کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

مجمع البيان فى تفسير القرآن

الجزء الأول

(2) سورة البقرة مدنية و آياتها ست و ثمانون و مائتان(286)

نزول فضلها تفسيرها

الجزء الثاني

بقية سورة البقرة

(3) سورة آل عمران مدنية و آياتها مائتان(200)

توضيح فضلها

الجزء الثالث

(4) سورة النساء مدنية و آياتها ست و سبعون و مائة(176)

توضيح عدد آيها خلافها آيتان فضلها تفسيرها

(5) سورة المائدة مدنية و آياتها عشرون و مائة(120)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء الرابع

(6) سورة الأنعام مكية و آياتها خمس و ستون و مائة(165)

توضيح عدد آيها فضلها تفسيرها

(7) سورة الأعراف مكية و آياتها ست و مائتان(206)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(8) سورة الأنفال مدنية و آياتها خمس و سبعون(75)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء الخامس

(9) سورة التوبة مدنية و آياتها تسع و عشرون و مائة(129)

توضيح عدد آيها اختلافها أسماؤها عشرة فضلها علة ترك التسمية - في أولها قراءة و كتابة تفسيرها

(10) سورة يونس مكية و آياتها تسع و مائة(109)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(11) سورة هود مكية و آياتها ثلاث و عشرون و مائة(123)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(12) سورة يوسف مكية و آياتها إحدى عشرة و مائة(111)

توضيح عدد آيها فضلها تفسيرها

الجزء السادس

(13) سورة الرعد مدنية و آياتها ثلاث و أربعون(43)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(14) سورة إبراهيم مكية و آياتها ثنتان و خمسون(52)

(16) سورة النحل مكية و آياتها ثمان و عشرون و مائة(128)

توضيح عدد آيها فضلها تفسيرها

(17) سورة الإسراء مكية و آياتها إحدى عشرة و مائة(111)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(18) سورة الكهف مكية و آياتها عشر و مائة(110)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(19) سورة مريم مكية و آياتها ثمان و تسعون(98)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء السابع

(20) سورة طه مكية و آياتها خمس و ثلاثون و مائة(135)

عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(21) سورة الأنبياء مكية و آياتها اثنتا عشرة و مائة(112)

توضيح اختلافها فضلها تفسيرها

(22) سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون(78)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(23) سورة المؤمنون مكية و آياتها ثماني عشرة و مائة(118)

عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(24) سورة النور مدنية و آياتها أربع و ستون(64)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(26) سورة الشعراء مكية و آياتها سبع و عشرون و مائتان(227)

(28) سورة القصص مكية و آياتها ثمان و ثمانون(88)

عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء الثامن

(29) سورة العنكبوت مكية و آياتها تسع و ستون(69)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(33) سورة الأحزاب مدنية و آياتها ثلاث و سبعون(73)

توضيح فضلها تفسيرها

(37) سورة الصافات مكية و آياتها ثنتان و ثمانون و مائة(182)

عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(39) سورة الزمر مكية و آياتها خمس و سبعون(75)

(40) سورة غافر مكية و آياتها خمس و ثمانون(85)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء التاسع

(43) سورة الزخرف مكية و آياتها تسع و ثمانون(89)

الجزء العاشر

مجمع البيان فى تفسير القرآن


صفحه قبل

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏6، ص: 605

بمعنى الضيق فيكون مصدرا قال أبو الحسن الضيق و الضيق لغتان في المصدر قال أبو علي ينبغي أن يحمل على أنه مصدر لأنك إذا حملته على أنه مخفف من ضيق فقد أقمت الصفة مقام الموصوف من غير ضرورة و المعنى لا تكن في ضيق أي لا يضيق صدرك من مكرهم كما قال‏ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ‏ و ليس المراد لا تكن في أمر ضيق قال أبو عبيدة: الضيق بالكسر في المعاش و المسكن و الضيق بالفتح في القلب و قال علي بن عيسى يقال في صدري ضيق من هذا الأمر بالفتح و هو أكثر من الكسر.

