کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

مجمع البيان فى تفسير القرآن

الجزء الأول

(2) سورة البقرة مدنية و آياتها ست و ثمانون و مائتان(286)

نزول فضلها تفسيرها

الجزء الثاني

بقية سورة البقرة

(3) سورة آل عمران مدنية و آياتها مائتان(200)

توضيح فضلها

الجزء الثالث

(4) سورة النساء مدنية و آياتها ست و سبعون و مائة(176)

توضيح عدد آيها خلافها آيتان فضلها تفسيرها

(5) سورة المائدة مدنية و آياتها عشرون و مائة(120)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء الرابع

(6) سورة الأنعام مكية و آياتها خمس و ستون و مائة(165)

توضيح عدد آيها فضلها تفسيرها

(7) سورة الأعراف مكية و آياتها ست و مائتان(206)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(8) سورة الأنفال مدنية و آياتها خمس و سبعون(75)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء الخامس

(9) سورة التوبة مدنية و آياتها تسع و عشرون و مائة(129)

توضيح عدد آيها اختلافها أسماؤها عشرة فضلها علة ترك التسمية - في أولها قراءة و كتابة تفسيرها

(10) سورة يونس مكية و آياتها تسع و مائة(109)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(11) سورة هود مكية و آياتها ثلاث و عشرون و مائة(123)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(12) سورة يوسف مكية و آياتها إحدى عشرة و مائة(111)

توضيح عدد آيها فضلها تفسيرها

الجزء السادس

(13) سورة الرعد مدنية و آياتها ثلاث و أربعون(43)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(14) سورة إبراهيم مكية و آياتها ثنتان و خمسون(52)

(16) سورة النحل مكية و آياتها ثمان و عشرون و مائة(128)

توضيح عدد آيها فضلها تفسيرها

(17) سورة الإسراء مكية و آياتها إحدى عشرة و مائة(111)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(18) سورة الكهف مكية و آياتها عشر و مائة(110)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(19) سورة مريم مكية و آياتها ثمان و تسعون(98)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء السابع

(20) سورة طه مكية و آياتها خمس و ثلاثون و مائة(135)

عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(21) سورة الأنبياء مكية و آياتها اثنتا عشرة و مائة(112)

توضيح اختلافها فضلها تفسيرها

(22) سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون(78)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(23) سورة المؤمنون مكية و آياتها ثماني عشرة و مائة(118)

عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(24) سورة النور مدنية و آياتها أربع و ستون(64)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(26) سورة الشعراء مكية و آياتها سبع و عشرون و مائتان(227)

(28) سورة القصص مكية و آياتها ثمان و ثمانون(88)

عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء الثامن

(29) سورة العنكبوت مكية و آياتها تسع و ستون(69)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(33) سورة الأحزاب مدنية و آياتها ثلاث و سبعون(73)

توضيح فضلها تفسيرها

(37) سورة الصافات مكية و آياتها ثنتان و ثمانون و مائة(182)

عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(39) سورة الزمر مكية و آياتها خمس و سبعون(75)

(40) سورة غافر مكية و آياتها خمس و ثمانون(85)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء التاسع

(43) سورة الزخرف مكية و آياتها تسع و ثمانون(89)

الجزء العاشر

مجمع البيان فى تفسير القرآن


صفحه قبل

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏7، ص: 212

[سورة النور (24): الآيات 26 الى 29]

الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَ الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَ الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَ الطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ (26) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَ تُسَلِّمُوا عَلى‏ أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَ إِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى‏ لَكُمْ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما تَكْتُمُونَ (29)

اللغة

الاستيناس طلب الأنس بالعلم أو غيره تقول العرب اذهب فاستأنس هل ترى أحدا و منه قوله‏ «فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً» أي علمتم و روي عن ابن عباس أنه قال إنما هي تستأذنوا يعني قوله‏ «تَسْتَأْنِسُوا» و كذلك يروى عن عبد الله و روي عن أبي حتى تسلموا و تستأنسوا و كذلك قرأ ابن عباس.

