کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البحر المحيط فى التفسير

الجزء الأول

خطبة الكتاب

سورة البقرة 2

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 16] [سورة البقرة(2): الآيات 17 الى 18] [سورة البقرة(2): آية 19] [سورة البقرة(2): آية 20] [سورة البقرة(2): الآيات 21 الى 22] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 24] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 29] [سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): آية 35] [سورة البقرة(2): الآيات 36 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 43] [سورة البقرة(2): الآيات 44 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 49] [سورة البقرة(2): الآيات 50 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 123] [سورة البقرة(2): الآيات 124 الى 131] [سورة البقرة(2): الآيات 132 الى 141]
فهرست الجزء الأول من تفسير البحر المحيط

الجزء الثالث

سورة ال عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 11] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 12 الى 14] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 15 الى 18] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 19 الى 22] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 23 الى 32] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 41] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 42 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 61] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 62 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 71] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 72 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 79] [سورة آل‏عمران(3): آية 80] [سورة آل‏عمران(3): آية 81] [سورة آل‏عمران(3): آية 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 101] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 102 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 127] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 128 الى 132] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 133 الى 141] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 142 الى 152] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 153 الى 163] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 164 الى 170] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 171 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 185] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 186 الى 200]
فهرس الجزء الثالث

الجزء الرابع

فهرست الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الجزء الخامس

الجزء السادس

فهرس الجزء السادس

الجزء السابع

فهرس الجزء السابع

الجزء الثامن

فهرس الجزء الثامن

الجزء التاسع

فهرس الجزء التاسع

الجزء العاشر

فهرس الجزء العاشر

الجزء الحادي عشر

1 - فهرس الآيات القرآنية الكريمة

سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة إبراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس
2 - فهرس الأحاديث و الآثار 3 - فهرس الشعوب و القبائل و الأديان 4 - فهرس الأماكن و البلاد

5 - فهرس الأبيات الشعرية

حروف الهمزة الهمزة المفتوحة الهمزة المضمومة الهمزة المكسورة حرف الباء الباء المفتوحة الباء المضمومة الباء المكسورة حرف التاء التاء المفتوحة التاء المضمومة التاء المكسورة حرف الثاء الثاء المفتوحة الثاء المكسورة حرف الجيم الجيم المفتوحة الجيم المضمومة الجيم المكسورة حرف الحاء الحاء المفتوحة الحاء المضمومة الحاء المكسورة الخاء المكسورة حرف الدال الدال المفتوحة الدال المضمومة الدال المكسورة حرف الراء الراء المفتوحة الراء المضمومة الراء المكسورة حرف الزاي الزاي المفتوحة حرف السين السين المفتوحة السين المضمومة السين المكسورة حرف الشين الشين المفتوحة الشين المكسورة حرف الصاد الصاد المفتوحة الصاد المضمومة الصاد المكسورة حرف الضاد الضاد المفتوحة الضاد المكسورة حرف الطاء الطاء المفتوحة حرف الظاء حرف العين العين المفتوحة العين المضمومة العين المكسورة الغين المكسورة حرف الفاء الفاء المفتوحة الفاء المضمومة الفاء المكسورة حرف القاف القاف المفتوحة القاف المضمومة القاف المكسورة حرف الكاف الكاف المفتوحة الكاف المضمومة الكاف المكسورة حرف اللام اللام المفتوحة اللام المضمومة اللام المكسورة حرف الميم الميم المفتوحة الميم المضمومة الميم المكسورة حرف النون النون المفتوحة النون المضمومة النون المكسورة حرف الهاء الهاء المفتوحة الهاء المكسورة الواو المفتوحة الواو المكسورة الياء المفتوحة الياء المكسورة حرف الألف
6 - فهرس أنصاف الأبيات 7 - فهرس الأمثال

البحر المحيط فى التفسير


صفحه قبل

البحر المحيط فى التفسير، ج‏5، ص: 482

الكافرين. و يكون الضمير في منهم عائدا على الأعراب، أو يكون المعنى: سيصيب الذين يوافون على الكفر من هؤلاء عذاب أليم في الدنيا بالقتل و السبي، و في الآخرة بالنار. و قرأ الجمهور: كذبوا بالتخفيف أي: في إيمانهم فأظهروا ضد ما أخفوه. و قرأ أبيّ و الحسن في المشهور عنه: و نوح و إسماعيل كذبوا بالتشديد أي لم يصدقوه تعالى و لا رسوله، و ردوا عليه أمره و التشديد أبلغ في الذم.

لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَ لا عَلَى الْمَرْضى‏ وَ لا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. وَ لا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَ أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ‏ : لما ذكر حال من تخلف عن الجهاد مع القدرة عليه، ذكر حال من له عذر في تركه. و الضعفاء جمع ضعيف و هو الهرم، و من خلق في أصل البنية شديد المخافة و الضؤولة، بحيث لا يمكنه الجهاد. و المريض من عرض له المرض، أو كان زمنا و يدخل فيه العمى و العرج. و الذين لا يجدون ما ينفقون هم الفقراء. قيل: هم مزينة و جهينة و بنو عذرة، و نفى الحرج عنهم في التخلف عن الغزو، و نفي الحرج لا يتضمن المنع من الخروج إلى الغزو، فلو خرج أحد هؤلاء ليعين المجاهدين بما يقدر عليه من حفظ متاعهم أو تكثير سوادهم و لا يكون كلّا عليهم، كان له في ذلك ثواب جزيل.

فقد كان عمرو بن الجموح أعرج و هو من أتقياء الأنصار، و هو في أول الجيش، و قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إن اللّه قد عذرك» فقال: و اللّه لأحفرن بعرجتي هذه في الجنة.

و كان ابن أم مكتوم أعمى، فخرج إلى أحد و طلب أن يعطى اللواء فأخذه، فأصيبت يده التي فيها اللواء فأمسكه باليد الأخرى، فضربت فأمسكه بصدره. و قرأ: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ‏ «1» و شرط في انتفاء الحرج النصح للّه و رسوله، و هو أن يكون نياتهم و أقوالهم سرا و جهرا خالصة للّه من الغش، ساعية في إيصال الخير للمؤمنين، داعية لهم بالنصر و التمكين.

ففي سنن أبي داود «لقد تركتم بعدكم قوما ما سرتم مسيرا و لا أنفقتم من نفقة و لا قطعتم واديا إلا هم معكم فيه» قالوا: يا رسول اللّه و كيف يكونون معنا و هم بالمدينة؟ قال: «حبسهم العذر».

و قرأ أبو حيوة: إذا نصحوا اللّه و رسوله بنصب الجلالة، و المعطوف ما على المحسنين من سبيل أي: من لائمة تناط بهم أو عقوبة. و لفظ المحسنين عام يندرج فيه‏

(1) سورة آل عمران: 3/ 144.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏5، ص: 483

هؤلاء المعذورون الناصحون غيرهم، و قيل: المحسنين هنا المعذورون الناصحون، و يبعد الاستدلال بهذه الجملة على نفي القياس. و إن المحسن هو المسلم، لانتفاء جميع السبيل، فلا يتوجه عليه شي‏ء من التكاليف إلا بدليل منفصل، فيكون يخص هذا العام الدال على براءة الذمة. و قال الكرماني: المحسنين هم الذين أطاعوا اللّه و رسوله في أقوالهم و أفعالهم، ثم أكد الرجاء فقال: و اللّه غفور رحيم، و قراءة ابن عباس: و اللّه لأهل الإساءة غفور رحيم على سبيل التفسير، لا على أنه قرآن لمخالفته سواد المصحف. قيل: و قوله: ما على المحسنين من سبيل، فيه نوع من أنواع البديع يسمى: التمليح، و هو أن يشار في فحوى الكلام إلى مثل سائر، أو شعر نادر، أو قصة مشهورة، أو ما يجري مجرى المثل.

و منه قول يسار بن عدي حين بلغه قتل أخيه، و هو يشرب الخمر:

اليوم خمر و يبدو في غد خبر

و الدهر من بين إنعام و إيئاس‏

وَ لا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ‏ ، معطوف على ما قبله، و هم مندرجون في قوله: و لا على الذين لا يجدون ما ينفقون، و ذكروا على سبيل نفي الحرج عنهم، و أنهم بالغوا في تحصيل ما يخرجون به إلى الجهاد حتى أفضى بهم الحال إلى المسألة، و الحاجة لبذل ماء وجوههم في طلب ما يحملهم إلى الجهاد، و الاستعانة به حتى يجاهدوا مع الرسول صلى اللّه عليه و سلم، و لا يفوتهم أجر الجهاد. و يحتمل أن لا يندرجوا في قوله: و لا على الذين لا يجدون ما ينفقون، بأن يكون هؤلاء هم الذين وجدوا ما ينفقون، إلا أنهم لم يجدوا المركوب، و تكون النفقة عبارة عن الزاد لا عبارة عما يحتاج إليه المجاهد من زاد و مركوب و سلاح و غير ذلك مما يحتاج إليه. و هذه نزلت في العرباض بن سارية. و قيل: في عبد اللّه بن مغفل. و قيل: في عائذ بن عمرو. و قيل: في أبي موسى الأشعري و رهطه. و قيل: في تسعة نفر من بطون شتى فهم البكاءون و هم: سالم بن عمير من بني عمرو من بني عوف، و حرمي بن عمرو من بني واقف، و أبو ليلى عبد الرحمن بن كعب من بني مازن بن النجار، و سلمان بن صخر من بني المعلى و أبو رعيلة عبد الرحمن بن زيد بن بني حارثة، و عمرو بن غنمة من بني سلمة، و عائذ بن عمرو المزني. و قيل: عبد اللّه بن عمرو المزني. و قال مجاهد: البكاءون هم بنو بكر من مزينة. و قال الجمهور: نزلت في بني مقرن، و كانوا ستة إخوة صحبوا النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ليس في الصحابة ستة إخوة غيرهم. و معنى لتحملهم أي: على ظهر مركب، و يحمل عليه أثاث المجاهد. قال معناه: ابن عباس. و قال أنس بن مالك:

البحر المحيط فى التفسير، ج‏5، ص: 484

لتحملهم بالزاد. و قال الحسن بن صالح: بالبغال. و

روي‏ أنّ سبعة من قبائل شتى قالوا:

يا رسول اللّه قد ندبتنا إلى الخروج معك، فاحملنا على الخفاف المرقوعة و النعال المخصوفة نغز معك فقال: لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ‏ فتولوا و هم يبكون.

و قرأ معقل بن هارون: لنحملهم بنون الجماعة، و إذا تقتضي جوابا. و الأولى أن يكون ما يقرب منها و هو قلب، و يكون قوله: تولوا جوابا لسؤال مقدر كأنه قيل: فما كان حالهم إذ أجابهم الرسول؟ قيل: تولوا و أعينهم تفيض. و قيل: جواب إذا تولوا، و قلب جملة في موضع الحال من الكاف، أي: إذا ما أتوك قائلا لا أجد، و قد قبله مقدر كما قيل في قوله: حصرت صدورهم قاله الزمخشري. أو على حذف حرف العطف أي: و قلت، قاله الجرجاني و قاله ابن عطية و قدره: فقلت بالفاء و أعينهم تفيض جملة حالية. قال الزمخشري: (فإن قلت): فهل يجوز أن يكون قوله: قلت لا أجد استئنافا مثله يعني: مثل رضوا بأن يكونوا مع الخوالف؟ كأنه قيل: إذا ما أتوك لتحملهم تولوا، فقيل: ما لهم تولوا باكين؟ قلت: لا أجد ما أحملهم عليه، إلا أنه وسط بين الشرط و الجزاء كالاعتراض (قلت): نعم، و يحسن انتهى. و لا يجوز و لا يحسن في كلام العرب، فكيف في كلام اللّه و هو فهم أعجمي؟ و تقدّم الكلام على نحو و أعينهم تفيض من الدمع في أوائل حزب‏ لَتَجِدَنَّ* «1» من سورة المائدة. و قال الزمخشري: هنا و أعينهم تفيض من الدمع كقولك:

تفيض دمعا، و هو أبلغ من يفيض دمعها، لأن العين جعلت كأن كلها دمع فائض. و من للبيان كقولك: أفديك من رجل، و محل الجار و المجرور النصب على التمييز انتهى.

و لا يجوز ذلك لأنّ التمييز الذي أصله فاعل لا يجوز جره بمن، و أيضا فإنه معرفة، و لا يجوز إلا على رأي الكوفيين الذين يجيزون مجي‏ء التمييز معرفة. و انتصب حزنا على المفعول له، و العامل فيه تفيض. و قال أبو البقاء: أو مصدر في موضع الحال. و أن لا يجدوا مفعول له أيضا، و الناصب له حزنا، قال أبو البقاء: و يجوز أن يتعلق بتفيض انتهى. و لا يجوز ذلك على إعرابه حزنا مفعولا له و العامل فيه تفيض، لأنّ العامل لا يقض اثنين من المفعول له إلا بالعطف أو البدل. و قوله: أن لا يجدوا ما ينفقون فيه دلالة على أنهم مندرجون تحت قوله:

و لا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج.

