کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البحر المحيط فى التفسير

الجزء الأول

خطبة الكتاب

سورة البقرة 2

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 16] [سورة البقرة(2): الآيات 17 الى 18] [سورة البقرة(2): آية 19] [سورة البقرة(2): آية 20] [سورة البقرة(2): الآيات 21 الى 22] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 24] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 29] [سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): آية 35] [سورة البقرة(2): الآيات 36 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 43] [سورة البقرة(2): الآيات 44 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 49] [سورة البقرة(2): الآيات 50 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 123] [سورة البقرة(2): الآيات 124 الى 131] [سورة البقرة(2): الآيات 132 الى 141]
فهرست الجزء الأول من تفسير البحر المحيط

الجزء الثالث

سورة ال عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 11] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 12 الى 14] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 15 الى 18] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 19 الى 22] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 23 الى 32] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 41] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 42 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 61] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 62 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 71] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 72 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 79] [سورة آل‏عمران(3): آية 80] [سورة آل‏عمران(3): آية 81] [سورة آل‏عمران(3): آية 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 101] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 102 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 127] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 128 الى 132] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 133 الى 141] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 142 الى 152] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 153 الى 163] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 164 الى 170] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 171 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 185] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 186 الى 200]
فهرس الجزء الثالث

الجزء الرابع

فهرست الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الجزء الخامس

الجزء السادس

فهرس الجزء السادس

الجزء السابع

فهرس الجزء السابع

الجزء الثامن

فهرس الجزء الثامن

الجزء التاسع

فهرس الجزء التاسع

الجزء العاشر

فهرس الجزء العاشر

الجزء الحادي عشر

1 - فهرس الآيات القرآنية الكريمة

سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة إبراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس
2 - فهرس الأحاديث و الآثار 3 - فهرس الشعوب و القبائل و الأديان 4 - فهرس الأماكن و البلاد

5 - فهرس الأبيات الشعرية

حروف الهمزة الهمزة المفتوحة الهمزة المضمومة الهمزة المكسورة حرف الباء الباء المفتوحة الباء المضمومة الباء المكسورة حرف التاء التاء المفتوحة التاء المضمومة التاء المكسورة حرف الثاء الثاء المفتوحة الثاء المكسورة حرف الجيم الجيم المفتوحة الجيم المضمومة الجيم المكسورة حرف الحاء الحاء المفتوحة الحاء المضمومة الحاء المكسورة الخاء المكسورة حرف الدال الدال المفتوحة الدال المضمومة الدال المكسورة حرف الراء الراء المفتوحة الراء المضمومة الراء المكسورة حرف الزاي الزاي المفتوحة حرف السين السين المفتوحة السين المضمومة السين المكسورة حرف الشين الشين المفتوحة الشين المكسورة حرف الصاد الصاد المفتوحة الصاد المضمومة الصاد المكسورة حرف الضاد الضاد المفتوحة الضاد المكسورة حرف الطاء الطاء المفتوحة حرف الظاء حرف العين العين المفتوحة العين المضمومة العين المكسورة الغين المكسورة حرف الفاء الفاء المفتوحة الفاء المضمومة الفاء المكسورة حرف القاف القاف المفتوحة القاف المضمومة القاف المكسورة حرف الكاف الكاف المفتوحة الكاف المضمومة الكاف المكسورة حرف اللام اللام المفتوحة اللام المضمومة اللام المكسورة حرف الميم الميم المفتوحة الميم المضمومة الميم المكسورة حرف النون النون المفتوحة النون المضمومة النون المكسورة حرف الهاء الهاء المفتوحة الهاء المكسورة الواو المفتوحة الواو المكسورة الياء المفتوحة الياء المكسورة حرف الألف
6 - فهرس أنصاف الأبيات 7 - فهرس الأمثال

البحر المحيط فى التفسير


صفحه قبل

البحر المحيط فى التفسير، ج‏9، ص: 541

و فنقبوا متسبب عن شدة بطشهم، فهي التي أقدرتهم على التنقيب و قوتهم عليه.

و يجوز أن يعود الضمير في فنقبوا على قريش، أي فنقبوا في أسفارهم في بلاد القرون، فهل رأوا محيصا حتى يؤملوه لأنفسهم؟ و يدل على عود الضمير على أهل مكة قراءة ابن عباس، و ابن يعمر، و أبي العالية، و نصر بن يسار، و أبي حيوة، و الأصمعي عن أبي عمرو:

بكسر القاف مشدّدة على الأمر لأهل مكة، أي فسيحوا في البلاد و ابحثوا. و قرى‏ء: بكسر القاف خفيفة، أي نقبت أقدامهم و أخفاف إبلهم، أو حفيت لكثرة تطوافهم في البلاد، من نقب خف البعير إذا انتقب و دمى. و يحتمل أن يكون‏ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ‏ على إضمار القول، أي يقولون هل من محيص من الهلاك؟ و احتمل أن لا يكون ثم قول، أي لا محيص من الموت، فيكون توفيقا و تقريرا.

