کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البحر المحيط فى التفسير

الجزء الأول

خطبة الكتاب

سورة البقرة 2

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 16] [سورة البقرة(2): الآيات 17 الى 18] [سورة البقرة(2): آية 19] [سورة البقرة(2): آية 20] [سورة البقرة(2): الآيات 21 الى 22] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 24] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 29] [سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): آية 35] [سورة البقرة(2): الآيات 36 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 43] [سورة البقرة(2): الآيات 44 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 49] [سورة البقرة(2): الآيات 50 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 123] [سورة البقرة(2): الآيات 124 الى 131] [سورة البقرة(2): الآيات 132 الى 141]
فهرست الجزء الأول من تفسير البحر المحيط

الجزء الثالث

سورة ال عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 11] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 12 الى 14] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 15 الى 18] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 19 الى 22] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 23 الى 32] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 41] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 42 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 61] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 62 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 71] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 72 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 79] [سورة آل‏عمران(3): آية 80] [سورة آل‏عمران(3): آية 81] [سورة آل‏عمران(3): آية 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 101] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 102 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 127] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 128 الى 132] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 133 الى 141] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 142 الى 152] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 153 الى 163] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 164 الى 170] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 171 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 185] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 186 الى 200]
فهرس الجزء الثالث

الجزء الرابع

فهرست الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الجزء الخامس

الجزء السادس

فهرس الجزء السادس

الجزء السابع

فهرس الجزء السابع

الجزء الثامن

فهرس الجزء الثامن

الجزء التاسع

فهرس الجزء التاسع

الجزء العاشر

فهرس الجزء العاشر

الجزء الحادي عشر

1 - فهرس الآيات القرآنية الكريمة

سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة إبراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس
2 - فهرس الأحاديث و الآثار 3 - فهرس الشعوب و القبائل و الأديان 4 - فهرس الأماكن و البلاد

5 - فهرس الأبيات الشعرية

حروف الهمزة الهمزة المفتوحة الهمزة المضمومة الهمزة المكسورة حرف الباء الباء المفتوحة الباء المضمومة الباء المكسورة حرف التاء التاء المفتوحة التاء المضمومة التاء المكسورة حرف الثاء الثاء المفتوحة الثاء المكسورة حرف الجيم الجيم المفتوحة الجيم المضمومة الجيم المكسورة حرف الحاء الحاء المفتوحة الحاء المضمومة الحاء المكسورة الخاء المكسورة حرف الدال الدال المفتوحة الدال المضمومة الدال المكسورة حرف الراء الراء المفتوحة الراء المضمومة الراء المكسورة حرف الزاي الزاي المفتوحة حرف السين السين المفتوحة السين المضمومة السين المكسورة حرف الشين الشين المفتوحة الشين المكسورة حرف الصاد الصاد المفتوحة الصاد المضمومة الصاد المكسورة حرف الضاد الضاد المفتوحة الضاد المكسورة حرف الطاء الطاء المفتوحة حرف الظاء حرف العين العين المفتوحة العين المضمومة العين المكسورة الغين المكسورة حرف الفاء الفاء المفتوحة الفاء المضمومة الفاء المكسورة حرف القاف القاف المفتوحة القاف المضمومة القاف المكسورة حرف الكاف الكاف المفتوحة الكاف المضمومة الكاف المكسورة حرف اللام اللام المفتوحة اللام المضمومة اللام المكسورة حرف الميم الميم المفتوحة الميم المضمومة الميم المكسورة حرف النون النون المفتوحة النون المضمومة النون المكسورة حرف الهاء الهاء المفتوحة الهاء المكسورة الواو المفتوحة الواو المكسورة الياء المفتوحة الياء المكسورة حرف الألف
6 - فهرس أنصاف الأبيات 7 - فهرس الأمثال

البحر المحيط فى التفسير


صفحه قبل

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 38

قبلها، و كنى بها هنا عن العمل، قاله الفراء و الملة، وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً «1» إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ‏ «2» ، و القهر، و منه المدين للعبد، و المدينة للأمة، قاله يمان بن رئاب. و قال أبو عمرو الزاهد: و إن أطاع و عصى و ذل و عز و قهر و جار و ملك. و حكى أهل اللغة: دنته بفعله دينا و دينا بفتح الدال و كسرها جازيته. و قيل: الدين المصدر، و الدين بالكسر الاسم، و الدين السياسة، و الديان السايس. قال ذو الإصبع عنه: و لا أنت دياني فتخزوني، و الدين الحال. قال النضر بن شميل: سألت أعرابيا عن شي‏ء، فقال: لو لقيتني على دين غير هذا لأخبرتك، و الدين الداء عن اللحياني و أنشد:

