کتابخانه تفاسیر
مختصر مجمع البيان
الجزء الأول
سورة البقرة
سورة آل عمران
سورة النساء
سورة المائدة
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة التوبة
الجزء الثاني
سورة يونس
سورة هود
سورة يوسف
سورة الرعد
سورة ابراهيم
سورة الحجر
سورة النحل
سورة الإسراء
سورة الكهف
سورة مريم
سورة طه
سورة الأنبياء
سورة الحج
سورة المؤمنون
سورة النور
سورة الشعراء
سورة النمل مكية
سورة القصص
سورة العنكبوت
الجزء الثالث
تتمة الجزء الحادي و العشرون من القرآن الكريم
سورة الروم
سورة الأحزاب
الجزء الثاني و العشرون من القرآن الكريم
تتمة سورة الأحزاب
سورة سبأ
سورة الملائكة
الجزء الثالث و العشرون من القرآن الكريم
تتمة سورة يس
سورة الصافات
سورة ص
الجزء الرابع و العشرون من القران الكريم
تتمة سورة الزمر
سورة المؤمن
سورة حم السجدة
الجزء الخامس و العشرون من القرآن الكريم
سورة حمعسق
سورة الزخرف
سورة الجاثية
الجزء السادس و العشرون من القران الكريم
سورة الأحقاف
سورة محمد
الجزء السابع و العشرون من القران الكريم
سورة الواقعة
الجزء الثامن و العشرون من القران الكريم
الجزء التاسع و العشرون من القران الكريم
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 13
سورة الفاتحة
مكية و آياتها سبع
[سورة الفاتحة (1): الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 14
(الجزء الأول من القرآن الكريم)
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 15
(فاتحة الكتاب) مكية عن ابن عباس و قتادة، و مدنية عن مجاهد، و هي سبع آيات.
الاستعاذة قبل التسمية، فيقول ابن كثير و أبو عاصم و أبو عمرو: أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم. و نافع و ابن عامر و الكسائي: أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم إنّ اللّه هو السميع العليم. و حمزة: نستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم. و أبو حاتم:
أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم.
و الاستعاذة: الاستجارة. و الشيطان في اللغة: كل متمرد من الجنّ و الإنس و الدواب.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اتفق أصحابنا أنها آية من سورة الحمد، و من كل سورة، و أن من تركها في الصلاة عمدا بطلت صلاته، سواء كانت الصلاة فرضا، أم نفلا.
و روي عن الصادق (ع) أنّه قال: قاتلهم اللّه عمدوا إلى أعظم آية في كتاب اللّه فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها و هي: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»* . قيل: المراد استعينوا باللّه بأن تسمّوا اللّه بأسمائه الحسنى و تصفوه بصفاته العلى. و قيل: المراد استعينوا باللّه و التقدير. ابتدأ قراءتي بتسمية اللّه، أو أقرأ مبتدأ بتسمية اللّه، و هو القول الأولى بالصواب.
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 16
قوله تعالى: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» معنى الآية أن الأوصاف الجميلة و الثناء الحسن كلها للّه الذي تحقّ له العبادة، لكونه قادرا على أصول النعم، و فاعلا لها، و لكونه منشئا للخلق، مصلحا لشأنهم. و في الآية دلالة على وجوب الشكر للّه على نعمه. و فيها تعليم للعباد كيف يحمدونه.
قوله تعالى: «الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» إنّه سبحانه لما بيّن ملكه في الدنيا بقوله «رَبِّ الْعالَمِينَ» بيّن أيضا ملكه في الآخرة بقوله «مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» و أراد باليوم: الوقت. و قال محمّد بن كعب أراد به: يوم لا ينفع إلا الدين. و هذه الآية دالة على إثبات المعاد، و على الترغيب و الترهيب، لأن المكلف إذا تصور ذلك لا بد أن يرجو و يخاف.
