کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البحر المحيط فى التفسير

الجزء الأول

خطبة الكتاب

سورة البقرة 2

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 16] [سورة البقرة(2): الآيات 17 الى 18] [سورة البقرة(2): آية 19] [سورة البقرة(2): آية 20] [سورة البقرة(2): الآيات 21 الى 22] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 24] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 29] [سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): آية 35] [سورة البقرة(2): الآيات 36 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 43] [سورة البقرة(2): الآيات 44 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 49] [سورة البقرة(2): الآيات 50 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 123] [سورة البقرة(2): الآيات 124 الى 131] [سورة البقرة(2): الآيات 132 الى 141]
فهرست الجزء الأول من تفسير البحر المحيط

الجزء الثالث

سورة ال عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 11] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 12 الى 14] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 15 الى 18] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 19 الى 22] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 23 الى 32] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 41] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 42 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 61] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 62 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 71] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 72 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 79] [سورة آل‏عمران(3): آية 80] [سورة آل‏عمران(3): آية 81] [سورة آل‏عمران(3): آية 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 101] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 102 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 127] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 128 الى 132] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 133 الى 141] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 142 الى 152] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 153 الى 163] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 164 الى 170] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 171 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 185] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 186 الى 200]
فهرس الجزء الثالث

الجزء الرابع

فهرست الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الجزء الخامس

الجزء السادس

فهرس الجزء السادس

الجزء السابع

فهرس الجزء السابع

الجزء الثامن

فهرس الجزء الثامن

الجزء التاسع

فهرس الجزء التاسع

الجزء العاشر

فهرس الجزء العاشر

الجزء الحادي عشر

1 - فهرس الآيات القرآنية الكريمة

سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة إبراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس
2 - فهرس الأحاديث و الآثار 3 - فهرس الشعوب و القبائل و الأديان 4 - فهرس الأماكن و البلاد

5 - فهرس الأبيات الشعرية

حروف الهمزة الهمزة المفتوحة الهمزة المضمومة الهمزة المكسورة حرف الباء الباء المفتوحة الباء المضمومة الباء المكسورة حرف التاء التاء المفتوحة التاء المضمومة التاء المكسورة حرف الثاء الثاء المفتوحة الثاء المكسورة حرف الجيم الجيم المفتوحة الجيم المضمومة الجيم المكسورة حرف الحاء الحاء المفتوحة الحاء المضمومة الحاء المكسورة الخاء المكسورة حرف الدال الدال المفتوحة الدال المضمومة الدال المكسورة حرف الراء الراء المفتوحة الراء المضمومة الراء المكسورة حرف الزاي الزاي المفتوحة حرف السين السين المفتوحة السين المضمومة السين المكسورة حرف الشين الشين المفتوحة الشين المكسورة حرف الصاد الصاد المفتوحة الصاد المضمومة الصاد المكسورة حرف الضاد الضاد المفتوحة الضاد المكسورة حرف الطاء الطاء المفتوحة حرف الظاء حرف العين العين المفتوحة العين المضمومة العين المكسورة الغين المكسورة حرف الفاء الفاء المفتوحة الفاء المضمومة الفاء المكسورة حرف القاف القاف المفتوحة القاف المضمومة القاف المكسورة حرف الكاف الكاف المفتوحة الكاف المضمومة الكاف المكسورة حرف اللام اللام المفتوحة اللام المضمومة اللام المكسورة حرف الميم الميم المفتوحة الميم المضمومة الميم المكسورة حرف النون النون المفتوحة النون المضمومة النون المكسورة حرف الهاء الهاء المفتوحة الهاء المكسورة الواو المفتوحة الواو المكسورة الياء المفتوحة الياء المكسورة حرف الألف
6 - فهرس أنصاف الأبيات 7 - فهرس الأمثال

البحر المحيط فى التفسير


صفحه قبل

البحر المحيط فى التفسير، ج‏9، ص: 476

و أبو بكر: بالياء فيهن و أويس، و نبلوا: بإسكان الواو و بالنون؛ و الأعمش: بإسكانها و بالياء، و ذلك على القطع، إعلاما بأن ابتلاءه دائم. و معنى: حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ‏ : أي نعلمهم مجاهدين قد خرج جهادهم إلى الوجود، و بأن مسكهم الذي يتعلق به ثوابهم. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا : ناس من بني إسرائيل، و تبين هداهم: معرفتهم بالرسول من التوراة، أو منافقون كأن الإيمان قد داخل قلوبهم ثم نافقوا؛ و المطعمون: سفرة بدر؛ و تبين الهدى:

وجوده عند الداعي إليه، أو مشاعة في كل كافر؛ و تبين الهدى من حيث كان في نفسه، أقوال. وَ سَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ‏ : أي التي كانوا يرجون بها انتفاعا، و أعمالهم التي كانوا يكيدون بها الرسول و دين الإسلام.

