کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

من هدى القرآن

الجزء الأول

سورة البقرة

فضل السورة:

سورة آل عمران

فضل السورة:

الجزء الثاني

سورة النساء

فضل السورة:

سورة المائدة

فضل السورة الإطار العام

الجزء الثالث

سورة الانعام

فضل السورة:

سورة الأعراف

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الرابع

سورة الأنفال

فضل السورة

سورة التوبة

فضل السورة

سورة يونس

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء الخامس

سوره هود

فضل السورة الإطار العام

سورة يوسف

فضل السورة: الإطار العام لماذا الاسم؟ أهداف القصة في القرآن:

سورة الرعد

فضل السورة الإطار العام للسورة

سورة إبراهيم

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

سورة الحجر

أحاديث في فضل السورة: الإطار العام

الجزء السادس

سورة النحل

فضل السورة الإطار العام

سورة الإسراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة الكهف

فضل السورة الاسم:

المجلد السابع

سوره مريم

فضل السورة: الإطار العام

سورة طه

فضل السورة: الإطار العام

سورة الأنبياء

فضل السورة: الإطار العام

الجزء الثامن

سورة الحج

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

سورة المؤمنون

فضل السورة: الإطار العام

سورة النور

فضل السورة: الإطار العام

سورة الفرقان

فضل السورة: الاسم: الإطار العام

الجزء التاسع

سورة شعراء

فضل السورة: الإطار العام

سورة القصص

الجزء العاشر

سورة الأحزاب

فضل السورة:

الجزء الحادي عشر

الجزء الثاني عشر

الجزء الثالث عشر

الجزء الرابع عشر

الجزء الخامس عشر

الجزء السادس عشر

الجزء السابع عشر

الجزء الثامن عشر

من هدى القرآن


صفحه قبل

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 333

«وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ» (آل عمران/ 191) حين نجد كيف يتدرج المتفكّر في خلق السموات و الأرض من معرفة هدفيّة الخلق، و أنه لم يخلق باطلا، حتى يصل الى التقوى من الله و الحذر من عذابه.

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 334

[سورة يونس (10): الآيات 7 الى 10]

إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَ رَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَ اطْمَأَنُّوا بِها وَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ (7) أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (8) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (10)

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 335

الكفر و الايمان الأسباب و النتائج‏

هدى من الآيات:

مع هذه الآيات الواضحة المبثوثة في آفاق الأرض، و التي نبّهت إليها آيات/ 281 الدرس السابق، لماذا يكفر فريق من الناس؟

باختصار: لأنهم لا يحبون لقاء الله، و رضوا بالحياة الدنيا، و اطمأنت نفوسهم بما فيها من زخرفة و متع زائلة، و زعموا بأنها باقية لهم أبدا، و لأنهم بالتالي غفلوا عن آيات اللّه التي تدلّهم على ان للدنيا نهاية، و أنهم خلقوا للبقاء في عالم آخر.

و ما هي عاقبة هذا الفريق الكافر؟.

أولئك مأواهم النار، ذلك لأن هذه النظرة الضيقة الى حياتهم، تجعلهم يقترفون ذنوبا و يحترفون آثاما تستوجب لهم النار.

بينما الذين آمنوا بالله، و بأن وراء حياتهم هذه حياة أخرى يهديهم الله، لذلك عملوا صالحا لحصول مرضاة الله و نعيم الآخرة، لذلك تراهم مهتدين لأن الله يجعل‏

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 336

من ايمانهم ضياء يهديهم به الى حقائق الأشياء، و عند الله يجزون بجنات النعيم التي تجري من تحتها الأنهار.

إنهم يزدادون ايمانا باللّه لذلك فدعاؤهم عند الله‏ «سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ» و تحيتهم فيما بينهم «السلام»، فعلاقتهم بالله و هكذا بإخوانهم تزداد متانة، و نفوسهم راضية مرضية و لذلك يقولون‏ «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» .

بينات من الآيات:

هل ترجو لقاء الله؟

[7] اللقاء مع الله خالق السموات و الأرض، الرحمن الرحيم، هدف/ 282 سام يرجى بلوغه لما فيه من مصالح هامة، و لكن بعض الناس لا يرجون لقاء الله، فهم غير مرتبطين بهدف أسمى في حياتهم، لذلك تجدهم يهتمون بعاجل الدنيا، يحسبون ما فيها من لذائذ و متع هي كل شي‏ء.

إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَ رَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا بينما هم غافلون عما حولهم من آيات بيّنات، تدل على أن الإنسان أرفع درجة من سائر الأحياء، و أنه قادر على بلوغ مراتب عالية، لذلك لا يعيشون قلق المؤمنين النفسي الذي يبعثهم الى النشاط من أجل بلوغ تلك المراتب، بل تجدهم يطمئنون بالحياة الدنيا، يرضون بما فيها من متع و لذات، كالبهيمة السائبة همّها علفها!! وَ اطْمَأَنُّوا بِها وَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ‏ و قليل من التفكر في آيات الله، يبعث الفرد الى الايمان بأن الدنيا هذه الحلقة الفارغة التي لا تعني شيئا، انها أتفه من أن تكون هدف البشر، عمل و أكل و نوم،

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 337

ثم تكرار ذات الاسطوانة، أعمل لتأكل، و كل لتنام، و نم لتعمل غدا .. و هكذا!! [8] لأن هؤلاء الناس اطمأنوا بالدنيا، فأن الدنيا سلّمتهم الى النار، لأن الذي يحسب الدنيا نهاية مطافه، يجترح السيئات و يكتسب شرا، و ذلك الشر يتحول في القيامة الى عذاب اليم.

أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ‏ فاكتسابهم الشر هو الذي سبّب لهم النار، و لكن/ 283 هذا الكسب كان بسبب سوء عقائدهم ..

النموذج المعاكس:

[9] و في مقابل هذا الفريق نجد الذين آمنوا بالله و باليوم الآخر، فأصبح ايمانهم هذا سببا لتطلعهم الأسمى نحو مرضاة الله، فكانت حياتهم ذات مغزى و هدف، فلم يأكلوا ليعملوا، ثم ليأكلوا ثم ليعملوا و هكذا بل أكلوا للعمل و عملوا لله، و ليس للأكل المجرد، و هكذا عملوا الصالحات، فلم يعملوا لكي يصلوا الى الشهوات العاجلة، بل فقط العمل الصالح ذا النهج السليم الذي لم يضر بهم.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‏ إن انتزاع واقع الهدفية من الحياة، كما فعل الكفار يخرب المعادلة في فهم اهداف الكون، و يحدث الحلقة المفقودة التي تجعل فهمنا لسائر القضايا فهما محدودا، بل ناقصا، بل متناقضا، ما هذه الدنيا و لماذا خلق فيها الشقاء و العذاب؟ و لماذا أعطي الجبابرة و الطغاة فرصة الاعتداء على الناس و هل الموت تلك النهاية الباردة لحرارة الحياة؟

و هذا ما يجعلنا نرى ظواهر الكون بعين واحدة، و من بعد واحد، و حين يؤمن‏

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 338

الإنسان بالغيب و بالآخرة يجد تلك الحلقة المفقودة، و يكتشف السر الخفي، و بالتالي تكتمل عنده أجزاء المعادلة، فيفهم كل شي‏ء لذلك قال ربنا:

يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ‏ هذا في الدنيا .. أما في الآخرة فهم في جنات.

تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ‏

/ 284

متعة المؤمنين:

[10] كل ما في الجنة بعد الموت يمكن أن نوجد منها صورة مصغّرة في الدنيا قبل الموت، بل هو انعكاس لما في الدنيا، و المؤمنون في الآخرة يتمتعون بما يلي:

ألف: انهم ينزهون الله عما يتصل بخلق الله، و كلما وجدوا جمالا و قوة و نظاما نسبوه الى مصدره، و هو جمال الله و قوته و حكمته، و كلما وجدوا ضعفا عرفوا بأن رب الخلق منزه عنه، و لذلك فيمكن أن يرفع بعض النقص عن خلقه مستقبلا، لذلك فهم يتحركون في سلم التكامل، لذلك تجد الكلمة المفضّلة، عندهم هي «سبحان الله» و تلك دعواهم.

دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَ‏ باء: ان علاقتهم ببعضهم علاقة سلمية.

وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ‏ جيم: و علاقتهم بالأشياء حسنة، فهم أبدا راضون عمّا أنعم الله عليهم.

وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏

من هدى القرآن، ج‏4، ص: 339

[سورة يونس (10): الآيات 11 الى 14]

صفحه بعد