کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البحر المحيط فى التفسير

الجزء الأول

خطبة الكتاب

سورة البقرة 2

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 16] [سورة البقرة(2): الآيات 17 الى 18] [سورة البقرة(2): آية 19] [سورة البقرة(2): آية 20] [سورة البقرة(2): الآيات 21 الى 22] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 24] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 29] [سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): آية 35] [سورة البقرة(2): الآيات 36 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 43] [سورة البقرة(2): الآيات 44 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 49] [سورة البقرة(2): الآيات 50 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 123] [سورة البقرة(2): الآيات 124 الى 131] [سورة البقرة(2): الآيات 132 الى 141]
فهرست الجزء الأول من تفسير البحر المحيط

الجزء الثالث

سورة ال عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 11] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 12 الى 14] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 15 الى 18] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 19 الى 22] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 23 الى 32] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 41] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 42 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 61] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 62 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 71] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 72 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 79] [سورة آل‏عمران(3): آية 80] [سورة آل‏عمران(3): آية 81] [سورة آل‏عمران(3): آية 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 101] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 102 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 127] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 128 الى 132] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 133 الى 141] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 142 الى 152] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 153 الى 163] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 164 الى 170] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 171 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 185] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 186 الى 200]
فهرس الجزء الثالث

الجزء الرابع

فهرست الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الجزء الخامس

الجزء السادس

فهرس الجزء السادس

الجزء السابع

فهرس الجزء السابع

الجزء الثامن

فهرس الجزء الثامن

الجزء التاسع

فهرس الجزء التاسع

الجزء العاشر

فهرس الجزء العاشر

الجزء الحادي عشر

1 - فهرس الآيات القرآنية الكريمة

سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة إبراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس
2 - فهرس الأحاديث و الآثار 3 - فهرس الشعوب و القبائل و الأديان 4 - فهرس الأماكن و البلاد

5 - فهرس الأبيات الشعرية

حروف الهمزة الهمزة المفتوحة الهمزة المضمومة الهمزة المكسورة حرف الباء الباء المفتوحة الباء المضمومة الباء المكسورة حرف التاء التاء المفتوحة التاء المضمومة التاء المكسورة حرف الثاء الثاء المفتوحة الثاء المكسورة حرف الجيم الجيم المفتوحة الجيم المضمومة الجيم المكسورة حرف الحاء الحاء المفتوحة الحاء المضمومة الحاء المكسورة الخاء المكسورة حرف الدال الدال المفتوحة الدال المضمومة الدال المكسورة حرف الراء الراء المفتوحة الراء المضمومة الراء المكسورة حرف الزاي الزاي المفتوحة حرف السين السين المفتوحة السين المضمومة السين المكسورة حرف الشين الشين المفتوحة الشين المكسورة حرف الصاد الصاد المفتوحة الصاد المضمومة الصاد المكسورة حرف الضاد الضاد المفتوحة الضاد المكسورة حرف الطاء الطاء المفتوحة حرف الظاء حرف العين العين المفتوحة العين المضمومة العين المكسورة الغين المكسورة حرف الفاء الفاء المفتوحة الفاء المضمومة الفاء المكسورة حرف القاف القاف المفتوحة القاف المضمومة القاف المكسورة حرف الكاف الكاف المفتوحة الكاف المضمومة الكاف المكسورة حرف اللام اللام المفتوحة اللام المضمومة اللام المكسورة حرف الميم الميم المفتوحة الميم المضمومة الميم المكسورة حرف النون النون المفتوحة النون المضمومة النون المكسورة حرف الهاء الهاء المفتوحة الهاء المكسورة الواو المفتوحة الواو المكسورة الياء المفتوحة الياء المكسورة حرف الألف
6 - فهرس أنصاف الأبيات 7 - فهرس الأمثال

البحر المحيط فى التفسير


صفحه قبل

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 409

الكافر. و قتل دعاء عليه، و القتل أعظم شدائد الدنيا. ما أَكْفَرَهُ‏ ، الظاهر أنه تعجب من إفراط كفره، و التعجب بالنسبة للمخلوقين، إذ هو مستحيل في حق اللّه تعالى، أي هو ممن يقال فيه ما أكفره. و قيل: ما استفهام توقيف، أي: أي شي‏ء أكفره؟ أي جعله كافرا، بمعنى لأي شي‏ء يسوغ له أن يكفر.

