کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

البرهان فى تفسير القرآن

الجزء الأول

مقدمة المؤلف

1 - باب في فضل العالم و المتعلم 2 - باب في فضل القرآن 3 - باب في الثقلين 4 - باب في أن ما من شي‏ء يحتاج إليه العباد إلا و هو في القرآن، و فيه تبيان كل شي‏ء 5 - باب في أن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا الأئمة(عليهم السلام)، و عندهم تأويله 6 - باب في النهي عن تفسير القرآن بالرأي، و النهي عن الجدال فيه 7 - باب في أن القرآن له ظهر و بطن، و عام و خاص، و محكم و متشابه، و ناسخ و منسوخ، و النبي(صلى الله عليه و آله) و أهل بيته(عليهم السلام) يعلمون ذلك، و هم الراسخون في العلم 8 - باب في ما نزل عليه القرآن من الأقسام 9 - باب في أن القرآن نزل ب(إياك أعني و اسمعي يا جارة) 10 - باب في ما عنى به الأئمة(عليهم السلام) في القرآن 11 - باب آخر 12 - باب في معنى الثقلين و الخليفتين من طريق المخالفين 13 - باب في العلة التي من أجلها أتى القرآن باللسان العربي، و أن المعجزة في نظمه، و لم صار جديدا على مر الأزمان؟ 14 - باب أن كل حديث لا يوافق القرآن فهو مردود 15 - باب في أول سورة نزلت و آخر سورة 16 - باب في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب 17 - باب في ما ذكره الشيخ علي بن إبراهيم في مطلع تفسيره
المستدرك(سورة آل عمران) فهرس محتويات الكتاب

الجزء الخامس

فهرس محتويات الكتاب فهرس المصادر و المراجع

البرهان فى تفسير القرآن


صفحه قبل

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 396

عينه، يا من رحم أيوب بعد حلول بلائه، يا من رحم محمدا (عليه و آله السلام)، و من اليتم آواه، و نصره على جبابرة قريش، و طواغيتها، و أمكنه منهم، يا مغيث يا مغيث يا مغيث. يقوله مرارا، فو الذي نفسي بيده لو دعوت الله بها بعد ما تصلي هذه الصلاة في دبر هذه السورة، ثم سألت الله جميع حوائجك ما بخل عليك، و لأعطاك ذلك إن شاء الله».

3395/ «4» - عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: من قرأ سورة الأنعام في كل ليلة جعل‏ «1» من الآمنين يوم القيامة، و لم ير النار بعينه أبدا.

3396/ «5» - قال أبو عبد الله (عليه السلام): «نزلت سورة الأنعام جملة واحدة، شيعها سبعون ألف ملك، حتى أنزلت على محمد (صلى الله عليه و آله)، فعظموها و بجلوها، فإن اسم الله فيها، في سبعين موضعا، و لو يعلم الناس ما في قراءتها [من الفضل‏] ما تركوها».

3397/ «6» - (جوامع الجامع): للطبرسي، قال: في حديث أبي بن كعب، عن النبي (صلى الله عليه و آله)، قال: «أنزلت علي الأنعام جملة واحدة، يشيعها سبعون ألف ملك، لهم زجل بالتسبيح و التحميد، فمن قرأها صلى عليه أولئك السبعون ألف ملك، بعدد كل آية من الأنعام يوما و ليلة».

ثم قال: و روى الحسين بن خالد، عن الرضا (عليه السلام) مثل ذلك، إلا أنه قال: «سبحوا له إلى يوم القيامة».

و مثله رواه صاحب المصباح‏ «2» .

3398/ «7» - و في (مصباح الكفعمي) أيضا: عن النبي (صلى الله عليه و آله): «من قرأها من أولها إلى قوله:

تَكْسِبُونَ‏ «3» وكل الله به أربعين ألف ملك، يكتبون له مثل عبادتهم إلى يوم القيامة».

