کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

معانى القرآن

تصدير

الجزء الثالث

و من سورة المؤمن و من سورة السجدة و من سورة عسق و من سورة الزخرف و من سورة الدخان و من سورة الجاثية و من سورة الأحقاف و من سورة محمد صلى الله عليه و سلم و من سورة الفتح و من سورة الحجرات و من سورة ق و القرآن المجيد و من سورة و الذاريات و من سورة - و الطور و من سورة النجم و من سورة القمر و من سورة الرحمن و من سورة الواقعة و من سورة الحديد و من سورة المجادلة و من سورة الحشر و من سورة الممتحنة و من سورة الصف و من سورة الجمعة و من سورة المنافقين و من سورة التغابن و من سورة النساء القصرى و هى: سورة الطلاق و من سورة المحرم و من سورة الملك و من سورة القلم و من سورة الحاقة و من سورة سأل سائل و من سورة نوح عليه السلام و من سورة الجن و من سورة المزمل و من سورة المدثر و من سورة القيامة و من سورة الإنسان و من سورة المرسلات و من سورة عم يتساءلون و من سورة النازعات و من سورة عبس و من سورة إذا الشمس كورت و من سورة إذا السماء انفطرت و من سورة المطففين و من سورة إذا السماء انشقت و من سورة البروج و من سورة الطارق و من سورة الأعلى و من سورة الغاشية و من سورة الفجر و من سورة البلد و من سورة الشمس و ضحاها و من سورة الليل و من سورة الضحى و من سورة ألم نشرح و من سورة التين و من سورة اقرأ باسم ربك و من سورة القدر و من سورة لم يكن و من سورة الزلزلة و من سورة العاديات و من سورة القارعة و من سورة التكاثر و من سورة العصر و من سورة الهمزة و من سورة الفيل و من سورة قريش و من سورة الدين و من سورة الكوثر و من سورة الكافرين و من سورة الفتح و من سورة أبى لهب و من سورة الإخلاص و من سورة الفلق و من سورة الناس فهرس الجزء الثالث من معانى القرآن للفراء

معانى القرآن


صفحه قبل

معانى القرآن، ج‏2، ص: 88

فجعله مبروزا على غير «1» فعل، أي إن ذلك من صفاته فجاز مفعول لمفعل، كما جاز فاعل لمفعول إذ لم‏ «2» يردّ البناء على الفعل.

و قوله: وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ‏ [24] و ذلك أن النبىّ صلى اللّه عليه و سلم قال: إن اللّه و ملائكته يصلّون على الصفوف الأول فى الصّلاة، فابتدرها الناس و أراد بعض المسلمين أن يبيع داره النّائية ليدنو من المسجد فيدرك الصفّ الأوّل؛ فأنزل اللّه- عزّ و جلّ- (وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) «3» فإنّا نجزيهم على نيّاتهم فقرّ الناس.

[قوله: مِنْ صَلْصالٍ‏ [26]].

و يقال: إن الصلصال طين حرّ خلط برمل فصار يصلصل كالفخّار و المسنون: المتغيّر و اللّه أعلم أخذ من سننت الحجر على الحجر، و الذي يخرج مما بينهما يقال له: السّنين.

و قوله: مِنْ نارِ السَّمُومِ‏ [27].

يقال: إنها نار دونها الحجاب. قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثنى حبّان عن رجل عن الحسن قال: خلق اللّه عزّ و جلّ- الجانّ أبا الجنّ من نار السّموم و هى نار دونها الحجاب (و هذا الصوت الذي تسمعونه عند الصواعق من انعطاط «4» الحجاب).

و قوله: فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ‏ [29].

سجود تحيّة و طاعة لا لربوبيّة و هو مثل قوله فى يوسف‏ (وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً) «5» .

(1) و لو جاء على الفعل لقال: «مبرز» من أبرزه، و لا يقال: برزه.

(2) هذا الضبط من ا، و هو من الرد. و لو ضبط «يرد» من الإرادة كان له وجه.

(3) ا: «و إنا».

(4) سقط ما بين القوسين فى ش. و الانعطاط: الانشقاق.

(5) الآية 100 سورة يوسف‏

معانى القرآن، ج‏2، ص: 89

و قوله: إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ‏ [40] و يقرأ (المخلصين) «1» فمن كسر اللام جعل الفعل لهم كقوله تبارك و تعالى‏ (وَ أَخْلَصُوا دِينَهُمْ) «2» و من فتح فاللّه أخلصهم كقوله: (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ‏ «3» بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) و قوله: هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ‏ [41].

يقول: مرجعهم إلىّ فأجازيهم. و هو كقوله تبارك و تعالى‏ (إِنَّ رَبَّكَ‏ «4» لَبِالْمِرْصادِ) فى الفجر.

