کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

مختصر الميزان فى تفسير القرآن

المجلد الاول

بحث حول الأساليب التفسيرية المختلفة الأسلوب التفسيري الصحيح الميزان في تفسير القرآن مختصر الميزان في تفسير القرآن مميزات هذا الكتاب مقدمة الميزان في تفسير القرآن

سورة البقرة و هي مأتان و ست و ثمانون آية

سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية

سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية

المجلد الثانى

سورة المائدة مدنية و هي مائة و عشرون آية

سورة الأعراف مكية و هي مائتا و ستة آية

المجلد الثالث

الجزء الرابع

المجلد الخامس

الجزء السادس

مختصر الميزان فى تفسير القرآن


صفحه قبل

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 21

شَيْ‏ءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ‏ . (الأعراف/ 156). فهذا بالنسبة الى جملة القرآن.

ثم إنه سبحانه كرّر ذكر السورة في كلامه كثيرا كقوله تعالى: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ‏ (يونس/ 38). و قوله: فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ‏ (هود/ 13). و قوله تعالى: إِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ (التوبة/ 86). و قوله: سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَ فَرَضْناها (النور/ 1). فبان لنا من ذلك: أن لكل طائفة من هذه الطوائف من كلامه (التي فصّلها قطعا قطعا، و سمى كل قطعة سورة) نوعا من وحدة التأليف و التمام، لا يوجد بين أبعاض من سورة و لا بين سورة و سورة، و من هنا نعلم: أن الأغراض و المقاصد المحصلة من السور مختلفة، و أن كل واحدة منها مسوقة لبيان معنى خاص و لغرض محصل لا تتم السورة إلا بتمامه، و عليهذا فالبسملة في مبتدإ كل سورة راجعة الى الغرض الخاص من تلك السورة.

فالبسملة في سورة الحمد راجعة الى غرض السورة و المعنى المحصل منه، و الغرض الذي يدل عليه سرد الكلام في هذه السورة هو حمد اللّه باظهار العبودية له سبحانه بالافصاح عن العبادة و الإستعانة و سؤال الهداية، فهو كلام يتكلم به اللّه سبحانه نيابة عن العبد، ليكون متأدبا في مقام اظهار العبودية بما أدبه اللّه به.

و إظهار العبودية من العبد هو العمل الذي يتلبس به العبد، و الأمر ذو البال الذي يقدم عليه، فالابتداء باسم اللّه سبحانه الرحمن الرحيم راجع إليه، فالمعنى بإسمك أظهر لك العبودية.

فمتعلق الباء في بسملة الحمد الابتداء و يراد به تتميم الاخلاص في مقام العبودية بالتخاطب. و ربما يقال انه الاستعانة و لا بأس به و لكن الابتداء انسب لاشتمال السورة على الاستعانة صريحا في قوله تعالى: وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ .

و أما الاسم، فهو اللفظ الدال على المسمى مشتق من السمة بمعنى العلامة أو من السمو بمعنى الرفعة و كيف كان فالذي يعرفه منه اللغة و العرف هو اللفظ الدال و يستلزم ذلك أن يكون‏

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 22

غير المسمى، و أما الاسم بمعنى الذات مأخوذا بوصف من أوصافه فهو من الأعيان لا من الألفاظ و هو مسمى الاسم بالمعنى الأول كما ان لفظ العالم (من اسماء اللّه تعالى) اسم يدل على مسماه و هو الذات ماخوذه بوصف العلم و هو بعينه إسم بالنسبة الى الذات الذي لا خبر عنه الا بوصف من اوصافه و نعت من نعوته و السبب في ذلك أنهم وجدوا لفظ الاسم موضوعا للدال على المسمى من الألفاظ، ثم وجدوا أن الأوصاف المأخوذة على وجه تحكي عن الذات و تدل عليه حال اللفظ المسمى بالاسم في أنها تدل على ذوات خارجية، فسموا هذه الاوصاف الدالة على الذوات أيضا أسماء فانتج ذلك ان الاسم كما يكون أمرا لفظيا كذلك يكون أمرا عينيا، ثم وجدوا ان الدال على الذات القريب منه هو الاسم بالمعنى الثاني المأخوذ بالتحليل، و ان الاسم بالمعنى الأول إنما يدل على الذات بواسطته، و لذلك سمو الذي بالمعنى الثاني إسما، و الذي بالمعنى الأول اسم الاسم، هذا و لكن هذا كله أمر أدى إليه التحليل النظري و لا ينبغي أن يحمل على اللغة، فالاسم بحسب اللغة ما ذكرناه.

