کتابخانه تفاسیر
البحر المديد فى تفسير القرآن المجيد، ج4، ص: 511
قال القشيري: إذا تابوا- و قد أغلقت الأبواب، و ندموا- و قد تقطعت بهم الأسباب، فليس إلا الحسرات مع الندم، و لات حين ندامة! كذلك من استهان بتفاصيل فترته، و لم يستفق من غفلته فتجاوز حده، و يعفى عنه كرّه.
فإذا استمكن فى القسوة، و تجاوز فى سوء الأدب حدّ القلة، و زاد على مقدار الكثرة، فيحصل لهم من الحق ردّ، و يستقبلهم حجاب البعد. فعند ذلك لا يسمع لهم دعاء، و لا يرحم لهم بكاء، كما قيل، و أنشد:
فخلّ سبيل العين بعدك للبكا
فليس لأيام الصفاء رجوع. ه
و قوم شمروا عن سابق الجد و التشمير، و لم يقنعوا من مولاهم بقليل و لا كثير، قد انتهزوا فرصة الأعمار، و لم يشغلهم عن اللّه ربع و لاديار، عمّروا أوقاتهم بالذكر و التذكار، و فكرة الاعتبار و الاستبصار، حتى وردوا دار القرار، أولئك المصطفون الأخيار، يدفع اللّه تعالى بهم عن أهل الدنيا الأنكاد و الأغيار، و يكشف عن قلوبهم الحجب و الأستار. و قوم حققوا مقام الإيمان، و اشتغلوا بتربيته، بصحبة أهل الإيقان، حتى أفضوا إلى مقام العيان، فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين. جعلنا اللّه من خواصهم بمنّه و كرمه، و بمحمد نبيه و حبه صلى اللّه عليه و سلم و على آله و صحبه.
البحر المديد فى تفسير القرآن المجيد، ج4، ص: 513
سورة فاطر
مكية. و آيها ست- أو خمس- و أربعون. و مناسبتها لما قبلها: أن صدرها استدلال على عظم ذاته، و باهر قدرته، و تحقيق رسالة نبيه، بجعل الملائكة رسلا إليه، ففيها إزاحة للشك، و قلع للريب، الواقع فى قلوب الكفرة، الذي ختمت به السورة، فكأنه تعالى حمد نفسه على إظهار شأنه، و إن لم يحمده عتاة خلقه.
[سورة فاطر (35): آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قلت: (أولى): اسم جمع، كذو، و هو بدل من «رسلا»، أو نعت له، و مَثْنى وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ : نعوت لأجنحة، و هو غير منصرف؛ لأنه معدول عن اثنين اثنين، و ثلاثة ثلاثة، و هو باعتبار الأشخاص، أي: منهم من له اثنان، و منهم من له ثلاثة، هذا ظاهر الكشاف.
يقول الحق جل جلاله: الْحَمْدُ لِلَّهِ ، حمد نفسه؛ تعليما و تعظيما، فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مبديهما و مبدعهما. قال ابن عباس رضي اللّه عنه: «ما كنت أدرى معنى فاطر حتى اختصم إلىّ أعرابيان فى بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، أي: ابتدأتها». قال البيضاوي: من الفطر، بمعنى الشق، كأنه شق العدم بإخراجهما منه. قلت:
و كأنه شق النور الكثيف من النور اللطيف، فنور السموات و الأرض من نوره الأزلى، و سره الخفي. جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا إلى عباده، أي: وسائط بين اللّه و بين أنبيائه و الصالحين من عباده، فيبلغون إليهم رسالاته بالوحى، و الإلهام، و الرؤيا الصادقة. أُولِي أَجْنِحَةٍ متعددة مَثْنى وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ أي: منهم ملائكة لهم اثنان؛ لكل واحد جناحان، و منهم من له ثلاثة، و منهم من له أربعة، بتفاوت ما لهم من المراتب، ينزلون بها، و يعرجون، أو: يسرعون نحو ما وكلهم اللّه عليه، يتصرفون فيه على ما أمرهم به، و لعله تعالى لم يرد الحصر و نفى ما زاد عليها، لما روى أنه صلى اللّه عليه و سلم رأى جبريل ليلة المعراج، و له ستمائة جناح «1» . و روى أنه طلب منه أن يريه
(1) أخرجه البخاري فى (بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم «آمين» ح 3232) و مسلم فى (الإيمان، باب ذكر سدرة المنتهى 1/ 158، ح 174) من حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه، لكنه ليس فيه «ليلة المعراج».
البحر المديد فى تفسير القرآن المجيد، ج4، ص: 514
صورته التي خلقه اللّه عليها، فلما رآه كذلك خرّ مغشيا عليه. و قال: ما كنت أرى شيئا من الخلق هكذا. فقال له: لو رأيت إسرافيل، إنّ له لاثنى عشر جناحا بالمشرق، و اثنى عشر جناحا بالمغرب، و إنّ العرش لعلى كاهله، و إنه ليتضاءل لعظمة اللّه تعالى «1» ه.
يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ أي: يزيد فى خلق الأجنحة و غيره ما يريد. و قيل: هو الوجه الحسن، و الشعر الحسن، و الصوت الحسن، و الحظّ الحسن، و الملاحة فى العينين. و الآية مطلقة تتناول كلّ زيادة فى الخلق، من طول قامة، و اعتدال صورة، و تمام فى الأعضاء، و قوة فى البطش، و حصافة العقل، و جزالة فى الرأى، و فصاحة فى اللسان، و حسن خلق فى المعاشرة، و محبة فى قلوب المؤمنين و غير ذلك. إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فيقدر على ما يشاء، من زيادة فى الخلق، و نقصان فيها، على حسب المشيئة السابقة.
الإشارة: الحمد فى القرآن وقع على أربعة أقسام: حمد مطلق، و هو الواقع على عظمة ذاته، من غير أن يكون فى مقابلة شىء، و هو قوله: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى «2» ، الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ* «3» ، و حمد وقع فى مقابلة تنزيه ذاته عن النقائص، و هو قوله: وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ...* «4» الآية. و حمد وقع فى مقابلد نعمة الإيجاد، و هو قوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ .. «5» ، و حمد وقع فى مقابلة نعمة الإمداد الحسى، كقوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* ، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ «6» ، فإن التربية تقتضى وصول ما يحتاج إليه المربّى، أو الإمداد المعنوي، و هو إمداد القلوب و الأرواح بالهداية، و هو قوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ «7» الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا .. «8» فهذه أربعة: حمد مطلق، أو مقيد بشأن التنزيه، أو بنعمة الإيجاد، أو الإمداد، و ما وقع هنا فى إظهار تجلياته، من أرضه و سماواته، و لطائف ملائكته، فإن ذلك كله من نور جبروته.
و قوله تعالى: يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ قال القشيري: يقال: هو الفهم عن اللّه، أو السخاء و الجود، أو:
الرضا بالتقدير، أو: علو الهمة، أو: التواضع فى الشرف، أو: العفة فى الفقر، أو: الظرف- أي: الظرافة- فى الشمائل، أو: أن يكون محببا فى القلوب، أو: خفة الروح، أو: تحرّر القلب عن رقّ الحرمان- أي: بالوقوف مع الأكوان- أو: ألا يطلب لنفسه منزلة فى الدارين- أي: بأن يكون عبد اللّه حقيقة-. ه. ملخصا.
(1) ذكره القرطبي (6/ 5558) عن الزهري.
(2) من الآية 59 من سورة النمل.
(3) من الآية 75 من سورة النحل.
(4) الآية 111 من سورة الإسراء.
(5) من الآية الأولى من سورة الأنعام.
(6) الآية 36 من سورة الجاثية.
(7) الآية الأولى من سورة الكهف.
(8) من الآية 43 من سورة الأعراف.
البحر المديد فى تفسير القرآن المجيد، ج4، ص: 515
و الصواب أن الزيادة تشمل ذلك كله، و كل من خصه بشىء؛ فإنما ذلك رحمة منه تعالى، كما قال تعالى:
[سورة فاطر (35): آية 2]
يقول الحق جل جلاله: ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ أي: ما يطلق و يرسل من رحمة، كنعمة، و مطر، و أمن، و عافية، و رزق، و علم، و معرفة، و نبوة، و غيرها، فَلا مُمْسِكَ لَها ؛ فلا أحد يقدر على إمساكها وردها، و استعير الفتح للإطلاق؛ لأنه مسبب عنه. و نكّر الرحمة للإشاعة و الإبهام، كأنه قال: من أىّ رحمة كانت، فتشمل نعمة الدفع و الجلب، كدفع المحن و جلب المنن. و الاعتراف بالمنعم من تمام النعمة، و الأمران مدرجان فى الفتح و الإمساك، وَ ما يُمْسِكْ أي: يمنع و يحبس من ذلك فَلا مُرْسِلَ لَهُ ؛ فلا مطلق له مِنْ بَعْدِهِ ؛ من بعد إمساكه. و أنث الضمير الراجع إلى الاسم المتضمّن معنى الشرط على معنى الرحمة، و ذكّره؛ حملا على لفظ المرجوع إليه؛ إذ لا تأنيث فيه؛ لأن الأول فسرّ بالرحمة، فحسن إتباع الضمير التفسير، و لم يفسر الثاني فترك على أصل التذكير.
و عن معاذ رضي اللّه عنه مرفوعا: «لا تزال يد اللّه مبسوطة على هذه الأمة ما لم يرفق خيارهم بشرارهم، و يعظّم برّهم فاجرهم، و تعن قراؤهم على أمراءهم على معصية اللّه. فإذا فعلوا ذلك نزع اللّه يده عنهم» «1» قال ابن عرفه: يؤخذ من قوله تعالى: وَ ما يُمْسِكْ .. أن العدم السابق الإضافى متعلق للقدرة، و جعله بعض الأصوليين متعلقا للإرادة أيضا، و ذلك لأن المصحح للتعلق الإمكان. ه. قال الأبى: لا دليل فى الآية؛ لاحتمال أن يكون التقدير: و ما يريد إمساكه، فيكون من متعلقات الإرادة، و يحتمل: و ما يمسك عن الإرسال بعد وجوده، كإمساك الماء عن النزول بعد خلقه فى السحاب. ه. وَ هُوَ الْعَزِيزُ الغالب، القادر على الإرسال و الإمساك. الْحَكِيمُ الذي يرسل و يمسك، بما تقتضى الحكمة إرساله، أو إمساكه.
الإشارة: ما يفتح اللّه لقلوب عباده من نفحات، و واردات، و إلهامات، و علوم لدنية، و حكم ربانية، و تعرفات جمالية و جلالية، فلا ممسك لها، بل اللّه يفتح على من يشاء، و يسد الباب فى وجه من شاء. و سد الباب فى وجه العبد عن معرفته الخاصة، علامته: عدم إيصاله إلى أوليائه. فكل من وصله إليهم، و صحبهم، و عظّمهم، و خدمهم،
(1) ذكر نحوه العراقي فى المغني (2/ 164) و عزاه لأبى عمرو الداني، فى كتاب الفتن، من رواية الحسن، مرسلا، بلفظ: (لا تزال هذه الأمة تحت يد اللّه و كنفه ما لم يمالىء قراؤها أمراءها) و قال العراقي. و رواه الديلمي فى مسند الفردوس، من حديث علىّ، و ابن عمر، بلفظ: «ما لم يعظم أبرارها فجارها، و يداهن خيارها شرارها، و إسنادهما ضعيف.
البحر المديد فى تفسير القرآن المجيد، ج4، ص: 516
فقد فتح اللّه له الباب فى وصوله إليه، و كل من نكبه عنهم، و لم يصحبهم، كما ذكر، فقد سد الباب فى وجهه عن معرفته العيانية. و فى الحكم: «سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه، و لم يوصل إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه» «1» . و ما يمسك من ذلك فلا مرسل له من بعده، و لو صلى و صام ألف عام. قال القشيري: ما يلوح لقلوب العارفين من أنوار التحقيق لا سحاب يستره، و لا ضباب يقهره. و يقال: ما يلزم قلوب أوليائه و أحوالهم من التيسير فلا ممسك له، و الذي يمنع من أعدائه- بسبب ما يلقيهم فيه من انغلاق الأمور و استصعابها- فلا ميسّر له من دونه. ه. و باللّه التوفيق.
ثم ذكّرهم بالنعم؛ لأن تذكر النعم سبب الفتح، فقال:
[سورة فاطر (35): الآيات 3 الى 4]
قلت: «غير اللّه»: من رفعه فنعت للمحل، أي: هل خالق غير اللّه، و من جره: فنعت للفظ. و «يرزقكم»: إما استئناف، أو: صفة ثانية لخالق، و «لا إله إلا هو»: مستأنفة، لا محل لها.
يقول الحق جل جلاله: يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ باللسان و القلب، و هى التي تقدمت، من بسط الأرض كالمهاد، و رفع السماء بلا عماد، و إرسال الرسل للهداية و الإرشاد، و الزيادة فى الخلق، و فتح أبواب الرزق. ثم نبّه على أصل النعم، و هو توحيد المنعّم، فقال: هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ بالمطر وَ الْأَرْضِ بالنبات، بل لا خالق يرزق غيره، لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ . فمن أىّ وجه تصرفون عن التوحيد إلى الشرك.
ثم سلّى نبيه عن صدف قومه عن شكر المنعم بقوله: وَ إِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ ، فلك فيهم أسوة، فاصبر كما صبروا. و تنكير «رسل» للتعظيم، المقتضى لزيادة التسلية، و الحث على المصابرة، أي: فقد
(1) انظر الحكم بتبويب المتقى الهندي (ص/ 13، حكمة/ 156).
البحر المديد فى تفسير القرآن المجيد، ج4، ص: 517
كذّبت رسل عظام، ذوو عدد كثير، و أولو آيات عديدة، و أهل أعمار طوال، و أصحاب صبر و عزم. و تقدير الكلام:
و إن يكذبوك فتأسّ بتكذيب الرسل قبلك؛ لأن الجزاء يعقب الشرط، و لو أجرى على الظاهر، لكان الجزاء مقدما على الشرط؛ لأن تكذيب الرسل سابق، فوضع فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ موضع فتأسّ، استغناء بالسبب عن المسبب. وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ، و هو كلام مشتمل على الوعد و الوعيد، من رجوع الأمور إلى حكمه، و مجازاة المكذّب و المكذّب بكل ما يستحقه فى الدنيا و الآخرة، فى الدنيا بالنصر و العز لأهل الحق، و بالذل و الإهانة لأهل التكذيب، و فى الآخرة معلوم، فالإطلاق أحسن من التقييد بالآخرة. و اللّه تعالى أعلم.
الإشارة: ذكر النعمة هو أن ينظر العبد، و يتفكر فى نفسه، فيجد نفسه مغروقة فى النعم الظاهرة و الباطنة. و قد تقدم تعدادها فى لقمان «1» . و ليتفكر فى حالته الماضية، فقد كان جاهلا، فعلّمه اللّه، ضالا، فهداه اللّه، غافلا، فأيقظه اللّه، عاصيا، فوفقه اللّه، إلى غير ذلك من الأحوال السنية. و لينظر أيضا إلى من تحته من العباد، فيجد كثيرا من هو أسوأ منه حالا و مقاما، فيحمد اللّه و يشكره. قال صلى اللّه عليه و سلم: «انظروا إلى من هو تحتكم و لا تنظروا إلى من فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة اللّه عليكم» «2» . و حمله المحققون على العموم فى الدين و الدنيا. ذكره ابن عباد فى الرسائل و غيره.
و قال عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه: تذاكروا النعم؛ فإن ذكرها شكر. ه. و قال القشيري: من ذكر نعمته فصاحب عبادة، و نائل زيادة، و من ذكر المنعم فصاحب إرادة، و نائل زيادة، و لكن فرق بين زيادة و زيادة، هذا زيادته فى الدارين عطاؤه، و هذا زيادته لقاؤه، اليوم سرّا بسرّ، من حيث المشاهدة، و غدا جهرا بجهر، من حيث المعاينة. ه.
قلت: من تحقق بغاية الشهود لم يبق له فرق بين شهود الدارين؛ إذا المتجلى واحد. ثم قال: و النعمة على قسمين:
ما دفع من المحن، و ما وضع من المنن، فذكره لما دفع عنه يوجب دوام العصمة، و ذكره لما نفعه به يوجب تمام النعمة، هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ .. ؟ فائدة هذا التعريف بوحدانيته، فإذا عرف أنه لا رازق غيره؛ لم يعلّق قلبه بأحد فى طلب شىء. و توهم شىء من أمثاله و أشكاله، و يستريح لشهود تقديره، و لا محالة يخلص فى توكله و تفويضه. ه.
(1) راجع تفسير الآية 20 من سورة لقمان.