کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البحر المحيط فى التفسير

الجزء الأول

خطبة الكتاب

سورة البقرة 2

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 16] [سورة البقرة(2): الآيات 17 الى 18] [سورة البقرة(2): آية 19] [سورة البقرة(2): آية 20] [سورة البقرة(2): الآيات 21 الى 22] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 24] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 29] [سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): آية 35] [سورة البقرة(2): الآيات 36 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 43] [سورة البقرة(2): الآيات 44 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 49] [سورة البقرة(2): الآيات 50 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 123] [سورة البقرة(2): الآيات 124 الى 131] [سورة البقرة(2): الآيات 132 الى 141]
فهرست الجزء الأول من تفسير البحر المحيط

الجزء الثالث

سورة ال عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 11] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 12 الى 14] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 15 الى 18] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 19 الى 22] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 23 الى 32] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 41] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 42 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 61] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 62 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 71] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 72 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 79] [سورة آل‏عمران(3): آية 80] [سورة آل‏عمران(3): آية 81] [سورة آل‏عمران(3): آية 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 101] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 102 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 127] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 128 الى 132] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 133 الى 141] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 142 الى 152] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 153 الى 163] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 164 الى 170] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 171 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 185] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 186 الى 200]
فهرس الجزء الثالث

الجزء الرابع

فهرست الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الجزء الخامس

الجزء السادس

فهرس الجزء السادس

الجزء السابع

فهرس الجزء السابع

الجزء الثامن

فهرس الجزء الثامن

الجزء التاسع

فهرس الجزء التاسع

الجزء العاشر

فهرس الجزء العاشر

الجزء الحادي عشر

1 - فهرس الآيات القرآنية الكريمة

سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة إبراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس
2 - فهرس الأحاديث و الآثار 3 - فهرس الشعوب و القبائل و الأديان 4 - فهرس الأماكن و البلاد

5 - فهرس الأبيات الشعرية

حروف الهمزة الهمزة المفتوحة الهمزة المضمومة الهمزة المكسورة حرف الباء الباء المفتوحة الباء المضمومة الباء المكسورة حرف التاء التاء المفتوحة التاء المضمومة التاء المكسورة حرف الثاء الثاء المفتوحة الثاء المكسورة حرف الجيم الجيم المفتوحة الجيم المضمومة الجيم المكسورة حرف الحاء الحاء المفتوحة الحاء المضمومة الحاء المكسورة الخاء المكسورة حرف الدال الدال المفتوحة الدال المضمومة الدال المكسورة حرف الراء الراء المفتوحة الراء المضمومة الراء المكسورة حرف الزاي الزاي المفتوحة حرف السين السين المفتوحة السين المضمومة السين المكسورة حرف الشين الشين المفتوحة الشين المكسورة حرف الصاد الصاد المفتوحة الصاد المضمومة الصاد المكسورة حرف الضاد الضاد المفتوحة الضاد المكسورة حرف الطاء الطاء المفتوحة حرف الظاء حرف العين العين المفتوحة العين المضمومة العين المكسورة الغين المكسورة حرف الفاء الفاء المفتوحة الفاء المضمومة الفاء المكسورة حرف القاف القاف المفتوحة القاف المضمومة القاف المكسورة حرف الكاف الكاف المفتوحة الكاف المضمومة الكاف المكسورة حرف اللام اللام المفتوحة اللام المضمومة اللام المكسورة حرف الميم الميم المفتوحة الميم المضمومة الميم المكسورة حرف النون النون المفتوحة النون المضمومة النون المكسورة حرف الهاء الهاء المفتوحة الهاء المكسورة الواو المفتوحة الواو المكسورة الياء المفتوحة الياء المكسورة حرف الألف
6 - فهرس أنصاف الأبيات 7 - فهرس الأمثال

