9): الآيات 84 الى 89] [سورة التوبة(9): آية 90] [سورة التوبة(9): الآيات 91 الى 93] [سورة التوبة(9): الآيات 94 الى 99] [سورة التوبة(9): الآيات 100 الى 106] [سورة التوبة(9): الآيات 107 الى 110] [سورة التوبة(9): الآيات 111 الى 112] [سورة التوبة(9): الآيات 113 الى 114] [سورة التوبة(9): الآيات 115 الى 119] [سورة التوبة(9): الآيات 120 الى 121] [سورة التوبة(9): الآيات 122 الى 123] [سورة التوبة(9): الآيات 124 الى 129]

الجزء الثالث

الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الموضوعات

الجزء السادس

(4) فهرس القراءات القرآنية

سورة الفاتحة(1) سورة البقرة(2) سورة آل عمران(3) سورة النساء(4) سورة المائدة(5) سورة الأنعام(6) سورة الأعراف(7) سورة الأنفال(8) سورة براءة - التوبة(9) سورة يونس(10) سورة هود(11) سورة يوسف(12) سورة الرعد(13) سورة إبراهيم(14) سورة الحجر(15) سورة النحل(16) سورة الإسراء(17) سورة الكهف(18) سورة مريم(19) سورة طه(20) سورة الأنبياء(21) سورة الحج(22) سورة المؤمنون(23) سورة النور(24) سورة الفرقان(25) سورة الشعراء(26) سورة النمل(27) سورة القصص(28) سورة العنكبوت(29) سورة الروم(30) سورة لقمان(31) سورة السجدة(32) سورة الأحزاب(33) سورة سبأ(34) سورة فاطر(35) سورة يس(36) سورة الصافات(37) سورة ص(38) سورة الزمر(39) سورة غافر(40) سورة فصلت(41) سورة الشورى(42) سورة الزخرف(43) سورة الدخان(44) سورة الجاثية(45) سورة الأحقاف(46) سورة محمد(47) سورة الفتح(48) سورة الحجرات(49) سورة ق(50) سورة الذاريات(51) سورة الطور(52) سورة النجم(53) سورة القمر(54) سورة الرحمن(55) سورة الواقعة(56) سورة الحديد(57) سورة المجادلة(58) سورة الحشر(59) سورة الممتحنة(60) سورة الصف(61) سورة الجمعة(62) سورة المنافقون(63) سورة التغابن(64) سورة الطلاق(65) سورة التحريم(66) سورة الملك(67) سورة القلم(68) سورة الحاقة(69) سورة المعارج(70) سورة نوح(71) سورة الجن(72) سورة المزمل(73) سورة المدثر(74) سورة القيامة(75) سورة الإنسان(76) سورة المرسلات(77) سورة النبأ(78) سورة النازعات(79) سورة عبس(80) سورة التكوير(81) سورة الانفطار(82) سورة المطففين(83) سورة الانشقاق(84) سورة البروج(85) سورة الطارق(86) سورة الأعلى(87) سورة الغاشية(88) سورة الفجر(89) سورة البلد(90) سورة الشمس(91) سورة الليل(92) سورة الضحى(93) سورة الشرح(94) سورة التين(95) سورة العلق(96) سورة القدر(97) سورة البينة(98) سورة الزلزلة(99) سورة العاديات(100) سورة القارعة(101) سورة التكاثر(102) سورة العصر(103) سورة الهمزة(104) سورة قريش(106) سورة الماعون(107) سورة الكوثر(108) سورة الكافرون(109) سورة المسد(111) سورة الإخلاص(112) سورة الفلق(113) سورة الناس(114)

