کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

مجمع البيان فى تفسير القرآن

الجزء الأول

(2) سورة البقرة مدنية و آياتها ست و ثمانون و مائتان(286)

نزول فضلها تفسيرها

الجزء الثاني

بقية سورة البقرة

(3) سورة آل عمران مدنية و آياتها مائتان(200)

توضيح فضلها

الجزء الثالث

(4) سورة النساء مدنية و آياتها ست و سبعون و مائة(176)

توضيح عدد آيها خلافها آيتان فضلها تفسيرها

(5) سورة المائدة مدنية و آياتها عشرون و مائة(120)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء الرابع

(6) سورة الأنعام مكية و آياتها خمس و ستون و مائة(165)

توضيح عدد آيها فضلها تفسيرها

(7) سورة الأعراف مكية و آياتها ست و مائتان(206)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(8) سورة الأنفال مدنية و آياتها خمس و سبعون(75)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء الخامس

(9) سورة التوبة مدنية و آياتها تسع و عشرون و مائة(129)

توضيح عدد آيها اختلافها أسماؤها عشرة فضلها علة ترك التسمية - في أولها قراءة و كتابة تفسيرها

(10) سورة يونس مكية و آياتها تسع و مائة(109)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(11) سورة هود مكية و آياتها ثلاث و عشرون و مائة(123)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(12) سورة يوسف مكية و آياتها إحدى عشرة و مائة(111)

توضيح عدد آيها فضلها تفسيرها

الجزء السادس

(13) سورة الرعد مدنية و آياتها ثلاث و أربعون(43)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(14) سورة إبراهيم مكية و آياتها ثنتان و خمسون(52)

(16) سورة النحل مكية و آياتها ثمان و عشرون و مائة(128)

توضيح عدد آيها فضلها تفسيرها

(17) سورة الإسراء مكية و آياتها إحدى عشرة و مائة(111)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(18) سورة الكهف مكية و آياتها عشر و مائة(110)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(19) سورة مريم مكية و آياتها ثمان و تسعون(98)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء السابع

(20) سورة طه مكية و آياتها خمس و ثلاثون و مائة(135)

عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(21) سورة الأنبياء مكية و آياتها اثنتا عشرة و مائة(112)

توضيح اختلافها فضلها تفسيرها

(22) سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون(78)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(23) سورة المؤمنون مكية و آياتها ثماني عشرة و مائة(118)

عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(24) سورة النور مدنية و آياتها أربع و ستون(64)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(26) سورة الشعراء مكية و آياتها سبع و عشرون و مائتان(227)

(28) سورة القصص مكية و آياتها ثمان و ثمانون(88)

عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء الثامن

(29) سورة العنكبوت مكية و آياتها تسع و ستون(69)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(33) سورة الأحزاب مدنية و آياتها ثلاث و سبعون(73)

توضيح فضلها تفسيرها

(37) سورة الصافات مكية و آياتها ثنتان و ثمانون و مائة(182)

عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

(39) سورة الزمر مكية و آياتها خمس و سبعون(75)

(40) سورة غافر مكية و آياتها خمس و ثمانون(85)

توضيح عدد آيها اختلافها فضلها تفسيرها

الجزء التاسع

(43) سورة الزخرف مكية و آياتها تسع و ثمانون(89)

