کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

مواهب الرحمان في تفسير القرآن

الجزء الأول

المقدمة

سورة البقرة

الجزء الثاني

تتمة سورة البقرة

الجزء الثالث

تتمة سورة البقرة

الجزء الرابع

تتمة سورة البقرة

الجزء الخامس

سورة آل عمران

الجزء السادس

تتمة سورة آل عمران

الفهرس

الجزء السابع

تتمة تفسير سورة آل عمران

(4) سورة النساء

الفهرس

الجزء الثامن

تتمة سورة النساء

الجزء التاسع

تتمة تفسير سورة النساء

[سورة النساء(4): الآيات 71 الى 76]

التفسير

قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم. قوله تعالى: فانفروا ثبات أو انفروا جميعا. قوله تعالى: و إن منكم لمن ليبطئن. قوله تعالى: فإن أصابتكم مصيبة. قوله تعالى: قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا. قوله تعالى: و لئن أصابكم فضل من الله. قوله تعالى: ليقولن كأن لم تكن بينكم و بينه مودة. قوله تعالى: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما. قوله تعالى: فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة. قوله تعالى: و من يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب. قوله تعالى: فسوف نؤتيه أجرا عظيما. قوله تعالى: و ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله. قوله تعالى: و المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان. قوله تعالى: الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها. قوله تعالى: و اجعل لنا من لدنك وليا. قوله تعالى: و اجعل لنا من لدنك نصيرا. قوله تعالى: الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله. قوله تعالى: و الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت. قوله تعالى: فقاتلوا أولياء الشيطان. قوله تعالى: إن كيد الشيطان كان ضعيفا.

[سورة النساء(4): الآيات 77 الى 80]

[سورة النساء(4): الآيات 81 الى 84]

[سورة النساء(4): الآيات 88 الى 91]

التفسير

قوله تعالى: فما لكم في المنافقين فئتين. قوله تعالى: و الله أركسهم بما كسبوا. قوله تعالى: أ تريدون أن تهدوا من أضل الله. قوله تعالى: و من يضلل الله فلن تجد له سبيلا. قوله تعالى: ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء. قوله تعالى: فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله. قوله تعالى: فإن تولوا فخذوهم و اقتلوهم حيث وجدتموهم. قوله تعالى: و لا تتخذوا منهم وليا و لا نصيرا. قوله تعالى: إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم و بينهم ميثاق. قوله تعالى: أو جاؤكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم. قوله تعالى: و لو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم. قوله تعالى: فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم و ألقوا إليكم السلم. قوله تعالى: فما جعل الله لكم عليهم سبيلا. قوله تعالى: ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم و يأمنوا قومهم. قوله تعالى: كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها. قوله تعالى: فإن لم يعتزلوكم و يلقوا إليكم السلم و يكفوا أيديهم. قوله تعالى: و أولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا.

[سورة النساء(4): الآيات 92 الى 94]

[سورة النساء(4): الآيات 95 الى 100]

التفسير

قوله تعالى: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر. قوله تعالى: و المجاهدون في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم. قوله تعالى: فضل الله المجاهدين بأموالهم و أنفسهم على القاعدين درجة. قوله تعالى: و كلا وعد الله الحسنى. قوله تعالى: و فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما. قوله تعالى: درجات منه و مغفرة و رحمة. قوله تعالى: و كان الله غفورا رحيما. قوله تعالى: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم. قوله تعالى: فيم كنتم. قوله تعالى: قالوا كنا مستضعفين في الأرض. قوله تعالى: قالوا أ لم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها. قوله تعالى: فأولئك مأواهم جهنم. قوله تعالى: و ساءت مصيرا. قوله تعالى: إلا المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان. قوله تعالى: لا يستطيعون حيلة و لا يهتدون سبيلا. قوله تعالى: فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم. قوله تعالى: و كان الله عفوا غفورا. قوله تعالى: و من يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا و سعة. قوله تعالى: و من يخرج من بيته مهاجرا إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت. قوله تعالى: فقد وقع أجره على الله. قوله تعالى: و كان الله غفورا رحيما.

[سورة النساء(4): الآيات 101 الى 104]

التفسير

قوله تعالى: و إذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة. قوله تعالى: إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا. قوله تعالى: إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا. قوله تعالى: و إذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة. قوله تعالى: فلتقم طائفة منهم معك. قوله تعالى: فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم. قوله تعالى: و لتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك. قوله تعالى: و ليأخذوا حذرهم و أسلحتهم. قوله تعالى: ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم و أمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة. قوله تعالى: و لا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم. قوله تعالى: و خذوا حذركم. قوله تعالى: إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا. قوله تعالى: فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما و قعودا و على جنوبكم. قوله تعالى: فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة. قوله تعالى: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. قوله تعالى: و لا تهنوا في ابتغاء القوم. قوله تعالى: إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون. قوله تعالى: و ترجون من الله ما لا يرجون. قوله تعالى: و كان الله عليما حكيما.

[سورة النساء(4): الآيات 105 الى 115]

التفسير

قوله تعالى: إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله. قوله تعالى: و لا تكن للخائنين خصيما. قوله تعالى: و استغفر الله. قوله تعالى: إن الله كان غفورا رحيما. قوله تعالى: و لا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم. قوله تعالى: إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما. قوله تعالى: يستخفون من الناس و لا يستخفون من الله. قوله تعالى: و هو معهم. قوله تعالى: إذ يبيتون ما لا يرضى من القول. قوله تعالى: و كان الله بما يعملون محيطا. قوله تعالى: ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا. قوله تعالى: فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة. قوله تعالى: أم من يكون عليهم وكيلا. قوله تعالى: و من يعمل سوءا أو يظلم نفسه. قوله تعالى: ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما. قوله تعالى: و من يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه. قوله تعالى: و كان الله عليما حكيما. قوله تعالى: و من يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا. قوله تعالى: فقد احتمل بهتانا و إثما مبينا. قوله تعالى: و لو لا فضل الله عليك و رحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك. قوله تعالى: و ما يضلون إلا أنفسهم. قوله تعالى: و ما يضرونك من شي‏ء. قوله تعالى: و أنزل الله عليك الكتاب و الحكمة و علمك ما لم تكن تعلم. قوله تعالى: و كان فضل الله عليك عظيما. قوله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم. قوله تعالى: إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس قوله تعالى: و من يفعل ذلك. قوله تعالى: ابتغاء مرضات الله. قوله تعالى: فسوف نؤتيه أجرا عظيما. قوله تعالى: و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى. قوله تعالى: و يتبع غير سبيل المؤمنين. قوله تعالى: نوله ما تولى. قوله تعالى: و نصله جهنم و ساءت مصيرا.

[سورة النساء(4): الآيات 116 الى 122]

[سورة النساء(4): الآيات 127 الى 134]

التفسير

قوله تعالى: و يستفتونك في النساء. قوله تعالى: قل الله يفتيكم فيهن. قوله تعالى: و ما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن. قوله تعالى: و المستضعفين من الولدان. قوله تعالى: و أن تقوموا لليتامى بالقسط. قوله تعالى: و ما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما. قوله تعالى: و إن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا. قوله تعالى: فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا. قوله تعالى: و الصلح خير. قوله تعالى: و أحضرت الأنفس الشح. قوله تعالى: و إن تحسنوا و تتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا. قوله تعالى: و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم. قوله تعالى: فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة. قوله تعالى: و إن تصلحوا و تتقوا فإن الله كان غفورا رحيما. قوله تعالى: و إن يتفرقا يغن الله كلا من سعته. قوله تعالى: و كان الله واسعا حكيما. قوله تعالى: و لقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و إياكم أن اتقوا الله. قوله تعالى: و إن تكفروا فإن لله ما في السماوات و ما في الأرض. قوله تعالى: و كان الله غنيا حميدا. قوله تعالى: و لله ما في السماوات و ما في الأرض و كفى بالله وكيلا. قوله تعالى: إن يشأ يذهبكم أيها الناس و يأت بآخرين. قوله تعالى: و كان الله على ذلك قديرا. قوله تعالى: من كان يريد ثواب الدنيا. قوله تعالى: فعند الله ثواب الدنيا و الآخرة. قوله تعالى: و كان الله سميعا بصيرا.
الفهرس

الجزء العاشر

تتمة سورة النساء

الفهرس

الجزء الحادي عشر

الفهرس

مواهب الرحمان في تفسير القرآن


صفحه قبل

مواهب الرحمان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 20

بحث فقهي:

البسملة في أول كل سورة إما جزء منها أو من السورة التي تسبقها، أو آية متكررة في القرآن، أو من غيره، ذكرت تبركا.

و الكل واضح البطلان كما يأتي سوى الأول و قد وردت النصوص على ذلك فتكون البسملة جزء من كل سورة التي افتتحت بها إلّا في سورة التوبة فإنه لا بسملة لها كما ستعرف.

فعن علي (عليه السّلام): «البسملة في أول كل سورة آية منها و إنما كان يعرف انقضاء السورة بنزولها ابتداء للأخرى و ما أنزل اللّه تعالى كتابا من السماء إلّا و هي فاتحته».

و عنه (عليه السّلام) أيضا: «أنها من الفاتحة و أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) كان يقرأها و يعدها آية منها و يقول فاتحة الكتاب هي السبع المثاني».

و عن أبي جعفر (عليه السّلام): «سرقوا أكرم آية من كتاب اللّه بسم اللّه الرحمن الرحيم».

و عن الرضا (عليه السّلام): «ما بالهم قاتلهم اللّه عمدوا إلى أعظم آية في كتاب اللّه فزعموا أنّها بدعة إذا أظهروها».

و في سنن أبي داود قال ابن عباس: «إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) كان لا يعرف فصل السورة- أي انقضاءها- حتّى ينزل عليه‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ».

و في صحيح ابن مسلم عن أنس قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): «أنزل عليّ آنفا سورة فقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ »

. و روى الدارقطني عن أبي هريرة: «إذا قرأتم الحمد فاقرؤا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فإنّها أم القرآن أم الكتاب، و السبع المثاني و بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ إحدى آياتها».

و الأخبار في كونها جزء من سور القرآن كثيرة من الفريقين.

مواهب الرحمان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 21

و يستحب الجهر بالبسملة مطلقا كما ورد النص بذلك و قد جعل ذلك من علامات المؤمن كما في الحديث و لعل السر في ذلك هو أن الجهر بها إجهار بالحق و إعلان لحقيقة الواقع.

كما تستحب الاستعاذة باللّه من الشيطان عند قراءة القرآن لقوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (*) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (*) إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَ الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ‏ [سورة النحل، الآية: 97- 100] بل يستفاد من بعض الآيات لا سيما سورة الناس استحباب الاستعاذة مطلقا. و هي إما قولية أو فعلية. و اجتماعهما في واحد هو من الكمال، و سيأتي التفصيل.

بحث روائي:

عن نبينا الأعظم فيما رواه الفريقان: «كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فهو أبتر»

. و عن الصادق عليه السلام: «لا تدعها (أي البسملة) و لو كان بعدها شعر».

أقول: يحمل الخبر الأول على الأفضلية جمعا بينهما.

و عن أبي جعفر (عليه السّلام): «أول كل كتاب نزل من السماء بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ».

و عن الرضا (عليه السّلام): «إنها أقرب إلى اسم اللّه الأعظم من ناظر العين الى سوادها».