المعنى‏

ثم أمر سبحانه نبيه بالدعاء إلى الحق فقال‏ «ادْعُ إِلى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ» أي ادع إلى دينه لأنه الطريق إلى مرضاته‏ «بِالْحِكْمَةِ» أي بالقرآن و سمي القرآن حكمة لأنه يتضمن الأمر بالحسن و النهي عن القبيح و أصل الحكمة المنع و منه حكمة اللجام و إنما قيل لها حكمة لأنها بمنزلة المانع من الفساد و ما لا ينبغي أن يختار و قيل أن الحكمة هي المعرفة بمراتب الأفعال في الحسن و القبح و الصلاح و الفساد لأن بمعرفة ذلك يقع المنع من الفساد و الاستعمال للصدق و الصواب في الأفعال و الأقوال‏ «وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ» معناه الوعظ الحسن و هو الصرف عن القبيح على وجه الترغيب في تركه و التزهيد في فعله و في ذلك تليين القلوب بما يوجب الخشوع و قيل أن الحكمة هي النبوة و الموعظة الحسنة مواعظ القرآن عن ابن عباس‏ «وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» أي ناظرهم بالقرآن و بأحسن ما عندك من الحجج و تقديره بالكلمة التي هي أحسن و المعنى اقتل المشركين و اصرفهم عما هم عليه من الشرك بالرفق و السكينة و لين الجانب في النصيحة ليكونوا أقرب إلى الإجابة فإن الجدل هو قتل الخصم عن مذهبه بطريق الحجاج و قيل هو أن يجادلهم على قدر ما يحتملونه كما

جاء في الحديث‏ أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم‏

«إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ» أي عن دينه‏ «وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» أي القابلين للهدى و هو يأمرك في الفريقين بما فيه الصلاح‏ «وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ» معناه و إن أردتم معاقبة غيركم على وجه المجازاة و المكافاة فعاقبوا بقدر ما عوقبتم به و لا تزيدوا عليه و قالوا إن المشركين لما مثلوا بقتلى أحد و بحمزة بن عبد المطلب فشقوا بطنه و أخذت هند بنت عتبة كبده فجعلت تلوكه و جدعوا أنفه و أذنه و قطعوا مذاكيره قال المسلمون لئن أمكنا الله منهم لنمثلن بالأحياء فضلا عن الأموات فنزلت الآية عن الشعبي و قتادة و عطا بن يسار و قيل إن الآية عامة في كل ظلم كغضب أو نحوه فإنما يجازى بمثل ما عمل عن مجاهد و ابن سيرين و إبراهيم و قال الحسن نزلت الآية قبل أن يؤمر النبي ص بقتال المشركين على العموم و أمر بقتال من قاتله و نظيره قوله‏ «فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ» «وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ» أي تركتم المكافاة و القصاص و جرعتم‏

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏6، ص: 606

مرارته‏ «لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ» معناه الصبر خير و أنفع للصابرين لما فيه من جزيل الثواب‏ «وَ اصْبِرْ» يا محمد فيما تبلغه من الرسالة و فيما تلقاه من الأذى و قيل معناه اصبر على ما يجب الصبر عليه و عما يجب الصبر عنه‏ «وَ ما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ» أي و ليس صبرك إلا بتوفيق الله و إقداره و تيسيره و ترغيبه فيه‏ «وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ» أي و لا تحزن على المشركين في إعراضهم عنك فإنه يكون الظفر و النصرة لك عليهم و لا عتب عليك في إعراضهم فقد بلغت ما أمرت به و قضيت ما عليك و قيل معناه و لا تحزن على قتلي أحد فإن الله تعالى قد نقلهم إلى ثوابه و كرامته‏ «وَ لا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ» أي و لا يكن صدرك في ضيق من مكرهم بك و بأصحابك فإن الله سبحانه يرد كيدهم في نحورهم و يحفظكم من شرورهم‏ «إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا» الشرك و الفواحش و الكبائر بالنصرة و الحفظ و الكلاءة «وَ» مع‏ «الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ» قال الحسن اتقوا ما حرم عليهم و أحسنوا فيما فرض عليهم.

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏6، ص: 607

(17) سورة الإسراء مكية و آياتها إحدى عشرة و مائة (111)

[توضيح‏]

هي مكية كلها و قيل مكية إلا خمس آيات‏ «وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ» الآية «وَ لا تَقْرَبُوا الزِّنى‏» الآية «أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ» الآية «أَقِمِ الصَّلاةَ» الآية «وَ آتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ» الآية عن الحسن و قيل مكية إلا ثماني آيات‏ «وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ» إلى قوله‏ «وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ» الآية عن قتادة و المعدل عن ابن عباس.

عدد آيها

مائة و إحدى عشرة آية كوفي و عشر آيات في الباقين.

اختلافها

آية «لِلْأَذْقانِ سُجَّداً» كوفي.

فضلها

أبي بن كعب عن النبي ص أنه قال‏ من قرأ سورة بني إسرائيل فرق قلبه عند ذكر الوالدين أعطي في الجنة قنطارين من الأجر و القنطار ألف أوقية و مائتا أوقية و الأوقية منها خير من الدنيا و ما فيها

و

روى الحسن بن أبي العلاء عن الصادق (ع) أنه قال‏ من قرأ سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم و يكون من أصحابه.

تفسيرها

ختم الله تعالى سورة النحل بذكر النبي ص و افتتح سورة بني إسرائيل أيضا بذكره و بيان إسرائه إلى المسجد الأقصى فقال:

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏6، ص: 608

[سورة الإسراء (17): الآيات 1 الى 3]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَ جَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً (3)

القراءة

قرأ أبو عمرو وحده ألا يتخذوا بالياء و الباقون بالتاء.

الحجة

من قرأ بالياء فلأن ما تقدمه على لفظ الغيبة و المعنى هديناهم لأن لا يتخذوا و من قرأ بالتاء فللانصراف من الغيبة إلى الخطاب كما في قوله‏ «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» ثم قال‏ «إِيَّاكَ نَعْبُدُ» و الضمير في‏ «أَلَّا تَتَّخِذُوا» و إن كان على لفظ الخطاب فإنما يعني به الغيب في المعنى.

الإعراب‏

سبحان منصوب على المصدر على معنى أسبح لله تسبيحا قال أبو علي من زعم أن ألا تتخذوا على إضمار القول فكأنه يراد قال أن لا تتخذوا لم يكن قوله هذا مستقيما و ذلك لأن القول لا يخلو من أن يكون بعده جملة تحكى أو معنى جملة يعمل فيه لفظ القول فالأول كقوله قال زيد عمرو منطلق فموضع الجملة نصب بالقول و الآخر نحو أن يقول القائل لا إله إلا الله فتقول قلت حقا أن يقول الثلج حار فتقول قلت باطلا فهذا معنى ما قاله و ليس نفس المقول و قوله‏ «أَلَّا تَتَّخِذُوا» خارج من هذين الوجهين أ لا ترى أن لا تتخذوا ليس هو القول كما أن قولك حقا إذا سمعت كلمة الإخلاص بمعنى القول و ليس قوله‏ «أَلَّا تَتَّخِذُوا» الجملة فيكون كقولك قال زيد عمرو منطلق و يجوز أن تكون أن بمعنى أي التي للتفسير و انصرف الكلام في الغيبة إلى الخطاب كما انصرف منها إلى الخطاب في قوله‏ «وَ انْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا» في الأمر فكذلك انصرف في الغيبة إلى الخطاب في النهي في أن لا تتخذوا و كذلك قوله‏ «أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْ» في وقوع الأمر بعد الخطاب و يجوز أن يضمر القول و يحمل يتخذوا على القول المضمر إذا جعلت أن زائدة فيكون التقدير و جعلناه هدى لبني إسرائيل و قلنا لا تتخذوا فيجوز إذا في قوله‏ «أَلَّا تَتَّخِذُوا» ثلاثة أوجه (أحدها) أن تكون أن الناصبة للفعل فيكون المعنى و جعلناه هدى كراهة أن يتخذوا من دوني وكيلا أو لأن لا يتخذوا (و الآخر) أن يكون بمعنى أي لأنه بعد كلام تام فيكون التقدير أي لا تتخذوا (و الثالث) أن تكون أن زائدة و يضمر القول فأما قوله‏ «ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا» فإنه يجوز أن يكون مفعول الاتخاذ لأنه فعل يتعدى إلى مفعولين و أفرد الوكيل و هو في معنى‏

