کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البحر المحيط فى التفسير

الجزء الأول

خطبة الكتاب

سورة البقرة 2

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 6 الى 7] [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 10] [سورة البقرة(2): الآيات 11 الى 16] [سورة البقرة(2): الآيات 17 الى 18] [سورة البقرة(2): آية 19] [سورة البقرة(2): آية 20] [سورة البقرة(2): الآيات 21 الى 22] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 24] [سورة البقرة(2): آية 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 29] [سورة البقرة(2): الآيات 30 الى 33] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): آية 35] [سورة البقرة(2): الآيات 36 الى 39] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 43] [سورة البقرة(2): الآيات 44 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 49] [سورة البقرة(2): الآيات 50 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 96] [سورة البقرة(2): الآيات 97 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 123] [سورة البقرة(2): الآيات 124 الى 131] [سورة البقرة(2): الآيات 132 الى 141]
فهرست الجزء الأول من تفسير البحر المحيط

الجزء الثالث

سورة ال عمران

[سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 11] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 12 الى 14] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 15 الى 18] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 19 الى 22] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 23 الى 32] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 41] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 42 الى 51] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 52 الى 61] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 62 الى 68] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 69 الى 71] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 72 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 79] [سورة آل‏عمران(3): آية 80] [سورة آل‏عمران(3): آية 81] [سورة آل‏عمران(3): آية 82] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 83 الى 91] [سورة آل‏عمران(3): آية 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 101] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 102 الى 112] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 113 الى 120] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 121 الى 127] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 128 الى 132] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 133 الى 141] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 142 الى 152] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 153 الى 163] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 164 الى 170] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 171 الى 180] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 181 الى 185] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 186 الى 200]
فهرس الجزء الثالث

الجزء الرابع

فهرست الجزء الرابع

الجزء الخامس

فهرس الجزء الخامس

الجزء السادس

فهرس الجزء السادس

الجزء السابع

فهرس الجزء السابع

الجزء الثامن

فهرس الجزء الثامن

الجزء التاسع

فهرس الجزء التاسع

الجزء العاشر

فهرس الجزء العاشر

الجزء الحادي عشر

1 - فهرس الآيات القرآنية الكريمة

سورة البقرة سورة آل عمران سورة النساء سورة المائدة سورة الأنعام سورة الأعراف سورة الأنفال سورة التوبة سورة يونس سورة هود سورة يوسف سورة الرعد سورة إبراهيم سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف سورة مريم سورة طه سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس
2 - فهرس الأحاديث و الآثار 3 - فهرس الشعوب و القبائل و الأديان 4 - فهرس الأماكن و البلاد

5 - فهرس الأبيات الشعرية

حروف الهمزة الهمزة المفتوحة الهمزة المضمومة الهمزة المكسورة حرف الباء الباء المفتوحة الباء المضمومة الباء المكسورة حرف التاء التاء المفتوحة التاء المضمومة التاء المكسورة حرف الثاء الثاء المفتوحة الثاء المكسورة حرف الجيم الجيم المفتوحة الجيم المضمومة الجيم المكسورة حرف الحاء الحاء المفتوحة الحاء المضمومة الحاء المكسورة الخاء المكسورة حرف الدال الدال المفتوحة الدال المضمومة الدال المكسورة حرف الراء الراء المفتوحة الراء المضمومة الراء المكسورة حرف الزاي الزاي المفتوحة حرف السين السين المفتوحة السين المضمومة السين المكسورة حرف الشين الشين المفتوحة الشين المكسورة حرف الصاد الصاد المفتوحة الصاد المضمومة الصاد المكسورة حرف الضاد الضاد المفتوحة الضاد المكسورة حرف الطاء الطاء المفتوحة حرف الظاء حرف العين العين المفتوحة العين المضمومة العين المكسورة الغين المكسورة حرف الفاء الفاء المفتوحة الفاء المضمومة الفاء المكسورة حرف القاف القاف المفتوحة القاف المضمومة القاف المكسورة حرف الكاف الكاف المفتوحة الكاف المضمومة الكاف المكسورة حرف اللام اللام المفتوحة اللام المضمومة اللام المكسورة حرف الميم الميم المفتوحة الميم المضمومة الميم المكسورة حرف النون النون المفتوحة النون المضمومة النون المكسورة حرف الهاء الهاء المفتوحة الهاء المكسورة الواو المفتوحة الواو المكسورة الياء المفتوحة الياء المكسورة حرف الألف
6 - فهرس أنصاف الأبيات 7 - فهرس الأمثال

البحر المحيط فى التفسير


صفحه قبل

البحر المحيط فى التفسير، ج‏3، ص: 102

قال الزمخشري: لكن الحمل على الابتداء و الخبر أوقع في المعنى، لأنه حكاية الكائن في ذلك اليوم، و أثبت لموافقة قراءة العامة. انتهى.