و قد شاع النزاع بين المتكلمين في الصدر الأول من الاسلام في أن الاسم عين المسمى أو غيره و طالت المشاجرات فيه، و لكن هذا النوع من المسائل قد اتضحت اليوم إتضاحا يبلغ الى حد الضرورة و لا يجوز الاشتغال بها بذكر ما قيل و ما يقال فيها و العناية بابطال ما هو الباطل و إحقاق ما هو الحق فيها، فالصفح عن ذلك اولى.

و أما لفظ الجلاله، فاللّه أصله الإله، حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال، و إله من أله الرجل يأله بمعني عبد، او من اله الرجل أو و له الرجل أي تحير، فهو فعال بكسر الفاء بمعنى المفعول ككتاب بمعنى المكتوب سمي إلها لأنه معبود أو لأنه مما تحيرت في ذاته العقول، و الظاهر انه علم بالغلبة، و قد كان مستعملا دائرا في الألسن قبل نزول القرآن يعرفه العرب الجاهلي كما يشعر به قوله تعالى: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ‏ (الزخرف/ 87)، و قوله تعالى: فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَ هذا لِشُرَكائِنا (الأنعام/ 136).

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 23

و مما يدل على كونه علما انه يوصف بجميع الأسماء الحسنى و سائر أفعاله المأخوذة من تلك الأسماء من غير عكس، فيقال: اللّه الرحمن الرحيم و يقال: رحم اللّه و علم اللّه، و رزق اللّه، و لا يقع لفظ الجلالة صفة لشي‏ء منها و لا يؤخذ منه ما يوصف به شي‏ء منها.

و لما كان وجوده سبحانه، و هو إله كل شي‏ء يهدي الى إتصافه بجميع الصفات الكمالية كانت الجميع مدلولا عليها به بالالتزام، و صحّ ما قيل ان لفظ الجلالة اسم للذات الواجب الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال و إلا فهو علم بالغلبة لم تعمل فيه عناية غير ما يدل عليه مادة إله.

و اما الوصفان: الرحمن الرحيم، فهما من الرحمة، و هي وصف انفعالي و تأثر خاص يلم بالقلب عند مشاهدة من يفقد أو يحتاج الى ما يتم به أمره فيبعث الانسان الى تتميم نقصه و رفع حاجته، إلا ان هذا المعنى يرجع بحسب التحليل الى الإعطاء و الإفاضة لرفع الحاجة و بهذا المعنى يتصف سبحانه بالرحمة.

و الرحمن، فعلان صيغة مبالغة تدل على الكثرة، و الرحيم فعيل صفة مشبّهة تدل على الثبات و البقاء و لذلك ناسب الرحمن ان يدل على الرحمة الكثيرة المفاضة على المؤمن و الكافر و هو الرحمة العامة، و على هذا المعنى يستعمل كثيرا في القرآن، قال تعالى: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏ (طه/ 5). و قال: قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا (مريم/ 75). الى غير ذلك، و لذلك أيضا ناسب الرحيم أن يدّل على النعمة الدائمة و الرّحمة الثّابتة الباقية التي تقاض على المؤمن كما قال تعالى: وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (الأحزاب/ 43).

و قال تعالى: إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ‏ (التوبة/ 117). الى غير ذلك، و لذلك قيل: ان الرحمن عامّ للمؤمن و الكافر و الرحيم خاص بالمؤمن.

و قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ ، الحمد على ما قيل: هو الثناء على الجميل الاختياري و المدح أعم منه، يقال: حمدت فلانا أو مدحته لكرمه، و يقال: مدحت اللؤلؤ علي صفائه و لا

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 24

يقال: حمدته على صفائه، و اللام فيه للجنس أو الاستغراق و المآل هيهنا واحد.

و ذلك ان اللّه سبحانه يقول: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ (غافر/ 62). فأفاد أن كل ما هو شي‏ء فهو مخلوق للّه سبحانه، و قال: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلَقَهُ‏ (السجدة/ 7).

