کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

مختصر الميزان فى تفسير القرآن

المجلد الاول

بحث حول الأساليب التفسيرية المختلفة الأسلوب التفسيري الصحيح الميزان في تفسير القرآن مختصر الميزان في تفسير القرآن مميزات هذا الكتاب مقدمة الميزان في تفسير القرآن

سورة البقرة و هي مأتان و ست و ثمانون آية

سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية

سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية

المجلد الثانى

سورة المائدة مدنية و هي مائة و عشرون آية

سورة الأعراف مكية و هي مائتا و ستة آية

المجلد الثالث

الجزء الرابع

المجلد الخامس

الجزء السادس

مختصر الميزان فى تفسير القرآن


صفحه قبل

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 474

و عبادته كما نبه الذي آمن من آل فرعون في القصة السابقة بإتيان الساعة و بأن للّه الدعوة و ليس لآلهتهم دعوة في الدنيا و لا في الآخرة.

قوله تعالى: وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ‏ دعوة منه تعالى لعباده الى دعائه و وعد بالاستجابة، و قد اطلق الدعوة و الدعاء و الإستجابة إطلاقا، و قد أشبعنا الكلام في معنى الدعاء و الإجابة في ذيل قوله تعالى: أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ‏ (البقرة/ 186) في الجزء الأول من الكتاب.

و قوله: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ‏ الدخول الذلة، و قد بدل الدعاء عبادة فدل على أن الدعاء عبادة.

[سورة غافر (40): الآيات 61 الى 68]

اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَ النَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (61) ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَ السَّماءَ بِناءً وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَ رَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (65)

قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَ أُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (66) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ فَإِذا قَضى‏ أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68)

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 475

بيان:

قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَ النَّهارَ مُبْصِراً الآية؛ أي جعل لأجلكم الليل مظلما لتسكنوا فيه من التعب الذي عرض لكم وجه النهار من جهة السعي في طلب الرزق، و النهار مبصرا لتبتغوا من فضل ربكم و تكسبوا الرزق، و هذا من أركان تدبير الحياة الإنسانية.

و قوله: إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ‏ امتنان عليهم بالفضل و تقريع لهم بعدم شكرهم له قبال هذا الفضل العظيم و لو شكروه لعبدوه و وضع‏ «النَّاسِ» الثاني موضع الضمير للإشارة الى أن من طبع الناس بما هم ناس كفران النعم كما قال: إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (إبراهيم/ 34).

قوله تعالى: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ‏ أي ذلكم الذي يدبر أمر حياتكم و رزقكم بسكون الليل و سعي النهار هو اللّه تعالى و هو ربكم لأن تدبير أمركم اليه.

و قوله: خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ أي و رب كل شي‏ء لأنه خالق كل شي‏ء و الخلق لا ينفك‏

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 476

عن التدبير و لازم ذلك أن لا يكون في الوجود رب غيره لا لكم و لا لغيركم و لذلك عقبه بقوله: «لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» أي فإذن لا معبود بالحق غيره إذ لو كان هناك معبود آخر كان رب آخر فإن الالوهية من شئون الربوبية.

و قوله: فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ‏ أي فكيف تصرفون عن عبادته الى عبادة غيره.

قوله تعالى: كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ‏ أي كمثل هذا الإفك يؤفك الجاحدون لآيات اللّه فإن الآيات ظاهرة غير خفية فالإنصراف عن مدلولها لا سبب له إلا الجحد.

قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَ السَّماءَ بِناءً الى آخر الآية؛ القرار المستقر الذي يستقر عليه، و البناء- على ما قيل- القبة و منه أبنية العرب للقباب المضروبة عليهم. يذكر تعالى نعمة استقرار الإنسان على الأرض و تحت السماء.

و قوله: وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ‏ الفاء للتفسير و المعنى أحسن خلق صوركم و ذلك أن الإنسان جهز من دقائق التجهيز في صورته بما يقوى به من الأعمال المتنوعة العجيبة على ما لا يقوى عليه شي‏ء من سائر الموجودات الحية، و يلتذ من مزايا الحياة بما لا يتيسر لغيره أبدا.

و قوله: وَ رَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ‏ هي الأرزاق المتنوعة التي تلائم بطبائعها طبيعة الإنسان من الحبوب و الفواكه و اللحوم و غيرها، و ليس في الحيوان متنوع في الرزق كالإنسان.

و قوله: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ‏ أي المدبر لأمركم، و قوله: «فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ» ثناء عليه عز و جل بربوبيته لجميع العالمين، و قد فرعه على ربوبيته و تدبيره للإنسان إشارة الى أن الربوبية واحدة و تدبيره لأمر الإنسان عين تدبيره لأمر العالمين جميعا فإن النظام الجاري نظام واحد روعي في انطباقه على كل، انطباقه على الكل فهو سبحانه متبارك منشأ

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 477

للخير الكثير فتبارك اللّه رب العالمين.

قوله تعالى: هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ‏ الخ؛ في جملة «هُوَ الْحَيُّ» إطلاق لا مقيد له لا عقلا و لا نقلا مضافا الى إفادة الحصر فمفادها أن له تعالى وحده حياة لا يداخلها موت و لا يزيلها فناء فهو تعالى حي بذاته و غيره كائنا ما كان حي بإحياء غيره.

و إذا فرض هناك حي بذاته و حي بغيره لم يستحق العبادة بذاته إلا من كان حيا بذاته، و لذلك عقب قوله: «هُوَ الْحَيُّ» بقوله: «لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» .

و قد سيقت الجملتان توطئة للأمر بدعائه و لا مطلق دعائه بل دعائه بالتوحيد و إخلاص الدين له وحده لأنه الحي بذاته دون غيره و لأنه المعبود بالاستحقاق الذاتي دون غيره، و لذلك فرع على قوله: «هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» قوله: «فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ» .

و قوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ ثناء عليه بربوبيته للعالمين.

قوله تعالى: قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَ أُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ‏ معنى الآية ظاهر، و فيه إيآس للمشركين من موافقته لهم في عبادة آلهتهم» و قد تكرر هذا المعنى في سورة الزمر و يمكن أن يستأنس منه أن هذه السورة نزلت بعد سورة الزمر.

قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ الخ؛ المراد بخلقهم من تراب خلق أبيهم آدم من تراب فإن خلق غيره ينتهي اليه فخلقه من تراب هو خلقهم منه أو المراد بخلقهم من تراب تكوين النطفة من البسائط الأرضية.

و قوله: ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ الخ؛ أي ثم خلقناكم من نطفة حقيرة معلومة الحال‏ «ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ» كذلك‏ «ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ» من بطون امهاتكم‏ «طِفْلًا» أي أطفالا، و الطفل- كما قيل- يطلق على الواحد و الجمع قال تعالى: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى‏ عَوْراتِ النِّساءِ

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 478

(النور/ 31).

ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ‏ اللام للغاية و كأن متعلقها محذوف و التقدير ثم ينشئكم لتبلغوا أشدكم و هو من العمر زمان اشتداد القوى‏ «ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً» معطوف على‏ «لِتَبْلُغُوا» «وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ» فلا يبلغ أحد هذه المراحل من العمل كالشيخوخة و بلوغ الأشد و غيرهما.

وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى‏ و هو النهاية من الأمد المضروب الذي لا سبيل للتغير اليه أصلا، و هو غاية عامة لجميع الناس كيفما عمروا قال تعالى: وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ‏ (الأنعام/ 2). و لذلك لم تعطف الجملة بثم حتى تتميز من الغايتين المذكورتين سابقا.

و قوله: وَ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ‏ أي تدركون الحق بالتعقل المغروز فيكم، و هذا غاية خلقة الإنسان بحسب حياته المعنوية كما أن بلوغ الأجل المسمى غاية حياته الدنيا الصورية.

قوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ‏ الخ؛ أي هو الذي يفعل الإحياء و الإماتة و فيهما نقل الأحياء من عالم الى عالم و كل منهما مبدء لتصرفاته بالنعم التي يتفضل بها على من يدبر أمره.

و قوله: فَإِذا قَضى‏ أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‏ تقدم تفسيره كرارا.

[سورة غافر (40): الآيات 69 الى 78]

أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَ بِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73)

مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ (74) ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ بِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (77) وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَ ما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَ خَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 479

بيان:

قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ‏ «أَ لَمْ تَرَ» مفيد للتعجيب و «أَنَّى» بمعنى كيف، و المعنى ألا تعجب أو ألم تعجب من أمر هؤلاء المجادلين في آيات اللّه كيف يصرفون عن الحق الى الباطل و عن الهدى الى الضلال.

و التعرض لحال المجادلين ههنا من حيث الإشارة الى كونهم مصروفين عن الحق و الهدى و مآل ذلك، و فيما تقدم من قوله: إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ‏ من حيث إن الداعي لهم الى ذلك الكبر و أنهم لا يبلغون ما

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏5، ص: 480

يريدون فلا تكرار.

قوله تعالى: الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَ بِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ‏ الذي يعطيه سياق الآيات التالية أن المراد بهؤلاء المجادلين هم المجادلون من قوم النبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم، و عليه فالأنسب أن يكون المراد بالكتاب هو القرآن الكريم، و بقوله: «بِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا» ما جاءت به الرسل عليهم السّلام من عند اللّه من كتاب و دين فالوثنية منكرون للنبوة.

و قوله: «فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» تفريع على مجادلتهم و تكذيبهم و تهديد لهم أي سوف يعلمون حقيقة مجادلتهم في آيات اللّه و تكذيبهم بالكتاب و بالرسل.

قوله تعالى: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ‏ في المجمع: الأغلال جمع غل و هو طوق يدخل في العنق للذل و الألم و أصله الدخول، و قال: السلاسل جمع سلسلة و هي الحلق منتظمة في جهة الطول مستمرة و قال: السحب جر الشي‏ء على الأرض. هذا أصله، و قال: السجر أصله إلقاء الحطب في معظم النار كالتنور الذي يسجر بالوقود. انتهى.

و قوله: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ‏ ظرف لقوله: «فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» قيل: الإتيان بإذ- و هو للماضي» للدلالة على تحقق الوقوع و إن كان موقعه المستقبل فلا تنافي، في الجمع بين سوف و إذ.

و «الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ» مبتدء و خبر، و «السَّلاسِلُ» معطوف على الأغلال، و «يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ» خبر بعد خبر، و «فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ» معطوف على‏ «يُسْحَبُونَ» .

و المعنى: سوف يعلمون حقيقة عملهم حين تكون الأغلال و السلاسل في أعناقهم يجرون في الماء الحار الشديد الحرارة ثم يقذفون في النار.

صفحه بعد