کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البحر المحيط فى التفسير

الجزء الأول

خطبة الكتاب

سورة البقرة 2

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 16] [سورة البقرة(2): الآيات 17 الى 18] [سورة البقرة(2): آية 19] [سورة البقرة(2): آية 20] [سورة البقرة(2): الآيات 21 الى 22] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 24] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 29] [سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): آية 35] [سورة البقرة(2): الآيات 36 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 43] [سورة البقرة(2): الآيات 44 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 49] [سورة البقرة(2): الآيات 50 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 123] [سورة البقرة(2): الآيات 124 الى 131] [سورة البقرة(2): الآيات 132 الى 141]
فهرست الجزء الأول من تفسير البحر المحيط

الجزء الثالث

سورة ال عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 11] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 12 الى 14] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 15 الى 18] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 19 الى 22] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 23 الى 32] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 41] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 42 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 61] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 62 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 71] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 72 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 79] [سورة آل‏عمران(3): آية 80] [سورة آل‏عمران(3): آية 81] [سورة آل‏عمران(3): آية 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 101] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 102 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 127] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 128 الى 132] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 133 الى 141] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 142 الى 152] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 153 الى 163] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 164 الى 170] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 171 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 185] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 186 الى 200]
فهرس الجزء الثالث

الجزء الرابع

فهرست الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الجزء الخامس

الجزء السادس

فهرس الجزء السادس

الجزء السابع

فهرس الجزء السابع

الجزء الثامن

فهرس الجزء الثامن

الجزء التاسع

فهرس الجزء التاسع

الجزء العاشر

فهرس الجزء العاشر

الجزء الحادي عشر

1 - فهرس الآيات القرآنية الكريمة

سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة إبراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس
2 - فهرس الأحاديث و الآثار 3 - فهرس الشعوب و القبائل و الأديان 4 - فهرس الأماكن و البلاد

5 - فهرس الأبيات الشعرية

حروف الهمزة الهمزة المفتوحة الهمزة المضمومة الهمزة المكسورة حرف الباء الباء المفتوحة الباء المضمومة الباء المكسورة حرف التاء التاء المفتوحة التاء المضمومة التاء المكسورة حرف الثاء الثاء المفتوحة الثاء المكسورة حرف الجيم الجيم المفتوحة الجيم المضمومة الجيم المكسورة حرف الحاء الحاء المفتوحة الحاء المضمومة الحاء المكسورة الخاء المكسورة حرف الدال الدال المفتوحة الدال المضمومة الدال المكسورة حرف الراء الراء المفتوحة الراء المضمومة الراء المكسورة حرف الزاي الزاي المفتوحة حرف السين السين المفتوحة السين المضمومة السين المكسورة حرف الشين الشين المفتوحة الشين المكسورة حرف الصاد الصاد المفتوحة الصاد المضمومة الصاد المكسورة حرف الضاد الضاد المفتوحة الضاد المكسورة حرف الطاء الطاء المفتوحة حرف الظاء حرف العين العين المفتوحة العين المضمومة العين المكسورة الغين المكسورة حرف الفاء الفاء المفتوحة الفاء المضمومة الفاء المكسورة حرف القاف القاف المفتوحة القاف المضمومة القاف المكسورة حرف الكاف الكاف المفتوحة الكاف المضمومة الكاف المكسورة حرف اللام اللام المفتوحة اللام المضمومة اللام المكسورة حرف الميم الميم المفتوحة الميم المضمومة الميم المكسورة حرف النون النون المفتوحة النون المضمومة النون المكسورة حرف الهاء الهاء المفتوحة الهاء المكسورة الواو المفتوحة الواو المكسورة الياء المفتوحة الياء المكسورة حرف الألف
6 - فهرس أنصاف الأبيات 7 - فهرس الأمثال

البحر المحيط فى التفسير


صفحه قبل

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 397

في السبت: متعلق باعتدوا، إما على إضمار يوم، أو حكم. و الحامل على الاعتداء قيل:

الشيطان وسوس لهم و قال: إنما نهيتم عن أخذها يوم السبت، و لم تنهوا عن حبسها، فأطاعوه، ففعلوا ذلك. و قيل: لما فعل ذلك بعضهم، و لم يجعل له عقوبة، و تشبه به أناس منهم، و فعلوا لفعله، ظنوا أن السبت قد أبيح لهم، فتمالأ على ذلك جمع كبير، فأصابهم ما أصابهم. و قيل: أقدموا على ذلك متأولين، لأنه أمرهم بترك العمل يوم السبت، و قالوا:

إنما نهانا اللّه عن أسباب الاكتساب التي تشغلنا عن العبادة، و لم ينهنا عن العمل اليسير.

و قيل: فعل ذلك أوباشهم تحريا و عصيانا، فعم اللّه الجميع بالعذاب.

فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا : أمر من الكون و ليس بأمر حقيقة، لأن صيرورتهم إلى ما ذكر ليس فيه تكسب لهم، لأنهم ليسوا قادرين على قلب أعيانهم قردة، بل المراد منه سرعة الكون على هذا الوصف، كقوله تعالى: إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‏ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‏ «1» ، و مجازه: أنه لما أراد منهم ذلك صاروا كذلك. و ظاهر القرآن مسخهم قردة.

و قيل: لم يمسخوا قردة، و إنما هو مثل ضربه اللّه لهم، كما قال تعالى: كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً «2» ، قاله مجاهد. و قيل: مسخت قلوبهم حتى صارت كقلوب القردة، لا تقبل وعظا و لا تعي زجرا، و هو محكي عن مجاهد أيضا. و القول الأول هو قول الجمهور، و يجوز أن يبقي اللّه لهم فهم الإنسانية بعد صيرورتهم قردة. و

روي في بعض قصصهم: أن الواحد منهم كان يأتيه الشخص من أقاربه الذين نهوهم فيقول له: ألم أنهك؟

فيقول له برأسه: بلى، و تسيل دموعه على خده، و لم يتعرض في هذا المسخ شي‏ء منهم خنازير.

و

روي عن قتادة: أن الشباب صاروا قردة، و الشيوخ صاروا خنازير، و ما نجا إلا الذين نهوا، و هلك سائرهم.

و

روي في قصصهم: أن اللّه تعالى مسخ العاصين قردة بالليل، فأصبح الناجون إلى مساجدهم و مجتمعاتهم، فلم يروا أحدا من الهالكين، فقالوا:

إن للناس لشأنا، ففتحوا عليهم الأبواب، كما كانت مغلقة بالليل، فوجدوهم قردة يعرفون الرجل و المرأة.

و قيل: إن الناجين قد قسموا بينهم و بين العاصين القرية بجدار تبريا منهم، فأصبحوا و لم تفتح مدينة الهالكين، فتسوروا عليهم الجدار، فإذا هم قردة يثب بعضهم على بعض. قال قتادة: و صاروا قردة تعاوي، لها أذناب، بعد ما كانوا رجالا و نساء.

قِرَدَةً خاسِئِينَ‏ : كلاهما خبر كان، و المعنى: أنهم يكونون قد جمعوا بين القردة

(1) سورة النحل: 16/ 40.

(2) سورة الجمعة: 62/ 5.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 398

و الخسوء. و يجوز أن يكون خاسئين صفة لقردة، و يجوز أن يكون حالا من اسم كونوا.

و معنى خاسئين: مبعدين. و قال أبو روق: خاسرين، كأنه فسر باللازم، لأن من أبعده اللّه فقد خسر. و جمهور المفسرين: على أن الذين مسخهم اللّه لم يأكلوا، و لم يشربوا، و لم ينسلوا، بل ماتوا جميعا، و أنهم لم يعيشوا أكثر من ثلاثة أيام. و زعم مقاتل أنهم عاشوا سبعة أيام، و ماتوا في اليوم الثامن، و كان هذا في زمن داود، على نبينا و عليه أفضل الصلاة و السلام، و كانوا في قرية يقال لها: أيلة، و قيل: مدين. و

روى مسلم، عن عبد اللّه بن مسعود ، أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لمن سأله عن القردة و الخنازير: أ هي مما مسخ؟ فقال: «اللّه لم يهلك قوما أو يعذب قوما فيجعل لهم نسلا، و أن القردة و الخنازير كانوا قبل ذلك».