و: لو، هنا حرف لما كان سيقع لوقوع غيره، و جوابها محذوف، و مفعول: تود، محذوف، و التقدير: تود تباعد ما بينهما لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا لسرت بذلك، و هذا الإعراب و التقدير هو على المشهور في: لو، و: أن، و ما بعدها في موضع مبتدأ على مذهب سيبويه، و في موضع فاعل على مذهب أبي العباس.

و أمّا على قول من يذهب إلى أن: لو، بمعنى: أن، و أنها مصدرية فهو بعيد هنا لولايتها أن و أن مصدرية، و لا يباشر حرف مصدري حرفا مصدريا إلّا قليلا، كقوله تعالى‏ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ‏ «1» و الذي يقتضيه المعنى أن: لو أن، و ما يليها هو معمول: لتودّ، في موضع المفعول به. قال الحسن: يسر أحدهم أن لا يلقى عمله ذلك أبدا، ذلك معناه.

و معنى أمدا بعيدا: غاية طويلة، و قيل: مقدار أجله، و قيل: قدر ما بين المشرق و المغرب.

وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ‏ . كرر التحذير للتوكيد و التحريض على الخوف من اللّه بحيث يكونون ممتثلي أمره و نهيه.

وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ لما ذكر صفة التخويف و كررها، كان ذلك مزعجا للقلوب، و منبها على إيقاع المحذور مع ما قرن بذلك من اطلاعه على خفايا الأعمال و احضاره لها يوم الحساب، و هذا هو الاتصاف بالعلم و القدرة اللذين يجب أن يحذر لأجلهما، فذكر صفة الرحمة ليطمع في إحسانه، و ليبسط الرجاء في أفضاله، فيكون ذلك من باب ما إذا ذكر ما يدل على شدّة الأمر، ذكر ما يدل على سعة الرحمة، كقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ‏ «2» و تكون هذه الجملة أبلغ في الوصف من جملة التخويف، لأن جملة التخويف جاءت بالفعل الذي يقتضي المطلق و لم يتكرر فيها اسم اللّه، و جاء المحذر مخصوصا بالمخاطب فقط، و هذه الجملة جاءت اسمية، فتكرر فيها اسم اللّه، إذ الوصف محتمل ضميره تعالى، و جاء المحكوم به على وزن فعول المقتضي للمبالغة و التكثير، و جاء بأخص ألفاظ الرحمة و هو: رؤوف، و جاء متعلقه عاما ليشمل المخاطب‏

(1) سورة الذاريات: 51/ 23.

(2) سورة الأنعام: 6/ 165 و الأعراف: 7/ 167.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏3، ص: 103

و غيره، و بلفظ العباد ليدل على الإحسان التام، لأن المالك محسن لعبده و ناظر له أحسن نظر، إذ هو ملكه.

قالوا: و يحتمل أن يكون إشارة إلى التحذير، أي: أن تحذيره نفسه و تعريفه حالها من العلم و القدرة من الرأفة العظيمة بالعباد، لأنهم إذا عرفوه حق المعرفة و حذروا دعاهم ذلك إلى طلب رضاه و اجتناب سخطه. و عن الحسن: من رأفته بهم أن حذرهم نفسه، و قال الحوفي: جعل تحذيرهم نفسه إياه، و تخويفهم عقابه رأفة بهم، و لم يجعلهم في عمى من أمرهم. و روي عن ابن عباس هذا المعنى أيضا، و الكلام محتمل لذلك، لكن الأظهر الأول، و هو أن يكون ابتداء إعلامه بهذه الصفة على سبيل التأنيس و الإطماع لئلا يفرط الوعيد على قلب المؤمن.

قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ . نزلت في اليهود، قالوا: نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ‏ «1» أو: في قول المشركين‏ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى‏ «2» قالوا ذلك، و قد نصبت قريش أصنامها يسجدون لها،

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: «يا معشر قريش! لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم»

و كلا هذين القولين عن ابن عباس.