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا :

قيل‏ نزلت في بني إسرائيل، أسلموا و قالوا لرسول اللّه: قد آثرناك و جئناك بنفوسنا و أهلنا، كأنهم منوا بذلك، فنزلت فيهم هذه الآية.

و قوله: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا «1» ، فعلى هذا يكون: وَ لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ‏ بالمن بالإسلام. و عن ابن عباس: بالرياء و السمعة، و عنه: بالشرك و النفاق؛ و عن حذيفة: بالكبائر، و قيل:

بالعجب، فإنه يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب. و عن مقاتل: بعصيانكم للرسول.

و قيل: أعمالكم: صدقاتكم بالمن و الأذى. ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ : عام في الموجب لانتفاء الغفران، و هو وفاتهم على الكفر. و قيل: هم أهل القليب. و

قيل: نزلت بسبب عدي بن حاتم، رضي اللّه عنه، سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن أبيه قال: و كانت له أفعال بر، فما حاله؟

فقال: «في النار»، فبكى عدي و ولى، فدعاه فقال له: «أبي و أبوك و أبو إبراهيم خليل الرحمن في النار»، فنزلت.

فَلا تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ‏ : و هو الصلح. و قرأ الجمهور: و تدعوا، مضارع دعا؛ و السلمي: بتشديد الدال، أي تفتروا؛ و الجمهور: إلى السلم، بفتح السين؛ و الحسن، و أبو رجاء، و الأعمش، و عيسى، و طلحة، و حمزة، و أبو بكر: بكسرها. و تقدم الكلام على السلام في البقرة في قوله: ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً «2» و قال الزمخشري:

و قرى‏ء: و لا تدعوا من ادعى القوم، و تداعوا إذا ادعوا، نحو قولك: ارتموا الصيد و تراموا.

انتهى. و التلاوة بغير لا، و كان يجب أن يأتي بلفظ التلاوة فيقول: و قرى‏ء: و تدعوا معطوف على تهنوا، فهو مجزوم، و يجوز أن يكون مجزوما بإضمار إن. وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ‏ : أي الأعليون، و هذه الجملة حالية؛ و كذا: وَ اللَّهُ مَعَكُمْ‏ . و يجوز أن يكونا جملتي استئناف،

(1) سورة الحجرات: 49/ 17.

(2) سورة البقرة: 2/ 208.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏9، ص: 477

أخبر أولا بقوله: أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ‏ ، فهو إخبار بمغيب أبرزه الوجود، ثم ارتقى إلى رتبة أعلى من التي قبلها، و هي كون اللّه تعالى معهم. وَ لَنْ يَتِرَكُمْ‏ ، قال ابن عباس: و لن يظلمكم؛ و قيل: لن يعريكم من ثواب أعمالكم؛ و قيل: و لين ينقصكم. و قال الزمخشري، و قال أبو عبيد: وَ لَنْ يَتِرَكُمْ‏ : من وترت الرجل، إذا قتلت له قتيلا من ولد أو أخ أو حميم أو قريب؛ قال: أو ذهبت بماله؛ قال: أو حربته، و حقيقته أفردته من قريبه أو ماله من الوتر و هو الفرد. فشبه إضاعة عمل العامل و تعطيل ثوابه بوتر الواتر، و هو من فصيح الكلام، و منه‏

قوله عليه الصلاة و السلام: «من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله و ماله»

، أي أفرد عنهما قتلا و نهبا.

إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ : و هو تحقير لأثر الدنيا، أي فلا تهنوا في الجهاد.

و أخبر عنها بذلك، باعتبار ما يختص بها من ذلك؛ و أما ما فيها من الطاعة و أمر الآخرة فليس بذلك. يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ‏ : أي ثواب أعمالكم من الإيمان و التقوى، وَ لا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ‏ . قال سفيان بن عيينة: أي كثيرا من أموالكم، إنما يسألكم ربع العشر، فطيبوا أنفسكم. و قيل: لا حاجة إليها، بل يرجع ثواب إنفاقكم إليكم. و قيل: إنما يسألكم أمواله، لأنه هو المالك لها حقيقة، و هو المنعم بإعطائها. و قيل: الضمير في يسألكم للرسول، أي لا يسألكم أجرا على تبليغ الرسالة، كما قال: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ‏ «1» .