و اختار القاضي أبو بكر بن العربي أنهم عاشوا، و أن القردة الموجودين الآن من نسلهم.

فَجَعَلْناها : الضمير عائد على القرية أو على الأمة، أو على الحالة، أو على المسخة، أو على الحيتان، أو على العقوبة. و الذي يظهر أن الضمير عائد على المصدر المفهوم من:

كونوا، أي فجعلنا كينونتهم قردة خاسئين. نَكالًا : أي عبرة، و هو مفعول ثان لجعل.

لِما بَيْنَ يَدَيْها وَ ما خَلْفَها : أي من القرى، و الضمير للقرية، قاله عكرمة عن ابن عباس، أو لمن بعدهم من الأمم. و ما خلفها: أي الذين كانوا معهم باقين، رواه الضحاك عن ابن عباس. أو ما بين يديها: أي ما دونها، و ما خلفها يعني: لمن يأتي بعدهم من الأمم. و الضمير للأمة، قاله السدي. أو ما بين يديها من ذنوب القوم، و ما خلفها للحيتان التي أصابوا، قاله قتادة. أو لما بين يديها: ما مضى من خطاياهم التي أهلكوا بها، قاله مجاهد. أو لما بين يديها ممن شاهدها، و ما خلفها ممن لم يشاهدها، قاله قطرب. أو ما بين يديها من ذنوب القوم، و ما خلفها لمن يذنب بعدها مثل تلك الذنوب. أو لما بين يديها: من حضرها من الناجين، و ما خلفها ممن يجي‏ء بعدها. أو لما بين يديها من عقوبة الآخرة، و ما خلفها في دنياهم، فيذكرون بها إلى قيام الساعة. أو لما بين يديها: لما حولها من القرى، و ما خلفها: و ما يحدث بعدها من القرى التي لم تكن، لأن مسختهم ذكرت في كتب الأولين، فاعتبروا بها، و اعتبر بها من بلغتهم من الآخرين. أو في الآية تقديم و تأخير، أي فجعلناها و ما خلفها مما أعد لهم في الآخرة من العذاب، نكالا و جزاء، لا لما بين يديها، أي لما تقدّم من ذنوبهم لاعتدائهم في السبت. فهذه أحد عشر قولا. قال بعضهم:

و الأقرب للصواب قول من قال: ما بين يديها: من يأتي من الأمم بعدها. و ما خلفها: من بقي منهم و من غيرهم لم تنلهم العقوبة، و من قال الضمير عائد على القرية، فالمراد أهلها.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 399

وَ مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ‏ : خص المتقين لأنهم الذين ينتفعون بالعظة و التذكير، قال تعالى: فَإِنَّ الذِّكْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ‏ «1» ، إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها «2» . و قيل: أراد نكالا لبني إسرائيل، و موعظة للمتقين من أمة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم. قيل: المتقون أمة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم، قاله السدي عن أشياخه. و قيل: اللفظ عام في كل متق من كل أمة، قاله ابن عباس.

و قيل: الذين نهوا و نجوا.