يا دين قلبك من سلمى و قد دينا و من قرأ بجر الكاف فعلى معنى الصفة، فإن كان بلفظ ملك على فعل بكسر العين أو إسكانها، أو مليك بمعناه فظاهر لأنه وصف معرفة بمعرفة، و إن كان بلفظ مالك أو ملاك أو مليك محولين من مالك للمبالغة بالمعرفة، و يدل عليه قراءة من قرأ ملك يوم الدين فعلا ماضيا، و إن كان بمعنى الاستقبال، و هو الظاهر لأن اليوم لم يوجد فهو مشكل، لأن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال، فإنه تكون إضافته غير محضة فلا يتعرف بالإضافة، و إن أضيف إلى معرفة فلا يكون إذ ذاك صفة، لأن المعرفة لا توصف بالنكرة و لا بدل نكرة من معرفة، لأن البدل بالصفات ضعيف. و حل هذا الإشكال هو أن اسم الفاعل، إن كان بمعنى الحال أو الاستقبال، جاز فيه وجهان: أحدهما ما قدمناه من أنه لا يتعرف بما أضيف إليه، إذ يكون منويا فيه الانفصال من الإضافة، و لأنه عمل النصب لفظا. الثاني: أن يتعرف به إذا كان معرفة، فيلحظ فيه أن الموصوف صار معروفا بهذا الوصف، و كان تقييده بالزمان غير معتبر، و هذا الوجه غريب النقل، لا يعرفه إلا من له اطلاع على كتاب سيبويه و تنقيب عن لطائفه. قال سيبويه، رحمه اللّه تعالى، و زعم يونس و الخليل أن الصفات المضافة التي صارت صفة للنكرة قد يجوز فيهن كلهن أن يكن معرفة، و ذلك معروف في كلام العرب، انتهى. و استثنى من ذلك باب الصفة المشبهة فقط، فإنه لا يتعرف بالإضافة نحو حسن الوجه. و من رفع الكاف و نون أو لم ينون فعلى القطع إلى الرفع. و من نصب فعلى القطع إلى النصب، أو على النداء و القطع أغرب لتناسق الصفات، إذ لم يخرج بالقطع عنها. و من قرأ ملك فعلا ماضيا فجملة خبرية لا موضع لها من الإعراب، و من أشبع كسرة الكاف فقد قرأ بنادر أو بما ذكر أنه لا يجوز إلا في الشعر، و إضافة الملك أو الملك‏

(1) سورة المائدة: 5/ 3.

(2) سورة آل عمران: 3/ 19.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 39

إلى يوم الدين إنما هو من باب الاتساع، إذ متعلقهما غير اليوم. و الإضافة على معنى اللام، لا على معنى في، خلافا لمن أثبت الإضافة بمعنى في، و يبحث في تقرير هذا في النحو، و إذا كان من الملك كان من باب.

طباخ ساعات الكرى زاد الكسل و ظاهر اللغة تغاير الملك و المالك كما تقدم، و قيل هما بمعنى واحد كالفره و الفاره، فإذا قلنا بالتغاير فقيل مالك أمدح لحسن إضافته إلى من لا تحسن إضافة الملك إليه، نحو مالك الجن و الإنس، و الملائكة و الطير، فهو أوسع لشمول العقلاء و غيرهم، قال الشاعر:

سبحان من عنت الوجوه لوجهه‏

ملك الملوك و مالك العفر

قاله الأخفش، و لا يقال هنا ملك، و لقولهم مالك الشي‏ء لمن يملكه، و قد يكون ملكا لا مالكا نحو ملك العرب و العجم، قاله أبو حاتم، و لزيادته في البناء، و العرب تعظم بالزيادة في البناء، و للزيادة في أجزاء الثاني لزيادة الحروف، و لكثرة من عليها من القراء، و لتمكن التصرف ببيع و هبة و تمليك، و لإبقاء الملك في يد المالك إذا تصرف بجور أو اعتداء أو سرف، و لتعينه في يوم القيامة، و لعدم قدرة المملوك على انتزاعه من الملك، و لكثرة رجائه في سيده بطلب ما يحتاج إليه، و لوجوب خدمته عليه، و لأن المالك يطمع فيه، و الملك يطمع فيك، و لأن له رأفة و رحمة، و الملك له هيبة و سياسة. و قيل ملك أمدح و أليق إن لم يوصف به اللّه تعالى لإشعاره بالكثرة و لتمدحه بمالك الملك، و لم يقل مالك الملك، و لتوافق الابتداء و الاختتام في قوله‏ مَلِكِ النَّاسِ‏ «1» ، و الاختتام لا يكون إلا بأشرف الأسماء، و لدخول المالك تحت حكم الملك، و لوصفه نفسه بالملك في مواضع، و لعموم تصرفه فيمن حوته مملكته، و قصر المالك على ملكه، قاله أبو عبيدة، و لعدم احتياج الملك إلى الإضافة، أو مالك لا بد له من الإضافة إلى مملوك، و لكونه أعظم الناس، فكان أشرف من المالك.

قال أبو علي: حكى ابن السراج عمن اختار قراءة ملك كل شي‏ء بقوله‏ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ ، فقراءة مالك تقرير، قال أبو علي، و لا حجة في هذا، لأن في التنزيل تقدم العام، ثم ذكر الخاص منه‏ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ «2» ، فالخالق يعم، و ذكر المصور لما في ذلك من التنبيه على الصنعة و وجوه الحكمة، و منه‏ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ‏ «3» ، بعد قوله‏ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ‏ «4» ، و إنما كررها تعظيما لها، و تنبيها على وجوب اعتقادها،

(1) سورة الناس: 114/ 2.

(2) سورة الحشر: 59/ 24.

(3) سورة البقرة: 2/ 4.

(4) سورة البقرة: 2/ 3.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 40

و الرد على الكفرة الملحدين، و منه‏ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ، ذكر الرحمن الذي هو عام، و ذكر الرحيم بعده لتخصيص الرحمة بالمؤمنين في قوله‏ وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً «1» ، انتهى.

و قال ابن عطية: و أيضا فإن الرب يتصرف في كلام العرب بمعنى الملك، كقوله:

و من قبل ربيتني فصفت ربوب و غير ذلك من الشواهد، فتنعكس الحجة على من قرأ ملك. و المراد باليوم الذي أضيف إليه مالك أو ملك زمان ممتد إلى أن ينقضي الحساب و يستقر أهل الجنة فيها، و أهل النار فيها، و متعلق المضاف إليه في الحقيقة هو الأمر، كأنه قال مالك أو ملك الأمر في يوم الدين. لكنه لما كان اليوم ظرفا للأمر، جاز أن يتسع فيتسلط عليه الملك أو المالك، لأن الاستيلاء على الظرف استيلاء على المظروف. و فائدة تخصيص هذه الإضافة، و إن كان اللّه تعالى مالك الأزمنة كلها و الأمكنة و من حلها و الملك فيها التنبيه على عظم هذا اليوم بما يقع فيه من الأمور العظام و الأهوال الجسام من قيامهم فيه للّه تعالى و الاستشفاع لتعجيل الحساب و الفصل بين المحسن و المسي‏ء و استقرارهما فيما وعدهما اللّه تعالى به، أو على أنه يوم يرجع فيه إلى اللّه جميع ما ملكه لعباده و خوّلهم فيه و يزول فيه ملك كل مالك قال تعالى: وَ كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً «2» ، وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى‏ كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ «3» . قال ابن السراج: إن معنى‏ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ إنه يملك مجيئه و وقوعه، فالإضافة إلى اليوم على قوله إضافة إلى المفعول به على الحقيقة، و ليس ظرفا اتسع فيه، و ما فسر به الدين من المعاني يصح إضافة اليوم إليه إلى معنى كل منها إلا الملة، قال ابن مسعود، و ابن عباس، و قتادة، و ابن جريج و غيرهم: يوم الدين يوم الجزاء على الأعمال و الحساب. قال أبو علي: و يدل على ذلك‏ الْيَوْمَ تُجْزى‏ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ‏ «4» ، و الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏ «5» . و قال مجاهد: يوم الدين يوم الحساب مدينين محاسبين، و في قوله: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ دلالة على إثبات المعاد و الحشر و الحساب، و لما اتصف تعالى بالرحمة، انبسط العبد و غلب عليه الرجاء، فنبه بصفة الملك أو المالك ليكون من عمله على وجل، و أن لعمله يوما تظهر له فيه ثمرته من خير و شر.