البحر المحيط فى التفسير


صفحه قبل

البحر المحيط فى التفسير، ج‏8، ص: 75

عادة البداوة، أمروا بتوقير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بأحسن ما يدعى به نحو: يا رسول اللّه، يا نبي اللّه، ألا ترى إلى بعض جفاة من أسلم كان يقول: يا محمد و في قوله‏ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً إشارة إلى جواز ذلك مع بعضهم لبعض إذ لم يؤمر بالتوقير و التعظيم في دعائه عليه السلام إلّا من دعاه لا من دعا غيره. و كانوا يقولون: يا أبا القاسم يا محمد فنهوا عن ذلك. و قيل: نهاهم عن الإبطاء و التأخر إذا دعاهم، و اختارهم المبرد و القفال و يدل عليه‏ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ‏ و هذا القول موافق لمساق الآية و نظمها.

و قال الزمخشري: إذا احتاج إلى اجتماعكم عنده لأمر فدعاكم فلا تتفرّقوا عنه إلّا بإذنه، و لا تقيسوا دعاءه على دعاء بعضكم بعضا و رجوعكم عن المجمع بغير إذن الداعي انتهى. و هو قريب مما قبله. و قال أيضا: و يحتمل‏ لا تَجْعَلُوا دعاء الرسول ربه مثل ما يدعو صغيركم كبيركم و فقيركم غنيكم، يسأله حاجة فربما أجابه و ربما رده، و إن دعوات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مسموعة مستجابة انتهى. و قال ابن عباس: إنما هو لا تحسبوا دعاء الرسول عليكم كدعاء بعضكم على بعض أي دعاؤه عليكم مجاب فاحذروه. قال ابن عطية:

و لفظ الآية يدفع هذا المعنى انتهى.

و قرأ الحسن و يعقوب في رواية نبيكم بنون مفتوحة و باء مكسورة و ياء مشددة بدل قوله‏ بَيْنَكُمْ‏ ظرفا قراءة الجمهور. قال صاحب اللوامح: و هو النبيّ عليه السلام على البدل من‏ الرَّسُولِ‏ فإنما صار بدلا لاختلاف تعريفهما باللام مع الإضافة، يعني أن الرسول معرفة باللام و نبيكم معرفة بالإضافة إلى الضمير فهو في رتبة العلم، فهو أكثر تعريفا من ذي اللام فلا يصح النعت به على المذهب المشهور، لأن النعت يكون دون المنعوت أو مساويا له في التعريف. ثم قال صاحب اللوامح: و يجوز أن يكون نعتا لكونهما معرفتين انتهى.

و كأنه مناقض لما قرر من اختياره البدل و ينبغي أن يجوز النعت لأن الرسول قد صار علما بالغلبة كالبيت للكعبة إذ ما جاء في القرآن و السنة من لفظ الرسول إنما يفهم منه أنه محمد صلّى اللّه عليه و سلّم، فإذا كان كذلك فقد تساويا في التعريف. و معنى‏ يَتَسَلَّلُونَ‏ ينصرفون قليلا قليلا عن الجماعة في خفية، و لواذ بعضهم ببعض أي هذا يلوذ بهذا و هذا بذاك بحيث يدور معه حيث دار استتارا من الرسول.

و قال الحسن‏ لِواذاً فرارا من الجهاد. و قيل: في حفر الخندق ينصرف المنافقون بغير إذن و يستأذن المؤمنون إذا عرضت لهم حاجة. و قال مجاهد لوذا خلافا. و قال أيضا يَتَسَلَّلُونَ‏ من الصف في القتال و قيل: يَتَسَلَّلُونَ‏ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و على كتابه‏