المعنى‏

قال سبحانه‏ «الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَ الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ» قيل في معناه أقوال (أحدها) أن الخبيثات من الكلم للخبيثين من الرجال و الخبيثون من الرجال للخبيثات من الكلم و الطيبات من الكلم للطيبين من الرجال و الطيبون من الرجال للطيبات من الكلم أ لا ترى أنك تسمع الخبيث من الرجل الصالح فتقول غفر الله لفلان ما هذا من خلقه و لا مما يقول عن ابن عباس و الضحاك و مجاهد و الحسن (و الثاني) إن معناه الخبيثات من السيئات للخبيثين من الرجال و الخبيثون من الرجال للخبيثات من السيئات و الطيبات من الحسنات‏

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏7، ص: 213

للطيبين من الرجال و الطيبون من الرجال للطيبات من الحسنات عن ابن زيد (و الثالث)

الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال و الخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء و الطيبات من النساء للطيبين من الرجال و الطيبون من الرجال للطيبات من النساء عن أبي مسلم و الجبائي‏ و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (ع) قالا هي مثل قوله‏ «الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً» الآية أن أناسا هموا أن يتزوجوا منهن فنهاهم الله عن ذلك و كره ذلك لهم‏

«أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ» أي الطيبون مبرءون أي منزهون من الكلام الخبيث عن مجاهد و قال الفراء يعني به عائشة و صفوان بن المعطل و هو بمنزلة قوله تعالى‏ «فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ» و الأم تحجب بالأخوين فجاء على تغليب لفظ الجمع‏ «لَهُمْ مَغْفِرَةٌ» أي لهؤلاء الطيبين من الرجال و النساء مغفرة من الله لذنوبهم‏ «وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ» أي عطية من الله كريمة في الجنة ثم خاطب سبحانه المؤمنين فقال‏ «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا» أي حتى تستأذنوا عن ابن مسعود و ابن عباس قال أخطأ الكاتب فيه و كان يقرأ حتى تستأذنوا و قيل تستأنسوا بالتنحنح و الكلام الذي يقوم مقام الاستيذان و قد بين الله تعالى ذلك في قوله‏ «وَ إِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا» عن مجاهد و السدي و قيل معناه حتى تستعلموا و تتعرفوا عن‏

أبي أيوب الأنصاري قال‏ قلنا يا رسول الله ما الاستيناس قال يتكلم الرجل بالتسبيحة و التحميدة و التكبيرة و يتنحنح على أهل البيت‏

و

عن سهل بن سعد قال‏ أطلع رجل في حجرة من حجر رسول الله فقال رسول الله ص و معه مدرى يحك به رأسه لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينيك إنما الاستيذان من النظر

و

روي‏ أن رجلا قال للنبي ص أستأذن على أمي فقال نعم قال أنها ليس لها خادم غيري أ فاستأذن عليها كلما دخلت قال أ تحب أن تراها عريانة قال الرجل لا قال فاستأذن عليها

«وَ تُسَلِّمُوا عَلى‏ أَهْلِها» قيل إن فيه تقديما و تأخيرا تقديره حتى تسلموا على أهلها و تستأنسوا و تستأذنوا فإن أذن لكم فادخلوا و قيل معناه حتى تستأنسوا بأن تسلموا

فقد روي‏ أن رجلا استأذن على رسول الله ص فتنحنح فقال رسول الله ص لامرأة يقال لها روضة قومي إلى هذا فعلميه و قولي له قل السلام عليكم أ أدخل فسمعها الرجل فقالها فقال أدخل‏

«ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ» معناه ذلك الدخول بالاستيذان خير لكم‏ «لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» مواعظ الله و أوامره و نواهيه فتتبعونها «فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا» معناه فإن لم تعلموا «فِيها أَحَداً» يأذن لكم في الدخول‏ «فَلا تَدْخُلُوها» لأنه ربما كان فيها ما

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏7، ص: 214

لا يجوز أن تطلعوا عليه‏ «حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ» أي حتى يأذن لكم أرباب البيوت في ذلك بين الله سبحانه بهذا أنه لا يجوز دخول دار الغير بغير إذنه و إن لم يكن صاحبها فيها و لا يجوز أن يتطلع إلى المنزل ليرى من فيه فيستأذنه إذا كان الباب مغلقا

