کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

كتاب التفسير


صفحه قبل

كتاب التفسير، ج‏2، ص: 246

نَزَلَ بِهِ الضَّيْفُ- كَتَمَ أَمْرَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَفْضَحَهُ قَوْمُهُ، وَ ذَلِكَ أَنَّ لُوطاً كَانَ فِيهِمْ لَا عَشِيرَةَ لَهُ.

قَالَ: وَ إِنَّ لُوطاً وَ إِبْرَاهِيمَ لَا يَتَوَقَّعَانِ نُزُولَ الْعَذَابِ عَلَى قَوْمِ لُوطٍ، وَ كَانَتْ لِإِبْرَاهِيمَ وَ لُوطٍ مَنْزِلَةٌ مِنَ اللَّهِ شَرِيفَةٌ، وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كَانَ إِذَا هَمَّ بِعَذَابِ قَوْمِ لُوطٍ أَدْرَكَتْهُ فِيهِمْ مَوَدَّةُ إِبْرَاهِيمَ وَ خَلَّتُهُ وَ مَحَبَّةُ لُوطٍ فَيُرَاقِبُهُمْ فِيهِ فَيُؤَخِّرُ عَذَابَهُمْ.

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَلَمَّا اشْتَدَّ أَسَفُ اللَّهِ عَلَى قَوْمِ لُوطٍ وَ قَدَّرَ عَذَابَهُمْ وَ قَضَاهُ- أَحَبَّ أَنْ يُعَوِّضَ إِبْرَاهِيمَ مِنْ عَذَابِ قَوْمِ لُوطٍ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ- فَيُسَلِّي بِهِ مُصَابَهُ بِهَلَاكِ قَوْمِ لُوطٍ، فَبَعَثَ اللَّهُ رُسُلًا إِلَى إِبْرَاهِيمَ يُبَشِّرُونَهُ بِإِسْمَاعِيلَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ لَيْلًا فَفَزِعَ مِنْهُمْ- وَ خَافَ أَنْ يَكُونُوا سُرَّاقاً- قَالَ: فَلَمَّا أَنْ رَأَتْهُ الرُّسُلُ فَزِعاً وَجِلًا فَقالُوا سَلاماً، قالَ سَلامٌ‏ قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ- قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ‏ بِغُلامٍ حَلِيمٍ‏ ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع: وَ الْغُلَامُ الْحَلِيمُ هُوَ إِسْمَاعِيلُ مِنْ هَاجَرَ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلرُّسُلِ: « أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلى‏ أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ- قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ‏ » فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلرُّسُلِ فَمَا خَطْبُكُمْ بَعْدَ الْبِشَارَةِ « قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى‏ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ‏ » قَوْمِ لُوطٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ، لِنُنْذِرَهُمْ عَذَابَ رَبِّ الْعَالَمِينَ- قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع: فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلرُّسُلِ:

« إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها- لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ‏ » قَالَ: « فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ- قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ- قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ‏ » يَقُولُ: مِنْ عَذَابِ اللَّهِ لِنُنْذِرَ قَوْمَكَ الْعَذَابَ، « فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ‏ » يَا لُوطُ إِذَا مَضَى مِنْ يَوْمِكَ هَذَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ بِلَيَالِيهَا « بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ‏ ».

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَقَضَوْا إِلَى لُوطٍ ذَلِكَ الْأَمْرَ- أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ- قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ:

فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الثَّامِنِ مَعَ طُلُوعِ الْفَجْرِ- قَدَّمَ اللَّهُ رُسُلًا إِلَى إِبْرَاهِيمَ يُبَشِّرُونَهُ بِإِسْحَاقَ وَ يُعَزُّونَهُ بِهَلَاكِ قَوْمِ لُوطٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ فِي سُورَةِ هُودٍ « وَ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى‏ قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ- فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ » يَعْنِي ذَكِيّاً مَشْوِيّاً نَضِيجاً « فَلَمَّا رَأى‏ أَيْدِيَهُمْ لا