(1) سورة المائدة: 5/ 82.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏5، ص: 485

[سورة التوبة (9): الآيات 93 الى 121]

إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَ هُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ وَ سَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى‏ عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى‏ عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (96) الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً وَ أَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى‏ رَسُولِهِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97)

وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً وَ يَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَ صَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَ مِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى‏ عَذابٍ عَظِيمٍ (101) وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)

خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِها وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلى‏ عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106) وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَ كُفْراً وَ تَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى‏ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (107)

لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى‏ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى‏ تَقْوى‏ مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى‏ شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى‏ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112)

ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى‏ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (113) وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ (115) إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ (116) لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (117)

وَ عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَ ضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَ ظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ لا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَ لا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَ لا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً وَ لا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (121)

البحر المحيط فى التفسير، ج‏5، ص: 487

الأعراب صيغة جمع، و فرق بينه و بين العرب. فالعربي من له نسب في العرب، و الأعرابي البدوي منتجع الغيث و الكلأ، ما كان من العرب أو من مواليهم. فالعربي من له نسب في العرب، و الأعرابي البدوي منتجع الغيث و الكلأ، كان من العرب أو من مواليهم.

و للفرق نسب إليه على لفظه فقيل: الأعرابي، و جمع الأعراب على الأعارب جمع الجمع.

أجدر أحق و أحرى، قال الليث: جدر جدارة فهو جدير و أجدر، به يؤنث و يثنى و يجمع. قال الشاعر:

نخيل عليها جنة عبقرية

جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا

البحر المحيط فى التفسير، ج‏5، ص: 488

أسس على وزن فعل مضعف العين، و آسس على وزن فاعل وضع الأساس و هو معروف، و يقال فيه: أس. و الجرف: البئر التي لم تطو، و قال أبو عبيدة: الهوة و ما يجرفه السيل من الأودية. هار: منهال ساقط يتداعى بعضه في إثر بعض، و فعله هار يهور و يهار و يهير، فعين هار يحتمل أن تكون واوا أو ياء، فأصله هاير أو هاور فقلبت، و صنع به ما صنع بقاض و غاز، و صار منقوصا مثل شاكي السلاح و لاث قال: لاث به الآشاء و العبريّ.

و قيل: هار محذوف العين لفرعله، فتجري الراء بوجوه الإعراب. و حكى الكسائي: تهور و تهير. أواه كثير قول أوّه، و هي اسم فعل بمعنى أتوجع و وزنه فعال للمبالغة. فقياس الفعل أن يكون ثلاثيا، و قد حكاه قطرب: حكى آه يؤوه أوها كقال يقول قولا و نقل عن النحويين أنهم أنكروا ذلك و قالوا: ليس من لفظ أوه فعل ثلاثي، إنما يقال: أوّه تأويها و تأوّه تأوها.

قال الراجز: فأوه الداعي و ضوضأ أكلبه.

و قال المثقب العبدي:

إذا ما قمت أرحلها بليل‏

تأوه آهة الرجل الحزين‏

و في أوه اسم الفعل لغات ذكرت في علم لنحو. الظمأ: العطش الشديد، و هو مصدر ظمى‏ء يظمأ فهو ظمآن و هي ظمآن، و يمد فيقال ظماء. الوادي: ما انخفض من الأصل مستطيلا كمحاري السيول و نحوها، و جمعته العرب على أودية و ليس بقياسه، قال تعالى:

فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها «1» و قياسه فواعل، لكنهم استثقلوه لجمع الواوين. قال النحاس:

و لا أعرف فاعلا أفعلة سواه، و ذكر غيره ناد و أندية قال الشاعر:

و فيهم مقامات حسان وجوههم‏

و أندية ينتابها القول و الفعل‏

و النادي: المجلس، و حكى الفراء في جمعه أوداء، كصاحب و أصحاب قال جرير:

عرفت ببرقة الأوداء رسما

مجيلا طال عهدك من رسوم‏

و قال الزمخشري: الوادي كل منعرج من جبال و آكام يكون منفذا للسيل، و هو في الأصل فاعل من ودى إذا سال، و منه الودي. و قد شاع في استعمال العرب بمعنى الأرض تقول: لا تصل في وادي غيرك.

إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَ هُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَ طَبَعَ‏

صفحه بعد