کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البحر المحيط فى التفسير

الجزء الأول

خطبة الكتاب

سورة البقرة 2

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 16] [سورة البقرة(2): الآيات 17 الى 18] [سورة البقرة(2): آية 19] [سورة البقرة(2): آية 20] [سورة البقرة(2): الآيات 21 الى 22] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 24] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 29] [سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): آية 35] [سورة البقرة(2): الآيات 36 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 43] [سورة البقرة(2): الآيات 44 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 49] [سورة البقرة(2): الآيات 50 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 123] [سورة البقرة(2): الآيات 124 الى 131] [سورة البقرة(2): الآيات 132 الى 141]
فهرست الجزء الأول من تفسير البحر المحيط

الجزء الثالث

سورة ال عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 11] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 12 الى 14] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 15 الى 18] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 19 الى 22] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 23 الى 32] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 41] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 42 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 61] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 62 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 71] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 72 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 79] [سورة آل‏عمران(3): آية 80] [سورة آل‏عمران(3): آية 81] [سورة آل‏عمران(3): آية 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 101] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 102 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 127] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 128 الى 132] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 133 الى 141] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 142 الى 152] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 153 الى 163] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 164 الى 170] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 171 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 185] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 186 الى 200]
فهرس الجزء الثالث

الجزء الرابع

فهرست الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الجزء الخامس

الجزء السادس

فهرس الجزء السادس

الجزء السابع

فهرس الجزء السابع

الجزء الثامن

فهرس الجزء الثامن

الجزء التاسع

فهرس الجزء التاسع

الجزء العاشر

فهرس الجزء العاشر

الجزء الحادي عشر

1 - فهرس الآيات القرآنية الكريمة

سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة إبراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس
2 - فهرس الأحاديث و الآثار 3 - فهرس الشعوب و القبائل و الأديان 4 - فهرس الأماكن و البلاد

5 - فهرس الأبيات الشعرية

حروف الهمزة الهمزة المفتوحة الهمزة المضمومة الهمزة المكسورة حرف الباء الباء المفتوحة الباء المضمومة الباء المكسورة حرف التاء التاء المفتوحة التاء المضمومة التاء المكسورة حرف الثاء الثاء المفتوحة الثاء المكسورة حرف الجيم الجيم المفتوحة الجيم المضمومة الجيم المكسورة حرف الحاء الحاء المفتوحة الحاء المضمومة الحاء المكسورة الخاء المكسورة حرف الدال الدال المفتوحة الدال المضمومة الدال المكسورة حرف الراء الراء المفتوحة الراء المضمومة الراء المكسورة حرف الزاي الزاي المفتوحة حرف السين السين المفتوحة السين المضمومة السين المكسورة حرف الشين الشين المفتوحة الشين المكسورة حرف الصاد الصاد المفتوحة الصاد المضمومة الصاد المكسورة حرف الضاد الضاد المفتوحة الضاد المكسورة حرف الطاء الطاء المفتوحة حرف الظاء حرف العين العين المفتوحة العين المضمومة العين المكسورة الغين المكسورة حرف الفاء الفاء المفتوحة الفاء المضمومة الفاء المكسورة حرف القاف القاف المفتوحة القاف المضمومة القاف المكسورة حرف الكاف الكاف المفتوحة الكاف المضمومة الكاف المكسورة حرف اللام اللام المفتوحة اللام المضمومة اللام المكسورة حرف الميم الميم المفتوحة الميم المضمومة الميم المكسورة حرف النون النون المفتوحة النون المضمومة النون المكسورة حرف الهاء الهاء المفتوحة الهاء المكسورة الواو المفتوحة الواو المكسورة الياء المفتوحة الياء المكسورة حرف الألف
6 - فهرس أنصاف الأبيات 7 - فهرس الأمثال

البحر المحيط فى التفسير


صفحه قبل

البحر المحيط فى التفسير، ج‏4، ص: 5

الجزء الرابع‏

[تتمة سورة النساء]

[سورة النساء (4): الآيات 87 الى 93]

اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً (87) فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَ اللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَ تُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَ اقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ لا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى‏ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَ أَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَ يَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَ يُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَ يَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَ اقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَ أُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً (91)

وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَ دِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى‏ أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَ إِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى‏ أَهْلِهِ وَ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (92) وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً (93)