فيجوز فى مثله من الكلام أن تقول لمن أوعدته: طريقك علىّ و أنا على طريقك: أ لا ترى أنه قال‏ (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) فهذا كقولك: أنا على طريقك. (صِراطٌ عَلَيَّ) أي هذا طريق علىّ و طريقك علىّ. و قرأ بعضهم‏ «5» (هذا صراط علىّ) رفع يجعله نعتا للصراط؛ كقولك: صراط مرتفع مستقيم.

و قوله: لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ‏ [44] يعنى: من الكفّار (جُزْءٌ مَقْسُومٌ) يقول:

نصيب معروف. و السّبعة الأبواب أطباق بعضها فوق بعض. فأسفلها الهاوية، و أعلاها جهنّم.

و قوله: أَ بَشَّرْتُمُونِي عَلى‏ أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ [54] لو لم يكن فيها (على) لكان صوابا أيضا.

و مثله‏ (حَقِيقٌ‏ «6» عَلى‏ أَنْ لا أَقُولَ) و فى قراءة عبد اللّه (حقيق بأن لا أقول) و مثله فى الكلام أتيتك أنك تعطى فلم أجدك تعطى، تريد: أتيتك على أنك تعطى فلا أراك كذلك.

و قوله: (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) النون منصوبة؛ لأنه فعل لهم لم يذكر مفعول‏ «7» . و هو جائز فى الكلام.

(1) كسر اللام لغير نافع و عاصم و حمزة و الكسائي و أبى جعفر و خلف كما فى الإتحاف‏

(2) الآية 146 سورة النساء.

(3) الآية 46 سورة ص.

(4) الآية 14.

(5) هى قراءة يعقوب و الحسن كما فى الإتحاف.

(6) الآية 105 سورة الأعراف.

(7) كذا. و الأولى: «مفعوله» أو سقط «له» و الأصل: «له مفعول».

معانى القرآن، ج‏2، ص: 90

و قد كسر أهل‏ «1» المدينة يريدون أن يجعلوا النون مفعولا بها. و كأنهم شدّدوا النون فقالوا (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قالُوا) ثم خفّفوها و النّيّة على تثقيلها كقول عمرو بن معدى كرب:

رأته كالثّغام يعلّ مسكا

يسوء الفاليات إذا فلينى‏ «2»

فأقسم لو جعلت علىّ نذرا

بطعنة فارس لقضيت دينى‏

و قد خففت العرب النون من أنّ الناصبة ثم أنفذوا لها نصبها، و هى أشدّ من ذا. قال الشاعر:

فلو أنك فى يوم الرخاء سألتنى‏

فراقك لم أبخل و أنت صديق‏

فما ردّ تزويج عليه شهادة

و ما ردّ من بعد الحرار عتيق‏ «3»

و قال آخر «4» :

لقد علم الضّيف و المرملون‏

إذا اغبرّ أفق و هبّت شمالا

بأنك الربيع و غيث مريع‏

و قدما هناك تكون الثّمالا

و قوله: وَ قَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ‏ [66] أنّ مفتوحة على أن تردّ على الأمر فتكون فى موضع نصب بوقوع القضاء عليها. و تكون نصبا آخر بسقوط الخافض منها أي قضينا ذلك الأمر بهذا. و هى فى قراءة عبد اللّه (و قلنا إنّ دابر) فعلى هذا لو قرى‏ء بالكسر لكان وجها.

و أما (مُصْبِحِينَ) إذا أصبحوا، و مشرقين إذا أشرقوا. و ذلك إذا شرقت الشمس. و الدابر: الأصل.

شرقت: طلعت، و أشرقت: أضاءت.

(1) يريد نافعا.

(2) الهاء فى (رأته) لشعره، الثغام ثنت له نور أبيض شبه به الشيب. و يعل: يطيب شيئا بعد شى‏ء. و انظر سيبويه 2/ 154، و الخزانة 2/ 445.

(3) مخاطب أو أنه و قد سألته الطلاق. و يريد بيوم الرخاء، ما قبل إحكام عقد لنكاح؛ و الحرار الحرقة و الخلوص من الرق. و انظر الخزانة 2/ 465.

(4) أي شخص آخر و هو جنوب أخت عمرو ذى الكلب ترثيه. و المرملون: الذين نفدت أزوادهم؛ و يقال:

أرمل، و اغبرار الأفق يكون فى الشتاء لكثرة الأمطار و هو زمن الجدب. و المريع الخصيب. و الشمال الغياث. و انظر الخزانة 4/ 352.

معانى القرآن، ج‏2، ص: 91

و قوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏ [85] يقال: للمتفكرين. و يقال للناظرين المتفرسين.