فأثبت الحسن لكل شي‏ء مخلوق من جهة أنه مخلوق له منسوب اليه، فالحسن يدور مدار الخلق و بالعكس، فلا خلق إلا و هو حسن جميل باحسانه و لا حسن إلا و هو مخلوق له منسوب اليه، و قد قال تعالى: هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (الزمر/ 4). و قال: وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ‏ (طه/ 111). فانباء انه لم يخلق ما خلق بقهر قاهر و لا يفعل ما فعل باجبار من مجبر بل خلقه عن علم و اختيار فما من شي‏ء إلا و هو فعل جميل اختياري له فهذا من جهة الفعل، و أما من جهة الاسم فقد قال تعالى: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ (طه/ 8).

و قال تعالى: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ فَادْعُوهُ بِها وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ‏ (الأعراف/ 180). فهو تعالى جميل في اسمائه و جميل في أفعاله، و كل جميل منه.

فقد بان أنه تعالى محمود على جميل اسمائه و محمود على جميل أفعاله، و أنه ما من حمد يحمده حامد لأمر محمود إلا كان للّه سبحانه حقيقة لأن الجميل الذي يتعلق به الحمد منه سبحانه، فللّه سبحانه جنس الحمد و له سبحانه كل حمد.

ثم ان الظاهر من السياق و بقرينة الالتفات الذي في قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ الآية؛ إن السورة من كلام العبد، و انه سبحانه في هذه السورة يلقّن عبده حمد نفسه و ما ينبغي ان يتأدب به العبد عند نصب نفسه في مقام العبودية، و هو الذي يؤيده قوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ .

و ذلك إن الحمد توصيف، و قد نزه سبحانه نفسه عن وصف الواصفين من عباده حيث قال: سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ‏ (الصافات/ 160). و الكلام مطلق غير مقيّد، و لم يرد في كلامه تعالى ما يؤذن بحكاية الحمد عن غيره إلا ما حكاه عن عدة من أنبيائه المخلصين، قال تعالى في خطابه لنوح عليه السّلام: فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ‏

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 25

الظَّالِمِينَ‏ (المؤمنون/ 28). و قال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السّلام: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ‏ (إبراهيم/ 39). و قال تعالى لنبيه محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بضعة مواضع من كلامه: وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ (النمل/ 93). و قال تعالى حكاية عن داود و سليمان عليهما السّلام:

وَ قالا الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ (النمل/ 15). و إلا ما حكاه عن أهل الجنة و هم المطهّرون من غل الصدور و لغو القول و التأثيم كقوله: وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ (يونس/ 10).

و أما غير هذه الموارد فهو تعالى و ان حكى الحمد عن كثير من خلقه بل عن جميعهم، كقوله تعالى: وَ الْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ‏ (الشورى/ 5). و قوله: وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ‏ (الرعد/ 13). و قوله: وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ‏ (الإسراء/ 44). إلا أنه سبحانه شفّع الحمد في جميعها بالتسبيح بل جعل التسبيح هو الأصل في الحكاية و جعل الحمد معه، و ذلك أن غيره تعالى لا يحيط بجمال أفعاله و كمالها كما لا يحيطون بجمال صفاته و أسمائه التي منها جمال الأفعال، قال تعالى: وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (طه/ 110). فما وصفوه به فقد أحاطوا به و صار محدودا بحدودهم مقدّرا بقدر نيلهم منه، فلا يستقيم ما أثنوا به من ثناء إلا من بعد أن ينزهوه و يسبّحوه عن ما حدوه و قدروه بافهامهم، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‏ (النحل/ 74)، و أما المخلصون من عباده تعالى فقد جعل حمدهم حمده و وصفهم وصفه حيث جعلهم مخلصين له، فقد بان ان الذي يقتضيه أدب العبودية ان يحمد العبد ربه بما حمد به نفسه و لا يتعدى عنه، كما في الحديث الذي رواه الفريقان عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» الحديث؛ فقوله في أول هذه السورة: الحمد للّه، تاديب بادب عبودى ما كان للعبد ان يقوله لو لا ان اللّه تعالى قاله نيابة و تعليما لما ينبغي الثناء به.