مِنْ أَيِّ شَيْ‏ءٍ خَلَقَهُ‏ : استفهام على معنى التقرير على حقارة ما خلق منه. ثم بين ذلك الشي‏ء الذي خلق منه فقال: مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ‏ : أي فهيأه لما يصلح له. و قال ابن عباس: أي في بطن أمه، و عنه قدر أعضاءه، و حسنا و دميما و قصيرا و طويلا و شقيا و سعيدا. و قيل: من حال إلى حال، نطفة ثم علقة، إلى أن تم خلقه. ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ‏ :

أي ثم يسر السبيل، أي سهل. قال ابن عباس و قتادة و أبو صالح و السدي: سبيل النظر القويم المؤدي إلى الإيمان، و تيسيره له هو هبة العقل. و قال مجاهد و الحسن و عطاء و ابن عباس في رواية أبي صالح عنه: السبيل العام اسم الجنس في هدى و ضلال، أي يسر قوما لهذا، كقوله: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ‏ «1» الآية، و قوله تعالى: وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ‏ «2» ؛ و عن ابن عباس: يسره للخروج من بطن أمه. ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ‏ : أي جعل له قبرا صيانة لجسده أن يأكله الطير و السباع. قبره: ذفنه، و أقبره: صيره بحيث يقبر و جعل له قبرا، و القابر:

الدافن بيده. قال الأعشى:

لو أسندت ميتا إلى قبرها

عاش و لم ينقل إلى قابر

ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ‏ : أي إذا أراد إنشاره أنشره، و المعنى: إذا بلغ الوقت الذي قد شاءه اللّه، و هو يوم القيامة. و في كتاب اللوامح شعيب بن الحبحاب: شاء نشره، بغير همز قبل النون، و هما لغتان في الأحياء؛ و في كتاب ابن عطية: و قرأ شعيب بن أبي حمزة: شاء نشره. كَلَّا : ردع للإنسان عن ما هو فيه من الكفر و الطغيان. لَمَّا يَقْضِ‏ : يفي من أول مدة تكليفه إلى حين إقباره، ما أَمَرَهُ‏ به اللّه تعالى، فالضمير في يقض للإنسان.

و قال ابن فورك: للّه تعالى، أي لم يقض اللّه لهذا الكافر ما أمره به من الإيمان، بل أمره بما لم يقض له. و لما عدّد تعالى نعمه في نفس الإنسان، ذكر النعم فيما به قوام حياته، و أمره بالنظر إلى طعامه و كيفيات الأحوال التي اعتورت على طعامه حتى صار بصدد أن يطعم.

و الظاهر أن الطعام هو المطعوم، و كيف ييسره اللّه تعالى بهذه الوسائط المذكورة من صب‏

(1) سورة الإنسان: 76/ 3.

(2) سورة البلد: 90/ 10.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 410

الماء و شق الأرض و الإنبات، و هذا قول الجمهور. و قال أبيّ و ابن عباس و مجاهد و الحسن و غيرهم: إِلى‏ طَعامِهِ‏ : أي إذا صار رجيعا ليتأمل عاقبة الدنيا على أي شي‏ء يتفانى أهلها. و قرأ الجمهور: إنا بكسر الهمزة؛ و الأعرج و ابن وثاب و الأعمش و الكوفيون و رويس: أَنَّا بفتح الهمزة؛ و

الحسين بن عليّ رضي اللّه تعالى عنهما: أني بفتح الهمزة مما لا

؛ فالكسر على الاستئناف في ذكر تعداد الوصول إلى الطعام، و الفتح قالوا على البدل، ورده قوم، لأن الثاني ليس الأول. قيل: و ليس كما ردوا لأن المعنى: فلينظر الإنسان إلى إنعامنا في طعامه، فترتب البدل و صح. انتهى. كأنهم جعلوه بدل كل من كل، و الذي يظهر أنه بدل الاشتمال. و قراءة أبي ممالا على معنى: فلينظر الإنسان كيف صببنا.

و أسند تعالى الصب و الشق إلى نفسه إسناد الفعل إلى السبب، و صب الماء هو المطر.

و الظاهر أن الشق كناية عن شق الفلاح بما جرت العادة أن يشق به. و قيل: شق الأرض هو بالنبات. حَبًّا : يشمل ما يسمى حبا من حنطة و شعير و ذرة و سلت و عدس و غير ذلك.

