کتابخانه تفاسیر
البحر المحيط فى التفسير، ج2، ص: 357
المحاسبة في الآخرة، أي: رزقا لا يقع عليه حساب في الآخرة، و تكون على هذا الباء زائدة.
و إذا كان للفاعل كان في موضع الحال: المعنى يرزق اللّه غير محاسب عليه، أي متفضلا في إعطائه لا يحاسب عليه، أو غير عاد عليه ما يعطيه، و يكون ذلك مجازا عن التقتير و التضييق، فيكون: حساب مصدرا عبر به عن اسم الفاعل من: حاسب، أو عن اسم الفاعل من: حسب، و تكون الباء زائدة في الحال، و قد قيل: إن الباء زيدت في الحال المنفية، و هذه الحال لم يتقدمها نفي، و مما قيل: إنها زيدت في الحال المنفية قول الشاعر:
فما رجعت بخائبة ركاب
حكيم بن المسيب منتهاها
أي: فما رجعت خائبة، و يحتمل في هذا الوجه أن يكون حساب مصدرا عبر به عن اسم المفعول، أي: غير محاسب على ما يعطي تعالى، أي: لا أحد يحاسب اللّه تعالى على ما منح، فعطاؤه غمرا لا نهاية له.
و إذا كان: لمن، و هو المفعول الأول ليرزق، فالمعنى: إن المرزوق غير محاسب على ما يرزقه اللّه تعالى، فيكون أيضا حالا منه، و يقع الحساب الذي هو المصدر على المفعول الذي هو محاسب من حاسب، أو المفعول من حسب، أي: غير معدود عليه ما رزق، أو على حذف مضاف أي: غير ذي حساب، و يعني بالحساب: المحاسبة أو العد، و الباء زائدة في هذه الحال أيضا. و يحتمل في هذا الوجه أن يكون المعنى: أنه يرزق من حيث لا يحتسب، أي: من حيث لا يظن، و لا يقدر أن يأتيه الرزق، كما قال: وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ «1» فيكون حالا أيضا أي: غير محتسب، و هذه الأوجه كلها متكلفة، و فيها زيادة الباء.
و الأولى أن تكون الباء للمصاحبة، و هي التي يعبر عنها بباء الحال، و على هذا يصلح أن تكون: للمصدر، و للفاعل، و للمفعول، و يكون الحساب مرادا به المحاسبة، أو العد، أي: يرزق من يشاء و لا حساب على الرزق، أو: و لا حساب للرازق، أو و لا حساب على المرزوق.
(1) سورة الطلاق: 65/ 3.
البحر المحيط فى التفسير، ج2، ص: 358
و كون الباء لها معنى أولى من كونها زائدة، و كون المصدر باقيا على المصدرية أولى من كونه مجازا عن اسم فاعل أو أسم مفعول و كونه مضافا لغير أولى من جعله مضافا لذي محذوفة، و لا تعارض بين قوله: جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً «1» أي: محسبا أي: كافيا من: أحسبني كذا، إذا كفاك، و بغير حساب معناه العد، أو المحاسبة، أو لاختلاف متعلقيهما إن كانا بمعنى واحد، فالاختلاف بالنسبة إلى صفتي الرزق و العطاء في الآخرة، فبغير حساب في التفضل المحض، و عطاء حسابا في الجزاء المقابل للعمل، أو بالنسبة إلى اختلاف طرفيهما: فبغير حساب في الدنيا إذ يرزق الكافر و المؤمن و لا يحاسب المرزوقين عليه، و في الآخره يحاسب، أو بالنسبة إلى اختلاف من قاما به، فبغير حساب اللّه تعالى و هو حال منه، أي: يرزق و لا يحاسب عليه، أو و لا يعد عليه، و حسابا صفة للعطاء، فقد اختلف من جهة من قاما به، و زال بذلك التعارض.
و قد تضمنت هذه الآيات الكريمة من أواخر أقوال الحج و أفعاله الأمر بذكر اللّه في أيام معدودات، أي: قلائل، و دل الذكر على الرمي و إن لم يصرح به، لأن الذكر المأمور به في تلك الأيام هو عند الرمي، و دل الأمر على مشروعيته في أيام، و هو: جمع، ثم رخص في التعجيل عند انقضاء يومين منها، فسقط الذكر المختص به اليوم الثالث، و أخبر أن حال المتعجل و المتأخر سواء في عدم الإثم، و إن كان حال من تأخر أفضل، و كان بعض الجاهلية يعتقد أن من تعجل أثم، و بعضهم يعتقد أن من تأخر أثم، فلذلك أخبر أن اللّه رفع الإثم عنهما، إذ كان التعجل و التأخر مما شرعه اللّه تعالى، ثم أخبر أن ارتفاع الإثم لا يكون إلا لمن اتقى اللّه تعالى.