إِنْ يَسْئَلْكُمُوها جميعا فَيُحْفِكُمْ‏ : أي يبالغ في الإلحاح. تَبْخَلُوا وَ يُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ‏ : أي تطعنون على الرسول و تضيق صدوركم كذلك، و تخفون دينا يذهب بأموالكم. و قرأ الجمهور: و يخرج أضغانكم جزما على جواب الشرط، و الفعل مسند إلى اللّه، أو إلى الرسول، أو إلى البخل. و قرأ عبد الوارث، عن أبي عمرو: و يخرج، بالرفع على الاستئناف بمعنى: و هو يخرج. و حكاها أبو حاتم، عن عيسى؛ و في اللوامح عن عبد الوارث، عن أبي عمرو: و تخرج، بالتاء و فتحها و ضم الراء و الجيم؛ أضغانكم:

بالرفع، بمعنى: و هو يخرج أو سيخرج أضغانكم، رفع بفعله. و قرأ ابن عباس، و مجاهد، و ابن سيرين، و ابن محيصن، و أيوب بن المتوكل، و اليماني: و تخرج، بتاء التأنيث مفتوحة؛ أضغانكم: رفع به؛ و يعقوب: و نخرج، بالنون؛ أضغانكم: رفعا، و هي مروية

(1) سورة ص: 38/ 86.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏9، ص: 478

عن عيسى، إلا أنه فتح الجيم بإضمار أن، فالواو عاطفة على مصدر متوهم، أي يكف بخلكم و إخراج أضغانكم. و هذا الذي خيف أن يعتري المؤمنين، هو الذي تقرب به محمد بن سلمة إلى كعب بن الأشرف، و توصل به إلى قتله حين قاله له: إن هذا الرجل قد أكثر علينا و طلب منا الأموال.

ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ : كرر هاء التنبيه توكيدا، و تقدم الكلام على هذا التركيب في سورة آل عمران. و قال الزمخشري: هؤلاء موصول بمعنى الذين صلته تدعون، أي أنتم الذين تدعون، أو أنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون؛ ثم استأنف وصفهم كأنهم قالوا: و ما وصفنا فقيل: تدعون لتنفقوا في سبيل اللّه. انتهى. و كون هؤلاء موصولا إذا تقدمها ما الاستفهامية باتفاق، أو من الاستفهامية باختلاف. فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏ ، قيل: للغزو، و قيل:

الزكاة، و اللفظ أعم. وَ مَنْ يَبْخَلْ‏ : أي بالصدقة و ما أوجب اللّه عليه؛ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ‏ : أي لا يتعدى ضرره لغيره. و بخل يتعدى بعلى و بعن. يقال: بخلت عليه و عنه، و صليت عليه و عنه؛ و كأنهما إذا عديا بعن ضمنا معنى الإمساك، كأنه قيل: أمسكت عنه بالبخل.

وَ اللَّهُ الْغَنِيُّ وَ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ : أي الغني مطلقا، إذ يستحيل عليه الحاجات. و أنتم الفقراء مطلقا، لافتقاركم إلى ما تحتاجون إليه في الدنيا، و إلى الثواب في الآخرة. وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا : عطف على: وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا ، أي و إن تتولوا، أي عن الإيمان و التقوى.

يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ‏ : أي يخلق قوما غيركم راغبين في الإيمان و التقوى، غير متولين عنهما، كما قال: وَ يَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ* «1» . و تعيين أولئك القوم، و أنهم الأنصار، أو التابعون، أو أهل اليمن، أو كندة و النخع، أو العجم، أو فارس و الروم، أو الملائكة، أقوال. و الخطاب لقريش، أو لأهل المدينة، قولان. و

روى أبو هريرة أنه عليه الصلاة و السلام سئل عن هذا، و كان سلمان إلى جنبه، فوضع يده على فخذه و قال: «قوم هذا و الذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس».

و إن صح هذا الحديث، وجب المصير في تعيين ما انبهم من قوله: قَوْماً غَيْرَكُمْ‏ إلى تعيين الرسول.

ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ‏ : أي في الخلاف و التولي و البخل.