و قد تضمنت هذه الآيات الكريمة التسوية بين مؤمني اليهود و النصارى و الصابئين، و مؤمني غيرهم في كينونة الأجر لهم، و أن ذلك عند من يراهم، و أن إيمانهم في الدنيا أنتج لهم الأمن في الآخرة، فلا خوف مما يستقبل، و لا حزن على ما فات إذ من استقر له أجره عند ربه فقد بلغ الغاية القصوى من الكرامة. و قد أدخل هذه الآية بين قصص بني إسرائيل ليبين أن الفوز إنما هو لمن أطاع. و صارت هذه الآية بين آيتي عقاب: إحداهما تتضمن ضرب الذلة و المسكنة على بني إسرائيل، و الأخرى تتضمن ما عوقبوا به من نتق الجبل فوقهم، و أخذ الميثاق، ثم توليهم بعد ذلك. فأعلمت هذه الآية بحسن عاقبة من آمن، حتى من هذا الجنس الذي عوقب بهاتين العقوبتين، ترغيبا في الإيمان، و تيسيرا للدخول في أشرف الأديان، و تبيينا أن الإسلام يجبّ ما قبله، و أن طاعة اللّه تجلب إحسانه و فضله.

و تضمن قوله‏ وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ‏ التذكير بالميثاق الذي أخذ عليهم، و أنه كان يجب الوفاء به، و أنه رفع الطور فوقهم لأن يتوبوا و يرجوا، و أنهم مع مشاهدتهم هذا الخارق العظيم تولوا و أعرضوا عن قبول الحق، و أنه لولا أن تداركهم بفضله و رحمته لخسروا. ثم أخذ يذكرهم ما هو في طي علمهم من عقوبة العاصين، و مآل اعتداء المعتدين، و أنه باستمرار العصيان و الاعتداء في إباحة ما حظره الرحمن، يعاقب بخروج العاصي من طور الإنسانية إلى طور القردية، فبينا هو يفرح بجعله من ذوي الألباب، و يمرح ملتذا بدلال الخطاب، نسخ اسمه من ديوان الكمال، و نسخ شكله إلى أقبح مثال، هذا مع ما أعد له في الآخرة من النكال، و العقوبات على الجرائم جارية على المقدار، ناشئة عن إرادة الملك القهار، ليست مما تدرك بالقياس، فيخوض في تعيينها ألباب الناس، و مثل هذه العقوبة تكون تنبيها للغافل، عظة للعاقل.

(1) سورة الذاريات: 51/ 55.

(2) سورة النازعات: 79/ 45.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 400

[سورة البقرة (2): الآيات 67 الى 74]

وَ إِذْ قالَ مُوسى‏ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَ تَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (67) قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ (68) قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وَ إِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَ لا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفْعَلُونَ (71)

وَ إِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَ اللَّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى‏ وَ يُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَ إِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَ إِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَ إِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)

البقرة: الأنثى من هذا الحيوان المعروف، و قد يقع على الذكر. و الباقر و البقير و البيقور و الباقور، قالوا: و إنما سميت بقرة لأنها تبقر الأرض، أي تشقها للحرث، و منه سمي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: الباقر. و كان هو و أخوه زيد بن علي من العلماء الفصحاء. العياذ و المعاذ: الاعتصام. الفعل منه: عاذ يعوذ. الجهل:

معروف، و الفعل منه: جهل يجهل، قيل: و قد جمع على أجهال، و هو شاذ.

قال الشنفري:

و لا تزدهي الأجهال حلمي و لا أرى‏

سؤولا بأطراف الأقاويل أنمل‏

و يحتمل أن يكون جمع جاهل، كأصحاب: جمع صاحب. الفارض: المسن التي انقطعت ولادتها من الكبر. يقال: فرضت و فرضت تفرض، بفتح العين في الماضي و ضمها، و المصدر فروض، و الفرض: القطع، قال الشاعر:

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 401

كميت بهيم اللون ليس بفارض‏

و لا بعوان ذات لون مخصف‏

و يقال لكل ما قدم و طال أمره: فارض، قال الشاعر:

يا ربّ ذي ضغن عليّ فارض‏

له قروء كقروء الحائض‏

و كأنّ المسن سميت فارضا لأنها فرضت سنها، أي قطعتها و بلغت آخرها، قال خفاف بن ندبة:

لعمري لقد أعطيت ضيفك فارضا

تساق إليه ما تقوم على رجل‏

و لم تعطه بكرا فيرضى سمينه‏

فكيف تجازي بالمودة و الفضل‏

البكر: الصغيرة التي لم تلد من الصغر، و قال ابن قتيبة: التي ولدت ولدا واحدا. و البكر من النساء: التي لم يمسها الرجل، و قال ابن قتيبة: هي التي لم تحمل. و البكر من الأولاد: الأول، و من الحاجات: الأولى.