و قال الحسن، و ابن جريج: في قوم قالوا: إنا لنحب ربنا حبا شديدا. و قال محمد بن جعفر بن الزبير: في وفد نجران حيث قالوا: إنا نعظم المسيح حبا للّه. انتهى.

و لفظ الآية يعم كل من ادّعى محبة اللّه، فمحبة العبد للّه عبارة عن ميل قلبه إلى ما حدّه له تعالى و أمره به، و العمل به و اختصاصه إياه بالعبادة، و محبته تعالى للعبد تقدّم الكلام عليها، و هل هي من صفات الذات أم من صفات الفعل، فأغنى عن إعادته. رتب تعالى على محبتهم له اتباع رسوله محبته لهم، و ذلك أن الطريق الموصل إلى رضاه تعالى إنما هو مستفاد من نبيه، فإنه هو المبين عن اللّه، إذ لا يهتدي لعقل إلى معرفة أحكام اللّه في العبادات، و لا في غيرها، بل رسوله صلّى اللّه عليه و سلم هو الموضح لذلك، فكان اتباعه فيما أتى به احتماء لمن يحب أن يعمل بطاعة اللّه تعالى.

و قرأ الجمهور: تحبون، و يحببكم، من أحب. و قرأ أبو رجاء العطاردي: تحبون و يحببكم، بفتح التاء و الياء من حب، و هما لغتان و قد تقدّم ذكرهما. و ذكر الزمخشري أنه قرى‏ء: يحبكم، بفتح الياء و الإدغام.

(1) سورة المائدة: 5/ 18.

(2) سورة الزمر: 39/ 3.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏3، ص: 104

و قرأ الزهري: فاتبعوني، بتشديد النون، ألحق فعل الأمر نون التوكيد و أدغمها في نون الوقاية، و لم يحذف الواو شبها: بأتحاجوني، و هذا توجيه شذوذ. قال الزمخشري:

أراد أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل، فمن ادّعى محبته و خالف سنة رسوله فهو كذاب، و كتاب اللّه يكذبه.

ثم ذكر من يذكر محبة اللّه، و يصفق بيديه مع ذكرها، و يطرب و ينعر و يصفق، و قبح من فعله هذا، وزري على فاعل ذلك بما يوقف عليه في كتابه.

و روي عن أبي عمرو إدغام: راء، و: يغفر لكم، في لام: لكم، و ذكر ابن عطية عن الزجاج أن ذلك خطأ و غلط ممن رواها عن أبي عمرو، و قد تقدّم لنا الكلام على ذلك، و ذكرنا أن رؤساء الكوفة: أبا جعفر الرؤاسي، و الكسائي، و الفراء رووا ذلك عن العرب، و رأسان من البصريين و هما: أبو عمرو، و يعقوب قرآ بذلك و روياه، فلا التفات لمن خالف في ذلك.

قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ‏ هذا توكيد لقوله: فاتبعوني، و

روي عن ابن عباس‏ أنه لما نزل‏ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ‏ قال عبد اللّه بن أبي لاصحابه: إن محمدا يجعل طاعته كطاعة اللّه، و يأمر بأن نحبه كما أحبت النصارى عيسى بن مريم، فنزل‏ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ‏ .

فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ‏ يحتمل أن يكون: تولوا، ماضيا. و يحتمل أن يكون مضارعا حذفت منه التاء، أي: فإن تتولوا، و المعنى: فإن تولوا عما أمروا به من اتباعه و طاعته فإن اللّه لا يحب من كان كافرا. و جعل من لم يتبعه و لم يطعه كافرا، و تقييد انتفاء محبة اللّه بهذا الوصف الذي هو الكفر مشعر بالعلية، فالمؤمن العاصي لا يندرج في ذلك.

قيل: و في هذه الآيات من ضروب الفصاحة و فنون البلاغة الخطاب العام الذي سببه خاص. في قوله: لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ‏ و التكرار، في قوله: المؤمنون من دون المؤمنين، و في قوله: من اللّه، و يحذركم اللّه نفسه، و إلى اللّه، و في: يعلمه اللّه، و يعلم، و في قوله: يعلمه اللّه، و اللّه على، و في قوله: ما عملت، و ما عملت، و في قوله: اللّه نفسه، و اللّه، و في قوله: و يحذركم اللّه، و اللّه رؤوف، و في قوله: تحبون اللّه، يحببكم اللّه، و اللّه غفور، قل أطيعوا اللّه، فإن اللّه.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏3، ص: 105

و التجنيس المماثل في: تحبون و يحببكم، و التجنيس المغاير، في: تتقوا منهم تقاه، و في يغفر لكم و غفور.

و الطباق في: تخفوا و تبدوه، و في: من خير و من سوء، و في: محضرا و بعيدا.

التعبير بالمحل عن الشي‏ء في قوله: ما في صدوركم، عبر بها عن القلوب، قال تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ «1» الآية.

و الإشارة في قوله: و من يفعل ذلك، الآية. أشار إلى انسلاخهم من ولاية اللّه.

و الاختصاص في قوله: ما في صدوركم، و في قوله: ما في السموات و ما في الأرض.

و التأنيس بعد الإيحاش في قوله: و اللّه رؤوف بالعباد.

و الحذف في عدة مواضع تقدم ذكرها في التفسير.

[سورة آل‏عمران (3): الآيات 33 الى 41]

إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى‏ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‏ وَ إِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَ أَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَ كَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (37)

هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ (38) فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى‏ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ قَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَ امْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (40) قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَ اذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَ سَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ (41)

(1) سورة الحج: 22/ 46.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏3، ص: 106

نوح: اسم أعجمي مصروف عند الجمهور و إن كان فيه ما كان يقتضي منع صرفه و هو: العلمية و العجمة الشخصية، و ذلك لخفة البناء بكونه ثلاثيا ساكن الوسط لم يضف إليه سبب آخر، و من جوز فيه الوجهين فبالقياس على هذا لا بالسماع، و من ذهب إلى أنه مشتق من النواح فقوله ضعيف، لأن العجمة لا يدخل فيها الاشتقاق العربي إلّا إن ادعى أنه مما اتفقت فيه لغة العرب و لغة العجم، فيمكن ذلك. و يسمى: آدم الثاني و اسمه السكن، قاله غير واحد، و هو ابن لملك بن متوشلخ بن أخنوخ بن سارد بن مهلابيل بن قينان بن انوش بن شيث بن آدم.

عمران: اسم أعجمي ممنوع الصرف للعلمية و العجمة، و لو كان عربيا لا متنع أيضا للعلمية، و زيادة الألف و النون إذ كان يكون اشتقاقه من العمر واضحا.

محررا: اسم مفعول من حرر، و يأتي اختلاف المفسرين في مدلوله في الآية، و التحرير: العتق، و هو تصيير المملوك حرا.

الوضع: الحط و الإلقاء، تقول: وضع يضع وضعا وضعة، و منه الموضع.

الأنثى و الذكر: معروفان، و ألف أنثى للتأنيث، و جمعت على إناث، كربى و رباب، و قياس الجمع: أناثى، كحبلى و حبالى. و جمع الذكر: ذكور و ذكران.

مريم: اسم عبراني، و قيل عربي جاء شاذا: كمدين، و قياسه: مرام كمنال، و معناه في العربية التي تغازل الفتيان، قال الراجز:

قلت لزيد لم تصله مريمه عاذ بكذا: اعتصم به، عوذا و عياذا و معاذا و معاذة و معناه: التجأ و اعتصم و قيل:

اشتقاقه من العوذ و هو: عوذ يلجأ إليه الحشيش في مهب الريح.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏3، ص: 107

رجم: رمى و قذف، و منه‏ رَجْماً بِالْغَيْبِ‏ «1» أي: رميا به من غير تيقن، و الحديث المرجم هو: المظنون ليس فيه يقين.

و الرجيم: يحمل أن يكون للمبالغة من فاعل، أي إنه يرمي و يقذف بالشر و العصيان في قلب ابن آدم، و يحتمل أن يكون بمعنى: مرجوم، أي يرجم بالشهب أو يبعد و يطرد.

الكفالة: الضمان، يقال: كفل يكفل فهو كافل و كفيل، هذا أصله ثم يستعار للضم و القيام على الشي‏ء.

زكريا: أعجمي شبه بما فيه الألف الممدودة و الألف المقصورة فهو ممدود و مقصور، و لذلك يمتنع صرفه نكرة، و هاتان اللغتان فيه عند أهل الحجاز، و لو كان امتناعه للعلمية و العجمة انصرف نكرة. و قد ذهب إلى ذلك أبو حاتم، و هو غلط منه، و يقال: ذكرى بحذف الألف، و في آخره ياء كياء بحتى، منونة فهو منصرف، و هي لغة نجد، و وجهه فيما قال أبو علي: إنه حذف ياءي الممدود و المقصور، و ألحقه ياءي النسب يدل على ذلك صرفه، و لو كانت الياءان هما اللتين كانتا في زكريا لوجب أن لا يصرف للعجمة و التعريف.