قوله: الأيكة [78] قرأها الأعمش و عاصم و الحسن البصرىّ: (الأيكة) بالهمز فى كل القرآن. و قرأها أهل المدينة كذلك إلا فى الشعراء و فى ص فإنهم جعلوها بغير ألف و لام و لم يجروها.

و نرى- و اللّه أعلم- أنها كتبت فى هذين الموضعين على ترك الهمز فسقطت الألف لتحرك اللام.

فينبغى أن تكون القراءة فيها بالألف و اللام لأنها موضع واحد فى قول الفريقين، و الأيكة:

الغيضة.

و قوله: وَ إِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ‏ [79] يقول: بطريق لهم يمرون عليها فى أسفارهم. فجعل الطريق إماما لأنه يؤمّ و يتّبع.

و قوله‏ تَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمنين [82] أن تخرّ عليهم. و يقال: آمنين للموت.

و قوله: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي‏ [87] يعنى فاتحة الكتاب و هى سبع آيات فى قول أهل المدينة و أهل العراق. أهل المدينة يعدون‏ «1» (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) آية. حدّثنا محمد قال حدثنا الفراء قال: و حدثنى حبّان عن الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عباس قال: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم آية من الحمد. و كان حمزة يعدّها آية و آتيناك‏ (الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) .

و قوله: إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ‏ [89] كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ‏ [90] يقول: أنذرتكم ما أنزل بالمقتسمين. و المقتسمون رجال من أهل مكّة بعثهم أهل مكّة على عقابها «2» أيّام الحجّ فقالوا: إذا سألكم الناس عن النبىّ صلى اللّه عليه و سلم فقولوا: كاهن. و قالوا لبعضهم قولوا: ساحر، و لبعضهم: يفرق‏

(1) أي لما لم يعدوا البسملة آية من الفاتحة عدوا أنعمت عليهم آية و بذلك كانت الآيات سبعا؛ أما من عد البسملة آية فلا يعد (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) آية.

(2) العقاب جمع عقبة و هى المرقى فى الجبل أو الطريق فيه.

معانى القرآن، ج‏2، ص: 92

بين الإثنين و لبعضهم قولوا: مجنون، فأنزل اللّه تبارك و تعالى بهم خزيا فماتوا أو خمسة منهم شرّ ميتة فسمّوا المقتسمين لأنهم اقتسموا طرق مكّة.

و قوله: الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ‏ [91] يقول: فرّقوه إذ جعلوه سحرا و كذبا و أساطير الأولين. و العضون فى كلام العرب: السحر بعينه. و يقال: عضّوه أي فرّقوه كما تعضّى الشاة و الجزور. و واحدة العضين عضة رفعها عضون و نصبها و خفضها عضين. و من العرب من يجعلها بالياء على كل حال و يعرب نونها فيقول: عضينك، و مررت بعضينك و سنينك و هى كثيرة فى أسد و تميم. و عامر. أنشدنى بعض بنى عامر:

ذرانى من نجد فإن سنينه‏

لعبن بنا شيبا و شيّبننا مردا

متى ننج حبوا من سنين ملحّة

نشمّر لأخرى تنزل الأعصم الفردا «1»

و أنشدنى فى بعض بنى أسد:

مثل المقالى ضربت قلينها «2»

من القلة و هى لعبة للصبيان، و بعضهم:

إلى برين الصفر الملويات‏ «3»

و واحد البرين برة. و مثل ذلك الثّبين‏ «4» و عزين‏ «5» يجوز فيه ما جاز فى العضين و السنين.

(1) الشعر للصمة بن عبد اللّه القشيري كما فى شواهد العيني فى مبحث الإعراب 1/ 170 على هامش الخزانة. و الأعصم من الظباء و الوعول: ما فى ذراعيه أو إحداهما بياض و سائره أسود أو أحمر. و العصم تسكن أعالى الجبال.

(2) المقالى جمع المقلى أو المقلاء، و القلون جمع القلة. و القلة و المقلاء عودان يلعب بهما الصبيان. فالقلة خشبة قدر ذراع تنصب؛ و المقلاء يضرب به القلة. و فى شفاء العليل فى حرف الناف أنها كات تسمى فى أيام المؤلف عقلة.

(3) البرون جمع البرة و هى الحلقة من صفر أو غيره تجعل فى أنف البعير و الصفر النحاس.

(4) جمع ثبة و هى الجماعة و العصبة من الفرسان. و تجمع الثبة أيضا على ثبات.

(5) العزون جمع العزة و هى العصبة من الناس.