(1) سورة إبراهيم: 14/ 19.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏9، ص: 479

سورة الفتح‏

[سورة الفتح (48): الآيات 1 الى 29]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ وَ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ يَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً (2) وَ يَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً (3) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَ لِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (4)

لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ يُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ كانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً (5) وَ يُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَ الْمُنافِقاتِ وَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً (6) وَ لِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (7) إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ وَ تُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً (9)

إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى‏ نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفى‏ بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (10) سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَ أَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (11) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَ الْمُؤْمِنُونَ إِلى‏ أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَ زُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَ ظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (12) وَ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً (13) وَ لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (14)

سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى‏ مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (15) قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى‏ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (16) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى‏ حَرَجٌ وَ لا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَ لا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ مَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (17) لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَ أَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (18) وَ مَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (19)

وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَ كَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَ لِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَ يَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (20) وَ أُخْرى‏ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها وَ كانَ اللَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيراً (21) وَ لَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً (22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (23) وَ هُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (24)

هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ الْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَ لَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَ نِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (25) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى‏ وَ كانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها وَ كانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيماً (26) لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (27) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى‏ وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً (28) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَ رِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى‏ عَلى‏ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً (29)

البحر المحيط فى التفسير، ج‏9، ص: 481

ظفر بالشي‏ء: غلب عليه، و أظفره: غلبه. المعرة: المكروه و المشقة اللاصقة، مأخوذ من العر و العرة، و هو الجرب الصعب اللازم. قال الشاعر:

كذي العرّ يكوى غيره و هو راتع الشطء: الفراخ، أشطأ الزرع: أفرخ، و الشجرة: أخرجت غصونها. آزر: ساوى طولا. قال الشاعر:

بمخيبة قد آزر الضال نبتها

بجر جيوش غانمين و خيب‏

أي ساوى نبتها الضال طولا، و هو شجر، و وزنه أفعل لقولهم في المضارع: يوزر.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏9، ص: 482

إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ وَ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ يَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً، وَ يَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً، هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَ لِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً، لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ يُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ كانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً، وَ يُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَ الْمُنافِقاتِ وَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً. وَ لِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً، إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً، لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ وَ تُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا، إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى‏ نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفى‏ بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً .

هذه السورة مدنية، و عن ابن عباس أنها نزلت بالمدينة، و لعل بعضا منها نزل، و الصحيح أنها نزلت بطريق منصرفه صلى اللّه عليه و سلم من الحديبية، سنة ست من الهجرة، فهي تعد في المدني. و مناسبتها لما قبلها أنه تقدم: وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا «1» الآية، و هي خطاب لكفار قريش، أخبر رسوله بالفتح العظيم، و أنه بهذا الفتح حصل الاستبدال، و آمن كل من كان بها، و صارت مكة دار إيمان. و لما قفل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من صلح الحديبية، تكلم المنافقون و قالوا: لو كان محمد نبيا و دينه حق، ما صد عن البيت، و لكان فتح مكة. فأكذبهم اللّه تعالى، و أضاف عز و جل الفتح إلى نفسه، إشعارا بأنه من عند اللّه، لا بكثرة عدد و لا عدد، و أكده بالمصدر، و وصفه بأنه مبين، مظهر لما تضمنه من النصر و التأييد. و الظاهر أن هذا الفتح هو فتح مكة. و قال الكلبي، و جماعة: و هو المناسب لآخر السورة التي قبل هذه لما قال: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ‏ «2» الآية، بين أنه فتح لهم مكة، و غنموا و حصل لهم أضعاف ما أنفقوا؛ و لو بخلوا، لضاع عليهم ذلك، فلا يكون بخلهم إلا على أنفسهم. و أيضا لما قال: وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللَّهُ مَعَكُمْ‏ «3» ، بين برهانه بفتح مكة، فإنهم كانوا هم الأعلين.

و أيضا لما قال: فَلا تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ‏ «4» ، كان فتح مكة حيث لم يلحقهم وهن، و لا دعوا إلى صلح، بل أتى صناديد قريش مستأمنين مستسلمين مسلمين. و كانت هذه البشرى بلفظ الماضي، و إن كان لم يقع، لأن إخباره تعالى بذلك لا بد من وقوعه، و كون هذا الفتح هو فتح مكة بدأ به الزمخشري. و قال الجمهور: هو فتح الحديبية؛ و قاله:

السدي، و الشعبي، و الزهري. قال ابن عطية: و هو الصحيح. انتهى. و لم يكن فيه قتال‏

(1) سورة محمد: 47/ 38.

(2) سورة محمد: 47/ 38.

(3) سورة محمد: 47/ 35.

صفحه بعد