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏6، ص: 609

الجمع لأن فعيلا يكون مفردا للفظ و المعنى على الجمع نحو قوله‏ «وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً» فإذا حمل على هذا كان مفعولا ثانيا في قراءة من قرأ بالتاء و الياء و يجوز أن يكون نداء و ذلك على قراءة من قرأ بالتاء لأن النداء للخطاب و لو رفع ذرية على البدل من الضمير المرفوع في أن لا تتخذوا كان جائزا و يكون التقدير ألا تتخذوا ذرية من حملنا مع نوح من دوني وكيلا و لو جعلته مجردا بدلا من قولك بني إسرائيل جاز و كان التقدير و جعلناه هدى لذرية من حملنا مع نوح.

النزول‏

قيل نزلت الآية في إسرائه و كان ذلك بمكة صلى المغرب في المسجد الحرام ثم أسري به في ليلته ثم رجع فصلى الصبح في المسجد الحرام فأما الموضع الذي أسري إليه أين كان فإن الإسراء إلى بيت المقدس و قد نطق به القرآن و لا يدفعه مسلم و ما قاله بعضهم إن ذلك كان في النوم فظاهر البطلان إذ لا معجز يكون فيه و لا برهان و قد وردت روايات كثيرة في قصة المعراج في عروج نبينا ص إلى السماء و رواه كثير من الصحابة مثل ابن عباس و ابن مسعود و أنس و جابر بن عبد الله و حذيفة و عائشة و أم هاني و غيرهم عن النبي ص و زاد بعضهم و نقص بعض و تنقسم جملتها إلى أربعة أوجه (أحدها) ما يقطع على صحته لتواتر الأخبار به و إحاطة العلم بصحته (و ثانيها) ما ورد في ذلك مما تجوزه العقول و لا تأباه الأصول فنحن نجوزه ثم نقطع على أن ذلك كان في يقظته دون منامه (و ثالثها) ما يكون ظاهره مخالفا لبعض الأصول إلا أنه يمكن تأويلها على وجه يوافق المعقول فالأولى أن ناوله على ما يطابق الحق و الدليل (و رابعها) ما لا يصح ظاهره و لا يمكن تأويله إلا على التعسف البعيد فالأولى أن لا نقبله فأما الأول المقطوع به فهو أنه أسري به على الجملة و أما الثاني فمنه ما روي أنه طاف في السماوات و رأى قوما في الجنة يتنعمون فيها و قوما في النار يعذبون فيها فيحمل على أنه رأى صفتهم أو أسماءهم (و أما) الرابع فنحو ما

روي‏ أنه ص كلم الله سبحانه جهرة و رآه و قعد معه على سريره‏

و نحو ذلك مما يوجب ظاهره التشبيه و الله سبحانه يتقدس عن ذلك و كذلك ما

روي‏ أنه شق بطنه و غسله‏

لأنه ص كان طاهرا مطهرا من كل سوء و عيب و كيف يطهر القلب و ما فيه من الاعتقاد بالماء فمن جملة الأخبار الواردة في قصة المعراج ما

روي أن النبي ص قال‏ أتاني جبرائيل (ع) و أنا بمكة فقال قم يا محمد فقمت معه و خرجت إلى الباب فإذا جبرائيل و معه ميكائيل و إسرافيل فأتى جبرائيل (ع) بالبراق و كان فوق الحمار و دون البغل خده كخد الإنسان و ذنبه كذنب البقر و عرفه كعرف الفرس‏