إِيَّاكَ‏ ، ايا تلحقه ياء المتكلم و كاف المخاطب و هاء الغائب و فروعها، فيكون‏

(1) سورة الأحزاب: 33/ 43.

(2) سورة مريم: 19/ 95.

(3) سورة الأنعام: 6/ 94.

(4) سورة غافر: 40/ 17.

(5) سورة الجاثية: 45/ 28.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 41

ضمير نصب منفصلا لا اسما ظاهرا أضيف خلافا لزاعمه، و هل الضمير هو مع لواحقه أو هو وحده؟ و اللواحق حروف، أو هو و اللواحق أسماء أضيف هو إليها، أو اللواحق وحدها، و ايا زائدة لتتصل بها الضمائر، أقوال ذكرت في النحو. و أما لغاته فبكسر الهمزة و تشديد الياء، و بها قرأ الجمهور، و بفتح الهمزة و تشديد الياء، و بها قرأ الفضل الرقاشي، و بكسر الهمزة و تخفيف الياء، و بها قرأ عمرو بن فائد، عن أبي، و بإبدال الهمزة المكسورة هاء، و بإبدال الهمزة المفتوحة هاء، و بذلك قرأ ابن السوار الغنوي، و ذهاب أبي عبيدة إلى أن ايا مشتق ضعيف، و كان أبو عبيدة لا يحسن النحو، و إن كان إماما في اللغات و أيام العرب.

و إذا قيل بالاشتقاق، فاشتقاقه من لفظ، أو من قوله:

فاو لذكراها إذا ما ذكرتها فتكون من باب قوة، أو من الآية فتكون عينها ياء كقوله:

لم يبق هذا الدهر من إيائه قولان، و هل وزنه إفعل و أصله إأوو أو إأوي أو فعيل فأصله أويو أو اويي أو فعول، و أصله إووو أو اويي أو فعلى، فأصله أووى أواويا، أقاويل كلها ضعيفة، و الكلام على تصاريفها حتى صارت ايا تذكر في علم النحو، و إضافة ايا لظاهر نادر نحو: و ايا الشواب، أو ضرورة نحو: دعني و ايا خالد، و استعماله تحذيرا معروف فيحتمل ضميرا مرفوعا يجوز أن يتبع بالرفع نحو: إياك أنت نفسك.

نَعْبُدُ ، العبادة: التذلل، قاله الجمهور، أو التجريد، قاله ابن السكيت، و تعديه بالتشديد مغاير لتعديه بالتخفيف، نحو: عبدت الرجل ذللته، و عبدت اللّه ذللت له. و قرأ الحسن، و أبو مجلز، و أبو المتوكل: إياك يعبد بالياء مبنيا للمفعول، و عن بعض أهل مكة نعبد بإسكان الدال. و قرأ زيد بن علي، و يحيى بن وثاب، و عبيد بن عمير الليثي: نعبد بكسر النون.

نَسْتَعِينُ‏ ، الاستعانة، طلب العون، و الطلب أحد معاني استفعل، و هي اثنا عشر معنى، و هي: الطلب، و الاتحاد، و التحول، و إلقاء الشي‏ء بمعنى ما صيغ منه وعده كذلك، و مطاوعة افعل و موافقته، و موافقة تفعل و افتعل و الفعل المجرد، و الإغناء عنه و عن فعل مثل ذلك استطعم، و استعبده، و استنسر و استعظمه و استحسنه، و إن لم يكن كذلك، و استشلى مطاوع اشلى، و استبل موافق مطاوع ابل، و استكبر موافق تكبر، و استعصم موافق‏