الجزء العاشر

مجمع البيان فى تفسير القرآن


صفحه قبل

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏8، ص: 720

إلى‏ «ما تَعْبُدُونَ» و التقدير إنكم و ما تعبدونه ما أنتم بفاتنين على عبادته أحدا إلا من يصلى الجحيم و يحترق بها بسوء اختياره و قيل معناه ما أنتم بمضلين أحدا أي لا تقدرون على إضلال أحد إلا من سبق في علم الله تعالى أن سيكفر بالله تعالى و يصلى الجحيم (و الآخر) أن الضمير في عليه يعود إلى الله تعالى و التقدير ما أنتم على الله و على دينه بمضلين أحدا إلا من هو صالي الجحيم باختياره و هذا كما يقال لا يهلك على الله هالك و فلان يربح على فلان و يخسر على فلان‏ «وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ» هذا قول جبرائيل للنبي ص و قيل إنه قول الملائكة و فيه مضمر أي و ما منا معشر الملائكة ملك إلا له مقام معلوم في السماوات يعبد الله فيه و قيل معناه أنه لا يتجاوز ما أمر به و رتب له كما لا يتجاوز صاحب المقام مقامه الذي حد له فكيف يجوز أن يعبد من بهذه الصفة و هو عبد مربوب‏ «وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ» حول العرش ننتظر الأمر و النهي من الله تعالى و قيل القائمون صفوفا في الصلاة قال الكلبي صفوف الملائكة في السماء كصفوف أهل الدنيا في الأرض و قال الجبائي صافون بأجنحتنا في الهواء للعبادة و التسبيح‏ «وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ» أي المصلون و المنزهون الرب عما لا يليق به و منه قوله فرغت من سبحتي أي من صلاتي و ذلك لما في الصلاة من تسبيح الله تعالى و تعظيمه و المسبحون القائلون سبحان الله على وجه التعظيم لله‏ «وَ إِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ» إن هذه هي المخففة من الثقيلة أ لا ترى أن اللام قد لزم خبرها و المعنى و أن هؤلاء الكفار يعني أهل مكة كانوا يقولون‏ «لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً» أي كتابا «مِنَ الْأَوَّلِينَ» أي من كتب الأولين التي أنزلها على أنبيائه و قيل ذكرا أي علما من الأولين الذين تقدمونا و ما فعل الله بهم فسمي العلم ذكرا لأن الذكر من أسباب العلم‏ «لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ» الذين يخلصون العبادة لله تعالى فجعلوا العذر في امتناعهم من الإيمان أنهم لا يعرفون أخبار من تقدمهم و هل حصلوا في جنة أو نار «فَكَفَرُوا بِهِ» في الكلام حذف تقديره فلما أتاهم الكتاب و هو القرآن كفروا به‏ «فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» عاقبة كفرهم و هذا تهديد لهم.

[سورة الصافات (37): الآيات 171 الى 182]

وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَ إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَ أَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175)

أَ فَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَ تَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَ أَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180)

وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (182)

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏8، ص: 721

المعنى‏

ثم أقسم سبحانه فقال‏ «وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ» أي سبق الوعد منا لعبادنا الذين بعثناهم إلى الخلق‏ «إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ» في الدنيا و الآخرة على الأعداء بالقهر و الغلبة و بالحجج الظاهرة و قيل معناه سبقت كلمتنا لهم بالسعادة ثم ابتدأ فقال‏ «إِنَّهُمْ» أي إن المرسلين‏ «لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ» و اللام للتأكيد و هم فصل و قيل عنى بالكلمة قوله‏ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي‏ الآية و سميت جملة من الكلام بأنها كلمة لانعقاد بعض معانيه ببعض حتى صار خبرا واحدا و قصة واحدة كالشي‏ء الواحد قال الحسن المراد بالآية نصرتهم في الحرب فإنه لم يقتل نبي من الأنبياء قط في الحرب و إنما قتل من قتل منهم غيلة أو على وجه آخر في غير الحرب و إن مات نبي قبل النصرة أو قتل فقد أجرى الله تعالى العادة بأن ينصر قومه من بعده فيكون في نصرة قومه نصرة له فقد تحقق قوله‏ «إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ» و قال السدي المراد بالآية النصر بالحجة «وَ إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ» أضاف المؤمنين إلى نفسه و وصفهم بأنهم جنده تشريفا و تنويها بذكرهم حيث قاموا بنصرة دينه و قيل معناه إن رسلنا هم المنصورون لأنهم جندنا و إن جندنا هم الغالبون يقهرون الكفار بالحجة تارة و بالفعل أخرى ثم قال لنبيه ص‏ «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ» أي أعرض عن هؤلاء الكفار «حَتَّى حِينٍ» أي إلى وقت نأمرك فيه بقتالهم يعني يوم بدر عن مجاهد و السدي و قيل إلى يوم الموت عن ابن عباس و قتادة و قيل إلى يوم القيامة و قيل إلى انقضاء مدة الإمهال‏ «وَ أَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ» أي أنظرهم و أبصر ما ضيعوا من أمر الله فسوف يرون العذاب عن ابن زيد و قيل و أبصرهم إذا نزل بهم العذاب فسوف يبصرون و قيل و أبصر حالهم بقلبك فسوف يبصرون ذلك في القيامة معاينة و في هذا إخبار بالغيب لأنه وعد نبيه ص بالنصر و الظفر فوافق المخبر الخبر و كأنهم قالوا متى هذا العذاب فأنزل الله‏ «أَ فَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ» أي يطلبون تعجيل عذابنا «فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ» أي إذا نزل العذاب بأفنية دورهم كما يستعجلون‏ «فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ» أي فبئس الصباح صباح من خوف و حذر فلم يحذر و لم يخف و الساحة فناء الدار و فضاؤها الواسع فالمراد أن العذاب لعظمه لا يسعه إلا الساحة ذات الفضاء الواسع و قيل نزل بساحتهم أي بدارهم عن السدي و كانت العرب تفاجئ أعداءها بالغارات صباحا فخرج الكلام على‏

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏8، ص: 722

عادتهم و لأن الله سبحانه أجرى العادة بتعذيب الأمم وقت الصباح كما قال‏ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ‏ «وَ تَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَ أَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ» مضى تفسيره و إنما كرر ما سبق للتأكيد و قيل لأن المراد بأحدهما عذاب الدنيا و بالآخر عذاب الآخرة أي فكن على بصيرة من أمرك فسوف يكونون على بصيرة من أمرهم حين لا ينفعهم ثم نزه سبحانه نفسه عن وصفهم و بهتهم فقال‏ «سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ» أي تنزيها لربك مالك العزة يعز من يشاء من الأنبياء و الأولياء لا يملك أحد إعزاز أحد سواه فسبحانه عما يصفونه مما لا يليق به من الصفات و هو قولهم باتخاذ الأولاد و اتخاذ الشريك‏ «وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ» أي سلامة و أمان لهم من أن ينصر عليهم أعداؤهم و قيل هو خبر معناه أمر أي سلموا عليهم كلهم لا تفرقوا بينهم‏ «وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» أي احمدوا الله الذي هو مالك العالمين و خالقهم و المنعم عليهم و أخلصوا له الثناء و الحمد و لا تشركوا به أحدا فإن النعم كلها منه و

روى الأصبغ بن نباتة عن علي (ع) و قد روي أيضا مرفوعا إلى النبي ص قال‏ من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه في مجلسه‏ «سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» .

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏8، ص: 723

(38) سورة ص مكية و آياتها ثمان و ثمانون (88)

عدد آيها

هي ثمان و ثمانون آية كوفي و ست حجازي بصري شامي و خمس في عدد أيوب بن المتوكل وحده.

اختلافها

ثلاث آيات‏ «ذِي الذِّكْرِ» كوفي‏ «وَ غَوَّاصٍ» غير البصري‏ «وَ الْحَقَّ أَقُولُ» كوفي و بصري و في رواية المعلى عن الجحدري و تركها أيوب و هو يوافق الجحدري إلا في هذا الحرف.

فضلها

أبي بن كعب عن النبي ص قال‏ من قرأ سورة ص أعطي من الأجر بوزن كل جبل سخره الله لداود حسنات و عصمه الله أن يصر على ذنب صغيرا أو كبيرا

و

روى العياشي بإسناده عن أبي جعفر (ع) قال‏ من قرأ سورة ص في ليلة الجمعة أعطي من خير الدنيا و الآخرة ما لم يعط أحد من الناس إلا نبي مرسل أو ملك مقرب و أدخله الله الجنة و كل من أحب من أهل بيته حتى خادمه الذي يخدمه و إن كان ليس في حد عياله و لا في حد من يشفع له و آمنه الله يوم الفزع الأكبر.

تفسيرها

لما ختم الله سبحانه سورة الصافات بذكر القرآن و الرسول و إنكار الكفار لما دعاهم إليه افتتح هذه السورة بالقرآن ذي الذكر و الرد على الكفار أيضا فقال:

[سورة ص (38): الآيات 1 الى 5]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

ص وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَ شِقاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ (3) وَ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَ قالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (4)

أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْ‏ءٌ عُجابٌ (5)

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏8، ص: 724

القراءة

في الشواذ قراءة أبي بن كعب و الحسن و ابن أبي إسحاق صاد بكسر الدال و قراءة الثقفي صاد بفتح الدال و القراءة بالوقف و هو الصحيح لأن حروف الهجاء يوقف عليها و قراءة عيسى بن عمرو و أبي عبد الرحمن السلمي عجاب بتشديد الجيم.

الحجة

من كسر فلاجتماع الساكنين أو لأنه جعله من المصاداة و هي المعارضة أي عارض القرآن بعملك و من فتح فلأن الفتحة أخف من الكسرة و يجوز أن يكون من فتح جعل الصاد علما للسورة فلم يصرفه و العجاب بالتشديد هو المفرط في العجب يقال شي‏ء عجيب ثم عجاب بالتخفيف ثم عجاب بالتشديد كما قالوا رجل وضي و وضاء و أنشدوا:

و المرء يلحقه بفتيان الندى‏

خلق الكريم و ليس بالوضاء

و قال آخر:

جاءوا بصيد عجب من العجب‏

أزيرق العينين طوال الذنب‏

. اللغة

الشقاق و المشاقة الخلاف و أصله أن يصير كل واحد من الفريقين في شق أي في جانب و منه يقال شق فلان العصا إذا خالف و المناص من النوص و هو التأخر ناص ينوص إذا تأخر و باص يبوص بالباء إذا تقدم قال امرؤ القيس:

أ من ذكر ليلى إن نأتك تنوص‏

فتقصر عنها خطوة و تبوص‏

. الإعراب‏

اختلف في جواب القسم على وجوه (أحدها) أن جوابه محذوف فكأنه قال و القرآن ذي الذكر لقد جاء الحق و ظهر الأمر لأن حذف الجواب في مثل هذا أبلغ فإن ذكر الجواب يقصر المعنى على وجه و الحذف يصرف إلى كل وجه فيعم (و الثاني) أن جوابه‏

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏8، ص: 725

ص فإن معناه صدق أقسم سبحانه بالقرآن أن محمدا ص قد صدق و الله و فعل و الله (و الثالث) أن الجواب مما كفى منه قوله‏ «كَمْ أَهْلَكْنا» و قيل ما كفى منه‏ «بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا» فكأنه قال و القرآن ذي الذكر ما الأمر كما قالوا و أحدهما عن الفراء و الآخر عن قتادة (و الرابع) أن جوابه كم أهلكنا و التقدير لكم أهلكنا فلما طال الكلام حذف اللام و مثله‏ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها و التقدير لقد أفلح عن الفراء و هذا غلط لأن اللام لا تدخل على المفعول و كم مفعول (و الخامس) أن الجواب في آخر السورة إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ إلا أنه بعد من أول الكلام عن الكسائي‏ «وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ» فيه قولان (أحدهما) أن التاء متصلة بلا و أنهما بمنزلة ليس قال الزجاج و يجوز و لات حين مناص في اللغة فأما النصب فعلى أن المعنى ليس الوقت حين مناص و الرفع على أن يجعل حين اسم ليس و يضمر الخبر و المعنى ليس حين ملجأ لنا و الوقف عليها لات بالتاء و الكسائي يقف بالهاء لاه و الأول أصح لأن هذه التاء نظيرة التاء في الفعل نحو ذهبت و في الحرف نحو رأيت زيدا ثمت عمرا فإنها دخلت في الموضعين على ما لا يعرف و لا هو في طريق الأسماء و قال الأخفش أن لات حين مثل لا رجل في الدار و دخلت التاء في التأنيث قال الشاعر:

تذكر حب ليلى لات حينا

و أضحى الشيب قد قطع القرينا

(و القول الآخر) أن التاء متصلة بحين كما قال الشاعر:

العاطفين تحين ما من عاطف‏

و المطعمين زمان ما من مطعم‏

و قد أجازوا الجر بلات و أنشدوا لأبي زبيد:

طلبوا صلحنا و لات أوان‏

فأجبنا أن ليس حين بقاء

قال الزجاج و الذي أنشدناه أبو العباس المبرد بالرفع و قد روي بالكسر.

النزول‏

قال المفسرون‏

أن أشراف قريش و هم خمسة و عشرون منهم الوليد بن المغيرة و هو أكبرهم و أبو جهل و أبي و أمية ابنا خلف و عتبة و شيبة ابنا ربيعة و النضر بن الحارث أتوا أبا طالب و قالوا أنت شيخنا و كبيرنا و قد أتيناك لتقضي بيننا و بين ابن أخيك فإنه سفه أحلامنا و شتم آلهتنا فدعا أبو طالب رسول الله ص و قال يا ابن أخي هؤلاء قومك يسألونك فقال ما ذا يسألونني قالوا دعنا و آلهتنا ندعك و إلهك فقال ص أ تعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب و العجم فقال أبو جهل لله أبوك نعطيك ذلك عشر أمثالها فقال قولوا لا إله إلا الله فقاموا

مجمع البيان فى تفسير القرآن، ج‏8، ص: 726

و قالوا أ جعل الآلهة إلها واحدا فنزلت هذه الآيات‏ و روي‏ أن النبي ص استعبر ثم قال يا عم و الله لو وضعت الشمس في يميني و القمر في شمالي ما تركت هذا القول حتى أنفذه أو أقتل دونه فقال له أبو طالب امض لأمرك فو الله لا أخذلك أبدا.

المعنى‏

«ص» اختلفوا في معناه فقيل هو اسم للسورة و قيل غير ذلك على ما ذكرناه في أول البقرة و قال ابن عباس‏

هو اسم من أسماء الله تعالى أقسم به‏ و روي ذلك عن الصادق (ع)

و قال الضحاك معناه صدق و قال قتادة هو اسم من أسماء القرآن فعلى هذا يجوز أن يكون موضعه نصبا على تقدير حذف حرف القسم و يجوز أن يكون رفعا على تقدير هذه صاد في مذهب من جعله اسما للسورة «وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ» أي ذي الشرف عن ابن عباس يوضحه قوله‏ وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ‏ و قيل معناه ذي البيان الذي يؤدي إلى الحق و يهدي إلى الرشد لأن فيه ذكر الأدلة التي إذا تفكر فيها العاقل عرف الحق عقلا و شرعا و قيل ذي التذكر لكم عن قتادة و قيل فيه ذكر الله و توحيده و أسماؤه الحسنى و صفاته العلى و ذكر الأنبياء و أخبار الأمم و ذكر البعث و النشور و ذكر الأحكام و ما يحتاج إليه المكلف من الأحكام عن الجبائي و يؤيده قوله‏ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ «بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا» من أهل مكة «فِي عِزَّةٍ» أي في تكبر عن قبول الحق و حمية جاهلية عن قتادة و يدل عليه قوله‏ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ‏ و قيل في ملكة و اقتدار و قوة بتمكين الله إياهم‏ «وَ شِقاقٍ» أي عداوة و عصيان و مخالفة لأنهم يأنفون عن متابعتك و يطلبون مخالفتك ثم خوفهم سبحانه فقال‏ «كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ» بتكذيبهم الرسل‏ «فَنادَوْا» عند وقوع الهلاك بهم بالاستغاثة «وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ» أي ليس الوقت حين منجى و لا فوت و قيل لات حين نداء ينجي قال قتادة نادى القوم على غير حين النداء «وَ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ» أي جاءهم رسول من أنفسهم مخوف من جهة الله تعالى يحذرهم المعاصي و ينذرهم النار «وَ قالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ» حين يزعم أنه رسول الله‏ «أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً» هذا استفهام إنكار و تعجيب و ذلك أن النبي ص أبطل عبادة ما كانوا يعبدونه من الآلهة مع الله و دعاهم إلى عبادة الله وحده فتعجبوا من ذلك و قالوا كيف جعل لنا إلها واحدا بعد ما كنا نعبد آلهة «إِنَّ هذا» الذي يقوله محمد من أن الإله واحد «لَشَيْ‏ءٌ عُجابٌ» لأمر عجيب مفرط في العجب.

[سورة ص (38): الآيات 6 الى 10]

صفحه بعد