وَ قَضْباً ، قال الحسن: العلف، و أهل مكة يسمون القت القضب. و قيل: الفصفصة، و ضعف لأنه داخل في الأب. و قيل: ما يقضب ليأكله ابن آدم غضا من النبات، كالبقول و الهليون. و قال ابن عباس: هو الرطب، لأنه يقضب من النخل، و لأنه ذكر العنب قبله.

غُلْباً ، قال ابن عباس: غلاظا، و عنه: طوالا؛ و عن قتادة و ابن زيد: كراما؛ وَ فاكِهَةً : ما يأكله الناس من ثمر الشجر، كالخوخ و التين؛ وَ أَبًّا : ما تأكله البهائم من العشب. و قال الضحاك: التبن خاصة. و قال الكلبي: كل نبات سوى الفاكهة رطبها، و الأب: يابسها. الصَّاخَّةُ : اسم من أسماء القيامة يصم نبأها الآذان، تقول العرب:

صختهم الصاخة و نابتهم النائبة، أي الداهية. و قال أبو بكر بن العربي: الصاخة هي التي تورث الصمم، و أنها لمسمعة، و هذا من بديع الفصاحة، كقوله:

أصمهم سرّهم أيام فرقتهم‏

فهل سمعتم بسرّ يورث الصمما

و قول الآخر:

أصم بك الناعي و إن كان أسمعا و لعمر اللّه إن صيحة القيامة مسمعه تصم عن الدنيا و تسمع أمور الآخرة. انتهى.

يَوْمَ يَفِرُّ : بدل من إذا، و جواب إذا محذوف تقديره: اشتغل كل إنسان بنفسه، يدل عليه: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ‏ ، و فراره من شدّة الهول يوم القيامة، كما جاء

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 411

من‏

قول الرسل: «نفسي نفسي».

و قيل: خوف التبعات، لأن الملابسة تقتضي المطالبة.

يقول الأخ: لم تواسني بمالك، و الأبوان قصرت في برنا، و الصاحبة أطعمتني الحرام و فعلت و صنعت، و البنون لم تعلمنا و ترشدنا. و قرأ الجمهور: يُغْنِيهِ‏ : أي عن النظر في شأن الآخر من الإغناء؛ و الزهري و ابن محيصن و ابن أبي عبلة و حميد و ابن السميفع: يعنيه بفتح الياء و العين المهملة، من قولهم: عناني الأمر: قصدني. مُسْفِرَةٌ : مضيئة، من أسفر الصبح: أضاء، و تَرْهَقُها : تغشاها، قَتَرَةٌ : أي غبار. و الأولى ما يغشاه من العبوس عند الهم، و الثانية من غبار الأرض. و قيل: غَبَرَةٌ : أي من تراب الأرض، و قترة: سواد كالدخان. و قال زيد بن أسلم: الغبرة: ما انحطت إلى الأرض، و القترة: ما ارتفعت إلى السماء. و قرأ الجمهور: قترة، بفتح التاء؛ و ابن أبي عبلة: بإسكانها.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 412

سورة التّكوير

[سورة التكوير (81): الآيات 1 الى 29]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَ إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَ إِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (3) وَ إِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (4)

وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (6) وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)

وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَ إِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (11) وَ إِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَ إِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (14)

فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (16) وَ اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (17) وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)

ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَ ما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَ ما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)

وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (27) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَ ما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (29)

انكدرت النجوم: انتثرت. و قال أبو عبيدة: انصبت كما تنصب القعاب إذا كسرت.

قال العجاج يصف صقرا:

أبصر حرمات فلاة فانكدر

تقصي البازي إذا البازي كسر

العشار جمع عشراء، و هي الناقة التي مر لحملها عشرة أشهر، ثم هو اسمها إلى أن تضع في تمام السنة. التعطيل: التفريغ و الإهمال. الوحش: حيوان البر الذي ليس في‏

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 413

طبعه التآنس ببني آدم. الموءودة: البنت التي تدفن حية، و أصله من النقل، كأنها تنقل من التراب حتى تموت، و منه اتئد: أي توقر و أثقل و لا تخف. الكشط: التقشير، كشطت جلد الشاة: سلخته عنها. الخنس جمع خانس، و الخنوس: الانقباض و الاستخفاء. تقول خنس بين القوم و انخنس. الكنس جمع كانس و كانسه، يقال: كنس إذا دخل الكناس، و هو المكان الذي تأوي إليه الظباء. و الخنس: تأخر الأنف عن الشفة مع ارتفاع قليل من الأرنبة. عسعس، قال الفراء: عسعس الليل و عسس، إذا لم يبق منه إلا القليل. و قال الخليل: عسعس الليل: أقبل و أدبر. قال المبرد: هو من الأضداد. و قال علقمة بن قرط:

حتى إذا الصبح لها تنفسا

و انجاب عنها ليلها و عسعسا

و قال رؤبة:

يا هند ما أسرع ما تعسعسا

من بعد ما كان فتى ترعرعا

التنفس: خروج النسيم من الجوف، و استعير للصبح و معناه: امتداده حتى يصير نهارا واضحا. الظنين: المتهم، فعيل بمعنى مفعول، ظننت الرجل: اتهمته، و الظنين:

البخيل، قال الشاعر:

أجود بمكنون الحديث و إنني‏

بسرّك عن ما سألتني لضنين‏

إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَ إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ، وَ إِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ، وَ إِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ، وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ، وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ، وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ، وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ، وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ، وَ إِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ، وَ إِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ، وَ إِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ، عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ، فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ، الْجَوارِ الْكُنَّسِ، وَ اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ، وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ، إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ، مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ، وَ ما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ، وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ، وَ ما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ، وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ، فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ، إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ، لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ، وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ‏ .

هذه السورة مكية. و مناسبتها لما قبلها في غاية الظهور. و تكوير الشمس، قال ابن عباس: إدخالها في العرش. و قال مجاهد و قتادة و الحسن: ذهاب ضوئها. و قال الربيع بن خيثم: رمى بها، و منه: كورته فتكوّر. و قال أبو صالح: نكست؛ و عن ابن عباس أيضا:

أظلمت؛ و عن مجاهد: اضمحلت. و قيل: غوّرت؛ و قيل: يلف بعضها ببعض و يرمى بها

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 414

في البحر. و قال أبو عبيدة: كورت مثل تكوير العمامة. و قال القرطبي: من كار العمامة على رأسه يكورها، أي لاثها و جمعها، فهي تكور، ثم يمحى ضوءها، ثم يرمى بها. و قال الزمخشري: فإن قلت: ارتفاع الشمس على الابتداء أو الفاعلية؟ قلت: بل على الفاعلية، رافعها فعل مضمر يفسره‏ كُوِّرَتْ‏ ، لأن إذا يطلب الفعل لما فيه من معنى الشرط.

انتهى. و من طريقته أنه يسمي المفعول الذي لم يسم فاعله فاعلا، و لا مشاحة في الاصطلاح. و ليس ما ذكر من الإعراب مجمعا على تحتمه عند النحاة، بل يجوز رفع الشمس على الابتداء عند الأخفش و الكوفيين، لأنهم يجيزون أن تجي‏ء الجملة الاسمية بعد إذا، نحو: إذا زيد يكرمك فأكرمه.

انْكَدَرَتْ‏ ، عن ابن عباس: تساقطت؛ و عنه أيضا: تغيرت فلم يبق لها ضوء لزوالها عن أماكنها، من قولهم: ماء كدر: أي متغير. و تسيير الجبال: أي عن وجه الأرض، أو سيرت في الجو تسيير السحاب، كقوله: وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ‏ «1» ، و هذا قبل نسفها، و ذلك في أول هول يوم القيامة. و العشار: أنفس ما عند العرب من المال، و تعطيلها: تركها مسيبة مهملة، أو عن الحلب لاشتغالهم بأنفسهم، أو عن أن يحمل عنها الفحول؛ و أطلق عليها عشارا باعتبار ما سبق لها ذلك. قال القرطبي: و هذا على وجه المثل، لأنه في القيامة لا يكون عشراء، فالمعنى: أنه لو كان عشراء لعطلها أهلها و اشتغلوا بأنفسهم. و قيل: إذا قاموا من القبور شاهدوا الوحوش و الدواب محشورة و عشارهم فيها التي كانت كرائم أموالهم، لم يعبأوا بها لشغلهم بأنفسهم. و قيل: العشار: السحاب، و تعطيلها من الماء فلا تمطر. و العرب تسمي السحاب بالحامل. و قيل: العشار: الديار تعطل فلا تسكن. و قيل: العشار: الأرض التي يعشر زرعها، تعطل فلا تزرع.

و قرأ الجمهور: عُطِّلَتْ‏ بتشديد الطاء؛ و مضر عن اليزيدي: بتخفيفها، كذا في كتاب ابن خالويه، و في كتاب اللوامح عن ابن كثير، قال في اللوامح، و قيل: هو وهم إنما هو عطلت بفتحتين بمعنى تعطلت، لأن التشديد فيه التعدي، يقال: منه عطلت الشي‏ء و أعطلته فعطل بنفسه، و عطلت المرأة فهي عاطل إذا لم يكن عليها الحلي، فلعل هذه القراءة عن ابن كثير لغة استوى فيها فعلت و أفعلت، و اللّه أعلم. انتهى. و قال امرؤ القيس:

و جيد كجيد الريم ليس بفاحش‏

إذا هي نصته و لا بمعطل‏

(1) سورة النمل: 27/ 88.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏10، ص: 415

حُشِرَتْ‏ : أي جمعت من كل ناحية. فقال ابن عباس: جمعت بالموت، فلا تبعث و لا يحضر في القيامة غير الثقلين. و عنه و عن قتادة و جماعة: يحشر كل شي‏ء حتى الذباب. و عنه: تحشر الوحوش حتى يقتص من بعضها لبعض، ثم يقتص للجماء من القرناء، ثم يقال لها موتي فتموت. و قيل: إذا قضى بينها ردت ترابا فلا يبقى منها إلا ما فيه سرور لبني آدم و إعجاب بصورته، كالطاووس و نحوه. و قال أبيّ: في الدنيا في أول الهول تفر في الأرض و تجتمع إلى بني آدم تآنسا بهم. و قرأ الجمهور: حُشِرَتْ‏ بخف الشين؛ و الحسن و عمرو بن ميمون: بشدها. وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ‏ : تقدم أقوال العلماء في سجر البحر في الطور، و البحر المسجور، و في كتاب لغات القراءات، سجرت: جمعت، بلغة خثعم. و قال هنا ابن عطية: و يحتمل أن يكون المعنى: ملكت و قيد اضطرابها حتى لا تخرج على الأرض من الهول، فتكون اللفظة مأخوذة من ساجور الكلب. و قرأ ابن كثير و أبو عمرو: بخف الجيم؛ و باقي السبعة: بشدها.

قال ابن عطية: و ذهب قوم إلى أن هذه الأشياء المذكورة استعارات في كل ابن آدم و أحواله عند الموت. فالشمس نفسه، و النجوم عيناه و حواسه، و هذا قول ذاهب إلى إثبات الرموز في كتاب اللّه تعالى. انتهى. و هذا مذهب الباطنية، و مذاهب من ينتمي إلى الإسلام من غلاة الصوفية، و قد أشرنا إليهم في خطبة هذا الكتاب؛ و إنما هؤلاء زنادقة تستروا بالانتماء إلى ملة الإسلام. و كتاب اللّه جاء بلسان عربي مبين، لا رمز فيه و لا لغز و لا باطن، و لا إيماء لشي‏ء مما تنتحله الفلاسفة و لا أهل الطبائع. و لقد ضمن تفسيره أبو عبد اللّه الرازي المعروف بابن خطيب الري أشياء مما قاله الحكماء عنده و أصحاب النجوم و أصحاب الهيئة، و ذلك كله بمعزل عن تفسير كتاب اللّه عز و جل. و كذلك ما ذكره صاحب التحرير و التحبير في آخر ما يفسره من الآيات من كلام من ينتمي إلى الصوف و يسميها الحقائق، و فيها ما لا يحل كتابته، فضلا عن أن يعتقد، نسأل اللّه تعالى السلامة في ديننا و عقائدنا و ما به قوام ديننا و دنيانا.

وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ‏ : أي المؤمن مع المؤمن و الكافر مع الكافر، كقوله:

وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً «1» ، قاله عمرو ابن عباس؛ أو نفوس المؤمنين بأزواجهم من الحور العين و غيرهن، قاله مقاتل بن سليمان؛ أو الأزواج الأجساد، قاله عكرمة و الضحاك‏

صفحه بعد