کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البحر المحيط فى التفسير

الجزء الأول

خطبة الكتاب

سورة البقرة 2

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 16] [سورة البقرة(2): الآيات 17 الى 18] [سورة البقرة(2): آية 19] [سورة البقرة(2): آية 20] [سورة البقرة(2): الآيات 21 الى 22] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 24] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 29] [سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): آية 35] [سورة البقرة(2): الآيات 36 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 43] [سورة البقرة(2): الآيات 44 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 49] [سورة البقرة(2): الآيات 50 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 123] [سورة البقرة(2): الآيات 124 الى 131] [سورة البقرة(2): الآيات 132 الى 141]
فهرست الجزء الأول من تفسير البحر المحيط

الجزء الثالث

سورة ال عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 11] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 12 الى 14] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 15 الى 18] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 19 الى 22] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 23 الى 32] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 41] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 42 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 61] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 62 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 71] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 72 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 79] [سورة آل‏عمران(3): آية 80] [سورة آل‏عمران(3): آية 81] [سورة آل‏عمران(3): آية 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 101] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 102 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 127] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 128 الى 132] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 133 الى 141] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 142 الى 152] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 153 الى 163] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 164 الى 170] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 171 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 185] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 186 الى 200]
فهرس الجزء الثالث

الجزء الرابع

فهرست الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الجزء الخامس

الجزء السادس

فهرس الجزء السادس

الجزء السابع

فهرس الجزء السابع

الجزء الثامن

فهرس الجزء الثامن

الجزء التاسع

فهرس الجزء التاسع

الجزء العاشر

فهرس الجزء العاشر

الجزء الحادي عشر

1 - فهرس الآيات القرآنية الكريمة

سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة إبراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس
2 - فهرس الأحاديث و الآثار 3 - فهرس الشعوب و القبائل و الأديان 4 - فهرس الأماكن و البلاد

5 - فهرس الأبيات الشعرية

حروف الهمزة الهمزة المفتوحة الهمزة المضمومة الهمزة المكسورة حرف الباء الباء المفتوحة الباء المضمومة الباء المكسورة حرف التاء التاء المفتوحة التاء المضمومة التاء المكسورة حرف الثاء الثاء المفتوحة الثاء المكسورة حرف الجيم الجيم المفتوحة الجيم المضمومة الجيم المكسورة حرف الحاء الحاء المفتوحة الحاء المضمومة الحاء المكسورة الخاء المكسورة حرف الدال الدال المفتوحة الدال المضمومة الدال المكسورة حرف الراء الراء المفتوحة الراء المضمومة الراء المكسورة حرف الزاي الزاي المفتوحة حرف السين السين المفتوحة السين المضمومة السين المكسورة حرف الشين الشين المفتوحة الشين المكسورة حرف الصاد الصاد المفتوحة الصاد المضمومة الصاد المكسورة حرف الضاد الضاد المفتوحة الضاد المكسورة حرف الطاء الطاء المفتوحة حرف الظاء حرف العين العين المفتوحة العين المضمومة العين المكسورة الغين المكسورة حرف الفاء الفاء المفتوحة الفاء المضمومة الفاء المكسورة حرف القاف القاف المفتوحة القاف المضمومة القاف المكسورة حرف الكاف الكاف المفتوحة الكاف المضمومة الكاف المكسورة حرف اللام اللام المفتوحة اللام المضمومة اللام المكسورة حرف الميم الميم المفتوحة الميم المضمومة الميم المكسورة حرف النون النون المفتوحة النون المضمومة النون المكسورة حرف الهاء الهاء المفتوحة الهاء المكسورة الواو المفتوحة الواو المكسورة الياء المفتوحة الياء المكسورة حرف الألف
6 - فهرس أنصاف الأبيات 7 - فهرس الأمثال

البحر المحيط فى التفسير


صفحه قبل

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 378

جاء منها أجرام عظام. و قال ابن عباس أيضا: الجمالات: قطع النحاس الكبار، و كان اشتقاق هذه من اسم الجملة. و قرأ الحسن: صفر، بضم الفاء؛ و الجمهور: بإسكانها، شبه الشرر أولا بالقصر، و هو الحصن من جهة العظم و من جهة الطول في الهواء؛ و ثانيا بالجمال لبيان التشبيه. ألا تراهم يشبهون الإبل بالأفدان، و هي القصور؟ قال الشاعر:

فوقفت فيها ناقتي فكأنها

فدن لأقصى حاجة المتلوم‏

و من قرأ بضم الجيم، فالتشبيه من جهة العظم و الطول. و الصفرة الفاقعة أشبه بلون الشرر، قاله الجمهور: و قيل: صفر سود، و قيل: سود تضرب إلى الصفرة. و قال عمران بن حطان الرقاشي:

دعتهم بأعلى صوتها و رمتهم‏

بمثل الجمال الصفر نزاعة الشوى‏

و قرأ الأعمش و الأعرج و زيد بن علي و عيسى و أبو حيوة و عاصم في رواية: هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ‏ ، بفتح الميم؛ و الجمهور: برفعها. قال ابن عطية: لما أضاف إلى غير متمكن بناه فهي فتحة بناء، و هي في موضع رفع. و قال صاحب اللوامح: قال عيسى: هي لغة سفلى مضر، يعني بناءهم يوم مع لا على الفتح، لأنهم جعلوا يوم مع لا كالاسم الواحد، فهو في موضع رفع لأنه خبر المبتدأ. انتهى. و الجملة المصدرة بمضارع مثبت أو منفي لا يجيز البصريون في الظرف المضاف إليها البناء بوجه، و إنما هذا مذهب كوفي. قال صاحب اللوامح: و يجوز أن يكون نصبا صحيحا على الظرف، فيصير هذا إشارة إلى ما تقدمه من الكلام دون إشارة إلى يوم، و يكون العامل في نصب يوم نداء تقدمه من صفة جهنم، و رميها بالشرر في يوم لا ينطقون، فيكون يومئذ كلام معترض لا يمنع من تفريغ العامل للمعمول، كما كانت‏ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ، ذَواتا أَفْنانٍ‏ «1» . انتهى. و قال ابن عطية: و يحتمل أن يكون ظرفا، و تكون الإشارة بهذا إلى رميها بشرر. و قال الزمخشري:

و نصبه الأعمش، أي هذا الذي قص عليكم واقع يومئذ، و هنا نفي نطقهم. و قد أخبر اللّه تعالى عنهم أنهم نطقوا في مواضع من هذا اليوم، و ذلك باعتبار طول اليوم، فيصح أن ينفي القول فيه في وقت و يثبت في وقت، أو نفي نطقهم بحجة تنفع و جعل نطقهم بما لا ينفع كلا نطق.

(1) سورة الرحمن: 55/ 47- 48.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 379

و قرأ القراء كلهم فيما أعلم: وَ لا يُؤْذَنُ‏ مبنيا للمفعول. و حكى أبو علي الأهوازي أن زيد بن علي قرأ: و لا يأذن، مبنيا للفاعل، أي اللّه تعالى، فَيَعْتَذِرُونَ‏ : عطف على‏ وَ لا يُؤْذَنُ‏ داخل في حيز نفي الإذن، أي فلا إذن فاعتذار، و لم يجعل الاعتذار متسببا عن الإذن فينصب. و قال ابن عطية: و لم ينصب في جواب النفي لتشابه رؤوس الآي، و الوجهان جائزان. انتهى. فجعل امتناع النصب هو تشابه رؤوس الآي و قال: و الوجهان جائزان، فظهر من كلامه استواء الرفع و النصب و أن معناهما واحد، و ليس كذلك لأن الرفع كما ذكرنا لا يكون متسببا بل صريح عطف، و النصب يكون فيه متسببا فافترقا. و ذهب أبو الحجاج الأعلم إلى أن قد يرفع الفعل و يكون معناه المنصوب بعد الفاء و ذلك قليل، و إنما جعل النحويون معنى الرفع غير معنى النصب رعيا للأكثر في كلام العرب، و جعل دليله ذلك، و هذه الآية كظاهر كلام ابن عطية، و قد رد ذلك عليه ابن عصفور و غيره.

هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ‏ للكفار، وَ الْأَوَّلِينَ‏ : قوم نوح عليه السلام و غيرهم من الكفار الذين تقدم زمانهم على زمان المخاطبين، أي جمعناكم للفصل بين السعداء و الأشقياء. فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ : أي في هذا اليوم، كما كان لكم في الدنيا ما تكيدون به دين اللّه و أولياءه، فَكِيدُونِ‏ اليوم، و هذا تعجيز لهم و توبيخ. و لما كان في سورة الإنسان ذكر نزرا من أحوال الكفار في الآخرة، و أطنب في وصف أحوال المؤمنين فيها، جاء في هذه السورة الإطناب في وصف الكفار و الإيجاز في وصف المؤمنين، فوقع بذلك الاعتدال بين السورتين. و قرأ الجمهور: فِي ظِلالٍ‏ جمع ظل؛ و الأعمش: في ظلل جمع ظلة.

كُلُوا وَ اشْرَبُوا : خطاب لهم في الآخرة على إضمار القول، و يدل عليه‏ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏ . كُلُوا وَ تَمَتَّعُوا : خطاب للكفار في الدنيا، قَلِيلًا : أي زمانا قليلا، إذ قصارى أكلكم و تمتعكم الموت، و هو خطاب تهديد لمن أجرم من قريش و غيرهم.

وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا : من قال إنها مكية، قال هي في قريش؛ و من قال إن هذه الآية مدنية، قال هي في المنافقين. و

قال مقاتل: نزلت في ثقيف، قالوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

حط عنا الصلاة فإنا لا ننحني إنها مسبة، فأبى و قال: «لا خير في دين لا صلاة فيه».

و معنى اركعوا: اخشعوا للّه و تواضعوا له بقبول وحيه. و قيل: الركوع هنا عبارة عن الصلاة؛ و خص من أفعالها الركوع، لأن العرب كانوا يأنفون من الركوع و السجود. و جاه في هذه السورة بعد كل جملة قوله: وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏ ، لأن كل جملة منها فيها إخبار اللّه تعالى عن أشياء من أحوال الآخرة و تقريرات من أحوال الدنيا، فناسب أن نذكر الوعيد عقيب كل‏

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 380

جملة منها للمكذب بالويل في يوم الآخرة. و الضمير في‏ بَعْدَهُ‏ عائد على القرآن، و المعنى أنه قد تضمن من الإعجاز و البلاغة و الإخبار المغيبات و غير ذلك مما احتوى عليه ما لم يتضمنه كتاب إلهي، فإذا كانوا مكذبين به، فبأي حديث بعده يصدقون به؟ أي لا يمكن تصديقهم بحديث بعد أن كذبوا بهذا الحديث الذي هو القرآن. و قرأ الجمهور: يُؤْمِنُونَ‏ بياء الغيبة؛ و يعقوب و ابن عامر في رواية: بتاء الخطاب.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 381

سورة النّبإ

[سورة النبإ (78): الآيات 1 الى 40]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

عَمَّ يَتَساءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4)

ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (5) أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (6) وَ الْجِبالَ أَوْتاداً (7) وَ خَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (8) وَ جَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (9)

وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (10) وَ جَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (11) وَ بَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (12) وَ جَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (13) وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (14)

لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَ نَباتاً (15) وَ جَنَّاتٍ أَلْفافاً (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (18) وَ فُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (19)

وَ سُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (21) لِلطَّاغِينَ مَآباً (22) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً (24)

إِلاَّ حَمِيماً وَ غَسَّاقاً (25) جَزاءً وِفاقاً (26) إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (27) وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (28) وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (29)

فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (30) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (31) حَدائِقَ وَ أَعْناباً (32) وَ كَواعِبَ أَتْراباً (33) وَ كَأْساً دِهاقاً (34)

لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَ لا كِذَّاباً (35) جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (36) رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً (38) ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى‏ رَبِّهِ مَآباً (39)

إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (40)

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 382

السبات، قال ابن قتيبة: السبات أصله القطع و المدّ، فالنوم قطع الأشغال الشاقة، و من المدّ قول الشاعر:

و إن سبتته مال حبلا كأنه‏

سدى و أملات من نواسج خثعما

أي: إن مدت شعرها مال و التف كالتفاف السدى بأيدي نساء ناسجات. الوهاج: المتوقد المتلالئ. المعصر، قال الفراء: السحاب الذي يجلب المطر، و لما يجتمع مثل الجارية المعصر، قد كادت تحيض و لما تحض، و قال نحوه ابن قتيبة، و قال أبو النجم العجلي:

تمشي الهوينا مائلا خمارها

قد أعصرت أو قد دنا إعصارها

الثج، قال ثعلب: أصله شدّة الانصباب. و قال الأزهري: مطر ثجاج: شديد الانصباب، ثج الماء و ثججته ثجا و ثجوجا: يكون لازما بمعنى الانصباب و واقعا بمعنى الصب. قال الشاعر في وصف الغيث:

إذا رمقت فيها رحى مرجحنه‏

تنعج ثجاجا عزير الحوافل‏

ألفافا جمع لف، ثم جمع لف على ألفاف. الكواعب جمع كاعب: و هي التي برز نهدها، و منه كعب الرجل لبروزه، و منه الكعبة. قال عاصم بن قيس المنقري:

و كم من حصان قد حوينا كريمة

و من كاعب لم تدر ما البؤس معصر

الدهاق: الملأى، مأخوذ من الدهق، و هو ضغط الشي‏ء و شده باليد كأنه لامتلائه انضغط.

و قيل: الدهاق: المتتابعة، قال الشاعر:

أتانا عامر يبغي قرانا

فأترعنا له كأسا دهاقا

و قال آخر:

لأنت إلى الفؤاد أحب قربا

من الصادي إلى كأس دهاق‏

عَمَّ يَتَساءَلُونَ، عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ، الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ، كَلَّا سَيَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ، أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً، وَ الْجِبالَ أَوْتاداً، وَ خَلَقْناكُمْ أَزْواجاً، وَ جَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً، وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً، وَ جَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً، وَ بَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً، وَ جَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً، وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً، لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَ نَباتاً، وَ جَنَّاتٍ أَلْفافاً، إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً، يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً، وَ فُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً، وَ سُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً .

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 383

هذه السورة مكية. و

روي‏ أنه صلّى اللّه عليه و سلم لما بعث، جعل المشركون يتساءلون بينهم فيقولون: ما الذي أتى به؟ و يتجادلون فيما بعث به، فنزلت.

و مناسبتها لما ذكر قبلها ظاهرة. لما ذكر فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ* «1» ، أي بعد الحديث الذي هو القرآن، و كانوا يتجادلون فيه و يسائلون عنه، قال: عَمَّ يَتَساءَلُونَ‏ . و قرأ الجمهور: عَمَ‏ ؛ و عبد اللّه و أبيّ و عكرمة و عيسى: عما بالألف، و هو أصل عم، و الأكثر حذف الألف من ما الاستفهامية إذا دخل عليها حرف الجر و أضيف إليها. و من إثبات الألف قوله:

على ما قام يشتمني لئيم‏

كخنزير تمرغ في رماد

و قرأ الضحاك و ابن كثير في رواية: عمه بهاء السكت، أجرى الوصل مجرى الوقف، لأن الأكثر في الوقف على ما الاستفهامية هو بإلحاق هاء السكت، إلا إذا أضيفت إليها فلا بد من الهاء في الوقف، نحو: بحي مه. و الاستفهام عن هذا فيه تفخيم و تهويل و تقرير و تعجيب، كما تقول: أي رجل زيد؟ و زيد ما زيد، كأنه لما كان عديم النظير أو قليله خفي عليك جنسه فأخذت تستفهم عنه. ثم جرد العبارة عن تفخيم الشي‏ء، فجاء في القرآن، و الضمير في‏ يَتَساءَلُونَ‏ لأهل مكة. ثم أخبر تعالى أنهم‏ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ‏ ، و هو أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و ما جاء به من القرآن. و قيل: الضمير لجميع العالم، فيكون الاختلاف تصديق المؤمن و تكذيب الكافر. و قيل: المتساءل فيه البعث، و الاختلاف فيه عم متعلق بيتساءلون. و من قرأ عمه بالهاء في الوصل فقد ذكرنا أنه يكون أجرى الوصل مجرى الوقف، و عن النبأ متعلق بمحذوف، أي يتساءلون عن النبأ. و أجاز الزمخشري أن يكون وقف على عمه، ثم ابتدأ بيتسألون عن النبأ العظيم على أن يضمر لعمه يتساءلون، و حذفت لدلالة ما بعدها عليه، كشي‏ء مبهم ثم يفسر. و قال ابن عطية: قال أكثر النحاة قوله‏ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ‏ متعلق بيتساءلون، الظاهر كأنه قال: لم يتساءلون عن النبأ العظيم؟ و قال الزجاج: الكلام تام في قوله‏ عَمَّ يَتَساءَلُونَ‏ ، ثم كان مقتضى القول أن يجيب مجيب فيقول: يتساءلون عن النبأ، فاقتضى إيجاز القرآن و بلاغته أن يبادر المحتج بالجواب الذي يقتضيه الحال، و المجاورة اقتضاء بالحجة و إسراعا إلى موضع قطعهم. و قرأ عبد اللّه و ابن جبير: يسألون بغير تاء و شد السين، و أصله يتساءلون بتاء الخطاب، فأدغم التاء الثانية في السين. كَلَّا : ردع للمتسائلين. و قرأ الجمهور: بياء الغيبة فيهما. و عن الضحاك: الأول‏