لقوله (ع) إنما جعل الاستيذان لأجل النظر

و إلا أن يكون الباب مفتوحا لأن صاحبه بالفتح أباح النظر «وَ إِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا» أي فانصرفوا و لا تلجوا عليهم و ذلك بأن يأمروكم بالانصراف صريحا أو يوجد منهم ما يدل عليه‏ «هُوَ أَزْكى‏ لَكُمْ» معناه أن الانصراف أنفع لكم في دينكم و دنياكم و أطهر لقلوبكم و أقرب إلى أن تصيروا أزكياء «وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ» أي عالم بأعمالكم لا يخفى عليه شي‏ء منها ثم قال سبحانه‏ «لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ» أي حرج و إثم‏ «أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ» يعني بغير استئذان‏ «فِيها مَتاعٌ لَكُمْ» قيل في معنى هذه البيوت أقوال (أحدها)

أنها الحانات و الحمامات و الأرحية عن الصادق (ع)

و عن محمد بن الحنفية و قتادة و يكون معنى متاع لكم أي استمتاع لكم (الثاني) إنها الخرابات المعطلة و يدخلها الإنسان لقضاء الحاجة عن عطا (و الثالث) أنها الحوانيت و بيوت التجار التي فيها أمتعة الناس عن ابن زيد قال الشعبي و إذنهم أنهم جاءوا ببيوعهم فجعلوها فيها و قالوا للناس علموا (و الرابع) أنها مناخات الناس في أسفارهم يرتفقون بها عن مجاهد و الأولى حمله على الجميع‏ «وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما تَكْتُمُونَ» لا يخفى عليه شي‏ء من ذلك.

النظم‏

وجه اتصال الآية بما قبلها أنه سبحانه لما عظم شأن الزنا و القذف أكد ذلك بالنهي عن دخول بيوت الناس إلا بعد الاستئذان و الاستئناس ليكونوا أبعد من التهمة و أقرب إلى العصمة من السيئة.

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏7، ص: 215

[سورة النور (24): الآيات 30 الى 31]

قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى‏ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (30) وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى‏ جُيُوبِهِنَّ وَ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى‏ عَوْراتِ النِّساءِ وَ لا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)

القراءة

قرأ أبو جعفر و ابن عامر و أبو بكر غير أولي الأربة بالنصب و الباقون بالجر و قرأ ابن عامر أيه المؤمنين و يا أيه الساحر و أيه الثقلان بضم الهاء و الباقون بفتحها.

الحجة

قال أبو علي" غير" فيمن جر صفة للتابعين و المعنى لا يبدين زينتهن إلا للتابعين الذين لا إربة لهم في النساء و الإربة الحاجة لأنهم في أنهم لا إربة لهم كالأطفال الذين لم يظهروا على عورات النساء أي لم يقووا عليها و منه قوله‏ «فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ» و جاز وصف التابعين بغير لأنهم غير مقصودين بأعيانهم فأجري لذلك مجرى النكرة و قد قيل إن التابعين جاز أن يوصفوا بغير في هذا لقصر الوصف على شي‏ء بعينه فإذا قصر على شي‏ء بعينه زال الشياع عنه فاختص فالتابعون ضربان ذو إربة و غير ذي إربة و ليس ثالث و إذا كان كذلك جاز لاختصاصه أن يجري وصفا على المعرفة و على هذا الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ و كذلك‏ لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ لأن المسلمين و غيرهم لا يخلو من أن يكونوا أصحاء أو زمنى فإذا وصفوا بأحد الشيئين زال الشياع فساغ الوصف به لذلك و من نصب غير احتمل ضربين أحدهما) أن يكون استثناء و التقدير لا يبدين زينتهن إلا للتابعين إلا ذا الإربة منهم فإنهم لا يبدين زينتهن لمن كان منهم ذا إربة (و الآخر) أن يكون حالا و المعنى أو الذين يتبعونهن عاجزين عنهن و ذو الحال ما في التابعين من الذكر و قال الوقف على يا أيها و أيها بالألف لأنهما إنما أسقطت لسكونها و سكون لام المعرفة فإذا وقف عليها زال التقاء الساكنين و ظهرت الألف فأما ضم الهاء في قراءة ابن عامر فلا يتجه لأن آخر الاسم هو الياء الثانية من أي فينبغي أن يكون المضموم آخر الاسم و لو جاز