أقول: يأتي ما يتعلق بالاسم الأعظم و مراتبه. و آثاره و من هو العالم به.

و عن أبي جعفر (عليه السّلام): «إذا قرأتها فلا تبال أن لا تستعيذ و إذا قرأتها سترتك ما بين السماء و الأرض».

أقول: و يظهر منه إنه عند دوران الأمر بين البسملة و الاستعاذة تكون البسملة أولى.

و عن الصادق (عليه السّلام): «من تركها من شيعتنا امتحنه اللّه بمكروه‏

مواهب الرحمان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 22

لينبهه على الشكر و الثناء و يمحو عنه و صمة تقصيره عند تركه».

أقول: يظهر منه و من جملة من الأخبار ان ترك المندوب و فعل المكروه فيه آثار خاصة فضلا عن ترك الواجب و فعل المحرم.

و عن الرضا (عليه السّلام): «إنها الآية التي قال اللّه عزّ و جل: وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ».

و عنه (عليه السّلام) أيضا في تفسير البسملة: «يعني أسم بسمة من سمات اللّه تعالى و هي العبادة. قيل له: ما السمة؟ قال (عليه السّلام): العلامة».

أقول: العلامات الدالة على اللّه عزّ و جل كثيرة فإما جوهر خارجي كالمشاعر العظام، أو عمل خارجي كالصّلاة، أو ذكر قلبي كالتفكر في عظمة اللّه تعالى و التوجه إليه، أو ذكر لفظي كالبسملة و نحوها.

و في رواية أنّ كل واحد من أجزاء البسملة إشارة إلى اسم من أسمائه تعالى‏

فعن الصادق (عليه السّلام): «الباء بهاء اللّه، و السين سناء اللّه، و الميم مجد اللّه (ملك اللّه) و اللّه إله كل شي‏ء الرحمن بجميع خلقه الرحيم بالمؤمنين خاصة».

أقول: المراد ببهاء اللّه جماله و جلاله و السناء بمعنى الرفعة، و أشار (عليه السّلام) في هذا التفسير إلى علم الحروف و هو علم شريف إلّا أنّه مكنون عند أهله و سيأتي البحث عنه إن شاء اللّه تعالى.

و عن نبينا الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله): «إنّ للّه عزّ و جل مائة رحمة أنزل منها واحدة إلى الأرض فقسمها بين خلقه فبها يتعاطفون و يتراحمون ادّخر تسعا و تسعين لنفسه يرحم بها عباده يوم القيامة».

أقول: رواه الفريقان.

و عن علي (عليه السّلام): «الرحمن العاطف على خلقه بالرزق لا ينقطع عنهم مواد رزقه و إن انقطعوا عن طاعته».

مواهب الرحمان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 23

أقول: المراد من مواد الرزق أسبابه.

و عن الصادق (عليه السّلام): «الرحمن اسم خاص لصفة عامة، و الرحيم اسم عام لصفة خاصة».

أقول: اسم خاص أي لا يطلق على غيره تعالى، و الصفة العامة لأن رحمته تعالى وسعت كل شي‏ء، و الرحيم اسم عام لإطلاقه على غيره تعالى أيضا و الصفة الخاصة يعني مختص بالمؤمنين في الآخرة و تقدم أن هذا الإختصاص إضافي أي أن أفضل أقسام الرحيمية إنما تكون للمؤمنين فقط.

[سورة الفاتحة (1): الآيات 2 الى 4]

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)

قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ : الألف و اللام للجنس أو الاستغراق، و المعنى واحد و الفرق بالاعتبار فإذا لوحظ الحمد من حيث طبعه و ذاته الشامل لجميع ما يدخل تحته من الأفراد يطلق عليه الجنس و إذا لوحظ من حيث الأفراد فهو استغراق، فالحقيقة واحدة و الفرق بالإجمال و التفصيل. و على أي تقدير يفيد الانحصار به تعالى، كما سيأتي.

