کتابخانه تفاسیر
لطائف الاشارات
الجزء الأول
السورة التي تذكر فيها البقرة
السورة التي يذكر فيها آل عمران
السورة التي يذكر فيها النساء
السورة التي تذكر فيها المائدة
السورة التي تذكر فيها الأنعام
السورة التي يذكر فيها الأعراف
السورة التي تذكر فيها الأنفال
الجزء الثاني
السورة التي تذكر فيها التوبة
سورة يونس عليه السلام
السورة التي يذكر فيها هود عليه السلام
السورة التي يذكر فيها يوسف عليه السلام
السورة التي يذكر فيها«الرعد»
السورة التي يذكر فيها إبراهيم عليه السلام
السورة التي يذكر فيها الحجر
السورة التي يذكر فيها النحل
السورة التي يذكر فيها بنو إسرائيل
السورة التي يذكر فيها الكهف
سورة مريم عليها السلام
سورة طه
السورة التي يذكر فيها الأنبياء
السورة التي يذكر فيها«الحج»
السورة التي يذكر فيها المؤمنون
السورة التي يذكر فيها النور
سورة الفرقان
الجزء الثالث
السورة التي يذكر فيها الشعراء
السورة التي يذكر فيها النمل
سورة القصص
السورة التي يذكر فيها العنكبوت
السورة التي يذكر فيها الروم
السورة التي يذكر فيها لقمان
سورة السجدة
سورة الأحزاب
سورة سبأ
سورة فاطر
سورة يس
سورة الصافات
سورة ص
سورة الزمر
سورة المؤمن
سورة فصلت
سورة الشورى
سورة الزخرف
سورة الدخان
سورة الجاثية
سورة الأحقاف
سورة محمد«صلى الله عليه و سلم»
سورة الفتح
سورة الحجرات
سورة ق
سورة الذاريات
سورة الطور
سورة النجم
سورة القمر
سورة الرحمن
سورة الواقعة
سورة الحديد
سورة المجادلة
سورة الحشر
سورة التغابن
لطائف الاشارات، ج3، ص: 432
و كان في ذلك نوع امتحان لهم: «فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا» أنتم من الحكمة في التأخير «1» .
و قوله: «إِنْ شاءَ اللَّهُ» معناه إذ شاء اللّه كقوله: «إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ»* و قيل. قالها على جهة تنبيههم إلى التأدّب بتقديم المشيئة في خطابهم «2» و قيل يرجع تقديم المشيئة إلى: إن شاء اللّه آمنين أو غير آمنين.
و قيل. يرجع تقديم المشيئة إلى دخول كلّهم أو دخول بعضهم؛ فإن الدخول كان بعد سنة، و مات منهم قوم.
قوله جل ذكره:
[سورة الفتح (48): آية 28]
أرسل رسوله محمدا صلى اللّه عليه و سلم بالدين الحنفي، و شريعة الإسلام ليظهره على كل ما هو دين «3» ؛ فما من دين لقوم إلا و منه في أيدى المسلمين سرّ؛ و للإسلام العزة و الغلبة عليه بالحجج و الآيات.
و قيل: ليظهره وقت نزول عيسى عليه السلام «4» .
و قيل: فى القيامة حيث يظهر الإسلام على كل الأديان.
و قيل: ليظهره على الدين كله بالحجة و الدليل.
قوله جل ذكره:
[سورة الفتح (48): آية 29]
(1) قد تكون الحكمة في التأخير هو ما سيحدث لهم من الخير و الصلاح و التفوق و كثرة العدد، فإنه عليه السلام رجع من هذا الموقف إلى خيبر فافتتحها، و رجع بأموال و عدة و رجال أضعاف ما كان عليه في ذلك العام، و أقبل على مكة في أهبة و عدة. يدلك على ذلك أنهم كانوا عام الحديبية سنة ست عددهم ألف و أربعمائة، و كانوا بعده عشرة آلاف.
(2) إشارة إلى قوله تعالى: «وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ» .
(3) أي أن (الدين) فى الآية اسم جنس، أو اسم بمعنى المصدر، و يستوى فيه المفرد و الجمع.
(4) أي عند نزوله لا يبقى على وجه الأرض كافر.
لطائف الاشارات، ج3، ص: 433
«أَشِدَّاءُ» . جمع شديد، أي فيهم صلابة مع الكفار.
«رُحَماءُ» . جمع رحيم، و صفهم بالرحمة و التوادّ فيما بينهم.
«... تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ رِضْواناً» تراهم راكعين ساجدين يطلبون من اللّه الفضل و الرضوان.
«... سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ» أي علامة التخشع التي على الصالحين.
و يقال: هى في القيامة يوم تبيضّ وجوه، و أنهم يكونون غدا محجلين.
و قد قال صلى اللّه عليه و سلم: «من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار» «1» و يقال في التفسير: «مَعَهُ» أبوبكر، و «أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ» عمر؛ و «رُحَماءُ بَيْنَهُمْ» :
عثمان، و «تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً» عليّ رضى اللّه عنهم «2» و قيل: الآية عامة في المؤمنين.
هذا مثلهم في التوراة، و أمّا مثلهم في الإنجيل فكزرع «3» أخرج شطأه أي: فراخه.