البحر المحيط فى التفسير، ج‏8، ص: 76

و على ذكره. و انتصب‏ لِواذاً على أنه مصدر في موضع الحال أي متلاوذين، و لِواذاً مصدر لاوذ صحت العين في الفعل فصحت في المصدر، و لو كان مصدر لاذ لكان لياذا كقام قياما. و قرأ يزيد بن قطيب‏ لِواذاً بفتح اللام، فاحتمل أن يكون مصدر لاذ و لم يقبل لأنه لا كسرة قبل الواو فهو كطاف طوافا. و احتمل أن يكون مصدر لاوذ و كانت فتحة اللام لأجل فتحة الواو و خالف يتعدى بنفسه تقول: خالفت أمر زيد و بالي تقول: خالفت إلى كذا فقوله‏ عَنْ أَمْرِهِ‏ ضمن خالف معنى صدّ و أعرض فعداه بعن. و قال ابن عطية: معناه يقع خلافهم بعد أمره كما تقول كان المطر عن ريح و عَنْ‏ هي لما عدا الشي‏ء. و قال أبو عبيدة و الأخفش‏ عَنْ‏ زائدة أي‏ أَمْرِهِ‏ و الظاهر أن الأمر بالحذر للوجوب و هو قول الجمهور، و أن الضمير في‏ أَمْرِهِ‏ عائد على اللّه. و قيل على الرسول.

و قرئ يخلّفون بالتشديد أي يخلفون أنفسهم بعد أمره، و الفتنة القتل قاله ابن عباس أيضا أو بلاء قاله مجاهد، أو كفر قاله السدي و مقاتل، أو إسباغ النعم استدراجا قاله الجراح، أو قسوة القلب عن معرفة المعروف و المنكر قاله الجنيد، أو طبع على القلوب قاله بعضهم. و هذه الأقوال خرجت مخرج التمثيل لا الحصر و هي في الدنيا. أو عَذابٌ أَلِيمٌ‏ . قيل: عذاب الآخرة. و قيل: هو القتل في الدنيا.

أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ هذا كالدلالة على قدرته تعالى عليهما و على المكلف فيما يعامله به من المجازاة من ثوابه و عقابه. قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ‏ أي من مخالفة أمر اللّه و أمر رسوله و فيه تهديد و وعيد، و الظاهر أنه خطاب للمنافقين. و قال الزمخشري: ادخل‏ قَدْ ليؤكد علمه بما هم عليه من المخالفة عن الدين و النفاق، و يرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد و ذلك أن قد إذا دخلت على المضارع كانت بمعنى ربما، فوافقت ربما في خروجها إلى معنى التنكير في نحو قوله:

فإن يمس مهجور الفناء فربما

أقام به بعد الوفود وفود

و نحو من ذلك قول زهير:

أخي ثقة لا يهلك الخمر ماله‏

و لكنه قد يهلك المال نائله‏

انتهى. و كون قد إذا دخلت على المضارع أفادت التكثير قول بعض النحاة و ليس بصحيح، و إنما التكثير مفهوم من سياقة الكلام في المدح و الصحيح في رب إنها لتقليل الشي‏ء أو

البحر المحيط فى التفسير، ج‏8، ص: 77

تقليل نظيره فإن فهم تكثير فليس ذلك من رب. و لا قد إنما هو من سياقة الكلام، و قد بين ذلك في علم النحو.

و قرأ الجمهور يُرْجَعُونَ‏ مبنيا للمفعول. و قرأ ابن يعمر و ابن أبي إسحاق و أبو عمرو مبنيا للفاعل. و التفت من ضمير الخطاب في‏ أَنْتُمْ‏ إلى ضمير الغيبة في‏ يُرْجَعُونَ‏ و يجوز أن يكون‏ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ‏ خطابا عاما و يكون‏ يُرْجَعُونَ‏ للمنافقين.

و الظاهر عطف‏ وَ يَوْمَ‏ على‏ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ‏ فنصبه نصب المفعول. قال ابن عطية:

و يجوز أن يكون التقديم و العلم الظاهر لكم أو نحو هذا يوم فيكون النصب على الظرف.