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏6، ص: 610

و قوائمه كقوائم الإبل عليه رحل من الجنة و له جناحان من فخذيه خطوة منتهى طرفه فقال اركب فركبت و مضيت حتى انتهيت إلى بيت المقدس ثم ساق الحديث إلى أن قال فلما انتهيت إلى بيت المقدس إذا ملائكة نزلت من السماء بالبشارة و الكرامة من عند رب العزة و صليت في بيت المقدس و في بعضها بشر لي إبراهيم في رهط من الأنبياء ثم وصف موسى و عيسى ثم أخذ جبرائيل (ع) بيدي إلى الصخرة فأقعدني عليها فإذا معراج إلى السماء لم أر مثلها حسنا و جمالا فصعدت إلى السماء الدنيا و رأيت عجائبها و ملكوتها و ملائكتها يسلمون علي ثم صعد بي جبرائيل إلى السماء الثانية فرأيت فيها عيسى بن مريم و يحيى بن زكريا ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فرأيت فيها يوسف ثم صعد بي إلى السماء الرابعة فرأيت فيها إدريس ثم صعد به إلى السماء الخامسة فرأيت فيها هارون ثم صعد بي إلى السماء السادسة فإذا فيها خلق كثير يموج بعضهم في بعض و فيها الكروبيون ثم صعد بي إلى السابعة فأبصرت فيها خلقا و ملائكة

و

في حديث أبي هريرة رأيت في السماء السادسة موسى و رأيت في السماء السابعة إبراهيم (ع) قال ثم جاوزناها متصاعدين إلى أعلى عليين و وصف ذلك إلى أن قال ثم كلمني ربي و كلمته و رأيت الجنة و النار و رأيت العرش و سدرة المنتهى ثم رجعت إلى مكة فلما أصبحت حدثت به بالناس فكذبني أبو جهل و المشركون و قال مطعم بن عدي أ تزعم أنك سرت مسيرة شهرين في ساعة أشهد أنك كاذب قالوا ثم قالت قريش أخبرنا عما رأيت فقال مررت بعير بني فلان و قد أضلوا بعيرا لهم و هم في طلبه و في رحلهم قعب مملوء من ماء فشربت الماء ثم غطيته كما كان فسألوهم هل وجدوا الماء في القدح قالوا هذه آية واحدة قال و مررت بعير بني فلان فنفرت بكرة فلان فانكسرت يدها فسألوهم عن ذلك فقالوا هذه آية أخرى قالوا فأخبرنا عن عيرنا قال مررت بها بالتنعيم و بين لهم إجمالها و هيئاتها و قال تقدمها جمل أورق عليه قرارتان محيطتان و يطلع عليكم عند طلوع الشمس قالوا هذه آية أخرى ثم خرجوا يشتدون نحو التيه و هم يقولون لقد قضى محمد بيننا و بينه قضاء بينا و جلسوا ينتظرون متى تطلع الشمس فيكذبوه فقال قائل و الله إن الشمس قد طلعت و قال آخر و الله هذه الإبل قد طلعت يقدمها بعير أورق فبهتوا و لم يؤمنوا

و

في تفسير العياشي بالإسناد عن أبي بكر عن أبي عبد الله (ع) قال‏ لما أسري برسول الله ص إلى السماء الدنيا لم يمر بأحد من الملائكة إلا استبشر قال ثم مر بملك حزين كئيب فلم يستبشر به فقال يا جبرائيل ما مررت بأحد من الملائكة إلا استبشر بي إلا هذا الملك فمن هذا فقال هذا مالك خازن جهنم‏

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏6، ص: 611

و هكذا جعله الله قال فقال له النبي ص يا جبرائيل اسأله أن يرينيها قال فقال جبرائيل (ع) يا مالك هذا محمد رسول الله ص و قد شكا إلي فقال ما مررت بأحد من الملائكة إلا استبشر بي إلا هذا فأخبرته أن هكذا جعله الله و قد سألني أن أسألك أن تريه جهنم قال فكشف له عن طبق من أطباقها قال فما رئي رسول الله ص ضاحكا حتى قبض‏

و

عن أبي بصير قال سمعته يقول‏ إن جبرائيل احتمل رسول الله حتى انتهى به إلى مكان من السماء ثم تركه و قال له ما وطأ نبي قط مكانك.

المعنى‏

صفحه بعد