قوله تعالى: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» معناه نعبدك و لا نعبد سواك و نستعينك و لا نستعين غيرك، و العبادة ضرب من الشكر و غاية فيه.
قوله تعالى: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» و معناه: ثبّتنا على الدين الحق، لأن اللّه قد هدى الخلق كلهم، إلا أن الإنسان قد يزل، و ترد عليه الخواطر الفاسدة و يحسن أن يسأل اللّه تعالى أن يثبته على دينه و يديمه عليه و يعطيه زيادة الهدى ... و لها معان أخر.
و قيل في معنى الصراط وجوه:
أحدها: إنه كتاب اللّه و هو المروي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله، و عن علي، و ابن مسعود.
و ثانيها: إنه الإسلام، و هو المروي عن جابر، و ابن عباس.
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 17
و ثالثها: إنه دين اللّه الذي لا يقبل من العباد غيره، عن محمّد بن الحنفية.
و الرابع: إنه النبي و الأئمة القائمون مقامه، و هو المروي في أخبارنا.
و الأولى حمل الآية على العموم.
قوله تعالى: «صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ» .
أي من أنعمت عليهم بطاعتك، و هم الذين ذكرهم اللّه في قوله: «وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ» .
و أراد «بالمغضوب عليهم»: اليهود، عند جميع المفسرين الخاص و العام.
و أراد «بالضالين»: النصارى .. و قال الحسن البصري: بل كل واحد من الطائفتين، مغضوب عليهم و هم ضالون، و قيل المراد «بالمغضوب عليهم و الضالين»: جميع الكفار. و أصل الغضب: الشدة. و أصل الضلال: الهلاك.
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 18
سورة البقرة
مدنية كلها إلا آية واحدة و هي قوله: و اتقوا يوما ترجعون فيه إلى اللّه ... الآية فإنها نزلت في حجة الوداع بمنى و عدد آياتها مائتان و ست و ثمانون آية و هو العدد المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى:
[سورة البقرة (2): آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اختلف العلماء في الحروف المعجمة المفتتح بها السور. فذهب بعضهم إلى أنها من المتشابهات التي استأثر اللّه بعلمها و لا يعلم تأويلها إلا اللّه. و هذا هو المروي عن أئمتنا (ع). و فسّرها الآخرون على وجوه: انها اسماء السور و مفاتحها، أو أن المراد بها الدلالة على أسماء اللّه تعالى، أو أنها تسكيت للكفار، لأن المشركين تواصوا فيما بينهم أن لا يستمعوا لهذا القرآن و أن يلغوا فيه.
[سورة البقرة (2): آية 2]
ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)
قوله تعالى:
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 19
المراد بالكتاب: القرآن. و معنى قوله: لا ريب فيه: أي أنه بيان و هدى و حق و معجز.
فصل في التقوى و المتّقين ...
روي عن النبي (ص) انه قال: جماع التقوى في قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ ... الآية». و قيل: المتقي الذي اتقى ما حرّم عليه، و فعل ما أوجب عليه. و قيل: هو الذي يتقي بصالح أعماله عذاب اللّه. و سأل عمر بن الخطاب كعب الأحبار عن التقوى فقال: هل أخذت طريقا ذا شوك؟ فقال:
نعم. قال فما عملت فيه؟ قال: حذري و تشمرت. فقال كعب: ذلك التقوى.
و روي عن النبي (ص) أنّه قال: إنّما سمّي المتقون لتركهم ما لا بأس به، حذر الوقوع فيما به بأس، و قال بعضهم: أن لا يراك اللّه حيث نهاك و لا يفقدك حيث أمرك.
[سورة البقرة (2): آية 3]
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3)
قوله تعالى:
لما وصف القرآن بأنه هدى للمتقين، بيّن صفة المتّقين فقال: الذين يؤمنون بالغيب، أي يصدقون بجميع ما أوجبه اللّه، أو ندب إليه، أو أباحه.