ثم أمر بالتقوى، و تكرار الأمر بها في الحج، ثم ذكر الحامل على التلبس بالتقوى، و هو كونه تعالى شديد العقاب لمن لم يتقه، ثم لما كانت التقوى تنقسم إلى من يظهرها بلسانه و قلبه منطو على خلافها، و إلى من تساوى سريرته و علانيته في التقوى، قسم اللّه تعالى ذلك إلى قسمين، فقال: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا أي:
يؤنقك و يروق لفظه، يحسن ما يأتي به من الموافقة و الطواعية ظاهرا، ثم لا يكتفي بما زوّر و نمق من كلامه اللطيف حتى يشهد اللّه على ما في قلبه من ذلك، فيحلف باللّه أن سريرته مثل علانيته، و هو إذا خاصم كان شديد الخصومة، و إذا خرج من عندك تقلب في نواحي
(1) سورة النبإ: 78/ 36.
البحر المحيط فى التفسير، ج2، ص: 359
الأرض، ثم ذكر تعالى سبب سعيه و أنه للإفساد مطلقا، و ليهلك الحرث و النسل اللذين هما قوام الوجود، ثم أخبر تعالى أنه لا يحب الفساد، فهذا المتولي الساعي في الأرض يفعل ما لا يحبه اللّه و لا يرضاه، ثم ذكر أنه من شدّة الشكيمة في النفاق إذا أمر بتقوى اللّه تعالى استولت عليه الأنفة و الغضب بالإثم. أي: مصحوبا بالإثم فليس غضبه للّه. إنما هو لغير اللّه، فلذلك استصحبه الإثم.
ثم ذكر تعالى ما يؤول إليه حال هذا الآنف المغترّ بغير اللّه، و هو جهنم، فهي كافية له، و مبدلته بعد عزه ذلا، ثم ذمّ تعالى ما مهد لنفسه من جهنم، و بئس الغاية الذم، ثم ذكر تعالى القسم المقابل لهذا القسم، و هو: من باع نفسه في طلاب رضى اللّه تعالى، و اكتفى بهذا الوصف الشريف، إذ دل على انطوائه على جميع الطاعات و الانقيادات، إذ صار عبد اللّه يوجد حيث رضي اللّه تعالى، ثم ذكر تعالى أن من كان بهذه المثابة رأف اللّه به و رحمه، و رأفة اللّه به تتضمن اللطف به و الإحسان إليه بجميع أنواع الإحسان، و ذكر الرأفة التي هي، قيل: أرق من الرحمة.
ثم نادى المؤمنين بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا و أمرهم بالدخول في الإسلام، و ثنى بالنهي، لأن الأمر أشق من النهي، لأن الأمر فعل و النهي ترك، و لمجاورته قوله: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ فصار نظير: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ «1» و لما نهاهم تعالى عن اتباع خطوات الشيطان، و هي: سلوك معاصي اللّه، أخبر أنه إن زلوا من بعد ما أتتهم البينات الواضحة النيرة التي لا ينبغي أن يقع الزلل معها، لأن في إيضاحها ما يزيل اللبس، فاعلموا أن اللّه عزيز لا يغالب، حكيم يضع الأشياء مواضعها، فيجازي على الزلل بعد وضوح الآيات التي تقتضي الثبوت في الطاعة بما يناسب ذلك الزلل، فدل بعزته على القدرة، و بحكمته على جزاء العاصي و الطائع:
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى «2» .
ثم أعرض تعالى عن خطابهم، و أخبر عنهم إخبار الغائبين، مسليا لرسوله عن تباطئهم في الدخول في الإسلام، فقال: ما ينتظرون إلّا قيام الساعة يوم فصل اللّه بين العباد، و قضاء الأمر، و رجوع جميع الأمور إليه، فهناك تظهر ثمرة ما جنوا على أنفسهم، كما جاء
في الحديث: «إن يوم القيامة يأتيهم اللّه في صورة»
كذا، على ما يليق بتقديسه عن
(1) سورة آل عمران: 3/ 106.
(2) سورة النجم: 53/ 31.
البحر المحيط فى التفسير، ج2، ص: 360
جميع ما يشبه المخلوقين، و ننزهه عما يستحيل عليه من سمات الحدوث و صفات النقص.
ثم قال تعالى: سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ منبها على أن دأب من أرسل إليه الأنبياء، و ظهرت لهم المعجزات الإعراض عن ذلك، و عدم قبول الإيمان، و أنهم يرتبون على الشيء غير مقتضاه، فيكذبون بالآيات التي جاءت دالة على الصدق.