قال الراجز:

يا بكر بكرين و يا خلب الكبد

أصبحت مني كذراع من عضد

و البكر، بفتح الباء: الفتى من الإبل، و الأنثى: بكرة، و أصله من التقدم في الزمان، و منه البكرة و الباكورة. و العوان: النصف، و هي التي ولدت بطنا أو بطنين، و قيل: التي ولدت مرة. و قالت العرب: العوان لا تعلم الخمرة، و يقال: عونت المرأة، و حرب عوان، و هي التي قوتل فيها مرة بعد مرة، و جمع على فعل: قالوا عون، و هو القياس في المعتل من فعأل، و يجوز ضم عين الكلمة في الشعر، منه:

و في الأكف اللامعات سور بين: ظرف مكان متوسط التصرف، تقول: هو بعيد بين المنكبين، و نقي بين الحاجبين. قال تعالى: هذا فِراقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ‏ «1» ، و دخولها إذا كانت ظرفا: بين ما تمكن البينية فيه، و المال بين زيد و بين عمرو، مسموع من كلامهم، و ينتقل من المكانية إلى الزمانية إذا لحقتها ما، أو الألف، فيزول عنها الاختصاص بالأسماء، فيليها إذ ذاك الجملة الاسمية و الفعلية، و ربما أضيفت بينا إلى المصدر. و لبين في علم الكوفيين باب معقود كبير. اللون: معروف، و جمعه على القياس ألوان. و اللون: النوع، و منه ألوان‏

(1) سورة الكهف: 18/ 78.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 402

الطعام: أنواعه. و قالوا: فلان متلوّن: إذا كان لا يثبت على خلق واحد و حال واحد، و منه:

يتلوّن تلوّن الحرباء، و ذلك أن الحرباء، لصفاء جسمها، أي لون قابلته ظهر عليها، فتنقلب من لون إلى لون. الصفرة: لون معروف، و قياس الفعل من هذا المصدر: صفر، فهو أصفر، و هي صفراء، كقولهم: شهب: فهو أشبه، و هي شهباء. الفقوع: أشدّ ما يكون من الصفرة و أبلغه، يقال: أصفر فاقع و وارس، و أسود حالك و حايك، و أبيض نفق و لمق، و أحمر قاني و زنجي، و أخضر ناضر و مدهام، و أزرق خطباني و أرمك رداني. السرور: لذة في القلب عند حصول نفع أو توقعه أو رؤية أمر معجب رائق. و قال قوم: السرور و الفرح و الحبور و الجذل نظائر، و نقيض السرور: الغم. الذلول: الريض الذي زالت صعوبته، يقال: دابة ذلول: بينة الذل، بكسر الذال، و رجل ذليل: بين الذل بضم الذال، و الفعل:

ذل يذل. الإثارة: الاستخراج و القلقلة من مكان إلى مكان، و قال امرؤ القيس:

يهيل و يذري تربها و يثيره‏

إثارة نباش الهواجر مخمس‏

و قال النابغة:

يثرن الحصى حتى يباشرن تربه‏

إذا الشمس مجت ريقها بالكلاكل‏

الحرث: مصدر حرث يحرث، و هو شق الأرض ليبذر فيها الحب، و يطلق على ما حرث و زرع، و هو مجاز في: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ‏ «1» . و الحرث: الزرع، و الحرث:

الكسب، و الحرائث: الإبل، الواحدة حريثة. و

في الحديث‏ أصدق الأسماء الحارث‏

، لأن الحارث هو الكاسب، و احتراث المال: اكتسابه. المسلّمة: المخلصة المبرأة من العيوب، سلم له كذا: أي خلص، سلاما و سلامة مثل: اللذاذ و اللذاذة. الشية: مصدر وشى الثوب، يشيه وشيا و شية: حسنه و زينه بخطوط مختلفة الألوان، و منه قيل للساعي في الإفساد بين الناس: واش، لأنه يحسن كذبه عندهم حتى يقبل، و الشية: اللمعة المخالفة للون، و منه ثور موشى القوائم، قال الشاعر:

من وحش و جرة موشّى أكارعه‏

طاوي المصير كسيف الصيقل الفرد

الآن: ظرف زمان، حضر جميعه أو بعضه، و الألف و اللام فيه للحضور. و قيل:

زائدة، و هو مبني لتضمنه معنى الإشارة. و زعم الفراء أنه منقول من الفعل، يقال: آن يئين أينا: أي حان. الدرء: الدفع، و يدرأ عنها العذاب. و قال الشاعر:

(1) سورة البقرة: 2/ 223.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏1، ص: 403

فنكب عنهم درء الأعادي و ادّار: تفاعل منه، و لمصدره حكم يخالف مصادر الأفعال التي أوّلها همزة وصل ذكر في النحو. القساوة: غلظ القلب و صلابته. يقال: قسا يقسو قسوا و قسوة و قساوة، و قسا و جسا و عسا متقاربة. الشق، أن يجعل الشي‏ء شقين، و تشقق منه. الخشية: الخوف مع تعظم المخشي. يقال: خشي يخشى. الغفلة و السهو و النسيان متقاربة. يقال منه: غفل يغفل، و مكان غفل لم يعلم به.

وَ إِذْ قالَ مُوسى‏ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً الآية. وجد قتيل في بني إسرائيل اسمه عاميل، و لم يدروا قاتله، و اختلفوا فيه و في سبب قتله. فقال عطاء و السدّي:

كان القاتل ابن عم المقتول، و كان مسكينا، و المقتول كثير المال. و قيل: كان أخاه، و قيل:

ابن أخيه، و لا وارث له غيره، فلما طال عليه عمره قتله ليرثه. و قال عطاء أيضا: كان تحت عاميل بنت عم لا مثل لها في بني إسرائيل في الحسن و الجمال، فقتله لينكحها. و طوّل المفسرون في هذه الحكاية بما يوقف عليه في كتبهم. و الذي سأل موسى البيان هو القاتل، قاله أبو العالية. و قال غيره: بل اجتمع القوم فسألوا موسى، و وجه مناسبة هذه الآية لما قبلها، أنه تقدم ذكر مخالفتهم لأنبيائهم و تكذيبهم لهم في أكثر أنبائهم، فناسب ذلك ذكر هذه الآية لما تضمنت من المراجعة و التعنت و العناد مرة بعد مرّة. و قوله: وَ إِذْ قالَ‏ معطوف على قوله: وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ‏ «1» ، و قوم موسى أتباعه و أشياعه. و قرأ الجمهور:

يأمركم، بضم الراء، و عن أبي عمرو: و السكون و الاختلاس و إبدال الهمزة ألفا، و قد تقدم توجيه ذلك عند الكلام على بارئكم و يأمركم بصيغة المضارع، فيحتمل أن يراد به الحال، و يحتمل أن يراد به الماضي إن كان الأمر بذبح البقرة بما أنزل اللّه في التوراة، أو بما أخبر موسى، و أن تذبحوا في موضع المفعول الثاني ليأمر، و هو على إسقاط الحرف، أي بأن تذبحوا. و لحذف الحرف هنا مسوّغان: أحدهما: أنه يجوز فيه، إذا كان المفعول متأثرا بحرف الجر، أن يحذف الحرف، كما قال:

أمرتك الخير فافعل ما أمرت به و الثاني: كونه مع إن، و هو يجوز معها حذف حرف الجر إذا لم يلبس. و دلالة الكلام على أن المأمور به أن تذبحوا بقرة، فأي بقرة كانت لو ذبحوها لكان يقع الامتثال. و

قد روى‏

صفحه بعد