كتاب التفسير، ج‏2، ص: 247

تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ- وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً- قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى‏ قَوْمِ لُوطٍ وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ » قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع: إِنَّمَا عَنَى امْرَأَةَ إِبْرَاهِيمَ سَارَةَ قَائِمَةً «فَبَشَّرُوهَا بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ قالَتْ يا وَيْلَتى‏ أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ » إِلَى قَوْلِهِ: « إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع: فَلَمَّا أَنْ جَاءَتِ الْبِشَارَةُ بِإِسْحَاقَ ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ وَ أَقْبَلَ يُنَاجِي رَبَّهُ فِي قَوْمِ لُوطٍ وَ يَسْأَلُهُ كَشْفَ الْعَذَابِ عَنْهُمْ، قَالَ اللَّهُ: « يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ- وَ إِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ » بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ يَوْمِي‏ «1» هَذَا مَحْتُومٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ «2» .

27- عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ‏ صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَأَطْرَقَ- ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ لَا تُقَنِّطْنِي مِنْ رَحْمَتِكَ، ثُمَّ جَهَرَ فَقَالَ: « وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ‏ » «3» .

28- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ: « إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏ » قَالَ: هُمُ الْأَئِمَّةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ- لِقَوْلِهِ: « إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏ » «4» .

29- عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ‏ سَأَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِيتَ‏ «5» أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: « إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ- وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ‏ » قَالَ: نَحْنُ الْمُتَوَسِّمِينَ وَ السَّبِيلُ فِينَا مُقِيمٌ‏ «6» .

30- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمٍ الْأَشَلِّ رَفَعَهُ‏ فِي قَوْلِهِ « لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏ »

(1)- و في البرهان «من يومك».

(2)- البحار ج 5: 152. البرهان ج 2: 348. الصّافي ج 1: 909.

(3)- البرهان ج 2: 349. البحار ج 18: 452.

(4)- البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118.

(5)- قال ياقوت هيت: بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخل كثير و خيرات واسعة، و قال ابن سكيت: سمّيت هيت هيت لأنّها في هوة من الأرض انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.

(6)- البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 116- 118.

كتاب التفسير، ج‏2، ص: 248

قَالَ: هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِيَاءُ ع‏ «1» .

31- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ أَنَّ فِي الْإِمَامِ آيَةً لِلْمُتَوَسِّمِينَ، وَ هُوَ السَّبِيلُ الْمُقِيمُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ وَ يَنْطِقُ عَنِ اللَّهِ- لَا يَعْزُبُ عَلَيْهِ [عَنْهُ‏] شَيْ‏ءٌ مِمَّا أَرَادَ «2» .

32- عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع‏ بَيْنَمَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع جَالِسٌ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ قَدْ احْتَبَى بِسَيْفِهِ وَ أَلْقَى بُرْنُسَهُ‏ «3» وَرَاءَ ظَهْرِهِ إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ مُسْتَعْدِيَةً عَلَى زَوْجِهَا، فَقَضَى لِلزَّوْجِ عَلَى الْمَرْأَةِ فَغَضِبَتْ، فَقَالَتْ: لَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ كَمَا قَضَيْتَ، لَا وَ اللَّهِ مَا تَقْضِي بِالسَّوِيَّةِ، وَ لَا تَعْدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ- وَ لَا قَضِيَّتُكَ عِنْدَ اللَّهِ بِالْمَرْضِيَّةِ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَتَأَمِّلَهَا- ثُمَّ قَالَ لَهَا: أَ كَذَبْتِ يَا جَرِيَّةُ يَا بَذِيَّةُ يَا سَلْسَعُ يَا سَلْفَعُ‏ «4» أَيَا الَّتِي تَحِيضُ مِنْ حَيْثُ لَا تَحِيضُ النِّسَاءُ، قَالَ: فَوَلَّتْ هَارِبَةً وَ هِيَ تُوَلْوِلُ وَ تَقُولُ: يَا وَيْلِي يَا وَيْلِي يَا وَيْلِي ثَلَاثاً، قَالَ: فَلَحِقَهَا عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ‏ «5» فَقَالَ لَهَا:

يَا أَمَةَ اللَّهِ أَسْأَلُكِ! فَقَالَتْ: مَا لِلرِّجَالِ وَ لِلنِّسَاءِ فِي الطُّرُقَاتِ فَقَالَ: إِنَّكِ اسْتَقْبَلْتِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّاً بِكَلَامٍ- سَرَرْتِنِي بِهِ- ثُمَّ قَرَعَكِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِكَلِمَةٍ فَوَلَّيْتِ مُوَلْوِلَةً

(1)- البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118.