ثم أخبر تعالى: أن من بدل نعمة اللّه عاقبه أشدّ العقاب، قابل نعمة اللّه التي هي مظنة الشكر بالكفر، ثم ذكر تعالى الحامل لهم على تبديل نعم اللّه، و هو: تزيين الحياة الدنيا، فرغبوا في الفاني و زهدوا في الباقي إيثارا للعاجل على الآجل، ثم ذكر مع ذلك استهزاءهم بالمؤمنين، حيث ما يتوهم في وصف الإيمان، و الرغبة فيما عند اللّه تعالى، و ذكر أنهم هم العالون يوم القيامة، و دل بذلك على أن أولئك هم السافلون، ثم ذكر أنه يرزق المؤمنين، و هم الذين يحبهم، بغير حساب، إشارة إلى سعة الرزق و عدم التقتير، و التقدير: و أعاد ذكرهم بلفظ: من يشاء، تنبيها على إرادته لهم، و محبته إياهم، و اختصاصهم به، إذ لو قال: و اللّه يرزقهم بغير حساب، لفات هذا المعنى من ذكر المشيئة التي هي الإرادة.
[سورة البقرة (2): الآيات 213 الى 218]
البحر المحيط فى التفسير، ج2، ص: 361
حسب: بكسر السين: يحسب، بفتحها في المضارع و كسرها، من أخوات: ظن، في طلبها اسمين: هما في مشهور قول النحاة: مبتدأ و خبر، و معناها نسبة الخبر عن المتيقن إلى المسند إليه، و قد يأتي في المتيقن قليلا، نحو قوله:
حسبت التقى و الجود خير تجارة
رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا
و مصدرها: الحسبان، و يأتي: حسب أيضا بمعنى: احمرّ تقول: حسب الرجل يحسب، و هو أحسب، كما تقول: شقر فهو أشقر، و لحسب أحكام ذكرت في النحو.
لما: الجازمة حرف، زعموا أنه مركب من: لم و ما، و لها أحكام تخالف فيها: لم، منها: أنه يجوز حذف الفعل بعدها إذا دل على حذفه المعنى، و ذلك في فصيح الكلام، و منها: أنه يجب اتصال نفيها بالحال، و منها: أنها لا تدخل على فعل شرط و لا فعل جزاء.
زلزل: قلقل و حرّك، و هو رباعي عند المصريين: كدحرج، هذا النوع من الرباعي فيه خلاف للكوفيين و الزجاج مذكور في النحو.
ماذا: إذا أفردت كل واحدة منهما على حالها كانت: ما يراد بها الاستفهام، و ذا:
للإشارة، و إن دخل التجوّز فتكون: ذا، موصولة، لمعنى: الذي، و التي، و فروعها، و تبقى ما على أصلها من الاستفهام، فتفتقر: ذا، إذ ذاك إلى صلة، و تكون مركبة مع: ما، الاستفهامية، فيصير دلالة مجموعهما دلالة: ما، الاستفهامية لو انفردت، و لهذا قالت العرب: عن ماذا تسأل؟ بإثبات ألف: ما، و قد دخل عليها حرف الجر و تكون مركبة مع:
البحر المحيط فى التفسير، ج2، ص: 362
ما، الموصولة، أو: ما، النكرة الموصوفة، فتكون دلالة مجموعهما دلالة: ما الموصولة، أو الموصوفة، لو انفردت دون: ذا، و الوجه الأخر هو عن الفارسي.
الكره: بضم الكاف و فتحها، و الكراهية و الكراهة مصادر لكره، قاله الزجاج، بمعنى: أبغض، و قيل: الكره بالضم ما كرهه الإنسان، و الكره، بالفتح ما أكره عليه، و قيل: الكره بالضم اسم المفعول، كالخبر، و النقض، بمعنى: المخبور و المنقوص، و الكره بالفتح. المصدر.
عسى: من أفعال المقاربة، و هي فعل، خلافا لمن قال: هي حرف و لا تتصرف، و وزنها: فعل، فإذا أسندت إلى ضمير متكلم أو مخاطب مرفوع، أو نون إناث، جاز كسر سينها و يضمر فيها للغيبة نحو: عسيا و عسوا، خلافا للرماني، ذكر الخلاف عنه ابن زياد البغدادي، و لا يخص حذف: إن، من المضارع بالشعر خلافا لزاعم ذلك، و لها أحكام كثيرة ذكرت في علم النحو، و هي: في الرجاء تقع كثيرا، و في الإشفاق قليلا قال الراغب.
