کتابخانه تفاسیر
نفائس التأويل، ج1، ص: 5
المجلد الاول
[مقدمة المحقق]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
و الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله الطيّبين الطاهرين لا سيّما بقيّة اللّه في العالمين.
التعريف بالكتاب
ما بين يدي القاريء الكريم مجموعة آراء في تفسير القران الكريم تمّ اقتباسها من التراث العلمي الّذي تركه سيّد الطائفة الإماميّة علم الهدى عليّ بن الحسين الموسوي المعروف بالشريف المرتضى رحمه اللّه. حيث صيغت لتكون تفسيرا ترتيبيّا لتراث هذا العالم الكبير.
و تتّضح أهميّة هذا النتاج من خلال المقدّمة الّتي دوّنّاها و أردنا لها أن تكون مقدّمة لهذه المجموعة. حيث سنشير هنا إلى بيان المنهج الكلّي لهذا الكتاب.
يمكن تصنيف التراث العلمي الذي تركه السيّد المرتضى إلى الموضوعات التالية:
1- التفسير الموضوعي للقرآن الكريم؛ و هو ما نجده في كتب من قبيل تنزيه الأنبياء، و الأمالي و بعض الرسائل المطبوعة مما دوّنه السيّد المرتضى.
2- فقه الخلاف؛ و المتوافر في كتب من قبيل الانتصار و الناصريّات و بعض الرسائل المطبوعة من رسائل السيّد المرتضى.
3- أصول الفقه؛ و هو ما نجده في كتاب الذريعة و بعض رسائله الّتي تمّ طبعها و عرفت برسائل المرتضى.
4- علم الكلام؛ و هو ما نجده في كتبه من قبيل الملخص، و الذخيرة، و الشافي في الإمامة و بعض رسائله الّتي تمّ طبعها و عرفت برسائل المرتضى.
نفائس التأويل، ج1، ص: 6
5- العلوم الأدبيّة و المسائل المتفرّقة و المتوفّرة في رسائله المطبوعة في رسائل المرتضى.
و قد دوّنت هذه الكتب و بطبيعة موضوعها بطريقة خاصّة، و هذا ما سبّب أن يكون الاستناد إلى الآيات القرآنية مبتنيا على حاجة هذا العلم إلى تلك الآية.
و لهذا فإنّك تجد أن هذه المجموعة المقتناة من هذه الكتب غير متناسقة السياق، حيث يلاحظ أن طرح آية و تفسيرها لا يعني الغور في جميع وجوهها، إلّا أن ما لا يمكن إنكاره في هذا السياق هو أنّ جلّ ما يتناوله البحث هو الآيات المتشابهه، ذلك لأنه و كما سيأتي فإنّ المنهجية الرئيسية للسيّد المرتضى هي البحث في الآيات المتشابهة و المسائل الخلافية. فحتى ما دوّنه من التفسير- و رغم أنّه لم يتجاوز في بحثه الآية الأولى من سورة البقرة و توقّف هذا التفسير لأسباب غير واضحة- كان يهدف البحث عن الآيات المتشابهة و الإجابة على شبهات المخالفين «1» و على كلّ حال فإنّ الموارد الّتي تمّ العثور عليها و رغم أنّها لا تشمل القرآن بأجمعه إلّا أنّ بالإمكان أن تكون مظهرا للخطوط العامّة للفكر التفسيري لذلك الرجل العظيم.
منهجنا
المقالة الأولى:
كان هدفنا في البداية التعرف على جميع موارد التفسير في كتب السيّد المرتضى. ثمّ بحثنا في الموارد الّتي تمّ العثور عليها، فصار في نهاية المطاف إثنا عشر قسما. و سنذكر فيما يلي كلّ واحدة منها و سنشير إلى سياق منهجنا في هذا الاطار:
1) سنكتفي بنقل عيني للمورد الّذي ورد في كتب السيّد المرتضى لمرّة واحدة و ذكر له تفسيرا واحدا عينا.
(1) سيأتي كلامه في مقدّمة هذه الرسالة قبل سورة الحمد إن شاء اللّه تعالى.
نفائس التأويل، ج1، ص: 7
2) سنكتفي بذكر الموارد المكرّرة و المتشابهة بشكل تامّ لمرّة واحدة لكن مع الإشارة إلى مصدر الموردين.
3) في الموارد المتكرّرة و الّتي يرد توضيح أوسع لإحداهما، يذكر المورد الذي ورد له توضيح أوسع كمورد أصلي و أمّا الثاني فيكتفي بالإشارة إلى مورده.
