کتابخانه تفاسیر
مختصر مجمع البيان
الجزء الأول
سورة البقرة
سورة آل عمران
سورة النساء
سورة المائدة
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة التوبة
الجزء الثاني
سورة يونس
سورة هود
سورة يوسف
سورة الرعد
سورة ابراهيم
سورة الحجر
سورة النحل
سورة الإسراء
سورة الكهف
سورة مريم
سورة طه
سورة الأنبياء
سورة الحج
سورة المؤمنون
سورة النور
سورة الشعراء
سورة النمل مكية
سورة القصص
سورة العنكبوت
الجزء الثالث
تتمة الجزء الحادي و العشرون من القرآن الكريم
سورة الروم
سورة الأحزاب
الجزء الثاني و العشرون من القرآن الكريم
تتمة سورة الأحزاب
سورة سبأ
سورة الملائكة
الجزء الثالث و العشرون من القرآن الكريم
تتمة سورة يس
سورة الصافات
سورة ص
الجزء الرابع و العشرون من القران الكريم
تتمة سورة الزمر
سورة المؤمن
سورة حم السجدة
الجزء الخامس و العشرون من القرآن الكريم
سورة حمعسق
سورة الزخرف
سورة الجاثية
الجزء السادس و العشرون من القران الكريم
سورة الأحقاف
سورة محمد
الجزء السابع و العشرون من القران الكريم
سورة الواقعة
الجزء الثامن و العشرون من القران الكريم
الجزء التاسع و العشرون من القران الكريم
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 10
و في نص آخر للحديث قوله (ص) (فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتى يأتياني، و سألت اللّه لهما ذلك فأعطانيه، فلا تسبقوهم فتهلكوا، و لا تعلّموهم فهم أعلم منكم).
و عبر السنين الطويلة من عمر الإسلام المبارك كانت أعناق المسلمين تشرإب نحو القرآن الكريم و تتطلع نحو تفسيره، و تتحلق حول اهل البيت (ع) طمعا في فهم اسرار كتاب اللّه العظيم و معرفة أحكامه، و شاع عنهم (ع) الكثير من التفاسير، و ملئت الكتب بما حدثوه في تفسير القرآن.
و اشتهر في ميدان التفسير كتب موسعة و مختصرة تعكس رأي أهل البيت (ع) في التفسير و علوم القرآن كان من أشهرها كتاب (مجمع البيان في تفسير القرآن) لمؤلفه: الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، من أكابر علماء الشيعة الإمامية في القرن السادس الهجري «1» ، و قد وفق هذا التفسير أيما توفيق، و تلاقفته الأيدي، و احتضنه الفقهاء و الخطباء و الأدباء، و عامة المسلمين، و تكررت طبعاته عشرات السنين.
و ضمن يقظة المسلمين الفكرية، و رجوعهم الواضح نحو دينهم الإسلامي الحنيف، و كتابهم القرآن الكريم، و رغبتهم في معايشة القرآن و مسايرته في كافة أطوار حياتهم، و لمختلف طبقاتهم، برزت في الميدان استغاثات و تطلعات نحو
(1) الطبرسي: الفقيه، النبيه، الثقة الوجيه، العالم الكامل، المفسر العظيم الشأن صاحب كتاب مجمع البيان، الذي قال في حقه الشيخ الشهيد (رح): هو كتاب لم يعمل مثله في التفسير.
و له الوسيط، و الوجيز، و الجوامع، و اعلام الورى و غيرها. و كان من أجلاء الطائفة الإمامية، انتقل من المشهد الرضوي (ع) الى سبزوار سنة 523 ه، و توفي في سبزوار سنة 548 ه و حمل نعشه إلى المشهد الرضوي، و دفن في مغتسل الرضا (ع) و قبره مزار معلوم.
و هو غير الطبرسي أبي منصور احمد بن أبي طالب الطبرسي صاحب كتاب الاحتجاج.
كما أن عالما آخر اشتهر بالطبرسي و هو الميرزا حسين بن العلامة محمد تقى النوري الطبرسي، صاحب مستدرك الوسائل. باختصار من (الكنى و الألقاب للقمي) ج 2 ص 444.
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 11
صيغ لتفسير القرآن تلبي حاجة المجتمع، و تفي بر غائب القارئ المعاصر إلى تفسير يقتصر على ما تشتد الحاجة إليه من آيات الأحكام، و أسباب النزول، و بيان ما يلزم فهمه من مفردات القرآن، و الإلماح إلى بعض مطالب الكتاب العزيز.
و هذا لا يلغي دور الموسعات من التفاسير، أو يقلل من الحاجة إليها إلا أن قارئ اليوم في الأعم الأغلب بات مولعا بالمختصرات و بالكتب الصغيرة، و ليس له من الوقت ما يقرأ فيه موسعات الكتب و ليس من الإنصاف إهمال تلك التطلعات و الاستغاثات، و إغفال رغائب القراء و تجاهل مذاقهم، بعد ما تحرى الكتّاب المعاصرون إجابة هذه الرغائب فيما يكتبون في شتى مجالات العلم و الثقافة و من هنا تأكدت الحاجة لإيجاد تفاسير مختصرة تلبي حاجة العصر، و لا تحرم الأمة من رأي أهل البيت (ع) و منهج فقهائهم في التفسير. و خلال خدماتي في ميدان القرآن الكريم، سواء منها ما اتضح عند إلقاء بعض الدروس القرآنية لدورات خاصة عقدت لتدريس القرآن في مدرستنا في الناصرية، أو ضمن بحوث و محاضرات و أجوبة و مناقشات حول القرآن الكريم و مناهج التفسير و المفسرين، فقد تجسدت حقيقة حاجة الأمة إلى تفسير وسيط بين التفاسير الموسعة، و المختصرة.
و بعد استخارة اللّه سبحانه، و استشارة أهل العلم و المعرفة من الأساتذة و المفكرين الذين أتيحت لي مشاورتهم، بل و بدفع و تشجيع من كثير منهم، أقدمت على اختصار مجمع البيان «1» ، قاصدا بذلك وجه اللّه سبحانه في خدمة الإسلام و المسلمين و قد وضعت نصب عيني تلك التفاسير المختصرة التي في متناول
(1) اما بخصوص تسمية كتابنا هذا بالمختصر فقد دار حوله بعض النقاش حيث رغب بعض الأعلام ممن اطلعوا على مسودات الكتاب أن يكون اسم الكتاب (المختار من تفسير مجمع البيان) لما لهم من وجهة نظر حول الاختصار و المختصر و كان أكثرهم رغبة و إلحاحا هو الأخ الفاضل الدكتور قاصد ياسر الزيدي أستاذ علوم القرآن و الحديث في جامعة الموصل حيث تفضل مشكورا فقرأ بعض فصول الكتاب و أبدى ملاحظاته القيمة كان منها موضوع التسمية، و بعد الاستخارة استقرّ رأينا أن يكون اسم الكتاب (مختصر مجمع البيان).
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 12
أيدي الناس، و مع التقدير و الاحترام لتلك الجهود الجبارة و المساعي الحميدة في إخراج تلك التفاسير المختصرة، إلا أنها ألحّت في الاختصار لدرجة أنها باتت لا تشبع حاجة القارئ و لا تروي ضمأه، بل اقتصرت على بيان مفردات اللغة و أعرضت عما تشتد الحاجة إليه.
و ضل القارئ بين المنهجين يشكو و يتضوّر لحل وسط و هو ما أظنني نهجته في هذا المختصر، و عملت على تحقيقه جهد الاستطاعة في أكثر من ثمانية أعوام.
