کتابخانه تفاسیر
البحر المحيط فى التفسير، ج10، ص: 5
الجزء العاشر
سورة النجم
[سورة النجم (53): الآيات 1 الى 62]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَ تَضْحَكُونَ وَ لا تَبْكُونَ (60) وَ أَنْتُمْ سامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَ اعْبُدُوا (62)
البحر المحيط فى التفسير، ج10، ص: 6
المرّة: القوة من أمررت الحبل، إذا أحكمت فتله. و قال قطرب: تقول العرب لكل جزل الرأي خصيف العقل إنه لذو مرّة، قال:
و إني لذو مرّة مرّة
إذا ركبت خالة خالها
تدلى العذق تدليا: امتد من علو إلى جهة السفل، فيستعمل في القرب من العلو، قاله الفراء و ابن الأعرابي. قال أسامة الهذلي:
تدلى علينا و هو زرق حمامة
إذا طحلب في منتهى القيظ هامد
القاب و القيب، و القاد و القيد: المقدار. القوس معروف و هو: آلة لرمي السهام،
البحر المحيط فى التفسير، ج10، ص: 7
و تختلف أشكاله. السدرة: شجرة النبق. الضيزى: الجائرة من ضازه يضيزه إذا ضامه. قال الشاعر:
ضازت بنو أسد بحكمهم
إذ يجعلون الرأس كالذنب
و أصلها ضوزى على وزن فعلى، نحو: حبلى و أنثى و ريا، ففعل بها ما فعل ببيض لتسلم الياء، و لا يوجد فعلى بكسر الفاء في الصفات، كذا قال سيبويه. و حكى ثعلب:
مشية جبكى، و رجل كيصى. و حكى غيره: امرأة عزمى، و امرأة سعلى؛ و المعروف: عزماة و سعلاة. و قال الكسائي: ضاز يضيز ضيزى، و ضاز يضوز ضوزى، و ضأز يضأز ضأزا.
اللمم: ما قل و صغر، و منه اللمم: المس من الجنون، و ألمّ بالمكان: قل لبثه فيه، و ألمّ بالطعام: قل أكله منه. و قال المبرد: أصل اللمم أن يلم بالشيء من غير أن يركبه، يقال:
ألم بكذا، إذا قاربه و لم يخالطه. و قال الأزهري: العرب تستعمل الإلمام في المقاربة و الدنو، يقال: ألم يفعل كذا، بمعنى: كاد يفعل. قال جرير:
بنفسي من تجنيه عزيز
عليّ و من زيارته لمام
و قال آخر:
لقاء أخلاء الصفا لمام الأجنة: جمع جنين، و هو الولد في البطن، سمي بذلك لاستتاره، و الاجتنان:
الاستتار. أكدى: أصله من الكدية، يقال لمن حفر بئرا ثم وصل إلى حجر لا يتهيأ له فيها حفر: قد أكدى، ثم استعملته العرب لمن أعطى و لم يتمم، و لمن طلب شيئا فلم يبلغ آخره. قال الحطيئة:
فأعطى قليلا ثم أكدى عطاءه
و من يبذل المعروف في الناس يحمد
و قال الكسائي و غيره: أكدى الحافر، إذا بلغ كدية أو جبلا و لا يمكنه أن يحفر، و حفر فأكدى: إذا وصل إلى الصلب، و يقال: كديت أصابعه إذا كلت من الحفر، و كدا البيت:
قلّ ريعه. و قال أبو زيد: أكدى الرجل: قلّ خيره. أقنى، قال الجوهري: قنى يقنى قنى، كغنى يغنى غنى، و يتعدّى بتغيير الحركة، فتقول: قنيت المال: أي كسبته، نحو شترت عين الرجل و شترها اللّه، ثم تعدى بعد ذلك بالهمزة أو التضعيف، فتقول: أقناه اللّه مالا، و قناه اللّه مالا، و قال الشاعر:
كم من غني أصاب الدهر ثروته
و من فقير تقنى بعد الإقلال
البحر المحيط فى التفسير، ج10، ص: 8
أي: تقنى المال، و يقال: أقناه اللّه مالا، و أرضاه من القنية. قال أبو زيد: تقول العرب لمن أعطى مائة من المعز: أعطى القنى، و من أعطى مائة من الضأن: أعطى الغنى، و من أعطى مائة من الإبل: أعطى المنى. الشعرى: هو الكوكب المضيء الذي يطلع بعد الجوزاء، و طلوعه في شدة الحر، و يقال له: مرزم الجوزاء، و هما الشعريان:
العبور التي في الجوزاء، و الشعرى الغميصاء التي في الذراع، و تزعم العرب أنهما أختا سهيل. قال الزمخشري: و تسمى كلب الجبار، و هما شعريان: الغميصاء و العبور، و من كذب العرب أن سهيلا و الشعرى كانا زوجين فانحدر سهيل و صار يمانيا، فاتبعته الشعرى العبور، فعبرت المجرة، فسميت العبور، و أقامت الغميصاء لأنها أخفى من الأخرى.
أزف: قرب، قال كعب بن زهير:
بان الشباب و هذا الشيب قد أزفا
و لا أرى لشباب بائن خلفا
و قال النابغة الذبياني:
أزف الترحل غير أن ركابنا
لما تزل برجالنا و كأن قد
و يروى: أفد الترحل. سمد: لهى و لعب، قال الشاعر:
ألا أيها الإنسان إنك سامد
كأنك لا تفنى و لا أنت هالك
و قال آخر:
قيل قم فانظر إليهم
ثم دع عنك السمودا
و قال أبو عبيدة: السمود: الغناء بلغة حمير، يقولون: يا جارية اسمدي لنا: أي غني لنا.