(1) سورة المرسلات: 77/ 50.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 384

بالتاء على الخطاب، و الثاني بالياء على الغيبة. و هذا التكرار توكيد في الوعيد و حذف ما يتعلق به العلم على سبيل التهويل، أي سيعلمون ما يحل بهم.

ثم قررهم تعالى على النظر في آياته الباهرة و غرائب مخلوقاته التي ابتدعها من العدم الصرف، و أن النظر في ذلك يفضي إلى الإيمان بما جاءت به الرسل من البعث و الجزاء، فقال: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ، فبدأ بما هم دائما يباشرونه، و المهاد: الفراش الموطأ. و قرأ الجمهور: مِهاداً ؛ و مجاهد و عيسى و بعض الكوفيين: مهدا، بفتح الميم و سكون الهاء، و لم ينسب ابن عطية عيسى في هذه القراءة. و قال ابن خالويه: مهدا على التوحيد، مجاهدا و عيسى الهمداني و هو الحوفي، فاحتمل أن يكون قول ابن عطية و بعض الكوفيين كناية عن عيسى الهمداني. و إذا أطلقوا عيسى، أو قالوا عيسى البصرة، فهو عيسى بن عمر الثقفي. و تقدم الكلام في المهاد في البقرة في أول حزب، وَ اذْكُرُوا اللَّهَ‏ «1» . وَ الْجِبالَ أَوْتاداً : أي ثبتنا الأرض بالجبال، كما ثبت البيت بالأوتاد. قال الأفوه:

و البيت لا ينبني إلا له عمد

و لا عماد إذا لم ترس أوتاد

أَزْواجاً : أي أنواعا من اللون و الصورة و اللسان. و قال الزجاج و غيره: مزدوجين، ذكرا و أنثى. سُباتاً : سكونا و راحة. سبت الرجل: استراح و ترك الشغل، و السبات علة معروفة يفرط على الإنسان السكوت حتى يصير قاتلا، و النوم شبيه به إلا في الضرر. و قال قتادة: النائم مسبوت لا يعقل، كأنه ميت. لِباساً : أي يستترون به عن العيون فيما لا يحبون أن يظهر عليه. وَ جَعَلْنَا النَّهارَ : قابل النوم بالنهار، إذ فيه اليقظة. مَعاشاً :

وقت عيش، و هو الحياة تتصرفون فيه في حوائجكم. سَبْعاً : أي سموات، شِداداً :

محكمة الخلق قوية لا تتأثر بمرور الأعصار إلا إذا أراد اللّه عز و جل. و قال الشاعر:

فلما جئته أعلى محلي‏

و أجلسني على السبع الشداد

سِراجاً : هو الشمس، وَهَّاجاً : حارا مضطرم الاتقاد. و قال عبد اللّه بن عمرو. الشمس في السماء الرابعة، إلينا ظهرها، و لهيبها يضطرم علوا. مِنَ الْمُعْصِراتِ‏ ، قال أبي و الحسن و ابن جبير و زيد بن أسلم و قتادة و مقاتل: هي السموات.

و قال ابن عباس و أبو العالية و الربيع و الضحاك: السحاب القاطرة، مأخوذ من العصر، لأن‏

صفحه بعد