قال: و في كتاب (الأفراد و الغرائب): أنه من فعل ذلك إذا صلى الفجر نزل إليه أربعون ملكا، و كتب له مثل عبادتهم.

ثم قال: و في كتاب (الوسيط): أنه من فعل ذلك حين يصبح، وكل الله تعالى به ألف ملك يحفظونه، و كتب له مثل أعمالهم إلى يوم القيامة.

3399/ «8» - و روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: «من كتبها بمسك و زعفران، و شربها ستة أيام متوالية، يرزق‏

(4)- تفسير العيّاشي 1: 354/ 2.

(5)- تفسير العيّاشي 1: 354/ 3.

(6)- جوامع الجامع: 122.

(7)- مصباح الكفعمي: 439.

(8)- خواص القرآن: 1 «مخطوط».

(1) في المصدر: كان.

(2) مصباح الكفعمي: 439.

(3) الأنعام 6: 3.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 397

خيرا كثيرا، و لم تصبه سوداء، و عوفي من الأوجاع و الألم بإذن الله تعالى».

قوله تعالى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ [1]

3400/ «1» - ابن بابويه، قال: حدثني أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبد الله بن عباس، قال: إن رسول الله (صلى الله عليه و آله) لما أسري به إلى السماء انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له:

النور و هو قول الله عز و جل: وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ، فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرئيل (عليه السلام): يا محمد، اعبر على بركة الله عز و جل، فقد نور الله لك بصرك و مد لك أمامك، فإن هذا النهر لم يعبره أحد، لا ملك مقرب، و لا نبي مرسل، غير أني في كل يوم اغتمس فيه اغتماسة، أخرج منها «1» فأنفض أجنحتي، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك و تعالى منها ملكا مقربا، له عشرون ألف وجه، و أربعون ألف لسان، كل لسان يلفظ بلغة «2» لا يفقهها اللسان الآخر.

فعبر رسول الله (صلى الله عليه و آله) حتى انتهى إلى الحجب، و الحجب خمس مائة حجاب، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمس مائة عام، ثم قال له جبرئيل (عليه السلام): تقدم يا محمد. فقال له: «يا جبرئيل، و لم لا تكون معي؟» قال: ليس لي أن أجوز هذا المكان. فتقدم رسول الله (صلى الله عليه و آله) ما شاء الله أن يتقدم، حتى سمع ما قال الرب تبارك و تعالى، قال: يا محمد، أنا المحمود و أنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، و من قطعك بتكته‏ «3» ، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، و أني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، و أنك رسولي، و أن عليا وزيرك.

فهبط رسول الله (صلى الله عليه و آله) فكره أن يحدث الناس بشي‏ء، كراهية أن يتهموه، لأنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية، حتى مضى لذلك ستة أيام، فأنزل الله تبارك و تعالى:

(1)- الأمالي: 290/ 10.

(1) في المصدر: غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ثم أخرج منه.

(2) في «ط»: بلفظ و لغة.

(3) البتك: القطع، و في «ط»: بتته.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 398

فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ‏ «1» فاحتمل رسول الله (صلى الله عليه و آله) ذلك حتى كان اليوم الثامن، فأنزل الله تبارك و تعالى عليه: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏ «2» فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «تهديد بعد وعيد، لأمضين أمر ربي عز و جل فإن تكذيب القوم‏ «3» أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا و الآخرة» قال: و سلم جبرئيل على علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين، فقال علي (عليه السلام):

«يا رسول الله، أسمع الكلام، و لا أحس بالرؤية». فقال: «يا علي، هذا جبرئيل أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني».

ثم أمر رسول الله (صلى الله عليه و آله) رجلا فرجلا من أصحابه أن يسلموا عليه بإمرة المؤمنين. ثم قال: «يا بلال، ناد في الناس أن لا يبقى غدا أحد، إلا عليل، إلا خرج إلى غدير خم».

