کتابخانه تفاسیر
البرهان فى تفسير القرآن، ج3، ص: 739
وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ «1» : «الحسنة: «ولاية علي (عليه السلام) و حبه، و السيئة: عداوته و بغضه، و لا يرفع معهما عمل.
و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا هو علي فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ قال: هو علي وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ، قال: بني امية قوما ظلمة».
6953/ «30» - و من طريق المخالفين ما رواه موفق بن أحمد في كتاب (فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام): قال: قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب (عليه السلام).
6954/ «31» - ثم قال: و روى زيد بن علي، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: «لقيني رجل، فقال لي: يا أبا الحسن، أما- و الله- إني أحبك في الله، فرجعت إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فأخبرته بقول الرجل».
و ذكر الحديث إلى آخره و قد تقدم «2» .
و روى غيره من المخالفين هذين الحديثين «3» .
6955/ «32» - ابن المغازلي في (مناقبه): يرفعه إلى البراء بن عازب، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام): «يا علي، قال: اللهم اجعل لي عندك عهدا، و اجعل لي عندك ودا، و اجعل لي في صدور المؤمنين مودة» فنزلت: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا . نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام).
و عن الحبري، عن ابن عباس، أنها نزلت في علي (عليه السلام) خاصة «4» .
6956/ «33» - ابن المغازلي في (المناقب): يرفعه إلى ابن عباس، قال: أخذ رسول الله (صلى الله عليه و آله) بيدي، و أخذ بيد علي، فصلى أربع ركعات، ثم رفع يده إلى السماء، فقال: «اللهم سألك موسى بن عمران، و أنا محمد أسألك أن تشرح لي صدري، و تيسر لي أمري، و تحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، و اجعل لي وزيرا من أهلي عليا، اشدد به أزري، و أشركه في أمري».
(30)- المناقب: 197.
(31)- المناقب: 197.
(32)- المناقب: 327/ 374.
(33)- المناقب: 328/ 375.
(1) النمل 27: 90.
(2) تقدّم في الحديث (28) من تفسير هذه الآيات.
(3) انظر تفسير الحبري: 289 نحوه، شواهد التنزيل 1: 364/ 501، فرائد السمطين 1: 80/ 50.
(4) تفسير الحبري 289/ 43.
البرهان فى تفسير القرآن، ج3، ص: 740
قال ابن عباس: فسمعت مناديا ينادي: يا أحمد، قد أعطيت ما سألت، فقال النبي (صلى الله عليه و آله): «يا أبا الحسن، ارفع يديك إلى السماء و ادع ربك، و اسأله يعطك» فرفع علي (عليه السلام) يده إلى السماء، و هو يقول: «اللهم اجعل لي عندك عهدا، و اجعل لي عندك ودا» فأنزل الله تعالى على نبيه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ، فتلاها النبي (صلى الله عليه و آله) على أصحابه، فعجبوا من ذلك عجبا شديدا، فقال النبي (صلى الله عليه و آله) مم تعجبون؟! إن القرآن أربعة أرباع: فربع فينا أهل البيت خاصة، و ربع حلال، و ربع حرام، و ربع فضائل «1» و أحكام، و الله أنزل فينا «2» كرائم القرآن».
6957/ «34» - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ؟
قال: «إنما يسره الله على لسانه (صلى الله عليه و آله) حين أقام أمير المؤمنين (عليه السلام) علما، فبشر به المؤمنين، و أنذر به الكافرين، و هم الذين ذكرهم الله في كتابه لُدًّا ، أي كفارا».
6958/ «35» - علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبد الله بن موسى، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: قوله: فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ؟
قال: «إنما يسره الله على لسان نبيه (صلى الله عليه و آله) حين «3» أقام أمير المؤمنين (عليه السلام) علما، فبشر به المؤمنين، و أنذر به الكافرين، و هم القوم الذين ذكرهم الله: قَوْماً لُدًّا أي كفارا».