التفسير

الحمد: هو الثناء على الجميل الاختياري، و المعنى أنّ كل حمد يصدر من أي حامد اختياريا كان أو غير اختياري (تكويني) فهو للّه تعالى لأنّ الكل مخلوق و مربوب له عزّ و جل فهو الخالق و المدبر لجميع ما سواه فيرجع ما سواه إليه سبحانه، قال تعالى: أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ [سورة الشورى، الآية: 53] فكما أنه تعالى مبدأ الكل يستلزم أن يكون حمد الكل له، و في الآيات دلالات واضحة عليه، قال تعالى: لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ [سورة التغابن، الآية: 1] و قال تعالى: وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ [سورة الروم، الآية: 18]، و قال تعالى: لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى‏ وَ الْآخِرَةِ [سورة القصص، الآية: 70].

ثم إنّ هناك عناوين أربعة: الحمد، و المدح، و الشكر، و التسبيح.

و نسب إلى أهل اللغة و جمع من الأدباء و المفسرين أنّ الأول- هو الثناء باللسان‏

مواهب الرحمان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 24

على الجميل الاختياري، و الثاني- هو الثناء باللسان على الجميل و لو لم يكن.

اختياريا، كما في قولك: مدحت اللؤلؤ على صفائها، و النجوم اللامعة على جلائها و بهائها، فيكون الفرق بينهما بالعموم و الخصوص. و لم يرد لفظ المدح في القرآن الكريم، كما أنّه لم يستعمل الحمد فيه إلّا للّه تبارك و تعالى. و الثالث ما أنبأ عن عظمة المنعم سواء أ كان بالقلب أو اللسان أو الأركان، فالتفكر في عظمته تعالى شكر له و ذكره باللسان و فعل الصّلاة شكر له أيضا، فالحمد أعم من الشكر من ناحية المتعلق، لأنّه الجميل الاختياري سواء أ كان للحامد أم لغيره، و أخص منه من ناحية المورد لأنّ مورده اللسان فقط في الإنسان، و الشكر بالعكس فإنّ متعلقه الإنعام على الشاكر فقط و مورده يعم القلب و اللسان و الأركان. و قد ورد الشكر في القرآن بالنسبة إليه تعالى كثيرا، قال تعالى:

وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا تَكْفُرُونِ‏ [سورة البقرة، الآية: 152]، و قال تعالى:

وَ اشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ‏ [سورة البقرة، الآية: 172]، و قد يكون من اللّه عزّ و جل لعباده قال تعالى: فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً [سورة الإسراء، الآية: 19]، و قال تعالى: وَ كانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً [سورة النساء، الآية: 147]. و المراد بشكره تعالى هو الجزاء على الخير سواء كان في الدنيا، أو في الآخرة أو فيهما معا. كما يقع من الخلق للخلق قال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [سورة لقمان، الآية: 14]. و التسبيح هو التنزيه عن كل نقص مطلقا و يختص ذلك باللّه تعالى كاختصاص الحمد به تعالى، قال تعالى:

سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ‏ [سورة الصافات، الآية: 159]، و قال تعالى:

وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ‏ [الإسراء، الآية: 44] و يأتي التفصيل. هذا ما هو المعروف بينهم.

و هنا وجه آخر و هو أن مادة (ح م د) مع مادة (م د ح) واحدة في أصل المواد، و إنما الاختلاف بالتقديم و التأخير و هذا الاختلاف أوجب اختصاص لفظ الحمد باللّه تعالى، و إطلاق المدح على غيره أيضا، فيكون لفظ الحمد كلفظ (اللّه، و الرحمن) مختصا به تعالى فلا ينبغي إطلاقه بالنسبة إلى غيره عزّ و جل و لو أطلق يكون بمعنى المدح، بخلاف المدح فإنه يطلق على غيره‏

مواهب الرحمان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 25

تعالى إطلاقا شائعا هذا من ناحية الحصر اللفظي.

و أما من ناحية الحصر المعنوي فلا ريب في أن الممكنات له و منه و به تعالى و قد ثبت في محله أن كل ما بالغير يكون بذاته و كماله منه فكمال الكل و محمودية الكل ترجع إليه.

ثم إنّ الحمد يكون من اللّه تعالى لذاته المقدسة و هو كثير في القرآن، قال تعالى: وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ [سورة الروم، الآية:

18]، و قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ‏ [سورة فاطر، الآية: 1] و قال تعالى: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ‏ [سورة الجاثية، الآية:

36].

و يكون من خلقه له تعالى: وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا [سورة الأعراف، الآية: 43].

و أما التسبيح فيقع منه تعالى و من خلقه له، و لكن لا يقع من الخلق للخلق، كما يأتي التفصيل.

قوله تعالى: رَبِّ الْعالَمِينَ‏ : لهذا الاسم [رب‏] الشريف منزلة عظيمة في الكتب السماوية لا سيما القرآن المهيمن على جميعها فهو من أمهات الأسماء المقدسة كالحي، و القيوم بل هو الأم وحده، لأنه ينطوي فيه الخالق و العليم و القدير و المدبر و الحكيم و غيرها، فإنه غير الخلق كما يستفاد من قوله تعالى: رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَ‏ [سورة الأنبياء، الآية: 56] أي خلقهنّ.

و قد ذكر بعض المفسرين تبعا لجمع من اللغويين أنّ الرب بمعنى المالك و الملك أو الصاحب. لكن التدبر في استعمالات هذا اللفظ يعطي أن الملك شي‏ء و ربانيته شي‏ء آخر قال تعالى: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ‏ [سورة الزمر، الآية: 6] و قال تعالى‏ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ‏ [سورة النّاس: الآية: 4] فإن فيه خصوصية- ليست هي في المالك و الملك و الصاحب- و هي الربوبية الحقيقية الناشئة عن الحكمة الكاملة التي لا يتصور

مواهب الرحمان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 26

النقص فيها بوجه، فالتكوين شي‏ء و تنظيم عالم التكوين بتربيبه على النظام الأحسن شي‏ء آخر، قال تعالى: وَ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْ‏ءٍ (سورة الأنعام، الآية: 164]. و يدل على ذلك مضافا إلى ما ذكر عدم صحة استعمال كل واحد منها مقام الآخر في الاستعمالات الصحيحة إلّا بالعناية.

و على أية حال فإنّ الرب مجمع جميع أسماء أفعال اللّه المقدسة لأن جميع أفعاله تبارك و تعالى متشعبة من جهة تدبيره تعالى، و تربيبه في كل موجود بحسبه فالرب مظهر الرحمة و الخلق و القدرة و التدبير و الحكمة فهو الشامل لما سواه تعالى، فإنهم المربوبون له تعالى على اختلاف مراتبهم.

فكم فرق بين الربوبية المتعلقة برسوله الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله) أو سائر الأنبياء العظام أو الملائكة المقربين و ما تعلق بسائر النّاس.

فالربوبية لها مراتب تختلف باختلاف مراتب المربوب و المتعلق، قال تعالى:

اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ‏ [العلق، الآية 3]، و قال تعالى: وَ تَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ‏ (سورة الزمر، الآية: 75] و قد ورد في الأثر عن الأئمة الهداة (عليهم السّلام): «رب الملائكة و الروح».

و قد قرن هذا اللفظ في القرآن الكريم بما يفيد عظمته و جلالته قال تعالى: سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ [سورة الصّافات، الآية: 180]، و قال تعالى: وَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ‏ [سورة المؤمنون، الآية: 86]، و قال تعالى: اللَّهَ رَبَّكُمْ وَ رَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ‏ [سورة الصافات، الآية: 126]، و قال تعالى: سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ‏ [سورة يس، الآية: 58]، و قال تعالى: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ [سورة سبأ، الآية: 15] إلى غير ذلك من الآيات المباركة.

صفحه بعد