مفردات سورة الفرقان الهباء قال أبو عبيدة و الزجاج: مثل الغبار يدخل الكوة مع ضوء الشمس. و قال ابن عرفة: الهبوة و الهباء التراب الدقيق. و قال الجوهري يقال منه إذا ارتفع هبا يهبو هبوا، و أهبيته أنا إهباء. و قيل: هو الشرر الطائر من النار إذا أضرمت. النثر: التفريق. العض:

وقع الأسنان على المعضوض بقوة و فعله على وزن فعل بكسر العين، و حكى الكسائي عضضت بفتح عين الكلمة. فلان كناية عن علم من يعقل. الجملة من الكلام هو المجتمع غير المفرق. الترتيل سرد اللفظ بعد اللفظ يتخلل بينهما زمن يسير من قولهم: ثغر مرتل أي مفلج الأسنان. السبات: الراحة، و منه يوم السبت لما جرت العادة من الاستراحة فيه و يقال للعليل إذا استراح من تعب العلة مسبوت قاله أبو مسلم. و قال الزمخشري: السبات الموت و المسبوت الميت لأنه مقطوع الحياة. مرج: قال ابن عرفة خلط و مرج الأمر اختلط و اضطرب. و قيل: مرج و أمرج أجرى، و مرج لغة الحجاز و أمرج لغة نجد. العذب:

الحلو. و الفرات البالغ في الحلاوة. الملح: المالح. و الأجاج البالغ في الملوحة. و قيل:

المر. و قيل: الحار. الصهر، قال الخليل: لا يقال لأهل بيت المرأة إلّا أصهار، و لأهل بيت الرجل إلّا أختان، و من العرب من يجعلهم أصهارا كلهم. السراج: الشمس. الهون:

الرفق و اللين. الغرفة: العلية و كل بناء عال فهو غرفة. عباء من العب‏ء و هو الثقيل، يقال:

عبأت الجيش بالتخفيف و التثقيل هيأته للقتال، و يقال: ما عبأت به أي ما اعتددت به كقولك: ما اكترثت به.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏8، ص: 78

سورة الفرقان‏

[سورة الفرقان (25): الآيات 1 الى 16]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى‏ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (2) وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ وَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَ لا نَفْعاً وَ لا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَ لا حَياةً وَ لا نُشُوراً (3) وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَ أَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَ زُوراً (4)

وَ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى‏ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (6) وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (7) أَوْ يُلْقى‏ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَ قالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (8) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (9)

تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ يَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (10) بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (11) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَ زَفِيراً (12) وَ إِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (13) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَ ادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (14)

قُلْ أَ ذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَ مَصِيراً (15) لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى‏ رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (16)

البحر المحيط فى التفسير، ج‏8، ص: 79

هذه السورة مكية في قول الجمهور. و قال ابن عباس و قتادة: إلّا ثلاث آيات نزلت بالمدينة و هي‏ وَ الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ - إلى قوله- وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً «1» و قال الضحاك مدنية إلا من أولها إلى قوله‏ وَ لا نُشُوراً «2» فهو مكي. و مناسبة أول هذه السورة لآخر ما قبلها أنه لما ذكر وجوب مبايعة المؤمنين للرسول و أنهم إذا كانوا معه في أمر مهم توقف انفصال واحد منهم على إذنه و حذر من يخالف أمره و ذكر أن له ملك السموات و الأرض و أنه تعالى عالم بما هم عليه و مجازيهم على ذلك، فكان ذلك غاية في التحذير و الإنذار ناسب أن يفتتح هذه السورة بأنه تعالى منزه في صفاته عن النقائص كثير الخير، و من خيره أنه‏ نَزَّلَ الْفُرْقانَ‏ على رسوله منذرا لهم فكان في ذلك اطماع في خيره و تحذير من عقابه. و تَبارَكَ‏ تفاعل مطاوع بارك و هو فعل لا يتصرف و لم يستعمل في غيره تعالى فلا يجي‏ء منه مضارع و لا اسم فاعل و لا مصدر. و قال الطرماح:

تباركت لا معط لشي‏ء منعته‏

و ليس لما أعطيت يا رب مانع‏

قال ابن عباس: لم يزل و لا يزول. و قال الخليل: تمجد. و قال الضحاك: تعظم. و حكى الأصمعي تبارك عليكم من قول عربي صعد رابية فقال لأصحابه ذلك، أي تعاليت و ارتفعت. ففي هذه الأقوال تكون صفة ذات. و قال ابن عباس أيضا و الحسن و النخعي: هو من البركة و هي التزايد في الخير من قبله، فالمعنى زاد خيره و عطاؤه و كثر، و على هذا يكون صفة فعل و جاء الفعل مسندا إلى‏ الَّذِي‏ و هم و إن كانوا لا يقرون بأنه تعالى هو الذي نزل الفرقان فقد قام الدليل على إعجازه فصارت الصلة معلومة بحسب الدليل، و إن كانوا منكرين لذلك. و تقدّم في آل عمران لم سمي القرآن فرقانا.

و قرأ الجمهور عَلى‏ عَبْدِهِ‏ و هو الرسول محمد صلّى اللّه عليه و سلّم. و قرأ ابن الزبير على عباده أي الرسول و أمته كما قال‏ لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ* «3» وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا* «4» و يبعد أن يراد بالقرآن‏

(1) سورة الفرقان: 25/ 68- 70.

(2) سورة الفرقان: 25/ 3.

(3) سورة الأنبياء: 21/ 10.

(4) سورة البقرة: 2/ 136.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏8، ص: 80

الكتب المنزلة، و بعبده من نزلت عليهم فيكون اسم جنس كقوله‏ وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها «1» و الضمير في‏ لِيَكُونَ‏ . قال ابن زيد: عائد على‏ عَبْدِهِ‏ و يترجح بأنه العمدة المسند إليه الفعل و هو من وصفه تعالى كقوله‏ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ‏ «2» . و الظاهر أن‏ نَذِيراً بمعنى منذر. و جوز أن يكون مصدرا بمعنى لإنذار كالنكير بمعنى الإنكار، و منه‏ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَ نُذُرِ* «3» . و لِلْعالَمِينَ‏ عام للإنس و الجن، ممن عاصره أو جاء بعده و هذا معلوم من الحديث المتواتر و ظواهر الآيات. و قرأ ابن الزبير لِلْعالَمِينَ‏ للجن و الإنس و هو تفسير لِلْعالَمِينَ‏ .

و لما سبق في أواخر السورة ألا إن للّه ما في السموات و الأرض فكان إخبارا بأن ما فيهما ملك له، أخبر هنا أنه له ملكهما أي قهرهما و قهر ما فيهما، فاجتمع له الملك و الملك لهما. و لما فيهما، و الذي مقطوع للمدح رفعا أو نصبا أو نعت أو بد من‏ الَّذِي نَزَّلَ‏ و ما بعد نَزَّلَ‏ من تمام الصلة و متعلق به فلا يعد فاصلا بين النعت أو البدل و متبوعه.

وَ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً الظاهر نفي الاتخاذ أي لم ينزل أحدا منزلة الولد. و قيل: المعنى لم يكن له ولد بمعنى قوله لم يلد لأن التوالد مستحيل عليه. و في ذلك رد على مشركي قريش و على النصارى و اليهود الناسبين للّه الولد. وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ‏ تأكيد لقوله‏ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ ورد على من جعل للّه شريكا.

وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ عام في خلق الذوات و أفعالها. قيل: و في الكلام حذف تقديره‏ وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ مما يصح خلقه لتخرج عنه ذاته و صفاته القديمة انتهى. و لا يحتاج إلى هذا المحذوف لأن من قال: أكرمت كل رجل لا يدخل هو في العموم فكذلك لم يدخل في عموم‏ وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ ذاته تعالى و لا صفاته القديمة. فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً إن كان الخلق بمعنى التقدير، فكيف جاء فَقَدَّرَهُ‏ إذ يصير المعنى و قدر كل شي‏ء يقدره‏ تَقْدِيراً .