انتهى كلامه. و قد حكي: ذكر على وزن: عمر، و حكاها الأخفش.

المحراب: قال أبو عبيدة: سيد المجالس و أشرفها و مقدمها، و كذلك هو من المسجد، و قال الاصمعي: الغرفة و قال:

و ماذا عليه إن ذكرت أوانسا

كغزلان رمل في محاريب أقيال‏

شرحه الشراح في غرف أقيال. و قال الزجاج: الموضع العالي الشريف. و قال أبو عمرو بن العلاء: القصر، لشرفه و علوه. و قيل: المسجد. و قيل: محرابه المعهود سمي بذلك لتحارب الناس عليه و تنافسهم فيه، و هو مقام الإمام من المسجد.

هنا: اسم إشارة للمكان القريب، و التزم فيه الظرفية إلّا أنه يجر بحرف الجر، فإن ألحقته كاف الخطاب دل على المكان البعيد. و بنو تميم تقول: هناك، و يصح دخول حرف التنبيه عليه إذا لم تكن فيه اللام، و قد يراد بها ظرف الزمان.

النداء: رفع الصوت، و فلان أندى صوتا، أي أرفع، و دار الندوة لأنهم كانوا ترتفع أصواتهم بها، و المنتدى و النادي مجتمع القوم منه، و يقال: نادى مناداة و نداء و نداء، بكسر النون و ضمها. قيل: فبالكسر المصدر، و بالضم اسم، و أكثر ما جاءت الأصوات على‏

(1) سورة الكهف: 18/ 22.

البحر المحيط فى التفسير، ج‏3، ص: 108

الضم: كالدعاء و الرغاء و الصراخ. و قال يعقوب: يمد مع كسر النون، و يقصر مع ضمها.

و الندى: المطر، يقال منه ندى يندى ندى.

يحيى: اسم أعجمي امتنع الصرف للعجمة و العلمية، و قيل: هو عربي، و هو فعل مضارع من: حيى، سمي به فامتنع الصرف للعلمية و وزن الفعل، و على القولين يجمع على: يحيون، بحذف الألف و فتح ما قبلها على مذهب الخليل، و سيبويه و نقل عن الكوفيين: إن كان عربيا فتحت الياء، و إن كان أعجميا ضمت الياء.

سيد: فيعل من: ساد، أي: فاق في الشرف، و تقدم الكلام في نظير هذا، و جمعه على: فعلة، فقالوا: سادة، شاذ. و قال الراغب: هو السايس بسواد الناس، أي: معظمهم، و لهذا يقال: سيد العبد، و لا يقال سيد الثوب. انتهى.

الحصور: فعول من الحصر، و هو للمبالغة من حاصر و قيل: فعول بمعنى مفعول، أي محصور، و هو في الآية بمعنى الذي لا يأتي النساء.

الغلام: الشاب من الناس، و هو الذي طرّ شاربه، و يطلق على الطفل على سبيل التفاؤل، و على الكهل. و منه قول ليلى الأخيلية:

شفاها من الداء العضال الذي بها

غلام إذا هز القناة سقاها

تسمية بما كان عليه قبل الكهولة، و هو من الغلمة و الاغتلام، و ذلك شدة طلب النكاح.

و يقال: اغتلم الفحل: هاج من شدة شهوة الضراب، و اغتلم البحر: هاج و تلاطمت أمواجه، و جمعه على: غلمة، شاذ و قياسه في القلة: أغلمة، و جمع في الكثرة على:

غلمان، و هو قياسه.

الكبر، مصدر: كبر يكبر من السن قال:

صغيرين نرعى البهم يا ليت إننا

إلى اليوم لم نكبر و لم تكبر البهم‏

العاقر: من لا يولد له من رجل أو امرأة، و فعله لازم، و العاقر اسم فاعل من عقر أي: قتل، و هو متعد.

الرمز: الإشارة باليد أو بالرأس أو بغيرهما، و أصله التحرك يقال ارتمز تحرك و منه قيل للبحر الراموز.

صفحه بعد