(1) جاء في سنن ابن ماجة: حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحى قال «حدثنا ثابت بن موسى عن شريك عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من كثرت صلاته ...» و قال ابن العربي: هو مدسوس على وجه الغلط.
(2) هكذا في م أما في ص فلم يرد ذكر الصحابة رضوان اللّه عليهم سوى الجزء الأخير الخاص بعلى كرم اللّه وجهه، و قد يمكن لو تذكرنا ما جاء في هامش ص 425- أن نستنبط أن ناسخ ص- الذي هو فارسى الأصل كما قلنا فى مدخل الكتاب- ربما كان شيعيا.
(3) فعل هذا يجوز الوقف على (التوراة) ثم يستأنف الكلام فيكون هناك مثلان. و قال مجاهد: هو مثل واحد. و عند النسفي: مكتوب في الإنجيل: سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر (ح 4 ص 164).
لطائف الاشارات، ج3، ص: 434
يقال: أشطأ الزرع إذا أخرج صغاره على جوانبه. «فَآزَرَهُ» أي عاونه. «فَاسْتَغْلَظَ» أي غلظ و استوى على سوقه؛ و آزرت الصغار الكبار حتى استوى بعضه مع بعض. يعجب هذا الزرع الزرّاع ليغيظ بالمسلمين الكفار؛ شبّه النبي (صلى اللّه عليه و سلم) بالزرع حين تخرج طاقة واحدة ما ينبت حولها فتشتد، كذلك كان وحده في تقوية دينه بمن حوله من المسلمين.
فمن حمل الآية على الصحابة: فمن أبغضهم دخل في الكفر، لأنه قال: «لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ» أي بأصحابه الكفار. و من حمله على المسلمين ففيه حجّة على الإجماع، لأنّ من خالف الإجماع- فاللّه يغايظ به الكفار- فمخالف الإجماع كافر قوله جل ذكره: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً» وعد المؤمنين و المؤمنات مغفرة للذنوب، و أجرا عظيما في الجنة فقوله: «مِنْهُمْ» للجنس أو للذين ختم لهم منهم بالإيمان.
لطائف الاشارات، ج3، ص: 435
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم [ «بِسْمِ اللَّهِ» : إخبار عن وجود الحقّ بنعت القدم.
«الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» : إخبار عن بقائه بوصف العلاء و الكرم.
كاشف الأرواح بقوله: «بِسْمِ اللَّهِ» فهيمّها.
و كاشف النفوس بقوله: «الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» فتيّمها؛ فالأرواح دهشى في كشف جلاله، و النفوس عطشى إلى لطف جماله].
عبد الكريم القشيري فى بسملة «الشمس»
لطائف الاشارات، ج3، ص: 437
سورة الحجرات
قوله جل ذكره: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» «بِسْمِ اللَّهِ» اسم كريم من تنصّل إليه من زلّاته تفضّل عليه بنجاته، و من توسّل إليه بطاعاته تطوّل عليه بدرجاته.
«بِسْمِ اللَّهِ» اسم عزيز من تقرّب إليه بمناجاته قابله بلطف أفضاله، و من تحبّب إليه بإيمانه أقبل عليه بكشف جلاله و جماله.
قوله جل ذكره:
[سورة الحجرات (49): آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» : شهادة للمنادى بالشّرف.
«لا تُقَدِّمُوا» أمر بتحمّل الكلف. قدّم الإكرام بالشرف على الإلزام بالكلف أي لا تقدموا بحكمكم «بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ» : أي لا تقضوا أمرا من دون اللّه و رسوله، أي لا تعملوا من ذات أنفسكم شيئا.
و يقال: قفوا حيثما و قفتم، و افعلوا ما به أمرتم، و كونوا أصحاب الاقتداء و الاتّباع ...
لا أرباب الابتداء و الابتداع.
قوله جل ذكره:
[سورة الحجرات (49): آية 2]
لطائف الاشارات، ج3، ص: 438
أمرهم بحفظ حرمته، و مراعاة الأدب في خدمته و صحبته، و ألّا ينظروا إليه بالعين التي ينظرون بها إلى أمثالهم. و أنه إذا كان بخلقه يلاينهم فينبغى ألا يتبسّطوا معه متجاسرين، و لا يكونوا مع ما يعاشرهم به من تخلّقه عن حدودهم زائدين.
و يقال: لا تبدأوه بحديث حتى يفاتحكم.
قوله جل ذكره:
[سورة الحجرات (49): آية 3]
هم الذين تقع السكينة عليهم من هيبة حضرته، أولئك هم الذين امتحن اللّه قلوبهم للتقوى بانتزاع حبّ الشهوات منها، فاتقوا سوء الأخلاق، و راعوا الأدب.
و يقال: هم الذين انسلخوا من عادات البشرية.
قوله جل ذكره:
[سورة الحجرات (49): الآيات 4 الى 5]
أي لو عرفوا قدرك لما تركوا حرمتك، و التزموا هيبتك.
و لو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم و لم يستعجلوا، و لم يوقظوك وقت القيلولة بمناداتهم لكان خيرا لهم «1» .
أمّا أصحابه- صلوات اللّه عليه و سلامه- الذين يعرفون قدره فإنّ أحدهم- كما في الخبر:
«كأنه يقرع بابه بالأظافر».