معانى القرآن، ج‏2، ص: 93

و إنما جاز ذلك فى هذا المنقوص الذي كان على ثلاثة أحرف فنقصت لامه، فلمّا جمعوه بالنون توهّموا انه فعول إذ جاءت الواو و هى واو جماع، فوقعت فى موضع الناقص، فتوهّموا أنها الواو الأصليّة و أن الحرف على فعول؛ أ لا ترى أنهم لا يقولون ذلك فى الصالحين و المسلمين و ما أشبهه.

و كذلك قولهم الثبات و اللغات، و ربما «1» عرّبوا التاء منها بالنصب و الخفض و هى تاء جماع ينبغى أن تكون خفضا فى النصب و الخفض، فيتوهّمون أنها هاء، و أن الألف قبلها من الفعل. و أنشدنى بعضهم:

إذا ما جلاها بالأيام تحيرت‏

ثباتا عليها ذلّها و اكتثابها «2»

و قال أبو الجراح فى كلامه: ما من قوم إلا و قد سمعنا لغاتهم- قال قال الفراء: رجع أبو الجراح فى كلامه عن قول لغاتهم- و لا يجوز ذلك فى الصالحات و الأخوات لأنها تامّة لم ينقص من واحدها شى‏ء، و ما كان من حرف نقص من أوّله مثل زنة و لدة و دية فإنه لا يقاس على هذا لأن نقصه من أوّله لا من لامه فما كان منه مؤنّثا أو مذكّرا فأجره على التامّ مثل الصالحين و الصالحات تقول رأيت لداتك و لديك و لا تقل لدينك و لا لداتك إلا أن يغلط بها الشاعر فإنه ربما شبّه الشي‏ء بالشي‏ء إذا خرج عن لفظه، كما لم يجر «3» بعضهم أبو سمّان و النون من أصله من السمن لشبهه بلفظ ريّان و شبهه.

و قوله: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ [94] و لم يقل: بما تؤمر به- و اللّه اعلم- أراد: فاصدع بالأمر.

و لو كان مكان (ما) من أو ما مما يراد به البهائم لأدخلت بعدها الباء كما تقول: اذهب إلى من تؤمر به و اركب ما تؤمر به، و لكنه فى المعنى بمنزلة المصدر؛ ألا ترى أنك تقول: ما أحسن‏

(1) الأسوغ حذف الواو.

(2) من قصيدة لأبى ذؤيب الهزلى. و البيت فى الحديث عن مشتار العسل. يقول: إنه اجتلى النحل بالأيام و هو الدخان أي أبرزها و أظهرها حين دخن عليها، و حينئذ تجمعت و تحيرت عصبا و فرقا و هى ذليلة إذ أحست أن المشتار غلبها و انظر ديوان الهذليين 1/ 79.

(3) أي يصرف و ينون.

معانى القرآن، ج‏2، ص: 94

ما تنطلق لأنك تريد: ما أحسن انطلاقك، و ما أحسن ما تأمر إذا أمرت لأنك تريد ما أحسن أمرك. و مثله قوله‏ «1» (يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ) كأنه قيل له: افعل الأمر الذي تؤمر. و لو أريد به إنسان أو غيره لجاز و إن لم يظهر الباء لأن العرب قد تقول: إنى لآمرك و آمر بك و أكفرك و أكفر بك فى معنى واحد. و مثله كثير، منه قولهم:

إذا قالت حذام فأنصتوها

فإنّ القول ما قالت حذام‏ «2»

يريد: فانصتوا لها، و قال اللّه تبارك و تعالى‏ (أَلا إِنَ‏ «3» ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ) و هى فى موضع‏ (يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ) و (كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ)* و اصدع: أظهر دينك.

و من سورة النحل‏

[قوله: سبحانه و تعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏ ].

حدثنا محمد بن الجهم قال: حدّثنا الفراء قال حدّثنى عماد بن الصّلت العكلىّ عن سعيد بن مسروق أبى سفيان عن الربيع بن خيثم‏ «4» أنه قرأ (سبحانه و تعالى عمّا تشركون) الأولى و التي بعدها كلتاهما «5» بالتاء: و تقرأ بالياء. فمن قال بالتاء فكأنه خاطبهم و من قرأ بالياء فكأنّ القرآن نزل على محمد صلّى اللّه عليه و سلم ثم قال‏ (سُبْحانَهُ) يعجّبه من كفرهم و إشراكهم.

و قوله: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ [2] بالياء، و (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ) بالتاء «6» . و قراءة أصحاب عبد اللّه (ينزّل الملائكة) بالياء.

(1) الآية 102 سورة الصافات.

(2) سبق هذا البيت فى ص 215 من الجزء الأول.

(3) الآية 68 سورة هود.

(4) فى ا: «خثيم، بتقدم المثلثة على الياء. و التصويب من الخلاصة. و كانت وفاته سنة 64 ه

(5) و هى قراءة حمزة و الكسائي و خلف.

صفحه بعد