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏7، ص: 216

أن يضم هذا من حيث كان مضموما إلى الكلمة لجاز أن يضم الميم من اللهم لأنه آخر الكلمة و وجه الإشكال و الشبهة في ذلك أنه وجد هذا الحرف قد صار في بعض المواضع التي يدخل فيها بمنزلة ما هو من نفس الكلمة نحو مررت بهذا الرجل و غلام هذه المرأة فلما وجدها في أوائل المبهمة كذلك جعلها في الآخر أيضا بمنزلة شي‏ء من نفس الكلمة و استجاز حذف الألف اللاحق للحرف لما رآه قد حذف في قولهم هلم فأجري عليه الإعراب لما كان كالشي‏ء الذي من نفس الكلمة فإن قلت فإنه قد حرك الياء التي قبلها بالضم في يا أيها الرجل فإنه يجوز أن نقول حركة أي في هذه المواضع كحركات الاتباع في نحو امرئ و امرؤ فهذا وجه شبهته.

اللغة

أصل الغض النقصان يقال غض من صوته و من بصره أي نقص و منه حديث عمرو بن العاص لما مات عبد الرحمن بن عوف هنيئا لك خرجت من الدنيا ببطنتك لم تتغضغض منها بشي‏ء يقال غضغضت الشي‏ء فتغضغض إذا نقص و الإربة فعلة من الإرب كالمشية و الجلسة و

في الحديث‏ إن رجلا اعترض النبي ص ليسأله فصاحوا به فقال ص دعوا الرجل أرب ماله‏

قال ابن الأعرابي أي احتاج فسأل ما له و قيل معناه حاجة جاءت به فدعوه و ما مزيدة عن الأزهري.

الإعراب‏

«يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ» مجزوم لأنه جواب شرط مقدر و التقدير قل للمؤمنين غضوا من أبصاركم فإنك إن تقل لهم يغضوا و يجوز أن يكون مجزوما على تقدير ليغضوا من أبصارهم و مثل ذلك قوله‏ «يَغْضُضْنَ» و إن لم يظهر فيه الإعراب لكونه مبنيا و ما ظهر في موضع نصب على البدل من‏ «زِينَتَهُنَّ» و قوله‏ «مِنْها» من هنا للتبيين و الجار و المجرور مع المحذوف في موضع نصب على الحال.

المعنى‏

ثم بين سبحانه ما يحل من النظر و ما لا يحل منه فقال‏ «قُلْ» يا محمد «لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ» عما لا يحل لهم النظر إليه‏ «وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ» عمن لا يحل لهم و عن الفواحش و قيل إن من مزيدة و تقديره يغضوا أبصارهم عن عورات النساء و قيل إنها للتبعيض لأن غض البصر إنما يجب في بعض المواضع عن أبي مسلم و المعنى ينقصوا من نظرهم فلا ينظروا إلى ما حرم و قيل إنها لابتداء الغاية و قال ابن زيد كل موضع في القرآن ذكر فيه حفظ الفروج فهو عن الزنا إلا في هذا الموضع فإن المراد به الستر حتى لا

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏7، ص: 217

ينظر إليها أحد و هو

المروي عن أبي عبد الله (ع) قال‏ فلا يحل للرجل أن ينظر إلى فرج أخيه و لا يحل للمرأة أن تنظر إلى فرج أختها

«ذلِكَ أَزْكى‏ لَهُمْ» أي أنفع لدينهم و دنياهم و أطهر لهم و أنفى للتهمة و أقرب إلى التقوى‏ «إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ» أي عليم‏ «بِما يَصْنَعُونَ» أي بما يعملونه أي على أي وجه يعملونه‏ «وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ» أمر النساء بمثل ما أمر به الرجال من غض البصر و حفظ الفرج‏ «وَ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ» أي لا يظهرن مواضع الزينة لغير محرم و من هو في حكمه و لم يرد نفس الزينة لأن ذلك يحل النظر إليه بل المراد مواضع الزينة و قيل الزينة زينتان ظاهرة و باطنة فالظاهرة لا يجب سترها و لا يحرم النظر إليها لقوله‏ «إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها» و فيها ثلاثة أقاويل (أحدها) إن الظاهرة الثياب و الباطنة الخلخالان و القرطان و السواران عن ابن مسعود (و ثانيها) إن الظاهرة الكحل و الخاتم و الخدان و الخضاب في الكف عن ابن عباس و الكحل و السوار و الخاتم عن قتادة (و ثالثها) إنها الوجه و الكفان عن الضحاك و عطا و الوجه و البنان عن الحسن و في تفسير علي بن إبراهيم الكفان و الأصابع‏ «وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى‏ جُيُوبِهِنَّ» و الخمر المقانع جمع خمار و هو غطاء رأس المرأة المنسدل على جيبها أمرن بإلقاء المقانع على صدورهن تغطية لنحورهن فقد قيل إنهن كن يلقين مقانعهن على ظهورهن فتبدو صدورهن و كنى عن الصدور بالجيوب لأنها ملبوسة عليها و قيل إنهن أمرن بذلك ليسترن شعورهن و قرطهن و أعناقهن قال ابن عباس تغطي شعرها و صدرها و ترائبها و سوالفها «وَ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ» يعني الزينة الباطنة التي لا يجوز كشفها في الصلاة و قيل معناه لا يضعن الجلباب و الخمار عن ابن عباس‏ «إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ» أي لأزواجهن يبدين مواضع زينتهن لهم استدعاء لميلهم و تحريكا لشهوتهم‏

فقد روي‏ أنه ص لعن السلتاء من النساء و المرهاء فالسلتاء التي لا تخضب و المرهاء التي لا تكتحل و لعن المسوفة و المفسلة فالمسوفة التي إذا دعاها زوجها إلى المباشرة قالت سوف أفعل و المفسلة هي التي إذا دعاها قالت أنا حائض و هي غير حائض‏

«أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ» و هؤلاء الذين يحرم عليهم نكاحهن فهم ذوو محارم لهن بالأسباب و الأنساب و يدخل أجداد البعولة فيه و إن علوا و أحفادهم و إن سفلوا يجوز إبداء الزينة لهم من غير استدعاء لشهوتهم و يجوز لهم تعمد النظر من غير تلذذ «أَوْ نِسائِهِنَّ» يعني النساء المؤمنات و لا يحل لهن أن يتجردن ليهودية أو نصرانية أو مجوسية إلا إذا كانت أمة و هو معنى قوله‏ «أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ» أي من الإماء عن ابن جريج و مجاهد و الحسن و سعيد بن المسيب قالوا و لا يحل للعبد أن ينظر إلى شعر مولاته و

قيل معناه العبيد و الإماء و روي ذلك عن أبي عبد الله (ع)

و قال الجبائي أراد مملوكا له لم يبلغ مبلغ الرجال‏ «أَوِ

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏7، ص: 218

التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ» اختلف في معناه‏

فقيل‏ التابع الذي يتبعك لينال من طعامك و لا حاجة له في النساء و هو الأبله المولى عليه عن ابن عباس و قتادة و سعيد بن جبير و هو المروي عن أبي عبد الله (ع)

و قيل هو العنين الذي لا إرب له في النساء لعجزه عن عكرمة و الشعبي و قيل إنه الخصي المجبوب الذي لا رغبة له في النساء عن الشافعي و لم يسبق إلى هذا القول و قيل إنه الشيخ الهم لذهاب إربه عن يزيد بن أبي حبيب و قيل هو العبد الصغير عن أبي حنيفة و أصحابه‏ «أَوِ الطِّفْلِ» أي الجماعة من الأطفال‏ «الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى‏ عَوْراتِ النِّساءِ» يريد به الصبيان الذين لم يعرفوا عورات النساء و لم يقووا عليها لعدم شهوتهم و قيل لم يطيقوا مجامعة النساء فإذا بلغوا مبلغ الشهوة فحكمهم حكم الرجال‏ «وَ لا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ» قال قتادة كانت المرأة تضرب برجلها لتسمع قعقعة الخلخال فيها فنهاهن عن ذلك و قيل معناه لا تضرب المرأة برجلها إذا مشت ليتبين خلخالها أو يسمع صوته عن ابن عباس‏ «وَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» أي تفوزون بثواب الجنة و

في الحديث أنه ص قال‏ أيها الناس توبوا إلى ربكم فإني أتوب إلى الله في كل يوم مائة مرة أورده مسلم في الصحيح‏

صفحه بعد