إِنَّ فِي ذلِكَ‏ : أي في إهلاك تلك القرون، لَذِكْرى‏ : لتذكرة و اتعاظا، لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ‏ : أي واع، و المعنى: لمن له عقل و عبر عنه بمحله، و من له قلب لا يعي، كمن لا قلب له. و قرأ الجمهور: أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ‏ ، مبنيا للفاعل، و السمع نصب به، أي أو أصغى سمعه مفكرا فيه، و شَهِيدٌ : من الشهادة، و هو الحضور. و قال قتادة: لمن كان له، قيل: من أهل الكتاب، فيعتبر و يشهد بصحتها لعلمه بذلك من التوراة، فشهيد من الشهادة. و قرأ السلمي، و طلحة، و السدي، و أبو البرهسم: أو ألقى مبنيا، للمفعول، السمع: رفع به، أي السمع منه، أي من الذي له قلب. و قيل: المعنى: أو لمن ألقى غيره السمع و فتح له أذنه و لم يحضر ذهنه، أي الملقي و الفاتح و الملقى له و المفتوح أذنه حاضر الذهن متفطن. و ذكر لعاصم أنها قراءة السدي، فمقته و قال: أليس يقول يلقون السمع؟

وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‏ : نزلت في اليهود تكذيبا لهم في قولهم: إنه تعالى استراح من خلق السموات و الأرض، فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ‏ : يوم السبت، و استلقى على العرش، و قيل: التشبيه الذي وقع في هذه الأمة إنما أخذ من اليهود. وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ‏ : احتمل أن تكون جملة حالية، و احتمل أن تكون استئنافا؛ و اللغوب: الإعياء.

و قرأ الجمهور: بضم اللام،

و علي، و السلمي، و طلحة، و يعقوب، بفتحها

، و هما مصدران، الأول مقيس و هو الضم، و أما الفتح فغير مقيس، كالقبول و الولوع، و ينبغي أن يضاف إلى تلك الخمسة التي ذكرها سيبويه، و زاد الكسائي الوزوع فتصير سبعة.

فَاصْبِرْ ، قيل: منسوخ بآية السيف، عَلى‏ ما يَقُولُونَ‏ : أي اليهود و غيرهم من الكفار قريش و غيرهم، وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ‏ ، أي فصلّ، قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ‏ ، هي‏

البحر المحيط فى التفسير، ج‏9، ص: 542

صلاة الصبح، وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ‏ : هي صلاة العصر، قاله قتادة و ابن زيد و الجمهور. و قال ابن عباس: قبل الغروب: الظهر و العصر. وَ مِنَ اللَّيْلِ‏ : صلاة العشاءين، وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ‏ : ركعتان قبل المغرب. و في صحيح مسلم، عن أنس ما معناه: أن الصحابة كانوا يصلونها قبل المغرب. و قال قتادة: ما أدركت أحدا يصليها إلا أنسا و أبا برزة الأسلمي. و قال بعض التابعين: كان الصحابة يهبون إليهما كما يهبون إلى المكتوبة. و قال ابن زيد: هي العشاء فقط. و قال مجاهد: هي صلاة الليل. وَ أَدْبارَ السُّجُودِ ، قال أبو الأحوص: هو التسبيح في أدبار الصلوات. و قال عمر،

و عليّ، و أبو هريرة، و الحسن، و الشعبي، و إبراهيم، و مجاهد، و الأوزاعي: هما ركعتان بعد المغرب.

و قال ابن عباس:

هو الوتر بعد العشاء. و قال ابن عباس، و مجاهد أيضا، و ابن زيد: النوافل بعد الفرائض.

و قال مقاتل: ركعتان بعد العشاء، يقرأ في الأولى: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ‏ «1» ، و في الثانية: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «2» . و قرأ ابن عباس، و أبو جعفر، و شيبة، و عيسى، و الأعمش، و طلحة، و شبل، و حمزة، و الحرميان: و إدبار بكسر الهمزة، و هو مصدر، تقول: أدبرت الصلاة، انقضت و نمت. و قال الزمخشري و غيره: معناه و وقت انقضاء السجود، كقولهم:

آتيك خفوق النجم. و قرأ الحسن و الأعرج و باقي السبعة: بفتحها، جمع دبر، كطنب و أطناب، أي و في أدبار السجود: أي أعقابه. قال أوس بن حجر:

على دبر الشهر الحرام فأرضنا

و ما حولها جدب سنون تلمح‏

وَ اسْتَمِعْ‏ : أمر بالاستماع، و الظاهر أنه أريد به حقيقة الاستماع، و المستمع له محذوف تقديره: و استمع لما أخبر به من حال يوم القيامة، و في ذلك تهويل و تعظيم لشأن المخبر به، كما

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لمعاذ: «يا معاذ اسمع ما أقول لك»، ثم حدثه بعد ذلك.