(5) فهرس المفردات اللغوية

سورة الفاتحة(1) سورة البقرة(2) سورة آل عمران(3) سورة النساء(4) سورة المائدة(5) سورة الأنعام(6) سورة الأعراف(7) سورة الأنفال(8) سورة التوبة(براءة)(9) سورة يونس(10) سورة هود(11) سورة يوسف(12) سورة الرعد(13) سورة إبراهيم(14) سورة الحجر(15) سورة النحل(16) سورة الإسراء(17) سورة الكهف(18) سورة مريم(19) سورة طه(20) سورة الأنبياء(21) سورة الحج(22) سورة المؤمنون(23) سورة النور(24) سورة الفرقان(25) سورة الشعراء(26) سورة النمل(27) سورة القصص(28) سورة العنكبوت(29) سورة الروم(30) سورة لقمان(31) سورة السجدة(32) سورة الأحزاب(33) سورة سبأ(34) سورة فاطر(35) سورة يس(36) سورة الصافات(37) سورة ص(38) سورة الزمر(39) سورة غافر(40) سورة حم السجدة(41) سورة الشورى(42) سورة الزخرف(43) سورة الدخان(44) سورة الجاثية(45) سورة الأحقاف(46) سورة محمد(47) سورة الفتح(48) سورة الحجرات(49) سورة ق(50) سورة الذاريات(51) سورة الطور(52) سورة النجم(53) سورة القمر(54) سورة الرحمن(55) سورة الواقعة(56) سورة الحديد(57) سورة المجادلة(58) سورة الحشر(59) سورة الممتحنة(60) سورة الصف(61) سورة الجمعة(62) سورة المنافقون(63) سورة التغابن(64) سورة الطلاق(65) سورة التحريم(66) سورة الملك(67) سورة ن(68) سورة الحاقة(69) سورة المعارج(70) سورة نوح(71) سورة الجن(72) سورة المزمل(73) سورة المدثر(74) سورة القيامة(75) سورة الإنسان(76) سورة المرسلات(77) سورة عم(78) سورة النازعات(79) سورة عبس(80) سورة التكوير(81) سورة الانفطار(82) سورة المطففين(83) سورة الانشقاق(84) سورة البروج(85) سورة الطارق(86) سورة الأعلى(87) سورة الغاشية(88) سورة الفجر(89) سورة البلد(90) سورة الشمس(91) سورة الليل(92) سورة الضحى(93) سورة الشرح(94) سورة التين(95) سورة العلق(96) سورة القدر(97) سورة البينة(98) سورة الزلزلة(99) سورة العاديات(100) سورة القارعة(101) سورة التكاثر(102) سورة العصر(103) سورة الهمزة(104) سورة الفيل(105) سورة قريش(106) سورة الماعون(107) سورة الكوثر(108) سورة النصر(110) سورة المسد(111) سورة الإخلاص(112) سورة الفلق(113) سورة الناس(114)

(6) فهرس الموضوعات العامة

مفاهيم القرآن

1 - الأرض: 2 - السكينة: 3 - السيئة: 4 - السلوى: 5 - السلم: 6 - الختم: 7 - الضعفاء: 8 - الحرج: 9 - الحديد: 10 - النعم: 11 - الرياح: 12 - الهجرة: 13 - الهلال: 14 - الوزر: 15 - الولاية: 16 - يأجوج و مأجوج: 17 - اليسر و التيسير: 18 - التراب: 19 - الأسماء: 20 - الطاغوت: 21 - العرب: 22 - العمر: 23 - الوسيلة: 24 - الماعون: 25 - المجادلة: 26 - المصائب: 27 - المطر: 28 - المعاد: 29 - الموالاة: 30 - المن: 31 - النحل: 32 - الفرح: 33 - فرعون: 34 - الفيل: 35 - القانت: 36 - القرابة: 37 - قريش: 38 - الكعبة: 39 - الكلمة: 40 - الكهانة و التنجيم: 41 - المباهلة: 42 - البحيرة: 43 - البدعة: 44 - الرأي: 45 - الرؤيا الصالحة: 46 - الروح: 47 - الضعفاء و الكبراء: 48 - الطاعون: 49 - النعيم: 50 - الجماعة: 51 - الدعوة إلى الله: 52 - الدابة: 53 - الشرع: 54 - الصابئون: 55 - الطمس: 56 - الطين: 57 - العالم: 58 - العسل: 59 - العصا: 60 - العقوبة: 61 - العنكبوت: 62 - العين: 63 - الفاسق: 64 - الفترة: 65 - الفتنة: 66 - الردة: 67 - الخصاء: 68 - الأهواء: 69 - السمع: 70 - الحق: 71 - التابوت: 72 - الأمة: 73 - الأسباط: 74 - الأموال: 75 - أهل البدع: 76 - الأنصار: 77 - الاعتبار: 78 - الميزان: 79 - التبني: 80 - آل فرعون: 81 - أكاذيب القصاص: 82 - إسرائيل: 83 - التهلكة: 83 - الأساطير: 84 - الآيات: 85 - الحياة و الموت: 86 - السماء: 87 - الوزن و الكيل: 88 - الولي: 89 - النجوم: 90 - الرياح: 91 - العهد: 92 - السائبة و الحام:

فتح القدير


صفحه قبل

فتح القدير، ج‏3، ص: 419

سورة طه‏

قال القرطبي: مكية في قول الجميع. و أخرج النحّاس و ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة طه بمكة. و أخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله. و أخرج الدارمي، و ابن خزيمة في التوحيد، و العقيلي في الضعفاء، و الطبراني في الأوسط، و ابن عديّ و ابن مردويه، و البيهقي في الشعب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إن اللّه تبارك و تعالى قرأ طه و يس قبل أن يخلق السّموات و الأرض بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالت: طوبى لأمة ينزل عليها هذا، و طوبى لأجواف تحمل هذا، و طوبى لألسنة تكلمت بهذا». قال ابن خزيمة بعد إخراجه: حديث غريب، و فيه نكارة، و إبراهيم بن مهاجر و شيخه تكلّم فيهما، يعني إبراهيم بن مهاجر بن مسمار و شيخه عمر بن حفص بن ذكوان، و هما من رجال إسناده. و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «أعطيت السورة التي ذكرت فيها الأنعام من الذكر الأوّل، و أعطيت سورة طه و الطواسين من ألواح موسى، و أعطيت فواتح القرآن و خواتيم البقرة من تحت العرش، و أعطيت المفصّل نافلة». و أخرج ابن مردويه عن أبي أمامة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «كل قرآن يوضع عن أهل الجنة فلا يقرءون منه شيئا إلا سورة طه و يس، فإنهم يقرءون بهما في الجنة». و أخرج الدارقطني في سننه عن أنس بن مالك؛ فذكر قصة عمر بن الخطاب مع أخته و خبّاب و قراءتهما طه، و كان ذلك بسبب إسلام عمر، و القصّة مشهورة في كتب السير.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

[سورة طه (20): الآيات 1 الى 16]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

طه (1) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى‏ (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى‏ (3) تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَ السَّماواتِ الْعُلى‏ (4)

الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏ (5) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى‏ (6) وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى‏ (7) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ (8) وَ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى‏ (9)

إِذْ رَأى‏ ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (10) فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى‏ (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (12) وَ أَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى‏ (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14)

إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى‏ كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى‏ (15) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى‏ (16)

قوله: طه‏ قرأ بإمالة الهاء و فتح الطاء أبو عمرو و ابن أبي إسحاق، و أمالهما جميعا أبو بكر و حمزة و الكسائي و الأعمش. و قرأهما أبو جعفر و شيبة و نافع بين اللفظين، و اختار هذه القراءة أبو عبيد. و قرأ الباقون بالتفخيم. قال الثعلبي: و هي كلّها لغات صحيحة فصيحة. و قال النحّاس: لا وجه للإمالة عند أكثر أهل‏

فتح القدير، ج‏3، ص: 420

العربية لعلّتين: الأولى: أنه ليس هاهنا ياء و لا كسرة حتى تكون الإمالة، و العلّة الثانية: أن الطاء من موانع الإمالة.

و قد اختلف أهل العلم في معنى هذه الكلمة على أقوال: الأوّل: أنها من المتشابه الذي لا يفهم المراد به، و الثاني: أنها بمعنى يا رجل في لغة عكل، و في لغة عكّ. قال الكلبي: لو قلت لرجل من عكّ يا رجل لم يجب حتى تقول طه، و أنشد ابن جرير في ذلك:

دعوت بطه في القتال فلم يجب‏

فخفت عليه أن يكون موائلا «1»

و يروى: مزايلا، و قيل: إنها في لغة عكّ بمعنى يا حبيبي. و قال قطرب: هي كذلك في لغة طيّ؛ أي:

بمعنى يا رجل، و كذلك قال الحسن و عكرمة. و قيل: هي كذلك في اللغة السريانية، حكاه المهدوي. و حكى ابن جرير أنها كذلك في اللغة النّبطية، و به قال السدّي و سعيد بن جبير. و حكى الثعلبي عن عكرمة أنها كذلك في لغة الحبشة، و رواه عن عكرمة، و لا مانع من أن تكون هذه الكلمة موضوعة لذلك المعنى في تلك اللغات كلها إذا صحّ النقل. القول الثالث: أنها اسم من أسماء اللّه سبحانه. و القول الرابع: أنها اسم للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