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 42

اعتصم، و استغنى موافق غنى، و استنكف و استحيا مغنيان عن المجرد، و استرجع، و استعان حلق عانته، مغنيان عن فعل، فاستعان طلب العون، كاستغفر، و استعظم. و قال صاحب اللوامح: و قد جاء فيه وياك أبدل الهمزة واوا، فلا أدري أ ذلك عن الفراء أم عن العرب، و هذا على العكس مما فروا إليه في نحو أشاح فيمن همز لأنهم فروا من الواو المكسورة إلى الهمزة، و استثقالا للكسرة على الواو. و في وياك فروا من الهمزة إلى الواو، و على لغة من يستثقل الهمزة جملة لما فيها من شبه التهوع، و بكون استفعل أيضا لموافقة تفاعل و فعل. حكى أبو الحسن بن سيده في المحكم: تماسكت بالشي‏ء و مسكت به و استمسك به بمعنى واحد، أي احتبست به، قال و يقال: مسكت بالشي‏ء و أمسكت و تمسكت، احتبست، انتهى. فتكون معاني استفعل حينئذ أربعة عشر لزيادة موافقة تفاعل و تفعل. و فتح نون نستعين قرأ بها الجمهور، و هي لغة الحجاز، و هي الفصحى. و قرأ عبيد بن عمير الليثي، وزر بن حبيش، و يحيى بن وثاب، و النخعي، و الأعمش، بكسرها، و هي لغة قيس، و تميم، و أسد، و ربيعة، و كذلك حكم حرف المضارعة في هذا الفعل و ما أشبهه. و قال أبو جعفر الطوسي: هي لغة هذيل، و انقلاب الواو ألفا في استعان و مستعان، و ياء في نستعين و مستعين، و الحذف في الاستعانة مذكور في علم التصريف، و يعدى استعان بنفسه و بالباء. إياك مفعول مقدم، و الزمخشري يزعم أنه لا يقدم على العامل إلا للتخصيص، فكأنه قال: ما نعبد إلا إياك، و قد تقدم الرد عليه في تقديره بسم اللّه اتلوا، و ذكرنا نص سيبويه هناك. فالتقديم عندنا إنما هو للاعتناء و الاهتمام بالمفعول. و سب أعرابي آخر فأعرض عنه و قال: إياك أعني، فقال له: و عنك أعرض، فقدما الأهم، و إياك التفات لأنه انتقال من الغيبة، إذ لو جرى على نسق واحد لكان إياه. و الانتقال من فنون البلاغة، و هو الانتقال من الغيبة للخطاب أو التكلم، و من الخطاب للغيبة أو التكلم، و من التكلم للغيبة أو الخطاب. و الغيبة تارة تكون بالظاهر، و تارة بالمضمر، و شرطه أن يكون المدلول واحدا. ألا ترى أن المخاطب بإياك هو اللّه تعالى؟ و قالوا فائدة هذا الالتفات إظهار الملكة في الكلام، و الاقتدار على التصرف فيه. و قد ذكر بعضهم مزيدا على هذا، و هو إظهار فائدة تخص كل موضع موضع، و نتكلم على ذلك حيث يقع لنا منه شي‏ء، و فائدته في إياك نعبد أنه لما ذكر أن الحمد للّه المتصف بالربوبية و الرحمة و الملك و الملك لليوم المذكور، أقبل الحامد مخبرا بأثر ذكره الحمد المستقر له منه و من غيره، أنه و غيره يعبده و يخضع له. و كذلك أتى بالنون التي تكون له و لغيره، فكما أن الحمد يستغرق الحامدين،

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 43

كذلك العبادة تستغرق المتكلم و غيره. و نظير هذا أنك تذكر شخصا متصفا بأوصاف جليلة، مخبرا عنه أخبار الغائب، و يكون ذلك الشخص حاضرا معك، فتقول له: إياك أقصد، فيكون في هذا الخطاب من التلطف على بلوغ المقصود ما لا يكون في لفظ إياه، و لأنه ذكر ذلك توطئة للدعاء في قوله اهدنا. و من ذهب إلى أن ملك منادى، فلا يكون إياك التفاتا لأنه خطاب بعد خطاب و إن كان يجوز بعد النداء الغيبة، كما قال:

يا دارمية بالعلياء فالسند

أقوت و طال عليها سالف الأبد

و من الخطاب بعد النداء:

ألا يا أسلمي يا دارمي على البلى‏

و لا زال منهلا بجرعائك القطر

و دعوى الزمخشري في أبيات امرئ القيس الثلاثة أن فيه ثلاثة التفاتات غير صحيح، بل هما التفاتان:

الأول: خروج من الخطاب المفتتح به في قوله:

تطاول ليلك بالإثمد

و نام الخلي و لم ترقد

إلى الغيبة في قوله:

و بات و باتت له ليلة

كليلة ذي العائر الأرمد

الثاني: خروج من هذه الغيبة إلى التكلم في قوله: و ذلك من نبأ جاءني. و خبرته عن أبي الأسود و تأويل كلامه أنها ثلاث خطأ و تعيين. إن الأول هو الانتقال من الغيبة إلى الحضور أشد خطأ لأن هذا الالتفات هو من عوارض الألفاظ لا من التقادير المعنوية، و إضمار قولوا قبل الحمد للّه، و إضمارها أيضا قبل إياك لا يكون معه التفات، و هو قول مرجوح. و قد عقد أرباب علم البديع بابا للالتفات في كلامهم، و من أجلهم كلاما فيه ابن الأثير الجزري، رحمه اللّه تعالى. و قراءة من قرأ إياك يعبد بالياء مبنيا للمفعول مشكلة، لأن إياك ضمير نصب و لا ناصب له و توجيهها إن فيها استعارة و التفاتا، فالاستعارة إحلال الضمير المنصوب موضع الضمير المرفوع، فكأنه قال أنت، ثم التفت فأخبر عنه أخبار الغائب لما كان إياك هو الغائب من حيث المعنى فقال يعبد، و غرابة هذا الالتفات كونه في جملة واحدة، و هو ينظر إلى قول الشاعر:

أ أنت الهلالي الذي كنت مرة

سمعنا به و الأرحبي المغلب‏

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 44

و إلى قول أبي كثير الهذلي:

يا لهف نفسي كان جلدة خالد

و بياض وجهك للتراب الأعفر

و فسرت العبادة في إياك نعبد بأنها التذلل و الخضوع، و هو أصل موضوع اللغة أو الطاعة، كقوله تعالى: لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ‏ «1» ، أو التقرب بالطاعة أو الدعاء أن الذين يستكبرون عن عبادتي، أي عن دعائي، أو التوحيد إلا ليعبدون أي ليوحدون، و كلها متقاربة المعنى. و قرنت الاستعانة بالعبادة للجمع بين ما يتقرب به العبد إلى اللّه تعالى، و بين ما يطلبه من جهته. و قدمت العبادة على الاستعانة لتقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة لتحصل الإجابة إليها، و أطلق العبادة و الاستعانة لتتناول كل معبود به و كل مستعان عليه.

و كرر إياك ليكون كل من العبادة و الاستعانة سيقا في جملتين، و كل منهما مقصودة، و للتنصيص على طلب العون منه بخلاف لو كان إياك نعبد و نستعين، فإنه كان يحتمل أن يكون إخبارا بطلب لعون، أي و ليطلب العون من غير أن يعين ممن يطلب ..

و نقل عن المنتمين للصلاح تقييدات مختلفة في العبادة و الاستعانة، كقول بعضهم:

إياك نعبد بالعلم، و إياك نستعين عليه بالمعرفة، و ليس في اللفظ ما يدل على ذلك. و في قوله: نعبد قالوا رد على الجبرية، و في نستعين رد على القدرية، و مقام العبادة شريف، و قد جاء الأمر به في مواضع، قال تعالى: وَ اعْبُدْ رَبَّكَ‏ «2» اعْبُدُوا رَبَّكُمُ* «3» ، و الكناية به عن أشرف المخلوقين صلّى اللّه عليه و سلّم. قال تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ‏ «4» ، وَ ما أَنْزَلْنا عَلى‏ عَبْدِنا «5» ، و قال تعالى، حكاية عن عيسى، على نبينا و عليه أفضل الصلاة و السلام‏ قالَ: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ‏ «6» ، و قال تعالى و تقدس: لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي‏ «7» فذكر العبادة عقيب التوحيد، لأن التوحيد هو الأصل، و العبادة فرعه. و قالوا في قوله: إياك. رد على الدهرية و المعطلة و المنكرين لوجود الصانع، فإنه خطاب لموجود حاضر.

اهْدِنَا ، الهداية: الإرشاد و الدلالة و التقدم و منه الهوادي أو التبيين، وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ‏ «8» أو الإلهاء أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‏ «9» ، قال المفسرون: معناه ألهم‏

(1) سورة يس: 36/ 60.

(2) سورة الحجر: 15/ 99.

(3) سورة البقرة: 2/ 21.

(4) سورة الإسراء 17/ 1.

(5) سورة الأنفال: 8/ 41.

(6) سوة مريم: 19/ 30.

(7) سورة طه: 20/ 14.

(8) سورة فصلت: 41/ 13.

صفحه بعد