(2)- البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118.

(3)- احتبى احتباء: جمع بين ظهره و ساقيه بعمامة و نحوها ليستند إذ لم يكن للعرب في البوادي جدران تستند إليها في مجالسها. و البرنس: قلنسوة طويلة كناية تلبس في صدر الإسلام. كلّ ثوب رأسه ملتزق به.

(4)- و في بعض النّسخ «أيا» بدل «يا» في المواضع.

و البذيّة: الفحاشة. و السلفع: السّليط. و امرأة سلفع: الذّكر و الأنثى فيه سواء يقال سليطة جريئة. و قال الطّريحيّ: السلفع: من تحيض من حيث لا تحيض النّساء.

(5)- عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبيد اللّه المخزوميّ القرشيّ ملعون زنديق مات سنة 85 قيل إنّه أوّل قرشيّ اتّخذ بالكوفة دارا و إنّه كان من أغنى أهل الكوفة و وليّ لبني أميّة بالكوفة و كانوا يميلون إليه و يتقوّون به و كان هواه معهم و الرّوايات في خبثه و زندقته كثيرة ذكر بعضها في تنقيح المقال.

كتاب التفسير، ج‏2، ص: 249

فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ وَ اللَّهِ اسْتَقْبَلَنِي فَأَخْبَرَنِي بِمَا هُوَ فِيَّ- وَ بِمَا كَتَمْتُهُ مِنْ بَعْلِي مُنْذُ وَلِيَ عِصْمَتِي، لَا وَ اللَّهِ مَا رَأَيْتُ طَمْثاً قَطُّ مِنْ حَيْثُ تَرَيْنَهُ النِّسَاءُ، قَالَ: فَرَجَعَ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ لَهُ: وَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا نَعْرِفُكَ بِالْكَهَانَةِ فَقَالَ لَهُ:

وَ مَا ذَلِكَ يَا ابْنَ حُرَيْثٍ فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ ذَكَرَتْ أَنَّكَ أَخْبَرَتْهَا بِمَا هُوَ فِيهَا، وَ أَنَّهَا لَمْ تَرَ طَمْثاً قَطُّ مِنْ حَيْثُ تَرَاهُ النِّسَاءُ، فَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ يَا ابْنَ حُرَيْثٍ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَبْدَانِ بِأَلْفَيْ عَامٍ، وَ رَكَّبَ الْأَرْوَاحَ فِي الْأَبْدَانِ- فَكَتَبَ بَيْنَ أَعْيُنِهَا كَافِرٌ وَ مُؤْمِنٌ، وَ مَا هِيَ مُبْتَلَاةٌ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ أَنْزَلَ بِذَلِكَ قُرْآناً عَلَى مُحَمَّدٍ ص فَقَالَ: « إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏ » فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمُتَوَسِّمَ ثُمَّ أَنَا مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ الْأَوْصِيَاءُ مِنْ ذُرِّيَّتِي مِنْ بَعْدِي، إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُهَا تَأَمَّلْتُهَا- فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا هُوَ فِيهَا وَ لَمْ أَكْذِبْ‏ «1» .

33- عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ‏ نَحْنُ الْمَثَانِي الَّتِي أُعْطِيَ نَبِيَّنَا «2» .

34- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا قَالَ‏ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ: « وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي‏ » قَالَ: فَاتِحَةَ الْكِتَابِ يُثَنَّى فِيهَا الْقَوْلُ‏ «3» .

35- عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ : قَالَ إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَاقْرَأِ الْمَثَانِيَ وَ سُورَةً أُخْرَى، وَ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ ادْعُ اللَّهَ، قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ مَا الْمَثَانِي فَقَالَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ [ « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ »] «4» .

36- عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏ نَحْنُ الْمَثَانِي‏

(1)- البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 117. و نقله المحدث الحرّ العامليّ (ره) في كتاب إثبات الهداة ج 3: 51 مختصرا عن الكتاب.