قلت قوله: وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ؟
قال: «أهلك الله من الأمم مالا يحصون، فقال: يا محمد هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً أي ذكرا».
(34)- الكافي 1: 358/ 90.
(35)- تفسير القمّي 2: 57.
(1) في المصدر: خاصّة، و ربع في أعدائنا، و ربع حلال و حرام، و ربع فرائض.
(2) في المصدر: في علي.
(3) في المصدر: حتّى.
البرهان فى تفسير القرآن، ج3، ص: 741
المستدرك (سورة مريم)
قوله تعالى:
فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا [11]
«1» - (تفسير النعماني) بإسناده: عن الصادق (عليه السلام): «قال أمير المؤمنين (عليه السلام) حين سألوه عن معنى الوحي، فقال: منه وحي النبوة، و منه وحي الإلهام، و منه وحي الإشارة- و ساقه إلى أن قال- و أما وحي الإشارة فقوله عز و جل فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا أي أشار إليهم، لقوله تعالى: أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً «1» ».
قوله تعالى:
وَ كانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ وَ كانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا [55]
«2» - (دعائم الإسلام): عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «لما نزلت هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً «2» ، قال الناس: يا رسول الله، كيف نقى أنفسنا و أهلينا؟ قال: اعملوا الخير، و ذكروا به
(1)- المحكم و المتشابه: 16.
(2)- دعائم الإسلام 1: 82.
(1) آل عمران 3 و 41.
(2) التحريم 66: 6.
البرهان فى تفسير القرآن، ج3، ص: 742
أهليكم فأدبوهم على طاعة الله».
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «ألا ترى أن الله يقول لنبيه (صلى الله عليه و آله): وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها «1» و قال: وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا* وَ كانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ وَ كانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ».
(1) طه 20: 132.
البرهان فى تفسير القرآن، ج3، ص: 743
سورة طه
البرهان فى تفسير القرآن، ج3، ص: 745
سورة طه فضلها
6959/ «1» - ابن بابويه: بإسناده المتقدم في سورة الكهف، عن الحسن، عن صباح الحذاء، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لا تدعوا قراءة سورة طه، فإن الله يحبها و يحب من يقرأها، و من أدمن قراءتها أعطاه الله يوم القيامة كتابه بيمينه، و لم يحاسبه بما عمل في الإسلام، و اعطي في الآخرة من الأجر حتى يرضى»
6960/ «2» - و من (خواص القرآن): عن النبي (صلى الله عليه و آله)، أنه قال: «من قرأ هذه السورة اعطي يوم القيامة مثل ثواب المهاجرين و الأنصار، و من كتبها و جعلها في خرقة حرير خضراء، و قصد إلى قوم يريد التزويج، لم يرد و قضيت حاجته، و إن مشى بين عسكرين يقتتلان افترقوا و لم يقاتل أحد منهم الآخر، و إن دخل على سلطان كفاه الله شره، و قضى له جميع حوائجه، و كان عنده جليل القدر» «1» .
6961/ «3» - و عن الصادق (عليه السلام)، قال: «من كتبها و جعلها في خرقة حرير خضراء، و راح إلى قوم يريد التزويج منهم، تم له ذلك و وقع، و إن قصد في إصلاح قوم تم له ذلك، و لم يخالفه أحد منهم، و إن مشى بين عسكرين افترقا و لم يقاتل بعضهم بعضا، و إذا شرب ماءها المظلوم من السلطان، و دخل على من ظلمه من أي السلاطين، زال عنه ظلمه بقدرة الله تعالى، و خرج من عنده مسرورا، و إذا اغتسلت بمائها من لا طالب لعرسها خطبت، و سهل عرسها بإذن الله تعالى».
(1)- ثواب الأعمال: 108.
(2)- خواصّ القرآن: 4 «قطعة منه».
(3)- خواصّ القرآن: 4: «قطعة منه».