فلما كان من الغد خرج رسول الله (صلى الله عليه و آله) بجماعة من الناس‏ «4» فحمد الله، و أثنى عليه، ثم قال: «أيها الناس، إن الله تبارك و تعالى أرسلني إليكم برسالة، و أني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني و تكذبوني، حتى أنزل‏ «5» الله علي وعيدا بعد وعيد، فكان تكذيبكم إياي أيسر علي من عقوبة الله إياي، إن الله تبارك و تعالى أسرى بي، و أسمعني، و قال: يا محمد، أنا المحمود و أنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، و من قطعتك بتكته‏ «6» ، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، و أني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، و أنك رسولي و عليا وزيرك».

ثم أخذ (صلى الله عليه و آله) بيدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فرفعه، حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما، و لم يريا قبل ذلك، ثم قال: «أيها الناس، إن الله تبارك و تعالى مولاي، و أنا مولى المؤمنين، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله».

فقال الشكاك و المنافقون و الذين في قلوبهم مرض و زيغ‏ «7» : نبرأ إلى الله من مقالته، ليس بحتم، و لا نرضى أن يكون علي وزيره، و هذه منه عصبية.

و قال سلمان و المقداد و أبو ذر و عمار بن ياسر: و الله، ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الآية: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً «8» فكرر رسول الله (صلى الله عليه و آله) ذلك‏

(1) هود 11: 12.

(2) المائدة 5: 67.

(3) في المصدر: أمر اللّه عزّ و جلّ فان يتهموني و يكذبوني فهو.

(4) في المصدر: بجماعة أصحابه.

(5) في «س»: فأنزل.

(6) في «ط»: قطعته. و في نسخة بدل منها: بتته.

(7) في «س» و «ط»: ضيق.

(8) المائدة 5: 3.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 399

ثلاثا، ثم قال: «إن كمال الدين، و تمام النعمة، و رضا الرب برسالتي‏ «1» إليكم و بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)».

3401/ «2» - الإمام أبو محمد العسكري (عليه السلام)، قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أنزل الله تعالى‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‏ فكان في هذه الآية رد على ثلاثة أصناف: لما قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ‏ فكان ردا على الدهرية، الذين قالوا: إن الأشياء لا بدء لها، و هي دائمة. ثم قال: وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ فكان ردا على الثنوية، الذين قالوا:

إن النور و الظلمة هما المدبران. ثم قال: ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‏ فكان ردا على مشركي العرب، الذين قالوا: إن أوثاننا آلهة.

ثم أنزل الله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «2» إلى آخرها، فكان فيها رد على كل من ادعى من دون الله ضدا أو ندا. قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله) لأصحابه: قولوا: إِيَّاكَ نَعْبُدُ «3» أي نعبد واحدا، لا نقول كما قالت الدهرية: إن الأشياء لا بدء لها، و هي دائمة، و لا كما قالت الثنوية، الذين قالوا: إن النور و الظلمة هما المدبران، و لا كما قال مشركو العرب: إن أوثاننا آلهة، فلا نشرك بك شيئا، و لا ندعو من دونك إلها، كما يقول هؤلاء الكفار، و لا نقول كما قالت اليهود و النصارى: إن لك ولدا، تعاليت عن ذلك علوا كبيرا».

و هذا الحديث متصل بآخر حديث يأتي- إن شاء الله- في قوله تعالى: وَ قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ‏ الآية من سورة البراءة «4» .

3402/ «3» - محمد بن يعقوب: بإسناده عن ابن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إن الله عز و جل خلق الجنة قبل أن يخلق النار، و خلق الطاعة قبل أن يخلق المعصية، و خلق الرحمة قبل الغضب، و خلق الخير قبل الشر، و خلق الأرض قبل السماء، و خلق الحياة قبل الموت، و خلق الشمس قبل القمر، و خلق النور قبل الظلمة».

3403/ «4» - العياشي: عن جعفر بن أحمد، عن العمركي بن علي، عن العبيدي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن جعفر، عن أبي إبراهيم (عليه السلام)، قال: «لكل صلاة وقتان، و وقت يوم الجمعة زوال الشمس» ثم تلا هذه الآية: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‏

(2)- التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السّلام): 542/ 324.