و قد حاولت أن لا ابعد القارئ عن منهج (مجمع البيان) و استعنت في الأعم الأغلب بنصوص صاحب الكتاب و تعابيره و طريقة تعامله مع الآيات و القصص، و ضغطت ما استطعت ضغطه من القصص و الأحكام و المذاهب و الآراء، و اقتصرت في الأعم على بيان آيات الأحكام، و أسباب النزول و القصة، و تركت الخوض في الأدبيات و اللغويات تركت ذلك للموسعات من التفاسير و هي متوفرة و للّه الحمد، و اكتفيت من الأخبار و الآراء بما صح وافيا بالغرض و أنا على علم بأن ما كتبت لا يفي بحاجة الباحث و الفقيه لكن فائدته- إنشاء اللّه تعالى- ستشمل كافة القراء و حسبي فيما كتبت وجه اللّه سبحانه في خدمة العلم و الدين و تسهيل موارد شريعة سيد المرسلين.
و اللّه الموفق و الهادي، و هو نعم المولى و نعم النصير.
عراق- ناصرية، غرة محرم الحرام 1400 ه. محمّد باقر الناصري
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 13
سورة الفاتحة
مكية و آياتها سبع
[سورة الفاتحة (1): الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 14
(الجزء الأول من القرآن الكريم)
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 15
(فاتحة الكتاب) مكية عن ابن عباس و قتادة، و مدنية عن مجاهد، و هي سبع آيات.
الاستعاذة قبل التسمية، فيقول ابن كثير و أبو عاصم و أبو عمرو: أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم. و نافع و ابن عامر و الكسائي: أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم إنّ اللّه هو السميع العليم. و حمزة: نستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم. و أبو حاتم:
أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم.
و الاستعاذة: الاستجارة. و الشيطان في اللغة: كل متمرد من الجنّ و الإنس و الدواب.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اتفق أصحابنا أنها آية من سورة الحمد، و من كل سورة، و أن من تركها في الصلاة عمدا بطلت صلاته، سواء كانت الصلاة فرضا، أم نفلا.
و روي عن الصادق (ع) أنّه قال: قاتلهم اللّه عمدوا إلى أعظم آية في كتاب اللّه فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها و هي: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»* . قيل: المراد استعينوا باللّه بأن تسمّوا اللّه بأسمائه الحسنى و تصفوه بصفاته العلى. و قيل: المراد استعينوا باللّه و التقدير. ابتدأ قراءتي بتسمية اللّه، أو أقرأ مبتدأ بتسمية اللّه، و هو القول الأولى بالصواب.
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 16
قوله تعالى: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» معنى الآية أن الأوصاف الجميلة و الثناء الحسن كلها للّه الذي تحقّ له العبادة، لكونه قادرا على أصول النعم، و فاعلا لها، و لكونه منشئا للخلق، مصلحا لشأنهم. و في الآية دلالة على وجوب الشكر للّه على نعمه. و فيها تعليم للعباد كيف يحمدونه.
قوله تعالى: «الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» إنّه سبحانه لما بيّن ملكه في الدنيا بقوله «رَبِّ الْعالَمِينَ» بيّن أيضا ملكه في الآخرة بقوله «مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» و أراد باليوم: الوقت. و قال محمّد بن كعب أراد به: يوم لا ينفع إلا الدين. و هذه الآية دالة على إثبات المعاد، و على الترغيب و الترهيب، لأن المكلف إذا تصور ذلك لا بد أن يرجو و يخاف.
قوله تعالى: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» معناه نعبدك و لا نعبد سواك و نستعينك و لا نستعين غيرك، و العبادة ضرب من الشكر و غاية فيه.
قوله تعالى: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» و معناه: ثبّتنا على الدين الحق، لأن اللّه قد هدى الخلق كلهم، إلا أن الإنسان قد يزل، و ترد عليه الخواطر الفاسدة و يحسن أن يسأل اللّه تعالى أن يثبته على دينه و يديمه عليه و يعطيه زيادة الهدى ... و لها معان أخر.
و قيل في معنى الصراط وجوه:
أحدها: إنه كتاب اللّه و هو المروي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله، و عن علي، و ابن مسعود.