الصدّ: ناحية الشعب و الوادي المانع السالك، و صدّه عن كذا كأنما جعل بينه و بين ما يريده صدّا يمنعه. انتهى. و يقال: صدّ يصدّ صدودا: أعرض، و كان قياسه للزومه:
يصدّ بالكسر، و قد سمع فيه، و صدّه يصده صدّا منعه، و تصدّى للشيء تعرض له، و أصله تصدّد، نحو: تظنى بمعنى تظنن، فوزنه تفعل، و يجوز أن تكون تفعلى نحو: يعلني، فتكون الألف و اللام للإلحاق، و تكون من مضاعف اللام.
زال: من أخوات كان، و هي التي مضارعها: يزال، و هي من ذوات الياء، و وزنها فعل بكسر العين، و يدل على أن عينها ياء ما حكاه الكسائي في مضارعها، و هو: يزيل، و لا تستعمل إلّا منفية بحرف نفي، أو بليس، أو بغير أو: لا، لنهي أو دعاء.
الحبوط: أصله الفساد، و حبوط العمل بطله، و حبط بطنه انتفخ، و الحبطات قبيلة من بني تميم، و الحبنطي: المنتفخ البطن.
المهاجرة: انتقال من أرض إلى أرض، مفاعلة من الهجر، و المجاهدة مفاعلة من جهد، استخرج الجهد و الاجتهاد، و التجاهد بذل الوسع، و المجهود و الجهاد بالفتح:
الأرض الصلبة.
كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً مناسبة هذه الآية لما قبلها هو أن إصرار هؤلاء على كفرهم
البحر المحيط فى التفسير، ج2، ص: 363
هو حب الدنيا، و أن ذلك ليس مختصا بهذا الزمان الذي بعثت فيه، بل هذا أمر كان في الأزمنة المتقادمة، إذ كانوا على حق ثم اختلفوا بغيا و حسدا و تنازعا في طلب الدنيا.
و الناس: القرون بين آدم و نوح و هي عشرة، كانوا على الحق حتى اختلفوا، فبعث اللّه نوحا فمن بعده، قاله ابن عباس، و قتادة. أو: قوم نوح و من في سفينته كانوا مسلمين، أو: آدم وحده، عن مجاهد، أو: هو و حواء، أو: بنو آدم حين أخرجهم من ظهره نسما كانوا على الفطرة، قاله أبي و ابن زيد، أو: آدم و بنوه كانوا على دين حق فاختلفوا من حين قتل قابيل هابيل، أو: بنو آدم من وقت موته إلى مبعث نوح كانوا كفارا أمثال البهائم، قاله عكرمة، و قتادة. أو: قوم إبراهيم كانوا على دينه إلى أن غيره عمرو بن يحيى؛ أو: أهل الكتاب ممن آمن بموسى على نبينا و عليه السلام، أو: قوم نوح حين بعث إليهم كانوا كفارا قاله ابن عباس، أو: الجنس كانوا أمة واحدة في خلوهم عن الشرائع لا أمر عليهم و لا نهي. أو: صنفا واحدا، فكان المراد: أن الكل من جوهر واحد، و أب واحد، ثم خصّ صنفا من الناس ببعث الرسل إليهم، و إنزال الكتب عليهم تكريما لهم، قاله الماتريدي فهذه إثنا عشر قولا في الناس.
و أما في التوحيد فخمسة أقوال: أما في الإيمان، و أما في الكفر، و أما في الخلقة على الفطرة، و أما في الخلو عن الشرائع، و أما في كونهم من جوهر واحد. و هو الأب.
و قد رجح كونهم أمة واحدة في الإيمان بقوله: فَبَعَثَ اللَّهُ و إنما بعثوا حين الاختلاف، و يؤكده قراءة عبد اللّه أُمَّةً واحِدَةً فاختلفوا، و بقوله: لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ فهذا يدل على أن الاتفاق كان حصل قبل البعث و الإنزال، و بدلالة العقول، إذ النظر المستقيم يؤدي إلى الحق، و يكون آدم بعث إلى أولاده، و كانوا مسلمين، و بالولادة على الفطرة، و بأن أهل السفينة كانوا على الحق، و بإقرارهم في يوم الذر.
و يظهر أن هذا القول هو الأرجح لقراءة عبد اللّه و للتصريح بهذا المحذوف في آية أخرى، و هو قوله تعالى: وَ ما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا «1» و القرآن يفسر بعضه بعضا، و تقدّم شرح: أمة في قوله: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ «2» .
و في قراءة أبي: كان البشر، إشارة إلى أنه لا يراد بالناس معهودون، و من جعل
(1) سورة يونس: 10/ 19.