(3)- الكافي 8: 145/ 116.

(4)- تفسير العيّاشي 1: 354/ 4.

(1) في المصدر: بارسالي.

(2) الإخلاص 112: 1.

(3) الفاتحة 1: 5.

(4) يأتي في الحديث (1) من تفسير الآية (30) من سورة التّوبة.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 400

قال: «يعدلون بين الظلمات و النور، و بين الجور و العدل».

قوله تعالى:

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ [2]

3404/ «1» - علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن الحلبي، عن عبد الله بن مسكان‏ «1» ، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «الأجل المقضي: هو المحتوم الذي قضاه الله و حتمه، و المسمى: هو الذي فيه البداء، يقدم ما يشاء، و يؤخر ما يشاء، و المحتوم ليس فيه تقديم و لا تأخير».

3405/ «2» - و عنه، قال: حدثني ياسر، عن الرضا (عليه السلام)، قال: «ما بعث الله نبيا إلا بتحريم الخمر، و أن يقر له بالبداء، أن يفعل الله ما يشاء، و أن يكون في تراثه الكندر «2» ».

3406/ «3» - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ‏ ، قال: «هما أجلان: أجل محتوم، و أجل موقوف».

3407/ «4» - محمد بن إبراهيم النعماني، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن، عن محمد بن خالد الأصم، عن عبد الله بن بكير، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) ، في قوله عز و جل: قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ‏ ، قال: «إنهما «3» أجلان:

أجل محتوم، و أجل موقوف».

فقال له حمران: ما المحتوم؟ قال: «الذي لله فيه المشيئة».

قال حمران: إني لأرجو أن يكون أمر «4» السفياني من الموقوف. فقال أبو جعفر (عليه السلام): «لا، و الله، إنه لمن‏

(1)- تفسير القمّي 1: 194.

(2)- تفسير القمّي 1: 194.

(3)- الكافي 1: 114/ 4.

(4)- الغيبة: 301/ 5.

(1) في «س»: حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن مسكان، عن الحلبي، و هو صحيح أيضا حيث روى كلّ منهما عن الآخر، و رويا عن الصادق (عليه السّلام).

راجع معجم رجال الحديث 10: 329 و 23: 81.

(2) الكندر: ضرب من العلك نافع لقطع البلغم. «القاموس المحيط- كندر- 2: 134».

(3) في «س»: هما.

(4) في المصدر: أجل.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 401

المحتوم».

3408/ «5» - العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: ثُمَّ قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ‏ .

قال: «الأجل الذي غير مسمى موقوف، يقدم منه ما يشاء، و يؤخر منه ما يشاء، و أما الأجل المسمى فهو الذي ينزل مما يريد أن يكون من ليلة القدر إلى مثلها من قابل- قال- و ذلك قول الله: فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ‏ «1» ».

3409/ «6» - عن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله: ثُمَّ قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ‏ .

قال: «المسمى ما سمي لملك الموت في تلك الليلة، و هو الذي قال الله: فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ‏ «2» و هو الذي سمي لملك الموت في ليلة القدر، و الآخر له فيه المشيئة، إن شاء قدمه، و إن شاء أخره».

3410/ «7» - عن حمران، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ‏ .

قال: فقال: «هما أجلان: أجل موقوف يصنع الله ما يشاء، و أجل محتوم».

3411/ «8» - و في رواية حمران عنه (عليه السلام): «أما الأجل الذي غير مسمى عنده فهو أجل موقوف، يقدم فيه ما يشاء، و يؤخر فيه ما يشاء، و أما الأجل المسمى فهو الذي يسمى في ليلة القدر».

3412/ «9» - عن حصين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: قَضى‏ أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ‏ .

قال (عليه السلام): «الأجل الأول هو ما نبذه إلى الملائكة و الرسل و الأنبياء، و الأجل المسمى عنده هو الذي ستره الله عن الخلائق».

قوله تعالى:

وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ وَ يَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ [3]

(5)- تفسير العيّاشي 1: 354/ 5.

(6)- تفسير العيّاشي 1: 354/ 6.

(7)- تفسير العيّاشي 1: 354/ 7.

(8)- تفسير العيّاشي 1: 355/ 8.

(9)- تفسير العيّاشي 1: 355/ 9.

(1) الأعراف 7: 34، النّحل 16: 61.

(2) الأعراف 7: 34، النّحل 16: 61.

البرهان فى تفسير القرآن، ج‏2، ص: 402

3413/ «1» - ابن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الخزاز «1» ، عن مثنى الحناط، عن أبي جعفر- أظنه محمد بن النعمان- قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ‏ قال: «كذلك هو في كل مكان».

قلت: بذاته؟ قال: «ويحك، إن الأماكن أقدار، فإذا قلت: في مكان بذاته، لزمك أن تقول: في أقدار، و غير ذلك، و لكن هو بائن من خلقه، محيط بما خلق علما و قدرة و إحاطة و سلطانا و ملكا، و ليس علمه بما في الأرض بأقل مما في السماء، و لا يبعد منه شي‏ء، و الأشياء له سواء، علما و قدرة و سلطانا و ملكا و إحاطة».

3414/ «2» - الشيخ المفيد في (إرشاده)، قال: و جاءت الرواية: أن بعض أحبار اليهود جاء إلى أبي بكر، فقال له: أنت خليفة نبي هذه الامة؟ فقال له: نعم. فقال: إنا نجد في التوراة أن خلفاء الأنبياء أعلم أممهم، فأخبرني عن الله أين هو؟ في السماء أم في الأرض؟ فقال له أبو بكر: هو في السماء على العرش. فقال له اليهودي: فأرى الأرض خالية منه، و أراه على هذا القول في مكان دون مكان؟! فقال له أبو بكر: هذا كلام الزنادقة، أغرب عني و إلا قتلتك.

فولى الحبر متعجبا يستهزئ بالإسلام، فاستقبله أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له: «يا يهودي، قد عرفت ما سألت عنه، و ما أجبت‏ «2» به، و إنا نقول: إن الله عز و جل أين الأين، فلا أين له، و جل أن يحويه مكان، و هو في كل مكان، بغير مماسة و لا مجاورة، يحيط علما بما فيها، و لا يخلو شي‏ء منها من تدبيره، و إني مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم يصدق ما ذكرته لك، فإن عرفته أ تؤمن به؟» فقال اليهودي: نعم.

قال: «ألستم تجدون في بعض كتبكم أن موسى بن عمران (عليه السلام) كان ذات يوم جالسا إذ جاءه ملك من المشرق، فقال له موسى: من أين أقبلت؟ قال: من عند الله عز و جل. ثم جاءه ملك من المغرب، فقال له: من أين جئت؟ فقال: من عند الله عز و جل. ثم جاءه ملك آخر فقال: قد جئتك من السماء السابعة، من عند الله تعالى.

و جاءه ملك آخر، فقال: قد جئتك من الأرض السابعة، من عند الله تعالى. فقال موسى (عليه السلام): سبحان من لا يخلو منه مكان، و لا يكون إلى مكان أقرب من مكان».

فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله‏ «3» ، هذا هو الحق، و إنك أحق بمقام‏ «4» نبيك ممن استولى عليه.

(1)- التوحيد: 132/ 15.

(2)- الإرشاد: 108.

(1) في «س» و «ط»: الحسن بن يزيد الخزّاز، و الصواب ما في المتن، و هو الحسن بن عليّ بن زياد البجلي الكوفي الوشّاء الخزّاز، روى عن مثنّى الحنّاط، و روى عنه يعقوب بن يزيد. راجع رجال النجاشيّ: 39، معجم رجال الحديث 5: 34 و 65.

(2) في «ط» و «س»: جئت.

(3) (لا إله إلّا اللّه) ليس في المصدر.

صفحه بعد