البحر المحيط فى التفسير، ج‏4، ص: 6

الإركاس: الرد و الرجع. قيل: من آخره على أوله، و الركس: الرجيع. و منه‏

قوله صلى اللّه عليه و سلم‏ في «الروثة هذا ركس»

و قال أمية بن أبي الصلت:

فأركسوا في حميم النار أنهم‏

كانوا عصاة و قالوا الإفك و الزورا

و حكى الكسائي و النضر بن شميل: ركس و أركس بمعنى واحد أي: رجعهم. و يقال:

ركّس مشدّدا بمعنى أركس، و ارتكس هو أي ارتجع. و قيل: أركسه أوبقه قال:

بشؤمك أركستني في الخنا

و أرميتني بضروب العنا

و قيل: أضلهم. و قال الشاعر:

و أركستني عن طريق الهدى‏

و صيرتني مثلا للعدا

و قيل: نكسه. قاله الزجاج قال:

ركسوا في فتنة مظلمة

كسواد الليل يتلوها فتن‏

الدية: ما غرم في القتل من المال، و كان لها في الجاهلية أحكام و مقادير، و لها في الشرع أحكام و مقادير، سيأتي ذكر شي‏ء منها. و أصلها: مصدر أطلق على المال المذكور، و تقول: منه ودي، يدي، وديا ودية. كما تقول: وشى يشي، وشيا وشية، و مثاله من صحيح اللام: زنة و عدة.

التعمد و العمد: القصد إلى الشي‏ء اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ‏ قال مقاتل: نزلت فيمن شك في البعث، فاقسم اللّه ليبعثنه. و مناسبتها لما قبلها ظاهرة و هي: أنه تعالى لما ذكر أن اللّه كان على كل شي‏ء حسيبا، تلاه بالاعلام بوحدانية اللّه تعالى و الحشر و البعث من القبور للحساب. و يحتمل أن يكون لا إله إلا هو خبر عن اللّه، و يحتمل أن يكون جملة اعتراض، و الخبر الجملة المقسم عليها، و حذف هنا القسم للعلم به. و إلى إما على بابها و معناها: من الغاية، و يكون الجمع في القبور، أو يضمن معنى:

ليجمعنكم معنى: ليحشرنكم، فيعدى بإلى. قيل: أو تكون إلى بمعنى في، كما أولوه في قول النابغة:

فلا تتركني بالوعيد كأنني‏

إلى الناس مطلى به القار أجرب‏

أي: في الناس. و قيل: إلى بمعنى مع. و القيامة و القيام بمعنى واحد، كالطلابة

البحر المحيط فى التفسير، ج‏4، ص: 7

و الطلاب. قيل: و دخلت الهاء للمبالغة لشدة ما يقع فيه من الهول، و سمي بذلك إما لقيامهم من القبور، أو لقيامهم للحساب. قال تعالى: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ‏ «1» و لما كان الحشر جائزا بالعقل، واجبا بالسمع، أكده بالقسم قبله و بالجملة بعده من قوله:

لا ريب فيه. و احتمل الضمير في فيه أن يعود إلى اليوم، و هو الظاهر. و أن يعود على المصدر المفهوم من قوله تعالى: ليجمعنكم. و تقدم تفسير لا ريب فيه في أول البقرة.

وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً . هذا استفهام معناه النفي، التقدير: لا أحد أصدق من اللّه حديثا. و فسر الحديث بالخبر أو بالوعد قولان، و الأظهر هنا الخبر. قال ابن عطية:

و ذلك أنّ دخول الكذب في حديث البشر إنما علته الخوف أو الرجاء أو سوء السجية، و هذه منفية في حق اللّه تعالى، و الصدق في حقيقته أن يكون ما يجري على لسان المخبر موافقا لما في قلبه، و الأمر المخبر عنه في وجوده انتهى. و قال الماتريدي: أي إنكم تقبلون حديث بعضكم من بعض مع احتمال صدقه و كذبه، فإن تقبلوا حديث من يستحيل عليه الكذب في كل ما أخبركم به من طريق الأولى. و طوّل الزمخشري هنا إشعارا بمذهبه فقال:

لا يجوز عليه الكذب، و ذلك أنّ الكذب مستقل بصارف عن الإقدام عليه و هو قبحه الذي هو كونه كذبا و إخبارا عن الشي‏ء بخلاف ما هو عليه، فمن كذب لم يكذب إلا لأنه محتاج إلى أن يكذب، ليجرّ منفعة، أو يدفع مضرة، أو هو غني عنه، إلا أنه يجهل غناه، أو هو جاهل بقبحه، أو هو سفيه لا يفرق بين الصدق و الكذب في أخباره، و لا يبالي بأيهما نطق، و ربما كان الكذب أحلى على حنكه من الصدق. و عن بعض السفهاء: أنه عوتب على الكذب فقال: لو غرغرت لهراتك به، ما فارقته. و قيل لكذاب: هل صدقت قط؟ فقال:

لولا أني صادق في قولي لا، لقلتها. فكان الحكيم الغني الذي لا تجوز عليه الحاجات، العالم بكل معلوم، منزها عنه كما هو منزه عن سائر القبائح انتهى. و كلامه تكثير لا يليق بكتابه، فإنه مختصر في التفسير. و قرأ حمزة و الكسائي: أصدق بإشمام الصاد زايا، و كذا فيما كان مثله من صاد ساكنة بعدها دال، نحو: يصدقون و تصدية. و أما إبدالها زايا محضة في ذلك فهي لغة كلب. و أنشدوا:

يزيد اللّه في خيراته‏

حامي الذمار عند مصدوقاته‏

يريد: عند مصدوقاته.

(1) سورة المطففين: 83/ 6.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏4، ص: 8

فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ‏ ذكروا في سبب نزولها أقوالا طولوا بها و ملخصها:

أنّهم قوم أسلموا فاستوبئوا المدينة فخرجوا، فقيل لهم: أما لكم في الرسول أسوة؟ أو ناس رجعوا من أحد لما خرج الرسول، و هذا في الصحيحين من قول زيد بن ثابت. أو ناس بمكة تكلموا بالإسلام و هم يعينون الكفار، فخرجوا من مكة. قال الحسن، و مجاهد:

خرجوا لحاجة لهم، فقال قوم من المسلمين، اخرجوا إليهم فاقتلوهم، فإنهم يظاهرون عدوكم. و قال قوم: كيف نقتلهم و قد تكلموا بالإسلام؟ رواه ابن عطية عن ابن عباس. أو قوم قدموا المدينة و أظهروا الإسلام ثم رجعوا إلى مكة فأظهروا الشرك، أو قوم أعلنوا الإيمان بمكة و امتنعوا من الهجرة قاله: الضحاك. أو العرنيون الذين أغاروا على السرح و قتلوا يسارا، أو المنافقون الذين تكلموا في حديث الإفك.

و ما كان من هذه الأقوال يتضمن أنهم كانوا بالمدينة، يردّه قوله: حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏ «1» إلا إن حملت المهاجرة على هجرة ما نهى اللّه عنه، و المعنى: أنه تعالى أنكر عليهم اختلافهم في نفاق من ظهر منه النفاق أي: من ظهر منه النفاق قطع بنفاقه، و لو لم يكونوا باديا نفاقهم، لما أطلق عليه اسم النفاق. و في المنافقين متعلق بما تعلق به لكم، و هو كائن أي: أيّ شي‏ء كائن لكم في شأن المنافقين. أو بمعنى فئتين أي: فرقتين في أمر المنافقين. و انتصب فئتين على الحال عند البصريين من ضمير الخطاب في لكم، و العامل فيها العامل في لكم. و ذهب الكوفيون إلى أنه منصوب على إضمار كان أي: كنتم فئتين.

و يجيزون مالك الشاتم أي: كنت الشاتم، و هذا عند البصريين لا يجوز، لأنه عندهم حال، و الحال لا يجوز تعريفها.

وَ اللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أي: رجّعهم و ردّهم في كفرهم قاله: ابن عباس، و اختار الفراء و الزجاج: أوبقهم. روي عن ابن عباس: أو أضلهم، قاله السدي. أو أهلكهم قاله قتادة، أو نكسهم قاله الزجاج. و كلها متقاربة. و من عبر به عن الإهلاك فإنه أخذ بلازم الإركاس. و معنى بما كسبوا أي: بما أجراه اللّه عليهم من المخالفة، و ذلك الإركاس هو بخلق اللّه و اختراعه، و ينسب للعبد كسبا.

و قال الزمخشري: و اللّه أركسهم أي: ردّهم في حكم المشركين كما كانوا بما كسبوا من ارتدادهم، و لحوقهم بالمشركين، و احتيالهم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. أو أركسهم في الكفر

صفحه بعد