4) في الموارد الّتي نجد فيها أرجحيّة لتفسير على تفسير في جوانب فإنّه يصار إلى تلفيق بين التفسيرين و ذلك وفق الموازين العلميّة و يعمد إلى ذكر مصدر كلّ واحد بشكل منفصل.
5) إن تكرار الموارد لا يعني انها متشابهة بشكل مطلق فالملاحظ وجود أفضلية و قوّة لأحدهما على الآخر. لكن قد لا يخلو ذكر الاثنين من فائدة، لذلك يصار إلى ذكر الآية في البداية و من ثم يذكر الرأيين مع الإشارة إلى الأمر المذكور.
6) في الموارد الّتي يستنبط فيها من آية معيّنة في مجال الأبواب الفقهية عدّة أحكام، فإنّه يصار إلى ذكر الآية ثمّ يشار بعبارة «و فيها أمور» أو «أمران» ثمّ تذكر بالترتيب الموارد الّتي تمّ العثور عليها و ذلك حسب التسلسل الطبيعي.
7) في الموارد الّتي تمّ تفسير عدّة آيات في موضوع واحد يصار إلى تجزئة و تفكيك التفاسير و إرجاع تفسير كلّ آية إلى محلّها [في السورة الّتي يتمّ البحث بها] و ذلك فيما لو لم يخلّ هذا التفكيك بالترتيب الّذي استساغه السيّد المرتضى.
8) عمدنا في الموارد الكثيرة الّتي وجدنا فيها إضافة إلى تفسير آية تفاسير لآيات أخرى في نفس السياق و كان التفكيك يضرّ بالترتيب الّذي ذكره السيّد المرتضى عمدنا إلى ذكر المورد؛ و من ثمّ ذكرنا الآيات الأخرى الّتي قام بتفسيرها في نفس المقام مع الإشارة إلى ذكر الآية و مصدر الآية الّتي تمّ التفسير ضمنها و في محلّه.
9) في الموارد الّتي كان البحث فيها بحثا تفسيريا، لكن السيّد المرتضى لم يطرح البحث في سياق تفسير آية معيّنة، بل ذكر الموضوع و تمّ التطرّق ضمن
نفائس التأويل، ج1، ص: 8
البحث إلى الآيات التي ترتبط بهذا البحث ففي مثل هذه الحالة ارتأينا اختيار احدى الآيات الّتي ترتبط بهذا البحث استنادا على الأسس و الموازين العلميّة و إدراج البحث المذكور في ذيل ذلك.
10) في الموارد الّتي طرح السيّد المرتضى فيها مباحث قرآنية ضمن بحث كلامي أو روائي و كان من الصعب تفكيك تلك الموارد، فإنّ البحث سيذكر في إطار الآية الّتي ترتبط و هذا البحث «1» .
11) في الموارد الّتي تمّ التعرّف فيه على كلمة من آية و ذكر المعنى أو تمّ تعريف المصطلح، فهنا يصار إلى اقتطاع هذا المورد و نقله إلى ذيل الآية دون الإشارة إلى البحث الّذي تمّ من خلاله الإشارة إلى المورد.
12) اضطررنا في موارد خاصّة و للحفاظ على التناسق بين أجزاء الكتاب إلى عدم رعاية الترتيب الّذي كان موجودا في المصدر الأصلي و اتّخذنا ترتيبا جديدا، لكن وضع هذا الترتيب بأكمله داخل معقوفتين و تمّ الإشارة إلى ذلك في الهامش و الملاحظة المهمّة في هذا الإطار هو اننا عمدنا إلى إدخال كلمات على النصّ الأصلي و ذلك للحفاظ على الهدف الرئيسي للبحث و هو إيجاد تفسير ترتيبي، لكننا و حفاظا على الأمانة العلميّة جعلنا المورد بين معقوفتين.
تذكير مهم:
إنّ الآثار العلميّة الّتي طبعت للسيّد المرتضى ليست على نسق واحد من حيث الطباعة و التحقيق و هذا ما جعل البحث يواجه بعض المشاكل؛ لأن بعض هذه الآثار إمّا انها لم تحقّق أبدا أو أنّ التحقيق لم يلحظ فيه وحدة المقاييس التحقيقية. و لذلك جهدنا قدر المستطاع لإيجاد تنسيق بين أجزاء الكتاب و قد شمل هذا الأمر ذكر المصادر الروائية، و الأشعار و تصحيح العلائم و الإشارات و إليكم المؤلّفات الّتي تمّ الاستناد عليها في هذا الجهد التفسيري: