کتابخانه تفاسیر
البحر المحيط فى التفسير، ج10، ص: 417
للفاعل. بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ : مبنيا للمفعول بتاء التأنيث فيهما إخبارا عنهما، و لو حكي كلامها لكان قتلت بضم التاء.
و كان العرب إذا ولد لأحدهم بنت و استحياها، ألبسها جبة من صوف أو شعر و تركها ترعى الإبل و الغنم، و إذا أراد قتلها تركها حتى إذا صارت سداسية قال لأمها: طيبيها و لينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها، و قد حفر حفرة أو بئرا في الصحراء، فيذهب بها إليها و يقول لها انظري فيها؛ ثم يدفعها من خلفها و يهيل عليها التراب حتى يستوي بالأرض. و قيل:
كانت الحامل إذا قرب وضعها حفرت حفرة فتمخضت على رأسها، فإذا ولدت بنتا رمت بها في الحفرة، و إن ولدت ابنا حبسته. و قد افتخر الفرزدق، و هو أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية، بجده صعصعة، إذ كان منع و أد البنات فقال:
و منا الذي منع الوائدات
فأحيا الوئيد و لم يوئد
وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ : صحف الأعمال كانت مطوية على الأعمال، فنشرت يوم القيامة ليقرأ كل إنسان كتابه. و قيل: الصحف التي تتطاير بالإيمان و الشمائل بالجزاء، و هي صحف غير صحف الأعمال. و قرأ أبو رجاء و قتادة و الحسن و الأعرج و شيبة و أبو جعفر و نافع و ابن عامر و عاصم: نشرت بخف الشين؛ و باقي السبعة: بشدّها. و كشط السماء: طيها كطي السجل. و قيل: أزيلت كما يكشط الجلد عن الذبيحة. و قرأ عبد اللّه: قشطت بالقاف، و هما كثيرا ما يتعاقبان، كقولهم: عربي قح و كح، و تقدّمت قراءته قافورا، أي كافورا. و قرأ نافع و ابن عامر و حفص: سُعِّرَتْ بشد العين؛ و باقي السبعة: بخفها، و هي قراءة عليّ. قال قتادة: سعرها غضب اللّه تعالى و ذنوب بني آدم، و جواب إذا و ما عطفت عليه عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ : و نفس تعم في الإثبات من حيث المعنى، ما أحضرت من خير تدخل به الجنة، أو من شر تدخل به النار. و قال ابن عطية: و وقع الإفراد لينبه الذهن على حقارة المرء الواحد و قلة دفاعه عن نفسه. انتهى.
و قرئت هذه السورة عند عبد اللّه، فلما بلغ القارئ عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ ، قال عبد اللّه: «وا انقطاع ظهراه». بِالْخُنَّسِ ، قال الجمهور: الدراري السبعة: الشمس و القمر، و زحل، و عطارد، و المريخ، و الزهرة، و المشتري. و قال: على الخمسة دون الشمس و القمر، تجري الخمسة مع الشمس و القمر، و ترجع حتى تخفى مع ضوء الشمس، قاله الزمخشري. و قال ابن عطية: تخنس في جريها التي يتعهد فيها ترى العين،
البحر المحيط فى التفسير، ج10، ص: 418
و هي جوار في السماء، و هي تكنس في أبراجها، أي تستتر. و
قال علي أيضا و الحسن و قتادة: هي النجوم كلها لأنها تخنس و تكنس بالنهار حين تختفي.
و قال الزمخشري: أي تخنس بالنهار و تكنس بالليل، أي تطلع في أماكنها كالوحش في كنسها. انتهى. و قال عبد اللّه و النخعي و جابر بن زيد و جماعة: المراد بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ : بقر الوحش، لأنها تفعل هذه الأفعال في كنائسها. و قال ابن عباس و ابن جبير و الضحاك: هي الظباء، و الخنس من صفة الأنوق لأنها يلزمها الخنس، و كذا بقر الوحش.
عَسْعَسَ بلغة قريش، و قال الحسن: أقبل ظلامه، و يرجحه مقابلته بقوله:
وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ، فهما حالتان. و قال المبرد: أقسم بإقباله و إدباره و تنفسه كونه يجيء معه روح و نسيم، فكأنه نفس له على المجاز. إِنَّهُ : أي إن هذا المقسم عليه، أي إن القرآن لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ؛ الجمهور: على أنه جبريل عليه السلام. و قيل:
محمد صلّى اللّه عليه و سلّم، و كريم صفة تقتضي نفي المذام كلها و إثبات صفات المدح اللائقة به. ذِي قُوَّةٍ : كقوله: شَدِيدُ الْقُوى «1» . عِنْدَ ذِي : الكينونة اللائقة من شرف المنزلة و عظم المكانة. و قيل: العرش متعلق بمكين مطاع. ثم إشارة إلى عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ : أي إنه مطاع في ملائكة اللّه المقربين يصدرون عن أمره. و قرأ أبو جعفر و أبو حيوة و أبو البرهسم و ابن مقسم: ثم، بضم الثاء: حرف عطف، و الجمهور: ثَمَ بفتحها، ظرف مكان للبعيد. و قال الزمخشري: و قرىء ثم تعظيما للأمانة و بيانا لأنها أفضل صفاته المعدودة.
انتهى. و قال صاحب اللوامح: بمعنى مطاع و أمين، و إنما صارت ثم بمعنى الواو بعد أن مواضعتها للمهلة و التراخي عطفا، و ذلك لأن جبريل عليه السلام كان بالصفتين معا في حال واحدة، فلو ذهب ذاهب إلى الترتيب و المهلة في هذا العطف بمعنى مطاع في الملأ الأعلى، ثَمَّ أَمِينٍ عند انفصاله عنهم، حال وحيه على الأنبياء عليهم الصلاة و السلام، لجاز أن لو ورد به أثر انتهى. أَمِينٍ : مقبول القول يصدق فيما يقوله، مؤتمن على ما يرسل به من وحي و امتثال أمر. وَ ما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ : نفى عنه ما كانوا ينسبونه إليه و يبهتونه به من الجنون.
وَ لَقَدْ رَآهُ : أي رأى الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم جبريل عليه السلام، و هذه الرؤية بعد أمر غار حراء حين رآه على كرسي بين السماء و الأرض في صورته له ستمائة جناح. و قيل: هي الرؤية التي رآه فيها عند سدرة المنتهى، و سمى ذلك الموضع أفقا مجازا. و قد كانت له
(1) سورة النجم: 53/ 5.
البحر المحيط فى التفسير، ج10، ص: 419
عليه السلام، رؤية ثانية بالمدينة، و ليست هذه. و وصف الأفق بالمبين لأنه روي أنه كان في المشرق من حيث تطلع الشمس، قاله قتادة و سفيان. و أيضا فكل أفق في غاية البيان.
و قيل: في أفق السماء الغربي، حكاه ابن شجرة. و قال مجاهد: رآه نحو جياد، و هو مشرق مكة. و قرأ عبد اللّه و ابن عباس و زيد بن ثابت و ابن عمر و ابن الزبير و عائشة و عمر بن عبد العزيز و ابن جبير و عروة و هشام بن جندب و مجاهد و غيرهم، و من السبعة النحويان و ابن كثير: بظنين بالظاء، أي بمتهم، و هذا نظير الوصف السابق بأمين. و قيل: معناه بضعيف القوة على التبليغ من قولهم: بئر ظنون إذا كانت قليلة الماء، و كذا هو بالظاء في مصحف عبد اللّه. و قرأ عثمان و ابن عباس أيضا و الحسن و أبو رجاء و الأعرج و أبو جعفر و شيبة و جماعة غيرهم و باقي السبعة: بالضاد، أي ببخيل يشح به لا يبلغ ما قيل له و يبخل، كما يفعل الكاهن حتى يعطى حلوانه. قال الطبري: و بالضاد خطوط المصاحف كلها.
وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ : أي الذي يتراءى له إنما هو ملك لا مثل الذي يتراءى للكهان. فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ : استضلال لهم، حيث نسبوه مرة إلى الجنون، و مرة إلى الكهانة، و مرة إلى غير ذلك مما هو بريء منه. و قال الزمخشري: كما يقال لتارك الجادة اعتسافا أو ذهابا في بنيات الطريق: أي تذهب؟ مثلت حالهم بحاله في تركهم الحق و عدولهم عنه إلى الباطل. انتهى. ذِكْرٌ : تذكرة و عظة، لِمَنْ شاءَ : بدل من لِلْعالَمِينَ ، ثم عذق مشيئة العبيد بمشيئة اللّه تعالى. قال ابن عطية: ثم خصص تعالى من شاء الاستقامة بالذكر تشريفا و تنبيها و ذكرا لتلبسهم بأفعال الاستقامة. ثم بين تعالى أن تكسب العبد على العموم في استقامة و غيرها إنما يكون مع خلق اللّه تعالى و اختراعه الإيمان في صدر المرء. انتهى. و قال الزمخشري: و إنما أبدلوا منهم لأن الذين شاءوا الاستقامة بالدخول في الإسلام هم المنتفعون بالذكر، فكأنه لم يوعظ به غيرهم، و إن كانوا موعوظين جميعا. وَ ما تَشاؤُنَ الاستقامة يا من يشاؤها إلا بتوفيق اللّه تعالى و لطفه، أو ما تشاءونها أنتم يا من لا يشاؤها إلا بقسر اللّه و إلجائه. انتهى. ففسر كل من ابن عطية و الزمخشري المشيئة على مذهبه. و قال الحسن: ما شاءت العرب الإسلام حتى شاء اللّه لها.
البحر المحيط فى التفسير، ج10، ص: 420
سورة الانفطار
[سورة الانفطار (82): الآيات 1 الى 19]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
بعثرت المتاع: قلبته ظهرا لبطن، و بعثرت الحوض و بحثرته: هدمته و جعلت أعلاه أسفله.
البحر المحيط فى التفسير، ج10، ص: 421
هذه السورة مكية. و انفطارها تقدم الكلام فيه، و انتثار الكواكب: سقوطها من مواضعها كالنظام. و قرأ الجمهور: فُجِّرَتْ بتشديد الجيم؛ و مجاهد و الربيع بن خيثم و الزعفراني و الثوري: بخفها، و تفجيرها من امتلائها، فتفجر من أعلاها و تفيض على ما يليها، أو من أسفلها فيذهب اللّه ماءها حيث أراد. و عن مجاهد: فجرت مبنيا للفاعل مخففا بمعنى: بغت لزوال البرزخ نظرا إلى قوله تعالى: لا يَبْغِيانِ «1» ، لأن البغي و الفجور متقابلان. بُعْثِرَتْ ، قال ابن عباس: بحثت. و قال السدي: أثيرت لبعث الأموات. و قال الفراء: أخرج ما في بطنها من الذهب و الفضة. و قال الزمخشري: بعثر و بحثر بمعنى واحد، و هما مركبان من البعث و البحث مع راء مضمومة إليهما، و المعنى: بحثت و أخرج موتاها. و قيل: لبراءة المبعثرة، لأنها بعثرت أسرار المنافقين. انتهى. فظاهر قوله أنهما مركبان أن مادتهما ما ذكر، و أن الراء ضمت إلى هذه المادة، و الأمر ليس كما يقتضيه كلامه، لأن الراء ليست من حروف الزيادة، بل هما مادتان مختلفتان و إن اتفقا من حيث المعنى. و أما أن إحداهما مركبة من كذا فلا، و نظيره قولهم: دمث و دمثر و سبط و سبطر.
ما قَدَّمَتْ وَ أَخَّرَتْ : تقدم الكلام على شبهه في سورة القيامة و قرأ الجمهور: ما غَرَّكَ ، فما استفهامية. و قرأ ابن جبير و الأعمش: ما أغرك بهمزة، فاحتمل أن يكون تعجبا، و احتمل أن تكون ما استفهامية، و أغرك بمعنى أدخلك في الغرة. و قال الزمخشري: من قولك غر الرجل فهو غار. إذا غفل من قولك بينهم العدو و هم غارون، و أغره غيره: جعله غارا. انتهى. و
روي أنه عليه الصلاة و السلام قرأ: ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ، فقال: جهله
و قاله عمر رضي اللّه تعالى عنه و قرأ أنه كان ظلوما جهولا، و هذا يترتب في الكافر و العاصي. و قال قتادة: عدوه المسلط عليه، و قيل: ستر اللّه عليه.
و قيل: كرم اللّه و لطفه يلقن هذا الجواب، فهذا لطف بالعاصي المؤمن. و قيل: عفوه عنه إن لم يعاقبه أول مرة. و قال الفضيل رضي اللّه عنه: ستره المرخى. و قال ابن السماك:
يا كاتم الذنب أما تستحي
و اللّه في الخلوة رائيكا
غرك من ربك إمهاله
و ستره طول مساويكا
و قال الزمخشري: في جواب الفضيل، و هذا على سبيل الاعتراف بالخطأ.
بالاغترار: بالستر، و ليس باعتذار كما يظنه الطماع، و يظن به قصاص الحشوية، و يروون
(1) سورة الرحمن: 55/ 20.