و قوله تعالى: رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. (و قرأ الاكثر ملك يوم الدين) فالرب هو المالك الذي يدبّر امر مملوكه، ففيه معنى الملك، و معنى الملك‏

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 26

(الذي عندنا في ظرف الاجتماع) هو نوع خاص من الاختصاص و هو نوع قيام شي‏ء بشي‏ء يوجب صحة التصرفات فيه، فقولنا العين الفلانية ملكنا معناه: ان لها نوعا من القيام و الاختصاص بنا يصح معه تصرفاتنا فيها و لو لا ذلك لم تصح تلك التصرفات و هذا في الاجتماع معنى وضعيّ اعتباري غير حقيقي و هو مأخوذ من معنى آخر حقيقي نسميه ايضا ملكا، و هو نحو قيام اجزاء وجودنا و قوانا بنا فان لنا بصرا و سمعا و يدا و رجلا، و معنى هذا الملك انها في وجودها قائمة بوجودنا غير مستقلة دوننا بل مستقلة باستقلالنا و لنا ان نتصرف فيها كيف شئنا و هذا هو الملك الحقيقي.

و الذي يمكن انتسابه اليه تعالى بحسب الحقيقة هو حقيقة الملك دون الملك الاعتباري الذي يبطل ببطلان الاعتبار و الوضع، و من المعلوم ان الملك الحقيقي لا ينفك عن التدبير فان الشي‏ء اذا افتقر في وجوده الى شي‏ء فلم يستقل عنه في وجوده لم يستقل عنه في آثار وجوده، فهو تعالى رب لما سواه لان الربّ هو المالك المدبّر و هو تعالى كذلك.

و اما الْعالَمِينَ‏ : فهو جمع العالم بفتح اللام بمعنى ما يعلم به كالقالب و الخاتم و الطابع بمعنى ما يقلب به و ما يختم به و ما يطبع به، يطلق على جميع الموجودات و على كل نوع مؤلف الافراد و الاجزاء منها كعالم الجماد و عالم النبات و عالم الحيوان و عالم الانسان و على كل صنف مجتمع الافراد ايضا كعالم العرب و عالم العجم و هذا المعنى هو الانسب لما يؤل اليه عدّ هذه الاسماء الحسنى حتى ينتهي الى قوله مالك يوم الدين على ان يكون الدين و هو الجزاء يوم القيمة مختصا بالانسان أو الانس و الجن فيكون المراد بالعالمين عوالم الانس و الجن و جماعاتهم و يؤيده ورود هذا اللفظ بهذه العناية في القرآن كقوله تعالى: وَ اصْطَفاكِ عَلى‏ نِساءِ الْعالَمِينَ‏ (آل عمران/ 42). و قوله تعالى: لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (الفرقان/ 1)، و قوله تعالى:

أَ تَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ‏ (الأعراف/ 80).

و اما مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ : فقد عرفت معنى المالك و هو المأخوذ من الملك بكسر

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 27

الميم، و اما الملك و هو مأخوذ من الملك بضم الميم، فهو الذي يملك النظام القومي و تدبيرهم دون العين، و بعبارة اخرى يملك الامر و الحكم فيهم.

و قد ذكر لكل من القرائتين، ملك و مالك؛ وجوه من التأييد غير ان المعنيين من السلطنة ثابتان في حقه تعالى، و الذي تعرفه اللغة و العرف ان الملك بضم الميم هو المنسوب الى الزمان يقال: ملك العصر الفلاني، و لا يقال مالك العصر الفلاني الّا بعناية بعيدة، و قد قال تعالى:

ملك يوم الدين فنسبه الى اليوم، و قال ايضا: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (غافر/ 16).

بحث روائي:

في العيون و المعاني عن الرضا عليه السّلام في معنى قوله: بسم اللّه، قال عليه السّلام: يعنى أسم نفسي بسمة من سمات اللّه و هي العبادة، قيل له: ما السمة؟ قال: العلامة.

اقول: و هذا المعنى كالمتولد من المعنى الذي اشرنا اليه في كون الباء للابتداء فان العبد اذا وسم عبادته باسم اللّه لزم ذلك ان يسم نفسه التي ينسب العبادة اليها بسمة من سماته.

و في التهذيب عن الصادق عليه السّلام، و في العيون و تفسير العياشي عن الرضا عليه السّلام انها اقرب الى اسم اللّه الاعظم من ناظر العين الى بياضها.

اقول: و سيجي‏ء معنى الرواية في الكلام على اسم الاعظم.

و في العيون عن امير المؤمنين عليه السّلام: انها من الفاتحة و ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يقرئها و يعدّها آية منها، و يقول فاتحة الكتاب هي السبع المثاني.

صفحه بعد