(2)- البرهان ج 2: 353. الصّافي ج 1: 912.

(3)- البرهان ج 2: 353. الصّافي ج 1: 912.

(4)- البرهان ج 2: 353. الصّافي ج 1: 912. البحار ج 18: 96.

كتاب التفسير، ج‏2، ص: 250

الَّتِي أُعْطِيَ نَبِيُّنَا «1» وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، نَتَقَلَّبُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ عَرَفْنَا مَنْ عَرَفْنَا فَأَمَامَهُ الْيَقِينُ وَ مَنْ أَنْكَرَنَا فَأَمَامَهُ السَّعِيرُ «2» .

37- عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ رَفَعَهُ قَالَ‏ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: « وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ » قَالَ: إِنَّ ظَاهِرَهَا الْحَمْدُ وَ بَاطِنَهَا وَلَدُ الْوَلَدِ، وَ السَّابِعُ مِنْهَا الْقَائِمُ ع‏ «3» .

38- قَالَ حَسَّانُ الْعَامِرِيُ‏ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: « وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ » قَالَ: لَيْسَ هَكَذَا تَنْزِيلُهَا، إِنَّمَا هِيَ « وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي‏ » نَحْنُ هُمْ « وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ » وَلَدُ الْوَلَدِ «4» .

39- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ: « وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي- وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ » قَالَ: سَبْعَةَ أَئِمَّةِ وَ الْقَائِمَ ع‏ «5» .

(1)- عن الصدوق (ره): أنه قال: قوله نحن المثاني أي نحن الذين قرننا النبي (ص) إلى القرآن، و أوصى بالتمسك بالقرآن و بنا. و أخبر أمته أنا لا نفرق حتى نرد حوضه.

و قال الفيض (ره): لعلهم (ع) إنما عدوا سبعا باعتبار أسمائهم فإنها سبعة و على هذا فيجوز أن يجعل المثاني من الثناء، و أن يجعل من التثنية باعتبار تثنيتهم مع القرآن و أن يجعل كناية عن عددهم الأربعة عشر بأن يجعل نفسه واحدا منهم بالتغاير الاعتباري بين المعطي و المعطى له «انتهى».

و قيل: إن المراد بالسبع المثاني النبي و الائمة و فاطمة ع فهم أربعة عشر، سبعة و سبعة لقوله: المثاني فكل واحد من السبعة مثنى.

(2)- البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115.

(3)- البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115. إثبات الهداة ج 7: و لمؤلفه (ره) بيان في الحديث فراجع إن شئت.

(4)- البحار ج 7: 115. البرهان ج 2: 354.

(5)- البحار ج 7: 115. البرهان ج 2: 354. إثبات الهداة ج 3: 52.

كتاب التفسير، ج‏2، ص: 251

40- عَنِ السُّدِّيِّ عَمَّنْ سَمِعَ عَلِيّاً يَقُولُ‏ « سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي‏ » فَاتِحَةَ الْكِتَابِ‏ «1» .

41- عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع‏ « وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ » قَالَ: لَمْ يُعْطِ الْأَنْبِيَاءَ إِلَّا مُحَمَّداً ص وَ هُمُ السَّبْعَةُ الْأَئِمَّةُ الَّذِينَ يَدُورُ عَلَيْهِمْ الْفَلَكُ، وَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ‏ «2» .

42- عَنْ حَمَّادٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحَدِهِمَا فِي قَوْلِ اللَّهِ « لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‏ ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ‏ » قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص نَزَلَ بِهِ ضَيْقَةٌ [فَاسْتَسْلَفَ مِنْ يَهُودِيٍ‏] «3» فَقَالَ الْيَهُودِيُّ! وَ اللَّهِ مَا لِمُحَمَّدِ ثَاغِيَةٌ وَ لَا رَاغِيَةٌ «4» فَعَلَى مَا أُسْلِفُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنِّي لَأَمِينٌ اللَّهِ فِي سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ- وَ لَوْ ائْتَمَنْتَنِي عَلَى شَيْ‏ءٍ لَأَدَّيْتُهُ إِلَيْكَ- قَالَ: فَبَعَثَ بِدَرَقَةٍ لَهُ‏ «5» فَرَهَنَهَا عِنْدَهُ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ: « وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‏ ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا » «6» .

43- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا قَالَ‏ فِي « الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ‏ » قَالَ: هُمْ قُرَيْشٌ‏ «7» .

(1)- البرهان ج 2: 354.

(2)- البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115. إثبات الهداة ج 3: 52 و قال المحدث الحر العاملي (ره): هؤلاء السبعة من جملة الاثني عشر، و لعل لهم امتيازا على الباقي من بعض الجهات و الخصوصيات و اللّه أعلم، السبعة منهم غير منصوص على أعيانهم و هم (ع) أعلم بما أرادوا «انتهى».

أقول: و قد مر شطر من الكلام في ذلك تحت رقم 36 فراجع و كأن أقرب الأقوال ما قاله الفيض «ره» في ذلك.

(3)- استسلف: اقترض.

(4)- ثغا الشاة: صوتت. الثاغية: الشاة. و رغا الناقة مثل ثغا و الراغية: الناقة و قوله ما له ثاغية و لا راغية أي ما له شاة و لا بعير.

(5)- الدرقة- محركة-: الترس من جلود ليس فيه خشب و لا عقب.

(6)- البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354- 356. الصافي ج 1: 913.

(7)- البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354- 356. الصافي ج 1: 913.

كتاب التفسير، ج‏2، ص: 252

44- عَنْ زُرَارَةَ وَ حُمْرَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ عَنْ قَوْلِهِ « الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ‏ » قَالَ: هُمْ قُرَيْشٌ‏ «1» .

45- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ: « وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها » قَالَ: نَسَخَتْهَا « فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ » «2» .

46- عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ الْأَحْمَرِ رَفَعَهُ قَالَ‏ كَانَ الْمُسْتَهْزِءِينَ خَمْسَةً مِنْ قُرَيْشٍ، الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ، وَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ، وَ الْحَارِثُ بْنُ حَنْظَلَةَ «3» وَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ وَهْبٍ الزُّهْرِيُّ، وَ الْأَسْوَدُ بْنَ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ، فَلَمَّا قَالَ اللَّهُ: « إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ‏ » عَلِمَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَدْ أَخْزَاهُمْ- فَأَمَاتَهُمُ اللَّهُ بِشَرِّ مِيتَاتٍ‏ «4» .

(1)- البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354- 356. الصافي ج 1: 913.

(2)- البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354- 356. الصافي ج 1: 913.

(3)- كذا في النسخ لكن في كثير من الروايات كرواية الصدوق (ره) و الطبرسي في الاحتجاج و القمي (ره) في التفسير «حارث بن طلاطلة» و في تفسير المجمع «حارث بن قيس».

(4)- البرهان ج 2: 61. البحار ج 4: 61. الصافي ج 1: 914.

ثم إنه قد ذكر في سائر الروايات كيفية قتلهم و ميتتهم و إن اللّه تعالى قتل كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد و لا بأس بذكر القصة مجملا فنقول:

أما الوليد بن المغيرة فإنه مر بسهم لرجل من خزاعة قد راشه (أي ألزق عليه الريش) و وضعه في الطريق فأصاب أسفل عقبه قطعة من ذلك فانقطع أكحله حتى أدماه فمات و هو يقول: قتلني رب محمد، و أما العاص بن وائل السهمي فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات و هو يقول: قتلني رب محمد، و أما الأسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل الشجرة فأتاه جبرئيل فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه: امنع هذا عني، فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك، فقتله و هو يقول: قتلني رب محمد، و قيل: إنه أكل حوتا مالحا فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات، و أما الأسود بن المطلب فإن النبي (ص) دعا عليه أن يعمى بصره و أن يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع فأتاه جبرئيل بورقة خضراء، فضرب بها وجهه فعمي و بقي حتى أثكله اللّه ولده، و أما الحارث فإنه خرج من بيته في السموم (و هي الريح الحارة و قيل: الحر الشديد النافذ في المسام) فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال: أنا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه، و هو يقول قتلني رب محمد.

صفحه بعد