البحر المحيط فى التفسير، ج10، ص: 422
عن أئمتهم إنما قال: بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ دون سائر صفاته، ليلقن عبده الجواب حتى يقول:
غرني كونه الكريم. انتهى. و هو عادته في الطعن على أهل السنة. فَسَوَّاكَ : جعلك سويا في أعضائك، فَعَدَلَكَ : صيرك معتدلا متناسب الخلق من غير تفاوت. و قرأ الحسن و عمرو بن عبيد و طلحة و الأعمش و عيسى و أبو جعفر و الكوفيون: بخف الدال؛ و باقي السبعة: بشدها. و قراءة التخفيف إما أن تكون كقراءة التشديد، أي عدل بعض أعضائك ببعض حتى اعتدلت، و إما أن يكون معناه فصرفك. يقال: عدله عن الطريق: أي عدلك عن خلقة غيرك إلى خلقة حسنة مفارقة لسائر الخلق، أو فعدلك إلى بعض الأشكال و الهيئات. و الظاهر أن قوله:
فِي أَيِّ صُورَةٍ يتعلق بربك، أي وضعك في صورة اقتضتها مشيئة من حسن و طول و ذكورة، و شبه ببعض الأقارب أو مقابل ذلك. و ما زائدة، و شاء في موضع الصفة لصورة، و لم يعطف رَكَّبَكَ بالفاء كالذي قبله، لأنه بيان لعدلك، و كون في أي صورة متعلقا بربك هو قول الجمهور. و قيل: يتعلق بمحذوف، أي ركبك حاصلا في بعض الصور. و قال بعض المتأولين: إنه يتعلق بقوله: فَعَدَلَكَ ، أي: فعدلك في صورة، أي صورة؛ و أي تقتضي التعجيب و التعظيم، فلم يجعلك في صورة خنزير أو حمار؛ و على هذا تكون ما منصوبة بشاء، كأنه قال: أي تركيب حسن شاء ركبك، و التركيب: التأليف و جمع شيء إلى شيء. و أدغم حارجة عن نافع ركبك كلا، كأبي عمرو في إدغامه الكبير. و كلا:
ردع و زجر لما دل عليه ما قبله من اغترارهم باللّه تعالى، أو لما دل عليه ما بعد كلا من تكذيبهم بيوم الجزاء و الدين أو شريعة الإسلام. و قرأ الجمهور: بَلْ تُكَذِّبُونَ بالتاء، خطابا للكفار؛ و الحسن و أبو جعفر و شيبة و أبو بشر: بياء الغيبة.
وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ : استئناف إخبار، أي عليهم من يحفظ أعمالهم و يضبطها.
و يظهر أنها جملة حالية، و الواو واو الحال، أي تكذبون بيوم الجزاء. و الكاتبون: الحفظة يضبطون أعمالكم لأن تجازوا عليها، و في تعظيم الكتبة بالثناء عليهم تعظيم لأمر الجزاء.
و قرأ الجمهور: يَصْلَوْنَها ، مضارع صلى مخففا؛ و ابن مقسم: مشدّدا مبنيا للمفعول.
يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ ، فيكتبون ما تعلق به الجزاء. قال الحسن: يعلمون ما ظهر دون حديث النفس. و قال سفيان: إذا هم العبد بالحسنة أو السيئة، وجد الكاتبان ريحها. و قال الحسين بن الفضل: حيث قال يعلمون و لم يقل يكتبون دل على أنه لا يكتب الجميع فيخرج عنه السهو و الخطأ و ما لا تبعة فيه. وَ ما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ : أي عن الجحيم، أي
البحر المحيط فى التفسير، ج10، ص: 423
لا يمكنهم الغيبة، كقوله: وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ «1» . و قيل: إنهم مشاهدوها في البرزخ. لما أخبر عن صليهم يوم القيامة، أخبر بانتفاء غيبتهم عنها قبل الصلي، أي يرون مقاعدهم من النار.
وَ ما أَدْراكَ : تعظيم لهول ذلك اليوم. و قرأ ابن أبي إسحاق و عيسى و ابن جندب و ابن كثير و أبو عمرو: يَوْمَ لا تَمْلِكُ برفع الميم، أي هو يوم، و أجاز الزمخشري فيه أن يكون بدلا مما قبله. و قرأ محبوب عن أبي عمرو: يوم لا تملك على التنكير منونا مرفوعا فكه عن الإضافة و ارتفاعه على هو يوم، و لا تملك جملة في موضع الصفة، و العائد محذوف، أي لا تملك فيه. و قرأ زيد بن علي و الحسن و أبو جعفر و شيبة و الأعرج و باقي السبعة: يوم بالفتح على الظرف، فعند البصريين هي حركة إعراب، و عند الكوفيين يجوز أن تكون حركة بناء، و هو على التقديرين في موضع رفع خبر المحذوف تقديره: الجزاء يوم لا تملك، أو في موضع نصب على الظرف، أي يدانون يوم لا تملك، أو على أنه مفعول به، أي اذكر يوم لا تملك. و يجوز على رأي من يجيز بناءه أن يكون في موضع رفع خبر المبتدأ محذوف تقديره: هو. يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً : عام كقوله: فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَ لا ضَرًّا «2» . و قال مقاتل: لنفس كافرة شيئا من المنفعة.
وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ، قال قتادة: و كذلك هو اليوم، لكنه هناك لا يدعي أحد منازعة، و لا يمكن هو أحدا مما كان ملكه في الدنيا.
(1) سورة البقرة: 2/ 167.