و انتصب‏ يَوْمَ‏ بما دل عليه ذلك. يَوْمُ الْخُرُوجِ‏ : أي يوم ينادي المنادي يخرجون من القبور. و قيل: مفعول استمع محذوف تقديره: نداء المنادي. و قيل: تقديره:

نداء الكافر بالويل و الثبور. و قيل: لا يحتاج إلى مفعول، إذ حذف اقتصارا، و المعنى: كن مستمعا، و لا تكن غافلا معرضا. و قيل معنى و استمع: و انتظر، و الخطاب لكل سامع.

و قيل: للرسول، أي ارتقبه، فإن فيه تبين صحة ما قلته، كما تقول لمن تعده بورود فتح:

استمع كذا و كذا، أي كن منتظرا له مستمعا، فيوم منتصب على أنه مفعول به. و قرأ ابن كثير: المنادى بالياء وصلا و وقفا، و نافع، و أبو عمرو؛ بحذف الياء وقفا، و عيسى،

(1) سورة الكافرون: 109/ 1.

(2) سورة الإخلاص: 112/ 1.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏9، ص: 543

و طلحة، و الأعمش، و باقي السبعة: بحذفها وصلا و وقفا اتباعا لخط المصحف، و من أثبتها فعلى الأصل، و من حذفها وقفا فلأن الوقف تغيير يبدل فيه التنوين ألفا نصبا، و التاء هاء، و يشدّد المخفف، و يحذف الحرف في القوافي. و المنادي‏

في الحديث: «أن ملكا ينادي من السماء أيتها الأجسام الهامدة و العظام البالية و الرمم الذاهبة هلموا إلى الحشر و الوقوف بين يدي اللّه تعالى».

مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ‏ : وصفه بالقرب من حيث يسمع جميع الخلق.

قيل: و المنادي إسرافيل، ينفخ في الصور و ينادي. و قيل: المنادي جبريل. و قال كعب، و قتادة و غيرهما: المكان صخرة بيت المقدس، قال كعب: قربها من السماء بثمانية عشر ميلا، كذا في كتاب ابن عطية، و في كتاب الزمخشري: باثني عشر ميلا، و هي وسط الأرض. انتهى، و لا يصح ذلك إلا بوحي.

يَوْمَ يَسْمَعُونَ‏ : بدل من‏ يَوْمَ يُنادِ ، و الصَّيْحَةَ : صيحة المنادي. قيل:

يسمعون من تحت أقدامهم. و قيل: من تحت شعورهم، و هي النفخة الثانية، و بِالْحَقِ‏ متعلق بالصيحة، و المراد به البعث و الحشر. ذلِكَ‏ : أي يوم النداء و السماع، يَوْمُ الْخُرُوجِ‏ من القبور، و قيل: الإشارة بذلك إلى النداء، و اتسع في الظرف فجعل خبرا عن المصدر، أو يكون على حذف، أي ذلك لنداء نداء يوم الخروج، أو وقت النداء يوم الخروج. و قرأ نافع، و ابن عامر: تشقق بشدّ الشين؛ و باقي السبعة: بتخفيفها. و قرى‏ء:

تشقق بضم التاء، مضارع شققت على البناء للمفعول، و تنشق مضارع انشقت. و قرأ زيد بن علي: تشقق بفك الإدغام، ذكره أبو عليّ الأهوازي في قراءة زيد بن عليّ من تأليفه، و يوم بدل من يوم الثاني. و قيل: منصوب بالمصدر، و هو الخروج. و قيل: المصير، و انتصب‏ سِراعاً على الحال من الضمير في عنهم، و العامل تشقق. و قيل: محذوف تقديره يخرجون، فهو حال من الواو في يخرجون، قاله الحوفي. و يجوز أن يكون هذا المقدر عاملا في‏ يَوْمَ تَشَقَّقُ‏ . ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ : فصل بين الموصوف و صفته بمعمول الصفة، و هو علينا، أي يسير علينا، و حسن ذلك كون الصفة فاصلة. و قال الزمخشري: عَلَيْنا يَسِيرٌ ، تقديم الظرف يدل على الاختصاص، يعني لا يتيسر مثل ذلك اليوم العظيم إلا على القادر الذات الذي لا يشغله شأن عن شأن، كما قال: ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ «1» . انتهى، و هو على طريقه في أن تقديم المفعول‏

(1) سورة لقمان: 31/ 28.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏9، ص: 544

و ما أشبهه من دلالة ذلك على الاختصاص، و قد بحثنا معه في ذلك في سورة الفاتحة في‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ «1» .

نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ‏ : هذا وعيد محض للكفار و تهديد لهم، و تسلية للرسول صلى اللّه عليه و سلم. وَ ما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ : بمتسلط حتى تجبرهم على الإيمان، قاله الطبري. و قيل: التحلم عنهم و ترك الغلظة عليهم. فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ : لأن من لا يخاف الوعيد لكونه غير مصدّق بوقوعه لا يذكر، إذ لا تنفع فيه الذكرى، كما قال:

وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ‏ «2» ، و ختمت بقوله: فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ‏ ، كما افتتحت ب ق وَ الْقُرْآنِ‏ .

(1) سورة الفاتحة: 1/ 5

. (2) سورة الذاريات: 51/ 55

.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏9، ص: 545

سورة الذّاريات‏

[سورة الذاريات (51): الآيات 1 الى 60]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

وَ الذَّارِياتِ ذَرْواً (1) فَالْحامِلاتِ وِقْراً (2) فَالْجارِياتِ يُسْراً (3) فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً (4)

إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (5) وَ إِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ (6) وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9)

قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ (11) يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ (15) آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (17) وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ (19)

وَ فِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ (21) وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ (22) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24)

إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَراغَ إِلى‏ أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَ لا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَ بَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَ قالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)

قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30) قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى‏ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34)

فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَ تَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (37) وَ فِي مُوسى‏ إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى‏ فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَ قالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39)

فَأَخَذْناهُ وَ جُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَ هُوَ مُلِيمٌ (40) وَ فِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) ما تَذَرُ مِنْ شَيْ‏ءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) وَ فِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ (44)

فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَ ما كانُوا مُنْتَصِرِينَ (45) وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (46) وَ السَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَ الْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (48) وَ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)

فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَ لا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51) كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَ تَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (54)

وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ ما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (59)

فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)

البحر المحيط فى التفسير، ج‏9، ص: 546

الحبك: الطرائق، مثل حبك الرمل و الماء القائم إذا ضربته الريح، و كذلك حبك الشعر آثار تثنيه و تكسره قال الشاعر:

مكلل بأصول النجم ينسجه‏

ريح خريق لضاحي مائة حبك‏

و الدرع محبوكة لأن حلقها مطرق طرائق، و واحدها حبيكة، كطريقة و طرق، أو حباك، كمثال و مثل، قال الراجز:

كأنما حللها الحوّاك‏

طنفسة في وشيها حباك‏

البحر المحيط فى التفسير، ج‏9، ص: 547

و يقال: حباك للظفيرة التي يشد بها خطار القصب بكرة، و هي مستطيلة تصنع في ترحيب الغراسات المصطفة. و قال ابن الأعرابي: حبكت الشي‏ء: أحكمته و أحسنت عمله. قال الفراء: الحبك: تكسر كل شي‏ء. و قال غيره: المحبوك: الشديد الخلق من فرس و غيره. قال امرؤ القيس:

قد غدا يحملني في أنفه‏

لاحق الأيطل محبوك ممر

الهجوم: النوم. السمن: معروف، و هو امتلاء الجسد بالشحم و اللحم. يقال: سمن سمنا فهو سمين، شذوا في المصدر و اسم الفاعل، و القياس سمن و سمن. و قالوا: سامن، إذا حدث له السمن. الذنوب: الدلو العظيمة، قال الراجز:

إنا إذا نازلنا غريب‏

له ذنوب و لنا ذنوب‏

و إن أبيتم فلنا القليب و أنشده الزمخشري:

لنا ذنوب و لكم ذنوب و يطلق، و يراد به الحظ و النصيب، قال علقمة بن عبدة:

و في كل حي قد خبطت بنعمة

فحق لشاس من نداك ذنوب‏

و نسبه الزمخشري لعمرو بن شاس، و هو وهم في ديوان علقمة. و كان الحارث بن أبي شمر الغساني أسر شاسا أخا علقمة، فدخل إليه علقمة، فمدحه بالقصيدة التي فيها هذا البيت، فلما وصل إلى هذا البيت في الإنشاد قال الحارث: نعم و أذنبه، و قال حسان:

لا يبعدن ربيعة بن مكرم‏

و سقى الغوادي قبره بذنوب‏

و قال آخر:

لعمرك و المنايا طارقات‏

لكل بني أب منها ذنوب‏

صفحه بعد