فقال الزمخشري: المعنى أنه أحدث كل شي‏ء إحداثا مراعى فيه التقدير و التسوية فقدره و هيأه لما يصلح له، أو سمي إحداث اللّه خلقا لأنه لا يحدث شيئا لحكمته إلّا على وجه التقدير من غير تفاوت. فإذا قيل: خلق اللّه كذا فهو بمنزلة إحداث اللّه و أوجد من غير نظر إلى وجه الاشتقاق، فكأنه قيل: و أوجد كل شي‏ء فقدره في إيجاده متفاوتا. و قيل: فجعل له‏

(1) سورة إبراهيم: 14/ 34.

(2) سورة الدخان: 44/ 3.

(3) سورة القمر: 54/ 16.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏8، ص: 81

غاية و منتهى، و معناه‏ فَقَدَّرَهُ‏ للبقاء إلى أمد معلوم. و قال ابن عطية: تقدير الأشياء هو حدها بالأمكنة و الأزمان و المقادير و المصلحة و الإتقان انتهى.

وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً الضمير في‏ وَ اتَّخَذُوا عائد على ما يفهم من سياق الكلام لأن في قوله‏ وَ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ‏ دلالة على ذلك لم ينف إلّا و قد قيل به. و قال الكرماني: الواو ضمير للكفار و هم مندرجون في قوله‏ لِلْعالَمِينَ‏ . و قيل:

لفظ نَذِيراً ينبئ عنهم لأنهم المنذرون و يندرج في‏ وَ اتَّخَذُوا كل من ادعى إلها غير اللّه، و لا يختص ذلك بعباد الأوثان و عباد الكواكب. و قال القاضي: يبعد أن يدخل فيه النصارى لأنهم لم يتخذوا من دون اللّه آلهة على الجمع. و الأقرب أن المراد به عبدة الأصنام، و يجوز أن يدخل فيه من عبد الملائكة لأن لعبادها كثرة انتهى. و لا يلزم ما قال لأن‏ وَ اتَّخَذُوا جمع و آلِهَةً جمع، و إذا قوبل الجمع بالجمع تقابل الفرد بالفرد، و لا يلزم أن يقابل الجمع بالجمع فيندرج معبود النصارى في لفظ آلِهَةً .

ثم وصف الآلهة بانتفاء إنشائهم شيئا من الأشياء إشارة إلى انتفاء القدرة بالكلية، ثم بأنهم مخلوقون للّه ذاتا أو مصنوعون بالنحت و التصوير على شكل مخصوص، و هذا أبلغ في الخساسة و نسبة الخلق للبشر تجوز. و منه قول زهير:

و لأنت تفري ما خلقت و بعض‏

القوم يخلق ثم لا يفري‏

و قال الزمخشري: الخلق بمعنى الافتعال كما في قوله‏ وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً «1» و المعنى أنهم آثروا على عبادته عبادة آلهة لا عجز أبين من عجزهم، لا يقدرون على شي‏ء من أفعال اللّه و لا أفعال العباد حيث لا يفتعلون شيئا و هم يفتعلون لأن عبدتهم يصنعونهم بالنحت و التصوير وَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ‏ دفع ضرر عنها و لا جلب نفع إليها، و هم يستطيعون و إذا عجزوا عن الافتعال و دفع الضرر و جلب النفع الذي يقدر عليه العباد كانوا عن الموت و الحياة و النشور التي لا يقدر عليها إلّا اللّه أعجز.

وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا . قال ابن عباس: هو النضر بن الحارث و أتباعه، و الإفك أسوأ لكذب. وَ أَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ‏ . قال مجاهد: قوم من اليهود ألقوا أخبار الأمم إليه.

و قيل: عداس مولى حويطب بن عبد العزّى، و يسار مولى العلاء بن الحضرمي، و جبر مولى عامر و كانوا كتابيين يقرؤون التوراة أسلموا و كان الرسول يتعهدهم. و قال ابن عباس:

صفحه بعد