القول الخامس: أنها اسم للسورة. القول السادس: أنها حروف مقطّعة يدلّ كلّ واحد منها على معنى. ثم اختلفوا في هذه المعاني التي تدلّ عليها هذه الحروف على أقوال كلها متكلّفة متعسّفة. القول السابع: أن معناها طوبى لمن اهتدى. القول الثامن: أن معناها: طإ الأرض يا محمد. قال ابن الأنباري: و ذلك أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يتحمّل مشقّة الصّلاة حتى كادت قدماه تتورّم و يحتاج إلى التروّح، فقيل له طإ الأرض، أي: لا تتعب حتى تحتاج إلى التروّح. و حكى القاضي عياض في «الشفاء» عن الربيع بن أنس قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا صلى قام على رجل و رفع الأخرى، فأنزل اللّه‏ طه‏ يعني: طإ الأرض يا محمد. و حكي عن الحسن البصري أنه قرأ طه على وزن دع، أمر بالوطء، و الأصل طأ فقلبت الهمزة هاء. و قد حكى الواحدي عن أكثر المفسرين أن هذه الكلمة معناها: يا رجل، يريد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: و هو قول الحسن و عكرمة و سعيد بن جبير و الضحّاك و قتادة و مجاهد و ابن عباس في رواية عطاء و الكلبي، غير أن بعضهم يقول: هي بلسان الحبشة و النبطية و السريانية، و يقول الكلبي: هي بلغة عكّ. قال ابن الأنباري: و لغة قريش وافقت تلك اللغة في هذا المعنى؛ لأن اللّه سبحانه لم يخاطب نبيه بلسان غير قريش، انتهى. و إذا تقرّر أنها لهذا المعنى في لغة من لغات العرب كانت ظاهرة المعنى، واضحة الدلالة، خارجة عن فواتح السور التي قدّمنا بيان كونها من المتشابه في فاتحة سورة البقرة، و هكذا إذا كانت لهذا المعنى في لغة من لغات العجم، و استعملتها العرب في كلامها في ذلك المعنى كسائر الكلمات العجمية التي استعملتها العرب الموجودة في الكتاب العزيز، فإنها صارت بذلك الاستعمال من لغة العرب، و جملة ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى‏ مستأنفة مسوقة لتسلية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم‏

(1). البيت لمتمّم بن نويرة.

«موائل»: واءل: طلب النجاة.

فتح القدير، ج‏3، ص: 421

عمّا كان يعتريه من جهة المشركين من التعب، و الشقاء يجي‏ء في معنى التعب. قال ابن كيسان: و أصل الشقاء في اللغة العناء و التعب، و منه قول الشاعر:

ذو العقل يشقى في النّعيم بعقله‏

و أخو الجهالة في الشّقاوة ينعم‏

و المعنى: ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب بفرط تأسّفك عليهم و على كفرهم، و تحسّرك على أن يؤمنوا، فهو كقوله سبحانه: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ‏ «1» قال النحّاس: بعض النحويين يقول: هذه اللام في‏ لِتَشْقى‏ لام النفي، و بعضهم يقول لام الجحود. و قال ابن كيسان: هي لام الخفض، و هذا التفسير للآية هو على قول من قال إن طه كسائر فواتح السور التي ذكرت تعديدا لأسماء الحروف، و إن جعلت اسما للسورة كان قوله: ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى‏ خبرا عنها، و هي في موضع المبتدأ، و أما على قول من قال: إن معناها يا رجل، أو بمعنى الأمر بوطء الأرض فتكون الجملة مستأنفة لصرفه صلّى اللّه عليه و سلّم عمّا كان عليه من المبالغة في العبادة، و انتصاب‏ إِلَّا تَذْكِرَةً على أنه مفعول له لأنزلنا، كقولك: ما ضربتك للتأديب إلا إشفاقا عليك. و قال الزجّاج: هو بدل من لتشقى، أي: ما أنزلناه إلا تذكرة. و أنكره أبو علي الفارسي من جهة أن التذكرة ليست بشقاء، قال: و إنما هو منصوب على المصدرية، أي: أنزلناه لتذكر به تذكرة، أو على المفعول من أجله، أي: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى به، ما أنزلناه إلا للتذكرة، و انتصاب‏ تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَ السَّماواتِ الْعُلى‏ على المصدرية، أي: أنزلناه تنزيلا، و قيل: بدل من قوله تذكرة، و قيل:

هو منصوب على المدح، و قيل: منصوب بيخشى، أي: يخشى تنزيلا من اللّه على أنه مفعول به، و قيل:

منصوب على الحال بتأوله باسم الفاعل. و قرأ أبو حيوة الشامي تنزيل بالرفع على معنى هذا تنزيل؛ و ممن خلق متعلّق بتنزيلا؛ أو بمحذوف هو صفة له؛ و تخصيص خلق الأرض و السموات لكونهما أعظم ما يشاهده العباد من مخلوقاته عزّ و جلّ، و العلا: جمع العليا، أي: المرتفعة، كجمع كبرى و صغرى على كبر و صغر. و معنى الآية إخبار العباد عن كمال عظمته سبحانه و عظيم جلاله، و ارتفاع‏ الرَّحْمنُ‏ على أنه خبر مبتدأ محذوف كما قال الأخفش، و يجوز أن يكون مرتفعا على المدح أو على الابتداء. و قرئ بالجر، قال الزجاج: على البدل من «ممن»، و جوّز النحاس أن يكون مرتفعا على البدل من المضمر في خلق، و جملة عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏ في محل رفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف، أو على أنها خبر الرحمن عند من جعله مبتدأ.

قال أحمد بن يحيى: قال ثعلب: الاستواء: الإقبال على الشي‏ء، و كذا قال الزجّاج و الفرّاء. و قيل: هو كناية عن الملك و السلطان، و البحث في تحقيق هذا يطول، و قد تقدّم البحث عنه في الأعراف. و الذي ذهب إليه أبو الحسن الأشعري أنه سبحانه مستو على عرشه بغير حدّ و لا كيف، و إلى هذا القول سبقه الجماهير من السلف الصالح الذي يقرّون الصفات كما وردت من دون تحريف و لا تأويل‏ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ‏ أي: أنه مالك كل شي‏ء و مدبّره‏ وَ ما بَيْنَهُما من الموجودات‏ وَ ما تَحْتَ الثَّرى‏ الثرى في اللغة: التراب‏

(1). الكهف: 6.

فتح القدير، ج‏3، ص: 422

النديّ، أي: ما تحت التراب من شي‏ء. قال الواحدي: و المفسرون يقولون إنه سبحانه أراد الثرى الذي تحت الصخرة التي عليها الثور الذي تحت الأرض‏ «1» و لا يعلم ما تحت الثرى إلا اللّه سبحانه‏ وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى‏ الجهر بالقول: هو رفع الصوت به و السرّ ما حدّث به الإنسان غيره و أسرّه إليه، و الأخفى من السرّ هو ما حدّث به الإنسان نفسه و أخطره بباله. و المعنى: إن تجهر بذكر اللّه و دعائه فاعلم أنه غنيّ عن ذلك، فإنه يعلم السر و ما هو أخفى من السر، فلا حاجة لك إلى الجهر بالقول، و في هذا معنى النّهي عن الجهر كقوله سبحانه: وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً «2» و قيل: السرّ ما أسرّ الإنسان في نفسه، و الأخفى منه هو ما خفي على ابن آدم مما هو فاعله و هو لا يعلمه، و قيل: السرّ ما أضمره الإنسان في نفسه، و الأخفى منه ما لم يكن و لا أضمره أحد؛ و قيل: السرّ سر الخلائق، و الأخفى منه سرّ اللّه عزّ و جلّ، و أنكر ذلك ابن جرير و قال: إن الأخفى ما ليس في سرّ الإنسان و سيكون في نفسه. ثم ذكر أن الموصوف بالعبادة على الوجه المذكور هو اللّه سبحانه المنزّه عن الشريك، المستحق لتسميته بالأسماء الحسنى، فقال: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ فاللّه خبر مبتدأ محذوف، أي: الموصوف بهذه الصفات الكمالية اللّه، و جملة «لا إله إلا هو» مستأنفة لبيان اختصاص الإلهية به سبحانه، أي: لا إله في الوجود إلا هو، و هكذا جملة له الأسماء الحسنى مبينة لاستحقاقه تعالى للأسماء الحسنى، و هي التسعة و التسعون التي ورد بها الحديث الصحيح.

و قد تقدم بيانها في قوله سبحانه: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ من سورة الأعراف‏ «3» ، و الحسنى: تأنيث الأحسن، و الأسماء مبتدأ و خبرها الحسنى، و يجوز أن يكون اللّه مبتدأ و خبره الجملة التي بعده، و يجوز أن يكون بدلا من الضمير في «يعلم». ثم قرّر سبحانه أمر التوحيد بذكر قصة موسى المشتملة على القدرة الباهرة، و الخبر الغريب، فقال: وَ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى‏ الاستفهام للتقرير، و معناه: أليس قد أتاك حديث موسى، و قيل: معناه: قد أتاك حديث موسى، و قال الكلبي: لم يكن قد أتاه حديث موسى إذ ذاك. و في سياق هذه القصة تسلية للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم لما يلاقيه من مشاق أحكام النبوّة، و تحمّل أثقالها و مقاساة خطوبها، و أن ذلك شأن الأنبياء قبله. و المراد بالحديث القصة الواقعة لموسى، و إِذْ رَأى‏ ناراً ظرف للحديث، و قيل:

العامل فيه مقدر، أي: اذكر، و قيل: يقدر مؤخّرا، أي: حين رأى نارا كان كيت و كيت؛ و كانت رؤيته للنار في ليلة مظلمة لما خرج مسافرا إلى أمه بعد استئذانه لشعيب فلما رآها قال لأهله امكثوا و المراد بالأهل هنا امرأته، و الجمع لظاهر لفظ الأهل أو للتفخيم، و قيل: المراد بهم المرأة و الولد و الخادم، و معنى امكثوا: أقيموا مكانكم، و عبّر بالمكث دون الإقامة؛ لأن الإقامة تقتضي الدوام، و المكث ليس كذلك.

و قرأ حمزة لأهله بضم الهاء، و كذا في القصص. قال النحّاس: و هذا على لغة من قال: مررت بهو

(1). هذا القول لا يستند إلى أي دليل شرعي و يتنافى مع الحقائق العلمية فلا يعتد به.

(2). الأعراف: 205.

(3). الأعراف: 180.

فتح القدير، ج‏3، ص: 423

يا رجل، فجاء به على الأصل، و هو جائز، إلا أن حمزة خالف أصله في هذين الموضعين خاصة إِنِّي آنَسْتُ ناراً أي: أبصرت، يقال: آنست الصوت سمعته، و آنست الرجل: أبصرته. و قيل: الإيناس الإبصار البين، و قيل: الإيناس مختصّ بإبصار ما يؤنس، و الجملة تعليل للأمر بالمكث، و لما كان الإتيان بالقبس، و وجود الهدى، متوقعين؛ بني الأمر على الرجاء فقال: لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ‏ أي: أجيئكم من النار بقبس، و القبس: شعلة من النار، و كذا المقباس، يقال: قبست منه نارا أقبس قبسا فأقبسني؛ أي: أعطاني، و كذا اقتبست. قال اليزيدي: أقبست الرجل علما و قبسته نارا؛ فإن كنت طلبتها له قلت أقبسته. و قال الكسائي: أقبسته نارا أو علما سواء، قال: و قبسته أيضا فيهما. أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً‏ أي: هاديا يهديني إلى الطريق و يدلني عليها. قال الفرّاء: أراد هاديا، فذكره بلفظ المصدر، أو عبّر بالمصدر لقصد المبالغة على حذف المضاف، أي: ذا هدى، و كلمة «أو» في الموضعين لمنع الخلوّ دون الجمع، و حرف الاستعلاء للدلالة على أن أهل النار مستعلون على أقرب مكان إليها فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ‏ أي: فلما أتى النار التي آنسها نُودِيَ‏ من الشجرة، كما هو مصرّح بذلك في سورة القصص، أي: من جهتها، و من ناحيتها يا مُوسى‏ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ‏ أي: نودي، فقيل: يا موسى. و قرأ أبو عمرو و ابن كثير و أبو جعفر و ابن محيصن و حميد و اليزيدي أني بفتح الهمزة. و قرأ الباقون بكسرها، أي: إني‏ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ‏ أمره اللّه سبحانه بخلع نعليه؛ لأن ذلك أبلغ في التواضع، و أقرب إلى التشريف و التكريم و حسن التأدب. و قيل: إنهما كانا من جلد حمار غير مدبوغ، و قيل: معنى الخلع للنعلين: تفريغ القلب من الأهل و المال، و هو من بدع التفاسير.

ثم علّل سبحانه الأمر بالخلع فقال: إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً‏ المقدّس: المطهر، و القدس: الطهارة، و الأرض المقدّسة: المطهرة، سمّيت بذلك لأن اللّه أخرج منها الكافرين و عمّرها بالمؤمنين، و طوى: اسم للوادي. قال الجوهري: و طوى اسم موضع بالشام يكسر طاؤه و يضم، يصرف و لا يصرف، فمن صرفه جعله اسم واد و مكان و جعله نكرة، و من لم يصرفه جعله بلدة و بقعة و جعله معرفة، و قرأ عكرمة «طوى» بكسر الطاء، و قرأ الباقون بضمها. و قيل: إن طوى كثنى من الطي مصدر لنودي، أو للمقدس، أي:

نودي نداءين، أو قدّس مرة بعد أخرى‏ وَ أَنَا اخْتَرْتُكَ‏ قرأ أهل المدينة و أهل مكة و أبو عمرو و ابن عامر و عاصم و الكسائي‏ وَ أَنَا اخْتَرْتُكَ‏ بالإفراد. و قرأ حمزة و أنّا اخترناك بالجمع. قال النحاس:

و القراءة الأولى أولى من جهتين: إحداهما أنها أشبه بالخط، و الثانية أنها أولى بنسق الكلام؛ لقوله: يا مُوسى‏ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ‏ ، و معنى اخترتك: اصطفيتك للنبوّة و الرسالة، و الفاء في قوله: فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى‏ لترتيب ما بعدها على ما قبلها، و ما موصولة أو مصدرية، أي: فاستمع للذي يوحى إليك، أو للوحي، و جملة إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ‏ بدل من «ما» في «لما يوحى». ثم أمره سبحانه بالعبادة فقال: فَاعْبُدْنِي‏ و الفاء هنا كالفاء التي قبلها؛ لأن اختصاص الإلهية به سبحانه موجب لتخصيصه بالعبادة وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي‏ خصّ الصلاة بالذكر مع كونها داخلة تحت الأمر بالعبادة، لكونها أشرف طاعة و أفضل عبادة، و علّل الأمر بإقامة الصلاة بقوله لذكري، أي: لتذكرني فإن الذكر الكامل لا يتحقّق إلا في ضمن العبادة

فتح القدير، ج‏3، ص: 424

و الصلاة، أو المعنى: لتذكرني فيهما لاشتمالهما على الأذكار، أو المعنى: أقم الصلاة متى ذكرت أن عليك صلاة. و قيل: المعنى: لأذكرك بالمدح في عليين، فالمصدر على هذا يحتمل الإضافة إلى الفاعل أو إلى المفعول، و جملة إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ تعليل لما قبلها من الأمر، أي: إن الساعة التي هي وقت الحساب و العقاب آتية، فاعمل الخير من عبادة اللّه و الصلاة.

و معنى‏ أَكادُ أُخْفِيها مختلف فيه. قال الواحدي: قال أكثر المفسرين: أخفيها من نفسي، و هو قول سعيد بن جبير و مجاهد و قتادة. و قال المبّرد و قطرب: هذا على عادة مخاطبة العرب يقولون إذا بالغوا في كتمان الشي‏ء: كتمته حتى من نفسي، أي: لم أطلع عليه أحدا؛ و معنى الآية أن اللّه بالغ في إخفاء الساعة، فذكره بأبلغ ما تعرفه العرب. و قد روي عن سعيد بن جبير أنه قرأ: أُخْفِيها بفتح الهمزة و معناه أظهرها، و كذا روى أبو عبيد عن الكسائي عن محمد بن سهل عن وقاء بن إياس عن سعيد بن جبير. قال النحاس:

و ليس لهذه الرواية طريق غير هذا. قال القرطبي: و كذا رواه ابن الأنباري في كتاب «الردّ» قال: حدّثني أبي، حدثنا محمد بن الجهم، حدّثنا الفراء، حدّثنا الكسائي فذكره. قال النحاس: و أجود من هذا الإسناد ما رواه يحيى القطّان عن الثوري عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير أنه قرأ: أُخْفِيها بضم الهمزة.

قال ابن الأنباري: قال الفراء: و معنى قراءة الفتح أكاد أظهرها، من خفيت الشي‏ء إذا أظهرته أخفيه. قال القرطبي: و قد قال بعض اللغويين: يجوز أن يكون أخفيها بضم الألف معناه أظهرها، لأنه يقال خفيت الشي‏ء و أخفيته من حروف الأضداد يقع على الستر و الإظهار. قال أبو عبيدة: خفيت و أخفيت بمعنى واحد. قال النحاس: و هذا حسن، و قد أنشد الفرّاء و سيبويه ما يدل على أن معنى أخفاه أظهره، و ذلك قول امرئ القيس:

فإن تكتموا «1» الدّاء لا نخفه‏

و إن تبعثوا الحرب لا نقعد

أي: و إن تكتموا الداء لا نظهره. و قد حكى أبو عبيدة عن أبي الخطاب أنه بضم النون من تخفه، و قال امرؤ القيس:

خفاهنّ من إنفاقهنّ كأنّما

خفاهنّ ودق من عشيّ مجلّب‏ «2»

أي: أظهرهن. و قد زيف النحاس هذا القول و قال: ليس المعنى على أظهرها، و لا سيما و أخفيها قراءة شاذة، فكيف تردّ القراءة الصحيحة الشائعة! و قال ابن الأنباري: في الآية تفسير آخر، و هو أن الكلام ينقطع على أكاد، و بعده مضمر، أي: أكاد آتي بها، و وقع الابتداء ب أُخْفِيها لِتُجْزى‏ كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى‏ ، و مثله قول عمير بن ضابئ البرجمي:

(1). في الديوان ص (186): تدفنوا.

(2). «الودق»: المطر. «المجلب»: الذي له جلبة.

فتح القدير، ج‏3، ص: 425

هممت و لم أفعل و كدت و ليتني‏

تركت على عثمان تبكي حلائله‏

أي: و كدت أفعل، و اختار هذا النحاس. و قال أبو عليّ الفارسي: هو من باب السلب و ليس من الأضداد، و معنى أخفيها: أزيل عنها خفاءها، و هو سترها، و من هذا قولهم أشكيته، أي: أزلت شكواه.

و حكى أبو حاتم عن الأخفش أن «أكاد» زائدة للتأكيد، قال: و مثله: إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها «1» ، و مثله قول الشاعر «2» :

سريع إلى الهيجاء شاك سلاحه‏

فما إن يكاد قرنه يتنفّس‏

قال: و المعنى أكاد أخفيها، أي: أقارب ذلك، لأنك إذا قلت: كاد زيد يقوم؛ جاز أن يكون قام و أن يكون لم يقم، و دلّ على أنه قد أخفاها بدلالة غير هذه الآية على هذا، و قوله: لِتُجْزى‏ كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى‏ متعلّق بآتية، أو بأخفيها، و ما مصدرية، أي: لتجزى كل نفس بسعيها، و السعي و إن كان ظاهرا في الأفعال، فهو هنا يعمّ الأفعال و التروك؛ للقطع بأن تارك ما يجب عليه معاقب بتركه مأخوذ به‏ فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها أي: لا يصرفنك عن الإيمان بالساعة، و التصديق بها، أو عن ذكرها و مراقبتها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها من الكفرة، و هذا النهي و إن كان للكافر بحسب الظاهر، فهو في الحقيقة نهي له صلّى اللّه عليه و سلّم عن الانصداد، أو عن إظهار اللين للكافرين، فهو من باب: لا أرينك هاهنا، كما هو معروف. و قيل: الضمير في «عنها» للصلاة و هو بعيد، و قوله: وَ اتَّبَعَ هَواهُ‏ معطوف على ما قبله، أي: من لا يؤمن، و من اتبع هواه، أي: هوى نفسه بالانهماك في اللذات الحسية الفانية فَتَرْدى‏ أي: فتهلك؛ لأن انصدادك عنها بصدّ الكافرين لك مستلزم للهلاك و مستتبع له.

و قد أخرج ابن المنذر و ابن مردويه، و البيهقي في الشعب، و ابن عساكر عن ابن عباس أن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أوّل ما نزل عليه الوحي كان يقوم على صدر قدميه إذا صلى، فأنزل اللّه‏ طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى‏ ». و أخرج ابن جرير و ابن مردويه عنه قال: قالوا: لقد شقي هذا الرجل بربه، فأنزل اللّه هذه الآية. و أخرج ابن عساكر عنه أيضا قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا قام من الليل يربط نفسه بحبل لئلا ينام، فأنزل اللّه هذه الآية. و أخرج البزار عن عليّ قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يراوح بين قدميه، يقوم على كلّ رجل حتى نزلت‏ ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى‏ و حسّن السّيوطي إسناده. و أخرج ابن مردويه عنه أيضا بأطول منه. و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ربما قرأ القرآن إذا صلى، فقام على رجل واحدة، فأنزل اللّه‏ طه‏ برجليك ف ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى‏ . و أخرج ابن أبي حاتم و الطبراني و ابن مردويه عنه في قوله: طه‏ قال: يا رجل. و أخرج الحارث بن أبي أسامة و ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: طه‏ بالنبطية. أي: طأ يا رجل. و أخرج عبد بن حميد و ابن أبي حاتم عنه أيضا قال: هو كقولك اقعد. و أخرج ابن جرير و ابن مردويه عنه قال: طه‏ بالنبطية يا رجل. و أخرج ابن‏

(1). النور: 40.

صفحه بعد